وجوه عربية في امريكا (أبو صـــالح 1-1)
ساس
هذه محاولة للكتابة عن اصدقاء وزملاء عرب قابلتهم خلال دراستي في امريكا، اردت ان اوثق بها المرحلة لي شخصياً، وربما وجدتم فيها ما يروقكم
.
قبل أن ندلف
حرصت هنا على تغيير الاسماء حتى لا تربط بالواقع
، واقول ان الخيارات في الغربة تكون اقل توفراً منها في الوطن، وبالتالي فانت لا تختار دائماً
...
لكن في الغربة ميزة، انها تظهر المعادن... تحرقها، فيزداد لمعان الذهب، ويبهت غيره
...
الفكرة تقوم على محاولة رسم كاركترات الشخصيات التي قابلتها، ولا شك اني اكتب من خلال منظاري انا لهذه الشخصيات، فلو كتب غيري لربما تباين التصوير تماماً.
أبو صالــــح (1-1)
أول مرة رأيته فيها كانت في صيف 2000.
عندما قدمت الى بلدتي لم اكن اعرف فيها اي عربي.
بقيت في الفندق الذي سكنت فيه اول وصولي اسبوعاً، خلاله بحثت عن شقة واستأجرتها، ثم اخذت في تأثيتها.
بعد الاسبوع الاول، انتقلت الى شقتي التي لم تكتمل...
اول تواصل عربي
اول تواصل كان لي مع العرب في بلدتي الصغيرة عندما اشارت الي منسقة المعهد ان اذهب الى المسجد الوحيد في تلك المدينة، بعد انامضيت نحو شهر في المدينة قبيل الدراسة وانا ارتب شؤون معيشتي.
مسيحية تدعو الى المسجد!
كانت مفارقة لافتة ان تشير اليّ بلجيكية مسيحية (زوجها اميركي
) بمبادرة منها ال ان في المسجد مجموعة من الطيبين. قالت لي: "هل ذهبت الى المسجد؟ هناك اناس جيدين ولطيفين سيسلون غربتك". قلت لها: لا اعرف العنوان!. التفتت الى طالب عربي مسلم كان يجلس الى جهاز كمبيوتر، وسألته: حسين، هل تعرف عنوان المسجد؟ تغير وجهه واجاب بخجل: أن "لا".
وددت ان اقول له لو لم اظن ذلك سيزيد خجله: لن اعنفك فلا تخجل!
ادارت السيدة الكتاب الاصفر وفتحت الخريطة لتريني الوصف.
كان الوقت صباح الجمعة، وجدتني هناك قبل اذان صلاة الجمعة. بعد الصلاة التفت علي جاري وصافحني. كنت قد سمعت عن عبدالعزيز قبيل الصلاة من احد الشباب الذين وجدتهم في المسجد.
عرفني بنفسه ثم دعاني باصرار الى تناول القهوة في منزله.
عنّة هل الكيف للهيل
لست من عشاق القهوة العربية، ولا اتناولها الا قليلا ومن باب المجاملة في الغالب، لكنني ارتشفت اول فنجان بعد غياب اشهر عنها كالمحب الذي اطفأ نيران شوقه بلقاء محبوبته.
عندها فقط فهمت معنى قول الشاعر:
اعن له عنـــة هل الكيف للهــــيل...
****
بعد حديث شائق سامرتنا فيه تميرات فاخرة من السكري، ودلة كانت تنتصب بين احاديثتنا بشموخ، عرض علي عبدالعزيز الذهاب الى محمد الشهير بابي صالح الذي داعه الى مشاهدة تسجيل فيديو لمباراة نسيم حميد الاخيرة.
حاولت الاعتذار لكن الحاح صاحبي كان يحمل نكهة الوطن، فرضخت له...
شماغ وجلابية في اميركا!!
عندما اقتربنا من المواقف كان هناك شاب يقف امام عتبة بابه وقد اعتمر شماغاً وجلابية منزلية!
كان آخر شيء اتوقع ان اراه في مجمع سكني في اميركا شاب بزيٍ اشبه ما يكون بخارجٍ من خيمة في وسط الثمامة.
استدعى الموقف بطبيعة الحال ان اسعى جاهد ا في اخفاء امارات الدهشة وعلامات التعجب من محياي، كي ابدو اليفا فيما يتعلق بي شخصيا، وكي لا اسبب لمضيفنا الحرج.
ولعل من نافلة القول ان اذكر ان اجواءاً كهذه لا بد ان يصاحبها احتفالية من الفاظ الترحيب من قبل المضيف.