30/12/2001, 06:27 PM
|
زعيــم نشيــط | | تاريخ التسجيل: 17/03/2001
مشاركات: 951
| |
الحلقة السادسة عشرة من كتاب"لاتحزن"
اجــــن الــعـــســل ولا تــكــســر الــخــلــيــــة
الرفق ما كان في شيء إلا زانه ، وما نزع من شيء إلا شانه ، اللين في الخطاب ، البسمة الرائقة على المحيا ، الكلمة الطيبة عند اللقاء ، هذه حلل منسوجة يرتديها السعداء ، وهي صفات المؤمن كالنحلة تأكل طيباً وتصنع طيباً ، وإذا وقعت على زهرة لا تكسرها لأن الله يعطي على الرفق ما لا يعطي على العنف إن من الناس من تشرئب لقدومهم الأعناق ، وتشخص إلى طلعاتهم الأبصار ، وتحييهم الأفئدة وتشيعهم الأرواح ، لأنهم محبوبون في كلامهم في أخذهم وعطاءهم ، في بيعهم وشراءهم ، في لقاءهم ووداعهم .
إن اكتساب الأصدقاء فن مدروس يجيده النبلاء الأبرار ، فهم محفوفون دائماً وأبداً بهالة من الناس إن حضروا فالبشر والأنس ، وإن غابوا فالسؤال والدعاء .
إن هؤلاء السعداء لهم دستور أخلاق عنوانه : ( ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميد )فهم يمتصون الأحقاد بعاطفتهم الجياشة ، وحلمهم الدافيء ، وصفحهم البريء ، يتناسون الإساءة ويحفظون الإحسان ، تمر بهم الكلمات النابية فلا تلج آذانهم بل تذهب بعيداً هناك إلى غير رجعة هم في الراحة ، والناس منهم في أمن والمسلمون منهم في سلام " المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده ، والمؤمن من أمنه الناس على دماءهم وأموالهم " " إن الله أمرني أن أصل من قطعني وأن أعفو عمن ظلمني وأن اعطي من حرمني " ( والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس) بشر هؤلاء بثواب عاجل من الطمأنينة والسكينة والهدوء .
وبشرهم بثواب أخروي كبير في جوار رب غفور في جنات ونهر في مقعد صدق عند مليك مقتدر . |