الأميرنايف يأمل بأن يدين الفاتيكان الإساءة للإسلام
أعرب وزير الداخلية السعودي الأمير نايف بن عبد العزيز عن أمله في أن يدين الفاتيكان نشر الرسوم الكاريكاتورية المسيئة للنبي محمد (صلى الله عليه وسلم) في صحف أوروبية، مؤكدا أن هذا الأمر لا يعبر عن حرية الرأي.
وقال الأمير نايف لصحيفة الصباح التونسية نفرق بين حرية الرأي والإساءة إلى شخص الرسول وننتظر من الفاتيكان والهيئات المماثلة مواقف إدانة واضحة لتلك الرسوم.
وسئل عن حملة مقاطعة المنتجات الدانماركية في المملكة العربية السعودية ودول عربية أخرى والتهديد الأوروبي بإحالة القضية أمام منظمة التجارة العالمية، فقال المملكة لا تخشى التهديدات ولا تقبل أي ضغوط من أحد.
وأضاف نحن أحرار في الاعتراض على الإساءة إلى الرسول، وهي إساءة لم تستهدف المواطنين السعوديين فحسب بل أكثر من 1400 مليون مسلم في العالم أجمع.
=============================
المقاطعة تكلف شركة دانماركية مليون إسترليني يومياً
أعلنت شركة "أرلا فودز" الدانماركية لمنتجات الألبان أنها تخسر مليون جنيه إسترليني "1.8 مليون دولار" يوميا من إيراد مبيعاتها إلى الشرق الأوسط بسبب الغضب الإسلامي من رسوم كاريكاتيرية تسيء للنبي "محمد" صلى الله عليه وسلم نشرتها صحيفة دانماركية.
وأوضحت الشركة التي تعد ثاني أكبر شركة لمنتجات الألبان بالدنمارك في بيان نشرته إن المقاطعة التي تمت الدعوة إليها الأسبوع الماضي للمنتجات الدانماركية أضرت بالمبيعات بشدة خصوصا في السعودية والكويت وقطر إضافة إلى مختلف أرجاء المنطقة.
يذكر أن هذه الشركة تبيع "زبدة لورباك" و"جبن فيتا" ويمثل الشرق الأوسط أكبر سوق لها خارج أوروبا إذ تبلغ إيراداته السنوية نحو 500 مليون دولار وتبلغ حصة السعودية 60% من هذه المبيعات.
===========================
تصاعد الغضب الإسلامي ضد الإساءة للرسول الكريم
تواصلت في مختلف أنحاء العالم الاحتجاجات والتنديدات الشعبية والرسمية التي أدانت نشر رسوم كاريكاتيرية تسيء إلى الرسول محمد (عليه الصلاة والسلام) في صحيفة جيلاندز بوستن الدانماركية وعدد من الصحف الأوروبية، وعبر آلاف المتظاهرين في نادي المحامين بمدينة الإسكندرية في مصر عن سخطهم لما اعتبروه تذرعا غريبا بمبدأ حرية التعبير للإساءة إلى مشاعر المسلمين، كما طالب آلاف المتظاهرين عقب صلاة الجمعة في الجامع الأزهر بقطع العلاقات الدبلوماسية مع الدول الغربية المعنية، واستمرار المقاطعة الاقتصادية، التي ألحقت خسائر فادحة لغاية الآن بالاقتصاد الدانماركي.
كما تظاهر آلاف العراقيين في بغداد والبصرة والفلوجة والنجف والكوفة وكربلاء احتجاجا على نشر هذه الرسوم، وأحرق المتظاهرون الأعلام الدانماركية والنرويجية مطالبين الدولتين بتقديم اعتذار رسمي، وشهد العديد من المدن الأردنية مظاهرات حاشدة عقب صلاة الجمعة، تنديدا بالرسوم المسيئة، وطالب المتظاهرون بقطع العلاقات الدبلوماسية مع الدانمارك، كما نددوا بإقدام إحدى الصحف الأسبوعية الأردنية على إعادة نشر هذه الرسوم.
وطالب آلاف المتظاهرين في القدس وغزة ورام الله الدول المسيئة لتقديم اعتذار رسمي، كما دعوا لمواصلة المقاطعة للمنتجات الدانماركية، فيما دعا المتظاهرون في السودان لإعلان ما وصفوه بالجهاد لمواجهة الهجمة الشرسة على الإسلام، وسلم المتظاهرون الذين جابوا أنحاء العاصمة السودانية مذكرات احتجاج لممثل الأمين العام للأمم المتحدة في الخرطوم وسفراء الدول الأوروبية المعنية.
وفي قطر حذر الداعية الشيخ يوسف القرضاوي من تداعيات الاستمرار في إثارة مشاعر المسلمين، ونظمت عدة اعتصامات في البحرين تنديدا بالإساءة للرسول الكريم.وطالب متظاهرون يمثلون مختلف الاتجاهات السياسية في المغرب -في اعتصام لهم أمام البرلمان- الدول المسيئة بتقديم اعتذار رسمي. وفي إندونيسيا اقتحم آلاف المتظاهرين مقر السفارة الدانماركية، كما تظاهر آلاف في كل من بنغلاديش وباكستان وماليزيا وسوريا.
وفي لندن خرج نحو 300 متظاهر بعد صلاة الجمعة تنديدا بالرسوم المسيئة، وأحرقوا العلم الدانماركي ورشقوا السفارة الدانماركية بالبيض، كما عبر المسلمون في فرنسا عقب صلاة الجمعة عن استيائهم من الإساءة التي تضمنتها الرسوم الكاريكاتيرية، وفي كوبنهاغن حضر نحو ألف مصل خطبة الجمعة التي ألقاها الإمام البارز أبو لبن، واضطر الكثير من المصلين للصلاة خارج المسجد بسبب الازدحام غير المسبوق.
وفي بيروت حيث تظاهر عشرات الآلاف غضبا، دعا الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله الغرب إلى سن قوانين تمنع الإساءة للأنبياء، كما حث المسلمين على رفع وتيرة الاحتجاج وجعل يوم عاشوراء الذي يوافق التاسع من الشهر الجاري "يوما للتعبير الشعبي دفاعا عن الرسول الكريم، وقارن نصر الله بين إدعاءات الغرب بحرية التعبير وبين رفضهم مجرد الإشارة بالتشكيك بمحارق الهولوكوست، وبمنع تلفزيون المنار الناطق باسم حزب الله من البث في أوروبا.
وفي إطار الجهود الدولية لتهدئة الأزمة المتصاعدة عبر الأمين العام للأمم المتحدة كوفي عنان عن قلقه وحزنه للجدل القائم حول الرسوم الكاريكاتيرية، لكنه طلب من أصدقائه المسلمين قبول الاعتذار الذي تقدمت به الصحيفة الدانماركية، ورغم دفاعه عن حرية الصحافة، فإنه شدد على أنها ليست مطلقة، وأنها تشتمل على مسؤوليات.
وبدورها عبرت رئاسة الاتحاد الأوروبي عن قلقها من التصعيد الذي أعقب نشر الرسوم المسيئة، ودعت إلى التصرف بحكمة، والعودة للحوار كأفضل وسيلة لتشجيع الاحترام المتبادل، في فرنسا قال الرئيس جاك شيراك عقب استقباله مدير مسجد باريس دليل أبو بكر، إن حرية التعبير هي من ركائز الجمهورية. ولكنه دعا في الوقت نفسه إلى التحلي "بحس كبير بالمسؤولية والاحترام والاعتدال".
في واشنطن قال المتحدث باسم الخارجية إن الرسوم تسيء حقا لمعتقدات المسلمين. واعتبر أن إثارة الكراهية الدينية أو العرقية بهذه الطريقة أمر غير مقبول، وفي روما قال رئيس جمعية الكنائس الشرقية بالفاتيكان سابقا الكاردينال أكيلي سيلفستريني إنه يمكن التهكم على "عادات وتقاليد وسلوك" المسلمين إنما ليس "على القرآن والله ونبيه" محمد عليه الصلاة والسلام، ورغم كل التداعيات التي أعقبت نشر الصحيفة الدانماركية للرسوم، وإعادة نشر صحف أوروبية لها، فإن رئيس الوزراء الدانماركي تمسك خلال استقباله البعثات الدبلوماسية ببلاده بموقفه الرافض للاعتذار، متذرعا بأن الصحافة في بلاده تتمتع بحرية واستقلالية تامة .
========================
لقاء إسلامي موسع في هولندا لنصرة الرسول
يقيم "اتحاد المنظمات الإسلامية في هولندا - FION" لقاءا موسعا لنصرة الرسول الكريم بعد حملة الإٍساءة الشرسة التي تعرض لها على يد صحف أوربية ، ويعقد اللقاء تحت شعار(الحبيب محمد "صلى الله عليه وسلم": الرسول والإنسان والقدوة ).
ويستضيف فيه الداعية الإسلامي الكبير الأستاذ وجدي غنيم، وغيره من الضيوف، إضافة لعدد من المداخلات الهاتفية لشخصيات إسلامية بارزة ، وذلك مساء اليوم السبت في مدينة ليدن بهولندا .
ويدعو الاتحاد كافة الفعاليات الإسلامية في هولندا للمشاركة في ذلك النشاط تعبيراً عن حبهم للمصطفى صلى الله عليه وسلم ورفضهم تلك الإساءة المشينة وخصوصا بعد إعادة نشر الرسوم في فرنسا وهولندا وإيطاليا وأسبانيا وألمانيا، والنرويج، التي نشرتها صحيفة (يلاندز بوستن) الدانماركية.
كما سيتم إعلان وثيقة ختامية باسم المشاركين في اللقاء تتضمن دعوة للتعبير بكل الطرق السلمية ومن خلال القنوات القانونية عن رفض هذه الإساءة بأسلوب حضاري يعكس الأخلاق الإسلامية، مع المطالبة باعتذار رسمي دون إعطاء ذريعة للمتربصين لعمل ما يضر بوضع الإسلام والمسلمين، مع التأكيد على حرية المعتقد والتعبير بما لا ينتهك مقدسات الغير وحريته.
وفي نفس السياق تنظم لجنة "نصرة الرسول صلى الله عليه وسلم في هولندا" وقفات احتجاجية أمام سفارات الدول المعنية وخصوصا الدانمارك في الأسبوع المقبل. ويتم خلالها تسليم السفارة الدانماركية رسالة احتجاج .
==================================
الإندبندنت: "لو كانت تلك الرسوم لحاخام يهودي يرتدي قبعة في شكل قنبلة لقامت الدنيا ولم تقعد ولثقبت الآذان من مسلسل الحديث عن المعاداة للسامية"
تصدر موضوع ردود الفعل الإسلامية على الرسوم التي نشرتها إحدى صحف الدنمارك، اهتمامات الصحافة العالمية، التي أفردت للموضوع مساحات واسعة، حيث تناولت الأضرار الاقتصادية للأزمة بين المسلمين والغرب، ومدى مصداقية خطاب حرية الرأي والتعبير الذي تتذرع به صحف الغرب وقياداته.
يومية الإندبندنت وفي مقال لها يرد على الذين يقولون بوجود "صدام للحضارات" بالقول "إنها صبيانية الحضارات"، فالأمر لا يتعلق بمواجهة بين الإسلام والعلمانية. لأن "المسلمين بكل بساطة ينظرون إلى نبيهم (عليه الصلاة والسلام) على أنه الرجل الذي اصطفاه الله لتلقي الوحي بينما ننظر نحن في الغرب إلى أنبيائنا على أنهم جزء من العهود التاريخية السحيقة لا يتلاءم مع حقوق الإنسان الحديثة"، فالمسلمون وخلافا لنا نحن، يعيشون ديانتهم على الوجه الأكمل. وقد تمكنوا من الحفاظ على عقيدتهم رغم مطبات الدهر".
الصحيفة هاجمت قادة الدول الأوربية الذين نادوا بحرية التعبير، وذكرت أنه "لو كانت تلك الصور تحمل رسما لحاخام يهودي يرتدي قبعة في شكل قنبلة لقامت الدنيا ولم تقعد ولثقبت الآذان من مسلسل الحديث عن المعاداة للسامية".
الصحيفة البريطانية ذكرت بتشريعات بعض الدول الأوربية كفرنسا وألمانيا التي تمنع نكران وقوع المحرقة اليهودية.
افتتاحية الجارديان وفي نفس التوجه ذكرت أن "لا أحد يتذكر الحديث عن صدام للحضارات عندما وقع تعارض بين القيم اليهودية وتقاليد الديمقراطية الغربية وحرية التعبير. كما لا أحد يتذكر أن صحفا أوروبية قامت بإعادة نشر الرسم المثير للجدل لإبداء التضامن".
فحرية التعبير لا تعني وجوب الإساءة للمشاعر أو ضرورة تجاهل الحساسيات العقدية؟ وإذا كان تمسكنا بحرية التعبير يكتسي أهمية محققة، فإن وقوفنا ضد العنصرية ينبغي ألا يقل أهمية عن ذلك.
وقد أعادت صحف جل الدول الأوربية وفي مقدمتها النرويج وفرنسا وإسبانيا وإيطاليا وألمانيا الرسوم غير المسؤولة التي فجرت الأزمة الراهنة، لكن ما الذي دفع بصحف أمريكا وبريطانيا عدم السير على هذا النهج؟
(التايمز) البريطانية ذكرت أن إحجام الصحف البريطانية والأمريكية عن إعادة نشر الرسوم المثيرة للجدل، يأتي في محاولة من البلدين لتحسين صورتهما في العالم الإسلامي التي هي أصلا إلى الحضيض بعد الحرب على العراق والحرب في أفغانستان.
ونتحول إلى الوجه الثاني للأزمة، حيث المقاطعة الاقتصادية لمنتوجات الدنمارك في تصاعد مستمر.
(الفينانشل تايمز) المتخصصة في الشأن الاقتصادي ذكرت إن المقاطعة العربية للمنتجات الدنماركية وجهت ضربة موجعة للدنمارك، وقالت الصحيفة إن شركة نستلي السويسرية اضطرت لنشر إعلان تجاري لتوضيح أن اثنين من المنتجات التي شملتها المقاطعة هي سويسرية وليست دنماركية، وأضافت أن الشركة عمدت إلى ذلك بعد أن لاحظت وجود تراجع في مبيعاتها بمنطقة الخليج العربي.
الصحيفة فسرت تلك الخطوة بالقول إن ذلك يترجم الخوف الذي يساور كبريات الشركات من خطر المقاطعة الذي بدأ يأخذ حجما كبيرا خصوصا في العاصمة المصرية القاهرة التي تعتبر أكبر الأسواق العربية بحوالي 17 مليون نسمة.
وكمثال عن الخسائر المسجلة تذكر الفينانشل تايمز أن شركة (آرلا فود) الدنماركية تكبدت أكبر الخسائر في سوق الشرق الأوسط، بالرغم من أن حضورها القوي في المنطقة يزيد عن الأربعة عقود.
أما صحيفة (يالاندس بوسطن) الدنماركية فقد نقلت عن وزير خارجية الدنمارك تخوفه من أن تمتد المقاطعة إلى كل من المغرب والجزائر، مما سيعقد المسألة أكثر حيث إن صادرات الدنمارك إلى هذين البلدين العربيين تبلغ نحو مليار كرونة دنماركية.
بدورها اهتمت يومية (فرايه بريسه) الألمانية بذات الموضوع، حيث تناولته من وجهة قانونية، وقالت "في ألمانيا ينظر بلا اكتراث إلى التعامل الساخر مع الدين، لكن ازدراء المعتقدات الدينية أو الأيدلوجية عمل يعاقب عليه القانون الألماني أيضاً إذا كان هذا الازدراء يهدد السلم الاجتماعي. ذلك لأن السلم الاجتماعي هو الحق القانوني الذي تحميه البنود القانونية التي تجرّم ازدراء الأديان. وبناء على هذه البنود المثيرة للجدل تم منع عروض مسرحية في ألمانيا".
الصحيفة تذكر أن "دود الفعل على تلك الرسوم يجب أن تتركز على انتقاد المساس بالمشاعر الدينية كما يجب ألا يتحول إلى اعتداء على الأشخاص أو الممتلكات، وربما تكون مقاطعة المنتجات الدانماركية وسيلة هي الأخرى، بل ويستطيع أي فرد في دولة القانون شعر بأنه تضرر من تلك الرسوم أن يرفع دعوى قضائية. أما العنف والتهديد بالقتل فلا"
واعتبرت افتتاحية يومية (لوفيغارو) الفرنسية نشر الصحافة الأوروبية لتلك الرسوم، بمثابة إطلاق العنان لما أسمته بإبراز أحقاد الشارع الإسلامي.
الصحيفة وبعد أن ذكرت أن ما تجيزه القوانين قد يحضره الضمير، مما يستدعي أحيانا اللجوء للرقابة الذاتية، واتهمت الصحيفة الدنماركية بتعمد الإثارة وهو ما يوازي التوجه العام في مملكة الدنمارك التي باتت تعرف نقاشا حادا يخص الدين والثقافة الإسلامية.
وفي ردها على الأصوات التي تساءلت عن عدم نشر (لوفيغارو) لتلك الرسوم على غرار زميلتيها فرانس سوار ولوموند، ذكرت الإفتتاحية "إن ما جعلنا نحجم عن نشر هذه الرسوم هو لأننا نعتبرها نشازا".
===============================
صحيفتان في نيوزيلندا تعيدان نشر الرسوم الساخرة للرسول الكريم
أعادت صحيفتان في نيوزيلندا يوم السبت نشر رسوم ساخرة للرسول محمد (عليه الصلاة والسلام) والتي اثارت غضب المسلمين في أنحاء العالم وقالتا ان قرارهما بنشر الرسوم مبني على حرية الصحافة.
ونشرت الرسوم الساخرة في صحيفتي دومينيون بوست وذا برس ومقرهما في كرايستشيرش وهما مملوكتان لمجموعة فيرفاكس الاسترالية. ونشرت الرسوم لاول مرة في صحيفة يولاندس بوستن الدنمركية في سبتمبر ايلول.
وقال تيم بانخورست رئيس تحرير دومينيون بوست "من المهم أن يرى قراؤنا ما تدور حوله تلك الضجة وان يحكموا عقولهم. ان مجتمعنا علماني قائم على المثل الغربية للتسامح والحوار المفتوح.. رغم أن ذلك ربما يسيء بشكل عرضي."
واضاف "لا نرغب في أن نكون استفزازيين بشكل متعمد ولكن لا ينبغي أيضا ان نسمح بان يتم ترهيبنا."
وقال جواد خان رئيس اتحاد الهيئات الاسلامية في نيوزيلندا ان قرار نشر الرسوم الساخرة يمكن أن تكون له "انعكاسات خطيرة" على اقتصاد نيوزيلندا.
ويمتلك الاتحاد عقد اصدار شهادات الذبح وفق متطلبات الشريعة الاسلامية على مستوى البلاد.
وقال لصحيفة دومينيون بوست "لن ندعوا الى المقاطعة.. ولا نريد أن نرى أحدى يقاطع..غير أن الاخبار تنتقل حول العالم بسرعة كبيرة."
ونيوزيلندا هي أكبر مصدر للحوم الخراف في العالم غير أن هيئة صناعة اللحوم في نيوزيلندا قالت ان صادرات البلاد من تلك اللحوم الى الشرق الاوسط شكلت فقط أربعة في المئة من اجمالي صادراتها في العام الذي انتهى في مايو ايار 2004.
وأعادت صحف في فرنسا والمانيا واسبانيا وسويسرا والمجر نشر الرسوم الساخرة الاسبوع الماضي وقالت ان حرية الصحافة أكثر أهمية من الاحتجاجات والمقاطعات التي اثارتها.
وأشعل نشر الرسوم غضبا في أنحاء العالم الاسلامي.
============================
انعقاد مؤتمر للدفاع عن النبي محمد بعنوان ( إلا رسول الله ) في الأحساء
عقد جمع من العلماء والأساتذة وطلاب العلم في مزرعة "الفلاح" بمحافظة "الأحساء" مؤتمراً للذب عن النبي صلى الله عليه وسلم بعد أن أثارت مشاعر ملايين المسلمين الرسوم الكاريكاتورية التي نشرتها بعض الصحف الدنمركية ومن ثم قامت بنشرها بعض الصحف الأوروبية في النرويج وفرنسا.
وقاد المؤتمر الدكتور "عبدا لإله العرفج" الأستاذ في كلية إعداد المعلمين بالمحافظة والمعروف بفكره الإسلامي المعتدل، وألقي في المؤتمر عدة كلمات تشيد بردة الفعل الإسلامية ومن ثم التأكيد على الإستمرارية في ذلك وأن لا يكون الـتأثر لوقت بل يجب المواصلة إلى حين أن ترضخ حكومات تلك الصحف للاعتذار ومعاقبة الجناة الذين أقدموا على هذا الفعل الشنيع ، وأكد المؤتمر على وضع خطوات عملية لمواجهة ما وصفوه بالعدوان على دين الإسلام باستهداف الرجل الأول فيه وهو محمد صلى الله عليه وسلم، وأكد المؤتمر على إحياء سيرة النبي صلى الله عليه وسلم ونشرها في العالم أجمع، والرد على هذه الهجمة الشرسة على نبينا بكل الطرق والوسائل المتاحة السليمة وبالحكمة والموعظة الحسنة. وأشاد المؤتمرون بالدعوات للمقاطعة والمتمثلة في ردود الفعل المتنوعة التي نراها اليوم والتي تدل على خير في هذه الأمة وأبنائها واختتم المؤتمر بأناشيد إسلامية في مدح الرسول صلى الله عليه وسلم وذكر مناقبه.
=================================
واشنطن: ما فعلته الصحيفة الدنماركية «غير مقبول» شيراك يدعو لاحترام الآخرين عنان يعرب عن قلقه
الدنمارك تتمسك برفضها الاعتذار والاتحاد الأوروبي يعتبر الرسوم «مسألة طائشة وحمقاء» لقطة للمسيرة الكبيرة التي قام بها مؤيدو حركة حماس في غزة للتعبير عن استيائهم من الحكومة الدنماركية
اعلن رئيس الحكومة الدنماركي اندرس فوغ راسموسن في مقابلة تلفزيونية مع قناة (العربية) انه «منزعج جدا» بسبب الاهانة التي شعر بها المسلمون في العالم بعد نشر الرسوم الكاريكاتورية التي تتناول الرسول محمد صلى الله عليه وسلم.
وقال راسموسن امس الاول الخميس في مقابلته مع القناة التي تتخذ من دبي مقرا لها، «استطيع ان اقول لكم ان الحكومة الدنماركية قلقة جدا ازاء ما يحصل حاليا لان لدينا تاريخا في التعاون السلمي مع العالم الاسلامي ونود ان يستمر ذلك».
واضاف «اما بالنسبة لي شخصيا، فانا منزعج جدا بسبب ما شعر به المسلمون اثر نشر الرسوم الكاريكاتورية التي رأوا فيها تشهيرا بالنبي محمد (صلى الله عليه وسلم)»
وتابع رئيس حكومة الدنمارك «اعرف ان الصحيفة التي نشرت الرسوم لم يكن بنيتها الاساءة علما انها قدمت اعتذارا واعتقد انه يمكننا التوصل الى حل انطلاقا من هذه المعطيات».
واعلن وزير الخارجية الدنماركي بير ستيغ مولر ان رئيس الوزراء الدنماركي المقرر أن يلتقي اعضاء السلك الدبلوماسي المعتمدين في كوبنهاغن لبحث ازمة الرسوم المعنية لن يقدم اعتذارات.
وقال بير ستيغ موللر في تصريحات نقلتها الصحف «لن نقدم اعتذاراتنا. لكن من المهم بالنسبة الينا ان نؤكد اننا مجتمع يدعم التسامح والاحترام المتبادل».
واضاف «خلال اللقاء ستكرر الحكومة ادانتها للاعمال التي تشهر بالاديان، لكن لا يعود للحكومة التدخل في حرية التعبير».
إلى ذلك اعتبرت الولايات المتحدة أمس الجمعة ان نشر الرسوم الكاريكاتورية المسيئة للنبي محمد في الصحف الاوروبية تشكل تحريضا «غير مقبول» على الحقد الديني او الاتني.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية جاستن هيغينز معلقا على موجة الاستنكار على الرسوم ان «هذه الرسوم الكاريكاتورية تسيء حقا الى معتقدات المسلمين».
واضاف في تصريح لوكالة فرانس برس «جميعنا نحترم كليا حرية الصحافة والتعبير ونقر بها لكن من الضروري ان تقترن بحس المسؤولية لدى الصحافة».
وقال ان «التحريض بهذه الطريقة على الحقد الديني او الاتني غير مقبول. ندعو الى تقبل الآخر والاحترام لجميع المجموعات ومعتقداتها وشعائرها الدينية».
كما أعلن الرئيس الفرنسي جاك شيراك أمس الجمعة ان «حرية التعبير» هي من «ركائز الجمهورية» داعيا في الوقت نفسه الى التحلي «بحس كبير بالمسؤولية والاحترام والاعتدال» بشأن قضية الرسوم الكاريكاتورية المسيئة للنبي محمد، على ما اعلن قصر الاليزيه.
وأدلى شيراك بهذا التصريح بعد ان استقبل مدير مسجد باريس دليل بوبكر في القصر الرئاسي.
وأفاد الاليزيه انه «بمناسبة هذا اللقاء، ذكر (الرئيس) بان فرنسا، بلد العلمانية، تحترم كل الديانات وكل المعتقدات. كما ذكر بان مبدأ حرية التعبير يشكل احدى ركائز الجمهورية».
وبالتالي فان شيراك «يدعو الجميع الى التحلي بحس كبير بالمسؤولية والاحترام والاعتدال لتجنب كل ما يمكن ان يجرح معتقدات الغير».
بيان للاتحاد الاوروبي
يبدو ان زيارة امين عام مجلس التعاون لدول الخليج العربية عبدالرحمن العطية قد أدت الى اصدار الاتحاد الاوروبي بيانا بشأن قضية نشر الرسوم الكارتونية المسيئة للنبي محمد (صلى الله عليه وآله وسلم)
فقد أصدر نائب رئيس المفوضية الاوروبية فرانكو فراتيني بيانا بشأن الرسوم الكرتونية عقب ساعات من زيارة العطية ابدى فيه تفهمه لما تسبب به نشر تلك الرسوم من حزن وغضب افراد المجتمع الاسلامي في شتى انحاء العالم.
وجاء في البيان أتفهم مشاعر الحزن والاحباط والاهانة لدى افراد المجتمع الاسلامي خلال الأيام الماضية القليلة حين نشرت الرسوم الكارتونية في الصحيفة الدالة وان مثل هذه الحوادث لا تفعل الحوار بين المعتقدات والثقافات وتفرض حواجز على عملية التوحد التي تلتزم بها دول الاتحاد الاوروبي.
واضاف الا ان احد مبادئنا التأسيسية لأوروبا هو حرية التعبير عن الرأي بما في ذلك حق النقد .. ان الاختلاف في الرأي وان كان مرا وغير محترم فهو دائما يغذي المناظرات الجدلية الحرة والتي يسودها الهجاء فنحن عادة ما نناقش امورا بنحو عاطفي أو حتى وقح ليس فقط في برلماناتنا او في الصحافة بل بكافة الطرق الشعبية وكل مناحي الحياة.
وفي نفس الوقت شدد على اهمية اعتبار ان هناك قضايا حساسة وبخاصة تلك المتعلقة بالأديان والرموز المثالية التي تعد مقدسة بالنسبة لنا.
واعتبر نائب رئيس المفوضية الاوروبية ان نشر الرسوم الكرتونية المسيئة للرسول محمد صلى الله عليه وآله وسلم مسألة طائشة وحمقاء وان كان الهجاء المستخدم يهدف الى تفسير مشتت للدين مثل الذي يستخدمه الارهابيون لتوظيف الشباب اليافع لخدمة أغراضهم وتحويلهم الى متعصبين وأحيانا الى حد ارسالهم الى الانتحار.
عنان يعرب عن قلقه
من جهة اخرى قال كوفي عنان الامين العام للامم المتحدة أمس الاول الخميس أنه «قلق» بشأن الجدل الدائر على مدار الاسبوع الماضي بشأن نشر رسوم ساخرة بالدنمارك تسيء للنبي محمد صلى الله عليه وسلم.
وقال بيان ان عنان يؤمن بأن «حرية الصحافة يجب دائما أن تمارس بطريقة تحترم تماما المعتقدات الدينية وعقائد كل الاديان»
ودعا عنان إلى «حوار سلمي واحترام متبادل» من أجل حل هذا النزاع.
من جهته اعتبر وزير الخارجية البريطانية جاك سترو امس الجمعة ان قرار بعض وسائل الاعلام اعادة نشر او استخدام الرسوم الكاريكاتورية «مهين ولا يراعي المشاعر».
من ناحية اخرى اصبحت صحيفة الباييس البارزة في اسبانيا جزءاً من ضجة دولية متنامية تفجرت بعد نشر رسم كاريكاتير للنبي محمد صلى الله عليه وسلم في الصفحة الاولى.
وصور رسم الكاريكاتير الذي نشرته في الاصل صحيفة لوموند الفرنسية رأس النبي محمد صلى الله عليه وسلم مصنوعة من خطوط تقول «يجب الا ارسم محمداً» بالفرنسية.
================================
================================
دبلوماسية عربية لفوج: إساءات صحيفتكم مساس بأمنكم القومي.. تدخلوا ويرد: بل مقاطعتكم لمنتجاتنا
السفيران الأمريكي والنمساوي يدعمان رئيس الحكومة الدنماركية في عدم الاعتذار للمسلمين
لا أستطيع.. لا أعرف.. لا أملك.. أرجوكم، بهذه الكلمات وغيرها أصر رئيس الوزراء الدنماركي أندريس فوج راسموسن على عدم اعتذار حكومته عن الإساءات البالغة لسيد البشر أجمعين صلى الله عليه وسلم والتي انطلقت من صحيفة "يولاند بوسطن" الدنماركية.
واستمر فوج في استخدام نفس العبارات التي تتحدث عن أسفه وحكومته وشعبه لما حدث مؤكداً عدم استطاعته التدخل لدى الصحيفة للاعتذار.
أمام ذلك تحدثت سفيرة مصر منى عمر مؤكدة أن تحرك فوج جاء متأخراً 4 أشهر ومخاطبة فوج بالقول إنها وزملاءها السفراء المسلمين كانوا يفضلون التدخل لإنهاء الأزمة منذ أول لحظة "لكنك رفضت". أضافت أن هذا الموقف المتمثل في التعبير عن استياء الحكومة والشعب للإساءة للإسلام موقف جيد وتشكرون عليه لكنه لا يكفي لترضية الشعوب الإسلامية ولن يتم ذلك إلا باعتذار الصحيفة علناً وصراحة.
وأمام عدم التعليق أو الإجابة بالموافقة اقترحت السفيرة أن يتدخل رئيس الوزراء فوج بصفته مسؤولاً تماماً عن الأمن القومي الدنماركي وما لحق به من تصرفات الصحيفة. وهنا تدخل فوج قائلاً: "الذي يمس الأمن القومي الدنماركي هو المقاطعة والمساس بسمعة بلادنا في الخارج، أما التدخل لدى الصحيفة فليس من حقي دستورياً وعلق كل من سفير الولايات المتحدة وسفير النمسا في كوبنهاجن معبرين عن دعمهما لرئيس الوزراء باعتباره يدافع عن قيمة كبرى من قيم المجتمع الأوروبي وهي حرية التعبير".
"الوطن" تنقل تفاصيل لقاء انتهى بلا شيء بين رئيس الوزراء الدنماركي والسفراء العرب والمسلمين
فوج يعتبر المساس بسمعة الدنمارك ومقاطعة منتجاتها أهم من المساس بمشاعر المسلمين
"لا أستطيع.. لا أعرف.. لا أملك.. أرجوكم" بهذه الكلمات وغيرها أصر رئيس الوزراء الدنماركي أندريس فوج راسموسن على عدم اعتذار حكومته عن الإساءات البالغة لسيد البشر أجمعين صلى الله عليه وسلم والتي انطلقت من صحيفة يولاند بوسطن الدنماركية.
واستمر فوج في استخدام نفس العبارات التي تتحدث عن أسفه وحكومته وشعبه لما حدث مؤكدا عدم استطاعته التدخل لدى الصحيفة للاعتذار. أمام ذلك تحدثت سفيرة مصر منى عمر مؤكدة أن هذا التحرك جاء متأخرا 4 أشهر ومخاطبة فوج بالقول إنها وزملاءها السفراء المسلمين كانوا يفضلون التدخل لإنهاء الأزمة منذ أول لحظة "لكنك رفضت"، أضافت أن هذا الموقف المتمثل في التعبير عن استياء الحكومة والشعب للإساءة للإسلام موقف جيد وتشكرون عليه لكنه لا يكفي لترضية الشعوب الإسلامية ولن يتم ذلك إلا باعتذار الصحيفة علنا وصراحة.
وأمام عدم التعليق أو الإجابة بالموافقة اقترحت السفيرة أن يتدخل رئيس الوزراء فوج بصفته مسؤولا عاما عن الأمن القومي الدنماركي، وما لحق به من تصرفات الصحيفة. وهنا تدخل فوج قائلا: "الذي يمس الأمن القومي الدنماركي هو المقاطعة والمساس بسمعة بلادنا في الخارج أما التدخل لدى الصحيفة فليس من حقي دستوريا".
وعلق كل من سفير الولايات المتحدة وسفير النمسا في كوبنهاجن معبرين عن دعمهما لرئيس الوزراء باعتباره يدافع عن قيمة كبرى من قيم المجتمع الأوروبي وهي حرية التعبير.
ومضى رئيس الوزراء مؤكدا أن "الصحف في بلادنا لا تخضع لسيطرة الدولة وبالتالي فإن حكومتنا لا يمكنها تقديم اعتذار باسم "صحيفة حرة ومستقلة" وعقب الانتهاء من كلمته انضم للحديث عدد من سفراء الدول الغربية رغم أن اللقاء كان من المفترض أن يتضمن اعتذارا من رئيس الحكومة فوج للسفراء العرب والمسلمين الذين غاب عنهم السفير السعودي الذي استدعته حكومته في موقف مشرف انتظارا لتقديم اعتذار من الحكومة الدنماركية، فيما حضر كل من سفراء مصر وإيران والمغرب وليبيا والجزائر والكويت ولبنان "غير مقيمين"، وبقية السفراء المعتمدين.
وكان فوج قد حرص كذلك على توضيح موقف الحكومة والشعب الدنماركي من قضايا العرب والمسلمين خاصة ما يتعلق بالقضية الفلسطينية وتعزيز الحوار ودعم الأطر الأوروبية الخاصة بدعم المباحثات الإسرائيلية الفلسطينية للوصول إلى حل لمشكلة الشرق الأوسط.
وبدا واضحا أن رؤيته لحل المشكلة الحالية تتلخص في أن تهدأ الشعوب المسلمة وألا تكون هناك مقاطعة.
ورغم حرص رئيس الوزراء الدنماركي على الخروج للصحفيين والتأكيد على أن السفراء عبروا عن تفهمهم للوضع فقد خرج السفراء وهم متأكدون جميعا بأنه لا جديد على حد وصف أحدهم لـ"الوطن".
بدورها قالت السفيرة المصرية منى عمر: "لقد آن لنا أن نبني بناء إيجابيا وبشكل أقوى بعد هذه الأزمة"، محملة جزءاً مما حدث للأمة الإسلامية التي غابت عن الساحة مكتفية بما ينقل عنها ومنها من صور سلبية، وإذا كان ثمة لوم يوجه على حد تعبير السفيرة فهو لوم أنفسنا ولوم أمتنا التي غابت كثيرا عن تقديم أفعال وأعمال توضح الصورة المتحضرة للإسلام والمسلمين.
وفي نبرة لا تخلو من الإحباط الخاص بهذه الأزمة تحديدا قالت السفيرة منى عمر: "أتحدث لكم بصفتي مسلمة قبل أي شيء آخر، وأقول لكم لا بد من إعلام عربي وإسلامي واع ومتفهم يستغل هذه الأزمة المؤسفة في تقديم صورة حقيقية للإسلام والمسلمين".
3صحف هولندية تعيد نشر الرسومات وأخرى إيطالية يقول رئيس تحريرها: لا أحد يستطيع إقالتي
بالعربية والتركية والآسيوية والسورنامية خطباء الجمعة في أوروبا يعلنون يوم الغضب الإسلامي
أعلنت المساجد والمؤسسات والمراكز الإسلامية في معظم الدول الأوروبية أمس الجمعة يوم غضب إسلامي عالمي من أجل كرامة الإسلام ونصرة خاتم الأنبياء صلى الله عليه وسلم، وفي هولندا وبلجيكا والدنمارك أكد عدد من الشيوخ والأئمة في خطب صلاة الجمعة على نصرة الإسلام وعلى التحرك لحماية كرامة الإسلام ولكن بالطرق السلمية وعدم انتهاج العنف أو السماح للأفكار المتطرفة أن تهيمن أو تقود تحركات الشباب المسلم.
وتركزت خطب الجمعة بالمساجد على اختلاف لغاتها ولهجاتها العربية والتركية، والآسيوية والسورنامية وغيرها على ما أثارته الدنمارك من غضبة المسلمين بما نشرته من رسوم ضد سيد البرية كما تركزت الخطب على وقوف الحكومات الأوروبية لمساندة الدنمارك تحت زعم حرية الإعلام.
وأكد الشيوخ والأئمة على أن حرية الإعلام لا يمكن أن تعني التطاول والنيل من الأديان السماوية وعلى رأسها الإسلام.
وقد انتشر رجال الأمن في هولندا وبلجيكا والدنمارك حول المساجد منعا لحدوث أي أعمال عنف أو الخروج في مظاهرات تهدد الأمن الداخلي، ورغم ذلك تظاهر آلاف المسلمين في أماكن متفرقة بالعديد من المساجد في البلدان الثلاثة.
وعلمت "الوطن" من مصدر أمني أوروبي رفيع ببروكسل بتحذير أجهزة استخبارات أوروبية من حدوث تحركات إسلامية متطرفة، تهدف إلى توجيه ضربات إرهابية ضد أهداف ورموز دينية مسيحية في الدول الأوروبية وعلى رأسها الدنمارك، واستهداف مؤسسات اقتصادية وشركات كبيرة تابعة للدنمارك في الداخل والخارج بجانب استهداف الدبلوماسيين،ونصحت الاستخبارات الدنماركية وفقا للمصدر الحكومة بالعمل على تقليص أعداد الممثلين والبعثات الدبلوماسية في الخارج خاصة بالدول الإسلامية والعربية حتى تهدأ تداعيات الأزمة خوفا من استهدافهم بالقتل أو الاختطاف.
وأكد المصدر أن المنسق الأوروبي لشؤون الإرهاب "خيس دى فريز" بعث بتحذيرات إلى دول الاتحاد الأوروبي،حيث أكد أن هذه الأزمة الجديدة بين المسلمين والدول الأوروبية بسبب ما فعلته الدنمارك، ستعيد الصراع بين المسلمين والمسيحيين إلى أوجه وإلى ذات الحدة التي كان عليها الصراع في أعقاب أحداث الحادي عشر من سبتمبر،وعلى الدول الأوروبية أن تتخذ احترازاتها وتبذل الجهود الأمنية لإمكانية تعرضها لضربات إرهابية موجعة.
وأكد المصدر على أن العديد من خبراء مكافحة الإرهاب في أوروبا اتفقت آراؤهم على أن هذه الأزمة أتاحت الفرصة لرموز الإرهاب على غرار أسامة بن لادن وأبو مصعب الزرقاوى بأن يعاودوا نشاطهم بقوة لتهديد المصالح الغربية في الداخل والخارج.
وفي هولندا حذت 3 صحف هولندية حذو الصحف الأوروبية التي تناقلت نشر الرسومات الكاريكاترية المهينة لخاتم الأنبياء صلى الله عليه وسلم، حيث قامت كل منها بنشر رسم أو أكثر من هذه الرسوم الكاريكاتورية، والصحف هي "الان ار سى هاندسلس داخ بلاد" واسعة الانتشار، و"فولكس كرانت"، وصحيفة "التلغراف"، ورغم محاولة الصحف التزام جانب الحياد في توصيف الصور أو التعرض لها والتزام جانب النقل الإعلامي بوصف أن هذه " هي الصور التي أثارت غضب المسلمين في العالم.إلا أن إعادة نشر بعض هذه الصور نقلا عن اليولاند بوسطن، كرس لدى مسلمي هولندا أيضا تعمد كل الإعلام الأوروبي هذه الإهانة، وإظهار التعاطف بصورة مباشرة أو غير مباشرة مع اليولاند بوسطن والدنمارك ككل،وهو ما أثار غضب الجاليات المسلمة بهولندا، وأصبح يهدد بحدوث كارثة أخرى على غرار كارثة اغتيال المخرج الهولندي ثيو فان جوخ والذي قتل على يد مسلم هو محمد بويري لقيام المخرج بإخراج فيلم أهان الإسلام تحت اسم "الخضوع".
وفي بروكسل أعلنت المفوضية الأوروبية عجزها عن تطويق أزمة المقاطعة الإسلامية للمنتجات الدنماركية، وأكدت على اتساع رقعتها في العديد من الدول وحتى بين الجاليات الإسلامية نفسها في الدنمارك والدول الأوروبية،حيث فرض أبناء الجاليات مقاطعة للمنتجات الدنماركية باللجوء إلى المنتجات المستوردة من دول أخرى آسيوية.
وأكدت المفوضية الأوروبية على ضرورة التزام الدول الأوروبية جانب الحوار مع الدول الإسلامية، والوضع في الاعتبار العقلية الإسلامية والعربية، مشيرة أيضا إلى أن حرية الإعلام في أوروبا لا تتيح للجهات الرسمية والسياسية التدخل في النشر أو في سياسة الصحف.
من جهتها دخلت الصحف الإيطالية هي الأخرى خط التضامن مع يولاند بوسطن الدنماركية، بعد أن قامت صحيفة لابادينا التابعة لحزب عصبة الشمال الإيطالي يوم أمس بنشر بعض الرسوم الكاريكاتورية المسيئة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم متصدرة صفحتها الأولى ومصحوبة بمقال لمديرها جان لويدجي باراغوني قال فيه إن مصيره بنشر هذه الرسوم الكاريكاتورية، لن يكون بأي حال من الأحوال أشبه بمصير المدير السابق لـ"فرانس سوار" الفرنسية الذي أقيل من منصبه بسبب الرسوم نفسها. وقال: "هذه الرسوم الكاريكاتورية التي ننشرها في الصفحة الأولى من عددنا الصادر اليوم هي رسوم شيطانية ستعيد العالم إلى الوراء. رسوم قامت من أجلها عناصر من شهداء الأقصى بمحاصرة مقر الاتحاد الأوروبي بقطاع غزة، وجعلت عددا من المتطرفين يهددون الغرب والرسام الدنمركي الذي كان مسؤولا عنها، وكذا كانت السبب في إقالة مدير فرانس سوار جاك لوفران الذي قام بنفس الشيء الذي نقوم به الآن... لكن الوضع بالنسبة لي مختلف ولن يقوم أحد بإقالتي من منصبي، فقط لأننا نحن من يحكم في بلدنا وليس القوانين القرآنية أو هذيان الجاليات الإسلامية".
وأكد أن اتخاذه قرار نشر هذه الرسوم ليس تحديا أو استفزازا "لكنه موقف من أجل الحرية لأن هؤلاء المتعصبين الإسلاميين لا يستهدفون جريدتي أو جريدة أخرى غربية بل يستهدفون الديمقراطية الغربية". وقال إنه لا الفاتيكان ولا من يتبعونها طالبوا يوما برأس "فاورو" (رسام كاريكاتوري إيطالي) لرسومه الناقدة للدين المسيحي، ولا بلسان رسام الكاريكاتور بصحيفة إلمنيفيستو" لكن بالدنمارك الإسلام أراد الموت لرسامي الكاريكاتور هناك و لمدير الجريدة الدنماركية". وحذر مما أسماه بخطر وجود رجال أعمال مسلمين بأوروبا. وقال "ثقافة رجل أعمال مصري مدسوس بفرنسا دخلت في مواجهة الفكر وفي صراع مع قيم مثل حرية التعبير التي يضمنها الغرب الديمقراطي".
الكاردينال سيلفيستريني: إذا جرحت الحرية المشاعر تصبح إساءة
اتحاد المنظمات الإسلامية يعقد مؤتمر في لندن لمناقشة ما تقوم به الصحف الأوروبية
يعقد اتحاد المنظمات الإسلامية في أوروبا اليوم السبت اجتماعاً خاصاً في لندن لتدارس كيفية تطويق الأزمة التي نشأت بعد نشر الرسوم المسيئة للرسول الكريم عليه الصلاة والسلام، وتداولها في عدد من الصحف الأوروبية في فرنسا وإسبانيا وألمانيا.
وقال رئيس المنتدى الإسلامي العالمي للحوار بين الأديان الأمين العام المساعد لمؤتمر العالم الإسلامي الدكتور حامد بن أحمد الرفاعي إن اتحاد المنظمات الإسلامية سيعقد مؤتمره في لندن لتطويق الفتنة التي نشأت من جراء ما قامت به الصحف الأوروبية، مذكراً بأن استنكارنا لهذه الأفعال الشنيعة يجب ألا تقودنا إلى معركة سياسية يخطط لها أعداء الإسلام، ونحن نعمل على حصر الموضوع في إطاره الديني.
وحول ما إذا كان هذا المسعى يأتي ضد رغبات الشعوب الإسلامية التي تدفع باتجاه التصعيد قال الرفاعي: من حق الشعوب الإسلامية أن تعبر عن غضبها من السلوك العدواني الذي وجه إلى الإسلام والمسلمين ونحن نقف في الصفوف الأمامية في التصدي لهذا العدوان، وأضاف: الموضوع ديني يتعلق بإهانة البعض للدين الإسلامي ويجب أن يبقى الأمر في هذا الإطار، نحن مع حرية الرأي، ولكن هذه الحرية تنتهي عند بداية حرية القيم، فلا يمكن قبول الإهانة الدينية، وقد كنا أول من أصدر بياناً يشجب ويندد بهذه الممارسات.
وحول اتساع رقعة الإهانة للمسلمين بتكرار نشر الرسومات قال الرفاعي من أجل هذا الأمر نحن نعقد مؤتمراً في لندن، وقد لاحظنا أن هناك تحالفاً في الإعلام الغربي بالإصرار على هذه الإساءة يجب أن يقابلها تحالف أعلامي إسلامي، لكن للأسف لا يوجد تنسيق ولا مواقف موحدة في هذا الإعلام.
وحول موقف الفاتيكان من هذه القضية قال الرفاعي: نحن لا نفهم صمت الفاتيكان حتى الآن ولكننا نقوم ببحث مسودة بيان مع ممثليه لإصدارها خلال اليومين القادمين، مذكراً بأنه لا يجب أن ندعو المؤسسات الدينية المسيحية لإدانة هذا الفعل الشنيع بل عليها أن تقوم به من تلقاء نفسها لأن هذا واجبها، فإذا كنا نسعى لإنجاح الحوار بين أتباع الديانات، فيجب وضع احترام هذه الديانات في أولوية الاهتمام مذكراً بأننا أول من قام بشجب الاعتداءات على الكنائس في العراق، وقمنا بذلك من دون أن يدعونا الفاتيكان، فهذا واجبنا مثلما يتحتم عليهم إدانة كل إساءة للإسلام والمسلمين.
من جهة أخرى اتسع نطاق الجدل الدائر حول الرسوم ليمتد إلى إيطاليا أمس بعد أن أقدمت صحيفتا "كورير ديلا سيرا" الصادرة في ميلانو و"لا ريبابليكا" الصادرة في روما اليوميتان على الانضمام إلى الإصدارات الأوروبية الأخرى بنشر الرسوم.
وفي مقابلة مع صحيفة كورير قال الكاردينال أكيلي سيلفيستريني إنه في الوقت الذي يكون فيه من المقبول لدواعي الهجاء السخرية من أحد القساوسة والتهكم عليه فإنه يتعين ألا يطول ذلك الرب أو الرموز الدينية التي تمثله.
وقال سيلفيستريني "الحرية قيمة عظيمة ولكن إذا جرحت حرية الهجاء مشاعر أمم بأسرها فإنها تصبح إساءة."
إقفال المصنع الدنماركي في السعودية خلف 15 ألف عاطل في الدنمارك
كشف سفير الدنمارك بالقاهرة يان سورنسن أن حجم الخسائر المترتبة على مقاطعة الدول العربية للمنتجات الدنماركية بلغت 35 مليار يورو إضافة إلى زيادة نسبة البطالة داخل الدولة مشيرا إلى أن المصنع الدنماركي الذي أغلق أبوابه بالمملكة العربية السعودية مع مقاطعة المنتجات بصفة عامة أدى إلى فقدان 15 ألف وظيفة داخل الدنمارك وقد تصل إلى 50 ألفا إذا استمرت المقاطعة لفترات أطول من ذلك.
ونفى السفير الدنماركي في محاولة لتهدئة الرأي العام المصري والعربي ما تردد عن نية الحكومة الدنماركية إضافة الرسومات الكاريكاتورية المسيئة للرسول محمد صلى الله عليه وسلم إلى المواد الدراسية الدنماركية، مؤكدا أنها محض شائعات مغرضة تهدف إلى زيادة التوتر مشيرا في نفس الوقت إلى أن المظاهرات المزمع أن يقوم بها يمينيون دنماركيون للتعبير عن سخطهم من موقف الشعوب العربية والإسلامية لمنتجاتنا ستواجهها قوات الأمن بحسم في حالة حرق المصحف الشريف أو الإساءة إليه وستمنعها على الفور من استكمال التظاهرات.
وفى هذا الإطار ظهر السفير الدنماركي مساء أول أمس في برنامج البيت بيتك المصري والذي يعرض على القناة الأرضية الثانية معتذرا عن الإساءة للرسول محمد صلى الله عليه وسلم وعرض على الجمهور المصري صورة البيان الذي أصدره رئيس الوزراء الدنماركي معتذرا فيه بصورة مباشرة عما حدث في إحدى الصحف هناك.
إلى ذلك اشتدت حملات المقاطعة للمنتجات الدنماركية داخل الأسواق المصرية خاصة بعد أن انضم إليها أكبر مركزين تجاريين في مصر بفروعهما المختلفة وهما سلسلة كارفور وهايبر وان والتي يتوافد إليهما يوميا أكثر من 250 ألف زائر ورفعت المراكز بالفعل لافتة تشير إلى أنه لا وجود للمنتجات الدنماركية.
رئيس المجلس الإسلامي يدين ومعلق راديو ألمانيا ينتقد الحرية غير المنضبطة
بروفيسور ألماني: الرسومات عمل همجي متعمد أساء للحوار بين المسلمين والغرب
انتقد رئيس المجلس الإسلامي المركزي في ألمانيا الإساءة لرسول الله والإسلام والمسلمين بنشر الصور المسيئة في الصحف الأوروبية وانتقالها للألمانية, وصرح بأن نشر مثل هذه الرسومات لا يفيد المدنية بشيء ولا يعد بطولة وشجاعة ولا يخدم الحوار بين الحضارات أو الدول الإسلامية والغرب أو الأديان التي تعمل من أجله الدول الإسلامية ودول الغرب.
وقال نديم إلياس إن نشر الرسومات المسيئة تجاوز لحدود المتعارف عليها في حرية التعبير التي تعلن الدول الديمقراطية أنها تعتنقها وتعمل على توفير الحماية لها وحماية من ينتهكونها, ومن الخطأ أن يتم إقرار تلك الانتهاكات والإساءات أو تبريرها من وجهة نظر القانون.
وذكّر نديم إلياس بوقائع سابقة عبر فيها المسلمون عن غضبهم تجاه الإساءة لمشاعر دينية لغير المسلمين, وقال لقد حدثت مظاهرات في كل من باكستان وبنجلاديش قبل سنوات ولم تكن الإساءة للإسلام بل لمشاعر عالمية عندما تم نشر إساءات في أفلام أجنبية تجاه نبي المسيحيين عيسى عليه السلام, مما يؤكد حق المسلمين في التعبير عن مشاعر الغضب عندما تمتد الإساءة إليهم ناهيك عن أن هذه الإساءة هذه المرة قد طالت نبي المسلمين.
أما مدير معهد الدراسات الشرقية الألماني في هامبورج البروفيسور أودو شتاينباخ فقد انتقد في حوار أجرته معه راديو دويتشه فيلله الألماني الحكومي, نشر الرسومات المسيئة للرسول الكريم ووصف النشر بأنه عمل استفزازي همجي متعمد لم يكن له مبرر.
وأضاف شتاينباخ المتخصص في شؤون الإسلام والشرق الأوسط أن الدنمارك تشهد منذ أكثر من ثلاث سنوات إساءات للعلاقات بين الأقلية المسلمة التي تعيش فيها وبين أغلبية السكان الدنماركيين كما تشهد تعميقا للعنصرية في المجتمع. كما أن العلاقات بين الدول الإسلامية والغرب تشهد توترا من سنوات, ولم ينتج عن نشر تلك الرسوم المسيئة أية نتائج إيجابية لصالح رأب الصدع في تلك العلاقات أو الحوار بين الجانبين.
وقال شتاينباخ إن الرسومات قد أساءت بالفعل على المستوى الإنساني وعلى المستوى السياسي أيضا ولن تفيد إلا في تعميق التطرف الذي نعمل جميعا من أجل استئصال جذوره, كما أن مثل هذه الإساءات لا يمكن قبولها حتى في دولة علمانية مثل تركيا المسلمة, فما بالك بدول إسلامية أخرى يتأصل فيها الإيمان والعقيدة الإسلامية والتقاليد التي يجب أن يحترمها الغرب.
على المستوى الرسمي الألماني تباينت ردود الفعل على نشر الرسومات وبدا أن هناك توجها لإدانة لجوء الصحف إلى المساس بحرية العقيدة ومشاعر المسلمين, مع التأكيد على حرية التعبير التي تكفلها القوانين للإعلام.
فقد تناول معلق سياسي ألماني "فضيحة نشر الرسومات" على حد قوله بالتحليل مقررا في البداية أن الاعتذار الذي قدمه رئيس تحرير صحيفة "يولاند بوسطن" الدنماركية كارستن يوسته كان بهدف التخفيف من حدّة الأضرار التي نجمت عن نشر الرسوم الاستفزازية التي طالت النبي محمداً (صلى الله عليه وسلم), وبعد أن تبين أنه من الصعب السيطرة على تبعات ذلك النشر حتى ولو كان من منطلق حرية التعبير.
قال بيتر فيليب: لقد سعت الصحيفة من خلال النشر أن "تختبر" المدى الذي يمكن بلوغه في ذلك الأمر. كان النبي محمد موضوع الرسومات، وما رسم بالريشة الملساء لم يكن مجاملةً أبدًا، ولم يكن على أية حال مناسبًا لتشجيع السلام بين الأديان.
ونقل المعلق الألماني عن أحد المعلقين السعوديين، أنه أصبح الآن جليًا لدرجة لا تقبل الشك، أن الغرب يتعامل مع الإسلام كعدوٍ، وقوله: "من يُكذِّب حدوث المحرقة (الهولوكوست) في وسائل الإعلام الغربية يتعرض للعقاب، بينما يبقى من يسيء للإسلام ونبيه دون عقاب. وقال معلق الراديو الألماني: إن انعدام المعرفة بالآخر، وتصويره عمدًا على نحوٍ مخيفٍ يكملان بعضهما البعض, لكن في الوقت ذاته، لا بدَّ من إعادة التفكير ومراجعة مسألة الفصل بين الدين والدولة في المجتمعات العلمانية. وكما جرى النقاش بُعيد مقتل المخرج الهولندي "تيو فان جوخ"، يتعين على الأقل إعادة التفكير والبحث فيما إذا كانت بعض قوانين حرية الصحافة والرأي يجب أن تبقى على حالها بلا ضوابط، أو إذا ما كان عليها أن تُعدَّل لتصبح مثل كافة الحريات الأخرى، التي تنتهي حدودها حيثما تبدأ حرية الآخرين. الحدود في هذه الحالة هي حرية الممارسة الدينية وحق الأقليات بالحماية وعدم الملاحقة أو حتى التجريح وحسب. للأقلية الدينية الحق بالحماية من هذه الاعتداءات - والمسلمون أقليةٌ في الديمقراطيات الغربية، ومن واجب الأكثرية أن توفر وتضمن هذه الحماية. وإلا فلن يبقى من أُسس الديمقراطية الكثير. واختتم المعلق الألماني بالقول إن المفكرين الليبراليين يرون خطرًا في هذا. ذلك هو حال الصحيفة اليسارية "تاجستسايتونج"، التي نشرت في أحد التعليقات أنه لا يمكن إعطاء الضمانة بألا تتكرر واقعة كالتي حصلت في الدانمارك: هذا مطلب لا يمكن تحقيقه، إذا كنا لا نريد أن يحدِّد لنا القساوسة أو الأئمة أو الحاخامات ما نقرأ أو نسمع أو نشاهد. هذه السلطات الدينية أثبتت نفسها ولأمدٍ طويل باعتبارها سلطات مضطهدةً لحرية الرأي".
ولأن مسلسل استطلاعات الرأي وحلقات النقاش في الإنترنت قد سجلت آراء ونتائج لم تلق قبولا لدى الكثير, قام موقع راديو دويتشه فيلله العربي بإجراء استطلاع حول "احترام المشاعر والمعتقدات الدينية" أعرب 64% من المشاركين فيه عن أن نشر مثل تلك الرسوم يعتبر خروجا عن حرية التعبير, بينما أعرب 24% عن موافقتهم على النشر ولم يعرب 12% عن رأيهم.
مدير تحرير فرانس سوار يستقيل احتجاجا على إقالة رئيسها
الجدل ينطلق في فرنسا حول مدلولات حرية التعبير وضوابطها
تثير إقالة مدير ورئيس تحرير صحيفة فرانس سوار الآن العديد من ردود الفعل حيث يعترض جميع العاملين في الصحيفة على هذا الإجراء، وكذلك العديد من أبناء الطبقة السياسية الفرنسية، وقد قدم عصر أمس مدير التحرير المؤقت الذي عينه مالك الصحيفة استقالته اعتراضا على إقالة رئيس التحرير.
وفي استطلاع رأي لبعض المشاركين في منتديات المواقع الفرنسية كانت النتيجة كالآتي: 24% يؤيدون النشر بدون أية حدود أو قيود، و76% من المشاركين يرفضون هذه الحرية التي تمس بمشاعر الآخرين وأفكارهم ومعتقداتهم.
إلى ذلك أصدر المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية بيانا قال فيه:
"يشجب المكتب التنفيذي للمجلس الفرنسي للديانة الإسلامية والمجتمع في أول فبراير 2006، بحزم التحريض الذي يشكله إعادة نشر رسوم متعلقة بنبي الإسلام من جانب اليومية الباريسية فرانس سوار والتي تم نقلها عن إحدى الصحف الدنمركية. هذا العمل من ورائه دوائر عنصرية تشكل من جديد مواقف معادية للإسلام والمسلمين. هذه الرسوم إنما هدفها هو كسر العلاقة بين الإسلام والغرب، والتشجيع على ما يسمى بصراع الثقافات.
لن تستطيع بعض دوائر الفكر الاختباء طويلا خلف مبدأ حرية التعبير، حيث إن الهدف من وراء إعادة النشر مشكوك فيه تماما، ويرمي إلى تقزيم الديانة الإسلامية. المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية يذكر بأن شخص نبي الإسلام هو منزه ومقدس لما يقرب من مليار والنصف مليار مسلم في العالم، وأن الاعتداء على كل ما هو مقدس غير مقبول تحت أي شعار. وتحتفظ الفيدراليات المكونة للمجلس الفرنسي للديانة الإسلامية بالحق في التوجه إلى القضاء الفرنسي للمطالبة بحقوقها كاملة غير منقوصة."
من جهة أخرى دافعت غالبية الصحف الفرنسية أمس الجمعة عن حرية الصحافة في وقت تثير فيه قضية نشر رسوم كاريكاتورية تظهر النبي محمد صلى الله عليه وسلم ردود فعل غاضبة جدا في العالم الإسلامي.
وكتبت "فرانس سوار" التي كانت أول صحيفة فرنسية تنشر الرسوم الكاريكاتورية الدنماركية أن ما يحصل يظهر "صوابية دقنا لناقوس الخطر".
واعتمدت صحيفة "لومانيتيه" الشيوعية موقفا معتدلا حول قضية الرسوم لكنها دانت إقدام أصحاب صحيفة "فرانس سوار" على إقالة مديرها معتبرة أنه إجراء "غير مقبول" لأن "حرية التعبير حق أساسي في الديمقراطية".
وأقرت الكثير من الصحف أن المسلمين قد يكونون صدموا بالرسوم لكنها دافعت رغم ذلك عن ضرورة احترام حرية الصحافة.
وجاء في صحيفة "لوموند"، "لا يمكن لأي ديموقراطية أن تنشئ شرطة للرأي إلا إذا أرادت الازدراء بحقوق الإنسان".
لكن صحيفة "لو فيغارو" (محافظة) لطفت قليلا من هذه الحرية المطلقة مؤكدة أن "الرقابة الذاتية قد تكون ضرورية" لأن "ما يسمح به القانون يحظره الضمير أحيانا".
وأكدت "قد يحصل أحيانا سوء استخدام لحرية الصحافة".
وقررت صحيفة "ليبراسيون" نشر رسمين من أصل 12 رسما نشرتها صحيفة دنماركية في الأساس تحت عنوان "وثائق وأدلة" إثر نقاشات طويلة بين المحررين على ما جاء في تفسير رافق ملفا ضخما مخصصا للقضية. وأوضحت الصحيفة أن "الخيار الذي اتخذ في الصحيفة اليوم يلبي قبل كل شيء الحرص على الفهم وإعادة تأكيد مبدأ وقيم يبدو لنا أنها تتعرض للإساءة في هذه الأزمة التي فاقت الحد مقارنة مع موضوع النقاش".لكن الصحيفة قالت إنها استبعدت "أكثر الرسوم كاريكاتورية والتي تظهر النبي محمد صلى الله عليه وسلم معتمرا عمامة على شكل قنبلة" مشددة على أنه "يخلط بشكل غير مقبول بين كل المسلمين والإرهابيين". واعتمدت الصحف في المناطق الفرنسية اللهجة ذاتها وأشارت الكثير منها إلى أن الرسوم الكاريكاتورية التي تظهر النبي صلى الله عليه وسلم مستوحاة من كون أن الإرهابيين "يدعون أنهم يتحركون باسمه ولا يستحقون بتاتا احترامنا" على ما جاء في صحيفة "لا فوا دو نور".
وأشارت "لا برس دو لا مانش" في هذا الإطار إلى أن "اعتداءات القاعدة تسيء بالتأكيد بشكل كبير إلى فهم الإسلام لأنها تشوهه وتظهره بمظهر كاريكاتوري".
وسائل الإعلام الدنماركية تتوقع استمرار الحدث طويلاً إذا لم تحدث معجزة
ما زال الحدث يسيطر على الساحة الإعلامية المرئية والمقروءة والمسموعة في الدنمارك، تتوقع وسائل الإعلام الدنماركية لتداعيات وتفاعلات موضوع إساءة صحيفة يولاند بوسطن إلى مشاعر المسلمين بأن تتطور أكثر وتستمر فترة طويلة وقالت إحدى القنوات التلفزيونية إن الخلاص من هذه الورطة يتطلب معجزة لإيقاف هذا السيل الهائل من الاحتجاجات، والمقاطعات التي حطمت أسوار الدنمارك.
وإلى ذلك وتحت وطأة الضغط السياسي والإعلامي والاقتصادي رضخ أخيرا رئيس وزراء الدنمارك لعقد اجتماع مع جميع السفراء الممثلين لدى الدنمارك ومعهم الوزراء المسلمون والعرب، وقد تخوف من الاجتماع معهم فقط لكيلا يرى ذلك بأنه رضخ للضغط الإسلامي. غير أنه أعلن أمس عن عدم قدرته على الاعتذار باعتبار صحف بلاده لا تخضع لسيطرة الدولة. وقد كانت حدة الانتقادات قد زادت على رئيس الوزراء من الطرف الدنماركي ممثلا بأحزاب المعارضة ووسائل الإعلام وفي هذا اللقاء شرح للسفراء الوضع الراهن الذي وصلت إليه الأمور وسعيه إلى إيجاد حل إيجابي لها وقد طلب مساعدة السفراء وبلادهم.
ومما زاد الوضع تدهورا التهديدات العديدة التي تلقتها السفارات الدنماركية والجاليات التي تسكن في البلاد العربية والإسلامية مما دفع المخابرات الدنماركية للتدخل في الشأن الداخلي للدنمارك فدعت إليها أئمة المساجد الإسلامية وطلبت منهم بأن يسعوا إلى خفض حدة التوتر في الدنمارك.
وعلق الإمام التركي الأصل فاتح أليف الذي لم يكن في هذا اللقاء قائلا: "نحن المسلمين هنا في الدنمارك إذا بقينا نطلب ونطلب فسيزيد ذلك من سأم الناس ويجب أن نقبل بأن صحيفة يولاند بوسطن لن تقدم اعتذارا ولا أي شيء إيجابي من طرفها.
ومن طرف آخر صرح الإمام الدنماركي وحيد بترسون: إننا لن نحصل على أكثر من هذا من رئيس الوزراء أو صحيفة يولاند بوسطن وليس عندنا اهتمام في تصعيد الموقف والجماعات الإسلامية الكبيرة ستعود إلى هدوئها الطبيعي.
وما زالت الحكومة الدنماركية تعمل على جميع الأقنية الدبلوماسية على أعلى مستوى وخاصة عن طريق وسائل الإعلام العربية والتي ظهر فيها رئيس الوزراء من خلال لقائه الصحفي على قناة العربية والذي لم يقنع الشارع العربي بموقفه وآرائه.
ومن جهة أخرى فقد شكلت وزارة الخارجية مجموعة تضم حوالي 10 - 15 من رجالها لملاحقة وسائل الإعلام وآخر التطورات لهذا الحدث الكبير في كل العالم.
وانتقد وزير الخارجية الدنماركية الصحف الأوروبية التي نشرت الرسوم الكاريكاتورية للرسول صلى الله عليه وسلم البارحة وكأنها ضمادة وضعها على جراح السفراء العرب والمسلمين الذين رفض لقاءهم سابقا.
وفي مقابلة للصحفي السويدي مع صحيفة بوليتكن أعلن عن تذمره من صحيفة يولاند بوسطن للجوئها إلى هذه الرسومات دون اللجوء إلى اختصاصيين في هذا الأمر والتشاور معهم وأخذ الرأي منهم قبل نشرها. وقال معلقا: "إن حرية الرأي والتعبير مقدسة ولكن لها حدود ويجب أن تتوقف عندها ويجب أن نأخذ بالاعتبار مشاعر أي طائفة في هذا المجتمع أو مجموعة عرقية وأنه لا يوجد حرية بدون مسؤولية.
وانتقد صحيفة يولاند بوسطن على نشرها الرسوم وقال معلقا: "إن حزب الشعب الدنماركي جعل الأمر ممكنا في السابق على التحدث مع المسلمين بطريقة مهنية والآن أصبح ممكنا بقوة".
وختم لقاءه بأنه لا يمانع أن ينتقد أحد دينا من الأديان ولكن يجب ألا يكون هذا الشخص من غير دين أو عقيدة وإلا فاعتبر هجوما كأن يهاجم أو ينتقد مسيحي مسلما.
والصحفي السويدي غوران روسنبرج قد اشترك في مقابلة إذاعية يوم الثلاثاء في السويد حول موضوع الرسومات.
مثقفو القصيم: محاسبة الصحيفة وتفعيل المقاطعة واستنهاض المؤسسات الأكاديمية والدبلوماسية مناشط ضرورية للرد على ما أثير حول الرسول الكريم
الهويمل: رب ضارة نافعة والغضب الجماهيري قد لا يسيطَر عليه والضرر يجب ألا يطال
المقيم بذنب الظاعن
دعا عدد من المثقفين وأصحاب الفكر والأكاديميين في منطقة القصيم إلى محاسبة الصحيفة الدنماركية وضرورة تفعيل دور المقاطعة واستنهاض المؤسسات الأكاديمية والتربوية والدبلوماسية في سبيل الرد وتبيين وجهة نظر العالمين العربي والإسلامي إزاء ما تعرض له الرسول العربي الكريم من رسومات ساخرة تضرب وتشوه صميم العقيدة وتمس أحد أهم مقدسات العالم الإسلامي موضحين أن "فرية" حرية الصحافة التي تتبجح بها الكثير من الدول الغربية والأوروبية إنما تفضحها وقائع كثيرة مستدلين بالهولوكوست وروجيه جارودي ومعاداة السامية التي يفر إليها اليهود ويبتزون من خلالها العالم.
فقد علق الدكتور حسن الهويمل رئيس نادي القصيم الأدبي ورئيس المكتب الإقليمي لرابطة الأدب الإسلامي على ما نشر من رسومات تهكمية مست الرسول الكريم بقوله: رب ضارة نافعة وما فعلته الصحيفة الدنماركية حلقة في السلسلة الصدئة التي عهدناها من قبل وسوف لا نعدمها والمهم ألا يكون موقفنا اهتياجاً عاطفياً أعزل يمر كمر السحاب, ويبدو أن مفهوم حرية التعبير لديهم قد أرداهم وهاهي السلطات الدنماركية تريد أن تستدرك الأمر ولكن في الوقت الضائع وهذا مما زاد من حدة الغضب الجماهيري والتوتر في الشارع الإسلامي، ونحن لا نريد أن يطال الضرر شركات لا ذنب لها فالخطأ من صحيفة تجهل قيمة الرسول صلى الله عليه وسلم في نفوس المسلمين وتصرفها تصرف أهوج وسخيف ولم تكن مطالب المسلمين صعبة المنال إنها تطلب الاعتذار ومحاسبة النفس والعقوبة يجب ألا تطال المقيم بذنب الظاعن.
بينما تساءل الدكتور مصطفى بكري الأستاذ المشارك في جامعة القصيم والمتخصص في النقد والأدب: هل جاءت الكاريكاتورات الإسكندنافية لتنسف هذه الجهود ولتقديم تبادل التهم على تبادل الأفكار ولوضع العلاقات العربية الأوروبية على حافة الهاوية؟ إن الحرية قد تصبح عبئاً على بعض دعاتها إذا انطلقت جامحة من كل قيد جانحة نحو تأجيج الغرائز وتأجيل العقل والتأمل.
نحن المسلمين لا يجب أن نرفع شعار:
ألا لا يجهلن أحد علينا فنجهل فوق جهل الجاهلينا
ودعا الدكتور بكري إلى أن تقوم مؤسساتنا الدبلوماسية والأكاديمية ببذل الجهد لإيصال الدعوة الإسلامية الصحيحة إلى كل الناس وانتزاعها ممن اختطفها وحصرها بالقتل والتمثيل أو بالرؤى القاصرة للذات والآخر.
وذكر الدكتور عبدالعزيز بن صالح الشاوي وكيل كلية الشريعة بجامعة القصيم وعضو المجلس البلدي في بريدة أن ما حدث لن يضير الرسول صلى الله عليه وسلم حيث تكفل المولى سبحانه بالدفاع عنه (إنا كفيناك المستهزئين) موضحاً أن حملة التشويه التي قادتها الصحيفة الدنماركية للرسول الأكرم هي امتحان للأمة الإسلامية لمعرفة قدر نبيها في قلوبها، وأن الواجب على الأمة أن تدافع عن نبيها وتتصدى لتلك الهجمة الشرسة على المقدسات بكل الإمكانات المتاحة إعلامياً وسياسياً واقتصادياً وثقافياً، مشدداً على دعوى الحرية المزعومة التي يتبجح بها الساسة والنخب الدنماركيون. فلا تستطيع الصحيفة ولا الإعلام الغربي كله التعرض لقضايا معينة كالسامية مثلاً!
من جانبه أبان الدكتور حسن بن صالح الحميد أستاذ مساعد في كلية الشريعة وأصول الدين بجامعة القصيم أن التعليقات واستطلاعات الرأي التي أثبتت أن معظم الدنماركيين لا يؤيدون مبدأ الاعتذار للمسلمين هي بمثابة كشف لغطاء يتستر وراءه الحقد والتصغير الذي تكنه لنا الكثير من الدول الإسكندنافية ويثبت الحدث كذلك إننا شعوباً ودولاً لا نحب المواجهة وندفع مثل هذه القضايا الحساسة والمثيرة بالراحتين واليد. وذكر بأننا نحن المسلمين لا نقبل التقليل ولا المس بقدسية الأنبياء كلهم ولذلك نحن نرفض فكرة صلب المسيح التي يعتقدها النصارى. وبين أن ما يحدث في الدنمارك وعموم الدول الغربية إنما هو تشريع للفوضوية باسم الحرية، وكيل بمكيالين تجاه الصحافة وحرية الرأي ولعل حادثة (الهولوكوست) والمفكر روجيه جارودي ليست ببعيدة. ودعا الحميد إلى ضرورة تفعيل دور المقاطعة الاقتصادية ولا ينبغي أن تتراجع حتى ولو كان هناك اعتذار صحيح مباشر من قبل الحكومة الدنماركية والصحيفة نفسها وعلى أقل تقدير لمدة سنة كاملة يتم من خلالها تسجيل موقف واعتراض يضرب له ألف حساب.
وقال وكيل جامعة القصيم الدكتور أحمد بن علي الرقيبة: انعكاسا لم تم نشره من صور كاريكاتورية في إحدى الصحف الدنماركية والنرويجية التي تزدري رسول الله صلى الله عليه وسلم رسول المحبة والهدى والسلام للثقلين غير عابئة بشعور ما يقارب ملياراً وثلث المليار من المسلمين المحبين لرسول الله صلى الله عليه وسلم والذي يمثل لهم القدوة الحسنة في حياتهم، أظهر أبناء المملكة العربية السعودية والبلاد العربية والإسلامية استنكارهم وانزعاجهم الشديد لما تم نشره لهذه الصور والتي تظهر فيها رائحة العنصرية والكره الدفين لهذا الدين الحنيف ورسوله صلى الله عليه وسلم، كذلك ترسبات الحروب الصليبية على البلاد الإسلامية والتي خسرها الظالمون بفضل الله ومنته في نفوس من قام بهذا العمل المشين والذي لم تعارضه الحكومة الدنماركية ولم تستنكره مما يعني الموافقة الضمنية على محتواها بحجة حرية التعبير على الرغم من معرفتها الأكيدة أنها تتجاوز حدود الحرية لتصل إلى إيذاء مشاعر المسلمين كافة على وجه الأرض ولنا أن نتخيل استخدام هذه الحرية المطلقة في التشكيك أو التقليل من عدد اليهود الذين أبيدوا في المحرقة الألمانية لليهود (الهولوكست) هل ستقبل الحكومة الدنماركية أو الشعب الدنماركي هذا النطاق من الحرية، حيث لاتزال الذاكرة تحمل محاكمة المفكر الفرنسي جارودي والحكم عليه بالسجن للعديد من السنوات وسحب كتابه من المكتبات بحكم من المحكمة بحجة معاداة السامية بينما الاستهزاء بالرسول صلى الله عليه وسلم وبدين الإسلام في عرفهم يدخل في نطاق حرية التعبير! فلماذا اختلفت المعايير هنا؟
وفي هذا الصدد يمكن أن نلفت الانتباه إلى حديث الإفك على أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها، زوجة رسول الله صلى الله عليه وسلم عندما رماها المنافقون بالزنا وقد أنزل في هذه الحادثة قرآن يتلى إلى يوم القيامة وسماه الله بالخير وليس بالشر (لا تحسبوه شراً لكم بل هو خير) حيث أنزل فيه التشريع في مثل هذه الحالات ليميز الله بين المؤمنين بالرسول صلى الله عليه وسلم والمنافقين. وكشفت هذه الحادثة عن المتعاطفين مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وزوجته أم المؤمنين وعن الذين يكنون له البغضاء من المنافقين.
لذا فإن نشر هذه الصور المشينة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أظهر مستوى حب الرسول صلى الله عليه وسلم من جميع المسلمين الذي لم يتوقعه غير المسلمين أن يصل هذه الحد من الحب والتعلق ليصل إلى استخدام سلاح المقاطعة الاقتصادية على مستوى الفرد المسلم في المملكة العربية السعودية وبعض البلاد العربية والإسلامية لجميع البضائع الدنماركية وبالتالي إحداث الخسائر المادية للشركات الدنماركية وهي اللغة التي تفهمها الحضارة المادية الغربية مما يترتب عليه المساس بحياة العمالة الدنماركية في معظم الشركات المنتجة للسلع المباعة في البلاد الإسلامية وحتى تكون عبرة للدول الأخرى التي تتجرأ صحافتها على ثوابت الأمة الإسلامية والتي يبذل فيها المسلم حياته في الدفاع عنها. كذلك لا يفوتنا في هذا الصدد الإشادة بشجاعة حكومة المملكة العربية السعودية من خلال سحب السفير السعودي تعبيرا عن استنكارها هذا العمل المشين حيث لم تول الحكومة الدنماركية أي اعتبار لمشاعر الأمة الإسلامية على الرغم من وجود أقلية إسلامية تشكل أحد أطياف الشعب الدنماركي.
لذا قد تكون هذه الحادثة خيراً على المسلمين حيث أظهرت توحد شعورهم تجاه الرسول صلى الله عليه وسلم لغير المسلمين والرقي في التعبير عما يمس ثوابت الأمة من قبل الغير من خلال استخدام المقاطعة الاقتصادية لكل من ينوي الإقدام على مثل هذا العمل المشين على الرغم من أن هذه المقاطعة الاقتصادية الفردية يجب أتباعها بأعمال أخرى تدخل في نطاق الحرية والتعبير الإيجابي المضاد مثل تأليف النشرات في معظم لغات العالم عن حياة الرسول صلى الله عليه وسلم وكذلك عن الوجه المشرق للإسلام. ومساعدة الجاليات الإسلامية في البلاد الغربية والتي تتمتع بالانتماء لبلدها وذات قدرة على الاختلاط بالأطياف الأخرى في نفس البلد ليكونوا رسل سلام في تلك البلاد. وأختم قولي بأن الله سبحانه تكفل بحفظ رسوله من أن يهان بقوله: "إنا كفيناك المستهزئين".
رفض المتسوقين للشراء يسهم في سحب المنتجات الدنماركية من متاجر مكة المكرمة
اكتمل سحب المنتجات الدنماركية من معظم المراكز التجارية الكبرى والبقالات حتى الصغيرة في الأحياء الشعبية في مكة المكرمة حيث ساهم المستهلكون في عملية سحب المنتجات برفضهم شراءها ووجودها في المحلات وذلك بعد خطبة الجمعة التي تابعوها في جميع مساجد العاصمة المقدسة ودعت إلى المقاطعة الشاملة والعاجلة للمنتجات الدنماركية والنرويجية بجميع أنواعها، وصار مشهدا عاديا وجود لوحات كتب عليها " لا نبيع المنتجات الدنماركية حبا لرسول الله صلى الله عليه وسلم"، حتى إن الموزعين امتنعوا عن توزيع هذه المنتجات على المحلات وبدؤوا بتوزيع منتجات محلية وعربية بديلة عنها.
ورصدت "الوطن" في جولتها على بعض المراكز التجارية الكبرى والبقالات أن هناك إجماعا على مقاطعة هذه المنتجات وبشكل دائم، وقال المواطن ظافر القرني: نحن مصرون على مقاطعة المنتجات الدنماركية مهما كان الثمن حتى لو كانت ضرورية لنا ولن نسمح لهم أو لغيرهم بالتطاول على مقام الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم".
وأكد المواطن عبدالرحمن برعي أنه "حبا لرسول الله صلى الله عليه وسلم لن نشتري هذه المنتجات ولن ندخلها بيوتنا حتى لو وزعوها علينا بالمجان وسنستبدلها بمنتجات وطنية وعربية أفضل منها ومن خيرات بلادنا، وأن المقاطعة ليست لمدة زمنية محددة وإنما ستكون دائمة، وأدعو إلى أن يقبل الكل على شراء المنتجات السعودية لتشجيعها".
بدوره قال المواطن خالد المهداوي "لن نشتري أي منتج دنماركي حتى لو أصبح (ببلاش) لأن في ذلك إنعاشا لاقتصادهم وتنشيطا لصناعتهم ونحن لن نساهم في ذلك".
وأكد صاحب أحد المتاجر الكبرى في مكة المكرمة أنه سحب جميع المنتجات الدنماركية من متجره وأنه طلب من الموزعين عدم تزويد متجره بأي من هذه المنتجات، مشيرا إلى أن المقاطعة ستستمر في متجره إلى أن يعتذر المخطئون عن فعلتهم الشنيعة من كل المسلمين، وقد تم استبدال المنتجات المسحوبة بمنتجات سعودية وعربية تفوقها جودة، حتى إن الزبائن كانوا يستحلفوننا أن نؤكد لهم عدم وجود أي منتج دنماركي في المتجر، وبعضهم يقوم بقراءة رقم التعريف للمنتج لأن المنتجات الدنماركية تبدأ بالرقم 57. وأوضح أنه لا توجد خسارة في عدم بيع المنتجات الدنماركية، وحتى لو حدثت فلن تكون هناك خسارة في حب رسول الله صلى الله عليه وسلم وإنما هو أعظم مكسب لنا ولكل من يقاطع هذه المنتجات".
مطالبات شعبية بمقاطعة شخصيات دنماركية مشاركة في منتدى جدة الاقتصادي
ارتفعت المطالباتالشعبية بتصعيد المقاطعة في السعودية إلى أعلى مستوياتها لتطال مقاطعة شخصيات دنماركية مشاركة بمنتدى جدة الاقتصادي بعد المقاطعة الاقتصادية والسياسية لمنتجات ومؤتمرات دنماركية واستدعاء السفير السعودي إثر الإساءة الصارخة من صحيفة دنماركية برسوم كاريكاتورية إلى شخص الرسول صلى الله عليه وسلم.
وفي حين لم يشهد جدول المنتدى أي تغيير يذكر من حيث الشخصيات المشاركة والمتحدثة بعد الإعلان الأخير لجدول أعمال المنتدى, لم يعلق رئيس المنتدى ومجلس جدة للتسويق عمرو عناني على هذه المسألة مفضلا عدم التعليق, وتباينت آراء رجال أعمال واقتصاديين في مسألة مقاطعة شخصيات دنماركية للمنتدى أحدها متحدث يعتزم استضافته بإحدى جلسات المنتدى وهو صاحب سلسلة فنادق عالمية.
ومن جانبه يرى الاقتصادي جميل فارسي أن ملابسات ما حدث من إساءة للرسول صلى الله عليه وسلم واضحة، لذلك فإن عدم استقبال شخصيات دنماركية ذات علاقة غير مقبول حالياً.
وأكد فارسي أن المقاطعة الاقتصادية الشعبية وسحب السعودية لسفيرها تعد مواقف جيدة وفاعلة حيال الهجوم ضد الإسلام والمسلمين, مشددا على ضرورة أخذ خطوات جادة على جميع الأصعدة والاستمرار بالإصلاح الاقتصادي والسياسي بهدف تحسين الصورة الحقيقية لنا كمسلمين وعدم الاقتصار فقط على تلميع صورتنا في الخارج دون اتخاذ خطوات جادة في سبيل تحسين تلك الصورة.
ولا يرى فارسي أن مقاطعة شخصية اقتصادية في المنتدى سيكون لها أثر مرجو خاصة إذا كانت تلك الشخصية لا تمت بصلة إلى المواقف الدنماركية حيث لا نستطيع تحميلها تبعات دولتها بعكس لو كان ذلك الرفض موجها لشخصية سياسية دنماركية.
وقال إن مقاطعة رئيس شركة, أو رجل أعمال دنماركي لن تكون عادلة، ولاسيما أن قضيتنا كأصحاب حق قضية عادلة، فهو رجل أعمال ليس له قرار بشأن ما حدث، وقد يكون شخصية داعمة للمسلمين بخلاف شخصيات غربية أخرى.
كما لا يجد أن من العدالة مقاطعة مجرد شخصية اقتصادية في منتدياتنا أو مؤتمراتنا, بينما يجد أن من الواجب مقاطعة أي كيان أو منظمة دنماركية مؤكدا بقوله: "نعم لمقاطعة المنتجات أو العلاقات الديبلوماسية".
ويؤيد رجل الأعمال ورئيس جمعيات تحفيظ القرآن بجدة المهندس عبدالعزيز عبدالله حنفي المقاطعة بجميع أشكالها حتى وإن كانت مقاطعة مسؤول أو اقتصادي دنماركي وأن يلغى استقباله, وإن تم اختياره ضمن مجموعة المتحدثين في المنتدى قبل المقاطعة الشعبية، معللا ذلك بأن الرفض في التعامل مع قضيتنا بالإساءة إلى الإسلام جاء أولا من المسؤولين الدنماركيين الذين رفضوا اتخاذ أي إجراءات حيال المسيئين قابلين بإهانة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم خاصة أن المواقف الدنماركية لم تكن إيجابية حيال ذلك.
وأضاف حنفي: إن بمقدور اقتصاديات السعودية أن تؤتي ثمارها في اتخاذ مواقف مؤثرة في الرد على المسيئين رغم إيماننا بالعمل السلمي, ولذلك على الجميع ورجال الأعمال دعم المقاطعة والعمل على تعزيز سوقنا المحلية، وعلينا ألا ننسى هذه المواقف وأن نتواصل في اتخاذ مواقف إيجابية ضد كل ما يضر مصالحنا وأن تجتمع الدول الإسلامية ومنظمة المؤتمر الإسلامي في رفع مذكرة إلى الأمم المتحدة والفاتيكان وجميع مؤسسات الغرب لمناهضة كره الإسلام ومهاجمة رموزه الدينية.
مطالب شعبية بإلزام المحلات بحصر المنتجات الدنماركية والنرويجية في القنفذة
أدت التوعية والمطالب المتكررة التي لجأ إليها المواطنون في محافظة القنفذة عبر العديد من الوسائل التوعوية إلى انخفاض شديد في الإقبال على المنتجات الدنماركية والنرويجية.
وقد ساعد على ذلك خطب الجمعة التي تركزت حول أهمية اتحاد المسلمين ووقوفهم صفاً واحداً ضد كل من يسيء للإسلام والمسلمين، مشيدين بالدور القيادي الذي قامت به السعودية بسحب سفيرها، وكذلك الاتحاد بين المسلمين وامتناعهم عن شراء المنتجات التي تتبع للبلدان التي تسيء للإسلام والمسلمين.
كما كان للرسائل المتداولة بين المواطنين، والتي تحث على المقاطعة وتعرض مجموعة من السلع التابعة للبلدان دور كبير في المقاطعة.
وفي الوقت الذي اعترف فيه عدد من رجال الأعمال بمحافظة القنفذة ببدء ركود تلك المنتجات، طالب عدد من المواطنين بإلزام المحلات بوضع قائمة للمنتجات التي تتبع لتلك البلدان، وذلك حتى لا يحدث لبس لدى المواطنين وتتضرر بلدان وشركات أخرى، ولتتسع دائرة المشاركة، مشيرين إلى أن عمليات الشراء بدأت تضعف وهي تقتصر على كبار السن والأطفال الذين يجهلون هذه المنتجات.
مطالبين الدول الإسلامية بمواقف أكثر حسماً
علماء الأزهر يثمنون مواقف السعودية في دفاعها عن الرسول
ثمن عدد كبير من علماء الأزهر الشريف المواقف الرسمية والشعبية السعودية ضد الدنمارك دفاعاً عن الرسول صلى الله عليه وسلم بعد نشر صحف الدنمارك لرسومات تسيء إليه صلى الله عليه وسلم.
وطالب علماء الأزهر بقية الدول العربية والإسلامية أن تحذو حذو السعودية، وقال عضو مجمع البحوث الإسلامية الدكتور جمال الدين محمود إن الخطوات الرسمية التي اتخذتها السعودية من سحب سفيرها من الدنمارك هي خطوة مهمة وأولية لمعاقبة هذا البلد الذي استهان بمشاعر المسلمين وأساء لرسولهم صلى الله عليه وسلم، وأبى أن يتقدم حتى باعتذار لمليار ومائتي مليون مسلم، وعلى الدول الإسلامية أن تتخذ خطوات مماثلة حتى لا تتجرأ بقية دول العالم على ديننا وعلى رسولنا الكريم وعلى قرآننا.
وأوضح المفكر الإسلامي رئيس قسمي الدراسات الإسلامية والأدب الإنجليزي بجامعة الأزهر الدكتور محمد أبو ليلة أن الحملة الشعبية السعودية لمقاطعة المنتجات الدنماركية هي خير وسيلة لمعاقبة مثل تلك الدول التي تستخف بمشاعرنا ولا بد من التصعيد معها إلى أقصى مدى، ومتى علمت أن مصالحها مهددة تهديداً حقيقياً سوف تعتذر وتردع من تسول له نفسه بالإساءة للإسلام ولنبيه الكريم، لافتاً إلى أن المسلمين كما علمهم نبيهم ودينهم لا يكتمل إيمانهم إلا بإيمانهم بجميع الأنبياء، وهم مطالبون باحترام معتقدات الآخر وديانته أياً كانت، لذا هم يطالبون العالم باحترامهم واحترام دينهم ومعتقداتهم ونبيهم ورموزهم.
أما أستاذ العقيدة والفلسفة بجامعة الأزهر الدكتور محمد المسير فأشاد بالخطوات السعودية على مستوييها الرسمي والشعبي، وقال: إن هذه الخطوات جاءت بعدما فشلت كل الوسائل والاتصالات في إثناء الدنمارك حكومة وشعباً عن إهانة الإسلام ورسوله، ونحن لسنا مطالبين بصداقة شعب يسخر من ديننا ومن رسولنا ومن عقيدتنا، ولن نموت إذا لم نستهلك منتجات تلك الدولة التي تحتقر مليار ومائتى مليون مسلم، ولا بد أن يعطي المسلمون للدنمارك ولشعبها ولكل من تسول له نفسه درساً قاسياً يجعلها تفكر ألف مرة قبل إقدامها على مثل تلك الأفعال الحمقاء. وتساءل الدكتور المسير: لماذا لا تجرؤ الدنمارك وصحفها على الاقتراب من اليهود؟!.