المنتديات الموقع العربي الموقع الانجليزي الهلال تيوب بلوتوث صوتيات الهلال اهداف الهلال صور الهلال
العودة   نادي الهلال السعودي - شبكة الزعيم - الموقع الرسمي > المنتديات العامة > منتدى الثقافة الإسلامية
   

منتدى الثقافة الإسلامية لتناول المواضيع والقضايا الإسلامية الهامة والجوانب الدينية

إضافة رد
   
 
LinkBack أدوات الموضوع طريقة عرض الموضوع
  #1  
قديم 18/12/2001, 04:40 PM
زعيــم نشيــط
تاريخ التسجيل: 17/03/2001
مشاركات: 951
Post سلسلة كتاب " لا تحزن " لفضيلة الشيخ عائض القرني ( حلقات )

كتاب "لاتحزن"للشيخ عائض بن عبدالله القرني في حلقات وستكون كل حلقة في يوم واحد..
مع العلم أن هذا الكتاب يكتبه الشيخ عائض حفظه الله في منتدى الفوائد


المقدمة
الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسذول الله ، وآله وصحبه ، وبعد فهذا كتاب ( لا تحزن ) ، عسى أن تسعد بقراءته والاستفادة منه ، ولك قبل أن تقرأ هذا الكتاب أن تحاكمه إلى المنطق السليم والعقل الصحيح ، وفوق هذا وذاك النقل المعصوم .

إن من الحيف الحكم المسبق على الشيء قبل تصوره وذوقه وشمه ، وإن من ظلم المعرفة إصدار فتوى مسبقة ، قبل الاطلاع والتأمل ، وسماع الدعوى ، ورؤية الحجة وقراءة البرهان .

كتبت هذا الحديث لمن عاش ضائقة أو ألم به هم أو حزن ، أو طاف به طائف من مصيبة ، او أقض مضجعه أرقٌ ، وشرد نومه قلقٌ وأيُّنا يخلو من ذلك ؟!

هنا آيات وأبيات ، وصور وعبر ، وفوائد وشوارد ، وأمثال وقصص ، سكبتُ فيها عصارة ما وصل إليه اللامعون ، من دواء للقلب المفجوع ، والروح المنهكة ، والنفس الحزينة البائسة .

هذا الكتاب يقول : ابشر واسعد ، وتفاءل واهدأ بل يقول : عش الحياة كما هي ، طيبة رضية بهيجة .

هذا الكتاب يصحح لك أخطاء مخالفة الفطرة ، في التعامل مع السنن والناس ، والأشياء والزمان والمكان .

إنه ينهاك نهياً جازماً عن الإصرار على مصادمة الحياة ومعاكسة القضاء ، ومخاصمة المنهج ورفض الدليل بل يناديك من مكان قريب من أقطار نفسك ، ومن أطراف روحك أن تطمئن لحسن مصيرك ، وتثق بمعطياتك وتستثمر مواهبك ، وتنسى منغصات العيش وغصص العمر وأتعاب المسيرة .

وأريد التنبيه على مسائل هامة في أوله :

الأولى : أن المقصد من الكتاب جلب السعادة والهدوء والسكينة وانشرح الصدر ، وفتح باب الأمل والتفاؤل والفرج والمستقبل الزاهر .

وهو تذكير برحمة الله وغفرانه ، والتوكل عليه وحسن الظن به ، والإيمان بالقضاء والقدر ، والعيش في حدود اليوم ، وترك القلق على المستقبل ، وتذكر نعم الله تعالى .

الثانية : وهو محاولة لطرد الهم والغم ، والحزن والأسى ،والقلق والاضطراب ، وضيق الصدر والانهيار واليأس ، والقنوط والإحباط

الثالثة : جمعت فيه ما يدور في فلك الموضوع من التنزيل ، ومن كلام المعصوم ، ومن الأمثلة الشاردة والقصص المعبرة ، والأبيات المؤثرة ، وما قاله الحكماء والأطباء والأدباء وفيه قبس من التجارب الماثلة والبراهين الساطعة ، والكلمة الجادة ، وليس وعظاً مجرداً ولا ترفاً فكرياً ولا طرحاً سياسياً بل هو دعوة ملحة من أجل سعادتك .

الرابعة : هذا الكتاب للمسلم وغيره، فراعيت فيه المشاعر ومنافذ النفس الإنسانية ، آخذاً في الاعتبار المنهج الرباني الصحيح ، وهو دين الفطرة .

الخامسة : سوف تجد في الكتاب نقولات عن شرقيين وغربيين ، ولعله لا تثريب علي في ذلك ، فالحكمة ضالة المؤمن ، أني وجدها فهو أحق بها .

السادسة : لم أجعل للكتاب حواشي ، تخفيفاً للقارىء وتسهيلاً له ، لتكون قراءته مستمرة وفكره متصلاً وجعلت المرجع مع النقل في أصل الكتاب .

السابعة : لم أنقل رقم الصفحة ولا الجزء ، مقتدياً بمن سبق في ذلك ، ورأيته أنفع وأسهل ، فحيناً أنقل بتصرف وحيناً بالنص ، أو بما فهمته من الكتاب أو المقالة .

الثامنة : لم أرتب هذا الكتاب على الأبواب ولا على الفصول ، وإنما نوعت فيه الطرح ، فربما أداخل بين الفقرات ، وأنتقل من حديث إلى آخر وأعود للحديث بعد صفحات ، ليكون أمتع للقارىء وألذ له وأطرف لنظره .

التاسعة : لم أطل بأرقام الآيات أو تخريج الأحاديث ، فإن كان الحديث فيه ضعف بينته ،وإن كان صحيحاً أو حسناً ذكرت ذلك أو سكت وهذا كله طلباً للاختصار ، وبعداً عن التكرار والإكثار والإملال ،" والمتشبع بما م يعط كلابس ثوبي زور "

العاشرة : ربما يلحظ القارىء تكراراً لبعض المعاني في قوالب شتى وأساليب متنوعة ، وأنا قصدت ذلك وتعمدت هذا الصنيع لتثبت الفكرة بأكثر من طرح ، وترسخ المعلومة بغزارة النقل ، ومن يتدبر القرآن يجد ذلك .

تلك عشرة كاملة ، أقدمها لمن أراد أن يقرأ هذا الكتاب ، وعسى أن يحمل هذا الكتاب صدقاً في الخبر ، وعدلاً في الحكم ، وإنصافاً في القول ، ويقيناً في المعرفة ، وسداداً في الرأي ، ونوراً في البصيرة .

إنني أخاطب فيه الجميع وأتكلم فيه للكل ، ولم أقصد به طائفة خاصة أو جيلاً بعينه أو فئة متحيزة أو بلداً بذاته ، بل هو لكل من أراد أن يحيا حياة سعيدة .

ورصعت فيه الدر حتى تركته **** يضيء بلا شمس ويسري بلا قمر

فعيناه سحر والجبيـن مهنـد **** ولله در الرمش والجيد والحور



عائض بن عبدالله القرني
26/4/1415هـ

الحـــــــــلــــقـــة الأولـــى : يـــــــــــا الله
يا الله
) يسئله من في السموات والأرض كل يوم هو في شأن (29) ( إذا اضطراب البحر وهاج الموج وهبت الريح العاصف ، نادى أصحاب السفينة : يا الله .

إذا ضل الحادي في الصحراء ومال الركب عن الطريق وحارت القافلة في السير ، نادوا : يا الله .

إذا وقعت المصيبة وحلت النكبة وجثمت الكارثة ، نادى المصاب المنكوب : يا الله .

إذا أوصدت الأبواب أمام الطلاب ، وأسدلت الستور في وجوه السائلين ، صاحوا : يا الله .

إذا بارت الحيل وضاقت السبل وانتهت الآمال وتقطعت الحبال ، نادوا : يا الله

إذا ضاقت عليك الأرض بما رحبت وضاقت عليك نفسك بما حملت ، فأهتف : يا الله

ولقد ذكرتك والخطوب كوالح **** سود ووجه الدهر أغبر قاتم

فهتفت في الأسحار باسمك صارخاً **** فإذا محيا كل فجر باسم

إليه يصعد الكلم الطيب ، والدعاء الخالص ، والهاتف الصادق ، والدمع البريء ، والفتجع الواله .

إليه تمد الأكف في الأسحار ، والأيادي في الحاجات ، والأعين في الملمات ، والأسئلة في الحوادث .

باسمه تشدو الألسن وتستغيث وتلهج وتنادي ، وبذكره تطمئن القلوب وتسكن الأرواح ن وتهدأ المشاهر وتبرد الأعصاب ، ويثوب الرشد ، ويستقر اليقين ن { الله لطيف بعباده }

الله :

أحسن الأسماء وأجمل الحروف ، وأصدق العبارات وأثمن الكلمات ، { هل تعلم له سمياً (65) } ؟!

الله :

فإذا الغنى والبقاء ، والقوة والنصرة ، والعز والقدرة والحكمة ، { لمن الملك اليوم لله الواحد القهار (16) } .

الله :

فإذا اللطف والعناية ، والغوث والمدد ، والود والإحسان ، { وما بكم من نعمة فمن الله } .

الله :

الجلال والعظمة ، والهيبة والجبروت .

مهما رسمنا في جلالك أحرفاً **** قدسية تشدو بها الأرواح

فلأنت أعظم و المعاني كلها **** يا رب عند جلالكم تنداح

اللهم فأجعل مكان اللوعة سلوة ، وجزاء الحزن سروراً ، وعند الخوف أمناً .

اللهم أبرد لاعج القلب بثلج اليقين ، وأطفىء جمر الأرواح بماء الإيمان .

يا رب ، ألق على العيون الساهرة نعاساً أمنة منك ، وعلى النفوس المضطربة سكينة ، وأثبها فتحاً قريباً .

يا رب أهد حيارى البصائر إلى نورك ، وضلال المناهج إلى صراطك ، والزائغين عن السبيل إلى هداك .

اللهم أزل الوساوس بفجر صادق من النور ، وأزهق باطل الضمائر بفيلق من الحق ، ورد كيد الشيطان بمدد من جنود عونك مسومين .

الهم أذهب عنا الحزن ، وأزل عنا الهم ، واطرد من نفوسنا القلق .

نعوذ بك من الخوف إلا منك ، والركون إلا إليك ، والتوكل إلا عليك ، والسؤال إلا منك ، والاستعانة إلا بك ، أنت ولينا ، نعم المولى ونعم المصير .
اضافة رد مع اقتباس
  #2  
قديم 19/12/2001, 03:39 PM
زعيــم نشيــط
تاريخ التسجيل: 17/03/2001
مشاركات: 951
الحلقة الثانية ما مضى فات

تذكر الماضي والتفاعل معه واستحضاره ، والحزن لمآسيه حمقٌ وجنون ، وقتلٌ للإرادة وتبديد للحياة الحاضرة إن ملف الماضي عند العقلاء يطوى ولا يروى ، يغلق عليه أبداً في زنزانة النسيان ، يقيد بحبال قوية في سجن الإهمال فلا يخرج أبداً ، ويوصد عليه فلا يرى النور ، لأنه مضى وانتهى ، لا الحزن يعيده ، لا الهم يصلحه ، لا الغم يصححه ، لا الكدر يحييه ، لأنه عدم ، لا تعش في كابوس الماضي وتحت مظلة الفائت ، أنقذ نفسك من شبح الماضي ، أتريد أن ترد النهر إلى مصبه ، والشمس إلى مطلعها ، والطفل إلى بطن أمه ، واللبن إلى الثدي ، والدمعة إلى العين ، إن تفاعلك مع الماضي ، وقلقك منه واحتراقك بناره ن وانطراحك على أعتابه وضع مسأساوي رهيب مخيف مفزع

القراءة في دفتر الماضي ضياع للحاضر ، وتمزيق للجهد ، ونسف للساعة الراهنة ، ذكر الله الأمم وما فعلت ثم )تلك أمة قد خلت ( انتهى الأمر وقضى ، ولا طائل من تشريح جثة الزمان ، وإعادة عجلة التاريخ .

إن الذي يعود للماضي ، كالذي يطحن الطحين وهو مطحون أصلاً ن وكالذي ينشر نشارة الخشب . وقديماً قالوا لمن يبكي على الماضي : لا تخرج الأموات من قبورهم ، وقد ذكر من يتحدث على ألسنة البهائم أنهم قالوا للحمار لم لا تجتر ؟ قال : أكره الكذب .

إن بلاءنا أننا نعجز عن حاضرنا ونشتغل بماضينا ، نهمل قصورنا الجميلة ، ونندب الأطلال البالية ، ولئن اجتمعت الإنس والجن على إعادة ما مضى لما استطاعوا لأن هذا هو المحال بعينه .
إن الناس لا ينظرون إلى الوراء ولا يلتفتون إلى الخلف ، لأن الريح تتجه إلى الأمام والماء ينحدر إلى الأمام والقافلة تسير إلى الأمام ، فلا تخالف سنة الحياة .
اضافة رد مع اقتباس
  #3  
قديم 20/12/2001, 12:04 PM
زعيــم نشيــط
تاريخ التسجيل: 17/03/2001
مشاركات: 951
الحلقة الثالثة

يومك يومك

إذا أصبحت فلا تنتظر المساء ، اليوم فحسب ستعيش ، فلا أمس الذي ذهب بخيره وشره ، ولا الغد الذي لم يأت إلى الآن اليوم الذي أظلتك شمسه ، وأدركك نهاره هو يومك فحسب ، عمرك يوم واحد ، فاجعل في خلدك العيش لهذا اليوم وكأنك ولدت فيه وتموت فيه حينها لا تتعثر حياتك بين هاجس الماضي وهمه وغمه ، وبين توقع المستقبل وشبحه المخيف وزحفه المرعب ، لليوم فقط اصرف تركيزك واهتمامك وإبداعك وكدك وجلدك ، فلهذا اليوم لابد أن تقدم صلاة خاشعة وتلاوة بتدبر واطلاعاً بتأمل ، وذكراً بحضور ، واتزاناً في الأمور ، وحسناً في خلق ، ورضاً بالمقسوم ، واهتماماً بالمظهر ، واعتناءً بالجسم ، ونفعاً للآخرين .
لليوم هذا الذي أنت فيه فتقسم ساعاته وتجعل من دقائقه سنوات ، ومن ثوانيه شهور ، تزرع فيه الخير ، تسدي فيه الجميل ، تستغفر فيه من الذنب ، تذكر فيه الرب ، تتهيأ للرحيل ، تعيش هذا اليوم فرحاً وسروراً ، وأمناً وسكينة ، ترضى فيه برزقك ، بزوجتك ، بأطفالك ، بوظيفتك ، ببيتك ، بعلمك ، بمستواك )فخذ ما ءاتيتك وكن من الشاكرين ( تعيش هذا اليوم بلا حزن ولا انزعاج ، ولا سخط ولا حقد ، ولا حسد .
إن عليك أن تكتب على لوح قلبك عبارة واحدة تجعلها أيضاً على مكتبك تقول العبارة : ( يومك يومك ) إذا أكلت خبزاً حاراً شهياً هذا اليوم فهل يضرك خبز الأمس الجاف الرديء ، أو خبز غد الغائب المنتظر .
إذا شربت ماءً عذباً زلالاً هذا اليوم ، فلماذا تحزن من ماء أمس الملح الأجاج ، أو تهتم لماء غد الآسن الحار .
إنك لو صدقت مع نفسك بإرادة فولاذية صارمة عارمة لأخضعتها لنظرية : لن أعيش إلا هذا اليوم حينها تستغل كل لحظة في هذا اليوم في بناء كيانك وتنمية مواهبك ، وتزكية عملك ، فتقول : لليوم فقط أهذب ألفاظي فلا أنطق هجراً أو فحشاً ، أو سباً ، أو غيبة ، لليوم فقط سوف أرتب بيتي ومكتبتي ، فلا ارتباك ولا بعثره ، وإنما نظام ورتابة ، لليوم فقط سوف أعيش فأعتني بنظافة جسمي ، وتحسين مظهري والاهتمام بهندامي ، والاتزان في مشيتي وكلامي وحركاتي .
لليوم فقط سأعيش فأجتهد في طاعة ربي ، وتأدية صلاتي على أكمل وجه ، والتزود بالنوافل ، وتعاهد مصحفي ، والنظر في كتبي ، وحفظ فائدة ، ومطالعة كتاب نافع .
لليوم فقط سأعيش فأغرس في قلبي الفضيلة وأجتث منه شجرة الشر بغصونها الشائكة من كبر وعجب ورياء وحسد وحقد وغل وسوء ظن .
لليوم فقط سوف أعيش فأنفع الآخرين ، وأسدي الجميل إلى الغير ، أعود مريضاً ، أشيع جنازة ، أدل حيران ، أطعم جائعاً ، أفرج عن مكروب ، أقف مع مظلوم ، أشفع لضعيف ، أواسي منكوباً ، اكرم عالماً ، أرحم صغيراً ، أجل كبيراً .
لليوم فقط سأعيش فيه ماض ذهب وانتهى اغرب كشمسك ، فلن أبكي عليك ولن تراني أقف لأتذكرك لحظة ، لأنك تركتنا وهجرتنا وارتحلت عنا ولن تعود إلينا أبد الآبدين .
ويا مستقبل أنت في عالم الغيب فلن أتعامل مع الأحلام ، ولن أبيع نفسي مع الأوهام ولن أتعجل ميلاد مفقود ، لأن غداً لا شيء لأنه لم يخلق ولأنه لم يكن مذكوراً .
يومك يومك أيها الإنسان أروع كلمة في قاموس السعادة لمن أراد الحياة في أبهى صورها وأجمل حللها .
اضافة رد مع اقتباس
  #4  
قديم 21/12/2001, 01:06 PM
زعيــم نشيــط
تاريخ التسجيل: 17/03/2001
مشاركات: 951
الحلقة الرابعة منة سلسلة كتاب [لا تحزن]
فكر واشكر

المعنى أن تذكر نعم الله عليك فإذا هي تغمرك من فوقك ومن تحت قدميـك (وإن تعدوا نعمت الله لا تحصوها ) صحة في بدن ، أمن في وطن ، غذاء وكساء ، وهواء وماء ، لديك الدنيا وأنت ما تشعر ، تملك الحياة وأنت لا تعلم (وأسبغ عليكم نعمه ظاهرة وباطنة) عندك عينان ، ولسان وشفتان ، ويدان ورجلان (فبأي ألاء ربكما تكذبان "13" ) هل هي مسئلة سهلة أن تمشي على قدميك ، وقد بترت أقدام ؟! وأن تعتمد على ساقيك ، وقد قطعت سوق ؟1 أحقير أن تنام ملء عينيك وقد طار الألم نوم الكثير ؟! وأن تملأ معدتك من الطعام الشهي وأن تكرع من الماء البارد وهناك من عكر عليه الطعام ، ونغص عليه الشرب بأمراض وأسقام ؟! تفكر في سمعك وقد عوفيت من الصمم ، وتأمل في نظرك وقد سلمت من العمى ، وانظر إلى جلدك وقد نجوت من البرص والجذام ، والمح عقلك وقد أنعم عليك بحضوره ولم تفجع بالجنون والذهول .
أتريد في بصرك وحده كجبل أحد ذهباً ؟! أتحب بيع سمعك وزن ثهلان فضة ؟! هل تشتري قصور الزهراء بلسانك فتكون أبكم ؟! هل تقايض بيديك مقابل عقود اللؤلؤ والياقوت لتكون أقطه ؟! إنك في نعم عميقة وأفضال جسيمة ، ولكنك لا تدري ، تعيش مهموماً مغموماً حزيناً كئيباً وعندك الخبز الدافىء ، والماء البارد ، والنوم الهانىء ، والعافية الوارقة ، تتفكر في المفقود ولا تشكر الموجود ، تنزعج من خسارة مالية وعندك مفتاح السعادة ، وناطير مقنطرة من الخير والمواهب والنعم والأشياء ، فكر واشكر ، ( وفي أنفسكم أفلا تبصرون ) فكر في نفسك ، وأهلك وبيتك ، وعملك ، وعافيتك ، وأصدقائك ، والدنيا من حولك
يعرفون نعمت الله ثم ينكرونها
اضافة رد مع اقتباس
  #5  
قديم 22/12/2001, 02:20 AM
مشرف سابق بمنتدى الثقافة الإسلامية
تاريخ التسجيل: 15/12/2000
المكان: القصيم
مشاركات: 2,953
بارك الله فيك ونفعنا واياك بما نقلت
كم نحن محتاجون لمثل هذه المشاركات القيمه
اضافة رد مع اقتباس
  #6  
قديم 22/12/2001, 09:17 PM
زعيــم نشيــط
تاريخ التسجيل: 17/03/2001
مشاركات: 951
الحلقة الخامسة من سلسلة"لاتحزن"

اترك المستقبل حتى يأتي


(أتى أمر الله فلا تستعجلوه )فلا تستبق الأحداث ، أتريد إجهاض الحمل قبل تمامه ، وقطف الثمرة قبل النضج ، عن غداً مفقود لا حقيقة له ، ليس له وجود ، ولا طعم ، ولا لون ، فلماذا نشغل أنفسنا به ، ونتوجس من مصائبه ، ونهتم بحوادثه ، نتوقع كوارثه ، ولا ندري هل يحال بيننا وبينه ، أو نلقاه ، فإذا هو سرور وحبور ، المهم أنه في عالم الغيب لم يصل إلى الأرض بعد ، إن علينا أن لا نعبر جسراً حتى نأتيه ، ومن يدري ؟ لعلنا نقف قبل وصول الجسر ، أو لعل الجسر ينهار قبل وصولنا ، وربما وصلنا ومررنا عليه بسلام
إن إعطاء الذهن مساحة أوسع للتفكير في المستقبل وفتح كتاب الغيب ثم الإكتواء بالمزعجات المتوقعة ممقوت شرعاً ،لأنه طول أمل ومذموم عقلاً ، لأنه مصارعة للظل . إن كثيراً من هذا العالم يتوقع في مستقبله الجوع العري والمرض والفقر والمصائب ، وهذا كله من مقررات مدارس الشيطان(الشيطان يعدكم الفقر ويأمركم بالفحشاء والله يعدكم مغفرة منه وفضلاً )
كثير هم الذين يبكون ، لأنهم سوف يجوعون غداً ، وسوف يمرضون بعد سنة ، وسوف ينتهي العالم بعد مائة عام إن الذي عمره في يد غيره لا ينبغي له أن يراهن على العدم ، والذي لا يدري متى يموت لا يجوز له الاشتغال بشيء مفقود لا حقيقة له .
اترك غداً حتى يأتيك ، لا تسأل عن أخباره ، لا تنتظر زحوفه لأنك مشغول باليوم .

وإن تعجب فعجب هؤلاء يقترضون الهم نقداً ليقضوه نسيئة في يوم لم تشرق شمسه ولم ير النور ، فحذار من طول الأمل .
اضافة رد مع اقتباس
  #7  
قديم 23/12/2001, 07:45 PM
زعيــم نشيــط
تاريخ التسجيل: 17/03/2001
مشاركات: 951
كيف تواجه النقد الآثم

الحلقة السادسة من سلسلة كتاب [لا تحزن]
كيف تواجه النقد الآثم

الرقعاء السخفاء سبوا الخالق الرازق جل في علاه ، وشتموا الواحد الأحد لا إله إلا هو ، فماذا أتوقع أنا وأنت ونحن أهل الحيف والخطأ ، إنك سوف تواجه في حياتك حرباَ ضروساً لا هوادة فيها من النقد الآثم المر ، ومن التحطيم المدروس المقصود ، ومن الإهانة المتعمدة ما دام أنك تعطي وتبني وتؤثر وتسطع وتلمع ، ولن يسكت هؤلاء عنك حتى تتخذ نفقاً في الأرض أو سلماً في السماء فتفر من هؤلاء ، أما وأنت بين أظهرهم فانتظر منهم ما يسوؤك ويبكي عينك ، ويدمي مقلتك ، ويقض مضجعك .
إن الجالس على الأرض لا يسقط ، والناس لا يرفسون كلباً ميتاً ، لكنهم يغضبون عليك لأنهك فقتهم صلاحاً ، أو علماً ، او أدباً ، او مالاً ، فأنت عندهم مذنب لا توبة لك حتى تترك مواهبك ونعم الله عليك ، وتنخلع من كل صفات الحمد ، وتنسلخ من كل معاني النبل ، وتبقى بليداً غبياً ، صفراً محطماً ، مكدوداً ، هذا ما يريدون بالضبط .
إذاً فاصمد لكلام هؤلاء ونقدهم وتشويههم وتحقيرهم " اثبت أحد " وكن كالصخرة الصامتة المهيبة تتكسر عليها حبات البرد لتثبت وجودها وقدرتها على البقاء . إنك إذا أصغيت لكلام هؤلاء وتفاعلت به حققت أمنيتهم الغالية في تعكير حياتك وتكدير عمرك ، ألا فأصفح الصفح الجميل ، ألا فأعرض عنهم ولا تك في ضيق مما يمكرون إن نقدهم السخيف ترجمة محترمة لك ، وبقدر وزنك يكون النقد الآثم المفتعل .
إنك لن تستطيع أن تغلق أفواه هؤلاء ولن تستطيع أن تعتقل ألسنتهم لكنك تستطيع أن تدفن نقدهم وتجنيهم بتحافيك لهم ، وإهمالك لشأنهم ، وإطراحك لأقوالهم )قل موتوا بغيظكم ( بل تستطيع أن تصب في أفواههم الخردل بزيادة فضائلك وتربية محاسنك وتقويم اعوجاجك .
إن كنت تريد أن تكون مقبولاً عند الجميع ، محبوباً لدى الكل ، سليماً من العيوب عند العالم ، فقد طلبت مستحيلاً وأملت أملاً بعيداً .
اضافة رد مع اقتباس
  #8  
قديم 24/12/2001, 11:16 PM
زعيــم نشيــط
تاريخ التسجيل: 17/03/2001
مشاركات: 951
الحلقة السابعة من كتاب لا تحزن

الحلقة السابعة من كتاب لاتحزن
لا تنتظر شكراً من أحد

خلق الله العباد ليذكروه ورزق الله الخليفة ليشكروه ، فعبد الكثير غيره ، وشكر الغالب سواه ، لأن طبيعة الجحود والنكران والجفاء وكفران النعم غالبة على النفوس ، فلا تصدم إذا وجدت هؤلاء قد كفروا جميلك ، وأحرقوا إحسنك ، ونسوا معروفك ، بل ربما ناصبوك العداء ، وأحرقوا إحسانك ، ونسوا عروفك ، بل ربما ناصبوك العداء ، ورموك بمنجنيق الحقد الدفين ، لا لشيء إلا لأنك أحسنت إليهم )وما نقموا أن أغناهم الله ورسوله من فضله( .
وطالع سجل العالم المشهود ، فإذا في فصوله قصة أب ربى ابنه وغذاه وكساه وأطعمه وسقاه ، وأدبه ، وعلمه ، سهر لينام ، وجاع ليشبع ، وتعب ليرتاح ، فلما طر شارب هذا الإبن وقوى ساعده ، أصبح لوالده كالكلب العقور ، استخفافاً ، ازدراءً ، مقتاً ، عقوقاً صارخاً ، عذاباً وبيلاً .
ألا فليهدأ الذين احترقت أوراق جميلهم عند منكوسي الفطر ، ومحطمي الإرادات ، وليهنأوا بعوض المثوبة عند من لا تنفذ خزائنه .
إن هذا الخطاب الحار لا يدعوك لترك الجميل ، وعدم الإحسان للغير ، وإنما يوطنك على انتظار الجحود والتنكير لهذا الجميل والإحسان ، فلا تبتئس بما كانوا يصنعون .
اعمل الخير لوجه الله ، لأنك الفائز على كل حال ، ثم لا يضر غمط من غمطه ، ولا جحود من جحده ، واحمد الله لأنك المحسن ، وهو المسيء ، واليد العليا خير من اليد السفلى )إنما نطعمكم لوجه الله لا نريد منكم جزاء ولا شكوراً (
وقد ذهل كثير من العقلاء من جبلة الجحود عند الغوغاء ، وكأنهم ما سمعوا الوحي الجليل وهو ينعي على الصنف عتوه وتمرده )مر كأن لم يدعنا إلى ضر مسه( لا تفاجأ إذا أهديت بليداً قلماً فكتب به هجاءك ، أو منحت جافياً عصا يتوكأ عليها ويهش بها على غنمه ، فشج بها رأسك ،
هذا هو الأصل عند هذه البشرية المحنطة في كفن الجحود مع باريها جل في علاه ، فكيف بها معي ومعك .
اضافة رد مع اقتباس
  #9  
قديم 26/12/2001, 05:50 PM
زعيــم نشيــط
تاريخ التسجيل: 17/03/2001
مشاركات: 951
الحلقة الثامنة من سلسلة كتاب "لاتحزن" الإحسان إلى الغير انشراح للصدر
الجميل كاسمه ، والمعروف كرسمه ، والخير كطعمه أول المستفدين من إسعاد الناس هم المتفضلون بهذا الإسعاد ، يجنون ثمرته عاجلاً في نفوسهم ، وأخلاقهم ، وضمائرهم ، فيجدون الانشراح والانبساط ، والهدوء والسكينة .
فإذا طاف بك طائف من هم أو ألم بك غم فامنح غيرك معروفاً واسد له جميلاً تجد الفرج والراحة . اعط محروماً ، انصر مظلوماً ، أنقذ مكروباً ، أطعم جائعاً ، عد مريضاً ، أعن منكوباً ، تجد السعادة تغمرك من بين يديك ومن خلفك .
إن فعل الخير كالمسك ينفع حامله وبائعه ومشتريه ، وعوائد الخير النفيسة عقاقير مباركة تصرف في صيدلية الذي عمرت قلوبهم بالبر والإحسان .
إن توزيع البسمات المشرقة على فقراء الأخلاق صدقة جارية في عالم القيم " ولو أن تلقى أخاك بوجه طلق " وإن عبوس الوجه إعلان حرب ضروس على الآخرين لا يعلم قيامها إلا علام الغيوب .
شربة ماء من كف بغي لكلب عقور أثمرت دخول الجنة عرضها السموات والأرض لأن صاحب الثواب غفور شكور جميل ، يحب الجميل ، غني حميد .
يا من تهددهم كوابيس الشقاء والفزع والخوف هلموا إلى بستان المعروف وتشاغلوا بالغير ، عطاء وضيافة ومواساة وإعانة وخدمة وستجدون السعادة طعماً ولوناً وذوقاً[ وما لأحد عنده من نعمة تجزى إلا ابتغاء وجه ربه الأعلى ولسوف يرضى ]
اضافة رد مع اقتباس
  #10  
قديم 27/12/2001, 01:21 PM
زعيــم نشيــط
تاريخ التسجيل: 17/03/2001
مشاركات: 951
أطرد الفراغ بالعمل

الحلقة التاسعة من كتاب لا تحزن أطرد الفراغ بالعمل


الفارغون في الحياة هم أهل الأراجيف والشائعات لأن اذهانهم موزعة )رضوا بأن يكونوا مع الخوالف(
إن أخطر حالات الذهن يوم يفرغ صاحبه من العمل فيبقى كالسيارة المسرعة في انحدار بلا سائق تجنح ذات اليمن وذات الشمال .
يوم تجد في حياتك فراغاً فتهيأ حينها للهم والغم والفزع ، لأن هذا الفراغ يسحب لك كل ملفات الماضي والحاضر والمستقبل من أدراج الحياة فيجعلك في أمر مريح ن ونصيحتي لك ولنفسي أن تقوم بأعمال مثمرة بدلاً من هذا الاسترخاء القاتل لأنه وأد خفي، وانتحار بكبسول مسكن .
إن الفراغ أشبه بالتعذيب البطيء الذي يمارس في سجون الصين بوضع السجين تحت أنبوب يقطر كل دقيقة قطرة ، وفي فترات إنتظار هذه القطرات يصاب السجين بالجنون .
الراحة غفلة ، والفراغ لص محترف ، وعقلك هو فريسة ممزقة لهذه الحروب الوهمية .
إذاً قم الآن ، أو سبح ، أو طالع ، أو اكتب ، او رتب مكتبك ، أو أصلح بيتك ، أو انفع غيرك حتى تقضي على الفراغ وإني لك من الناصحين .
، أو سبح ، أو طالع ، أو اكتب ، او رتب مكتبك ، أو أصلح بيتك ، أو انفع غيرك حتى تقضي على الفراغ وإني لك من الناصحين .
، أو سبح ، أو طالع ، أو اكتب ، او رتب مكتبك ، أو أصلح بيتك ، أو انفع غيرك حتى تقضي على الفراغ وإني لك من الناصحين .
إذا قم الآن صلي او أقرأ ، أو سبح ، أو طالع ، أو اكتب ، او رتب مكتبك ، أو أصلح بيتك ، أو انفع غيرك حتى تقضي على الفراغ وإني لك من الناصحين .
اذبح الفراغ بسكين العمل ، ويضمن لك أطباء العالم 50% من السعادة مقابل هذا الاجراء الطارىء فحسب ، انظر إلى الفلاحين والخبازين والبناءين يغردون بالأناشيد كالعصافير في سعادة وراحة وانت على فراشك تمسح دموعك وتضطرب لأنك ملدوغ .
اضافة رد مع اقتباس
  #11  
قديم 27/12/2001, 01:21 PM
زعيــم نشيــط
تاريخ التسجيل: 17/03/2001
مشاركات: 951
الحلقة العاشرة من كتاب"لاتحزن"

لاتكن إمعة

لا تتقمص شخصية غيرك ولا تذب في الآخرين . إن هذا هو العذاب الدائم ، وكثير هم الذين ينسون أنفسهم وأصواتهم وحركاتهم ، وكلامهم ، ومواهبهم ، وظروفهم ، لينصهروا في شخصيات الآخرين ، فإذا التكلف والصلف ، والاحتراق ، والإعدام للكيان وللذات .
من آدم إلى آخر الخليقة لم يتفق اثنان في صورة واحدة ، فلماذا يتفقون في المواهب والأخلاق .
أنت شيء آخر لم يسبق لك في التاريخ مثال ولن يأتي مثلك في الدنيا شبيه .
أنت مختلف تماماً عن زيد وعمرو فلا تحشر نفسك في سرداب التقليد والمحاكاة والذوبان .
انطلق على هيئتك وسجيتك )قد علم كل أناس مشربهم( )ولكل وجهه هو مولها فاستبقوا الخيرات ( عش كما خلقت لا تغير صوتك ، لا تبدل نبرتك ، لا تخالف مشيتك ، هذب نفسك بالوحي ، ولكن لا تلغي وجودك وتقتل استقلالك .
أنت لك طعم خاص ولون خاص ونريدك أنت بلونك هذا وطعمك هذا ، لأنك خلقت هكذا وعرفناك هكذا " لا يكن أحدكم إمعة "
إن الناس في طبعائهم أشبه بعالم الأشجار : حلو وحامض ، وطويل وقصير ، وهكذا فليكونوا فإن كنت كالموز فلا تتحول إلى سفرجل ، لأن جمالك وقيمتك أن تكون موزاً ، إن إختلاف ألواننا وألسنتنا ومواهبنا وقدراتنا آية من آيات الباري فلا تجحد آياته .
اضافة رد مع اقتباس
  #12  
قديم 28/12/2001, 06:35 PM
زعيــم نشيــط
تاريخ التسجيل: 17/03/2001
مشاركات: 951
الحلقة الثانية عشرة من كتاب لا تحزن
إن مـــع الـــــعــسر يـــســــــــــرا
يا إنسان بعد الجوع شبع ، وبعد الظمأ ري ، وبعد السهر نوم ، وبعد المرض عافية ، سوف يصل الغائب ، ويهتدي الضال ، ويفك العاني ، وينقشع الظلام )فعسى الله أن يأتي بالفتح أو أمر من عنده (
بشر الليل بصبح صادق يطارده على روؤس الجبال ، ومسارب الأودية ، بشر المهموم بفرج مفاجىء يصل في سرعة الضوء ، ولمح البصر ، بشر المنكوب بلطف خفي وكف حانية وادعة .
إذا رأيت الصحراء تمتد وتمتد ، فاعلم أن وراءها رياضاً خضراء وارفة الظلال .
إذا رأيت الحبل يشتد ويشتد ، فاعلم أنه سوف ينقطع مع الدمعة بسمة ، ومع الخوف أمن ، ومع الفزع سكينة ، النار لا تحرق إبراهيم التوحيد ، لأن الرعاية الربانية فتحت نافذة )برداً وسلاماً (
البحر لا يغرق كليم الرحمن ، لأن الصوت القوي الصادق نطق بـ )كلا إن معي ربي سيهديني(
المعصوم في الغار بشر صاحبه بأنه وحده معنا فنزل الأمن والفتح والسكينة .
إن عبيد ساعاتهم الراهنة وأرقاء ظروفهم القاتمة لا يرون إلا النكد والضيق والتعاسة ، لأنهم لا ينظرون إلا إلى جدار الغرفة وباب الدار فحسب . ألا فليمدوا أبصارهم وراء الحجب وليطلقوا أعنة أفكارهم إلى ما وراء الأسوار
إذا فلا تضيق ذرعاً فمن المحال دوام الحال ، وأفضل العبادة إنتظار الفرج ، الأيام دول ، والدهر قلب ، والليالي حبالى ، والغيب مستور ، والحكيم كل يوم هو في شأن ، ولعل الله يحدث بعد ذلك أمراً وغن مع العسر يسراً .
اضافة رد مع اقتباس
  #13  
قديم 28/12/2001, 06:36 PM
زعيــم نشيــط
تاريخ التسجيل: 17/03/2001
مشاركات: 951
الحلقة الثالثة عشرة من كتاب لا تحزن
اصنع من الليمون شراباً حلواً

الذكي الأريب يحول الخسائر إلى أرباح ، والجاهل الرعديد يجعل المصيبة مصيبتين .
طرد الرسول r من مكة فأقام في المدينة ، دولة ملأت سمع التاريخ وبصره .
سجن أحمد بن حنبل وجلد ، فصار إمام السنة ، وحبس ابن تيمية فأخرج من حبسه علماً جماً ، ووضع السرخسي في قعر بئر معطلة فأخرج عشرين مجلداً في الفقه ، وأقعد ابن الأثير فصنف جامع الأصول والنهاية من أشهر وأنفع كتب الحديث ، ونفي ابن الجوزي من بغداد ، فجود القراءات السبع ، وأصابت حمى الموت مالك بن الريب فأرسل للعالمين قصيدته الرائعة الذائعة التي تعدل دواوين شعراء الدولة العباسية ، ومات أبناء أبي ذوئيب الهذلي فرثاهم بإلياذة أنصت لها الدهر ، وذهل منها الجمهور ، وصفق لها التاريخ .
إذا داهمتك داهية فانظر في الجانب المشرق منها ، وإذا ناولك أحدهم كوب ليمون فاضف إليه حفنة سكر ، وإذا أهدى لك ثعباناً فخذ جلده الثمين واترك باقيه ، وإذا لدغتك عقرب فاعلم أنه مصل واقي ومناعة حصينة ضد سم الحيات .
تكيف في ظرفك القاسي ، لتخرج لنا منه زهراً وورداً وياسميناً )وعسى أن تكرهوا شيئاً وهو خيراً لكم(
سجنت فرنسا قبل ثورتها العارمة شاعرين مجيدين متفائلاً ومتشائماً فأخرجا رأسيهما من نافذة السجن فأما المتفائل فنظر نظرة في النجوم فضحك وأما المتشائم فنظر إلى الطين في الشارع المجاور فبكى انظر إلى الوجه الآخر للمأساة ، لأن الشر المحض ليس موجوداً بل هناك خير ومكسب وفتح وأجر .
اضافة رد مع اقتباس
  #14  
قديم 30/12/2001, 06:22 PM
زعيــم نشيــط
تاريخ التسجيل: 17/03/2001
مشاركات: 951
الحلقة الرابعة عشرة من كتاب لاتحزن
)أمن يجيب المضطر إذا دعاه(

من الذي يفزع إليه المكروب ، ويستغيث به المنكوب ، وتصمد إليه الكائنات ، وتسأله المخلوقات ، وتلهج بذكره الألسن ، وتألهه القلوب إنه الله لا إله إلا هو .
وحق علي وعليك أن ندعوه ، ونتوسل إليه في الكربات ، وننطرح على عتبات بابه سائلين باكين ضارعين منيبين ، حينها يأتي مدده ، ويصل عونه ، ويسرع فرجه ، ويحل فتحه )أمن يجيب المضطر إذا دعاه( فينجي الغريق ، ويرد الغائب ، ويعافي المبتلي ، وينصر المظلوم ، ويهدى الضال ، ويشفي المريض ، ويفرج عن المكروب )فإذا ركبوا في الفلك دعوا الله مخلصين له الدين(
ولن أسرد عليك هنا أدعية إزاحة الهم والغم والحزن والكرب ، ولكن أحيلك إلى كتب السنة لتتعلم شريف الخطاب معه فتناجيه وتناديه وتدعوه وترجوه ن فإن وجدته وجدت كل شيء وإن فقدت الإيمان به فقدت كل شيء ، إن دعاءك ربك عبادة أخرى ، وطاعة عظمى ثانية فوق حصول المطلوب ، وإن عبداً يجيد فن الدعاء حري أن لا يهتم ولا يغتم ولا يقلق ، كل الحبال تتصرم إلا حبله ، كل الأبواب توصد إلا بابه ، وهو قريب سميع مجيب ، يجيب المضطر إذا دعاه يأمرك – وأنت الفقير الضعيف المحتاج ، وهو الغني القوي الواحد الماجد – بأن تدعوه )اعني استجب لكم ( إذا نزلت بك النوازل ، ألمت بك الخطوب فالهج بذكره ، واهتف باسمه ، واطلب مدده واسأله فتحه ونصره ، مرغ الجبين لتقديس اسمه ، لتحصل على تاج الحرية ، وارغم أنفك في طين عبوديته لتحوز وسام النجاة ، مد يديك ، ارفع كفيك ، انتظر لطفه ، ترقب فتحه ، أشد باسمه ، أحسن ظنك فيه ، انقطع إليه ، تبتل إليه تبتيلا حتى تسعد وتفلح .
اضافة رد مع اقتباس
  #15  
قديم 30/12/2001, 06:25 PM
زعيــم نشيــط
تاريخ التسجيل: 17/03/2001
مشاركات: 951
الحلقة الخامسة عشرة من كتاب لاتحزن
وليسعك بيتك
العزلة الشرعية السنية : بعدك عن الشر وأهله ، والفارغين واللاهين والفوضويين ، فيجتمع عليك شملك ، ويهدأ بالك ، ويرتاح خاطرك ، ويجود ذهنك بدرر الحكم ، ويسرح طرفك في بستان المعارف .
إن العزلة عن كل ما يشغل عن الخير والطاعة دواء عزيز جربه أطباء القلوب فنجح إيما نجاح ، وأنا أدلك عليه ، في العزلة عن الشر واللغو وعن الدهماء تلقيح للفكر ، وإقامة لناموس الخشية ، واحتفال بمولد الإنابة والتذكر ، وإنما كان الإجتماع المحمود والاختلاط الممدوح في الصلوات والجمع ومجالس العلم والتعاون على الخير ، أما مجالس البطالة والعطالة فحذار حذارِ ، اهرب بجلدك ، إبك على خطيئتك ، وأمسك عليك لسانك ، وليسعك بيتك ، الاختلاط الهمجي حرب شعواء على النفس ، وتهديد خطير لدنيا الأمن والاستقرار في نفسك ، لأنك تجالس أساطين الشائعات ، وابطال الأراجيف ، وأساتذة التبشير بالفتن والكوارث والمحن ، حتى تموت كل يوم سبع مرات قبل أن يصلك الموت [لو خرجوا فيكم ما زادوكم إلا خبالا ]
إذا فرجائي الوحيد إقبالك على شانك والانزواء في غرفتك إلا من قول خير أو فعل خير ، حينها تجد قلبك عاد إليك ، فسلم وقتك من الضياع ، وعمرك من الإهدار ، ولسانك من الغيبة ، وقلبك من القلق ، وأذنك من الخنا ونفسك من سوء الظن ، ومن جرب عرف ، ومن أركب نفسه مطايا الأوهام ، واسترسل مع العوام فقل عليه السلام .
اضافة رد مع اقتباس
   


إضافة رد


قوانين المشاركة
غير مصرّح لك بنشر موضوع جديد
غير مصرّح لك بنشر ردود
غير مصرّح لك برفع مرفقات
غير مصرّح لك بتعديل مشاركاتك

وسوم vB : مسموح
[IMG] كود الـ مسموح
كود الـ HTML غير مسموح
Trackbacks are مسموح
Pingbacks are مسموح
Refbacks are مسموح



الوقت المعتمد في المنتدى بتوقيت جرينتش +3.
الوقت الان » 01:33 AM.

جميع الآراء و المشاركات المنشورة تمثل وجهة نظر كاتبها فقط , و لا تمثل بأي حال من الأحوال وجهة نظر النادي و مسؤوليه ولا إدارة الموقع و مسؤوليه.


Powered by: vBulletin Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd

Google Plus   Facebook  twitter  youtube