( اترك اللي بيدك و رد ) يتصل ..
مياسم : " هلا عبدالرحمن "
عبدالرحمن : " هلا بك والله عمري .. كيفك ؟! "
مياسم : " يعني .. الحمدلله أحسن من أول "
عبدالرحمن : " لا كذا ما يصير ما راح أرتاح حتى يصير المزاج تمام التمام "
مياسم : " مزاجي ما راح يكون تمام لين نوصل هناك و أنزل من السيارة ! "
عبدالرحمن : " ودك أخاويكم و بس نوصل أرجع ؟! "
مياسم : " أنت تعرف إني أخاف عليك أكثر من نفسي ، و إذا لازم أحد يروح أروح أنا و لا تروح أنت ، بعدين حتى لو وافقت و حسيت بالأمان جنبك هذا ما راح يلغي شعوري بالخوف !
- أمي تناديني عبدالرحمن بانزل لها "
عبدالرحمن : " سلميني عليها و حبي رأسها عني "
مياسم : " طيب ، متى بتطلع ؟! "
عبدالرحمن : " بعد العصر إن شاء الله "
مياسم : " انتبه لنفسك "
عبدالرحمن : " لا ! أنت انتبهي لي "
مياسم : " طيب ولا يهمك ! كلنا ننتبه لك "
و ضحكة مني و منها و ودعتها ..
تفكير عميق و تنهيدة و تمتمة يا رب لا تحرمني من مياسم و لا من ضحكتها .
بالليل كلمت مياسم ، و كان واضح من نبرة صوتها إنها ما زالت متضايقة و حاولت نتكلم في أي شيء ثاني لكن كان لا بد في النهاية من مناقشة نفس الموضوع ..
عبدالرحمن : " عموماً أنا راح أكون معك على الجوال طول الخط حبيبتي ! "
مياسم بنبرة ثقة تغلف جبال الأحزان : " ولا فيها ؟! "
عبدالرحمن : " ما تخلين عنك ! "
مياسم : " بنمشي بكره قبل العصر ! متى بتجي ؟! "
عبدالرحمن : " بعد العصر ! "
مياسم : " عبدالرحماااااااااااان ! "
عبدالرحمن : " نعاااااااااام ! أمزح معاااااااااااااك ! باصلي معكم الظهر إن شاء الله "
مياسم : " لا تتأخر ! "
عبدالرحمن : " سم طال عمرك ! أوامر ثانية ؟ "
مياسم : " لا ! شكراً بدينا نمن ؟ "
عبدالرحمن : " و لا نمن و لا شي ! و أنا أقدر ؟
نامي الحين و بكره إن شاء الله أشوفك "
أحياناً أحس ساعات الليل طويلة ! لأني ما نمت و التفكير ذابحني ! أول مرة في حياتي أعيش كوابيس و أنا ما نمت !
أحياناً أحس ساعات الليل قصيرة ! صايرة تمشي بسرعة تقربني من موعد سفر ملاكي الطاهر !
تناقض ! ما يفسره غير أفكار برأسي لو طال بي الوقت و هي برأسي النتيجة جنوني !
هو حل واحد ما في غيره !
بامشي وراهم و من دون ما يحسون ! قربي منهم يمكن يطمني شوي و يخفف عني .
هذا هو قراري الأخير .
و من بكره في بيت العم محمد ، كلمت على مياسم و قلت لها أنا قريب من البيت ، دخلت البيت ..
مياسم عند مدخل الفيلا و شعرها مفكوك نازل على كتفيها واقفة و في يدها كوب شاي ، كأحلى تحفة فنية عرفها الوجود ..
و أنا أمشي جهة مياسم : " هلا .. هلا هلا .. هلا بالزين كله ، هلا بالدلع كله !
ممكن سؤال ؟! أنت ليه كل يوم أحلى من اليوم اللي قبله ؟! "
مياسم : " يمه عبدالرحمن وصل ! "
عبدالرحمن : " يا حلوهم مستحين و ما يعرفون يصرفون ! "
أحس برطوبة !! أمطرت و لا وش صار ؟!
بعد تدقيق كان واضح إن كأس مياسم أمطر ..
و ضحكة استهزاء عالية من مياسم و هي تدخل الفيلا ..
عبدالرحمن : " طيب طيب ! مردودة يا بنت أبوها ! خالتي تعالي شوفي بنتك كيف تستقبلني ؟! "
مياسم : " يمه لا يهمك ! يستاهل عشان مرة ثانية ما يخليني أستحي !! "
الخالة : " والله أنتم يا بنات اليوم حياكم على كيفكم ! "
عبدالرحمن : " كفو والله خالتي ! خليني آخذ حقي منها شوي !! "
كلنا نتهيأ للجلوس ..
مياسم : " أصلاً أمي ميئوس من حالتها ! من تملكنا و هي بصفك ما كني بنتها !! "
الخالة : " أنا مع الحق يا بنتي "
مياسم : " يا ذا الحق اللي دايم مع بعض الناس !! "
عبدالرحمن : " خالتي ترى بعض الناس أنا !! "
الخالة : " الله يعينك عليها و أنا أمك "
مياسم : " أففف منكم ! باكلم أبوي يا حبي له هو اللي يعرف قدري زين ! "
عبدالرحمن : " عمي والله هو اللي مخربك ! لا ويقول أنا السبب ؟! "
نظرات استفهام من مياسم ، أكيد بخصوص الجملة الأخيرة !
مياسم لماحة ما تفوت شيء ، حسيت إني توهقت !!
لو سألتني وش سالفة أبوي يقول إنك أنت السبب ؟! وش باقول ؟!
الخالة : " باروح أرتب بعض الأغراض "
عبدالرحمن : " خذيني معك لا تخليني معها لحالي ! "
مياسم : " لا الله يخليك اجلس معي ! يمه أنت خليك معه و أنا باروح أرتب الأغراض ! "
بعد غياب مياسم ..
عبدالرحمن : " خالتي كيف نفسية مياسم؟! كأنها عندي اليوم أحسن ، كأنها مياسم اللي أعرفها أو أنا غلطان ؟! "
الخالة : " لا والله بس يمكن من فرحتها بك ! قبل ما تجي بدقايق كانت تقول يمه صار لي أكثر من أسبوع ما شفت عبدالرحمن
البنت نفسيتها تعبانة ما أدري ليه ؟ و عمك الله يهديه مو بالعادة يعاند بس ما أدري وش فيه هالمرة ؟
حتى لما قال لي عن جيتك له في المكتب استغربت كيف يردك ؟! كيف يردك و أنت عنده غالي ؟؟ "
عبدالرحمن : " تصدقين خالتي ؟ حتى أنا كنت متفاجئ من تعامله معي لما زرته بالمكتب ! "
سكتنا شوي ، و في خاطري سؤال ! ودي أسأل و خايف ! أخاف خوفي يزيد !! كانت الرغبة أقوى .
عبدالرحمن : " خالتي ! أنت بعد خايفة من الطريق ؟! "
الخالة : " لا والله ! بس لو سافرنا بالطيارة و طيبنا خاطر البنت خاصة و هي آخر سفرة لها معنا وش الخسارة ؟! "
عبدالرحمن : " يا خالة لا تقولين كذا ! مثل ما وعدتك ما راح يتغير شيء و لا راح تفقدونها بإذن الله و بالعكس بتجيب معها واحد ونصير بدال العلة علتين "
مياسم : " تكلم عن نفسك لو سمحت ! أنت العلة أنا لا ! "
عبدالرحمن : " باسم الله ! ما تسمع إلا الشين ! "
الخالة : " أنت بعين و هي بعين ، أنتم عيوني اللي أشوف بها "
عبدالرحمن : " عسى عمرك طويل يا خالة ، والله أنتم الخير و البركة "
العم محمد بعد السلام : " جاهزين ؟ "
الخالة : " جاهزين "
العم محمد : " توكلوا على الله "
بسرعة البرق التفت و صارت عيني بعين مياسم ..
و بسرعة و كأن جبل من الثلج يغطيني ! و مع ذلك جسمي يتصبب عرق ! أنفاسي تتلاحق ! الأرض تدور ! بين ظلام و نور !
عيناها الآن تلمع ! اغرورقت بالدموع !
التفت على عمي أبي أطلبه يغير رأيه ليس من أجل شيء ! و لكن من أجل هذه الدموع التي تستعد للسفر كما تستعد صاحبتها للسفر !
كان المنظر أبلغ ، استدار العم محمد معطياً الجميع ظهره متجهاً للسيارة و بهذا يكون القرار نهائياً لا رجعة فيه .
اتجهت مياسم إلى غرفتها و كل انكسار و قهر يغرقني أنا عنها !
نظري مركز على ذلك الشعر الأسود المنسدل على الكتفين ..
زفرة تقطع تركيزي و كل أفكاري و تسمح لي بالتقاط أنفاسي ..
خالتي بعد نظرات تابعت فيها أغلى ما تملك في هذه الدنيا أطلقت زفرة كأنها تحمل حرارة كل براكين الأرض لتحرقني بها و بكل ضعف حيلة قامت تجر خطاها لغرفتها هي الثانية ..
تحركت السيارة و اختارت مياسم الجلوس في المرتبة الأخيرة ؟!
قبل أن تغادر السيارة شارع البيت كانت مياسم على اتصال معي !
عبدالرحمن : " هلا ! هلا هلا ! هلا بالخوافين ! "
ما تقبلت مياسم الكلمة الأخيرة ، عاهدت نفسي ما أكرر كلمة الخوف .
عبدالرحمن : " حبيبتي وش رأيك أخاويكم ؟ عطيني رأيك قبل ما تطلعين من الحارة ! "
مياسم : " الموضوع هذا ناقشناه و بوقته قفلناه ، ممكن تغيره دحومي "
عبدالرحمن : " وه ! كم لي ما سمعت بعض الناس يدلعوني ؟ اشتقت للدلع و لراعيته "
مياسم : " طيب شوف ! أنت طالع من الدوام من زمان ، ليه ما ترجع ؟ "
واضح إن مياسم استحت من كلامي الأخير فغيرت الموضوع ! يا كثر ما يغليها عندي حياها !
عبدالرحمن : " لا أنا أستأذنت باقي اليوم عشان أقدر أكلمك و أنت بالطريق ، مباسم كم بقى و توصلون الشرقية ؟! "
مياسم : " عبدالرحمن ترى مو رايقة لك ! "
عبدالرحمن : " طيب طيب ! كان مجرد سؤال ! "
مياسم : " الله من زين السؤال و حنا ما طلعنا من الحارة "
عبدالرحمن : " رجاءً يا مياسم لا تتريقين على أسئلتي ! تبين تجاوبين أهلاً و سهلاً ما تبين بكيفك بس تتريقين لا ! "
مياسم : " خوفتني !! "
عبدالرحمن : " إيه أنا يسموني اللي أخوف خخخخخ "
مياسم : " باتريق على كيف كيفي ! أنت لي "
باترك لكم التعليق !!
مياسم : " باقفل و بارجع أحاكيك بعد شوي ، انتبه لنفسك "
عبدالرحمن : " طيب مدام ! بحفظ الله "
مياسم ما تدري إني مشيت كل الطريق معهم عشان أتطمن عليهم !!
لو عرف العم محمد بيزعل و بيعتقد إن مياسم طالبه مني أمشي خلفهم عشان كذا سكت و ما علمت أحد غير إني بلغت أمي إني باتأخر ، اتجهت لأحد الفنادق و نمت لي ساعتين و كلمت مياسم و لما نامت رجعت للرياض .