@@ الجزء السابع و العشرون @@
من بكره الظهر كلمتني مياسم ..
مياسم : " يمكن نرجع بكره "
عبدالرحمن : " غريبة ! ما كان كذا التخطيط !! "
مياسم : " ما أدري ! الظاهر أبوي خلص شغله أو بالأصح ما مشى زي ما كان مخطط له و بيرجع ، مجرد توقع ما تأكد شيء "
عبدالرحمن : " توصلون بالسلامة حبيبتي "
مياسم : " عبدالرحمن ! في خاطري كلام بسسسسسس !! "
عبدالرحمن : " قولي حبيبتي لا تخلين بخاطرك شي "
مياسم : " ما تتضايق مني ؟ "
عبدالرحمن : " أفا عليك مياسم ! و أنت تتوقعين أتضايق منك بيوم ؟ "
مياسم : " الله لا يحرمني منك عبدالرحمن ، اليوم الفجر لما قال أبوي يمكن نمشي بكره رجعت لي نفس الأفكار و المخاوف و حسيت بكتمة و ما قدرت أتنفس "
عبدالرحمن : " مياسم !! ترى سويتيها قضية و تعبتيني و تعبت أبوك معك و أنت شفت كيف إنه بالأخير ما صار شيء ! لا تصيرين موسوسة يا بابا "
مياسم بعد تنهيدة : " إذا تأكدت من موعد مشيتنا كلمتك ، مع السلامة "
عبدالرحمن : " طيب ، مع السلامة "
هالبنت خوافة من جد ..
مياسم : " هلا عبدالرحمن "
عبدالرحمن : " هلا بك ، متى بتمشون ؟! "
مياسم : " يمكن بعد الظهر "
عبدالرحمن : " بالسلامة ، توصين شيء حبيبتي ؟! "
مياسم : " سلامتك "
عبدالرحمن : " الله يسلمك "
الحين وش الرأي ؟! أروح للشرقية و أمشي معهم ؟!
أو أتعوذ من الشيطان بس و أترك الوسوسة عني ؟!
طيب إذا صار لمياسم شي ؟! أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ! من هنا إلى الليل فيها حلال .
أول الليل كلمتها ..
عبدالرحمن : " هلا "
مياسم : " هلا عبدالرحمن "
عبدالرحمن : " ما تدرين متى بتمشون ؟! "
مياسم : " إلا بنمشي الظهر ، أقول عبدالرحمن تذكر اللي وصيتك عليه ؟! "
عبدالرحمن : " وشو بس ! واااجد الأشياء اللي موصيتني عليها !! "
مياسم : " عبدالرحمن ! لا تقعد تمن علي !! ما وصيتك إلا على شيء واحد في الوقت الحالي يمكن بعدين أوصيك على أكثر "
عبدالرحمن : " سم طال عمرك آسف ، كلمت الرجال و راح يشوف لي كم بيت محتاج و يرجع لي و الله يتقبل منك "
مياسم : " و لا يحرمك أجرها إن شاء الله ، قبل لا أنسى ! عازمة أمي و أبوي الليلة في المطعم على العشاء ، كان المفروض تكون أنت معنا ! وعدتني تكون معنا آخر الرحلة "
عبدالرحمن : " مياسم أنت تعرفين وش كثر أنا مشغول ، بعدين رحلتكم صارت قصيرة على غير المتوقع و الترتيبات تغيرت ، و أوعدك أعوضك "
مياسم : " أدري عبدالرحمن ، الله يعينك و ييسر أمرك و يتقبل دعواتي لك !! "
عبدالرحمن : " آمين يا فتاة أحلامي "
مياسم : " طيب فتاة أحلامك تستأذنك الحين لأن أهلها ينتظرونها في السيارة ، توصي شيء ؟! "
عبدالرحمن : " سلامتك ، أشوفك على خير "
مياسم : " قريب إن شاء الله ! بكره "
عبدالرحمن : " الله ! بتنور الرياض بكره "
مياسم : " الله لا يحرمني منك ، تأخرت مع السلامة "
عبدالرحمن : " مع السلامة "
ما كان ودي إني مخيب ظنها ، يا ليتني لحقتها لو ليلة وحدة بس .
كيف أعوضها ؟!
ما في إلا أني أصبحها بكره و أعزمهم على الغداء و منها أماشيهم على الخط .
صليت الفجر و مسكت الخط أسابق شروق الشمس ، وصلت مبكر و جلست على الطاولة في مقدمة الشاليه أشرب شاي و أنتظر ، قام عمي كالعادة متعود يقوم بدري تفاجأ طبعاً و سلم .
العم محمد : " مياسم تدري إنك جاي ؟ "
عبدالرحمن : " طبعاً لا "
العم محمد : " بتفرح كثير إذا درت إنك جاي ، خلني أصحيها "
عبدالرحمن : " لا عمي ، خلها تشبع نوم عشان تروق ، أنت ما تجهلك بنتك لو صحت و هي ما شبعت نوم مزاجها يتعكر "
العم محمد : " خلنا نمشي شوي حتى يصحون "
عبدالرحمن : " عمي وش رأيك تمشي لحالك ؟! والله تعبان و شبه مواصل من أمس ، كنت أنتظر أحد يفتح باب الشاليه عشان أدخل أنام "
العم محمد : " نوم العافية ، أجل نم لك شوي و إذا رجعت صحيتكم و أفطرنا مع بعض "
عبدالرحمن : " صار يا عم ، عن إذنك "
العم محمد و هو يصحي مياسم : " قومي يكفي نوم ، عندي لك مفاجأة على الفطور "
مياسم : " صبجك الله بالخير أبوي ، علمني المفاجأة أول و بعدين أصحى "
العم محمد : " ما تبين بكيفك ! أصلاً تقريباً هي مفاجأة لك لحالك و غيرك ما تفرق معه "
مياسم : " أكيد عبدالرحمن جاي صح ؟! الله يخليك أبوي قل صح !! "
العم محمد : " طيب استحي شوي لو قدامي "
مياسم : " يمااااه ، يمه وين عبدالرحمن ؟! "
الخالة : " عبدالرحمن نايم و لا تصحينه ، الولد تعبان و من أمس ما نام و اليوم بيرجع معنا للرياض "
العم محمد و هو معطيهم ظهره : " والله اللي ما كمل الضعيف نومته !! "
مياسم : " لا يروح له أحد ، أنا بابدل ملابسي و أصحيه "
الخالة : " ما أحد مصحيه أنت بس اركدي شوي لا يضرب رأسك في السقف "
مياسم : " قولوا اللي تبون الحين ماني فاضية لكم بس تراني مسجلة كل شي ، و باحاسبكم عليه "
العم محمد يقرأ الجريدة في آخر المجلس و أنا نايم أو كنت نايم لحد ما دخل عمي و سمعته يصحي مياسم و سمعت كل شيء ، دخلت مياسم و تجمدت عند الباب لدقايق و العم محمد يتابع أغلى ما يملك من خلف الجريدة من دون ما تحس ، الشيء اللي ما تعرفونه إن العم محمد رغم سعادته بإن بنته بترتبط إلا إن تعلق مياسم بالإنسان هذا كان منغص هالسعادة ، و في الوقت اللي كانوا الناس يتقدمون لخطبة مياسم كان العم محمد يردد دائماً الأفضل إن البنت تأخذ واحد يحبها و لا تأخذ واحد تحبه ، لكن !!
بهدوء خطت مياسم كم خطوة باتجاهي من دون ما تحس إن نظرات أبوها كانت تتجاوز الجريدة لمتابعة حركاتها و سكناتها ، و من دون ما تحس إني صاحي و مسوي نايم .
صارت مياسم قريبة مني و جلست ، تتأملني و ما نطقت ، اللي نطق العم محمد : " والله لو إنك أول مرة تشوفينه ؟! "
تلخبطت مياسم و عوضها العم محمد بخروجه من المجلس ، استمرت مياسم تتأمل و من دون شعور فتحت عيني فجأة ، تلاقت العيون من غير ميعاد و ابتسامة تلقائية انطبعت علي و ركزت النظرات على مياسم و نزلت منها دمعة بعد ما تعلقت بالرمش لحظة ..
في نفس اللحظة..
عبدالرحمن : " كيفك مياسم ؟! "
ما جاوبت مياسم لكن نزلت رأسها للأرض و كأنها همست إذا ما هو خيال " الله لا يحرمني منك "
مياسم : " عبدالرحمن ليه كلفت على نفسك و جيت ؟! "
عبدالرحمن : " هذا آخر كلام أبي أسمعه منك ، كلها ساعات و نرجع للرياض !! ممكن مياسم تخلينا ننبسط ؟! "
مياسم بابتسامة امتنان : " طيب ، يالله نفطر "
بعد دقايق كان الكل حول الطاولة العم محمد و مياسم في جهة و عبدالرحمن و الخالة في جهة .
العم محمد : " أقدر أعرف وش جايبك في يوم رجعتنا ؟! "
عبدالرحمن : " وش رأيك يا خالتي ؟! كنها طردة ؟! "
مياسم : " إذا بتفهمها كذا بكيفك ! "
عبدالرحمن : " خليني أخلص فطور بعدين أتفاهم معك أنت و أبوك "
مياسم : " تسمع يبه بأي لهجة يكلمني "
العم محمد : " إيه أسمع بس جالس أتابع من بعيد و باتدخل في الوقت المناسب "
عبدالرحمن بصوت خافت : " طيب يا عمي يا السي آي إيه !! في الوقت المناسب "
مياسم : " بابا شوف عبدالرحمن يتطنز !! "
عبدالرحمن : " الله من الشر !! الرجال ما سمع إلا يسمع يعني ؟! سبحان الله العظيم !!
ما عليك منها يا عمي بنتك و أنت عارفها "
الخالة : " والله يا بنيتي ما عرفت لك ! إن غاب عبدالرحمن عن عينك غابت معه ضحكتك ، و إذا حضر شلت عصاك ؟! "
مياسم : " يماااااااااه !! "
عبدالرحمن : " يالله أجل بعد إذنكم أنا ماشي "
العم محمد : " هذا اللي تبين ! تكبرين رأس الولد على البنية "
الخالة : " أنا ما عندي غير الصراحة "
عبدالرحمن : " عاشت العدالة عاشت ، عاشت الخالة عاشت "
مياسم : " ما يبي له شيء أبد ! أنا قايلة فيه عرق طقاقة "
عبدالرحمن : " مو منك والله بس منقهرة "
العم محمد يملأ المكان بضحكاته و يقول : " الله لا يحرمنا منكم ، أنتم عندي بالدنيا كلها "
مياسم بعد ما قربت كرسيها للعم محمد : " لا مو كلنا ! بس أنا لحالي يا بابا "
العم محمد : " يا بنت يا دلوعة أنا والله ما تطمنت عليك إلا لأني عارف إنك مع عبدالرحمن "
مياسم : " هذا اللي ناقص يبه ! وقف في صفه أنت بعد "
عبدالرحمن : " في الأخير ! لا يصح إلا الصحيح !! "
الكل ضحك و كانت وجبة من أحلى الوجبات في العمر .
و كملنا يوم من أسعد أيامي بدون مبالغة ، يمكن كان أسعد يوم في حياتي !
يقولون الشيء بالضد يذكر !! في هاليوم ذكرت أبوي !!
عزمت عمي و خالتي و مياسم على الغداء عشان أعوض مياسم عن عشاء البارح ، كلمتني حنين بعد الظهر و طمنتني عليها ، و كلمت أمي و حصلتها مرتبة البرنامج مع خالتي كالعادة !! ..
عبدالرحمن : " الله يصبر شوارع الرياض ، يمه "
أم عبدالرحمن : " جالسة لحالي و تبيني ما أروح و أجي ؟! "
عبدالرحمن : " صح يمه ! يوم إن حنين معك ما أذكرك متعدية زلفة الباب !! "
أم عبدالرحمن : " خوش والله ! هذا بدال ما تقول روحي يمه اطلعي وسعي صدرك "
عبدالرحمن : " الخوف عليك من الزود يمه ، الله يوسع صدرك بالعافية ، أمزح معك يمه لو أشوفك في البيت لحالك تركت اللي بيدي و جيتك "
مياسم خلتني أشوف هديتها لحنين و لنجلاء و لأمي !!
مع إن سفرتها قصيرة ما نست هداياهم !!
ليه ما يكون أسعد يوم في حياتي و أنا أشوف مياسم نست خوفها بحضوري .
في الطريق ركبت مياسم مع أهلها و كنت خلفهم أمشي و كنت أبي أوصل للرياض عشان أقول لمياسم إني كنت أمشي وراهم في الطريق للشرقية و إني ما كنت نايم لما جت تصحيني !! صاير ما أحب أغبي عنها شيء .
تأخرت عنهم بمسافة عشان ما تنشغل مياسم بوجودي حولهم ، و كانت معاي على اتصال بين وقت و قت و ما قدرت أنسى السعادة في عيونها قبل ما نركب نمسك الخط ، أكثر منها فرحتها لما عمي و حنا راجعين من المطعم للشالية سمح لمياسم تركب معي مع الشغالة بحكم قصر المسافة ، كانت مياسم مبسوطة و كنت أنا مبسوط بشوفتها مبسوطة .