مشاهدة مشاركة بصفحة مستقلة
  #45  
قديم 01/10/2019, 09:24 PM
الصورة الرمزية الخاصة بـ DAWADMI
DAWADMI DAWADMI متواجد حالياً
زعيــم مميــز
تاريخ التسجيل: 04/07/2005
المكان: الدوادمي
مشاركات: 41,085
الشَّاكِرُ , الشَّكُورُ



قال الله تعالى : {وَمَن تَطَوَّعَ خَيْرًا فَإِنَّ اللَّهَ شَاكِرٌ عَلِيمٌ} سورة البقرة - الآية 158
وقال تعالى : {إِن تُقْرِضُوا اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا يُضَاعِفْهُ لَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ۚ وَاللَّهُ شَكُورٌ حَلِيمٌ} سورة التغابن - الآية 17
وقال الله تعالى : {وَكَانَ اللَّهُ شَاكِرًا عَلِيمًا } سورة النساء - الآية 147
من أسمائه تعالى : «الشَاكِرٌ الشَكُورٌ» الذي لا يضيع سعي العاملين لوجهه بل يضاعفه أضعافاً مضاعفة , فإن الله لا يُضيع أجر من أحسن عملاً , وقد أخبر في كتابه وسنّة نبيِّه بمضاعفة الحسنات الواحده بعشر إلى سبعمائة إلى أضعاف كثيرة , وذلك من شكرة لعباده , فبعينه ما يحتمل المتحمّلون لأجله أعطاه فوق المزيد , ومن ترك شيئاً لأجله عوّضه خيراَ منه , وهو الذي وفق المؤمنين لمرضاته ثم شكرهم على ذلك وأعطاهم من كراماته , ما لا عينٌ رأت , ولا أذنٌ سمعت , ولا خطر على قلب بشر , وكل هذا ليس حقاً واجباً عليه , وإنّما هو الذي أوجبه على نفسه جوداً منه وكرماً .وليس فوقه سبحانه من يوجب عليه شيئاً ,
قال تعالى : {لَا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ} سورة الأنبياء الآية 32
فلا يجب عليه سبحانه إثابة المطيع , ولا عقاب العاصي , بل الثواب محض فضله وإحسانه , والعقاب محض عدله وحكمته , ولكنه سبحانه الذي أوجب على نفسه ما يشاء فيصير واجباً عليه بمقتضى وعده الذي لا يختلف كما قال تعالى : {كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلَىٰ نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ ۖ أَنَّهُ مَنْ عَمِلَ مِنكُمْ سُوءًا بِجَهَالَةٍ ثُمَّ تَابَ مِن بَعْدِهِ وَأَصْلَحَ فَأَنَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ} سورة الأنعام - الآية 54 , وكما قال سبحانه {وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ} سورة الروم - الآية 47 , ومذهب أهل السنة أنه ليس للعباد حق واجب على الله , وأنه مهما يكن من حق فهو الذي أحقه , وأوجبه ولذلك لا يضيع عنده عملٌ قام على الإخلاص والمتابعة للنبي صلى الله عليه وسلم فإنهما الشرطان الأساسيان لقبول الأعمال .
فما أصاب العباد من النعم ودفع النقم , فإنه من الله تعالى فضلاً منه وكرماً , وإن نغّمهم فبفضله وإحسانه , وإن عذّبهم فبعدله وحكمته , وهو المحمود على جميع ذلك .
اضافة رد مع اقتباس