أخي آخر طموحآتي أشكرك على ردك الأخير فهو صلب الموضوع وما أود أن نتناقش فيه..
بالنسبة للشيخ الذي يمت لك بصلة قرابة فأقول بأنه ليس الوحيد الذي قادته النوايا الحسنة إلى الطريق الخطأ..
وأنا لست بمنأى عن هذه الأحاديث والخرافات فخالي يعالج بالقرآن ويفعل ذلك تقرباً إلى الله فهو ثري متدين وليس بحاجة إلى التكسب من ذلك ولكن كما قلت لك بأن من يفعلون ذلك يفعلونه وهم يرون تلك الأمراض والتقلبات النفسية تحدث أمامهم فيعتقدون جازمين بأن ما يفعلونه هو صحيح..
سلامة النية ليست دليل على صحة المذهب فهناك من الفرق الضالة من أرادت تنزيه الله عز وجل فقالت بالتعطيل وغيرها كثير من الفرق المبتدعة والذين أحدثوا في الدين كانت بغيتهم ومطيتهم النوايا الحسنة والرغبة في نفع عباد الله والتقرب إلى الله عز وجل..!!
فالنوايا الحسنة في الدين إن لم يكن لها مستند من القرآن والسنة لا عبرة بها وكما قلت لك ما لم يكن دينا في عهد النبي صلى الله عليه وسلم لا ينبغي أن يكون من بعده.
بالنسبة للحوادث التي رواها لك فلا نستطيع أن نحكم عليها وليس ذلك لأن قريبك المتدين ليس ثقة ولكن لأن الأخبار التي أخذها هي عن أولئك المرضى النفسيين وهم ليسوا بثقة..
فالطفل الذي تتحدث عنه بأنه أندنوسي ليس ببعيد أن يكون سمع كلمات بلغة غريبة من أي شخص سواء خادمات الجيران أو الناس الذين يزورون عائلته أو حتى من التلفزيون الذي أصبح الأطفال مستمرين حوله فنطق بتلك الكلمات التي تلقفها على أنها لغة أندنوسية..
ثم أنك في القصة تقول بأن الشيخ سأله عن معنى الكلمات فأخبره الطفل عن معناها بالعربي..!! ذلك هذا يوحي قريبك لم يكن يعرف اللغة الأندنوسية فكيف تأكد من ذلك..؟؟ هل أتى بخادمة أو سائق أو أي شخص خبير باللغة الإندنوسية وعرض عليه الطفل وسأله عن صحة اللهجة الأندنوسية التي ينطق بها الغلام..؟؟ هذه تساؤلات أرجو الإجابة عنها بوضوح وستصل بنفسك إلى حقيقة الأمر..
وأنا لم أقل بأنه من الممكن أن يكذب ولكن أغلب من رأيتهم بنفسي يمارسون إخراج الجن يغلب عليهم ضعف الاستدلال والتحقيق والتحري من الأحداث الماثلة أمامهم وأنا رأيت العشرات من هؤلاء.
كنت أتمنى أن تستمر في عرض قصة قريبك البالغ الذي تستطيع أن تتثبت من قصته بنفسك لأنه سيكون الشخص الذي بإمكانك التحقيق معه ومعرفة أحواله وظروفه اللغوية والنفسية والاجتماعية أما النقل عن قريبك المُقريء فيتعذر التحقق من المُصابين والمرضى الذين عالجهم..
الأمر أعلم أنه صعب التصديق بسبب كثرة الأحداث التي تسمعها وصدقني حتى أنا كُنت أؤمن بهذه الخرافات إلى ما قبل خمس سنوات لأني كنت أشاهدها وأسمعها بإستمرار فيمن هم حولي وحتى من أصدقائي وزملائي الكثير ممن حدثت لهم هذه الخزعبلات ولكني لا أستطيع أن أعرضها لأن مواضيعي يقرأونها وليس بمقدوري عرض قصصهم فهم لم يأذنوا لي وإلا كُنت سأعرضها لك وهي كثير ولكني أردت أن يكون الموضوع "قال الله وقال الرسول".
كل تلك الخرافات كُنت أؤمن بها أشد إيمان إلى أن بحثت عنها ووجدت أن كل مستند القائلين بذلك أدلة واهية وأدلة فلسفية وأوهام اجتماعية لا يُعتد بها فكثرة المجانين في المجتمع ليست دليلاً على الحق ولا ينبغي أن يغتر المرء بكثرة الباطل فالحق لا يوزن بـ "الكيلو"..!!
أما الأخ طارق حبيب فلم أتشرف بمعرفته وإن كنت تقصد بأنه كان يؤمن بالضد وانقلب إلى صفوف المؤيدين فأقول لك بأن هناك كان شيخ يُعد أسطورة من أساطير العلاج وفك السحر والعمل والمس بالقرآن وكان يلقي التأييد والثناء الحسن من أكبر كبار علماء السعودية وهو علي بن مشرف العمري ثم عندما قال بأن تلك أوهام نفسية وأن دخول الجن لا يصح وأن جميع الذين عالجهم كانوا متوهمين وأن كلامه عن تجربة وتجرد ومعاينة وتحليل عقلي لما رآه فماذا حدث له من بعد..!! سحب منه حتى لقب شيخ وأصبح يُلقب بـ "المدعو" علي لأنه خالف ما يعتقده عامة المُجتمع..!!
وصدقني أخي آخر طموحآتي لو أنك تحاورت معي قبل أكثر من خمس سنين لكنت ستستغرب إنقلاب أفكاري فأنا كنت من أشد المتوهمين في مسألة دخول الجن في الإنسان وغيرها من الخرافات والسبب هو أني لم أبحث عن الموضوع وعندما بحثت عن أدلة مؤيدة لتلك الخرافات وجدت العجب؛ فما قلب فكري تجاه تلك الخرافات هو الأدلة القرآنية والسنة النبوية ثم بعد ذلك أخذت أحلل ما حدث لدى أقاربي وأصدقائي المجانين وحللت حالاتهم وسألتهم واستفهمت منهم وأقر أغلبهم بكذب تلك الوقائع والقلة لم يصرحوا بذلك بسبب الأوضاع التي يُعانونها..
أخي آخر طموحآتي؛ صدقني المراد في الموضوع ليس فرد العضلات وإقناع الآخر بالإكراه فأنا لا أطلب منك أو أجبرك على الاقتناع فأنا كُنت في مثل وضعك وتصديقك بهذه الأشياء.. فقط كل ما أطلبه منك أن تتواصل مع أولئك المرضى وتواجههم بأسئلة ذكية وستتكشف الحقيقة أمامك كما حدث معي من قبل..
شكراً لك أخي آخر طموحآتي