المنتديات الموقع العربي الموقع الانجليزي الهلال تيوب بلوتوث صوتيات الهلال اهداف الهلال صور الهلال
العودة   نادي الهلال السعودي - شبكة الزعيم - الموقع الرسمي > المنتديات العامة > منتدى المجلس العام > صيـد الإنترنــت
   

صيـد الإنترنــت منتدى للمواضيع والمقالات المميزة والمفيدة المنقولة من المواقع الأخرى .

إضافة رد
   
 
LinkBack أدوات الموضوع طريقة عرض الموضوع
  #31  
قديم 02/04/2010, 11:40 PM
زعيــم مميــز
تاريخ التسجيل: 09/12/2008
المكان: منتدى الهلال
مشاركات: 1,946
ابد ما منك زعل






الف شكر يالغالي
اضافة رد مع اقتباس
  #32  
قديم 02/04/2010, 11:58 PM
زعيــم مميــز
تاريخ التسجيل: 19/04/2006
المكان: PIN:7680F483
مشاركات: 3,451
من اروع القصص اللي قراتها بحياتي


مع ان عندي اختبار فاينل الصبح الا اني دخلت جو مع القصة وانصدمت يوم دريت ان الساعة 12 الا

عالعموم استمر بمتابعة القصة خلني اقرا البقية عقب الاختبار

اخر تعديل كان بواسطة » محب الجنه الخرج في يوم » 03/04/2010 عند الساعة » 12:20 AM السبب: خطأ مطبعي بس :)
اضافة رد مع اقتباس
  #33  
قديم 02/04/2010, 11:58 PM
الصورة الرمزية الخاصة بـ zrqa
عضو تحرير مجلة الزعيم
تاريخ التسجيل: 19/12/2008
المكان: الرياض
مشاركات: 1,211
ماشاء الله تبارك الله

اسلوب خورافي وله رونق خاص


تحمست للقصة

قريت 3 اجزاء وبرجع اكمل الباقي بأذن الله

شكر لك
اضافة رد مع اقتباس
  #34  
قديم 03/04/2010, 12:03 AM
الصورة الرمزية الخاصة بـ Ď7Ǿỏ₥Ị
زعيــم مميــز
تاريخ التسجيل: 26/02/2009
المكان: السعوديه في غيرها>>>>> الرباض
مشاركات: 1,660
Thumbs up

السلام عليكم يا أخـ عطاردـ(.)
ألف شكر على هذا المجهود ).)
صرآحه مجهود تُشكر عليه.(.(
بس ياليت يا أخوي ما تطول علينا(..(
-------------------------------------------
خاتمه
مع خاص تمنياتي لك بالتوفيق
-----------------------------------------------
اخوك المحب: زعيييييييييم الأمه


اضافة رد مع اقتباس
  #35  
قديم 03/04/2010, 12:37 AM
الصورة الرمزية الخاصة بـ مـوت ومـيـلآد !
زعيــم مميــز
تاريخ التسجيل: 22/12/2008
المكان: روما البدايات وآخر ساحل ومينا *
مشاركات: 5,084
Arrow

رووعه والله !

أهنيك عليهآآإإ ! المفرووووض تطبعهآإإ بآورآآإإق وتنششرهآآإإ كـ روآآإإيه !

او انك تخلي لها غلاف زي الكتاب وانششرها ! <<<---- افلقني ان نجحت وهذي تعطيك افكار !

!
اضافة رد مع اقتباس
  #36  
قديم 03/04/2010, 09:10 PM
زعيــم مميــز
تاريخ التسجيل: 18/07/2008
مشاركات: 2,817
مشكور أخوي....قصه رااااائعه...

ياليت تكملها بأسرع وقت...
اضافة رد مع اقتباس
  #37  
قديم 03/04/2010, 09:34 PM
الصورة الرمزية الخاصة بـ عطـــارد
زعيــم فعــال
تاريخ التسجيل: 07/02/2009
المكان: في الـ ماضي ..
مشاركات: 441

الـ جزء الـ تاسع ..



أعاد الشيخ حمدان ترتيب المكان وأقفل الصندوق المتطاول بعدما وضع فيه المخطوط الغريب كما أعاد ترتيب الصناديق مكعبة الشكل، وحرّك الصخرة الكبيرة التي تسدّ مدخل الكهف، وخرج و عامر إلى العراء، ثم أعاد الصخرة إلى مكانها لتمحو أي أثر يمكن أن يعرف على الكهف..
سار عامر صامتاً إلى جانب الشيخ وهو يستعيد الأحداث ويفسرها.. حتى وصلا إلى بيت الشيخ حمدان المنزوي في جانب المدينة المخفيّة تحت الأرض.
قالت لهما سمية بلهفة: - الحمد لله أنكما عدتما أخيراً، لقد عادت أمي إلى سباتها الطويل، أنها لا تتحرك.
هدّأها حمدان:
- لا تقلقي عليها، لم يحن أجلُها بعد.. ربما تغيبُ في سباتها لأيام..
- كانت تبدو حزينة دامعة.. يا لقلبي الذي يعتصره الحزن عليها؟
- سأذهب لرؤيتها، انتبهي لنفسك، هدئ من روعها يا عامر..
- سأفعل يا عماه.
خرج الشيخ حمدان، همس عامر بحب: - سمية أرجوك لا تزيدي من عذابي مازالت صور الكارثة تتخايل أمامي.
- سأحاول أن أتماسك يا عامر.. ولكن والدتي حكت لي أشياء كثيرة مرعبة قبل غيبوبتها.
- سأبعد عنك الخوف والرعب يا حبيبتي، لن أجعل الحزن يعرف طريقه إلينا.
- ولكن القدر أقوى من كل الأماني يا عامر..
- ماذا تقولين يا سمية؟ لماذا هذا التشاؤم؟
- ألم أقل لك، حكت لي والدتي أشياء كثيرةً مُرعبة قبلَ أن تغرَقَ في السُبات.
- مثل ماذا؟ قولي يا سمية.. أرجوك.
- لا أستطيع.. لم تُعطني إذناً.. بذلك.
- لا بأس.. كما تريدين.. ما رأيك لو نذهب لزيارتها معاً؟
- أمي في سُباتها الطويل لن تستيقظ سريعاً، وأخاف أن لا تستيقظ أبداً.. لو تعلم كم هي مُهمةٌ بالنسبةِ لنا.. إنها مِفتاحُنا على العالم، لولاها لكانت عزلتنا شديدة القساوة.. أنتَ الوحيدُ الذي اخترق عزلتنا يا عامر..
- أليست هناك قرى ومدن قريبة من(مودس)؟ ألا يسافر الناس خارج مودس ويستكشفون الأماكن البعيدة؟
- لا يا عامر.. منذ أن تفتحت عيناي على النور، لم أر أحداً يسافر ويعود من جديد، حتى إخوتي ذهبوا ولم يعودوا، لذلك قرر المجلس الاستشاري منع السفر والرحيل، والاكتفاء بالحياة هنا وقراءة أسفار الأجداد والتعلم منها.
- الآن فهمت كيف أخرج حضوري المفاجئ سكان المدينة عن رتابة حياتهم.. ولكني لن أقيم هنا إلى الأبد.. سأعود للبحث عن سيارتي الغارقة في لرمال وأكمل سفري إلى بلدي في الشمال..
همست بخوف:
- كيف؟ وتتركني؟
ضمّها إليه بحب:
- لا.. سأصطحبك معي كـ زوجة وحبيبة.. لا أستطيع الابتعاد عنها للحظة واحدة.. أنت كل شيء في عالمي الآن.
زفرت بحزن وهي تهز رأسها:
- ليس الأمر سهلاً كما تظن.. أمي ستقرر خياري.. حينما تستيقظ من سباتها هذا إذا استيقظت.
- لماذا لا نذهب إليها الآن يا سمية؟ أرجوك.. قلبي يحدثني أن أمراً ما يحدث هناك.
استسلمت لطلبه: - لا بأس يا عامر.. تفضل سنذهب إلى أمي.. وأرجو أن يكون حدسك في محلّه..
وحين وصلا غرفة الأم قالت لهما الخادمة:
- سيدتي نائمة بعمق لم تستيقظ بعد.. والشيخ حمدان إلى جانبها.
- هل منعتنا من زيارتها؟ أقصد أنا و عامر؟
- لم تقل شيئاً من هذا القبيل.
همهمت سمية: - ادخل يا عامر.. الحمد لله لم تَمنع عنا زيارتها في سُباتها.
كان تنفسها مضطرباً.. تتنفس بسرعة قليلاً ثم تخمد وتسكن تماماً كأنها ميتة.. خاف عامر وسمية أن تكون العجوز قد دخلت مرحلة الخطر.. هز الشيخ حمدان رأسه:
- من يعلم؟ ما الذي يخبئه الله لها ولنا؟
ولكن تنفسُها عاد من جديد.. بدأت الخادمة في محاولة لإيقاظها:
- سيدتي هل تسمعينني؟
شجعها الشيخ حمدان: - حاولي معها.. قد تستيقظ..
همس الشيخ حمدان موضحاً لعامر:
- لابد أن لغة مشتركة بينهما. إنها تقيم معها منذ بدء مرضها هي تعرف الكثير مما لا نعرفه عنها.
واستمرّت الخادمة تحاول إيقاظ العجوز:
- أتسمعينني يا سيدتي.. الجميع هنا حولك الشيخ حمدان و سمية وذلك الغريب.. إنهم حولك.
فتحت العجوز عينيها بهدوء ونظرت حولها ثم تمتمت: - آه.. اسندي رأسي..
أخذت تحدق شاردة في البعيد:
((آه يا إلهي.. كنت أطير فوق البلدان، رأيت الكثير من الحوادث المرعبة.. آه.. لا أستطيع أن أفتح عيني مازلت أحلق فوق(مودس) المنغلقة على نفسها.. آه.. سمية يا ابنتي))
- أنا إلى جانبك يا أماه.
- ستغادريننا سريعاً وتعانين الكثير.. ولكن عامر سيكون قوياً يحميكِ ويبعد عنكِ الأذى.. آه لا أستطيع أن أفتح عيني.. أنت ستدخلين أمكنة لم تريها من قبل، سيكون كل شيء مدهشاً غريباً.. أرى طريقاً أسود ينقلك فوقه جهاز عجيب يدور يتحكم به عامر.. آه هناك متاعب في الطريق.. الأشرار في كل مكان.. ولكن لا خوف عليكما من قوى الشر.. آه.. لست أدري ما الذي يضغط على صدري؟
سألتها الخادمة: - هل أرفع رأسك قليلاً يا سيدتي؟
لا.. لا داعي لذلك.. اسمع يا حمدان.
- نعم يا أم سمية.. ماذا تريدين؟
- ستظل مدينتنا الصغيرة منسية لسنوات طويلة أخرى، وسيظل سكانها معزولين عن العالم.. آه يا حمدان.. العالم حولنا يزداد حركة وغرابة.. آه.. أنا أدور فوق مدن ليس فيها سوى الأبنية العالية والطرق السوداء التي تسرح فيها آلات كالحشرات السريعة تبدو لي وأنا أطير فوقها.
- ألا تريدين أن تقولي شيئاً يا أم سمية؟
- معك حق.. يجب أن أقول شيئاً للناس فأنا سأعود إلى سباتي الطويل، كان يجب أن لا أستيقظ الآن ولكنني عدت من سباتي من أجل عامر و سمية.. إنهما متحابان.. بارك حبهما يا حمدان.
وانتبه للناس، شعرت بقلبيكما الصغيرين يا بني ينبضان بحب صادق.. رغم كل ما هو موجود حولك من إغراءات فأنت صادق الطوية يا عامر..
- أنت امرأة نادرة يا خالة.
- آه.. حمدان.. اذهب إلى الركن الشرقي من(مودس) هناك شجار بين رجلين حول قطعة معدنية رأياها بين تلال الرمل، إنها ليست قطعة فقط.. ربما آلة كبيرة أشبه بالآلات التي تسير بين المدن ذات الأبنية العالية والطرق السوداء.. آه.. هيا يا حمدان.. اذهب إليهما سريعاً ولا تنسى أن تزور الشيوخ وتقدم لهم المساعدة.. الناس هنا مازالوا راضين بعيشتهم الرتيبة.. وجود عامر بينهم يدهشهم ويزيد من استغرابهم، وفضولهم لمعرفة ما يجري خارج مدينتهم في العالم البعيد"
سعلت سعالاً شديداً، سألتها الخادمة:
- ما بك يا سيدتي، هل أحضر لك الماء؟
- لا بأس.. يبدو أن سباتي سيكون طويلاً بعد قليل.
أحضرت لها كأساً من الماء شربت منه بهدوء:
- اخرجوا الآن.. رافق حمدان يا عامر.. وأنت يا سمية انتظري عودتهما.. لا أريد أن يزعجني أحد حتى تخبركم خادمتي.. هيا.
- ليكن الله معك يا أم سمية..
انفجرت سمية بالبكاء أوقفتها العجوز بإشارة من يدها:
- لا تبكي يا ابنتي.. يجب أن تظلي قوية متماسكة.. مع السلامة.. هيا أنقذ الرجلين يا حمدان قبل أن يفتكا ببعضهما.
- حالاً.. هيا يا عامر.. وأنت يا سمية ابقي في غرفتك.. لن نتأخر طويلاً..
همهمت العجوز لخادمتها وهم يخرجون:
- أعيديني إلى وضعي.. آه.. يجب أن أعود إلى عوالمي الغريبة.
- نعم يا سيدتي..

:

توجه الشيخ حمدان و عامر صوب الركن الشرقي من(مودس) لم يكن المكان بعيداً اجتازا الأزقة الضيقة بين البيوت الحجرية، ولم يكن الضوء المتسرب من الفتحات العلوية للمدينة كبيراً ولكنه كان كافياً لرؤية الطريق..
كان هناك تجمع لبعض الناس من سكان المدينة، وصلت الأصوات إلى الشيخ حمدان و عامر، فهرعا مسرعين صوب المكان.. كان هناك رجلان يتعاركان عراكاً شديداً، كما وصفتهما أم سمية:
- لقد اكتشفتها أولاً، ولن أدعك تقاسمني، سأضعها في ساحة المدينة ليتفرج عليها الناس، ستدر علي ربحاً وفيراً.
- لولا مساعدتي، لم تستطع استخراجها من تلة الرمال تلك.. لي الحق بجزء منها.
- أترون يا ناس.. يريد ثمن مساعدته؟
- إنه حقي..
دخل الشيخ حمدان ومعه عامر بين الجمع:
- ما الذي يجري؟ أمعقول أن أرى الشجار يتطور إلى هذا الحد؟ لماذا تحملان السلاح؟ أتريدان استخدامه؟
- لقد حاول الاعتداد على حقي يا شيخ حمدان ، تصور عثرت على قطعة معدنية ضخمة جميلة في إحدى تلال الرمال، استغرق مني ذلك جهداً كبيراً، لا أنكر أنني استعنت به، ولكنه يرغب بمقاسمتي .
قال الرجل الآخر: بذلتُ جهداً كبيراً أيضاً.. وهذا من حقي.
وتدخل أحد الشيوخ: -حاولنا إقناعهما بالهدوء، ولكن كلاً منهما أصرّ على موقفه .
سأل حمدان: - أين هذا الشيء الذي تتشاجران من أجله؟
- إنه في الأعلى سأستخدم الخشب الطويل لجره لساحة القرية.
- يجب أن أراه.
- يجب أن تحكم بالحق، إنه ملكي يا شيخ حمدان أرجوك.
- ولكن لولاي لم تكن تستطيع إخراجه، ساعدتك وبذلت جهداً يوازي جهدك أيضاً.
- توقفا عن الكلام.. أريد رؤية هذا الشيء هيا.
سار الجميع نحو المكان الذي دل عليه الرجل كان قد غطى ذلك الشيء بقماش بمساحة كبيرة وحالما رفع الغطاء صرخ عامر مذهولاً بفرح: - سيارتي.. عثرت عليها أخيراً.
أوقفه الرجل: - ماذا تقول أيها الغريب؟ ابتعد عن هذا الشيء إنه ملكي..
- سيارتي بوضع جيد أيضاً.. لا أصدق نفسي..
عاد الرجل يهدده:
- لا تقترب منه.. أحذرك.
أوقفه حمدان:
- هذا الشيء هو ملك له، هذا الغريب حضر به إلينا.
أدار عامر محرك السيارة فبدأت بالحركة صاح فرحاً: - إنها تعمل.
ابتعد بها وسط دهشة الجميع: - إنه يسير وحده.. يا إلهي.
أيقظهم حمدان من دهشتهم:
((استمعوا إلي جيداً.. ذلك الشاب قذفته إلينا زوبعة رملية طمرته الرمال، وطمرت هذا الشيء بعيداً عنه.. كنّا نحاول البحث عنه قبل أيام.. ولم نكمل بحثنا.. هذا الغريب أتى من البعيد بهذا الشيء، إنه من عالم مختلف عنا..وسيرحل به إلى بلاده البعيدة.. لا نستطيع أن نقف في وجهه)).
صرخ الرجل: - يا حسرتي على الجهد والتعب الذي بذلته من أجله.
وأكمل الآخر: - وأنا أيضاً بذلت الكثير من الجهد.
- سنرى ما يمكننا أن نكافئكما به على صنيعكما من أجل هذا الضيف الغريب.
قال شيخ: - أليس من العار أن تطالبا بمكافأة؟ إنه عمل خير، وعمل الخير لا يجب أن يكون له ثمن.
قال حمدان: - معك حق.. ولكن إن رغبا بمكافأة، لن نتأخر في تقديمها لكل منهما.
انبرى الرجل رافضاً الفكرة:
- لا يا شيخ حمدان ما دام الوضع هكذا لا أريد شيئاً.
وقال آخر:
- وأنا أيضاً يا شيخ حمدان لا أريد شيئاً..
تنهد حمدان بارتياح:
- الحمد لله.. الآن ثبت لي أن أبناء(مودس) مازالوا يحتفظون بنزعة الخير لديهم.. هيا تصافيا وتصالحا.
- بارك الله فيك يا شيخنا..
كانت السيارة بوضع جيد، شكرهما عامر بارتباك: - لا أدري ما أقول لكما.. وبماذا أكافئكما؟
- لا تقل شيئاً.. نحن سعيدان بعثورك على هذا الشيء.
- نعم.. لا نريد شيئاً منك.. نتمنى لك التوفيق.
كان العثور على السيارة أمراً مفاجئاً لعامر، الذي عاوده هوس الرحيل وقد تذكر أقوال أم سمية عنه وعن سمية ورحيلهما معاً..
ولم يلحظ الحزن الذي سيطر على الشيخ حمدان، وقد شعر بنيته للرحيل بابنته بعيداً.. كانت سمية المخلوقة الوحيدة التي شعر نحوها بـ حب يفوق الوصف كانت ابنته و صديقته ومستودع أسراره، والوحيد الباقي من أبنائه ولكن رغبة الأم كانت بمثابة أمر لا يمكن مخالفته.
ركن عامر سيارته في مكان يطل على مدخل المدينة الشرقي، ثم هبط وبقية الرجال إلى المدينة.. وتفرق عنه الجميع ولم يبق سوى الشيخ حمدان الصامت الدامع..
وكأنما شعر عامر بحزن الشيخ حمدان.. هذا الحزن الذي بدا سببه واضحاً وهو اصطحاب عامر لسمية معه.. وفي بيت الشيخ حمدان دار حوار افتتحه عامر بالقول:
- ستكون سمية أمانة في عنقي يا عماه، لن أسمح لشيء أن يزعجها مهما كان
تنهد حمدان وهو يربت على كتفه:
- لا بأس يا بني.. تلك هي رغبة أم سمية، ستتزوجان غداً وإن رغبتما بالرحيل سريعاً سنسهل لكما ذلك ما استطعنا..
- وأنا جاهز يا عماه لتنفيذ رغبتك.
زفر الشيخ بحزن:
- سترحلان بالتأكيد، سريعاً أعلم ذلك، أنت من عالم مختلف، ويجب أن تلتحق بهذا العالم..
أكدت سمية: -إنه قدري يا عامر، حكت لي أمي كثيراً عنه.
هز حمدان رأسه بحزن:
- هيا نستعد ليوم الغد، سيكون احتفالاً كبيراً لم تشهده(مودس) منذ زمن بعيد.
وقضى عامر ليلته الأخيرة في(مودس) وهو يفكر بالأيام المقبلة.. حيث سيكمل رحلته مع سمية إلى بلاده في الشمال ..
كان سعيداً برحلته مع الفتاة التي تعشّقها قلبه.. متجاهلاً الكآبة التي ظهرت على محيّا الشيخ حمدان رغم تظاهره بالسرور والفرح.
انفرد بـ سمية لدقائق قبل أن يتدفق الضيوف إلى بيت الشيخ حمدان تعبيراً عن مواساتهم له برحيل ابنته الوحيدة الباقية..
وأتت خادمة أم سمية تسأل عن عامر.. وحين التقى بها قالت له هامسة:
- استيقظت سيدتي للحظات وطلبت مني أن أنقل إليك الاتجاه الذي يجب أن تسلكه في الرحيل بـ آلتك مع سمية..
- هل حددت لكِ هذا الاتجاه؟
- قالت لي فقط ليتجه عامر بآلته بحيث يكون نجم القطب إلى يمينه فسيصل الطريق الذي ينشده لا تنسى يا سيدي.
- لن أنسى أبداً.. بارك الله فيك.
سأله حمدان: - قالت لك عن الوجهة التي يجب أن تسير بها؟
- نعم.
- لم تنس شيئاً أبداً.. كن مطمئناً يا بني، ستظل قلوبنا معك ما دمت إلى جانب سمية، إنها أغلى شيء في حياتنا.
- إنها أعز من عيني.. لا تقلق يا عماه".
دارى الشيخ رأسه منسحباً وقد سالت الدموع من عينيه رغماً عنه..

:
يـتـبع ..
:



اضافة رد مع اقتباس
  #38  
قديم 03/04/2010, 09:53 PM
الصورة الرمزية الخاصة بـ the king yasser
زعيــم متألــق
تاريخ التسجيل: 24/07/2008
مشاركات: 1,304
متابع بقوه وبصمت


وربي أسلوب قمممه في الابداع


واصل يابطل
اضافة رد مع اقتباس
  #39  
قديم 03/04/2010, 11:56 PM
الصورة الرمزية الخاصة بـ zrqa
عضو تحرير مجلة الزعيم
تاريخ التسجيل: 19/12/2008
المكان: الرياض
مشاركات: 1,211
ماشاء الله تبارك الله

بقووه ابدااع واسلوب رائع جداا


من اشد المتابعين

اضافة رد مع اقتباس
  #40  
قديم 04/04/2010, 02:59 AM
زعيــم متواصــل
تاريخ التسجيل: 02/06/2008
مشاركات: 169
مازلت متابع
اسلوب رووووعه
===
ههههههههه
اعجبني تعليقك على الردود
وين خفة الدم هذي مخبيها يبو
ههههههههه

استمر استمر استمر
متابعين للأخر بس ياليت ماتكون النهاية محبطه

ممكن سؤال
متى اخر حلقه بعد كم يوم وفق توقعك؟
اضافة رد مع اقتباس
  #41  
قديم 04/04/2010, 02:36 PM
الصورة الرمزية الخاصة بـ عطـــارد
زعيــم فعــال
تاريخ التسجيل: 07/02/2009
المكان: في الـ ماضي ..
مشاركات: 441

شكراً من الأعماق لكل من اضاء شمعة هنا ..
اليوم لم أخرج من المنزل لـ وعكة ألمت بي ..

فرأيت أن أبكر بهذا الـ جزء ..

:

الـ جزء الـ عاشر ..



وفي اليوم التالي، استيقظ عامر على دقات الطبول وعزف ناي حزين، كانت المدينة الصغيرة قد تجمعت كلها في الساحة الوحيدة بين الصخور..
كانوا رجالاً و نساءً و أطفالاً يرتدون لباسهم التقليدي ويتجمعون في حلقات شهدت بعض مظاهر الفرح الذي يراه عامر لأول مرة في مجتمع(مودس) الصغير.
أتى بضعة شبان إليه وألبسوه زيهم التقليدي وأهدوه سيفاً مزخرف الغمد ثم اصطحبوه إلى السرادق حيث اجتمع وجهاء المدينة.
رأى نفسه فجأة أمامهم، فشعر بارتباك ولكن الشيخ حمدان غطى على ارتباكه بتعريفه بضيوفه:
- هذا الزواج الذي باركته(أم سمية) وطلبت مني التعجيل به، يجري لأول مرة منذ سنين طويلة بين فتاة من(مودس) و غريب حطَّ علينا فجأة من رحم الغيب، فلم نجد فيه سوى الشهامة والرجولة والنبل .
- بارك الله بك يا عماه، وأرجو أن أكون عند حسن ظنكم بي.
- أكان العثور على آلته الغريبة هو الذي عجّل برحيله؟
- تعلمون أن كثبان الرمل الصغيرة تخفي الكثير من الأشياء المعدنية التي لا نعرف عنها شيئاً.. إنها تأتي مع الزوابع وتندفن في الرمل، نحن مختفون في قلب الأرض، و العالم حولنا كبير ومجهول.
- هل يعني أننا قد نخرج من عزلتنا يا شيخ حمدان؟
- لا أدري، وإن كنت أعتقد أن خروجنا من عزلتنا لم يأتِ أوانه بعد.
- قد تكون سمية، هي أول سكان(مودس) تخرج من هذه العزلة الطويلة المستمرة.
- مكتوب بالألواح أن من يخرج من (مودس) لا يعود إليها أبداً.. لقد فقدت أولادي الشبان، والعديد منكم فقد أولاده الذين رحلوا في الظلام خارج (مودس)، ولم يعد أي منهم حتى الآن.
- يعني أن سمية لن تعود إلينا أبداً؟
- الله وحده يعلم.. قد يحدث ذلك، ولكن على الأغلب لن تعود..
قال عامر مخففاً: - قد نحاول زيارتكم في المستقبل.. إنه وعد سأحاول تنفيذه.
- من الصعوبة أن تعثر على مدينتنا يا بني.. إنها مختفية تحت الأرض لا يظهر منها سوى الصخور.. وركام الصخور الضخمة منذ أن حدث الزلزال الكبير ودمر المدينة الواسعة.
وأتت سمية خجلة تهمس في أذن الشيخ حمدان:
- أبي، تطلبُكَ خادمة أمي.. لابد وأن تبلغك بأمرٍ هام.
- حسناً.. عن إذنكم يا جماعة سأعود حالاً.
قالت الخادمة حين قابلها حمدان:
- أبلغتني سيدتي أن أقول لك، أنك تبالغ بمظاهر الفرح، ويجب أن تحدّ منها.
- هل استيقظت من جديد؟
- للحظات فقط.
- حسناً.. لا بأس، سأحاول الحدّ من مظاهر الفرح.
بدأ حفل الزفاف.. وسمع قرع الطبل مصحوباً بعزف ناي.. جعل الشبان والفتيات يزدحمون في حلقة الرقص رغم محاولات الشيخ حمدان الحدّ من مظاهر الفرح..شرد عامر: ((كأنني أعيش في حلم، إنه مظهر احتفالي قد لا أرى مثله في حياتي)).
- عامر.. ما بك؟ تبدو شارداً.
- أتأمل مظاهر فرح المدينة بزفافنا.
- ولكن أبي حزين، ألم تلحظ الحُزنَ على حركاتِه؟
- لا بأس يا سمية كل الآباء والأمهات يحزنون لفراق فتياتهم اللواتي يذهبن إلى بيت رجل آخر .
- ولكني أتزوج غريباً عن مجتمع مدينتي الصغيرة.. ولن أعود إلى هنا أبداً.
- خائفة يا حبيبتي؟
- معك لا أخاف شيئاً، ولكني حزينة على والدي.
- إنه حزن ممزوج بفرح.
- قد لا يرى أحفاده.. من خرج من(مودس) لا يعود إليها أبداً.
- سنحاول زيارتها في المستقبل، أعدك..
واستمرت مظاهر الفرح حتى قبيل الغروب حيث صرف الشيخ حمدان الناس وهو يشكرهم.. وقاد بيديه سمية و عامر إلى البيت..
- كل شيء جاهز لرحيلكما، ما إن يعم الظلام حتى تتحركا من هنا في حفظ الله كما حددت والدتك.. اعتنِ بـ سميّة يا عامر.. ولا تنسى أنها ستكون غريبة بين أهلك.
- أرجوك يا عماه، لا تقل مثل هذا الكلام، لن أجعلها تحسّ بالغربة أبداً.. هي نسيم الحياة الذي أتنشقه ..
- بارك الله فيك.. أعددنا لكما عشاءاً خفيفاً، وحين تظهر النجوم في السماء سنودعكما إلى خارج المدينة .
قضى عامر و سمية بعض الوقت، وتناولا عشاءيهما، وكانت سمية تبكي بحرقة على فراق والدها، وبعد أن ظهرت النجوم من بين فرجات الصخور، تحرك عامر و عروسه صوب السيارة.
ورافقهما جمع غفير، وظل الناس ينظرون باستغراب للسيارة و عامر يتحرك بها بعيداً وقد وضع نجم القطب على يمينه، من الجهة الغربية من المدينة.. كما أوصته والدة سميّة..

:
يـتـبع ..
:

اضافة رد مع اقتباس
  #42  
قديم 04/04/2010, 11:39 PM
الصورة الرمزية الخاصة بـ عطـــارد
زعيــم فعــال
تاريخ التسجيل: 07/02/2009
المكان: في الـ ماضي ..
مشاركات: 441

الـ جزء الـ حادي عشر ..



كان يقطع الطريق الرملي المتيبس قليلاً، وأضواء السيارة تشق عتمة الليل، دون أن يتوقف، وهو يرجو أن يصل إلى الطريق المعبد سريعاً..
طالعته أضواء من بعيد، كانت هناك استراحة كما خمّن.. فشعر بالارتياح وهو يقبض بـ أصابعه على أصابع سمية التي تكوّمت ملتصقة به.. أوقف السيارة ثم خرج منها قرب الاستراحة:
- سنستريح قليلاً، قبل أن نتابع رحلتنا.
- كما تشاء، افعل ما ترغبه يا عامر.
- انتظري قليلاً، سأرى من في الاستراحة وأعود إليك.
- حسناً يا عامر.
دخل عامر فوجد رجلاً مسناً:
- السلام عليكم.. ألا أحد هنا سواك يا عم؟
- لا يا بني، أنا أقيم هنا، ولا سيارات عابرة مسافرة في هذه الأيام فالطقس شديد الحر.
- نحتاج لبعض الماء و الطعام.
- سأحاول أن أؤمن لك ما تشاء.. ولكن كيف تغامر بالرحيل في هذا الجو المضطرب، قد تنشأ الزوابع الرملية في أية لحظة.. العديد من المسافرين فقدوا داخل الرمال نتيجة تلك الزوابع؟
- الحدود بعيدة عن هنا؟
- ليس كثيراً بضعة كيلو مترات فقط.. تسافر وحيداً؟
- لا.. زوجتي معي إنها في السيارة.
- أصلحك الله كيف تسافر مع زوجتك في هذه الصحراء الشاسعة التي لا تخلو من وحوش الليل و قطاع الطرق.
- سافرت كثيراً من قبل ولم أتعرض لأي خطر.. عن إذنك سأحضر زوجتي..
اتجه صوب السيارة: -هيا يا سمية..
كانت نائمة.. لم يوقظها. أحضر الطعام إلى السيارة. وتابع المسير.. منطلقاً على الطريق العام و سمية نائمة إلى جانبه بعمق، وفجأة تذكر شيئاً فتحرك بقلق، وهو يراهم عن بعد :
- إنهم حرس الحدود، يا إلهي كيف لم أنتبه، ليس لدى سمية جواز سفر، كيف سأعبر بها الحدود؟
كان في السيارة متردداً بالاقتراب من رتل السيارات التي تعبر الحدود حين اقتربت منه سيدة عجوز:
- الأستاذ عامر؟
- نعم.. خير يا خالة؟
-.. لك أمانة عندي، انتظرتك طويلاً.. تفضل.
أعتطه مظروفاً وحين فتحه فوجئ مفاجأة لا توصف: ((يا إلهي معقول؟ إنه جواز سفر لـ سمية من أين أحضرته يا خالة؟ ومن الذي أعطاه لك؟))
- زوجي يعمل بالجوازات، وقد أتت لزيارتنا امرأة مسنة مريضة قليلاً، ومعها هذه الفتاة، وطلبت من زوجي أن يجهز جواز سفر لابنتها بسرعة كبيرة.. بارك الله بها، لقد شفت لي ابني من مرضه الطويل.. إنها أشبه بالقديسات.. عن إذنك يا أستاذ عامر..
شعر بالذهول وهو يتأمل جواز السفر، ويحدق بـ سمية النائمة.. ثم خرج من السيارة يقدم أوراقه لـ حرس الحدود وعبر الحدود مع زوجته بسهولة لم يكن يتوقعها.. واتجه صوب الشمال سعيداً للحظ الذي حالفه، ومستغرباً كيف أتاه جواز السفر، بتلك الطريقة التي لا تصدق؟
لابد وأنها(أم سمية) تلك العجوز الغامضة، ذات القدرة الخارقة التي ساعدت ابنتها بطريقة مجهولة.. غامضة أيضاً!!
ولم تستيقظ سمية، إلا مع تباشير الصباح الأولى.؟
- أين نحن الآن يا عامر؟ آه يا إلهي..
- أنت معي يا حبيبتي، يبدو أنك نمت طويلاً..
- كان حُلماً غريباً.. قادتني فيه أمي إلى مبنى كبير، لتقابل رجلاً يرتدي مثل لباسك وهي تهمهم ستحل المشكلة لا تخافي.. ولم أعرف عن أي شيء تتحدث.. آه مازلتُ أذكر ذلك المبنى الأبيض الكبير.
- لم يكن حلماً عادياً.. يا إلهي.. ألست جائعة يا حبيبتي؟
- قليلاً.. ألديكَ طعام؟
- نعم.. سنتوقف قليلاً ونتناول بعض الطعام قبل أن نتابع سيرنا.
تابع عامر و سمية طريقهما صوب الحدود الأخيرة.. واجتازاها بسهولة أيضاً وقبيل المغرب بقليل وصل إلى المدينة الصغيرة..
اجتاز الشوارع حتى وصل إلى حيّه الفقير.. كان خائفاً مرتبكاً من استقبال أمه له ومعه عروسه الغريبة من تلك المدينة المجهولة(مودس) بين رمال الصحراء وصخورها..
استقبله اخوته بفرح كأنهم لم يصدقوا وقد انقطعت أخباره عنهم لنحو أسبوعين متواصلين..
منذ أن هتف لهم أنه قادم وسيصل خلال يومين.. استغرقت رحلته أسبوعين في حساب التواريخ، أخذ يبرر لهم تأخره من أنه أراد أن يفاجئهم بزواجه.. وكان الشيء الذي يخاف منه هو أن يتقبلوا زواجه باستغراب وعدم رضا.
ولكنه شعر بالسعادة لأنهم أحبوا سمية التي انطلقت بالحديث تجاريهم بأحاديثهم البسيطة عن المرأة والزواج والأولاد..
ودخل معها إلى غرفة أمه المريضة.. وهو قلق خائف:
- آه يا بني.. خفنا عليك كثيراً.. الحمد لله أنت بخير.
- هذه زوجتي يا أماه.
- رأيتها في الحلم، بارك الله لكما.. لقد أحببتِك كثيراً في الحلم، وسأحبكِ أكثر وأنت إلى جانبي زوجة لابني.
- بارك الله بك يا أماه.
- أماه؟ نعم سأكون بمقام أمك يا حبيبتي لن تشعري بالغربة معي.
غمغمت: - الحمد لله.
شعر عامر أن(ظل أم سمية) معهما دائماً يساعدهما في كل شيء.. ولكنه في تلك الليلة صحا على بكاء سمية.. كانت تفتقد أهلها.. ضمها بين ذراعيه بحنان وهو يكفكف دمعها.. وقد صمم أن يحاول بعد أشهر البحث عن(مودس) المدينة المختفية في قلب الصحراء.
ولم يسلم عامر خلال إجازته من تعليق أقربائه على زواجه.. بل إن بعض بنات عمه حاولن مضايقة سمية بالسخرية من الزي الذي ترتديه، والتي أصرت أن تستقبل به الناس، رغم محاولات عامر أن يجعلها تستعيض عنه بأثواب جديدة كثيرة أحضرها لها لاستقبال الضيوف..
آه ماأروع تلك الزوبعة الرملية التي قذفت به قرب(مودس) وجعلته يعثر على سمية ويتعشقها.. ويعود بها زوجة بعدما عثروا على سيارته، كأنها لم تخدش ولم يمس أحد الأشياء التي بداخلها..؟

:

عاد(عامر) إلى البلاد التي يعمل بها.. ومعه سمية، بعد أن ودعتها أمه بحرارة وبكاء، وهي توصي عامراً بها.. وخلال مسيرته في الصحراء، شعر بالحنين لرؤية(مودس) من جديد ولكنه خاف أن يغامر بالاتجاه الذي تخيله ليضيع في صحراء مترامية الأطراف..
وهكذا تابع طريقه إلى المدينة التي يعمل بها ومعه سمية.. التي كانت شاردة وهي تلتصق به بمحبة وحنان.

:
يـتـبع ..
:

اضافة رد مع اقتباس
  #43  
قديم 05/04/2010, 07:34 PM
زعيــم مميــز
تاريخ التسجيل: 07/11/2007
المكان: حــآيــل
مشاركات: 2,586
موضوع شيق والله يعطيك العــآفية
اضافة رد مع اقتباس
  #44  
قديم 06/04/2010, 12:49 PM
الصورة الرمزية الخاصة بـ عطـــارد
زعيــم فعــال
تاريخ التسجيل: 07/02/2009
المكان: في الـ ماضي ..
مشاركات: 441
إقتباس
الرسالة الأصلية كتبت بواسطة مكفخ نمله
موضوع شيق والله يعطيك العــآفية


عوافي اخي الكريم ..

:

المعذره على التأخير ..
لـ عوارض صحية ..

:

إن شاء الله أرجع الليلة بـ المتبقي ..

:

اضافة رد مع اقتباس
  #45  
قديم 06/04/2010, 08:38 PM
الصورة الرمزية الخاصة بـ عطـــارد
زعيــم فعــال
تاريخ التسجيل: 07/02/2009
المكان: في الـ ماضي ..
مشاركات: 441


الـ جزء الـ ثاني عشر ..



:

ما الذي يحصل لك يا سمية؟ لماذا أنت ساهمة شاردة؟ ما الذي يجري لك؟ ألا يغمرك حب عامر وينسيك غربتك؟ خرجتما من(مودس) المدينة الصغيرة، الجزء الباقي من(مودس) الكبيرة التي دمرها الظلم والفساد فأتى الزلزال على القسم الأكبر منها، وألقت طيور سوداء كبيرة الحجم الحجارة الضخمة من مناقيرها ومخالبها فوق بيوت فسادها المنحوتة في الصخر..
كنتما سعيدين، تسع فرحتكما العالم، وتقبلتك أم عامر في وطنه، كأم لك، شعرت بحنانها يسيل عذوبة وعاطفة، فأركنت رأسك إلى صدرها باطمئنان، وهي تساهم في تعريف من حولك بك، أنت التي جئت كالحلم، زوجة لابنها، قرة عينها عامر..

و السيارة تقطع بهما الطريق الصحراوي صوب المدينة التي يعمل بها عامر، كانت سمية صامتة شاردة حزينة، و عامر مشفق على حزنها، وقد أيقن أنها تتذكر أهلها في المدينة الضائعة في الصحراء..
ولكن شرودها وحزنها زاد عن الحد بالنسبة له.. فأمسك يدها بحنان:
- ما بك يا حبيبتي؟ لماذا أنت شاردة حزينة هكذا؟
- إنهم هنا، في مكان ما من هذه الصحراء، أمعقول أن لا نعثر عليهم، وكيف جئت إلينا هكذا؟ كيف قذفت بك الزوبعة صوبنا وتعرفت على (مودس) وصرت واحداً من أهلها؟ يعني أن(مودس) موجودة قريبة لو بحثنا عنها جيداً..
- ترغبين بالبحث عن (مودس)؟ لا بأس يا حبيبتي.. سألبي رغبتك هذه بعد أيام.. سآخذ إجازة من عملي من جديد لأيام قليلة. وأزرع الصحراء باحثاً عنها.. لن أخذلك يا سمية.. وإن كنت أظن كما قال لي والدك، أن العثور عليها من جديد قد يكون مستحيلاً..
- لماذا يا عامر؟ ما دامت موجودة سنعثر عليها، ونحطم أسطورة ضياعها الطويل تلك..؟
- معك حق.. وأنا متحمس لرؤية أهلك من جديد، للإجابة عن تساؤلات أخرى، مازالت ترهقني حول ما حدث لنا على الحدود.. وقد سلموني جواز سفرك الذي لا أدري كيف استخرجوه..
- أمصمم أنت على الالتحاق بعملك على الفور؟ ألا تستطيع تأجيل ذلك يا عامر؟
- لا يا حبيبتي.. يجب أن ألتحق بعملي غداً، إنهم لا يرحمون من يتأخر عن عمله وقد زادت أيام تأخري عن السبعة.. ماذا أفعل وأنا أعلم القوانين الصارمة في شركتي؟ لقد قدمت لها الكثير من الإنجازات إبان فترة عملي، ولكن التأخير لأكثر من أسبوع، قد يجعلهم يصدرون قرار تسريحي، لأنني لم أرسل لهم أي تبرير لغيابي..
- حسناً.. كما تشاء، ولكن عدني أن نعود للبحث عن(مودس) من جديد
شد على يدها بحب: أعدك يا سمية.. ولن أخلف وعدي يا حبيبتي..

:

فوجئ زملاء عامر بزواجه السريع، واعتقد بعضهم أنه أحضر زوجة من وطنه، حتى لا يبقى وحيداً في بلاد ليس فيها سوى العمل ورتابة الحياة الفارغة المملة..
رتب عامر سكنه الجديد بسرعة، واشترى بعض اللوازم، ووجدت سمية نفسها فجأة مسؤولة عن البيت وعن تنظيفه، وعن طبخ الطعام، والعناية بزوجها، واعتادت سريعاً على التقنيات الجديدة التي لم تألفها من قبل.. تقنيات الطبخ والأدوات الكهربائية المختلفة، حتى فكر عامر بتعليمها الحاسوب وأسلوب برمجته، وقد رأى فيها امرأة شديدة الذكاء..
ولكن سمية لم تنسَ أن تذكر عامر بالإجازة الموعودة كل فترة وهو يؤجلها لأيام أخرى.. وفي أحد الأيام..
- لدي مهمة في المنطقة الغربية يا سمية. سأغيب ليومين فقط.. وأضع لك كل احتياجاتك في البيت قبل سفري..
- تتركني وحدي ليومين؟
- ماذا أفعل المكان الذي سأذهب إليه ليس فيه سوى الرجال..
- أين هذا المكان؟
- إنه في أعماق الصحراء، معسكري ليس فيه سوى العمال والفنيين، ومهمتي هناك، حاولت كثيراً أن أقنع الإدارة بتكليف غيري، ولكنهم رفضوا..
- لا أستطيع أن أتصور كيف سأنام وحيدة وأنت عني بعيد؟
- أرجوك ساعديني يا سمية، لقد وعدوني فور عودتي بإعطائي إجازة لمدة أسبوع.. سأتفرغ فيه لك، لنبحث عن (مودس)..
- متأكد من ذلك؟
- نعم يا حبيبتي..
- حسناً.. سأصبر على وحدتي وعزلتي ليومين.. كما تشاء يا حبيبي..
تنهد عامر وهو يضمها: - الحمد لله..

:

وسافر عامر في مهمته، وبقيت سمية وحيدة، تقفل عليها باب المنزل دون أن تأبه بمن يرن جرس باب البيت، أكان بائع الحليب؟ أم بواب العمارة أم بعض أصدقاء عامر؟..
بدا للجميع أن البيت خال من سكانه.. وهكذا نامت ليلتها الأولى بعد أن سهرت لساعة متأخرة.. وحلمت بالشيخ حمدان-والدها- ينظر إليها ويبكي.. وفي اليوم التالي.. سمعت صوتاً جهة الباب.. كانت الساعة لم تبلغ الثانية عشرة ظهراً.. اقتربت بحذر شديد تتنصت..
كان هناك حوار بين رجلين وامرأة أمام الباب..
- كيف ستستطيعان فتح الباب، يبدو مستعصياً.
- لا تخافي، لدينا وسائلنا الخاصة..
- متأكدة أن لا أحد هنا؟
- بالطبع، مر كثيرون أمس واليوم وقرعوا الباب ولم يفتح لهم أحد، يبدو أن الرجل قد اصطحب امرأته إلى منزل أحد أصدقائه، بدلاً من تركها وحيدة..
- أعطني حزمة المفاتيح لنجربها.
سمعت سمية خشخشة المفاتيح وهي تجرب في القفل بدت جميعها غير مناسبة
سمعتهم يتساءلون:
- وما العمل؟
- سنفك القفل.. وقد نكسره..
- من الأفضل أن تفكه، وتعيد تركيبه.. وحاذر أن تخلع قفازاتك..
- لا تقلقي.. قفي هناك أمام المصعد، قرب الدرجات، ونبهينا إن حضر أحد.. وإن كنت واثقاً أن لا أحد يروح ويجيء في مثل هذه الساعة.
- الأولاد في المدارس، و الأمهات في البيوت و الآباء في أعمالهم.. لا داعي للخوف..
- معك حق.
وسمعت سمية أصوات الطرق ومحاولة فتح الباب وهي ترتجف من الخوف.
- يبدو مستعصياً.
- دعني أجرب..
تأكد لديها أنهم لصوص، سيقتحمون البيت، ماذا تستطيع أن تفعل؟ ومن أين تطلب النجدة؟. بدا لها أنها في ورطة حقيقية..
يبدو أن اللصوص صمموا على خلع الباب وتوصلت سمية إلى قرارها أخيراً:
- لن أتركهم يستولون على كل شيء.. يجب أن أصرخ..
وفعلاً أطلقت صوتها الصارخ..
- أيها اللصوص.. ابتعدوا من هنا..
همهم أحدهم:
- هناك أحد في الداخل..
صرخت:
- ابتعدوا من هنا، قبل أن يتجمع الناس على صراخي..
سمعت ضحكاتهم:
- أنت وحيدة، ولا أحد في هذا الطابق، لن يسمعك أحد..
- وماذا لو صرخت، بعد أن أفتح النافذة الأمامية؟
أعطى أحدهم أمره:
- عجلوا ادفعوا الباب معي، لن نعطيها الوقت لذلك..
وفعلاً تحطم الباب وسقط و سمية تصرخ وقد فتحت النافذة:
- النجدة.. يا ناس.. اللصوص يهاجمون منزلنا..
اندفع إليها أحدهم:
- لنسكتها قبل أن ينتبه الناس..
- النجدة.. إنهم يعتدون علينا.. يا ناس.. أرجوكم.. النجدة.. النجدة
- تعالي هنا.
ولكنها لم تكن صيداً سهلاً فقد تصدت بقوة لمهاجمها،
زمجر رفاقه:
- استخدم سكينك في إسكاتها، بسرعة..
ولكنها قاومت وهي تصرخ:
- لن أسمح لك باستخدامها..
لوت ذراعه بقوة هائلة، وقلبته على الأرض ووضعت كرسياً في يدها تحاول به صد هجومهم عليها..
واندفع الصخب خارج المنزل فلقد نجح صراخ سمية في جلب بعض الناس من الشارع..
خرج اللصوص مسرعين قد أصابت ضربات سمية أحدهم في وجهه وصدره.. وبطنه.. وقد حاول بعض الناس إمساكه، إلا أنه دفع الجمع المتكاثر حوله ورفاقه و فروا مسرعين إلى السيارة التي كانت المرأة قد دخلتها وأدارت محركها.. وَضُحَ للجميع أن هناك محاولة اعتداء على البيت وعلى المرأة التي بداخله.
وخلال دقائق حضرت الشرطة.. استفسر قائد الدورية من سمية عما حدث.. وكتب الشكوى التي أبلغتها له.. وطمأنها أنه سيضع شرطياً في المدخل..
- لا تخافي يا سيدتي، لن يجرؤوا على إعادة الكرة.. ولكن أين البواب لماذا لم يظهر حتى الآن قلت إن زوجك في مهمة، كيف يتركك وحيدة هكذا؟ كان من اللازم أن تكوني معه؟
- إنه في مهمة في قلب الصحراء في منطقة بعيدة..
- ألا تعرفين أحداً هنا؟
- لا يا سيدي.. جئت و زوجي قبل أقل من شهر، لم أتمكن من التعرف إلى الناس بعد..
- لا بأس..
وأتى البواب وهو يرتجف و الضابط يحدجه بنظرات غاضبة:
- كيف تركت مكانك في مدخل العمارة وسمحت للصوص أن يقتحموا بيت هذه السيدة..؟
- كنت في المشفى مع ابني..
- مع ابنك؟ ومن يشهد لك بذلك؟
- زوجتي يا سيدي.
- أي مستشفى؟ سنتأكد من ذلك.
- كيف يا سيدي؟ ألا تصدقني؟
- يجب أن تثبت أنك كنت في المشفى..
- أرجوك يا سيدي، سامحني.. لم أكتب اسمي في سجل الزوار في المشفى.. لن تجد دليلاً على وجودي هناك..
- لأنك لم تكن موجوداً هناك.. أين كنت أصدقني القول؟
همس البواب منكسراً:
- كنت في عمل يا سيدي.. في مكان قريب من هنا.. لم أفكر يوماً أن بيوت عمارتنا ستتعرض للاقتحام.. سامحني يا سيدي..
- كنت تعمل إذن؟ هذا مخالف للقانون.. يجب أن أسجنك.. أنت المسؤول عن أمن البناء.. وستعاقب لأنك أهملت واجباتك.
- أرجوك يا سيدي سيطردني صاحب البناء.. لن أعيدها صدقني.. سأستقيل من وظيفتي الأخرى..
- لا بأس. سنرى ما يمكن عمله..
اقترب من سمية بذل:
- هل أنت بخير يا سيدتي..؟
- كيف ستكون بخير وقد كسروا الباب واقتحموا عليها البيت؟
أخذ يبكي وهو يردد:
- آسف يا سيدتي
أشفقت عليه: - لا بأس.. لقد سامحتك..
واعترض الضابط:
- ولكني لن أسامحك، هناك الحق العام.. هيا جهز نفسك للرحيل معنا..
رجته سمية:
- أرجوك يا سيدي.. اتركه، إنه فقير يستحق الشفقة.. لديه سبعة أولاد، كالجراد في قبوه المعتم في البناية.
- حسناً يا سيدتي سنسامحه.. بعد أن نأخذ أقواله.. أتريدين شيئاً الآن؟
- نعم.. هذا الباب المخلوع من سيصلحه؟
قال البواب:
- سأحضر نجاراً إن سمحت لي يا سيدي.
- لا بأس ولكن بسرعة.

:
يـتـبع ..
:

اضافة رد مع اقتباس
   


إضافة رد


قوانين المشاركة
غير مصرّح لك بنشر موضوع جديد
غير مصرّح لك بنشر ردود
غير مصرّح لك برفع مرفقات
غير مصرّح لك بتعديل مشاركاتك

وسوم vB : مسموح
[IMG] كود الـ مسموح
كود الـ HTML غير مسموح
Trackbacks are مسموح
Pingbacks are مسموح
Refbacks are مسموح



الوقت المعتمد في المنتدى بتوقيت جرينتش +3.
الوقت الان » 12:01 AM.

جميع الآراء و المشاركات المنشورة تمثل وجهة نظر كاتبها فقط , و لا تمثل بأي حال من الأحوال وجهة نظر النادي و مسؤوليه ولا إدارة الموقع و مسؤوليه.


Powered by: vBulletin Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd

Google Plus   Facebook  twitter  youtube