
14/09/2012, 07:15 PM
|
استشاري جراحة منظار وسمنة وأمراض الثدي والغدد | | تاريخ التسجيل: 08/09/2012
مشاركات: 36
| |
نبذة بسيطة عن تاريخ عمليات السمنة فقد عرفنا دوماً أن المعدة هي مركز تجمع الأكل وحين تمتلئ المعدة يتوقف الإنسان عن الأكل لحدوث الشبع وعندها ينحصر الأكل داخل هذا الوعاء الذي يشابه قلاب الإسمنت فتبدأ المعدة بطحن الأكل حتى يصبح كالهريس ثم يخرج قطرة قطرة للإثني عشر وهناك يخلط بالإنزيمات التي تأتي من الكبد والبنكزياس وحين يتبسط الأكل يبدأ إمتصاصه حين يمر في الأمعاء الدقيقة ويمكن القول أن كل سنتيمتر من الأمعاء الدقيقة التي يبلغ طولها ٦ أمتار تقزيبا سيمتص ١٦ سعرة تقريبا وهذا ما دفع الأطباء في الخمسينيات من القرن الماضي لإختراع أول عملية للسمنة وذلك بعمل وصلة تنقل الأكل من أول الأمعاء الدقيقة إلى آخر ٤٥ سنتيمتر من الأمعاء مما يمنع إمتصاص معظم الأكل وقد نجحت العملية في إنزال الوزن لكنها توقفت لأنها تسببت في الكثير من نقص الفيتامينات والأملاح والبروتينات ونتج عن ذلك فشل الكبد ووفاة الكثير من المرضى وتركت هذه العملية وفي نفس الحقبة كان الدكتور فيرجن ماسون يجري عملية تحويل مسار المعدة وفيها كان يعرف أن الإنسان يتوقف عن الأكل حالما تمتلئ المعدة فقسم المعدة لمعدة صغيرة تمتلئ بسرعة مسببة الشبع ونقل الأكل من هذه المعدة الصغيرة للأمعاء بدون المرور على المعدة الكبيرة أو الإثني عشر وسنفصل ما هي فوائد هذه العملية غدا التي صمدت لليوم على أنها من أكثر العمليات نجاحاً
في السبعينات من القرن الماضي اخترع الأطباء عملية يتم فيها تدبيس المعدة لجزء صغير موصول بباقي المعدة على أساس أن يشبع المريض عند ملء المعدة الصغيرة ثم ينتقل الأكل للمعدة الكبيرة واستمرت هذه العملية إلى قبل خمس أو ست سنوات لكنها تركت لأن المرضى إستعادوا أوزانهم كما حدث نتيجتها مضاعفات وهي ما يسمى التدبيس القديم
في الثمانينيات من القرن الماضي اخترع الدكتور هيس عملية تجاوز البنكرياس والإثني عشر وفيها قص المعدة طولياً مكوناً كماً ضيقاً ثم أوصل الأكل حالما يخرج من المعدة إلى آخر متر من الأمعاء ليقلل الإمتصاص أيضا وأصبحت العملية المثلى للأوزان العالية جدا واستمرت العملية الثانية في الانتشار بعد تحويل المسار في أمريكا وقبل ذلك ببضع سنوات أجرى الدكتور سكوبينارو في إيطاليا نفس العملية تقريبا بفرق واحد وهو أنه لم يقص المعدة بالطول بل بالعرض لكنه نقل الأكل لآخر نصف متر من الأمعاء وليس آخر متر فأصبحت هذه العملية الثانية في الإنتشار بعد تحويل المسار في أوروبا وأصبح المريض مخيرا بين عملية تحويل المسار التي لا تسبب إسهال لكن الشبع السريع وعملية سكوبينارو أو هيس والتي تسبب عدم امتصاص وإسهال وأتت التسعينيات من القرن الماضي بطريقة الجراحة بالمنظار وبدأ جراحي السمنة في محاولة تحويل عملياتهم إلى عمليات تجرى بالمنظار وكان الأمر شاقاً على الكثير ولم يجد عملية تحويل المسار أو هيس أو سكوبينارو إلا القلائل وأتذكر بدايتي مع بروفيسوري آنذاك مع عدم توفر معدات مثل اليوم وهنا ظهرت الحلقة أو الحزام والتي بدأت في أوروبا كحزام يشذ على أعلى المعدة مكونا معدة علوية تسبب الشبع وانتشرت كثيرا لكنها في رآيي لسهولتها أفرط في استخدامها وفشلت كثيرا لأسباب كثيرة رغم المحاولات لتطوير الحزام وتركت العملية في أوروبا منذ عشر سنوات تقريبا ولم تدخل أمريكا رسميا إلا قبل خمس سنوات نتيجة إقبال الجراحين الذين استصعبوا العمليات الأخرى وضغط من الشركات التي تبيع الحلقات واليوم استطيع القول أن ٩ من كل ١٠ جراحين ينتمون لجمعية جراحة السمنة الأمريكية يرفضون هذه العملية لمشاكلها الكثيرة بقي الجراحين في انتظار عملية سهلة الأدائ وغير فاشلة وكانت هذه هي عملية التكميم حتى اليوم
تاريخ عملية التكميم جاء مصادفة فقد جاء دكتور غانييه عام ١٩٩٦ ليتحدث عن صعوبة إجراء عملية هيس فقد كانت العملية المثلى لشديدي السمنة والتي لم يكفهم تحويل مسار المعدة العملية السائدة بالمنظار آنذاك فقص المعدة ثم القفز بالأكل لآخر الأمعاء كان أمراً خطيرا وفيه مضاعفات كثيرة بالبطن المفتوح فما بالنا باستخدام المنظار واقترح تقسيم العملية لمرحلتين فقص المعدة أولا ثم بعد ٦ أشهر يعود المريض لعمل تجاوز الأمعاء ولاحظ أن الكثير من مرضاه لم يعد لإجراء الجزء الثاني فنشر تجربته وتساءل إن كان مفيدا إعتماد الجزء الأول كعملية قائمة بذاتها وأسماها التكميم وقبل ذلك رسميا في عام ٢٠٠١ في أوروبا وتأخر ذلك في أمريكا إلى ٢٠١٢ حين قبلت العملية وانتشرت العملية بنفس انتشار الحلقة لسهولة إجرائها إلا أنها لم تكن مضاعفاتها بنفس سهولة ربط المعدة على غير المؤهلين وهذا سبب الكثير من العزوف عنها كلما حدثت حادثة لمريض وسأتكلم الآن عن فائدة العملية وكيف يتم النزول واسباب النجاح والفشل واسباب عودة الوزن وغيرها |