المنتديات الموقع العربي الموقع الانجليزي الهلال تيوب بلوتوث صوتيات الهلال اهداف الهلال صور الهلال
العودة   نادي الهلال السعودي - شبكة الزعيم - الموقع الرسمي > المنتديات العامة > منتدى الثقافة الإسلامية
   

منتدى الثقافة الإسلامية لتناول المواضيع والقضايا الإسلامية الهامة والجوانب الدينية

إضافة رد
   
 
LinkBack أدوات الموضوع طريقة عرض الموضوع
  #31  
قديم 28/09/2019, 07:01 PM
الصورة الرمزية الخاصة بـ DAWADMI
زعيــم مميــز
تاريخ التسجيل: 04/07/2005
المكان: الدوادمي
مشاركات: 40,776
التَّوَّابُ



قال الله تعالى : (أَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ هُوَ يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَأْخُذُ الصَّدَقَاتِ وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ) سورة التوبة - الآية 104 ,
«التواب» الذي لم يزل يتوب على التائبين , ويغفر ذنوب المذنبين , فكل من تاب إلى الله توبة نصوحاً , تاب الله عليه .
فهو التائب على التائبين : أولاً بتوفيقهم للتوبة والإقبال بقلوبهم إليه , وهو التائب عليهم بعد توبتهم , قبولاً لها , وعفواً عن خطاياهم .
وعلى هذا تكون توبته على عبده نوعين :
احدهما : يُوقع في قلب عبده التوبة إليه , والإنابة إليه , فيقوم بالتوبة وشروطها من الإقلاع عن المعاصي , والندم على فعلها , والعزم على أن لا يعود اليها , واستبدالها بعمل صالح .
والثاني : توبته على عبده بقبولها واجابتها ومحو الذنوب بها , فإن التوبة النصوح تجب ما قبلها .
قال الله تعالى : ( فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ ۚ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا) سورة النصر - الآية 3 .
اضافة رد مع اقتباس
  #32  
قديم 29/09/2019, 07:59 PM
الصورة الرمزية الخاصة بـ DAWADMI
زعيــم مميــز
تاريخ التسجيل: 04/07/2005
المكان: الدوادمي
مشاركات: 40,776
اضافة رد مع اقتباس
  #33  
قديم 29/09/2019, 08:08 PM
الصورة الرمزية الخاصة بـ DAWADMI
زعيــم مميــز
تاريخ التسجيل: 04/07/2005
المكان: الدوادمي
مشاركات: 40,776
الشَّهيدُ , الرَّقيبُ




• الشهيد : أي المطلع على جميع الأشياء , سمع جميع الأصوات , خفيّها وجليّها . وأبصر جميع الموجودات , دقيقها وجليلها , صغيرها وكبيرها , واحاط علمه يكل شيء , الذي شهد لعباده , وعلى عبادى , بما عملوه .
قال الشيخ غبد الرحمن السعدي رحمه الله تعالى : «الرقيب» و «الشهيد» مترادفان , وكلاهما يدل على إحاطة سمع الله بالمسموعات , وبصره بالمبصرات , وعلمه بجميع المعلومات الجليّه والخفيّة , وهو الرقيب على ما دار في الخواطر , وما تحركت به اللواحظ , ومن باب أولى الأفعال الظاهرة بالأركان ,
قال تعالى : (إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا ) سورة النساء - الآية 1 ,
(وَاللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ ) سورة البروج - الآية 9 ,
ولهذا كانت المراقبة التي هي من أعلى أعمال القلوب هي التعبد لله باسمه الرقيب الشهيد , فمتى علم العبد أن حركاته الظاهرة والباطنة قد أحاط الله بعلمها , واستحضر هذا العلم في كل احواله , اوجب له ذلك حراسة باطنة عن كل فكر وهاجس يبغضه الله , وحفظ ظاهرة عن كل قول أو فعل يسخط الله , وتعبّد بمقام الإحسان فعبد الله كأنه يراه , فإن لم يكن يراه فإن الله يراه .
فإذا كان الله رقيباً على دقائق الخفيات , مطلعاً على السرائر والنيات , كان من باب أولى شهيداً على الظواهر والجليات . وهي الأفعال التي تُفعَل بالأركان : اي الجوارح .


• الرقيب : المطلع على ما أكنته الصدور , القائم على كل نفس بها كسبت .
قال الله تعالى : (إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا ) سورة النساء - الآية 1 ,
والرقيب : هو سبجانه الذي حفظ المخلوقات , وأجراها , على أحسن نظام , وأكمل تدبير .
اضافة رد مع اقتباس
  #34  
قديم 29/09/2019, 08:33 PM
الصورة الرمزية الخاصة بـ DAWADMI
زعيــم مميــز
تاريخ التسجيل: 04/07/2005
المكان: الدوادمي
مشاركات: 40,776
اضافة رد مع اقتباس
  #35  
قديم 29/09/2019, 08:35 PM
الصورة الرمزية الخاصة بـ DAWADMI
زعيــم مميــز
تاريخ التسجيل: 04/07/2005
المكان: الدوادمي
مشاركات: 40,776
الحَفِيظُ



قال الله تعالى : ( إِنَّ رَبِّي عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ حَفِيظٌ) سورة هود - الآية 57 ,
«للحفيظ» معنيان :
• المعنى الأول : أنه قد حفظ على عباده ما عملوه من خير وشر وطاعة ومعصية , فإن علمه محيط بجميع أعمالهم : ظاهرها وباطنها , وقد كتب ذلك باللوح المحفوظ , ووكل بالعباد ملائكة كراماً كاتبين «يَعْلَمُونَ مَا تَفْعَلُونَ» سورة الإنفطار - الآية 12 , فهذا المعى من حفظه يقتضي إحاطة علم الله بأحوال العباد كلها ظاهرها وباطنها وكتابتها في
اللوح المحفوظ وفي الصحف التي في أيدي الملائكة , وعلمه بمقاديرها , وكمالها , ونقصها , ومقادير جزائها في الثواب والعقاب ثم مجازاته عليها بفضله وعدله .
• والمعنى الثاني : من معنى «الحفيظ» أنه تعالى الحافظ لعباده من جميع ما يكرهون , وحفظه لخلقه نوعان : عام وخاص .
• التوع الأول : حفظه العام لجميع المخلوقات بتيسيره لها ما يقيتها ويحفظه بنيتها , وتمشي الى هدايته وإلى مصالحها بإرشاده وهدايته العامة التي قال عنها : ( أَعْطَىٰ كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَىٰ) سورة طه - الآيه 50 , أي هدى كل مخلوق الى ما قدر له , وقضى له من ضروراته وحاجاته , كالهداية للمأكل والمشرب والمنكح , والسعي في أسباب ذلك , وكدفعه عنهم أصناف المكارة والمضار , وهذا يشترك فيه البَرُّ والفاجر , بل الحيوانات وغيرها , فهو الذي يحفظ السموات والأرض أن تزولا , ويحفظ الخلائق بنعمه , وقد وكّل بالآدمي حفظةً من الملائكة الكرام يحفظونه من أمر الله , أي يدفعون عنه كل ما يضرّة مما هو بصدد أن يضرّه لولا حفظ الله .
• والنوع الثاني : حفظه الخاص لآوليائه سوى ما تقدم , يحفظهم عما يضرّ ايمانهم أو يزلزل إيقانهم من الشُّبَهِ والفتن والشهوات , فيعافيهم منها ويخرحهم منها بسلامةٍ , وحفظٍ , وعافيةٍ , ويحفظهم من اعدائهم من الجن والإنس , فينصرهم عليهم ويدفع عنهم كيدهم , قال الله تعالى : (إِنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آمَنُوا ۗ) سورة الحج - الآية 38 , وهذا عام في دفع جميع ما يضرّهم في دينهم ودنياهم , فعلى حسب ما عند العبد من الإيمان تكون مدافعة الله عنه بلطفه , وفي الحديث : «احفظ الله يحفظك» اي احفظ أوامره بالامتثال , ونواهيه بالاجتناب , وحدوده بعدم تعدّيها , يحفظك : في نفسك , ودينك , ومالك , وولدك , وفي جميع ما آتاك الله من فضله .
اضافة رد مع اقتباس
  #36  
قديم 30/09/2019, 08:21 PM
الصورة الرمزية الخاصة بـ DAWADMI
زعيــم مميــز
تاريخ التسجيل: 04/07/2005
المكان: الدوادمي
مشاركات: 40,776
اضافة رد مع اقتباس
  #37  
قديم 30/09/2019, 08:24 PM
الصورة الرمزية الخاصة بـ DAWADMI
زعيــم مميــز
تاريخ التسجيل: 04/07/2005
المكان: الدوادمي
مشاركات: 40,776
اللَّطِيفُ



قال الله تعالى : (اللَّهُ لَطِيفٌ بِعِبَادِهِ يَرْزُقُ مَن يَشَاءُ ۖ وَهُوَ الْقَوِيُّ الْعَزِيزُ) سورة الشورى - الآية 19
وقال تعالى : (لَا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصَارَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ) سورة الأنعام - الآية 103

«اللطيف» من أسمائه الحسنى , وهو الذي يلطف بعبده في أموره الداخلية المتعلقة بنفسة , ويلطف بعبده في الأمور الخارجية عنه , فيسوقه ويسوق اليه ما به صلاحه من حيث لا يشعر . وهذا من آثار : علمه , وكرمة , ورحمته , فلهذا كان معنى اللطيف نوعين :
• النوع ألأول : أنه الخبير الذي أحاط علمه بلأسرار والبواطن والخبايا والخفايا , مكونات الصدور , ومغيبات الأمور , وما لطف ودقَّ من كل شيء .
• والنوع الثاني : لطفه بعبده ووليه الذي يريد أن يتم عليه إحساته , ويشمله بكرمه ويُرقِّيه الى المنازل العالية فييسّره لليسرى ويجنبه الغُسرى , ويجري عليه من أصناف المحن التي يكرهها وتشق عليه , وهي عين صلاحه والطريق الى سعادته . كما امتحن الأنبياء بإذى قومهم وبالجهاد في سبيله , وكما ذكر الله عن يوسف عليه السلام وكيف ترقَّت به ألأحوال ولطف الله به وله بما قدّره عليه من تلك الأحوال التي حصل له في عاقبتها حسن العُقبى في الدنيا والآخرة , وكما يمتحن أولياءه بما يكرهونه , ليُنيلهم ما يحبون .
فكم من لُطفٍ مكرمٍ لا تدركه الأفهام , ولا تتصوره ألآوهام , وكم استشرف العبد على مطلوب من مطالب الدنيا من ولاية , أو رياسة , أوسبب من ألأسباب المحبوبة , فيصرفه الله عنها ويصرفها عنه رحمة به لئلا تضرة في دينه , فيضل العبد حزيناً من جهله وعدم معرفته بربه , ولو علم ما ادخر له في الغيب وأُريد إصلاحه فيه لحمد الله وشكره على ذلك , فإن الله بعباده رؤوف رحيم لطيف بأوليائة , وفي الدعاء المأثور «اللهم ما رزقتني مما أحب فاجعله قوة لي فيما تحب , وما زويت عني مما أُحب فأجعلة فراغاً لي فيما تحب» .
اضافة رد مع اقتباس
  #38  
قديم 30/09/2019, 09:28 PM
الصورة الرمزية الخاصة بـ DAWADMI
زعيــم مميــز
تاريخ التسجيل: 04/07/2005
المكان: الدوادمي
مشاركات: 40,776
اضافة رد مع اقتباس
  #39  
قديم 30/09/2019, 09:30 PM
الصورة الرمزية الخاصة بـ DAWADMI
زعيــم مميــز
تاريخ التسجيل: 04/07/2005
المكان: الدوادمي
مشاركات: 40,776
القَرِيبُ



قال الله تعالى : (هُوَ أَنشَأَكُم مِّنَ الْأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا فَاسْتَغْفِرُوهُ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ ۚ إِنَّ رَبِّي قَرِيبٌ مُّجِيبٌ ) سورة هود - الآية 61 ,
من أسماء الله تعالى «القريب» وقربه نوعان :
• النوع الأول : قربٌ عام : وهو احاطة علمه بجميع الأشياء , وهو أقرب إلى الإنسان من حبل الوريد , وهو بمعنى المعيَّة العامة .
• النوع الثاني : وقرب خاص : يالداعين , والعابدين المحبين , وهو قرب يقتضي المحبة , والنصرة . والتأييد في الحركات والسكنات , والاجابة للداعين , والقبول والإثابه للعابدين .
قال تعالى : (وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ ۖ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ) سورة البقرة - الآية 186
واذا فهم القرب بهذا المعنى في العموم والخصوص لم يكن هناك تعارض أصلاً بينه وبين ماهو معلوم من وجوده تعالى فوق عرشة , فسبحان من هو عليٌّ في دُنوِّه . قريب في عُلوِّه .
اضافة رد مع اقتباس
  #40  
قديم 01/10/2019, 04:58 PM
الصورة الرمزية الخاصة بـ DAWADMI
زعيــم مميــز
تاريخ التسجيل: 04/07/2005
المكان: الدوادمي
مشاركات: 40,776
اضافة رد مع اقتباس
  #41  
قديم 01/10/2019, 05:01 PM
الصورة الرمزية الخاصة بـ DAWADMI
زعيــم مميــز
تاريخ التسجيل: 04/07/2005
المكان: الدوادمي
مشاركات: 40,776
المُجِيبُ


من اسماء الله تعالى «المُجِيبُ» لدعوة الداعين وسؤال السائلين , وعبادة المستجيبين , وإجابته نوعان :
• النوع ألأول : إجابة عامه لكل من دعاه : دعاء عبادة , او دعاء مسألة , قال الله تعالى : (وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ) سورة غافر -الآية 60 , فدعاء المسألة أن يقول العبد : اللهم أعطني كذا , أو اللهم ادفع عني كذا , فهذا يقع من البرّ والفاجر , ويستجيب الله فيه لكل من دعاه بحسب الحال المقتضية , وبحسب ما تقتضيه حكمته , وهذا يستدل به على كرم المولى وشمول إحسانه للبرّ والفاجر , ولا يدل بمجرده على حسن حال الداعي الذي اجيبت دعوته إن لم يقترن بذلك ما يدل عليه وعلى صدقه وتعيّن الحق معه كسؤال الأنبياء ودعائهم لقومهم وعلى قومهم فيجيبهم الله , فإنه يدل على صدقهم فيما اخبروا به , وكرامتهم على ربهم , ولهذا كان النبي صلى الله عليه وسلم كثيراً ما يدعو بدعاء يشاهد المسلمون وغيرهم إجابته , وذلك من دلائل نبوته وآيات صدقه , وكذلك ما يذكرونه عن كثير من أولياء الله من إجابة الدعوات , فإنه من أدلة كراماتهم على الله .
• النوع الثاني : أما الإجابة الخاصة فلها أسباب عديدة , منها دعوة المضطر الذي وقع في شده وكربة عظيمة , فإن الله يجيب دعوته , قال تعالى : (أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ) سورة النمل - الآية 62 , وسبب ذلك شدة الافتقار إلى الله , وقوة الانكسار وانقطاع تعلقة بالمخلوقين , ولسعة رحمة الله التي يشمل بها الخلق بحسب حاجتهم اليها , فكيف بمن اضظر اليها , ومن أسباب الإجابة طول السفر , والتوسل الى الله بأحب الوسائل إليه من أسمائة وصفاته ونعمه , وكذلك دعوة المريض , والمظلوم , والصائم , والوالد على ولده أو له , وفي الأوقات والأحوال الشريفة مثل أدبار الصلوات , واوقات السحر , وبين الأذان والإقامة , وعند النداء , ونزول المطر واشتداد البأس , ونحو ذلك (إِنَّ رَبِّي قَرِيبٌ مُّجِيبٌ) سورة هود - الآية 61 .
اضافة رد مع اقتباس
  #42  
قديم 01/10/2019, 05:37 PM
الصورة الرمزية الخاصة بـ DAWADMI
زعيــم مميــز
تاريخ التسجيل: 04/07/2005
المكان: الدوادمي
مشاركات: 40,776
اضافة رد مع اقتباس
  #43  
قديم 01/10/2019, 05:42 PM
الصورة الرمزية الخاصة بـ DAWADMI
زعيــم مميــز
تاريخ التسجيل: 04/07/2005
المكان: الدوادمي
مشاركات: 40,776
الوَدُودُ



قال تعالى : (وَاسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ ۚ إِنَّ رَبِّي رَحِيمٌ وَدُودٌ) سورة هود - الآية 90
وقال تعالى : (وَهُوَ الْغَفُورُ الْوَدُودُ ) سورة البروج - الآية 14
والودّ مأخوذ من الوُدّ بضم الواو بمعنى خالص المحبه , فالودود هو المحب المحبوب بمعنى وادّ مودود , فهو الواد لأنبيائة , وملائكتة , وعباده المؤمنين , وهو المحبوب لهم , بل لا شيء أحب اليهم منه , ولا تعادل محبة الله من أصفيائه محبة اخرى , لا في أصلها , ولا في كيفيتها , ولا في متعلقاتها , وهذا هو الفرض الواجب أن تكون محبة الله في قلب العبد سابقة لكل محبة , غالبة لكل محبة , ويتعين أن تكون بقية المحابّ تبعاً لها . ومحبة الله هي روح الأعمال , وجميع العبودية الظاهرة والباطنة ناشئة عن محبة الله .ومحبة العبد لربه فضلٌ من الله وإحسان , ليست بحول العبد ولا بقوته , فهو تعالى الذي أحب عبده فجعل المحبة في قلبه , ثم لمّا أحبه العبد بتوفيقه جازاه الله بِحُبِّ آخر , فهذا هو الإحسان المحض على الحقيقة , إذ منه السبب ومنه المسبِّب , ليس المقصود منها المعاوضة , وانما ذلك محبة منه تعالى للشاكرين من عباده ولشكرهم , فالمصلحة كلها عائدة الى العبد , فتبارك الذي جعل واودع المحبة في قلوب المؤمنين , ثم لم يزل يُنميها ويُقويها حتى وصلت في قلوب الأصفياء إلى حالة تتضاءل عندها جميع المحابّ ,وتُسلًّيهم عن الأحباب , وتُهوِّن عليهم المصائب , وتُلَذِّذُ لهم مشقّة الطاعات , وتثمر لهم ما يشاءون من أصناف الكرامات التي أعلاها محبة الله والفوز برضاه والأنس بقربه .فمحبة العبد لربه محفوفة بمحبتين من ربه : فمحبة قبلها صار بها محباً لربه ,ومحبة بعدها شكراً من الله على محبة صار بها من أصفيائه المخلصين .وأعظم سبب يكتسب به العبد محبّة ربه التي هي أعظم المطالب , الإكثار من ذكره والثناء عليه , وكثرة الإنابة إليه , وقوة التوكّل عليه , والتقرب اليه بالفرائض والنوافل , وتحقيق الإخلاص له في الأقوال والأفعال , ومتابعة النبي صلى الله عليه وسلم ظاهراَ وباطناَ كما قال تعالى : (قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ) سورة آل عمران - الآية 31 .
اضافة رد مع اقتباس
  #44  
قديم 01/10/2019, 09:17 PM
الصورة الرمزية الخاصة بـ DAWADMI
زعيــم مميــز
تاريخ التسجيل: 04/07/2005
المكان: الدوادمي
مشاركات: 40,776
اضافة رد مع اقتباس
  #45  
قديم 01/10/2019, 09:24 PM
الصورة الرمزية الخاصة بـ DAWADMI
زعيــم مميــز
تاريخ التسجيل: 04/07/2005
المكان: الدوادمي
مشاركات: 40,776
الشَّاكِرُ , الشَّكُورُ



قال الله تعالى : {وَمَن تَطَوَّعَ خَيْرًا فَإِنَّ اللَّهَ شَاكِرٌ عَلِيمٌ} سورة البقرة - الآية 158
وقال تعالى : {إِن تُقْرِضُوا اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا يُضَاعِفْهُ لَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ۚ وَاللَّهُ شَكُورٌ حَلِيمٌ} سورة التغابن - الآية 17
وقال الله تعالى : {وَكَانَ اللَّهُ شَاكِرًا عَلِيمًا } سورة النساء - الآية 147
من أسمائه تعالى : «الشَاكِرٌ الشَكُورٌ» الذي لا يضيع سعي العاملين لوجهه بل يضاعفه أضعافاً مضاعفة , فإن الله لا يُضيع أجر من أحسن عملاً , وقد أخبر في كتابه وسنّة نبيِّه بمضاعفة الحسنات الواحده بعشر إلى سبعمائة إلى أضعاف كثيرة , وذلك من شكرة لعباده , فبعينه ما يحتمل المتحمّلون لأجله أعطاه فوق المزيد , ومن ترك شيئاً لأجله عوّضه خيراَ منه , وهو الذي وفق المؤمنين لمرضاته ثم شكرهم على ذلك وأعطاهم من كراماته , ما لا عينٌ رأت , ولا أذنٌ سمعت , ولا خطر على قلب بشر , وكل هذا ليس حقاً واجباً عليه , وإنّما هو الذي أوجبه على نفسه جوداً منه وكرماً .وليس فوقه سبحانه من يوجب عليه شيئاً ,
قال تعالى : {لَا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ} سورة الأنبياء الآية 32
فلا يجب عليه سبحانه إثابة المطيع , ولا عقاب العاصي , بل الثواب محض فضله وإحسانه , والعقاب محض عدله وحكمته , ولكنه سبحانه الذي أوجب على نفسه ما يشاء فيصير واجباً عليه بمقتضى وعده الذي لا يختلف كما قال تعالى : {كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلَىٰ نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ ۖ أَنَّهُ مَنْ عَمِلَ مِنكُمْ سُوءًا بِجَهَالَةٍ ثُمَّ تَابَ مِن بَعْدِهِ وَأَصْلَحَ فَأَنَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ} سورة الأنعام - الآية 54 , وكما قال سبحانه {وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ} سورة الروم - الآية 47 , ومذهب أهل السنة أنه ليس للعباد حق واجب على الله , وأنه مهما يكن من حق فهو الذي أحقه , وأوجبه ولذلك لا يضيع عنده عملٌ قام على الإخلاص والمتابعة للنبي صلى الله عليه وسلم فإنهما الشرطان الأساسيان لقبول الأعمال .
فما أصاب العباد من النعم ودفع النقم , فإنه من الله تعالى فضلاً منه وكرماً , وإن نغّمهم فبفضله وإحسانه , وإن عذّبهم فبعدله وحكمته , وهو المحمود على جميع ذلك .
اضافة رد مع اقتباس
   


إضافة رد


قوانين المشاركة
غير مصرّح لك بنشر موضوع جديد
غير مصرّح لك بنشر ردود
غير مصرّح لك برفع مرفقات
غير مصرّح لك بتعديل مشاركاتك

وسوم vB : مسموح
[IMG] كود الـ مسموح
كود الـ HTML غير مسموح
Trackbacks are مسموح
Pingbacks are مسموح
Refbacks are مسموح



الوقت المعتمد في المنتدى بتوقيت جرينتش +3.
الوقت الان » 10:01 AM.

جميع الآراء و المشاركات المنشورة تمثل وجهة نظر كاتبها فقط , و لا تمثل بأي حال من الأحوال وجهة نظر النادي و مسؤوليه ولا إدارة الموقع و مسؤوليه.


Powered by: vBulletin Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd

Google Plus   Facebook  twitter  youtube