علاما الساعة الصغرى /3
و من علامات الساعة : انحسَار الفرات عَن جَبل من ذهَب , قال صلى الله عليه وسلم : ( يُوشِكُ الْفُرَاتُ أَنْ يَحْسِرَ عَنْ كَنْزٍ مِنْ ذَهَبٍ فَمَنْ حَضَرَهُ فَلَا يَأْخُذْ مِنْهُ شَيْئًا ) متفقعليه , والتطاول في البنيان , و أَنْ تَلِدَ الأَمَةُ رَبَّتَهَا , قال صلى الله عليه و سلم في حديث جبريل عليه السلام : (.. أن تلد الأمة ربتها، وأن ترى الحفاة العراة العالة رعاء الشاة يتطاولون في البنيان ) رواه مسلم . و نفي المدينة لشرارها , قال صلى الله عليه وسلم : (تتركون المدينة على خير ما كانت لا يغشاها إلا العوافي ) أي ( السباع والطير) رواه البخاري . و كثرة الزلازل، وظهور الخسف ,قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (لا تقوم الساعة حتى يقبض العلم وتكثر الزلازل..) رواه البخاري .و كثرة الكذب, و عدم التثبت, قال صلى الله عليه وسلم: (سيكون في آخر الزمان دجالون كذابون يأتونكم من الأحاديث ما لم تسمعوا أنتم ولا آباؤكم، فإياكم وإياهم..) رواه مسلم. و ظهور الظالمين, و الكاسيات العاريات , قال صلى الله عليه وسلم : (صِنْفَانِ مِنْ أَهْلِ النَّارِ لَمْ أَرَهُمَا: قَوْمٌ مَعَهُمْ سِيَاطٌ كَأَذْنَابِ البَقَرِ يَضْرِبُونَ بِهَا النَّاسَ, وَنِسَاءٌ كَاسِيَاتٌ عَارِيَاتٌ مُمِيلاتٌ مَائِلاتٌ, رُؤُوسُهُنَّ كَأَسْنِمَةِ البُخْتِ المَائِلَةِ, لا يَدْخُلْنَ الجَنَّةَ وَلا يَجِدْنَ رِيحَهَا, وَإِنَّ رِيحَهَا لَيُوجَدُ مِنْ مَسِيرَةِ كَذَا وَكَذَا) رواه مسلم . و الاستماع إلى الأغاني المحرمة , قال تعالى : ( وَمِنْ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّخِذَهَا هُزُوًا..) 6, لقمان , و قال صلى الله عليه وسلم : ( لَيَكُونَنَّ مِنْ أُمَّتِي أَقْوَامٌ يَسْتَحِلُّونَ الْحِرَ وَالْحَرِيرَ وَالْخَمْرَ وَالْمَعَازِفَ ) رواه البخاري
عبد العزيز السلامة / أوثال
علامات الساعة الصغرى /4
و من علامات الساعة :الفرار بالدين من شدة الفتن , قال صلى الله عليه و سلم : (يوشك أن يكون خير مال المسلم غنم يتبع بها شعف الجبال ومواقع القطر يفر بدينه من الفتن ) رواه البخاري و كثرة الروم وقتالهم للمسلمين , قال صلى الله عليه وسلم : (اعدد ستاً بين يدي الساعة ، فذكر منها : ثم هدنة تكون بينكم وبين بني الأصفر, فيغدرون فيأتونكم تحت ثمانين غاية تحت كل غاية اثنا عشر ألفاً) رواه البخاري. و قتال اليهود , قال صلى الله عليه وسلم : ( لا تقوم الساعة حتى يقاتل المسلمون اليهود، فيقتلهم المسلمون حتى يختبئ اليهودي من وراء الحجر والشجر فيقول الحجر أو الشجر: يا مسلم يا عبد الله هذا يهودي خلفي فتعال فاقتله، إلا الغرقد فإنه من شجر اليهود ) متفق عليه . والتقليد و إتباع سنن الأمة الماضيةعن صلى الله عليه وسلم قال: ( لتتبعن سنن من كان قبلكم شبرا بشبر، وذراعا بذراع حتى لو دخلوا جحر صب لتبعتموهم. قلنا: يا رسول الله، اليهود والنصارى؟ قال: و من ) رواه البخاري. و نفي المدينة لشرارها، قال صلى الله عليه وسلم : ( تتركون المدينة على خير ما كانت لا يغشاها إلا العوافي ، يريد عوافي السباع والطير) [رواه البخاري . وانتشار الربا, و تقارب الزمان و كثرة الشح, قال صلى الله عليه و سلم : ( ليأتين على الناس زمان لا يبالي المرء بما أخذ المال، أمن حلال أم من حرام ). و قال صلى الله عليه وسلم: ( يتقارب الزمان، وينقص العمل، ويلقى الشح ) رواه البخاري . و رجوع بعض قبائل العرب إلى الشرك .
محـبـة الله ورسـوله .
إن الله تعالى خلق الخلق لعبادته , و جعل الإخلاص , و موافقتها للكتاب و السنة شرطا من شروطها , و من الإخلاص صرف المحبة لله وحده دون سواه , فالمحبة حقيقة العبودية لله , و إذا أحببت , فيجب أن تحب لله , و في الله , و تحب رسوله صلى الله عليه و سلم و رسله و ملائكته و أو لياءه المتقين , بعيدا عن الحاجات الدنيوية . و تتحقق المحبة باتباع أوامر الله , واجتناب نواهيه ، و اتباع الرسول صلى الله عليه و سلم , حتى يحبهم الله , قال تعالى : ( قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّهُ ) 31 , آل عمران، و أن يكون الله ورسوله أحب إلى الإنسان مما سواهما، و أن تتقدم محبتهما على غيرهما , فلا يكون عنده شيء أحب إليه من الله ورسوله، حتى يجد المسلم لذة الطاعة و حلاوة الإيمان .قال صلى الله عليه وسلم : ( ثلاث من كُنَّ فيه وجد بهنَّ حلاوة الإيمان أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما ، وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله ) . متفق عليه، و أن تتقدم المحبة على كل شيء حتى على النفس.. كيف لا ! وعمر بن الخطاب رضي الله عنه يقول لرسول الله صلى الله عليه وسلم : ( لأنت أحبُّ إليَّ من كل شيء إلا من نفسي ) ، فقال له صلى الله عليه وسلم : ( لا والذي نفسي بيده حتى أكون أحبَّ إليك من نفسك ) فقال عمر رضي الله عنه ( فإنه الآن والله لأنت أحب إليّ من نفسي ) فقال صلى الله عليه وسلم : ( الآن يا عمر ) رواه البخاري. وقال صلى الله عليه وسلم : ( لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من ولده ووالده والناس أجمعين ) متفق عليه . و إن الله يحب عباده , و يفرح بتوبتهم , و لم يكلفهم ما لا يطيقون , و يجزل بالأجر العظيم على العمل القليل , و إن النبي صلى الله عليه وسلم أفضل خلق الله جاهد في الله حق جهاده , و أخرج أمته من الظلمات إلى النور, ومن عبادة العباد إلى عبادة رب العباد , ومن الجهل و الضلالة إلى العلم و الهدى ، ومن العذاب إلى المغفرة , حتى ترك أمته على المحجة البيضاء .
من معجزات الرسول ( صلى الله عليه و سلم )/3
قال صلى الله عليه وسلم: ( إني لأعرف حجراً بمكة كان يسلّم عليّ قبل أن أبعث ، إني لأعرفه الآن ) رواه مسلم عن أنس بن مالك رضي الله عنه , قال أبو طلحة لأم سليم: لقد سمعت صوت رسول الله صلى الله عليه وسلم ضعيفاً أعرف فيه الجوع فهل عندك من شيء؟ قالت: نعم فأخرجت أقراصاً من شعير ثم أخرجت خماراً لها فلفت الخبز ببعضه ، ثم دسته تحت يدي و لاثتني ببعضه , ثم أرسلتني إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: فذهبت به فوجدت رسول الله صلى الله عليه وسلم في المسجد و معه الناس فقمت عليهم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أرسلك أبو طلحة.؟ فقلت : نعم قال: بطعام؟ قلت: نعم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لمن معه: قوموا. فانطلق وانطلقت بين أيديهم حتى جئت أبا طلحة فأخبرته فقال أبو طلحة: يا أم سليم قد جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم والناس وليس عندنا ما نطعمهم فقالت: الله ورسوله أعلم. فانطلق أبو طلحة حتى لقي رسول الله عليه وسلم فأقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو طلحة معه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: هلم يا أم سليم ما عندك. فأتت بذلك الخبز, فأمر به رسول الله صلى الله عليه وسلم , فَفُتَّ، وَعَصَرَتْ عَلَيْهِ أُمُّ سُلَيْمٍ عُكَّةً لَهَا فآدَمَتْهُ ،ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما شاء الله أن يقول, ثم قال: ائذن لعشرة فأذن لهم فأكلوا حتى شبعوا , ثم خرجوا ثم قال: ائذن لعشرة فأكل القوم كلهم والقوم سبعون أو ثمانون رجلا ) رواه البخاري , و عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال: سرنا مع النبي صلى الله عليه وسلم حتى نزلنا واديا أفيح فذهب رسول الله صلى الله عليه وسلم يقضي حاجته فأتبعته بإداوة فيها ماء، فنظر فلم ير شيئا يستتر به و إذ شجرتان بشاطئ الوادي فانطلق إلى أحدهما فأخذ ببعض من أغصانها وقال: انقادي علي بإذن الله. فانقادت معه كالبعير المخشوش الذي يصانع قائده حتى إذا كان بالمنتصف فيما بينهما لاءم بينهما أي جمعهما، وقال: التئما علي بإذن الله . فالتأمتا قال جابر: فخرجت أحضر مخافة أن يحس بقربي منه فيبعد فجلست أحدث نفسي فحانت مني التفاتة فإذا أنا برسول الله صلى الله عليه وسلم مقبل وإذا الشجرتان قد افترقتا وقامت كل واحدة منهما على ساق . رواه مسلم .
من معجزات الرسول ( صلى الله عليه و سلم )/2
و أنه صلى الله عليه و سلم أنه لما شكا إليه شاك قحوط المطر أي ( حبسه وانقطاعه ) وهو فوق المنبر في خطبة الجمعة فرفع يديه إلى الله تعالى ودعا .وما في السماء قطعة من السحاب فطلعت سحابة حتى توسطت السماء فاتسعت فأمطرت فقال :اللهم حوالينا ولا علينا فاقلعت وانقطعت .متفق عليه , و أنه - صلى الله عليه و سلم - أطعم الألف الذين كانوا معه في غزوة الخندق من صاع شعير ودون صاع وبهيمة ـ وهي ولد الضأن - فأكلوا وشربوا و انصرفوا وبقي بعد انصرافهم عن الطعام أكثر مما كان من الطعام .متفق عليه , و أنه - صلى الله عليه و سلم - في غزوة حنين رمى الكفار بقبضة من تراب وقال :شاهت الوجوه فامتلأت أعينهم ترابا كلهم وهزموا عن آخرهم .رواه مسلم و غيره , و عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال : كنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في سفرٍ، فقلّ الماء، فقال: ( اطلبوا فضلة من ماء )، فجاؤوا بإناءٍ فيه ماء قليل، فأدخل يده في الإناء، ثم قال: ( حيّ على الطهور المبارك، والبركة من الله ) ، فلقد رأيت الماء ينبع من بين أصابع رسول الله - صلى الله عليه وسلم- ، ولقد كنا نسمع تسبيح الطعام وهو يؤكل ) رواه البخاري , و روى مسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل يوماً مع بعض أصحابه حائطا من حيطان الأنصار ، فإذا جمل قد أتاه فجرجر وذرفت عيناه ، فمسح رسول الله صلى الله عليه وسلم سراته وذفراه فسكن ، فقال صلى الله عليه وسلم: " من صاحب الجمل؟ فجاء فتى من الأنصار قال: هو لي يا رسول الله ، فقال له صلى الله عليه وسلم : ( أما تتقي الله في هذه البهيمة التي ملكها الله لك إنه شكا إليّ انك تجيعه وتدئبه ) أي ( تواصل العمل عليه بدون انقطاع ).و إسقاط الأصنام بالإشارة: عن ابن عباس رضي اللّه عنهما قال: كان حول البيت (الكعبة) ستون وثلاثمائة صنم مثبتة الأرجل بالرصاص في الحجارة، فلما دخل رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم المسجد عام الفتح، جعل يشير بقضيب في يده إليها , ولا يمسها ويقول: جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقًا، فما أشار إلى وجه صنم إلا وقع لقفاه , ولا لقفاه إلا وقع لوجهه حتى ما بقي منها صنم ) رواه البخاري , و أنه - صلى الله عليه و سلم - أخبر أميه بن خلف أنه يقتله فقتل كافر ا يوم بدر .رواه البخاري .
عبد العزيز السلامــة / أوثال
من معجزات الرسول ( صلى الله عليه و سلم )/1
إن الله تعالى أعطى نبيه صلى الله عليه و سلم كثيرا من المعجزات الباهرات إكراما له, و تأييدا لدعوته, فأثرت في النفوس, و حركت العقول, فاستجابت لها القلوب البصيرة . فنطق الجماد والحيوان, و سبّح الحصى والطعام، وسلّم الحجر والشجر، وحنَّ الجذع.و من هذه المعجزات : القرآن الكريم , فهو معجزة الرسول صلى الله عليه و سلم الخالدة الذي لا تنقضي أسراره , و لا تنقطع عجائبه , فهو معجزة ضم معجزات كثيرة كالإعجاز التشريعي و البياني و اللغوي , و سرد القصص , و ضرب الأمثال ,قال تعالى: ( قل لئن اجتمعت الإنس والجن على أن يأتوا بمثل هذا القرآن لا يأتون بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيرا) 88, الإسراء , و انشقاق القمر , و هو معجزة و من علامات الساعة , قال تعالى : ( اقتربت الساعة وانشقت القمر ) 1, القمر , فقد سأل أهل مكة رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يُريهم آية، فأراهم القمر شِقَّيْن حتى رأوْا غار حراء بينهما ) رواه البخاري , و حنين الجذع إليه , قال ابن عمر رضي الله عنهما ( كان النبي صلى الله عليه وسلم يخطب إلى جذعٍ، فلما اتخذ المنبر تحول إليه، فحنَّ الجذع، فأتاه فمسح يده عليه ) رواه البخاري , و نبع الماء من بين أصابعه .(رواه البخاري , و تسبيح الطعام حين وضع عنده أي بين يديه فنطق كما جاء في البخاري . و تكليم الذراع له ـ صلى الله عليه و سلم , لمَّا فتحت خيبر أُهْدِيَتْ لرسول الله صلى الله عليه و سلم شاةٌ فيها سمٌّ، فقال صلى الله عليه و سلم : ( اجمَعُوا لِي مَنْ كَانَ هَا هُنَا مِنَ الْيَهُودِ . فَجُمِعُوا لَهُ فَقَالَ لَهُمْ: هَلْ أَنْتُمْ صَادِقِيَّ عَنْ شَيْءٍ إِنْ سَأَلْتُكُمْ عَنْهُ؟ قَالُوا: نَعَمْ. فَقَالَ: هَلْ جَعَلْتُمْ فِي هَذِهِ الشَّاةِ سُمًّا؟ فَقَالُوا: نَعَمْ. فَقَال مَا حَمَلَكُمْ عَلَى ذَلِكَ؟ فَقَالُوا: أَرَدْنَا إِنْ كُنْتَ كَذَّابًا نَسْتَرِيحُ مِنْكَ، وَإِنْ كُنْتَ نَبِيًّا لَمْ يَضُرَّكَ. رواه البخاري, وأن عين علي بن أبي طالب رضي الله عنه , برأت من الرمد حين تفث فيها الرسول صلى الله عليه و سلم . متفق عليه, صعد النبي صلى الله عليه وسلم أحدا ( أي جبل أُحد )، ومعه أبو بكر وعمر وعثمان ، فرجف بهم ، فضربه برجله وقال : ( اثبت أحد ، فما عليك إلا نبي ، أو صديق ، أو شهيدان ) رواه البخاري
عبد العزيز السلامــة / أوثال