في تجاهل للغضب الشعبي العربي والإسلامي في الإساءة للرسول الكريم
الاتحاد الاوروبي يتضامن مع الدنمارك ويلوح برفع شكوى«المقاطعة »لمنظمة التجارة
ذكرت تقارير اخبارية البارحة ان المفوضية الاوروبية حذرت من انها قد ترفع شكوى الى منظمة التجارة العالمية ضد الحكومات التي تشجع على مقاطعة المنتجات الدنماركية ردا على نشر صحيفة دنماركية في سبتمبر الماضي رسوما كاريكاتورية مسيئة للرسول الكريم.
وقالت ان المفوض للتجارة بيتر ماندسون حذر خلال حضوره منتدى دافوس من ان مقاطعة الدنمارك ستكون مقاطعة للاتحاد الاوروبي وان المسألة «خطيرة للغاية»..
وتواجه الدنمارك حملة اسلامية شعبية كبرى ضد منتجاتها بسبب عدم تقديم اعتذار رسمي من قبل الصحيفة التي نشرت الاساءة، حيث يقاطع المستهلكون في عدد من الدول الاسلامية المنتجات الدنماركية، مما اثر على مبيعاتها..
وقالت وزيرة الخارجية النمساوية اورسولا بلاسنيك للصحافيين خلال اجتماع وزراء الخارجية الاوروبيين «لقد جددنا ايماننا وتمسكنا بحرية الصحافة وحرية التعبير».
وتابعت بلاسنيك التي تتولى بلادها حاليا رئاسة الاتحاد الاوروبي ان الوزراء عبروا عن «تضامنهم» مع الدنمارك والنرويج ..
من جهته قال الممثل الاعلى للسياسة الخارجية في الاتحاد الاوروبي خافييرسولانا ان «الدول اعضاء الاتحاد الاوروبي تكن احتراما كاملا للديانات ولا نريد المساس بمشاعر اي كان».
واضاف «لقد نددنا باي تعبير او عمل يسعى لتصوير اي ديانة بشكل سيء والرسالة التي نحاول بثها لقادة العالم العربي والاسلامي هي ان المساس بمشاعر الناس حول امور دينية بعيد كل البعد عن نوايانا».
من ناحيته، اعرب الرئيس الامريكى السابق بيل كلينتون عن استيائه من الاساءة الى الاسلام فى الرسم الكاريكاتورى الذى نشرته احدى الصحف الدانماركية.
وقال ان نشر هذا الرسم يتناقض مع المحاولات الراهنة لتوحيد العالم باختلاف دياناته ومعتقداته.
وقال كلينتون فى تصرح له على هامش مؤتمر «اثراء المستقبل الاقتصادى فى الشرق الاوسط» الذى تستضيفه قطر حاليا «ان من شأن ذلك ان يخلق التفرقة بين الناس بدلا من توحيدهم»..
ودعا الى التوقف عن مثل هذه الاساءات..
============================
رئيس الوزراء الدنماركي يواصل الإصرار على عدم التدخل ورئيس تحرير الصحيفة يقدم «اعتذاراً» السفير الدنماركي لدى سوريا أولي ميكيلسون خلال مؤتمر صحفي عقده في القنصلية الدنماركية بالعاصمة الأردنية عمان تحدث خلاله عن وجهة نظر بلاده تجاه المقاطعة
تصاعدت ردود الفعل العربية والإسلامية على الصعيدين الرسمى والشعبى استنكارا للاساءة المشينة التى وجهتها صحف اسكندنافية لسيد الانبياء محمد بن عبدالله صلى الله عليه وسلم.
استنكر وزير الخارجية اللبناني فوزي صلوخ امس الاثنين نشر رسوم كاريكاتورية تسيء للنبي محمد في صحيفتين في الدنمارك والنرويج.
وقال صلوخ في تصريحات صحافية «ان هكذا ممارسات لا يمكن السكوت عنها تحت اي اعتبار، لا سيما في الظروف الدولية الراهنة التي تتطلب جهودا من كافة الاطراف والمجتمعات لمعالجة التوترات الموجودة داخل هذه المجتمعات وفي ما بينها».
واشار الى انه كان اثار هذا الموضوع مع وزير خارجية الدنمارك بير ستيغ مولر خلال اجتماعه به على هامش منتدى المستقبل الذي عقد في البحرين في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي، وكان رد الوزير الدنماركي ان «الموضوع في عهدة المحاكم وان الحكومة لا تود التدخل في حرية الصحافة». واضاف صلوخ ان «الوجود الإسلامي بات جزءا لا يتجزأ من المجتمعات الغربية نفسها مما يتطلب اعتماد منظومة من القيم والضوابط تراعي مشاعر هذه الفئة وحقوقها».
واعتبر «انه حتى لو طبقوا على هذا الموضوع معيار مكافحة اللاسامية فان المسلمين باكثريتهم هم من الساميين وبالتالي فان هذا المفهوم يشملهم ويوجب حماية مقدساتهم».
واضاف ان «لبنان القائم على احترام الديانات السماوية كافة ورموزها وشعائرها والملتزم ايضا حرية الفكر، يرى ان هذه الحرية تقف عند حدود الاساءة الى مقدسات الاخرين».
وتابع صلوخ «وبالتالي فاننا ضد التعرض لاي نبي من الانبياء ولاي رمز ديني من رموز الديانات السماوية ونرى ان هذا العالم لا تنقصه توترات تؤجج الفرقة والانقسام اللذين ينافيان وحدة الرسالة الانسانية». كما أدان مجلس الشعب المصري في جلسته التي عقدت الليلة الماضية الاساءة الى الرسول محمد عليه الصلاة والسلام في صحف دانماركية ونرويجية وطالب الحكومتين الدانماركية والنرويجية بتقديم اعتذار رسمي واستدعاء السفيرين المصريين منهما وتسليم السفيرين الدانماركي والنرويجي مذكرة احتجاج رسمية. واكد احد اعضاء مجلس الشعب المصري انه سيقوم برفع دعوى قضائية ضد الجهات الصحفية التي نشرت الصور الساخرة والمسيئة.. فيما قال وزير الشئون القانونية والمجالس النيابية مفيد شهاب ان حكومة بلاده تدين ماحدث وقد اتخذت اجراءات عملية لترجمة هذه الادانة اذ قامت وزارة الخارجية باستدعاء سفير الدنمارك في القاهرة وقدمت له احتجاجا رسميا كما قامت السفارة المصرية في الدنمارك بحملة اعلامية لمواجهة الهجوم على الرسول صلى الله عليه وسلم. الى ذلك وافق مجلس الشعب المصري على الاقتراح الذي عرضه رئيسه فتحي سرور باضافة فقرة اضافية الى البيان تقضي بأن الدفاع عن حقوق الانسان والديموقراطية التي يتشدق بها العالم الغربي لا تتمشى مع ما يقوم به الغرب من ازدراء للاديان ولا يمكن أن يندرج هذا السلوك تحت حرية التعبير.
دعوة مصرية للمقاطعة
ودعا المرشد العام للاخوان المسلمين في مصر امس المسلمين في العالم الى مقاطعة المنتجات النرويجية والدنماركية.
وقال محمد مهدي عاكف في بيان «اتوجه الى الامة الإسلامية والعربية شعوبا وحكومات بمقاطعة منتجات دولتي الدنمارك والنرويج واتخاذ المواقف الحازمة جراء ما قامتا به من الاستهزاء برمز الامة الإسلامية والعربية».
واضاف المرشد العام للاخوان المسلمين (ابرز حركة معارضة مصرية) ان «المساس بشخص الرسول صلى الله عليه وسلم بحجة حرية الراي والتعبير يخالف كل العقائد السماوية».
حماس تستنكر
في الاطار ذاته استنكرت حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينيه (حماس) الاساءة للنبي محمد صلى الله عليه وسلم فى الصحف الدنماركية.. واصفة اياها بالممارسات العنصرية.
وقالت (حركة حماس) فى بيان لها امس «ان الصحيفة الدنماركية أصابت الحركة بالصدمة عندما أساءت من خلال رسومات كاريكاتورية الى شخص الرسول الكريم صلى الله وعليه وسلم كما أثار هذا التصرف كل المسلمين فى أنحاء العالم.»
وقالت الحركة فى بيانها «فى الوقت الذى تضج فيه دول الغرب ازاء أى تصريح يمكن أن يمس اليهود فان هذه الدول التى تكيل بمكيالين صمتت على اهانة المسلمين وساهمت بذلك الصمت فى اذكاء روح العنصرية.» واستنكرت الحركة هذا التصرف الذى قالت انه يعكس استهتارا بمشاعر الاخرين لدى دعاة الديموقراطية فى العالم.. داعية الدول العربية والإسلامية الى اتخاذ الخطوات الرادعة لهذا التصرف الدنماركى.. واصفة اياه بالارعن. ودعت الحركة الشعوب الإسلامية الى مقاطعة المنتوجات الدانماركية لاسيما أن الشعب الدنماركى أبدى تأييده لهذه العنصرية تحت شعار حرية التعبير.. معتبرة ان الممارسات الاوروبية هى انذار خطير لكل من وصفتهم بالمتهالكين على الخيار الاوروبى.
وتجمع مسلحون من حركة فتح امس الاثنين امام مقر الاتحاد الاوروبي، مطالبين حكومتي النرويج والدنمارك بالاعتذار ومنع دخول رعايا الدولتين الى غزة.
وقام حوالي عشرة مسلحين من كتائب الياسر التابعة لحركة فتح بالاحتجاج امام مقر الاتحاد الاوروبي في مدينة غزة على الاساءة للنبي محمد.
واكدت كتائب الياسر في بيان ضرورة «تعليق دخول الرعايا الدنماركيين والنروجيين الى قطاع غزة حتى اعتذار الحكومتين والاعتذار رسميا للمسلمين في كافة انحاء العالم». وحذر البيان «رعايا الحكومات المذكورة من الاستهانة بهذا التحذير»، مؤكدا ان «مجموعاتنا جاهزة للتنفيذ في كافة قطاع غزة». الى ذلك أعربت هيئة الاغاثة الإسلامية العالمية عن احتجاجها بشدة على الرسوم الكاريكاتورية المسيئة للرسول الكريم.
وحثت المؤسسات والهيئات والافراد ومواقع الانترنت ووسائل الاعلام المختلفة على نشر حقيقة الدين الإسلامي ونبيه المصطفى محمد صلى الله عليه وسلم الرحمة المهداة ورسول رب العالمين وخاتم الانبياء والمرسلين والاستشهاد بما كتبه المنصفون عن الإسلام ورسوله وخاصة كتاب الغرب وادبائه مثل توماس كارليل الذي الف كتابا عن اعظم مائة شخصية في التاريخ وعلى رأسهم رسولنا الكريم. وأكدت الهيئة في بيان اصدرته ووزعته على مكاتبها في الداخل والخارج والمؤسسات والهيئات والافراد في كافة وسائل النشر ضرورة نشر كل الحقائق عن الإسلام والمسلمين في وسائل الاعلام النرويجية والدنماركية بخاصة والاعلام الغربي بعامته. كما اصدرت منظمة المؤتمر الإسلامي امس بيانا هنأت فيه المسلمين في انحاء العالم بمناسبة حلول العام الهجري الجديد ومرور ذكرى 1427 سنة على هجرة النبي محمد صلى الله عليه وسلم الى المدينة واقامة الدولة الإسلامية المجيدة. واستنكرت المنظمة في الوقت ذاته الحملة الظالمة غير المتحضرة التي يحاول من خلالها البعض من ورائها المساس بشخصية الرسول الكريم الاعظم وجلال رسالته وعظيم اسهامه في خلاص البشرية من دياجر الكفر والظلم والالحاد. وأدانت الهيئة الإسلامية العالمية للاعلام التابعة لرابطة العالم الإسلامي بشدة العمل المشين الذى أقدمت عليه صحيفة جيلا ندز بوسطن الدنماركية بنشرها صورا كاريكاتيرية ساخرة أساءت للرسول محمد صلى الله عليه وسلم. وقالت الهيئة في بيان لها امس لقد فاجأتنا صحيفة (جيلاندز بوسطن) الدنماركية في عددها الصادر بتاريخ 30/9/2005م بما لم نحتسبه حيث اجترأت هذه الصحيفة على شخصية نبينا محمد صلى الله عليه وسلم فصورته في ابشع الصور الكاريكاتيرية الساخرة. وأضافت أنه على الرغم من الجهود الكبيرة التي بذلتها حكومة خادم الحرمين الشريفين - حفظه الله - والدول الإسلامية الاخرى على جميع الاصعدة السياسية والمؤسساتية والفردية مع هذه الصحيفة لتقدم اعتذارا للمسلمين عن هذه التصرفات الا أنها رفضت ذلك بحجة حرية الصحافة والرأي الآخر.
وتساءلت الهيئة عن دوافع هذه الهجمة الشرسة على شخص الرسول صلى الله عليه وسلم ودواعي جرح مشاعر الامة المسلمة في مشارق الارض ومغاربها التي يتجاوز عددها المليار ونصف المليار وما الذى ستجنيه هذه الصحيفة والحكومة الدنماركية والعالم بأسره من مثل هذا العمل المشين الخارج عن ابسط حقوق الانسان العادى فكيف بحقوق الانبياء عليهم صلوات الله وسلامه.
وقالت ليعلم أصحاب هذه الاقلام أن التعدي الذى حدث على حرمة رسول الله صلى الله عليه وسلم قد يرسخ صورا سلبية للرسول في أذهان الكثيرين صغارا وكبارا في كل بلدان العالم الامر الذي سيحدث مزيدا من الشقة والفرقة بين أهل الثقافات المختلفة ويجعل عملية التعايش الاخلاقي السلمي بين المسلمين وغير المسلمين أمرا صعبا يهدد كل الجهود المبذولة للتقريب بين وجهات النظر والثقافات المختلفة وخلق أجواء هادئة وهادفة للحوار من اجل التعايش السلمي على هذا الكوكب الارضي.
من جانب آخر اثنت الهيئات النقابية والثقافية والسياسية في الاردن على قرار المؤسسات التجارية في المملكة العربية السعودية القاضي بمقاطعة المنتوجات الدنماركية.
واكدت هذه الهيئات في بيان صحفي ان مثل هذا القرار ينبغى تطبيقه في جميع الدول العربية والإسلامية لاجبار حكومة الدنمرك وغيرها من الدول الغربية على وضع حد لحملاتها الاعلامية المعادية للإسلام والمسلمين. وطالب البيان الحكومات العربية والإسلامية باتخاذ اجراءات عملية وفاعلة لمقاطعة حكومة الدنمارك وغيرها اقتصاديا وتجاريا وسياسيا لاجبارها على التراجع عن تنفيذ الحملات الاعلامية المعادية للإسلام والمسلمين. وناشد البيان الشعوب العربية والإسلامية مقاطعة المنتوجات الدنماركية وغيرها من الدول التي تقدم على الاساءة للإسلام والمسلمين.
من جانبه قال الحزب الإسلامي العراقي انه على الرغم من استياء العالم الإسلامي بأسره واحتجاجه حول الاساءة الى شخص النبي الكريم محمد عليه الصلاة والسلام من قبل الئعلام الدانماركى والنرويجى الا أن الحكومتين لم تعتذرا عن هذه الاساءة البالغة.
وطالب الحزب (في بيان أصدره امس) من منطلق التواصل مع الشعوب الاسلامية والعربية في هذا الاحتجاج فان الحزب الإسلامي العراقى باعتبار سفراء الدولتين أشخاصا غير مرغوب فيهم في كافة الدول العربية والإسلامية ورفض استقبال أولئك السفراء من قبل الأحزاب السياسية العراقية ومقاطعة بضائع تلك الدولتين من قبل كافة الشعوب العربية والإسلامية.
كما طالب العمال في العالمين العربي والإسلامي بمقاطعة السفن والطائرات والشاحنات العائدة لكلا الدولتين وضرورة منع وسائل النقل من المرور في الاجواء والاراضي والاستمرار بالتصعيد العربي والإسلامى وعلى كافة الأصعدة الجماهيرية والمنظماتية والحكومية حتى تعتذر تلك الدول للعرب والمسلمين ويصار الى مواثيق دولية تتعهد بعدم الاساءة الى الإسلام ورموزه والى المقدسات الإسلامية.
================================
عطر وحبر
بأبي أنت وأمي يا رسول الله
سحر الرملاوي
أنا مع المسلمين جميعاً في غضبتهم وغيرتهم ووقفتهم القوية ضد من حاول تشويه صورة رسولنا الكريم صلوات الله وسلامه عليه، أسعدتني الهبة القوية والتجاوب الإيجابي الكبير الذي استطاع في أيام معدودة أن يبعث برسالة قوية عالية الصوت ثابتة النبرة إلى العالم بأن الأمل ما زال باقياً في أمة محمد وأن النخوة لم تمت وأن السكوت عن بعض التجاوز لا يعني أن الساكت قد مات، وبحسبه تصرف واحد يمس معتقده بشكل مباشر حتى يهب مدافعاً صلباً واثقاً والأهم ناجحاً..
ولكن على الصعيد الآخر هناك أسئلة كثيرة وراء نشر تلك الجريدة أو ذلك الموقع إساءة مباشرة إلى رسولنا الكريم صلوات الله وسلامه عليه، ففي أسبوع واحد رصدت إساءة من موقع على النت وإساءة من مذيع في بريطانيا وإساءة من مجلس في أوهايو إضافة إلى إساءة الصحيفة الدنماركية فما السبب في تصعيد الهجمة على الإسلام بهذه الطريقة الفجة المباشرة التي تفتقر إلى الحيلة وتتجاهل اللف والدوران وتدخل في صلب الإهانة بدون مداراة أو محاولة تزيين كما عهدناهم دوماً يدسون السم في الدسم، هل لمسوا منا (كعالم إسلامي) قوة أخافتهم فسارعوا لتجريح رموزنا المقدسة وفتحوا الباب لسفهائهم للنيل منا؟ أم انهم رأوا أن العالم الإسلامي قد اثخنته السيوف حتى بات قريباً من الموت (معاذ الله) فقالوا نمرح ونلهو بالبقية الباقية منه؟
وإذا كانت بعض الدول في مواجهة مباشرة مع بعض الجبهات الساخنة في العالم الإسلامي مما يجعل من تطاولهم مبرراً انطلاقاً من كونهم في صراع تستخدم فيه كافة الأدوات، فما بال بعض الأمم التي لا ناقة لها ولا جمل ولا صراع لها معنا ولا تربطنا بهم سوى العلاقات الاقتصادية التي يستفيدون منها استفادة عظيمة، ما بالهم دخلوا الحلبة وحدوا سنانهم وأسنانهم وبادرونا بالإساءة؟ ومن جهة ثالثة ماذا فعل العالم الإسلامي لينقل صورة دينه الحقيقية الناصعة إلى العالم الخارجي، لقد نشرت الصحيفة الدنماركية ما عبر به بعض الناس هناك عن آرائهم في ديننا ورسولنا صلى الله عليه وسلم، فمن أين استقوا هذه الصورة البشعة ولماذا لم ينجح عصر الانترنت والقنوات المفتوحة والمجالس الإسلامية العليا والسفراء المسلمين وكل مسؤول في عنقه دينه لماذا لم ينجح كل هؤلاء في تقديم الصورة الحقيقية لديننا لهؤلاء المخدوعين؟
وهل تنبهنا مثل هذه السقطات إلى الفجوة الواسعة في علاقتنا بالآخر، إلى الغبن والصمت والسلبية الكبيرة التي نتعامل بها مع ديننا ونحن نشهد في المقابل النشاطات التنصيرية ونشاطات التشويه المتعددة والمنظمة ضد ديننا.
وعوداً على بدء لقد اسعدتني الغضبة وثمارها القوية التي دفعت رئيس تحرير الجريدة الدنماركية إلى الاعتذار مراراً طوال الشهور الأربعة الماضية، لكني أعتقد أن الاوان لم يفت على عمل حملة توعوية كبيرة حول الدين الإسلامي في كل بقاع الأرض يحمل مسؤوليتها سفراؤنا وعلماؤنا ومبتعثون متنورون ويستخدم في ذلك كل أدوات العصر الجماهيرية من إعلام ومنابر ومطبوعات وانترنت وقنوات وغير ذلك حتى لا يتكرر ما حدث مرة أخرى.
=================================
حول العالم
الرسومات الدنمركية.. إفراز جديد لمرض قديم
لا أستطيع سوى أن أبدي إعجابي بالموقف المشرف الذي أبداه المواطنون لدينا (والذي ظهر جلياً في المجالس الشعبية ورسائل الهاتف ومنتديات الانترنت) ازاء الرسومات الكاريكاتيرية المسيئة لنبينا محمد صلى الله عليه وسلم.
كما لا أستطيع أن أخفي تقديري للحكومة السعودية التي كانت الأولى - والوحيدة - التي أعادت سفيرها في كوبنهاجن احتجاجاً على ظهور هذه الرسومات في وسائل الإعلام الدنمركية..
وكما يعلم معظمنا كانت صحيفة (يولاندز بوستن) قد نشرت 12 رسماً كاريكاتيرياً مسيئاً للنبي محمد تضمنت تعليقاً لرئيس تحريرها يبدي فيه سخريته وتعجبه من القدسية التي يحيط بها المسلمون «رجلاً كهذا».. وتضمنت الصور تلميحات بتحريض النبي على الارهاب وقتل الآخرين - لعل أبرزها إلباسه عمامة محاطة بالقنابل اليدوية -.. وحين تحركت بعض المنظمات الاسلامية في الدنمارك لرفع قضية ضد الصحيفة رفض المدعي العام الدعوى معتبراً أن ذلك تم في إطار حرية التعبير التي يحميها القانون (وهو ما شجع صحيفة محافظة أخرى تدعى مجازينت على اعادة نشر الرسوم المسيئة وبدء حملة جديدة للاستهزاء بالمسلمين)..
وغني عن القول إن كل المجتمعات البشرية تتضمن في نسيجها الداخلي متطرفين وعنصريين لا يتحرجون من الاساءة لقيم وديانات الشعوب الأخرى. وعلى هذا الأساس لم تكن الاساءة لمشاعر المسلمين أمراً جديداً أو غير متوقع (خصوصاً في المجتمعات التي تفصلنا عنهم فجوة ثقافية كبيرة). ما استغربته بحق هو الموقف المتخاذل وغير الحكيم الذي تبنته الحكومة الدنمركية واستهجنه حتى سفراؤها في الخارج (حيث انتقد 22 سفيراً دنمركياً في الدول الاسلامية موقف بلادهم ازاء هذه القضية)..
ومن الواضح هنا أننا نختلف مع الغرب دائماً حول حدود (حرية التعبير) ودوافع الكيل بمكيالين حين يتعلق الأمر بمشاعر المسلمين.. ففي حين يمكن تقييد هذه «الحرية» في حالات معينة (مثل عدم تكذيب المحرقة اليهودية في أوروبا الغربية - أو الاستهزاء بأفراد العائلة المالكة في الدنمرك وهولندا وأسبانيا) يسمح لرسام تافه بالاساءة لمشاعر مليار مسلم وتدمير العلاقة الودية القديمة مع الشعب الدنمركي المسالم. أضف لهذا أن حرية التعبير - كما هو متفق عليه في الديمقراطيات الغربية - لا يجب أن تمس مشاعر أو معتقدات الآخرين (خصوصاً حين يتجاوز عددهم المليار نسمة) ولا يفترض بها أن تضر العلاقات الاقتصادية والسياسية مع (40 دولة مختلفة)!!!
وفي المقابل يجب أن نعترف نحن بمسؤوليتنا عن تشويه صورة الاسلام في الغرب وربطه بمظاهر العنف والتخلف في ذهن المواطن هناك.. فالرسومات المسيئة في الدنمرك، وقضية خلع الحجاب في فرنسا، ونقد آيات الجهاد في أمريكا، جميعها ردود فعل منتظرة (وافرازات متوقعة) لإسلام مشوّه تم ربطه بتفجيرات نيويورك ومدريد ولندن..
وما يزيد من قتامة الصورة أن الجاليات المسلمة هناك (التي يفترض بها تقديم صورة مثالية للمجتمع المسلم) ما زالت تتقوقع على نفسها وتحتفظ داخلها بكل التشنجات الطائفية والعرقية الموجودة في بلادها الأصلية..
ففي الدنمرك مثلاً (التي زرتها بنفسي وصليت فيها جمعتين مع السنة والشيعة) تعزل الجالية الاسلامية نفسها بشكل كامل ولا تلعب أي دور سياسي مؤثر أو اجتماعي مهم. ورغم أن المواطن الدنمركي نفسه يتميز بالأدب والرقي في التعامل إلا أنه لا يرى ما يشجعه على الفهم أو التعامل مع المسلمين هناك (وإن رأى شيئاً فاتهامات متلفزة يوجهها أفراد الطائفتين لبعضهما البعض). وفي ظل هذا الانطواء والتخاذل - وفي ظل هذه الفجوة في التعامل والتواصل - لم يكن مستغرباً ظهور جهات عنصرية متطرفة تتعمد الاساءة الينا واستغلال خوف الناس هناك من كل ما يمت للاسلام بصلة!
وفي حين أسجل اعجابي بحملة المقاطعة الشعبية - والموقف الشجاع للمواطن العادي لدينا - أتمنى أن يمتد هذا الحماس مستقبلاً لمعالجة جوهر المشكلة وتعديل صورة الاسلام هناك... ولنتذكر جيداً:
(لا نبي بعدي) ليست مجرد جملة خبرية، بل هي تكليف بنقل آخر الرسالات السماوية بصورتها النقية..
===============================
ربيع الحرف
كي نستحق شفاعة حبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم
د. نورة خالد السعد
اليوم هو أول يوم في العام الهجري الجديد الذي يذكرنا بهجرة سيد البشرية ورسول رب العالمين وشفيع هذه الأمة.. بهجرته من مكة المكرمة وقد آذته قريش فآثر الهجرة إلى المدينة المنورة.. هجرة تظل ذكراها تعمق في حنايا كل مسلم الهجرة من الضلال إلى اليقين ومن مدارك السوء ومهاوي الرذيلة إلى حيث الضوء ورسالة محمد صلى الله عليه وسلم.. في كل يوم من أول عام هجري هو يوم محاسبة لأجندة المسلم ليدرك ما الذي قدمه لنفسه ولدينه ولنصرة حبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم. ورغم هواننا على أعدائنا واستخفافهم بمقدساتنا والأمثلة عديدة.. إلا ان هذا العام يجيء ونحن نمر بتجربة جماهيرية لمحاسبة من تجرأ على نشر الرسوم المسيئة لحبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم بل ولمن سانده وأيده من حكومة ومسؤولين..
غضبة شعبية لن تتوقف حتى لو تماهت ما يقال عنها رسالة اعتذار من رئيس تحرير الصحيفة السيئة أو اعتذار سينشر في صحفنا من وزير الخارجية الدانماركية للسعودية، إن القضية لن تتوقف عند ردود أفعالهم الآن بعد أن ذاقوا ألم الخسائر المالية!! ولماذا الاعتذار للسعوديين فقط لأنها الدولة والمجتمع الذي قاطع منتجاتهم؟ الاعتذار الأهم للمسلمين جميعاً.
وما ينبغي علينا هو أن لا نرضى بما نشره رئيس تحرير الصحيفة باللغة العربية في موقع الصحيفة فهو لم يعتذر لمن يتمعن في قراءة سطوره.. وكما جاء في توضيح رئيس اللجنة الأوروبية لنصرة خير البرية الشيخ رائد حليحل في الدانمارك والتي ينبغي أن تنشر في جميع صحفنا هنا وفي دول الخليج والدول العربية والإسلامية فهم الأعرف بما يدور في ردهات تلك الصحيفة وكراسي الحكومة الدانماركية من استهزاء بالإسلام والمسلمين.
ولقد ذكر الشيخ رائد ان الأمانة تقتضي أن يفندوا للرأي العام المزاعم التي جاء بها رئيس تحرير جريدة اليولاند بوستن (كارستن يوستي) فمجمل ما نشره لم يكن اعتذاراً بل كان تفريغاً للقضية من محتواها الذي هو (الاستهزاء والاعتداء) على شخصية الرسول صلى الله عليه وسلم وإلا لماذا يختارونه لهذه الرسوم؟؟ وذكر أنه نشر في الجريدة يوم أن نشر تلك الرسومات في 30/9/2005م بأن (المسلمين يميلون في غالبيتهم إلى الهدوء والعيش المطمئن في هذه البلاد وأنهم لم يشعروا بغضاضة تجاه النقد الموجه للإسلام وإنما المشكلة تكمن في أولئك الظلاميين القادمين بأفكار العصور الوسطى والذين يعانون من جنون العظمة ويحتكرون سلطة التأويل الديني) وإنه (يتعجب من الحرمة التي ينالها الإسلام في هذا الشأن - يقصد عدم تقبل الرسوم الساخرة به - )وقوله: «ان هذه الحرمة والهالة القدسية تعود إلى وجود مجموعة من طبقة القساوسة من الإسلاميين وشلة من المشايخ والملالي الذين يعطون لأنفسهم حق النقد والتفسير الحصري لكلام النبي» وقوله (سيكون الأمر مسعداً حقاً لو تمكنا من إزالة هذا الخوف وهذا الهراء الكامن من وراء جنون العظمة عند هؤلاء) ويستغرب هذا الرئيس لتحرير الصحيفة من (لماذا لا يسمح لأحد أن يسخر من الإسلام)!! وهو هنا يماثل رأي ملكة الدانمارك في مذكراتها التي تدعي انها سئمت من هذا الخوف من أي انتقاد للإسلام!! وان الإسلام يمثل تهديداً داخلياً وخارجياً للدانمارك!! .. ترى هل سيعتذر رئيس التحرير ورئيس وزراء الدانمارك ووزير خارجيتهم عن هذه العبارات الموجودة في مذكراتها؟؟
.. وعودة لما جاء في بيان الشيخ رائد حليحل من توضيح ان هذا الاعتذار لا يحمل سوى تمويهاً فصله في ذلك البيان المنشور في موقعهم على الانترنت لكل عبارة وكلمة ومدلولاتها وخلفياتها لديه..
٭٭ لا ينبغي علينا أن نصدق هذه الرسالة ونعتبرها اعتذاراً إنما هو الخوف من دعاوى تقام ضد الصحيفة من داخل الدانمارك من الشركات التي قوطعت منتجاتها.. فهؤلاء لا يحركهم إلا الألم المادي.. ولا ننسى رفض السفير الاعتذار لأن القضية تتعلق (بحرية الرأي) حتى قوله ان ما حدث من الصحيفة لا دخل للحكومة الدانماركية فيه قول مردود عليه فالصحيفة هي لسان الحزب الحاكم.. ولكنهم في الواقع لم يتصوروا ردة الفعل هذه.. وهذه الخسائر المالية التي فوجئوا بها تهز منتجاتهم..
فجزى الله جميع التجار الذين قاطعوا، والمواطنين الذين قاطعوا، وكل من اسهم في الذب عن رسولنا صلى الله عليه وسلم - وبارك للكويت والامارات المتحدة في مقاطعتهما للمنتجات الدانماركية أيضاً..
.. كما طالبنا سابقاً لابد من إبعاد سفيري الدانمارك والنرويج وقد نشرت صحفهما الرسوم المسيئة لمزيد من الاستهانة بمشاعر المليار مسلم.. وأن نبارك لكل من سيتصدى بإقامة دعوى قضائية لمحاسبة المجلة وكل من استهزأ بمشاعرنا (نحن المسلمين) جميعاً وليس السعوديين أو الخليجيين فقط.. وأن لا نلقى بالاً لكل من يتهاون في هذا الجانب الديني ويخذل من يقاطع، ويستهزئ بالمقاطعة وانها قرار عاطفي!! بينما عندما غضبت الادارة الأمريكية من فرنسا خلال التعبئة لغزوها العراق ورفض فرنسا المشاركة في ذلك يومها طالبت بمقاطعة (الجبن الفرنسي) وغيرت مسمى (البطاطس الفرنسية)!! حينها لم يتصدوا لانتقاد أمريكا وقرارها (العاطفي) هذا؟؟ بل نستغرب من يطالب بعدم المقاطعة لأنه قرار غير عقلاني!! ولا أعرف ما علاقة العقلانية هنا بقرار شعبي وجماهيري يمارسه كل منا طبقاً لمرئيته في اختيار ما يشاء ورفض ما يشاء..
سعادة السفير الدانماركي في المملكة حر في تقديم ما يرغب قوله في صفحات كاملة من الصحف.. ونحن أحرار في اتخاذ قراراتنا وفي أسلوب الدفاع عن مقدساتنا ورسولنا وديننا.. وكما لديهم (حرية رأي) فلدينا (الحرية في رفض هذه الاعتذارات الوقتية) والتي لا تمثل (موقفاً رسمياً) يتم فيه الاعتذار للمسلمين (عامة) داخل الدانمارك وخارجها، وإغلاق هذه الصحيفة، كما تم إغلاق مركز الأبحاث والدراسات في دولة الامارات العربية المتحدة منذ أعوام لمجرد أن هناك استضافة لمفكرين ترى الصهيونية أنهم ينتقدونها!! بل وتغريم رئيس تحريرها ليكون (عبرة لسواه).. ولا نقول هذا (اعتباطاً) ولكن هناك المخلصون الذين لن يرضوا المذلة والهوان لهم والجرأة على نبيهم محمد (صلى الله عليه وسلم).. في كل دولة عربية وإسلامية وحتى المسلمين في أوروبا وأمريكا وكما سبق ان طالبت في مقالتي السابقة من تفعيل لقرار الأمم المتحدة في حرمة الاساءة للأديان ومنع ذلك تماماً..
٭٭ ما قام به الأمير نايف بن ممدوح بن عبدالعزيز من شراء ساعة بث في برنامج في التلفزيون الدانماركي لنشر معلومات عن النبي صلى الله عليه وسلم باللغة الدانماركية موقف مشرف وجزاه الله خيراً عليه.
٭٭ القضية لن تنتهي هكذا.. بل هي بدأت كي نسطر صفحة مضيئة في هذا العام الهجري الجديد نكون فيها جديرين بشفاعة حبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم ولن نكون كذلك إلا إذا توحدنا وتوحدت كلمتنا في محاسبة كل من يسيء إلى ديننا ورسولنا صلى الله عليه وسلم..
===================================
الدنمارك تنصح مواطنيها بتجنب السفر للسعودية
قدمت الصحيفة الدنماركية التي نشرت رسوما مسيئة للنبي محمد ( ص ) اعتذارا الى المسلمين بعد الضجة التي اثارتها في مختلف انحاء العالم الاسلامي، في حين نصحت الدنمارك رعاياها بتجنب السفر الى السعودية.
وقال رئيس تحرير صحيفة "يلاندز بوستن" كارستن جوستي في بيان نشر على موقع الصحيفة على الانترنت ان الرسوم "لم تخالف القانون الدنماركي لكنها اساءت من دون شك الى الكثير من المسلمين، ونحن نود الاعتذار عنها".
من جانبه، عبر رئيس الوزراء الدنماركي اندرياس فوغ راسموسن عن ارتياحه للاعتذار الذي قدمته الصحيفة الدنماركية، قائلا انها قامت بخطوة مهمة للغاية.
لكن راسموسن رفض من جديد تقديم اعتذار حكومي ودافع عن حرية الصحافة في بلاده قائلا :"ان حكومة الدنمارك "لا تستطيع الاعتذار بالنيابة عن صحيفة دنماركية. هذه ليست الطريقة التي نمارس فيها ديمقراطيتنا".
واضاف "انا شخصيا اكن احتراما لمعتقدات الناس ولن اقوم بتجسيد محمد او المسيح او أي شخصية دينية اخرى بطريقة قد تمس مشاعر الآخرين".
وكانت الصحيفة الدنماركية قد نشرت في سبتمبر/ أيلول الماضي سلسلة من الرسوم الكاريكاتورية التي تصوّر إحداها النبي محمد (ص) على شكل إرهابي. ثم ظهرت هذه الرسوم في ما بعد في صحيفة نرويجية أيضا.
ردود الفعل
وقد نصحت وزارة الخارجية الدنماركية جميع الرعايا الدنماركيين بتجنب السفر غير الضروري الى السعودية، كما حثت الدنماركيين على توخي الحذر في الدول الاسلامية الاخرى.
وقالت الوزارة في موقعها على الانترنت ان على الدنماركيين الراغبين في البقاء بالسعودية اتخاذ اقصى درجات الحيطة.
==============================
الصحيفة الدانماركية تعتذر واستجابة لحملة المقاطعة
اعتذرت صحيفة جيلاندز بوستن الدانماركية عن نشرها في سبتمبر الماضي رسوما مسيئة للنبي محمد عليه الصلاة والسلام. وقال رئيس تحرير الصحيفة كارستن يوست في رسالة الاعتذار الرسمية أمس الاثنين إن "هذه الرسوم لا تنتهك التشريعات الدانماركية, لكنها أهانت بشكل لا يقبل الجدل مشاعر الكثير من المسلمين ونحن نعتذر عن ذلك".
لكن يوست دافع عن حق صحيفته في نشر الرسوم، معتبرا أن ذلك جاء في إطار حوار بشأن حرية التعبير. وقال إنه حدث سوء فهم أدى لتفسير ذلك على أنه حملة موجهة ضد الإسلام، أما رئيس الوزراء الدانماركي أنديرس فوغ راسموسن فقال في تصريحات للتلفزيون الدانماركي إن لديه شخصيا احتراما كبيرا للمعتقدات الدينية للأفراد يمنعه من "تقديم النبي محمد أو يسوع المسيح أو أي رموز دينية أخرى بطريقة قد تكون مهينة للآخرين.
لكنه شدد على أن الدانمارك تعتمد حرية الصحافة وأن وسائل الإعلام فيها حرة ومستقلة وتقرر وحدها الرسوم الكاريكاتيرية التي تريد نشرها. وأوضح أنه لا يمكنه التدخل لتحديد ما يجب أن ينشر عبر وسائل الإعلام، مؤكدا أن الحكومة تبذل قصارى جهدها لإيجاد حل لهذه القضية المؤسفة.
ويجمع المحللون على أن موقف رئيس الوزراء ورفضه استقبال ممثلي الجالية الإسلامية أو السفراء أدى لتفاقم الأزمة. كما عكست الأزمة انقساما في الرأي العام الدانماركي بصفة خاصة والأوروبي عامة بين رافضين لإهانة الأديان ومدافعين بشدة عن حرية الصحافة والتعبير.
وتزامن موقف كوبنهاجن مع تحذير كانت المفوضية الأوروبية قد أطلقته وفحواه أنها قد ترفع شكوى إلى منظمة التجارة العالمية إذا شجعت بعض الحكومات على مقاطعة المنتجات الدانماركية. واعتبر مفوض التجارة في الاتحاد الأوروبي بيتر ماندلسون هكذا إجراء مقاطعة للاتحاد الأوروبي، وقال إن المسألة خطيرة للغاية
وأكدت النمسا على تمسك الاتحاد بحرية الصحافة والتعبير مع تشديدها في الوقت نفسه على وجوب احترام المعتقد الديني، ومع اتساع الحملة الاحتجاجية، أعلنت الدول الإسكندنافية وفي مقدمتها الدانمارك إجراءات لحماية مواطنيها في الشرق الأوسط.
من جانبه اعتبر الرئيس الأميركي السابق بيل كلينتون أن الرسوم مرتبطة بمدى الشعور بالمسؤولية. وأعرب كلينتون في تصريحات بالدوحة عن استيائه من تناقض نشر هذا الرسم مع المحاولات لتوحيد العالم باختلاف دياناتهم ومعتقداتهم.
في هذه الأثناء تواصلت موجة الغضب الرسمي والشعبي في الشارع الإسلامي منددة بالرسومات ومطالبة الدانمارك بالاعتذار. فأسواق دول الخليج بصفة خاصة تشهد استجابة واسعة لدعوة مقاطعة المنتجات الدانماركية ومعظمها من المنتجات الغذائية الضرورية.
ففي الدوحة سادت مشاعر الارتياح لقرار عدد من المؤسسات التجارية رفع البضائع الدانماركية من الأسواق، وقال عدد من المستهلكين إنهم بدؤوا بالفعل إيجاد بدائل لبضائع مثل منتجات الألبان.
ودعا المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين في مصر محمد مهدي عاكف المسلمين في العالم إلى المقاطعة، وقرر مجلس إدارة الاتحاد العام للغرف التجارية المصرية مقاطعة البضائع الدانماركية. وفي الإمارات أعلنت سلسلة تعاونيات إطلاق حملة لوقف التعامل مع البضائع الدانماركية، أما في غزة فقد تجمع مسلحون أمام مقر الاتحاد الأوروبي مطالبين حكومتي الدانمارك والنرويج باعتذارات، وبمنع دخول رعايا الدولتين إلى غزة. كما دانت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) تصرف حكومة كوبنهاجن معتبرة أنه يعكس استهتارا بمشاعر الآخرين.
على الصعيد الرسمي جدد الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى في تصريحات بتونس إدانته لنشر الرسوم. واعتبر -في تصريحات على هامش اجتماع وزراء الداخلية العرب- أن الصحافة الغربية تعتمد "سياسة الكيل بمكيالين تجاه الإسلام واليهودية.