أخي آخر طموحآتي..
تبين لي من بقية ردودك أنك صاحب أدب جم ويبدو أنك عندما قلت عني "تهرف بما لا تعرف" لم تكن تقصد ذلك فاعتذر لك عن حدة ألفاظي في ردي السابق..
أما إجابة الإشكال عن تكلم الجني عن مكان السحر ففيه عدة نقاط..
1 - لم يحدث أن فعل ذلك - التحدث مع الجني الذي بداخل الإنسان - النبي صلى الله عليه وسلم ولا الصحابة ولا التابعين ولا أي عالم من علماء القرون الثلاثة الأولى..
وكل ما يحتج به القائلين بذلك أحاديث إما ضعيفة غاية في الضعف أو متكلم فيها وتعارض أحاديث صحيحة صريحة.. فهل نأخذ ديننا مما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم وعن أصحابه رضوان الله عليهم أم من غيرهم..؟؟
2 - أنا أعرف الكثير من هذه القصص حتى أن خالي من الذين يعالجون السحر ولكن في كل القصص التي أسمعها عندما يسألون العفريت عن مكان السحر يخبرهم عن المكان فلا يجدونه فيقولون هؤلاء القرّاء: الجن أكذب خلق الله..!!
ادخل موقع أي شخص من هؤلاء القرّاء ستجد أن هناك إجماع بينهم أن الجن أكذب الخلق ولا ينطق بالحقيقة إذاً كيف سيخبر عن مكان السحر ويجدونه..؟؟
الأمر بكل بساطة أن المسحور - أو المريض الذين يعتقدون أنه مسحور - هو من يفعل ذلك..
ستقول لي كيف يقوم مريض بتلفيق هذه الأشياء على الآخرين.. فأقول لك أخي آخر طموحآتي بأن هناك مئات الأمراض النفسية ومن أشهرها وأكثرها انتشاراً هو مرض انفصام الشخصية ومن المؤكد أنك سبق أن سمعت عنه.
وهو أن يقوم المريض بفعل أشياء لا يدركها بعد أن يعود إلى حالته الطبيعية وهذا المرض يقول علماء النفس أنه منتشر للغاية ويبلغ نسبته بين البشر 1 % ..!!
أي أننا إذا قلنا أن عدد البشر في الكرة الأرضية 7 مليار فإن عدد المصابين بالفصام يبلغ 70 مليون إنسان.. وبالطبع يكثر المرض في المجتمعات التي فيها القهر الجسدي والنفسي وأنت تعلم أن مجتمعنا لا حول ولا قوة إلا بالله هو من أكثر المجتمعات التي تعاني من الأزمات..
من التربية للأبناء؛ من اضطهاد الأزواج؛ الأزمات المالية؛ الأسهم؛ الأزمات السياسية والهموم الكثيرة وغيرها التي تظهر لدينا وتكون سبباً في ظهور الأمراض النفسية وانتشارها.
3 - ثم إنك لو نظرت إلى الأماكن التي يكون فيها مكان السحر فهي دائماً تكون قريبة من مكان العمل خاصة إذا كانت المسحورة إمرأة "لأن حركتها محدودة ولا تستطيع دفن العمل في أماكن بعيدة" فهذا أكبر دليل على هذا الوهم.
أما إذا كان العمل لرجل فهو لن يكون خارج إطار الأماكن التي ذهب إليها.
والمسألة أخي آخر طموحآتي ليست مسألة إجبار أحد على الاقتناع بكلامي بل المسألة أن نتبع ما قال الله وما قال النبي صلى الله عليه وسلم وما كان يفعله الصحابة والتابعين وأتباعهم والقرون المُفضلة الأولى الذين ذكرهم النبي صلى الله عليه وسلم بنص الحديث الصحيح.. ولا ينبغي أن نجعل حجتنا قال فلان وقال علان إذا لم يكن له مستند صحيح من أقوال النبي صلى الله عليه وسلم أو الصحابة رضوان الله عليهم..
شكراً لك أخي آخر طموحآتي