الثبات..على الــدين
إنَّ دين الإسلام هو الدين الحق الذي شرَّف الله به المسلمين, قال تعالى: ﴿ إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ ..﴾ 19, آل عمران ، و قال تعالى : ﴿ وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ ﴾ 85 , آل عمران .و هو الدين الذي أنزله الله على رسوله الأمين , فدعا إليه البشرية جميعا , و سار على نهجه صحابته رضوان الله عليهم الذين دعوا إلى الهدى , و أحيوا بكتاب الله قلوبا موتى , و بصروا بنور الله أهل العمى , و قد حث الله عباده على التمسك به , فهو الدين الحق الباقي إلى يوم القيامة ,و وعدهم بالنصر على الأعداء , و التمكين في الأرض , و هو الدين الحقُّ الذي كتَب الله له البقاء إلى آخِر الزمان، وحفِظَه الله من التبديل و التحريف والزيادة والنقصان، وحكَم له بالظُّهور على سائر الأديان، ولو كَرِه المشركون وأهل الطغيان, ووَعَد سبحانه أهلَه المتمسِّكين به بالنصر والتمكين؛ قال تعالى : ﴿ الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ﴾ 41, الحج و أنه لا تزال طائفة من المسلمين متمسكة بالإسلام إلى يوم القيامة , و لو اشتدت الخطوب و كثرت الفتن , قال صلى الله عليه وسلم : ( لا يزال من أمتي أمة قائمة بأمر الله لا يضرهم من خذلهم , ولا من خالفهم حتى يأتيهم أمر الله وهم على ذلك ) رواه البخاري , و إن المسلم حينما يتأمل تاريخ الإسلام و حياة المسلمين , و ما مر عليهم من أحداث عصيبة يرى أن الله حفظ الإسلام , و أعز المسلمين في مشارق الأرض و مغاربها , لذلك ينبغي على المسلم أن يتمسك بهذا الدين القويم , , و يحذر فتن آخر الزمان التي تتعاقب كقطع الليل المظلم , و التي أخبر الرسول صلى الله عليه وسلم أمته عنها , و أنه سوف يقل الخير ، و يكثر الشر , و ينصرف الناس إلى الدنيا و ملذاتها , و يقل التمسك بالدين , و يحثهم على الصبر و الثبات و الإيمان , و يرشدهم إلى توطين أنفسهم تجاه تلك الفتن , و أنها واقعة لا محالة , قال صلى الله عليه وسلم : ( يأتي على الناس زمان القابض على دينه كالقابض على الجمر ) رواه الترمذي .
عبد العزيز السلامة / أوثال
سلعة الله غاليــة!!
إن سلعة الله غالية , قد عمل لها العاملون , و تزود لها بزاد التقوى المخلصون , و اشتاق إليها الصالحون , ألا إنها الجنة , قال تعالى : (تِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي نُورِثُ مِنْ عِبَادِنَا مَن كَانَ تَقِيًّا ) 63, مريم , و قال صلى الله عليه و سلم : (مَنْ خَافَ أدلج وَمَنْ أَدْلَجَ بَلَغَ الْمَنْزِلَ أَلاَ إِنَّ سِلْعَةَ اللَّهِ غَالِيَةٌ أَلاَ إِنَّ سِلْعَةَ اللَّهِ الْجَنَّةُ ) رواه الترمذي , و هي رجاء المؤمنين وأمل الطائعين وأمان الخائفين , و هي ذات النعيم الخالد والسعادة الأبدية , فالفوز الفوز لمن دخلها , والويل و الخسران لمن زحزح عنها , و المسلم الفطن هو الذي يكون على يقين بوعد الله , و ما أعده لعباده الصالحين من أشياء لا يدركها الإنسان , حتى يجتهد في الطاعات ,أو وعيده , فيحذر السيئات و يبلغ أعلى الدرجات , قال صلى الله عليه و سلم : ( قال الله تعالى أَعْدَدْتُ لِعِبَادِي الصَّالِحِينَ مَا لا عَيْنٌ رَأَتْ وَلا أُذُنٌ سَمِعَتْ وَلا خَطَرَ عَلَى قَلْبِ بَشَرٍ ) ، واقرؤوا إن شئتم قوله تعالى: ( فلا تَعْلَمُ نَفْسٌ ما أُخْفِيَ لهم من قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزاءً بما كانوا يَعْمَلون ) متفق عليه . فيا أخي المسلم إن الله يحب عباده , و يفرح بتوبتهم , و هو أرحم بهم من أنفسهم , قد ذكر لهم في الوحيين الجنة و أسماءها و أوصافها و أنهارها و درجاتها و أبوابها , و صفات أهلها تشويقا إليها , و الشاعر يقــول :
يا سلعةَ الرحمن ِلست رخيصة ً * بـل أنتِ غالية ٌعلى الكسلان ِ
يا سلعة الرحمـن ليس ينالُهـــــا * في الألـفِ إلا واحـدٌ لا اثنان ِ
يا سلعة الرحمن أين المشتـري * فلقـد عُرِضتِ بأيسـر الأثمان ِ
يا سلعة الرحمن هل من خاطب * فالمهرُ قبل المـوتِ ذو إمكان
يا سلعة الرحمن لـولا أنَّهـــــا * حُجِـبَتْ بكلِّ مكـاره ِالإنســـان
فيا أخي المسلم لا تبخل على نفسك بالجنة .
عبد العزيز السلامة / أوثال
الدعـــاء!!
إن الدعاء عبادة تعني الافتقار إلى الله ، والتبرُّؤ من والقوّة , وهو سمةُ العبودية، واستشعارُ الذلَّة البشريَّة لله تعالى , و هو من أفضل العبادات ، لأنه يدل على التواضع لله، والرغبة فيما عنده، والخوف منه تعالى، والاعتراف بالعجز والحاجة إلى الله ،قال جل جلاله : ( وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان فليستجيبوا لي و ليؤمنوا بي لعلهم يرشدون ) 186 , البقرة, و قال صلى الله عليه وسلم : ( ما من مسلم يدعو بدعوة ليس فيها إثم ولا قطيعة رحم ، إلاَّ أعطاه الله بها إحدى ثلاث: إمَّا أن يُعجِّل له دعوته ، وإمَّا أن يدَّخرها له في الآخرة ، وإمَّا أن يصرف عنه من السوء مثلها ) رواه والبخاري . وقد أثنى الله سبحانه على أنبيائه , فهو صفة المرسلين, و له شروط منها :الإخلاص لله , و عدم الاستعجال و الدعاء بالخير, و لا يدعو بإثم أو قطيعة رحم, و حضور القلب , لأنك تناجي الله , و إطابة المأكل, و يحرص على الأوقات للدعاء كالدعاء في جوف الليل , قال صلى الله عليه وسلم : ( ينزل ربنا تبارك وتعالى كل ليلة إلى السماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الآخر فيقول : من يدعوني فاستجيب له , ومن يسألني فأعطيه , ومن يستغفرني فاغفر له ) متفق عليه , و في السجود , قال صلى الله عليه وسلم : ( أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد فأكثروا الدعاء ) رواه مسلم , و يوم الجمعة , قال صلى الله عليه وسلم : ( في يوم الجمعة ساعة لا يوافقها مسلم وهو قائم يصلي يسأل الله خيرا إلا أعطاه إياه وقال بيده قلنا يقللها يزهدها) رواه البخاري . فالمسلم المخلص هو الذي يعرف الله في الرخاء , و يلتجئ إليه في الشدة .
عبد العزيز السلامة / أوثال