
09/11/2008, 11:16 AM
|
ناقد اجتماعي | | تاريخ التسجيل: 05/12/2001 المكان: نيويورك - الولايات المتحدة الأمريكية
مشاركات: 2,053
| |
تحقيق الأمنيات (بين العمل بالساعات أو الزيت واللمبات) السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،
صبحكم/مساكم الله بالخير
يقال إن فيه وحده فقيره وعانس كانت تتمنى يتقدم لها أي رجل لكن ما حصل، وبعد ما ملّت راحت لأحد النصابين وعرضت عليه مشكلتها، فـ عطاها زيت وقال تدهّني فيه ونامي ويبي يجيك رجل بالحلم وهالرجل هو اللي راح يتقدم لك ويتزوجك، أخذت المرأة الزيت وتدهنت ونامت، ومن بكرا راحت للنصاب وقال لها بشّري؟؟ قالت حلمت إن الملك جاي يخطبني ، فرد عليها: الظاهر إنك مكثره من الزيت !! ( مجرد نكته )..
من هذا المدخل البسيط تساءلت، بعيداً عن قضية العنوسة والزواج، كم عندنا من شاب وفتاة يتدهنون يومياً بمثل هذا الزيت ويكتفون بالاستمتاع بأحلامهم التي لا تلبث إلا وتختفي لحظة سماع صوت المنبه، لتعود الحسرة والتنهد من ضيق الحال وعسر العيش وقلة الحيلة..
في الصغر كان لكل واحد منا طموحات وتصورات بسيطة وتلقائية يضعها لنفسه ويتخيلها أمامه ويرددها بين وقت وآخر، ببساطة كان أحدنا يقول سأصبح معلماً والآخر طبيباً والثالث مهندساً وكثير منا كان يريد أن يصبح طيار ( ما أدري ليش كنا نحب هالمهنة وتجوز لنا )، وإن كنا لا نرى مشكلة في هذا بل ونشجع الصغار على أن يكون لهم طموحات محددة ولو كانوا يميلون إليها لمجرد تأثرهم بالظروف المحيطة بهم، فطالب في المرحلة الابتدائية يقول بتلقائية بأنه يريد أن يصبح عالم فضاء وبغض النظر عن وجود أو انعدام أي تفاصيل أخرى تفسر مبررات اختياره أو إعجابه بهذا التخصص، فهو أفضل برأيي من طفل آخر يجيب بحياء " ما ودي أصير شي .. " أو "أصير أي شي.. " ، فمن الجميل أن يتعود الأطفال على تحديد هدف معين أو طموح محدد وإن كانوا غير مدركين لحقيقته..
ولكن الأمر يبدو مختلفاً حين يقول طالب في المرحلة الثانوية (أوحتى في المتوسطة) أريد أن أصبح مختصاً في الكيمياء، حينها يجب أن نسأله ونناقشه حول سبب اختياره لهذا التخصص وما الذي يتصوره عنه ونجعله مطلعاً على المتطلبات التي تحددها الجامعات أو الكليات للانتساب إليها في هذا التخصص ونطلب منه البحث والاستزادة، كونه في مرحلة يصبح فيها العقل في الغالب مدركاً لمعنى ما يقول صاحبه ومتفهماً لضرورة الأخذ بالنصائح والتوجيهات كالتي تقول بأنه يجب عليك أن تجتهد وتحصل على معدل جيد كي تتمكن من الالتحاق بالجامعة والانتساب للتخصص الذي تريده، وستبقى الكرة حينها في ملعبه وتحت تصرفه فإن هو أراد تحقيق طموحاته فعليه بالجد والمثابرة وإلا فعناوين النصابين متوفرة والزيت موجود والسرير مهيأ للنوم..
كذا الأمر بالنسبة للطالب الجامعي فإنه يجب أن يعي بأنه طالب دراسات عليا وأن لا يتوقع وجود من يتابعه ويراقبه ويحثه على الاجتهاد، فمثل هذه المتابعة لا تكون في حق شخص أنهى تسع سنوات من الدراسة الأولية وأصبح مدركاً تماماً لمتطلبات العيش، فإن هو أراد عملاً مرموقاً يوفر له دخلاً ممتازاً ويهيأ له وضعاً اجتماعياً ملائماً فعليه بمضاعفة الجهد والبحث والإطلاع، وإلا فمكافأة الجامعة ستكون كافية لشراء قارورتين من الزيت الأصلي!..
وليتذكر الطلاب بأن السنوات الدراسية تنقضي بسرعة، وسيكون طعمها وذكراها جملية وستحقق لهم الراحة والاستقرار في وقت لاحق قريب بإذن الله، إن هم عملوا وعلموا وأيقنوا بأن الاجتهاد والحرص والمثابرة تعني النجاح الفعلي فيما تبقى لهم من مراحل العمر ، أما غير ذلك فيعني الندم والحسرة على ما فات واسألوا من فاتهم قطار الاجتهاد والنجاح..
أما الجزء الأخير، فيخص من تجاوز تلك المراحل وأصبح يطمح في دخل إضافي ومسكن مريح وصولاً إلى من يأمل رؤية الملايين تتحرك في أرصدته، فهؤلاء لابد وأنهم يمتلكون الخبرة الكافية ليعلموا أن تحقيق راحةٍ ملائمة أو رفاهيةٍ وغناءٍ يحلمون به، لن يتحقق غالباً ( قد يرث أحدهم الخير من غيره) إلا بالعمل المضاعف واكتساب الخبرات الإضافية والتفكير الواسع واغتنام الفرص المتاحة والاستفادة من تجارب من سبق، بدلاً من الجلوس وترديد قصص التجار والحديث عن الحظ وترديد تلك الجملة التي تقول ( يا ليت عندي بيت ملك ومليون ريال)، وإلا فكرتون معبأ بقوارير الزيت إياه لن يكلف الكثير.. ( وأذكر بهذا نفسي قبل أي شخص آخر).
أخيراً هذا ليس كلاماً إنشائياً أو مثالياً جداً لدرجة يصعب العمل به، وإنما واقع يجعلنا نرى شقيقين أحدهما يعمل في الصباح الباكر وآخر نائمٌ متمرغٌ بالزيت >> أشغلتنا بهالزيت الله لا يعيد من قال لك هالنكته
اعتذر عن الإطالة، وشكراً لكل من قرأ.
في أمان الكريم،،
اخر تعديل كان بواسطة » alhawey في يوم » 09/11/2008 عند الساعة » 11:32 AM
السبب: أخطاء طباعة
|