04/04/2002, 01:58 PM
|
زعيــم مميــز | | تاريخ التسجيل: 29/12/2001 المكان: جدة
مشاركات: 2,219
| |
لا حول ولا قوة الا بالله 00 هذا ما يحدث في الزواج بسم الله الرحمن الرحيم
المقدمة
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستهديه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له.
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، بلغ الرسالة وأدى الأمانة ونصح الأمة وجاهد في الله حق جهاده، تركنا على المحجة البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك، فصلى الله عليه وعلى آله وصحبه ومن سار على نهجه واقتفى أثره إلى يوم الدين وسلم تسليماً كثيراً.
لقد شرع الله الزواج وجعله آية دالة على عظمته سبحانه فقال تعالى:
{وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ} (21) سورة الروم
وسنه رسول الله صلى الله عليه وسلم بقوله وفعله، فعن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه: لقد سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
"من استطاع منكم الباءة فليتزوج فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج، ومن لم يستطع منكم فعليه بالصوم فإنه له وجاء" .
ولما للزواج من فرحة وبهجة وسرور فإن النبي صلى الله عليه وسلم شرع إقامة الوليمة ابتهاجاً بهذه المناسبة، فعن بريدة بن الحصيف رضي الله عنه قال:
لما خطب علي رضي الله عنه فاطمة رضي الله عنها قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إنه لا بد للعرس من وليمة" فقال سعد رضي الله عنه: علي كبش وقال فلان: علي كذا وكذا من ذرة . وفي رواية أخرى: "وجمع له رهط من الأنصار أصوعاً ذرة" .
ولما يحدث في هذه الولائم من أمور منكرة مخالفة للشرع أحببت أن أكتب هذه الرسالة للتنبيه عليها مع إيراد أقوال العلماء الأجلاء في بيان حكمها، مستعيناً بالله في ذلك. هو حسبي عليه توكلت وإليه أنيب.
هذا، وما كان فيه نقص وخطأ فمن نفسي ومن الشيطان وما كان فيه من صواب فمن الله وحده.
كاتبها
سعيد بن نافع العميشي السلمي
جدة
منكرات في حفلات الزواج
إن حفلات الزواج التي يجتمع فيها كثير من المدعوين هي أحد المجالس التي يجب أن تعمر بذكر الله سبحانه وتعالى، وأن يجتمع فيها الناس على ما قال الله ورسوله، بدلاً من أن تقضى هذه المجالس في اللهو واللعب وفيما لا يرضي الله سبحانه وتعالى، خاصة أن هذه الليلة هي الليلة الأولى في حياة العريس الجديدة فكان الأجدر أن يعمرها بذكر الله سبحانه وتعالى كي يبارك الله في حياته الزوجية وتكون بدايتها خيراً، فلأن يعمرها بطاعة الله خير من أن يعمرها بمعصية الله وبما لا فائدة فيه من الأمور المخالفة لدين الله.
أخي في الله.. فيما يلي سوف نبين بعض المنكرات التي تعج بها حفلات الزواج عند كثير من الناس، لعل الله أن ينفع بهذه الكلمات فيتجنبها من كان واقعاً فيها لتكون حفلات الزواج على ما يرضي الله ورسوله.
أولاً:
تعاطي شرب الدخان والشيشة في كثير من حفلات الزواج، ومعلوم أن الدخان محرم كما بين ذلك علماؤنا الأفاضل في كثير من الفتاوى في هذا الموضوع، ويأثم صاحب الزواج إن هو أقر شربه، أما من اشترى الدخان والشيشة فإنه أشد والعياذ بالله، لأنه أعان على المنكر وشارك صاحبه بشرائه له، وعلى هذا فعلى الشاب أن يحرص كل الحرص على أن لا يسمح بهذا الأمر المحرم في زواجه.
ثانياً:
تخفف بعض الناس عن الصلاة جماعة في حفلات الزواج، فترى الناس يصفون والبعض جالس كأن الصلاة لم تفرض عليه، إنها الغفلة من هؤلاء.
لذا يجب على صاحب الزواج الحرص على تنبيه مثل هؤلاء وحثهم على الصلاة مع الجماعة دون تخلف.
ثالثاً: الملعبة:
ما يحدث في كثير من حفلات الزواج وخاصة زواجات أهل البادية ممن سكن المدن أو ما زالوا في قراهم من شعر ورقص وهو المعروف عندهم "بالملعبة"، حيث يتقابل شاعران ويقف صفان من الرجال يرددون ما يقول الشاعران مع التصفيق بالكف وضرب الأرجل في الأرض في رقصات منظمة، وأود بيان بطلان هذا العمل من أمرين:
1- الشعر الذي يقال في هذه الملاعب..
لقد ذم الله صنفاً من الشعراء وسمى إحدى سور القرآن الكريم "بسورة الشعراء" حيث جاء ذكرهم فيها، وقد مدح الله الصنف الآخر وهم الذين يبتغون من شعرهم وجه الله تعالى دفاعاً عن الإسلام وحثاً على مكارم الأخلاق.
ولو نظرنا إلى الشعر الذي يقال في هذه الملاعب في حفلات الزواج والذي تضيع من أجله الأوقات، فإنه يندرج تحت الصنف الأول المذموم الذي ذمه الله سبحانه وتعالى في قوله تعالى:
{هَلْ أُنَبِّئُكُمْ عَلَى مَن تَنَزَّلُ الشَّيَاطِينُ * تَنَزَّلُ عَلَى كُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ * {يُلْقُونَ السَّمْعَ وَأَكْثَرُهُمْ كَاذِبُونَ * وَالشُّعَرَاء يَتَّبِعُهُمُ الْغَاوُونَ * أَلَمْ تَرَ أَنَّهُمْ فِي كُلِّ وَادٍ يَهِيمُونَ * وَأَنَّهُمْ يَقُولُونَ مَا لَا يَفْعَلُونَ} (226) سورة الشعراء.
أورد ابن كثير في تفسيره عند قوله تعالى: {وَالشُّعَرَاء يَتَّبِعُهُمُ الْغَاوُونَ}.
قول عكرمة:
كان الشاعران يتناجيان فينتصر لهذا فئام من الناس وهذا فئام من الناس، فأنزل الله تعالى: {وَالشُّعَرَاء يَتَّبِعُهُمُ الْغَاوُونَ} .
وقال الإمام أحمد فيما يرويه عن أبي سعيد قال: بينما نحن نسير مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بالعرج إذ عرض شاعر ينشد فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((خذوا الشيطان أو أمسكوا الشيطان؛ لأن يمتلئ جوف أحدكم قيحاً خير له من أن يمتلئ شعراً)).
وقوله تعالى: {أَلَمْ تَرَ أَنَّهُمْ فِي كُلِّ وَادٍ يَهِيمُونَ} قال علي بن أبي طلحة عن ابن عباس: فبكل لغو يخوضون، وقال الضحاك عن ابن عباس: في كل فن من الكلام، وكذا قال مجاهد وغيره، وقال الحسن البصري: قد والله رأينا أوديتهم التي يخوضون فيها مرة في شتيمة فلان ومرة في مديحة فلان، وقال قتادة: الشاعر يمدح قوماً بباطل ويذم قوماً بباطل.
وفي قوله تعالى: {وَأَنَّهُمْ يَقُولُونَ مَا لَا يَفْعَلُونَ}، قال علي بن أبي طلحة عن ابن عباس: أكثر قولهم يكذبون فيه. وهذا الذي قاله ابن عباس رضي الله عنه هو الواقع في نفس الأمر، فإن الشعراء يتبجحون بأقوال وأفعال لم تصدر منهم ولا عنهم فيتكثرون بما ليس لهم. انتهى.
إذا كان هذا قول السلف عليهم رحمة الله في شعراء زمانهم، فكيف بشعراء اليوم؟! إنه ينطبق عليهم تماماً.. فلتحذر أخي الشاعر هذا النوع من الشعر الذي ذمه الله وذمه رسوله صلى الله عليه وسلم .
وسوف أفصل ما يتضمنه شعر هؤلاء الشعراء ليكون القارئ الكريم على بينة من ذلك.
أ- يتضمن شعرهم السب والشتم، بل يتعدى ذلك الأمر الشاعر نفسه إلى القبيلة كلها أو بعض الأشخاص الآخرين، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم:
" سباب المسلم فسوق وقتاله كفر "
ب- قد يظلم أحد الشاعرين الآخر بما ليس فيه، كل ذلك من قبل التنقص من قدره أمام الناس وازدرائه واحتقاره.
ج- قد يحدث أن وقع للشاعر المقابل أو أحد أفراد قبيلته أمر من الأمور ولم يظهر ذلك للناس بل ستر الله عليه، وعلم به ذلك الشاعر فيشهر ذلك الأمر على رؤوس الأشهاد ويفضحه أمام الناس، وقد يهول الأمر أكثر مما حدث من أجل أن يبقى هذا وصمة عار له.
د- إبقاء الأحقاد بإثارة ما قد نسي من خلافات بين الناس أو القبائل، فيعيد الشعراء ذكرها من جديد وكأنهم يريدون أن يذكروا الأجيال الحالية فتبقى الأحقاد بين الناس.
هـ- قد يتبجح الشعراء بأقوال لم يقولوها أو بأفعال لم يفعلوها، فينسبون لأنفسهم ما ليس لها كسباً للشهرة بين الناس، فهم بهذا يقعون في الكذب والعياذ بالله فيصدق فيهم قول الله تعالى: {وَأَنَّهُمْ يَقُولُونَ مَا لَا يَفْعَلُونَ} (226) سورة الشعراء
و- الوقوع في الغيبة والنميمة اللتين حرمهما الله بقوله تعالى:{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَّحِيمٌ} (12) سورة الحجرات .
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"أتدرون ما الغيبة؟ ذكرك أخاك بما يكره "، قالوا: يا رسول الله، أرأيت إن كان في أخي ما أقول؟ قال: "إن كان فيه ما تقول فقد اكتبته، وإن لم يكن فيه ما تقول فقد بهته ". أو كما قال صلى الله عليه وسلم.
ويقول صلى الله عليه وسلم في النميمة: "لا يدخل الجنة نمام "، وفي رواية أخرى: " قتات ".
ز- التنابز بالألقاب والاستهزاء والسخرية، كل هذا يرد في الأشعار التي تقال في حفلات الزواج، وفي هذا يقول الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَومٌ مِّن قَوْمٍ عَسَى أَن يَكُونُوا خَيْرًا مِّنْهُمْ..}الآية (11) سورة الحجرات .
ح- التفاخر بالأحساب والأنساب، وهذا من أعمال الجاهلية، فقد يفتخر أحد الشعراء على الآخر بنسبه وحسبه. يقول صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي يرويه أبو مالك الأشعري رضي الله عنه قال: "أربع بقين في أمتي من أمر الجاهلية ليسوا بتاركيها: الفخر بالأحساب، والطعن في الأنساب، والاستسقاء بالنجوم، والنياحة على الميت ".
وقال صلى الله عليه وسلم- أيضاً-: "والنائحة إذا لم تتب قبل الموت جاءت يوم القيامة عليها سربال من قطران ودرع من لهب النار" .
وعن جنادة بن مالك رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:
"ثلاث من فعل الجاهلية لا يدعهن أهل الإسلام: استسقاء بالكواكب، وطعن في النسب، والنياحة على الميت " .
أخي الشاعر الكريم، لعل ما استعرضناه وأوردنا عليه الأدلة كافي في أن تترك الشعر بعد أن اتضح لك ما فيه من محاذير، فعليك الإقلاع عنه والاستغفار مما تكون قد وقعت فيه مما بيناه. ولعلي أبين لك هنا معنى الحديث الذي أورده ابن كثير في تفسيره وهو قوله صلى الله عليه وسلم:"لأن يمتلئ بطن أحدكم قيحاً حتى يريه خير له من أن يمتلئ شعراً" .
قال أبو عبيدة: "يريه " يأكل بطنه، والوري قيح يكون في الجوف، أو هو قرح شديد يقاء منه القيح والصديد.
أخي الشاعر الكريم.. ماذا بعد هذه الآيات والأحاديث؟! إن فيها لزاجراً عن هذا الشعر، ثم إنك أخي الكريم محاسب على كل كلمة تقولها، وقد يكون فيما تقول أمور تغضب الله عليك، يقول تعالى: {مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ} (18) سورة ق .
وعن بلال بن الحارث المزني رضي الله عنه: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "إن الرجل ليتكلم بالكلمة من رضوان الله تعالى، ما يظن أن تبلغ ما بلغت يكتب الله عز وجل له بها رضوانه إلى يوم يلقاه، وإن الرجل ليتكلم بالكلمة من سخط الله تعالى ما يظن أن تبلغ ما بلغت يكتب الله تعالى عليه سخطه إلى يوم يلقاه" .
وفي حديث آخر: "يهوي بها في النار سبعين خريفا". وجاء في حديث معاذ بن جبل قوله صلى الله عليه وسلم: "وهل يكب الناس على وجوههم- أو قال: على مناخرهم- إلا حصائد ألسنتهم؟ ".
بعد هذا عليك أخي الشاعر أن تقف مع نفسك وقفة محاسبة، وفقني الله وإياك إلى رضاه إنه جواد كريم.
2- الرقص والتصفيق..
وصفتها كما تقدم: أن يتقابل صفان كل منهما مكون من عدد من الرجال، وبجوار كل صف شاعر، ثم إذا قال الشاعر بيتا أو أكثر ردد الصف الأول ما يقول، ثم الصف الثاني على طريقة معينة متبعة عندهم يعقبون ذلك بالتصفيق والرقص بالأرجل على الأرض مع تلحين الأبيات، وكيفية الرقص هو: أن يرتفعوا جميعا إلى أعلى ثم ينزلون على الأرض بشكل منظم مع ضرب الكف وهو التصفيق، وهذا الشعر الملحن مع الحركات المذكورة فيه إثارة للسامعين، لأنه بنغمات معينة يعرفها أهل البادية خاصة، وبعض ألحانه تطرب السامع بحيث يدخل إلى الملعبة دون شعور منه، وفي بعض القرى يدخلون عليه آلة الطار أو الزير- كما يسميه أصحابه- فيضربون عليه مع التصفيق والرقص.
وقد جاء في هذا كلام لشيخ الإسلام ابن تيمية- يرحمه الله- حيث يقول : "وأما سماع المكاء والتصدية- وهو التصفيق بالأيدي، والمكاء مثل الصفير ونحوه- فهذا سماع المشركين الذي ذكره الله في قوله تعالى:
{وَمَا كَانَ صَلاَتُهُمْ عِندَ الْبَيْتِ إِلاَّ مُكَاء وَتَصْدِيَةً} (35) سورة الأنفال .
فأخبر عن المشركين أنهم يتخذون التصفيق باليد والتصويت بالفم قربة وديناً، ولم يكن النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه يجتمعون على مثل هذا السماع ولا حضروه قط ".
إلى أن قال رحمه الله:"وبالجملة قد عرف بالاضطرار من دين الإسلام أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يشرع لصالحي أمته وعبادهم وزهادهم أن يجتمعوا على استماع الأبيات الملحنة، مع ضرب بالكف أو ضرب بالقضيب أو الدف، كما لم يبح لأحد أن يخرج عن متابعته واتباع ما جاء به من الكتاب والحكمة، لا في باطن الأمر ولا في ظاهره، ولا لعامي ولا لخاصي، ولكن رخص النبي صلى الله عليه وسلم في أنواع من اللهو في العرس ونحوه، كما رخص للنساء أن يضربن بالدف في الأعراس والأفراح.
أما الرجال على عهده فلم يكن أحد منهم يضرب بدف ولا يصفق بكف، بل ثبت عنه في الصحيح أنه قال: "التصفيق للنساء والتسبيح للرجال ".
ولعن المتشبهات من النساء بالرجال والمتشبهين من الرجال بالنساء.
ولما كان الغناء والضرب بالدف والكف من عمل النساء، كان السلف يسمون من يفعل ذلك من الرجال مخنثاً، ويسمون الرجال المغنين مخانيثاً.
وقد أفتى فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين- حفظه الله- عندما سئل حول هذا الموضوع، وفيما يلي نص السؤال وإجابة فضيلته:
بسم الله الرحمن الرحيم
فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين، حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته... وبعد:
س: ما تقول- حفظك الله- فيما يحصل في الزواجات مما يسمى بالملعبة وهي عبارة
عن صفين متقابلين وبينهما شاعران يتبادلان الشعر، وغالباً ما يتضمن هذا الشعر الهجاء وذكر معايب بعضهم، ويقترن ذلك بالتصفيق والرقص؟.
أفيدونا مأجورين بفتوى خطية إن أمكن.
فأجاب فضيلته:
بسم الله الرحمن الرحيم
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
ج: الرقص لا يحق للرجال لأنه من شيم النساء وعادتهن، ولا يحل للرجل أن يتشبه بالمرأة، على أن الرقص للنساء، وأيضاً ربما يحدث فتنة فتركه في حقهن أولى.
والشعر المتضمن للهجاء من عادات الجاهلية، ولا يحل للمسلم أن يفعل ما يحدث العداوة والبغضاء بين المسلمين.
كتبه/ محمد الصالح العثيمين
في 15/7/ 1412هـ
ثم سئل فضيلته عن حكم الجلوس في الزواج إذا رأى أحد الحضور منكراً، وفيما يلي نص السؤال والإجابة:
س: هل يجب الخروج من الزواج إذا أقيمت هذه الملعبة وذلك بعد نصحهم وتوضيح الأمر لهم، وقد يكون الزواج لأحد الأقارب، وحيث إذا خرج من ينكر ذلك يعتبرونه قاطع رحم. هذا وأفيدونا بفتوى خطية حيث إنهم يطالبون بذلك حفظكم الله.
أجاب فضيلته بقوله:
بسم الله الرحمن الرحيم
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
ج: إذا رأيتم منكراً حين حضوركم فانصحوهم، فإن استقاموا وتركوا المنكر، وإلا وجب عليكم مغادرة المكان، ولا يهمكم من يغضب لذلك؛ لأن طاعة الله ورسوله أحق، وبإمكان أي واحد منكم أن يرضي هؤلاء الذين غضبوا.
قاله كاتبه/ محمد الصالح العثيمين
25/9/1413هـ
كما أن الشيخ- حفظه الله- قد أجاب
عن سؤال في نفس الموضوع في محاضرة له في جدة، وفيما يلي نص السؤال والإجابة:
نرجو من سماحتكم الإجابة على سؤالنا هذا:
س: توجد عند كثير من القبائل التي تسكن الحجاز عادة في الزواجات، وهذه العادات تتمثل في إقامة ما يسمى بالملعبة وتتكون هذه الملعبة من صفين متقابلين ومن شاعرين، ويقوم كل شاعر بالرد على الآخر بالشعر، ويردد الصفان ما يقول الشاعران، ويقترن ذلك بالتصفيق والقفز والرقص، ويكثر فيه الشاعران من الهجاء والمديح وغيرهما، وقد اختلف الناس حول هذه العادة بين مؤيد ومعارض، والأكثرون يطالبون بفتوى شرعية خطية أو صوتية إن أمكن تكون مقرونة بالسؤال، لا بقصد الإحراج ولكن بقصد إقناع الناس بما هو أصلح فهل هذه العادة حرام؟
الجواب:
أولاً: إنه ليس من حقنا أن نقول عن شيء إنه حرام أو حلال إلا بعد أن ينظر هل فيه نص، فيه إجماع؟ هل هناك قواعد شرعية ينطوي تحتها أو لا؟ بناء على ذلك نقول:
لدينا شيئان: الشيء الأول: عبادات، والشيء الثاني: ما سواها، أي ما كان ليس عبادات.
أما العبادات فالأصل فيها المنع والتحريم حتى يقوم دليل على مشروعيتها، أما غير العبادات من العادات والمعاملات وغيرها فالأصل فيها الحل حتى يقوم دليل على التحريم.
فلننظر إلى هذه العادة التي سمعتم، هذه العادة تشتمل على محاذير.
المحذور الأول: الهجاء لإخوانه المسلمين. والهجاء عيب ووصمة في المهجو يبقى إلى ما شاء الله، يعني لا ينتهي عند انتهاء المجلس، بل سينقل الناس هذا الهجاء ويعيرون به المهجو، وهذا عدوان على الغير وظلم له وإيذاء له.
المحذور الثاني: إنه يشتمل على فخر بالحسب وفخر بالنسب، وهذا من عادات الجاهلية.
المحذور الثالث: إنه يشتمل حسب السؤال على الرقص. الرقص من العادات الذميمة وقد نص كثير من العلماء على كراهته، ونص آخرون على تحريمه، والأقرب عندي أنه حرام للرجال لأنه لو لم يكن فيه إلا التشبه بالنساء لكان كافياً. فالذي أرى منع هذا وأن يتعاون الناس بعضهم مع بعض على منعه، والتصفيق نوع من اللهو لا ينبغي. |