أهلاً دوق فليد مرة أخرى !! يا صديقي نحن هكذا منذ أن عرفنا أنفسنا , فأي معلومة جديدة علينا لا نتقبلها في البداية .. وبعد أن تمضي السنين الطويلة نقتنع بصحة هذه المعلومة وذلك بعد أن نكون آخر من يعلم !! 
أشياء كثيرة حين تتحدث عنها أو تحاول مجرد البحث عنها والسؤال يتم اتهامك بالليبرالية والانحراف والزندقة وغيرها !!
للأسف أقولها .. نحن لدينا ( حفّاظ ) فقط .. يحفظون ما في الكتب وينقلونه لك .. ومن يجرؤ على مخالفة ما يقولونه فالويل له .. وكأن الدين الإسلامي لا يوجد إلا في السعودية , ولا كأن اختلاف أمة محمد جعل رحمة لها !!
أقسم بالله لا أقصد الانتقاص من أهل العلم بل هم أكنّ لهم كل احترام ومحبة !
ولكن انظروا ماذا حصل للشيخ الكلباني؟ وللمشايخ من قبله والذين أفتوا بفتاوى عليها أدلة من الكتاب والسنة !
حدود العورة للرجل - اللحية - الأغاني - كشف وجه المرأة - إطالة الإزار وغيرها من المسائل !
كلها عليها خلاف من قديم الزمان وكل طرف لديه من الأدلة الشيء الكثير .. ورغم هذا من يخالف القول السعودي فهو ضال مبتدع !
في موضوعك يا دوق فليد اصبر على ما قد يأتيك ! فلن يأتيك أكثر مما حصل عليه الشيخ علي بن مشرف العمري الذي كان قد ذاع صيته في الرقية الشرعية وإخراج الجن !
وبعد أن جهر بالحقيقة وقال ما اكتشفه بعد هذه السنين الطويلة ... اختفى ولم يظهر !!
المشكلة هنا أن البعض يعتقد أن مسألة دخول الجني للإنسي من الإسلام وإنكارها يعدّ كفراً ! وهذا بسبب الجهل ! تعلم يا دوق فليد أني كنت من المعتقدين باستطاعة الجني دخول جسم الإنسان والتحدث بلسانه , وذلك بسبب الأحاديث التي نسمعها في مجتمعنا حتى أنه يقال أن الممسوسين يطيرون إلى السقف !!
كنت أخاف من مجرد سماع كلمة (الجن) !! وقد حصلت لي قصة مع ابن خالي قبل فترة وكتبت القصة في المجلس العام وكنت وقتها أكاد أجزم أن ما حدث أمامي صحيحاً حيث أنه من المستحيل أن تنطلي علي هذه التمثيلية من طفل صغير فأنا شخص أعتدّ كثيراً بذكائي !! قصتي مع الجني عبده ولكن بعد الأخذ والرد في نفس الموضوع وطرحك لكثير من الأمور الغريبة .. قررت أن أبحث في هذا الموضوع وأستزيد ! وفعلاً بحثت في الانترنت كثيراً على أمل أن أثبت صحة اعتقادي وقرأت في الأدلة كثيراً ولم أجد دليلاً واحداً يقطع الشك باليقين ويثبت أن الجن يدخل جسم الإنسان ! حينها قررت أن أثق بعقلي بعيداً عن المعتقدات التي توارثناها جيلاً بعد جيل ! دخلت إلى مواقع المقرئين .. وهناك وجدت العجب العجاب ! وجدت من يقول : أن الجني يعاشر الإنسية بالدخول إلى مكان حساس ويضغط .. وهكذا أكمل شرحه بالنسبة للجني الشاذ جنسياً ! سألت نفسي حينها .. من أين أتوا بهذا الكلام؟ أهو من القران والسنة؟ أم من الجني الذي يقولون أن الأصل فيه الكذب؟؟ كلام قبيح جداً وتشمئز منه الأنفس ! أين نحن من السؤال عن الدليل؟ أم أصبحنا ممن يؤجر عقله لغيره فيصدقه في كل ما يقول؟
ألم يقل الله عز وجل في كتابه : (ولقد كرمنا بني آدم )؟ فكيف لجني أن يدخل جسد امرأة مسلمة عفيفة شريفة ليدنسه؟! قرأت أيضاً كلاماً لم أقتنع به , وبإمكانكم البحث عن منتدى المقرئين أو عالم الجن لست أذكر وستجدون العجب العجاب ! بينما أنا في طور تغيير قناعتي كنت أفكر في ابن خالي , لم أكن أصدق أنه استطاع الضحك علينا ! فالحدث كان جد فظيع والخوف كان يملأ المكان وردات فعله لم تكن طبيعية بل كانت في نظري من وحي الجن !
أردت أن أقطع الشك باليقين وأتحدث مع ابن خالي , ولكن لبعد المكان أجّلت الحديث إلى حين سفري خصوصاً أني لا أريد محادثته هاتفياً حتى لا يكذب علي !
في تلك الفترة كنت في دائرة حكومية أنتظر رقمي , حينها شاهدني أحد الأصدقاء فجاء ليسلم علي !
تحدثنا طويلاً وتذكرت أخاه المسحور , والذي حينها لم يتركوا قارئاً إلا وعرضوه عليه , وكان كل قارئ يقول قولاً مختلفاً , حتى أن أحدهم قال أنه مسحور والسحر موجود تحت خاتم يده !
وقد كان الخاتم هدية من شخص لم يذكروه لي , وقد تحسنت حاله قليلاً بعد نزع الخاتم ولكن بقايا السحر لم تزال كما زعم المقرئ !!
نعود إلى صاحبنا وسؤالي له عن أخيه .. قال لي : إنه بخير وبأتم عافية !
فرحت وقلت : عسى السحر راح؟
قال : لا والله لا سحر ولا هم يحزنون رحنا به عند النفسية واكتشفوا عنده مثل الكهرباء في راسه والحين يعطونه حبة بالصباح وحبة بالمساء يشربها وما يجيه شي !
حينها زاد اقتناعي بأن الجن لا يدخلون أجساد الإنس !
بعدها سافرت إلى جنوب المملكة ... وتم بيني وبين ولد خالي حوار قصير بأسلوب بسيط ووعدته بالكتمان إن أخبرني الحقيقة :
- قل لي الصدق بس وما راح أقول لأحد , لأني علمت شيخ عندنا بالرياض وعلمته السالفة وقال لي انك تكذب علينا لأن افعال أفعال ممثل !
- لا والله ما مثلت .
- شف , لا تقول شي خلني أخلص كلامي , أنا الحين أسألك واللي تقوله لي راح أصدقك فيه لكن وربي لو تمر حتى عشر سنوات واكتشف انك كذبت علي والله ما راح أنساها لك ..
حنا بيننا أسرار كثيرة ولا قلتها لأحد وإذا تبي صداقتنا تنتهي خلني أدري انك تكذب علي .. يعني لو تقول انه جني راح أصدقك , وان قلت ما فيك شي راح أصدقك , لكن ان كذبت علي بتطيح من عيني !
تكلمت بكلام كثير حتى يقتنع ويقول لي الصدق !
فقال لي : لا ما فيني شي !
- يعني كنت تمثل؟
- ايه
- طيب ليش؟
- عشان .... و .... و...
عدد لي الأسباب وكان يكلمني وهو ينظر للأرض !
بعدها تأكدت أن قناعتي السابقة كانت على خطأ .. وأن الطفل الصغير إذا استطاع خداعنا فالكبير يستطيع فعل ذلك من باب أولى !
اعذروني على الإطالة .. ولكن حبيت أذكر تجربتي الشخصية !