أحب اتكلم مع الاجانب كثير .. حتى وإن كان عائق – اللغه يقف بوجهي دائماً ، ومفردة الاجانب قصدت بها كل من هو غير سعودي – عربياً كان او غير ذلك ، ومن مختلف الجنسيات.
فرغبتي لاتتوقف ابدا في معرفه كيفيه تفكيرهم .. وثقافتهم ، وكيف ينظرون لمجتمعنا واشياء عديده تستفيد منها بكل تأكيد عند حديثك مع المقيمين.
فما بالكم – بهذا الشخص الاجنبي ، ان يكون بروفيسوراً يحمل شهاده عاليه في الطب وخريج من أكبر المعاهد الطبيه في امريكا واوروبا ..؟
عندي شقيق أكبر قدّر الله عليه احد الامراض مما اضطره قبل فتره طويله لإجراء عمليه جراحيه في احد المستشفيات الحكوميه الكبرى في الرياض ، ومابين مراجعات روتينيه بعد ذلك لمعرفه تحسّن الحاله .. أشار علينا احد الاصدقاء استغلال الوقت في تباعد المواعيد ومراجعه دكتور عربي خبير في مستشفى خاص مشهور جداً في ذات العاصمه الرياض.
حجزنا .. وفي اليوم التالي مباشره ذهبنا للمستشفى .. ما إن دخلنا على الدكتور المذكور والذي يبدوا من ملامحه تجاوزه للستين من العمر .. يرتدي تلك النظاره الطبيه التي تكاد تحجب نصف وجهه ، حتى جلست برفقه اخي لشرح الحاله الصحيه.
لم اكد انتهي من وصف حالة اخي مرفقة بالتقارير المأخوذه من المستشفى الحكومي حتى اعتدل الدكتور في كرسيه بشكل متحفز وكأنه يتحيّن فرصه سكوتي كي يعوّض فتره صمته ، وهذا ماحصل.
اول عباره قالها الدكتور لنا / هل ابدوا لكم أني من اهل البلد .. ؟ أجبته بلا .. قال أعني ورغم اني لست سعودياً .. لكني لا اخشى احداً لا مسؤول ولا وزير.!!
استغربت تلك الحده الكلاميه في بدايه حديثه الغاضب ، وسألته عن مقصده ..؟ فأخذ يكيل العبارات الغير لائقه تجاه – الدكتور في المستشفى الحكومي والذي اجرى العمليه لأخي.
فقال عنه وصفاً تستغرب بصراحه ان يصدر عن – اطفال شوارع ، فما بالكم ببروفيسور ؟ عبارات مثل / الله يحاسبهم بما فعلوا بأخيك .. هؤلاء ناس ايش يعرفوا بالطب ومنوين تخرجوا ..؟ والله مو دكتور هذا جزار وغبي .. الخ.
والمشكله ان اخي ولله الحمد ليس بذلك الوضع الصحي الخطير على حياته ، ورغم ذلك اكتفينا بالابتسامه والضحك على مقابله تحوّلت بقدرة قادر – إلى عرض مسرحي من الدرجه الاولى.
وهل رأيتم او سمعتم في حياتكم دكتوراً يتحمّس للدفاع عن مريض وكأنه احد افراد عائلته بهذا الشكل الهجومي ؟ شخصياً لم اشاهد .. ولا اظن بأني سأشاهد على الاقل في بلدنا.
وقد قرأت سابقاً ( وها أنا اعود للحقوق الادبيه ) بأنه من المستحيل بمكان عند ذهابك لدكتور – في أي تخصص كان ، وذهابك بعد ذلك لآخر بنفس الاختصاص ، الا تتوقع عبارات استهزاء واحتقار لعمل الاول من قبل الثاني ..!
وحدثت والله معي عند مراجعتي في وقت سابق من العام الماضي لدكتور اسنان .. لعمل احدى الترميمات ، وجدت طبيب الاسنان الثاني – ينتقص من عمل الاول ويشير بأنه لايفقه شيئاً في طب الاسنان وأنه اخطأ بكذا وكذا وكذا ...
من المفترض ان يكون الطبيب بالذات ومن يعمل بمهنه الطب بشكل عام ( محترم اخلاقياً ) قبل كل شيء آخر ، لا اطلب منه تغطيه – الخطأ في حاله حصوله من غيره .. لكن بنفس الوقت احترام من سبقه في هذا المجال وعدم التطلّع فقط { لكسب ثقه المريض او لشفط مابجيبه من اموال } !!
الطب مهنه انسانيه عظيمه .. لكنها اليوم مع الاسف تتحول بنظر كثيرين إلى مهنه – تجاريه بحته من الدرجه الاولى.
ومثلما اقول في حديثي مع الاجانب ؛
حيث كنت مساء امس انتظر عند احد المخابز التي ازورها لأول مره في حارتنا ووجدت العاملين من الجنسيه الافغانيه يعملان بكل همه ونشاط ، عندما قلت بخباثه / يبدوا ان طريقه تحضير الخبز لديكم افضل من المخبز الآخر المجاور لبيتي .. رد العامل بثقه تملؤها ابتسامه / كلوا كويس هازا خبز وهازا خبز .. كلله نعمة الله. { كُله من نِعـَم الله } هكذا قال وهكذا فهمت .. ولم التزم حينها الا الصمت ، وإبتسامه ليست كالاولى عند الدكتور .. بل إبتسامه احترام هذه المرّة.

يمكن بكشف هالشيء لأول مره.

اعتقد بأن موضوع تواجد الردود وكثرتها في أي مقال كان ، مهمه وتفتح مجالات نقاش وحوار أكبر .. وتساهم بالتالي في ارتفاع حصيلة الفائده المرجوه مما يكتب في منتدياتنا بشكل عام.
لكن بصراحه لم يعد مهما على الاقل – عند من امضوا فترة طويله في بحر الكتابه عدد الردود كما كان في بداياتنا مثلاً ، وإن كان من عتب سابق لي في احد الردود فهو حول { تفضيلنا لقراءه مواضيع لن اقول سيئه الطرح لكنها لن تقدم ولن تؤخر في رصيدي كقارئ ابحث عن معلومه جيده او عن مقال ممتاز }.
لذلك اقول لم يعد هماً كما في السابق ، ولا اعلم حقيقه هل لإسم الكاتب دور في متابعته وقراءته على الدوام ؟ وهل تواجده وغيابه الكتابي له دور في ذلك ؟
خذوني مثالاً – كثيرين قالوا من خلال هذا المقال او غيره .. ليس مناسباً طرح كميه كبيره من المواضيع في فتره زمنيه بسيطه ، وأعلم جيداً بأنهم محقين لكن ؛ ماذنبي عندما أجد نفسي فجأه وبلا سابق إنذار .. فوق موجه كتابيه هائله همها الوحيد الوصول لشاطئ الأمان.
دعكم من ذلك /
برغم مرور السنين على وجودي كويتباً متنقلاً هنا وهناك .. لكني لم استطع التخلّص من عقده او عيب او ماتشاؤون من تسميه ، فبقيت هذه النقطه مُلازمه لي حتى الساعه .. ولم استطع الفكاك منها برغم كل المحاولات.
عندما أبادر لكتابه مقال معين ، فوالله لا يغمض لي جفن ولا يهنئ لي بال إلا عندما أشاهد { الرد الأول } .. هل هناك من هم مثلي؟
لا اعرف حقيقه .. لكن ما اعرفه أن الأمر اصبح – قاعدة بغير إرادتي ، أذكر احد المرات ( منذ فتره قصيره ) كتبت مقالاً – وبالمناسبه اكثر مقالاتي بعد منتصف الليل وحتى الفجر – لذلك بعد كتابتي لذلك المقال لم أجد أية ردود .. وطال الوقت ومرت الساعه والمقال على حاله دون حراك ، وأستاهل بصراحه فكل الاعضاء ربما يغطون في هذا التوقيت – بسابع نومه .. إذن فهذا جزاء ما اقترفته يداي .. وبالكاد تتحمله عيناي ، فقد غلبهما النعاس والسهر لكن لا حياة لمن تنادي .. حتى جاء الفرج من عضو او عضوه لا اذكر بالتحديد ونمت بعدها نومه هانئه.
والله اتكلم جد .. ربما ردة الفعل الاولى مهمه جداً بالنسبه لي ، ويمكن – وإنتوا ادرى مني كثيرين من الاعضاء يتتبعون خط سير الرد الاول إن كان جيداً تجد اغلب الردود من بعد ذلك جيده .. وإن كان رداً منتقداً فأغلب الردود ستسير على نفس النهج - ليست قاعده عامه لكن اتحدث عن - غالباً.
الأهم ان اول الردود تهمني جداً لذلك تجدوني قلقاً ومتوتراً ( بنسبه بسيطه ) حتى يحين موعد الرد الاول .. ولهذا القلق والتوتر النسبي ما يبرره في حضوري ، لذلك تجدوني حريصاً جداً على شيء من التنسيق وإنتقاء المفردات المفهومه والبسيطه.
الحديث ليس شخصياً .. لكن الإعتراف بهذا السر الصغير قادني إلى ذلك.

الله يحييكم جميعاً .. وقد ترددت في نشر الفقرات على شاكله مواضيع مستقله خصوصا بعد رأي العزيزين رائده ومواصل في هذا الأمر ، لأني وان فكرت بهذا الشيء فلا يمكن تحقيقه كون شروط المنتدى تلزم وجود 24 ساعه بين موضوع وآخر - هكذا هي القوانين ، وبحسبه بسيطه قد تتجاوز فقراتي ومواضيعي هذا العدد بكثير ، لذلك كان سبب دمجها في متصفح واحد - اكتب فيها ماشئت من فقرات.

هذه الفقره قد تمتد لتكون كأجزاء منفصله ومتباعده ، وقد لا تكون كذلك .. حسب الوقت ومناسبة الفكره – للموضوع ككل.
@ الدائره الخاصه
هناك اشخاص يمرون بحياتك مرور الكرام ورغم ذلك – يبقون في ذاكرتك أبد الدهر ، وهناك على النقيض تماماً أشخاص يعيشون ويأكلون ويشربون معك .. لكن علاقتك بهم تبقى روتينيه او صلة دم ورحم فقط.
في بحر الانترنت والمنتديات على وجه الخصوص ، قلّة من الاشخاص اللذين تشرفت بلقائهم ومعرفتهم عن قرب .. واليوم وأنا على مشارف إطفاء الشمعه الخامسه ربما في وجودي متنقلاً بين منتدى وآخر – لا زلت أحتفظ لهم بمكانه تملؤها المحبه ويغلفها الاحترام المتبادل .. واضعهم بكل فخر - بدائره خاصه جداً وقريبه إلى نفسي.
ولأننا شعوب إعتدنا على عدم البوح عن مشاعرنا الداخليه علانية ، ولأننا شعوب نفضّل الكتمان والخصوصيه لا سيما في عواطفنا تجاه الآخرين ، فإني قد قررت ذكر بعض من هؤلاء اللذين كانت لهم في حياتي – النتية بصمه وتواجد لا يمكن ان يمحيه الزمن.
ربما لتوثيق هذه المشاعر – خصوصاً إذا ماعلمتم بأني شخص – نسّاي وذو ذاكرة مش ولابد.
وربما حين تعصف بنا الامور وتتلاطم بنا الأمواج بغير إرادتنا – نعود من خلال هذه الصفحه ونستذكر قائمه الأحباب والاصدقاء والأصحاب.
والأهم : ماهي الفائده التي سنجنيها في حاله تراكم هذه المشاعر فوق بعضها البعض وسجنها في صدورنا سنين وسنين .. لنتفاجأ وننصطدم بعد حين ، برحيل – هذا الشخص او إبتعاده من حياتنا العامه او الخاصه.؟
فتلك هي قائمتي /
هناك الدكتور خالد .. والمشاكس عمر ، والرائده شمس .. والمبدعه ريم .. واستاذ الفلسفه سايروس .. وآخرين كثر قد – لا يتسع المجال لذكرهم.
وهناك اعضاء أراهم يلوحون بالأفق ليكونوا ضمن القائمه مستقبلاً من منتدى الزعيم – على الاقل هذا هو انطباعي الأولي / الكلاسيكي – مواصل من عام 1413هـ - رائده الزعيم .. zkroo وآخرين سيحتفظ بهم أرشيفي الخاص ليكونوا حلقه وصل – قادمه.
لكن أول القائمه بلا شك :

! استاذي الغـالي هاني :
إن كان من فضل في تعلمي أبجديات الكتابه فهو عائد لأخي وحبيبي هـاني .. كنت ذاك المراهق المشاكس ذو القلم الطائش فتره مراهقتي ، أدفن نفسي بالساعات في أقسام التسليه والمرح .. وأجلس في الصفوف الأماميه للتشجيع في الاقسام الرياضيه ، وهكذا حتى قام اخي هاني { صاحب الموقع } بإختياري مشرفاً لأول مره بحياتي على الأقسام الرياضيه.
وقتها وبحكم الاشراف كان لزاماً علي الالتقاء به عبر خدمه الماسنجر او حتى من خلال قسم المشرفين .. وجدته ناصحاً وداعماً لي على الدوام ، والأهم كما كنت أعتبرها في وقتها بأن هاني منحني { فرصه العمر }.
إهتممت بالقسم الرياضي وأعدت ترتيبه ، وكان الداعم الأكبر لي .. ينصحني ويرشدني ويقدم لي كافه التسهيلات المطلوبه لدرجه تغيير إستايل المنتدى بأكمله بناءاً على طلبي.!
وهكذا ظل الحال .. كنت استغل فرصه حديثي معه لتوسيع مفهومي للعمل الاداري ككل ليس فقط في المنتدى ، واستفدت منه والله – حتى على الصعيد الشخصي .. كنت اراه قدوتي الأول .. يبهرني بأسلوبه في النقاش ، وثقافته العالية .. حتى وجدت نفسي لاشعورياً متيماً من الدرجه الاولى – بقلم هاني وشخصيته.
...
هاني اليوم ينعم بإذن الله بخير جوار – نوبه قلبيه 2006
ومايكاد يحزنني اليوم بأنه رحل وانا لا زلت امازحه في أيامه الأخيره بأني عائد مرة أخرى للمنتدى ودعمه بكل خبره اكتسبتها طيله السنين الماضيه ، ولكني مع الاسف أخلفت بوعدي .. اليوم عندما اذهب لذات الموقع الذي جمعنا سوية . أجد صعوبه في التعرف على المنتدى .. أطلال ماضي مبعثره .. اقسام سوداء مُغْبره ، ووجوه جديده لم اعتد عليها ، عذراً هاني .. فإني من بعدك .. لا انتمي لذلك المكان.
رحمك الله.
: (