بيليه يطبع كأس العالم بطابعه الخاص:
بعد البدايات الصعبة كان منتصف القرن الماضي نجاحا ثبتت مع كأس العالم نفسها كواحدة من أبرز الأحداث التي ينتظرها العالم على مختلف مشاربه وذلك قبل أن تبدأ بداية من عقد الستينات رحلتها نحو "المجد".
كانت بطولة 1958 أول عهد للنهائيات بالبث التلفزيوني كما كانت أول عهد للعالم بفتى برازيلي شاب اسمه بيليه .تابع العالم في هذه البطولة إبداعات منتخب فرنسا وتألقه الهجومي بقيادة ثلاثيه المرعب كوبا بيانتوني وفونتين غير أن القصة الخيالية توقفت عند نصف النهائي أمام البرازيل.
على أن الفرنسيين لم يخرجوا خاليي الوفاض فقد توج لاعبهم جوست فونتان بلقب بطولة الهدافين 13 هدفا وهو الرقم الذي مازال صامدا إلى حد الآن فضلا عن اختيار زميله ريمون كوبا أفضل لاعب.
صبي يهزم العالم
هذه النتائج التي حقها الفرنسيون توقفت لأن لاعبا عمره 17 سنة بدأ في تسجيل اسمه الذهبي في سجلات البطولة.ففي ربع النهائي أمام ويلز ضاعت البرازيل مدة ساعة كاملة قبل أن يسجل بيليه من ضربة عبقرية أول هدف له وفي نصف النهائي أذل فرنسا وسجل في مرماها 3 أهداف وفي المباراة النهائية سجل هدفين من خمسة أحرزها منتخب بلاده أمام السويد المضيفة من بينها هدف قال عنه المدافع السويدي سيج بارلينج "بعد الهدف الخامس في مرمانا بواسطة بيليه أوشكت على التصفيق له".
غاب بيليه فحضر جارنشا
في 1962 كان الموعد مع البرازيل مرة أخرى وفي قارتها هذه المرة.كانت نهائيات شيلي طالعا سيئا على الفتى المعجزة بيليه الذي أدار الأعناق قبل 4 سنوات.في المباراة الأولى لأبطال العالم سجل بيليه هدفا في مرمى المكسيك ثم أجبرته إصابة على الانسحاب في المباراة الثانية أمام تشيكوسلوفاكيا التي تأهلت رفقة البرازيل إلى الدور الثاني.
في المباراة النهائية التقت البرازيل مجددا تشيكوسلوفاكيا وفي هذه المباراة غاب بيليه فقدمت البرازيل للعالم واحدا من أفضل الأجنحة على مر العصور جارنشا .تقدم منتخب تشيكوسلوفاكيا أولا ثم جاء الرد البرازيلي سريعا بهدف سجله معوض بيليه أماريلدو تافاريس( مدرب الترجي التونسي والشباب الإماراتي لاحقا).
وفي منتصف الشوط الثاني سجل زيزيتو الهدف الثاني للبرازيل قبل أن يسجل فافا الذي غيبه الموت مؤخرا الهدف الثالث الذي رفع بفضله زاجالو الكأس للمرة الثانية على التوالي.
أوزيبيو يتألق وإنجلترا تصالح تاريخها
وفي بطولة 1966 تألق النجم الموزمبيقي الأصل أوزيبيو مع منتخب البرتغال ومضى يلقي سهامه في كل الاتجاهات وقاد منتخب البرتغال إلى دور الثمانية قبل أن ينسحب أمام منتخب إنجلترا المضيف .أما بيليه فقد أصيب مجددا بعد سياسة خشنة اعتمدها أمامه كل المنافسين بدءا من بلغاريا فافتقد البرازيليون نجمهم هذه المرة وتخلوا عن لقبهم الذي عاد إلى إنجلترا التي احتفلت على طريقتها بعودة كرة القدم إلى موطن المنشأ.
كانت المباراة النهائية عاصفة بكل ما في الكلمة من معنى فقد تقدمت ألمانيا بهدف افتتاحي سجله هالر ثم عاد أصحاب الأرض وتقدموا بهدفين سجلهما لاعبا ويست هام جيوف هيرست ومارتن بيترس ثم جاءت الدقيقة قبل ألأخيرة بهدف ألماني سجله وربر ليمضي بالمباراة إلى الأشواط الإضافية.
في الشوطين سجل هيرست هدفين فبات صاحب أول هاتريك في تاريخ النهائيات إلا أن أحد الهدفين ما زال يثير التعاليق إلى الآن واشتهر ب"هدف ويمبلي".ولم تصل التقنيات الحديثة حتى الآن لتقرر ما إذا كان الهدف الذي أحرزت به إنجلترا اللقب صحيحا أم لا .
أروع كأس على الإطلاق
في بطولة سنة 1970 كانت البطولة التاسعة التي طلب فيها المكسيكيون تنظيمها رغم الزلزال المدمر الذي استدعى منهم جهودا مضنية.وكانت البطولة أول عهد للنهائيات مع النقل التلفزيوني المباشر رغم توقيت المباريات في منتصف النهار تحت شمس المكسيك اللاهبة.وشهدت البطولة لأول مرة استخدام البطاقات الملونة لعقاب اللاعبين.
ومن أبرز ما ميزها عودة بيليه بعد أن كان قد أقسم على عدم اللعب في النهائيات احتجاجا على الإصابات التي تلاحقه فيها.وكان رد بيليه عنيفا على الميدان حيث قاد منتخب البرازيل إلى إحراز كأس جول ريميه إلى الأبد بفوزه للمرة الثالثة وكانت على حساب إيطاليا بفضل منتخب أسطوري ما زال النقاد يصنفونه على أنه الأفضل على الإطلاق في القرن الماضي.