23/01/2016, 07:10 PM
|
| زعيــم مميــز | | تاريخ التسجيل: 04/09/2008 المكان: حى منفوحة الجديدة - الرياض
مشاركات: 26,476
| |
صحيفة الرياض : نعم للتحالف مع الدول المحيطة بإيران وفي مقدمتها تركيا وباكستان (أمس) د. حمد بن عبد الله اللحيدان مما لا شك فيه أن التحالفات المبنية على المصالح المشتركة كانت وما زالت وسوف تظل من اهم مقومات التعاون والدفاع على مر العصور والازمان. الا انها في وقت الازمات تصبح الحاجة اليها اكثر إلحاحا.
واذا اخذنا عصرنا الحاضر خصوصا ما نمر به هذه الايام وما يشوبها من توترات وارهاصات للارهاب المبرمج المدعوم برغبة في التوسع والاستحواذ وربما الانتقام لاحداث تاريخية أكل عليها الدهر وشرب من قبل قوى الشر والعدوان التي تحالفت مع بعضها البعض في السر وتظاهرت بالعداء لبعضها البعض في العلن على غرار الشعارات التي يرفعها ملالي طهران وحزب الله والحوثيون (الموت لاميركا والموت لاسرائيل ولعنة الله على اليهود)، بينما كل المؤشرات والاحداث تشير الى ان التحالف الايراني - الاسرائيلي هو الذي يعصف بالمنطقة العربية. ناهيك عن اولئك الذين يذرون الرماد في العيون من خلال ادعائهم انهم يسعون الى الحل بينما افعالهم على ارض الواقع تقول غير ذلك، ليس هذا وحسب بل ان نصائحهم واقتراحاتهم للحل في الغالب تقود الى مزيد من التوريط وخلط الاوراق ومزيد من التسويف لكسب الوقت ودعم أجندة الارهاب من اجل تعزيز مشتريات السلاح من مصانعهم وتحقيق الهدف المرسوم من قبل جهابذة الارهاب والاستهداف والتآمر الذين وجدوا ارضا خصبة لزرع الطائفية التي منبعها الاول الجهل والتخلف.
ولا شك ان الرد العملي والفعال لتلك الغطرسة والتمييع والاستهداف كان ظهور التحالف العربي بقيادة المملكة والذي اسفر عن عاصفة الحزم ثم اعادة الامل اللتين اوقفتا المد الفارسي في اليمن وقطعتا عليه الطريق لتشكيل كماشة تحيط بالمملكة ودول الخليج، وقد تلا ذلك الاعلان عن ميلاد التحالف الاسلامي العسكري لمحاربة الارهاب ومفرداته ومصادره ايا كانت ناهيك عن ان ذلك يرد على اتهام الاسلام والمسلمين بأنهم منبع الارهاب وصناعه حيث ان ذلك التحالف يعني ان الاسلام والمسلمين هم من يحارب الارهاب فعلا وهم من يكتوي بناره قبل غيرهم.
نعم قيادتنا الحكيمة برعاية الملك سلمان – حفظه الله – تحركت وتتحرك في الوقت المناسب لصد وردع وقطع دابر الاستهداف الذي تبنته ايران الفارسية والذي يتمثل في تصدير الثورة لتحقيق الحلم الفارسي القديم الحديث بإعادة إحياء الامبراطورية الفارسية والذي اتخذ عددا من المحاور التوسعية.
الاول: احتلال ايران لعربستان عام (1925)، والثاني: احتلال الجزر الاماراتية عام (1971)، والثالث: التدخل الايراني في لبنان وإنشاء حزب الله عام (1982)، والرابع: التدخل الايراني الحديث في كل من العراق وسورية واليمن (2003 – 2015)، والخامس: التدخل في الشؤون الداخلية للمملكة ودول الخليج والذي اصبح على اشده هذه الايام، والسادس: التغلغل الايراني في القارة الافريقية ومحاولة الهيمنة على عدد من الدول من خلال التغلغل داخل المكون الشعبي مستغلة الفقر والحاجة والجهل، وذلك لتبني اعداد متزايدة من القيادات المستقبلية مستعملة الاساليب التبشيرية والاغراء المادي كوسيلة.
اما السابع: فهو التغلغل الايراني في افغانستان ودول القوقاز الاسلامية، واما الثامن وهو ما سوف اركز عليه في هذا المقال: فهو التركيز الايراني على تغيير النهج والفكر والثقافة في باكستان من خلال استعمال عدة وسائل وطرق يتمثل بعض منها في التمدد عبر القاعدة الشعبية هناك من خلال انشاء المدارس والمعاهد والجامعات ومراكز التدريب من اجل تخريج اجيال تؤمن بمبدأ تصدير الثورة ومبدأ ولاية الفقيه، معززة بتقدم عدد كبير من المنح الدراسية للدراسة في ايران ناهيك عن تشجيع الزواج من الباكستانيات والعكس، يلي ذلك او بالتوازي معه العمل على التأثير على الانتخابات الباكستانية من خلال دعم المرشحين الموالين لها ماليا واعلاميا وشراء الذمم وذلك من اجل السيطرة على البرلمان هناك او الحصول على الاغلبية فيه وذلك على المدى المتوسط، وفي نفس الوقت يبذلون جهودا جبارة لخلق ولاءات لهم داخل الجيش الباكستاني على المدى القريب وذلك كله من اجل ايصال عناصر موالية لهم الى سدة الحكم هناك إما من خلال التاثير على الانتخابات او من خلال الانقلاب العسكري الذي ليس بغريب على باكستان وذلك كله من اجل ان تصبح باكستان دولة موالية لايران من جهة ليس هذا فحسب بل من اجل ان تصبح ايران هي الآمر الناهي هناك إن تمكن الموالون لها من الوصول الى سدة الحكم هناك، وذلك على غرار ما تمارسه في العراق وهذا كله من اجل ان تتمكن ايران من الوصول الى البرنامج النووي الباكستاني والاستحواذ على القوة النووية الباكستانية وفي سبيل تحقيق ذلك لا يستبعد ان تكون ايران هي الداعم الرئيسي للعنف في باكستان باستخدام كل الوسائل والسبل ناهيك عن محاولتها المستميتة للتأجيج وخلط الاوراق بين باكستان والهند، وبين باكستان وعناصر طالبان في كل من باكستان وافغانستان.
لذلك نستطيع القول: اذا وجدت مصيبة في العالم العربي والاسلامي ففتش عن ايران وحلفائها هناك.
وبما ان باكستان حليف استراتيجي للمملكة في جميع المجالات بما في ذلك الامنية والعسكرية فلا بد من ان تنتبه باكستان للألاعيب الايرانية ولا بد من كشف الهجمة الفارسية التي تستهدفه والتي تمارس حراكها هناك بكل هدوء وسكينة فهي تتسلل هناك تسلل الماء تحت التبن.
وربما تكون خلف الهجمات على المساجد والحسينيات في باكستان لاشعال الفتنة بين السنة والشيعة هناك ولعل اهم الوسائل الفاعلة لصد تلك الهجمة الفارسية على باكستان يتمثل في قيام الحكومة الباكستانية بتعزيز كل القطاعات الدعوية والعلمية والاستخباراتية والعسكرية ضد الاستهداف الفارسي بالاضافة الى ان السعودية يمكنها ان تتوسط لحل الخلاف بين الحكومة الباكستانية وطالبان الباكستانية، وذلك من خلال الايضاح لكل منهما ان الصراع بينهما يصب في مصلحة ايران التي لن ترحم الطرفين إن اصبح لها موطئ قدم هناك. ناهيك عن محاولة التوسط بين باكستان والهند لحل الخلاف بينهما حول كشمير ذلك ان المملكة يمكن ان تكون وسيطا مثاليا لحل ذلك الخلاف ذلك ان باكستان حليف استراتيجي للمملكة، والهند شريك تجاري مهم جدا فالمملكة والهند تتمتعان بعلاقات فريدة ساهمت في تشكيلها روابط اقتصادية واجتماعية وثقافية وتاريخية.
ولا ادل على ذلك من ان عدد الهنود العاملين في المملكة يربو على (2) مليون شخص في مختلف التخصصات والمهن زد على ذلك ان اكثر من (170) الف هندي يقصدون المملكة كل عام لاداء فريضة الحج بالاضافة الى اعداد اخرى تأتي لاداء مناسك العمرة.
ليس هذا فحسب بل إن حجم التجارة بين البلدين وصل الى اكثر من (40) مليار دولار ناهيك عن انه حتى الان تم اصدار اكثر من (426) رخصة استثمار للشركات الهندية تخص مشروعات مشتركة في مجالات عديدة وهذا يعني ان المملكة يمكن ان تكون وسيطا مثاليا لحل الخلاف بين الهند وباكستان خصوصا ان هناك بوادر ايجابية لفتح الحوار بين البلدين والتي تمثلت في الزيارة المفاجئة لرئيس الوزراء الهندي في نهاية ديسمبر (2015) لباكستان والالتقاء مع رئيس الوزراء الباكستاني واتفاقهما على اطلاق عملية تفاوض جديدة.
وعلى الرغم من محاولة اعداء السلام هدم الثقة بين هذين البلدين من خلال الهجوم على القاعدة العسكرية الهندية شمال البنجاب بالقرب من الحدود الباكستانية في بداية عام (2016) الا ان رغبة البلدين في الحوار كانت اكبر من محاولة المخربين لخلط الاوراق ما يعني ان هذا التوجه يمكن ان يبنى عليه ويعزز اذا كان الوسيط ثقة ومتوازنا وذا علاقة مميزة مع كلا الجانبين مثل المملكة العربية السعودية.
ان العلاقة الاستراتيجية بين المملكة وباكستان ليست وليدة اليوم فهي ضاربة في التاريخ بين البلدين منذ استقلال باكستان، ولا شك ان الزيارة الاخيرة لصاحب السمو الملكي الامير محمد بن سلمان ولي ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع ورئيس مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية – حفظه الله – والتي اعقبتها زيارة رئيس وزراء باكستان برويز مشرف للرياض قبل يومين تصب في خانة تعزيز ذلك التحالف الاستراتيجي وجعله اكثر عمقا واكثر فعالية ذلك انه في وقت الازمات تبين معادن الصداقات والتحالفات.
ان الوقوف مع باكستان ضد المد الصفوي ووقوف باكستان مع المملكة ضد المد الصفوي نفسه اصبح اليوم ذا اهمية قصوى لان كلا الطرفين مستهدف من قبل طهران وهنا يجب الا ننسى ان ايران هي التي سهلت احتلال اميركا للعراق ولافغانستان؛ ولذلك اصبحت المخابرات الايرانية والاموال الايرانية سيدة الموقف داخل افغانستان بنفس الاسلوب الذي يحدث في العراق بمباركة اميركية ولهذا لا بد من دعم كل الوسائل والفصائل والسبل التي تحد وتوقف التمدد الفارسي هناك خصوصا ان الضرر لحق بكل من المكونين الشيعي والسني هناك على حد سواء.
نعم ان التهديد الفارسي يستهدف باكستان في نفس القدر الذي يستهدف دول الخليج ولذلك فإن التحالف الامني والعسكري بين باكستان والمملكة يعود بالمصلحة على كلا الطرفين. كما ان التحالف الاستراتيجي مع الهند يعد امرا في غاية الاهمية لان التحالف معها سوف يكون احد اسباب تهدئة التوتر مع باكستان وبالتالي تمكين باكستان من التفرغ لصد المد الفارسي الذي يستهدفها ويستهدف دول الخليج من جهة، كما ان التحالف مع الهند يصب في خانة كسب الهند الى جانب العرب بدلا من ان تغريها ايران من اجل الانحياز اليها ولا شك ان المواقف هذه الايام تبنى على المصالح.
نعم حراك المملكة كان واسعا وفعالا وعميقا وشمل كلا من الدول الافريقية وباكستان والهند والصين ودول القوقاز الاسلامية ناهيك عن التحالف الاستراتيجي مع تركيا ومع دول عديدة اخرى مثل المكسيك وروسيا وغيرها. وهنا لابد من الاشارة الى ان كسب الصين الى جانبنا يعتبر ذا اهمية بالغة جدا.
ولا شك ان من مقتضيات التحالف بين الدول الاسلامية الحرص والتأكيد على منع ايران من التغلغل داخل مكوناتها الشعبية وذلك اسوة بما فعلته ماليزيا التي حظرت كل الانشطة الايرانية فيها وغيرها من الدول حتى لا تصبح الدول الاسلامية ضحية للتفرقة الطائفية التي تجتهد ايران في زرعها على امتداد العالم الاسلامي لانها وسيلتها المفضلة في تطبيق قاعدة فرق تسد الايرانية والتي كانت السبب فيما يشهده العراق وسورية واليمن، ومحاولاتها التدخل في دول الخليج تسير على قدم وساق لالحاق دول الخليج في تلك المعمعة وكذلك باكستان وافغانستان بالاضافة الى محاولة التغلغل في مصر وغيرها من الدول العربية ناهيك عن محاولتها المستميتة للعبث في المجتمع الاندونيسي حيث تقوم ايران هذه الايام بتقديم عدد كبير من البعثات للشباب الاندونيسي للدراسة في ايران وتشجيع الزواج من الاندونيسيات بالاضافة الى فتح المدارس والمعاهد ومراكز التدريب الايرانية في اندونيسيا. وذلك كله من اجل ايجاد موطئ قدم لها هناك تمهيدا لبث سمومها في ذلك البلد الشقيق..
ان ذلك الحراك الدائب للمملكة لا بد من ان يكون له صدى رادع تجاه الغطرسة الايرانية التي فقدت كل مرتكزات المنطق والعقل، واصبحت كالثور الهائج المحبوس داخل غرفة من زجاج فهو ينطح ويكسر ويملأ الارض خواراً وضجيجاً. بل هي كالطفل الذي اصبح بيده سلاح ناري يلعب به في كل اتجاه غير مدرك للاضرار التي تلحق بالاخرين، ناهيك عن ردود الفعل التي يمكن ان تطاله وتدمره ان استمر على ذلك المنوال فالعالم الحر يمقت الارهاب والتطاول والاستحواذ والتدخل في شؤون الاخرين ناهيك عن ان المتضرر لن يقف مكتوف الايدي فقد طفح الكيل.
نعم ان الفرد المجنون يمكن ان يربط بالحبال اما الدولة المجنونة مثل ايران فإن افضل وسيلة لتربيطها هو عقد التحالفات الفاعلة التي تحيط بها إحاطة السوار بالمعصم ولهذا فان تحالف المملكة مع باكستان والهند والصين وافغانستان وتركيا وتركمانستان واذربيجان وارمينيا وغيرها من الدول سوف يكون له دور فاعل في ان تراجع ايران حساباتها وتدرك ان خياراتها محدودة.
وعلى الرغم من ان المملكة لا تتدخل في شؤون الاخرين الا ان التدخلات الايرانية بشؤون المملكة ودول الخليج والدول العربية مثل العراق وسورية واليمن وغيرها سوف يضطر الدول العربية وحلفاءها الى المعاملة بالمثل وكما يقول المثل "اذا كان بيتك من زجاج فلا ترم بيوت الناس بالحجارة".
ذلك ان الكيان الايراني أكثر هشاشة من الزجاج لعدة اسباب منها غليان الشارع الايراني الذي يرزح تحت نير دكتاتورية ولاية الفقيه، والفقر والحرمان والاضطهاد والشنق باستخدام الرافعات خصوصا ضد المكونات الاذرية والتركمانستانية والعربية والكردية والبلوشستانية سنتهم وشيعتهم، وان سبب ذلك التذمر هو قيام حكومة الولي الفقيه بتبديد ثروة الشعب الايراني على المغامرات غير المحسوبة العواقب ناهيك عن سيطرة العنصر الفارسي على مفاصل السلطة ومراكز اتخاذ القرار في ايران ولهذا فإن دعم مطالب تلك المكونات اعلاميا ولوجستيا ودوليا اصبح احد الخيارات المتاحة للرد على العبث والعجرفة والغطرسة الفارسية التي عمت المنطقة العربية ولم تسلم منها دول الجوار الاخرى لايران بما في ذلك باكستان وافغانستان وربما تركيا التي اصبحت في مرمى الاستهداف الايراني وذلك من اجل تحويل تلك الدول الى ما يشبه الوضع في العراق وسورية وذلك على المدى القصير والمتوسط.
مقتضى التحالف الايراني - الاسرائيلي بني على اساس تحقيق هدفين هما طموح إحياء الامبراطورية الفارسية من جهة، وتحقيق هدف التوسع الاسرائيلي من جهة اخرى. والله المستعان [email protected] |