مشاهدة مشاركة بصفحة مستقلة
  #5  
قديم 13/03/2004, 02:19 PM
شيروكي شيروكي غير متواجد حالياً
مشرف سابق بمنتدى الثقافة الإسلامية
تاريخ التسجيل: 15/12/2000
المكان: القصيم
مشاركات: 2,953
كيف تتخلصين من الوسواس؟




الوسوسة لغة تعني الصوت الخفي، وهي أيضاً حديث النفس والأفكار، ورجل موسوس: أي غلبت عليه الوسوسة، أو الذي تعتريه الوساوس.

أما اصطلاح الوسوسة والوسواس فيعني ما يلقيه الشيطان في القلب. وقال ابن القيم – رحمه الله –: الوسوسة: الإلقاء الخفي في النفس، إما بصوت خفي لا يسمعه إلا من ألقي عليه، وإما بغير صوت كما يوسوس الشيطان إلى العبد.

ورد في الوسوسة

عن أبي هريرة رضي الله عنه – عن النبي صلى الله عليه وسلم – قال: "إن الشيطان إذا سمع النداء بالصلاة أحال (أي ذهب هارباً) له ضراط، حتى لا يسمع صوته فإذا سكت رجع فوسوس، فإذا سمع الإقامة ذهب حتى لا يسمع صوته، فإذا سكت رجع فوسوس".

عن أبي هريرة – رضي الله عنه – قال : قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم – "إن الله تجاوز لأمتي عما وسوست – أو حدثت ـ به في نفسها ما لم تعمل به أو تتكلم" رواه البخاري.

عن أبي هريرة – رضي الله عنه – قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن أحدكم إذا كان في الصلاة جاءه الشيطان فأبس به (أي ذله وحقره وردعه) كما يأبس بدابته، فإذا سكن له أضرط بين إليتيه ليفتنه عن صلاته. فإذا وجد شيئاً من ذلك فلا ينصرف حتى يسمع صوتاً أو يجد ريحاً" الهيثمي في المجمع 1/242 وقال: رواه أحمد وهو عند أبي داود باختصار، ورجال أحمد رجال الصحيح.

عن ابن عباس – رضي الله عنهما – أن النبي صلى الله عليه وسلم سئل عن الرجل يخيل إليه في صلاته أنه أحدث في صلاته ولم يحدث، فقال رسول الله – صلى الله عليه وسلم –: "إن الشيطان يأتي أحدكم وهو في صلاته حتى يفتح مقعدته فيخيل إليه أنه أحدث، ولم يحدث، فإذا وجد أحدكم ذلك فلا ينصرف حتى يسمع صوت ذلك بأذنه أو يجد ريح ذلك بأنفه".

نقل ابن كثير عن ابن عباس – رضي الله عنهما – في قوله تعالى: (الوسواس الخناس) (الناس:4) قال: الشيطان جاثم على قلب ابن آدم فإذا سها وغفل وسوس، فإذا ذكر خنس.

من مضار الوسوسة
ـ تفقد الإنسان ثقته بنفسه وبغيره.

ـ ينفر الناس من صاحب الوسواس ويبتعدون عنه، فيكون قد أساء إلى الدين والمتدينين.

ـ الموسوس لا تكمل له عبادة ولا يستقر له فكر.

ـ يشدد على نفسه حتى يدخل في دائرة المحظور.

ـ الانقطاع عن مصالحه في الدنيا والآخرة.

ـ قد يصل الأمر بالموسوس إلى الهلوسة ثم الجنون.

ـ إذ الوسواس شعبة من الجنون، وهو من الشيطان، لكن كيف ضعف أمامه مؤمن يؤمن بالله تعالى؟ وكيف تسلل الشيطان إليه واستقر ووسوس؟

يرجع العلماء لذلك لعدة أسباب، منها:

* ضعف النفس، فالموسْوَس عاجز عن الإصرار أو التنفيذ أو المقاومة.

* الغفلة عن ذكر الله تعالى.

* ضعف العلم الشرعي، فلا يعرف المطلوب منه شرعاً على الوجه الصحيح.

* طول المكث في الأماكن القذرة ومأوى الشياطين، فذلك يزيد من الوسواس؛ لأن الوسواس من الشيطان: (وَمَا كَانَ لِيَ عَلَيْكُم مِّن سُلْطَانٍ إِلاَّ أَن دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي فَلاَ تَلُومُونِي وَلُومُواْ أَنفُسَكُم).

كيفية الخلاص من الوسواس
* التوكل على الله القوي القادر الذي له ما في السماوات وما في الأرض ولا يعجزه شيء سبحانه (ففروا إلى الله).

* الأذكار والأدعية الواردة في اليوم والليلة، أذكار النوم، الصباح والمساء، الدخول والخروج، الوضوء.... أذكار العبادات في أوقاتها.

* كثرة الاستعاذة والذكر والدعاء، فإن الدعاء حرز من كيد الشيطان.

* عدم الاكتراث بالوساوس، فإن شدة الاهتمام بذلك وكثرة الخوف والتفكير في هذا الأمر والحزن منه.. كل ذلك يفرح الشيطان.

* الحزم والإصرار على رفض جميع تلك الوسواس.

*عزم الموسوس وجمع نفسه بقوة على التخلص من هذا الأمر.

* عدم الالتفاف إلى أي شك يطرأ في النفس عند الموسوس.

* عدم الإصغاء إلى المخاوف، وإلى ترهيب الشيطان الذي يستعمله في ذلك، كأن يقول: لقد صليت بغير وضوء، والذي يصلي بغير وضوء كالمستهتر (إِنَّمَا ذَلِكُمُ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءهُ فَلاَ تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ).

* إذا شككك الشيطان في عمل, فانتقل لما بعده، واحسم قضية الشك.

فإن شككك في أمر فأتِ ببديله أو الذي بعده. فمثلاً إن قال: ما نويت عند أدائك الصلاة الإتيان بها. فوراً انتقل للذي بعد النية.

* إياك والعجز فهذا لا يعذرك أمام الله في الاسترسال في طاعة الشيطان.

* اشتغل بما يفيدك دنيا وأخرى، اتصل بالناس، فلا تنفرد بك الشياطين، لا تدع فرصة للوساوس والأفكار.

* اشتغل بالعلم، بالقراءة، بالزيارات للأقارب والمعارف، بسماع الأشرطة المفيدة.

وعلى من ابتلي بالوسواس أن يراجع عيادة الطبيب النفساني، إذا كان هذا الطبيب يعرف بإيمانه وصلاحه.

لكن ذلك لا يغني عما سلف ذكره في معالجة أمر الوسواس.

سئل الشيخ ابن عثيمين رحمه الله عن شخص كثير الشكوك في الطهارة والصــــلاة...؟
فأجاب قائلاً: "الشكوك التي ترد على العقول في العبادات والمعتقدات وغيرها، وحتى في ذات الله تعالى، كلها من الشيطان... ونقول لهذا المسؤول عنه: إن الواجب عليه أن يستعيذ بالله من الشيطان، ولا يلتفت إلى الوساوس التي ترد على ذهنه، لا في الوضوء ولا في الصلاة ولا في غيرها. وهذا الشك دليل على خلوص الإيمان، ولكنه في نفس الوقت إذا استرسل معه كان دليلاً على ضعف العزيمة، ونقول له: لا وجه لهذا الشك، فأنت مثلاً حين تذهب إلى السوق لبيع أو شراء، هل تشك فيما أتيت به من السوق؟

والجواب: لا، ذلك أن الشيطان لا يوسوس للإنسان في مثل هذه الأمور، ولكنه يوسوس له في العبادات ليفسدها عليه، فإذا كثرت الشكوك فلا تلتفت إليها. وكذلك إذا كان الشك بعد الفراغ من العبادة فلا تلتفت إليه إلا أن تتيقن الخلل. والشك بعد الفعل لا يؤثر".
اضافة رد مع اقتباس