قال في حديث كنا نتبادله سوية : لماذا أرادت إيران اغتيال السفير السعودي في واشنطن ؟

قلت : لا أدري !

قال : هل يبدو ذلك مشروع إنتقامي !

قلت : وماذا سوف تستفيد من عمل يشابه أساليب العصابات المبتدئة في أفلام هوليوود ؟

قال : هل تعتقد أن إيران ليس لها علاقة بالحادثة ؟

قلت : لا ادري ! .. ولكن ما اعرفه أن إيران تخضع لسيطرة عقليات متطرفة يتملكهم طموح أعمى ! .. وعندما يجتمع الطموح والتطرف وضيق الأفق .. فتوقع دوما كارثة قادمة في الطريق ،،،

قال : هل تتوقع حصار دولي على إيران ؟

قلت : أعتقد أن هنالك حرب سوف تفرض نفسها مع إيران ؟

قال : هذا توقع يتم تدوله مرارا وتكرارا منذ عدة سنوات .. ولا يبدو واقعيا ؟

قلت : إيران تضيق الخناق على العالم العربي والخليج تحديدا .. إيران تطل شرقا على امتداد الخليج العربي .. ولديها ارض جديدة في العراق ولك أن تتخيل قدرات العراق وإمكانياته مسخرة في خدمة إيران .. النظام السوري وهو حليف تاريخي لإيران يبدو إنه لن يسقط ! .. حزب الله هو الحاكم الفعلي للبنان .. وبالتالي فأن شمال الجزيرة العربية وشرقها اصبح محورا شيعيا .. ناهيك عن الحضور الشيعي القوي في المؤسسات الاقتصادية والأجتماعية في جل دول الخليج .. والحكومة اليمنية في جنوب الجزيرة مشغولة مع الأحداث الداخلية والحوثيون يعملون في صمت !

قال : وماذا عن الولايات المتحدة ! .. لا أعتقد إنها تقبل بخطر إيراني يهدد مصالحها في المنطقة ..

قلت : هذا صحيح .. ولكن هنالك مؤشرات أمريكية مؤخرا لا توحي بالاطمئنان ..

قال : كيف ؟

قلت : أمريكا سوف تسلم العراق قريبا لإيران وهذا امر بالغ الخطورة .. أمريكا تنازلت ببساطة عن دعم ومساندة ابرز حلفاؤها بالمنطقة ( الرئيس المصري السابق : حسني مبارك ) دون إي دور يذكر .. لم يكن موقفها واضحا في دعم التدخل الخليجي في البحرين .. يبدو لي أن هنالك أمر مبهم في الرؤية الأمريكية حيال المنطقة !

قال : هل تريد القول ان هنالك مشروع تقارب ( أمريكي - إيراني ) على حساب دول المنطقة ؟

قلت : ولما لا ؟!

قال : لا أستطيع أن اقتنع أن يحدث يوما ما تقارب ( أمريكي – إيراني ) على حساب علاقة الولايات المتحدة المميزة مع دول الخليج العربي .. خاصة وان توجه النظامين متعارض كليا .. ناهيك أن الولايات المتحدة تبنت التحقيقات في مشروع الاغتيال ووقفت مؤخرا وبشكل رسمي الى جانب السعودية ضد إيران ،،،

قلت : هنالك مشكلة اقتصادية تعاني منها الولايات المتحدة وهذه المشكلة امتدت أيضا إلى حلفاؤها ،،،

قال : وماذا يعني ذلك ؟

قلت : دول الخليج تتمتع بوفرة اقتصادية .. وأخشى أن الولايات المتحدة قد توجد الأسباب للدفع بحرب خليجية رابعة يتم من خلالها تدمير القدرات الإنشائية والاقتصادية في إيران ودول الخليج حتى تعود مجددا بشركاتها لأعمار المنطقة من جديد من خلال الاحتياط المالي لإيران ودول الخليج .

قال : ألا تعتقد أن هنالك مبالغة في هذه الرؤية ؟

قلت : ربما ! .. ولكن الحروب الثلاثة الأولى من وجهة نظري كانت لدوافع اقتصادية عادت بالمنفعة على الولايات المتحدة وحلفاؤها .. والحقت الدمار حينا والخسائر الفادحة حينا آخر ،،،

قال : وما الحل ؟

قلت : من يستطيع أن يقنع إيران بخطر الحماقات التي قد تقدم عليها وضرورة البحث عن رؤية سلمية نحو دول الخليج والمنطقة ؟!