مشاهدة مشاركة بصفحة مستقلة
  #8  
قديم 24/12/2001, 11:16 PM
هلال العرب هلال العرب غير متواجد حالياً
زعيــم نشيــط
تاريخ التسجيل: 17/03/2001
مشاركات: 951
الحلقة السابعة من كتاب لا تحزن

الحلقة السابعة من كتاب لاتحزن
لا تنتظر شكراً من أحد

خلق الله العباد ليذكروه ورزق الله الخليفة ليشكروه ، فعبد الكثير غيره ، وشكر الغالب سواه ، لأن طبيعة الجحود والنكران والجفاء وكفران النعم غالبة على النفوس ، فلا تصدم إذا وجدت هؤلاء قد كفروا جميلك ، وأحرقوا إحسنك ، ونسوا معروفك ، بل ربما ناصبوك العداء ، وأحرقوا إحسانك ، ونسوا عروفك ، بل ربما ناصبوك العداء ، ورموك بمنجنيق الحقد الدفين ، لا لشيء إلا لأنك أحسنت إليهم )وما نقموا أن أغناهم الله ورسوله من فضله( .
وطالع سجل العالم المشهود ، فإذا في فصوله قصة أب ربى ابنه وغذاه وكساه وأطعمه وسقاه ، وأدبه ، وعلمه ، سهر لينام ، وجاع ليشبع ، وتعب ليرتاح ، فلما طر شارب هذا الإبن وقوى ساعده ، أصبح لوالده كالكلب العقور ، استخفافاً ، ازدراءً ، مقتاً ، عقوقاً صارخاً ، عذاباً وبيلاً .
ألا فليهدأ الذين احترقت أوراق جميلهم عند منكوسي الفطر ، ومحطمي الإرادات ، وليهنأوا بعوض المثوبة عند من لا تنفذ خزائنه .
إن هذا الخطاب الحار لا يدعوك لترك الجميل ، وعدم الإحسان للغير ، وإنما يوطنك على انتظار الجحود والتنكير لهذا الجميل والإحسان ، فلا تبتئس بما كانوا يصنعون .
اعمل الخير لوجه الله ، لأنك الفائز على كل حال ، ثم لا يضر غمط من غمطه ، ولا جحود من جحده ، واحمد الله لأنك المحسن ، وهو المسيء ، واليد العليا خير من اليد السفلى )إنما نطعمكم لوجه الله لا نريد منكم جزاء ولا شكوراً (
وقد ذهل كثير من العقلاء من جبلة الجحود عند الغوغاء ، وكأنهم ما سمعوا الوحي الجليل وهو ينعي على الصنف عتوه وتمرده )مر كأن لم يدعنا إلى ضر مسه( لا تفاجأ إذا أهديت بليداً قلماً فكتب به هجاءك ، أو منحت جافياً عصا يتوكأ عليها ويهش بها على غنمه ، فشج بها رأسك ،
هذا هو الأصل عند هذه البشرية المحنطة في كفن الجحود مع باريها جل في علاه ، فكيف بها معي ومعك .
اضافة رد مع اقتباس