داء الفتنـــة ..و العواقــب !!
إن الفتنة لها دلالات مختلفة , و معان كثيرة , و لها أسباب عديدة , فهي تدل على الشرك بالله تعالى , و هو أعظم الفتن , قال تعالى : ( و قاتلوهم حتى لا تكون فتنة و يكون الدين فإن انتهوا فإن الله بما يعملون بصير ) 39 , الأنفال , و تدل على التعذيب و المصائب و الخطوب التي تعم الصالح و الطالح , و تدل الفتنة على الابتلاء و الاختبار و الامتحان , قال تعالى : ( إنما أموالكم وأولادكم فتنة والله عنده أجر عظيم ) 15 , التغابن . و الفتنة كلمة بسيطة اللفظ عظيمة المعاني , شديدة الوقع على النفوس و المسامع , و هي: أقوال وأعمال تخالف مبادئ الشريعة الإسلامية، وتؤدي إلى عواقب و خيمة على الأفراد او الأسر أو المجتمعات الإسلامية كانتشار العداوة و البغضاء , و اضطراب الأمن , و تمزيق الروابط الأسرية , و ضعف المجتمعات الإسلامية , و لا نتشار الفتن أسباب مختلفة و عديدة كالجهل بتعاليم الدين الإسلامي , وذلك بعدم تعلم الناس العلم الشرعي الصحيح من الوحيين : الكتاب و السنة , و الذي يحصنهم من الانجراف خلف الفتن , و اتباع الهوى و الشهوات , و الانغماس في الملذات , او ترك الحسبة و الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر , فيكون سببا في الفتنة بعقوبة الله لعباده فيسلط عليهم الآفات و الأمراض المستعصية التي أعيت الطب و أهله كالسرطان و الطاعون , أو يرسل عليهم شرار الناس فيسومونهم سوء العذاب , و ما يعلم جنود ربك إلا هو . يقول صلى الله عليه و سلم : ( و الذي نفسي بيده لتأمرن بالمعروف و لتنهون عن المنكر او ليوشكن الله ان يبعث عليكم عقابا من ثم تدعونه فلا يستجاب لكم ) رواه الترمذي , و منها الغلو في الدين , و عدم الاعتدال . فالله تعالى قد أثنى على الأمة الإسلامية ثناء طيبا مباركا قال الله تعالى : ( كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف و تنهون عن المنكر و تؤمنون بالله .. ) 110 , آل عمران , و قال تعال : ( و كذلك جعلناكم أمة و سطا لتكونوا شهداء على الناس و يكون الرسول عليكم شهيدا..) 143 , البقرة , فالفتنة داء يفرق بين المسلمين , و يشكك المسلمين في دينهم , و قد يؤدي إلى التشدد و الانحراف و الهلاك , و يفسد عليهم حياتهــم .
عبد العزيز الســامة / أوثال
النجاة ..من عــذاب الله !!
إن الله تعالى خلق الجن و الإنس لعبادته . فلماذا يخلق الله تعالى , و يعبد غيره؟ و لماذا يرزق و ينعم , و يشكر غيره ؟ و لماذا يشفي , و يكشف الضر , و يرجى غيره . لذلك و صف الله تعالى نفسه بأنه شديد العقاب لمن كفر به و عصاه , و أنه غفور رحيم لمن تاب , فالله يفرح بتوبة عباده , و هذه الآية الكريمة جمعت العذاب و المغفرة يقول تعالى : ( اعلموا أن الله شديد العقاب و أن الله غفور رحيم ) 98 , المائدة , و قد سبقت مغفرة الله عذابه في كثير من الآيات , و إن الله جل جلاله يغضب إذا انتهكت محارمه , و فعل الإنسان المعاصي أوشك الله تعالى أن يعم الناس بعذاب من عنده , لذلك يجب على المسلم أن يحذر غضب الله , و يتمسك بأسباب النجاة من عذاب الله كتوحيد الله , و عدم الإشراك به , و وعيده , قال تعالى : ( إن الله لا يغفر أن يشرك به و يغفر مادون ذلك لمن يشاء و من يشرك بالله فقد افترى إثما عظيما ) 48 , النساء , و المحافظ على الصلوات و عدم التهاون بها , فهي كفارة لما بينها من الذنوب قال تعالى : ( حافظوا على الصلوات و الصلاة الوسطى و قوموا لله قانتين ) 238 , البقرة , و الحرص على كثرة السجود و الاستغفار , فما من مسلم يسجد لله سجدة إلا رفعه الله بها درجة في الجنة , و حط عنه خطيئة , و إن الرسول صلى الله عليه و سلم قد غفر له ما تقدم من ذنبه و ما تأخر , و كان يستغفر الله أكثر من سبعين مرة في اليوم و الليلة , و إن البكاء من خشية الله تعالى سبب من النجاة من النار , فعين بكت من خشية الله لا تمسها النار , و الاستقامة على منهج الدين القويم و فعل الطاعات و المبادرة إلى الخيرات ابتغاء مرضات الله من الإكثار من النوافل القولية أو الفعلية كقيام الليل و غيرها أو صيام وزكاة و حج و صدقات , أو بر الوالدين و صلة الأرحام , و كفالة الأيتام , و مساعدة الأرامل و المساكين و المحتاجين , و مرافقة الصالحين ,و الحرص على التمسك بالأخلاق و المبادئ السامية التي حث عليها الدين الإسلامي , فأقرب الناس مجلسا من الرسول صلى الله عليه و سلم أحاسنهم أخلاقا , و الحرص على الابتعاد عن الأخلاق السيئة , و الله جل جلاله يقول : ( و أقيموا الصلاة و آتوا الزكاة و ما تقدموا لأنفسكم من خير تجدوه عند الله إن الله بما تعملون بصيـــر ) 110 , البقرة .
و قيـــل : فيا نفس خافي الله وارجي ثوابه.... فهادم لـــذات الفتى سوف يقـــرب
وقولي إلهي أولني منك رحمة ..... وعفـــوا فــإن الله للـــذنب يذهــب
ولا تحرقن جسمي بنارك سيدي......فجسمي ضعيف والرجا منك أقرب
فما لي إلا أنت يا خــالق الورى ....عليك اتكــالي أنت للخلــق مهــرب
وصــلّ إلهي كلمـــا ذر شــارق .....على أحمد المختــار ما لاح كوكــب
رضا الناس ..غاية لا تــدرك !!
إن الإنسان في هذه الحياة يتمنى أن يرضي الناس جميعا , و لكن الله تعالى خلق الناس مختلفي العقول متبايني الطبائع و الحالات النفسية و الصفات , قد تؤثر في البعض الكلمة الطيبة , و المعاملة الحسنة , و إن أرضى الإنسان هؤلاء لم يرض الآخرين و إن الإنسان كم يتمنى أن يعيش سعيدا يحبه الآخرون , و لكن , هيهات !هيهات! لأن هذا صعب و محال , قال الشافعي رحمه الله: ( رضا الناس غاية لا تدرك, وليس إلى السلامة من ألسنة الناس سبيل, فعليك بما ينفعك فالزمه ) , إنها حكمة و موعظة موجزة بليغة تحمل كثيرا من الدلالات , فالإمام الشافعي ـ رحمه الله ـ ينصح المسلم إلى ما ينفعه في الدنيا و الآخرة , و ألا يجهد نفسه في إرضاء الناس , فهذا أمر ليس يسيرا , و إن المسلم الفطن في هذه الحياة , و الذي يريد سعادة الدارين هو الذي يرضي الله تعالى أولا , و يتبع الأوامر , و يبادر إلى الطاعات , و يبتعد عن النواهي , و يتجنب المحرمات كي يحبه الله تعالى , فإذا أحبه الله أحبته الملائكة , و أحبه الناس , فما ألذها من سعادة و طاعة , و إذا التمس غضب الله , غضب عليه الله , و جعل ملائكته و الناس يكرهونه , فما أشقاها من حياة قال : صلى الله عليه و سلم : ( إِنَّ اللهَ إِذَا أَحَبَّ عَبْداً، دَعَا جِبْرِيلَ فَقَالَ : إِنِّي أُحِبُّ فُلاَناً فَأَحِبَّهُ. قَالَ : فَيُحِبُّهُ جِبْرِيلُ، ثُمَّ يُنَادِي فِي السَّمَاءِ، فَيَقُولُ : إِنَّ الله يُحِبُّ فُلاَناً فَأَحِبُّوهُ، فَيُحِبُّهُ أَهْلُ السَّمَاءِ. قَالَ: ثُمَّ يُوضَعُ لَهُ الْقَبُولُ فِي الأَرْضِ، وَإِذَا أَبْغَضَ عَبْداً، دَعَا جِبْرِيلَ، فَيَقُولُ: إِنِّي أُبْغِضُ فُلاَناً فَأَبْغِضْهُ. قَالَ: فَيُبْغِضُهُ جِبْرِيلُ، ثُمَّ يُنَادِي فِي أَهْلِ السَّمَاءِ: إِنَّ اللهَ يُبْغِضُ فُلاَناً فَأَبْغِضُوهُ. قَالَ : فَيُبْغِضُونَهُ، ثُمَّ تُوضَعُ لَهُ الْبَغْضَاءُ فِي الأَرْضِ ) رواه مسلم . و العاقل الحذر هو من يراقب الله تعالى , و يخاف الله تعالى , و يرضي ربه , و لو سخط الآخرون , فلا منجى من الله إلا إليه , و أن يحب الوالدين ويبرهما و يطيعهما في غير معصية الله قال تعالى : ( وَوَصَّيْنَا الإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حُسْنًا وَإِن جَاهَدَاكَ لِتُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلا تُطِعْهُمَا إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ ) 8 , العنكبوت , و يصل ذوي الأرحام و يساعد من حوله من الأقارب أو الناس , ويحب لهم ما يحب لنفسه , و أن تسع الجميع بالأخلاق الطيبة التي حث عليها الدين القويم , و أن تقابل الإساءة و الخطأ بالصفح و الإحسان , فلا طالما أسر قلوب الناس إحسان و أن توطن نفسك على الحلم و الصبر , و تجعل قدوتك خليل الله و صفيه : محمدا صلى الله عليه و سلــم .
الإسلام ..و العلم و العمــل!!
إن الدين الإسلامي دين العلم و العمل , فقد حث المسلمين على العلم النافع من العلوم المختلفة التي تنفع الإسلام و المسلمين , و تقوي المسلمين دينيا و أمنيا و اقتصاديا و صحيا و غيرها من ميادين الحياة , و لفضل العلم وردت كلمة العلم في القرآن الكريم بصيغة الفعل الماضي و المضارع و الأمر و المصدر , قال تعالى : ( أَمْ مَنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاءَ اللَّيْلِ سَاجِدًا وَقَائِمًا يَحْذَرُ الآخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الأَلْبَابِ ) 9, الزمر , و قال تعالى : (فَتَعَالَى اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ ۗ وَلَا تَعْجَلْ بِالْقُرْآنِ مِنْ قَبْلِ أَنْ يُقْضَىٰ إِلَيْكَ وَحْيُهُ ۖ وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي ) 114 , طـه , و قدم الدين تعلم العلم الشرعي على كافة العلوم , و ذلك لأهميته البالغة , و إن الرسول صلى الله عليه و سلم ترك أمته على المحجة البيضاء ليلها كنهارها , قال صلى الله عليه و سلم : ( قد تركتكم على البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها بعدي إلا هالك، من يعش منكم فسيرى اختلافا كثيرا، فعليكم بما عرفتم من سنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين عضوا عليها بالنواجذ ) فإذا اخلص المسلم في هذا العلم , و ابتغى به وجه الله تعالى و مرضاته , و جد القبول و التوفيق في الحياة , و سائر العلوم الأخرى , فبه يحقق المسلم سعادة الدارين , و به يستطيع أن يعرف ربه , و يعبده على هدى و بصيرة , قال تعالى : ( شهد الله أنه لا إله إلا هو و الملائكة و أولو العلم قائما بالقسط لا إله إلا هو العزيز الحكيم ) 18 آل عمران , و يبتعد عن آفة الجهل , فالجهل بأمور الدين مصيبة عظيمة تفتح أمام الإنسان البدع و الضلالات , و تغمسه ي الشبهات و الشهوات , فتقوده إلى المهالك , و التي حذر منها الرسول , فقال صلى الله عليه و سلم حيث يقول : ( من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد )) رواه البخاري ومسلم . و في رواية : ( مَنْ عَمِلَ عَمَلًا لَيْسَ عَلَيْهِ أَمْرُنَا فَهُوَ رَدٌّ ) رواه مسلم , هذا و قد اهتم الإسلام بالعمل اهتماما عظيما , و حث المسلم على الكسب الطيب من أي حرفة يتقنها , فخاتم الأنبياء و سيد المرسلين قد عمل بالرعي لأهل مكة و التجارة لزوجه خديجة بنت خويلد رضي الله عنها , و بالعمل ينال المسلم الأجر و الثواب , و يكسب قوته , و يتقوى به على الطاعات , و يبتعد عن المسألة و الحاجة و العوز , و ألا يكون عالة على المجتمع , و يكون عضوا فعالا في الوطن , و العمل ينهض من اقتصاد الوطن, و يساهم في تحقيق التكافل الاجتماعي في صلة الأرحام , و مساعدة الفقراء و الأيتام و الأرامل و المساكين ماديا أو معنويا , يقول تعالى : ﴿ هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولًا فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِن رِّزْقِهِ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ ﴾ 15, الملك .
عبد العزيز السلامــة / أوثال
إن الدين الإسلامي دين كامل شامل لجميع متطلبات الحياة , موافق للفطرة الإنسانية , منزه عن النقص و الخطأ و النسيان أنزله الله العزيز المنان , دين يحقق رغبات البشرية جمعاء , ما دامت تلك الرغبات توافق مبادئ الدين القويم , فهو يحث على تحقيق التكافل الاجتماعي بين كافة المجتمعات الإسلامية , كي يتحقق التوازن الاجتماعي بين فئات المجتمع المسلم , و ذلك بمشاركة كل إنسان المجتمع ماديا أو معنويا , و يساعد الآخرين بما يستطيع , كي تنتشر المحبة , و يزيد المجتمع تماسكا , و يقوى ترابطا , و تقل المشاكل الاجتماعية و العقبات المادية و المعنوية . فالدين الإسلامي قد اهتم بكافة فئات المجتمع المسلم , و إن الإنسان جزء من المجتمع المسلم , يتأثر بالمجتمع , و يؤثر عليه , و قد شبه الرسول صلى الله عليه و سلم المؤمنين بالجسد الواحد المتماسك الذي يتأثر بأعضائه , قال صلى الله عليه و سلم : ( مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر ) رواه البخاري و مسلم . و إن التكافل الاجتماعي مظهر من مظاهر الدين الحنيف , و إن مجالات التكافل الاجتماعي كثيرة , فالإنسان ينبغي عليه أن يهذب نفسه و يقومها على القيم و المبادئ الكريمة أولا , و ثانيا : يهتم بأسرته , و يرعى شؤونها , و يربي أولاده تربية قويمة , كي تنشأ أجيالا صالحة تنفع نفسها و الوطن , و يحرص جميع أفراد الأسرة على درء المشاكل التي تعكر صفاء الأسرة , و حث الدين الأبناء على رعاية الوالدين ماديا و معنويا , لا سيما إذا كبرا في السن , فهما بحاجة إلى الأبناء , قال تعالى : ( و قضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه و بالوالدين إحسانا إما يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كلاهما فلا تقل لهما أف ولا تنهرهما وقل لهما قولا كريما . واخفض لهما جناح الذل من الرحمة وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيرا ) 23, 24 , الإسراء , و حث الدين على صلة الأرحام و إكرام الضيف و كفالة الأيتام , واهتم اهتماما عظيما بالمحرومين والجار و الأرامل و المساكين , قال تعالى : ( و اعبدوا الله و لا تشركوا به شيئا وبالوالدين إحسانا وبذي القربى واليتامى والمساكين والجار ذي القربى والجار الجنب ..) 36, النساء . فالإسلام عالج القضايا الاجتماعية معالجة رائدة فيها الأجر و الثواب من جانب, و التنفيس و تفريج كربات المسلمين و مساعدتهم من جانب آخــــر.
...... واحـــــــر العقل و القلم من عتاب و ألم ...فقد يزيد العتاب الإنســان ألــمـــا,,,, تقول إحدى الأخوات الكريمااااات قد يكون القصد من المشاركااات هو الكثرة فقط . علما أني أحب الكتابات الصحفية الهادفة التي تحمل بين أوراقها النصيحة و الإرشاد , فالكلمة الطيبة صدقة , و أكثر المعاجم و المؤلفات في عالمنا اليوم تحمل بين وريقاتها القليل من المبادئ و القيـــم , و عسى الله أن ينفع بما نقووول أو نكتب , و الله من وراااءالقصد و الهادي إلى سوااء السبيل , و إن الإنسان يقول كلمة طيبة يرفعه الله بها درجات يوم القيامة , و العبرة بالفكرة و المضموووون , لا الكثرة أو التنسيق أو التمجيد المبالغ فيه أو التهكم و السخرية بالآخريــــــن.