مشاهدة مشاركة بصفحة مستقلة
  #3  
قديم 27/01/2002, 04:48 AM
الصمرقع الصمرقع غير متواجد حالياً
رئيس تحرير مجلة الإقلاع
تاريخ التسجيل: 11/10/2001
المكان: الولايات المتحدة الاميركية
مشاركات: 75
ذكريات سعودي في اميركا (أبو صالح والذبايح1-3)

كرم ام تبذير


ينقل الاصدقاء عن ابي صالح، بل ويحدث هو عن نفسه ايضا، أنه كان في أيامه الأولى في الولايات المتحدة يدعو الى منزله كل عربي يجده في الطريق او في السوبرماركت او حتى في نايت كلوب!

دعوة في نايت كلوب!


ولا يكتفي صاحبنا بمجرد الاستضافة في منزله على كوب من القهوة او ابريق من الشاي، بل انه في الغالب يولم لضيفه بأن يطهو له أرزاً على الطريقة النجدية مع صينية من الدجاج او لحم الضأن الذي يقطع محمد لتوفيره نحوا من 150 كيلو متراً!

طيبة وصدمات


ويبدو ان هذا الرجل الموغل في الطيبة، كان يعامل الجميع بمقاييس طيبته، فارتدت معاملات الناس معه بمقاييسهم هم عليه بالصدمات المتتالية!
لكن ذلك كله لا يقطع لابي صالح ذكراًًُ ولا يطفيء له ناراً حتى في مدينته الصغيرة التي ترقد بجمال على الجانب الغربي من القارة الاميركية.

طبخ وثقلاء!


ولأن من النادر ان تجد مطاعم تقدم الطبيخ الشرقي اجمالا والعربي بخاصة في مدن صغيرة كمدينتنا، ترتفع قيمة اتقان الطهو بين المغتربين.
ولان ابا صالح كريم ومعطاء اصبح اشهر من يطبخ الكبسة بين مجموعة الشباب العزاب، هنا.
وهو واجه الكثير من الثقلاء، بهذا السبب، فقد جاءه احدهم ذات يوم وجلس اليه ساعات رغم انه لا يعرف منه الا شكله واسمه الاول، ولم يخجل من ان يفصح شيئاً لم يأت به سوى انه مشتاق لارتشاف القهوة العربية!

وكم اشتكي محمد لي شخصياً من ان اكثر من شخص طلب منه ان يطبخ كبسة لاصدقاءه وصديقاته الامريكان الذين دعاهم هذا المتطفل ليتذوقوا نكهة الطبخ العربي!!
ويبدو ان قدر الطيب في هذه الجياة ان يكون صيداً لأناس لا تنقصهم الوقاحة وسعة الوجه!

تعليقات على كبسة ابو صالح


ورغم تفضل ابي صالح على الشباب بطبخه لهم في المناسبات الا ان بعضهم يجعل طبخه هدفا لتعليقاتهم التي لا تصدر بطبيعة الحال الا بعد ان تمتليء البطون، ولعل اشهرها قول احدهم ان كبسة محمد ذات طعم واحد لا يتغير ولا يتطور.
وكأن صاحبنا يريد ان يهيء له ابو صالح بوفيها مفتوحاً!

قصة الطعام في امريكا


وقصة الطعام في هذه البلدة تستحق الالتفات فعند تفكير المغترب في اكل اللحوم يجد نفسه امام خيارين:

اولهما: الدجاج.

وثانيهما: اللحم الاحمر.


الملتزمون ورفض الدجاج الامريكي


وفي الغالب يتجه الاخيار للأول، وفيه تجد ان بعض الشباب الملتزمين يرفض ان يأكل دجاجاً الا اذا تأكد من ذبحه على الطريقة الاسلامية.

ولا يتهيأ دجاج في مدينتنا بهذه الصفة فيضطرون الى قطع نحو 100 كم باتجاه مدينة يتوفر فيها مرادهم، وان دفعوا له قيمة اعلى بكثير من الدجاج الذي يتوفر في السوبرماركت.

أما الغالبية فانها تأكل من الدجاج العادي اما لانها لا تبالي بهذه التفاصيل، او لانها ترى انه يندرج تحت ذبيحة اهل الكتاب التي ابيحت لنا.

الرحلة في طلب اللحمة


وعندما تمل الدجاج فانك لا تجد الا لحم البقر او الخنزير، اما الاول ففي غير الشواء غير مستساغ في الغالب، واما الثاني فالتحريم والاشمئزاز منه يمنعان تعاطيه، واضفت الاشمئزاز لاني ارى من لا تعني له قضايا التحريم شيئاً لكنه اذا قدم الى المطعم عمد الى النادل فحذره من ان يصاحب طعامه لحم او شحم الخنزير او زيته او ما خالطه!

لا للحم الغنم!


اما الضأن فان الاميركيين لا يستخدمونه للأكل ولذا لا تجده في اقسام بيع اللحوم، وان كنت ترى قطعان الغنم ترعى في سهولهم الخضراء فاغلب الظن انها تربى للاستفادة من صوفها فقط!

ويقطع الشباب اكثر من 150 كلم صوب مزرعة اعتاد مالكها على بيع الضأن للعرب والمسلمين، وبخاصة اذا اقترب موسم عيد الاضحى، وهو يقوم بسلخ الذبيحة المختارة وتقطيعها حسب الطلب بعد ان يقومو هم بتذكيتها بالذبح الشرعي.


زوجة نباتية!


وفي بقايا الذاكرة ان زميلا جاء للدراسة دون زوجته واطفاله، فانضموا له صيفاً بعد ان انتهت مدارس الابناء، وكانت زوجته تصر على الا تأكل الا لحماً مذبوحاً اسلامياً، فوفره له اسبوعاً، واصبحت نباتية اكثر من شهر حتى عادت الى المملكة!
اضافة رد مع اقتباس