
13/03/2004, 01:33 AM
|
زعيــم مميــز | | تاريخ التسجيل: 17/03/2002 المكان: roma alriyadh
مشاركات: 4,312
| |
صلاة الموسوس ووضوئه [ALIGN=CENTER][TABLE=width:70%;][CELL=filter:;][ALIGN=center]
الحقيقة ان الوسواس القهري في الصلاة واحد من أصعب الأمور على المرضى.
فهناك العديد من المرضى بجانب الوسواس القهري يعانون في مناح عديدة إلا ان موضوع الوسواس في الصلاة هو أصعب الأمور لديهم.
هناك مرضى يبدأ الوسوس معهم من تكبيرة الاحرام. يكبر مرة ثم يشك ويعيد ويظل يعيد التكبير وأحيانا قد يمتد التكبير والإعادة حتى في أسوأ المرات قد يصل إلى ساعة، ثم يشعر بالذنب وان صلاته خطأ أو غير مقبولة، فيتوقف عن الصلاة، ثم تبدأ دوامة الشعور بالذنب.
كثيرون لا يعرفون ان الوسواس القهري، سواء كان في الصلاة أم في الوضوء هو مرض، وان الله سبحانه وتعالى يريد بالناس اليسر وليس العسر. تجد الشخص أمام هؤلاء الاشخاص الذين يعانون من الوسواس القهري يعتقد ان هذه الافكار التي تأتيه في الصلاة أو الوضوء هي ضعف إيمان، ويشعر بتأنيب الضمير وقد يدخل في دوامة حزن شديد بسبب هذه الأفكار الخاطئة عن الدين وعن الصلاة.
مريض ومثله عدد لا يحصى، يبدأون الصلاة التي قد تمتد لساعات.. مريضة قالت لي بأنها تبدأ في الصلاة بعد اذان الظهر وتظل تعيد الصلاة بسبب شكوكها بصحة صلاتها حتى يؤذن لصلاة العصر وهي بعد لم تنته من صلاة الظهر، واصبح كل يومها صلاة، فهي تبدأ الصلاة من الفجر وتظل تعيد حتى يمضي جل يومها وهي تصلي وتعيد صلواتها.
أهملت كل شيء بما في ذلك أطفالها الذين بدأوا يقتدون بها في الصلاة، وطبعا كان الضحية والمتضجر في كل هذا الموضوع هو الزوج، فهي مشغولة عنه بالصلاة من الصباح الباكر حتى آخر الليل، وبعد ذلك تأتي إليه شاكية، تبكي، بأنها تشعر بأن صلاتها غير مقبولة، وانها لا تؤدي الصلاة على الوجه الصحيح.. وتعترف بتقصيرها تجاهه وتجاه أطفالها ولكنها تشعر بأن هذا الأمر يحدث رغماً عنها..!! لكن الرجل إذا صبر عاماً أو بضعة أعوام فإنه في نهاية المطاف سوف يمل وربما يكون ذلك سبباً في مشاكل زوجية قد لا تنتهي على خير..! ففعلاً بدأ يصفها بالموسوسة أو المجنونة، وأعلن لها صراحة بأنه لا يستطيع العيش في مثل هذه الظروف، ويشعر بأن حياته ضغوط نفسية متواصلة، وان أفعالها الوسواسية أضرت ضررا بليغا بحياتهما الزوجية في قضايا أخرى مثل العلاقة الزوجية الحميمة. وكذلك وقتها الذي تصرفه في الصلاة، وحاول أن يقنعها بأن ما تفعله خطأ، وان هذا مرض خطير يجب أن تتعالج منه، ولكن حاولت العلاج وفعلت كل ما تستطيع ولكنها لم تستطع مواصلة العلاج، فالأمر في نظرها أمر ديني وليس مرضاً نفسياً.
مريض آخر يطلب من أحد أقاربه أن يقف بجانبه حتى يحصي عليه ويراقبه وهو يصلي كم ركعة صلى وكم سجدة سجد، وهل قام بالصلاة بطريقة صحيحة أم لا؟.
أمثلة كثيرة لاشخاص يعانون من وسواس الوضوء، فهم يعيدون الوضوء مرات ومرات ويظنون بأن الوضوء المقصود به النظافة العضوية البدنية وليس النظافة الروحية التي يقوم بفعلها من ينوي الصلاة. فلو كان المقصود هو النظافة العضوية البدنية لما كان التيمم يغني عن الوضوء في الصلاة بل يغني عن الغسل من الحدث الأكبر إذا لم يتوفر الماء.
الصلاة مطلوب ان تكون بخشوع وسكينة وان تؤدى بشكل سليم لكن الوسوسة مرض يتطلب علاجاً، وهناك الآن علاجات متوفرة تساعد المرضى الذين يعانون الوسواس القهري في التخفيف مما يعانون منه.
ثمة أمر غاية في الأهمية وهو اننا نأمل ان يركز العلماء الأفاضل وطلبة العلم على هذا الأمر، ويشرحون لعامة الناس بأن الصلاة والوضوء والطهارة هي أمور مهمة لكن إذا زادت عن حدها فإنها تصبح مرضا يتطلب علاجا، وان الدين يسر وليس عسراً، وان التشدد والغلو والمبالغة في الأفعال يقود إلى عكس المقصود منها، وان الصلاة، هي الركن الثاني من أركان الإسلام ومن تركها كفر إلا ان المبالغة في فعلها لدرجة تجعل المرء يعطل حياته ويتضرر فإن ذلك ليس عملاً حميداً في الإسلام.
إن كلمات بسيطة من أحد كبار العلماء لها تأثير يعادل كتباً في الطب النفسي أو علم النفس.. فليت من يقرأ هذا الكلام يتحدث عن هذا الموضوع الهام في حياة كثير من المسلمين[/ALIGN][/CELL][/TABLE][/ALIGN] |