
01/04/2012, 03:09 PM
|
 | من كبار محللين العالميّة | | تاريخ التسجيل: 06/10/2005 المكان: قلبها, لبا والله قلبها .. !
مشاركات: 964
| |

!! .. ما بعدَ هذه الفانيه .. !! جُل ما حولي يضيق و يكاد يخنِقُني معه, سِوى الحُزن و ما يحتويه في إزدياد و إتساع و ألا ليت ذلك المدى الكبير يُنقِذُني من صعوبة إستنشاق شيءٌ من أوكسجين .. !! \\ سأرحل عمّا قريب .. !!! عن هذه الفانيه و من فيها و ما فيها من ذكريات و هفوات و إخفاقات و بعضاً مِن أفراح و ليالٍ مِلاح, سأغادر مُخلفاً ورائي إرثاً كبيراً من مساحات الألم المنتشرة حيثُ كان الإنتماء, هل بقي اليوم قبل الرحيل أياً مِنه ؟!! كُنت أجِدُ نفسي مع نفسي, في دفاتري القديمه و ذكرياتي و عِندما أختلي بِها وحدنا و أُحدِثُها عن أي شيءٍ أشاء و أسترجع معها ما نشاء من صفحات الماضي البعيد أو القريب أو أفكار المُستقبل و كيف كان التخطيطُ لها, العامل المُشترك بين صفحات هذا و ذاك على الرغم من إختلاف عُمرها الزمني إلا إنها إتفقت على أن تتوشّح بالسواد .. !! و في زخم منا أنا و نفسي فيه من خلوه, و إذا بصوتِ أحدهم يقطعُ دابِر الهذيان و يكتب لـ تِلك الدروب اللامُنتهيه خط نهاية مؤقت .... !! \\ تخليتُ عنهم جميعاً .. !!! ليس لأنهم لا يستحقون, إنما لم أكن أحلم في حياتي قط أن ألتقي بهؤلائِك الذين فاقوا حدود الخيال في وصفهم أو تصنيفهم. و ليس لأنني مللتُ كُل ما ماكان هُناك من ذكريات و صفحات مختلفةٌ ألوانُها كـ شأنُ أياً كان يقضي حياته الطبيعيه بمتقلباتها و ما فيها من السلب و الإيجاب. إنما لم أعد أستحقهم كما كُنت و لا أريد أن يشعروا بقليلٍ من حُزن لحظة الرحيل الأخير, فجيب أن أكون وقتها بالنسبة لهم جميعاً مُجرد عابرُ سبيل .. !!! \\ وطن .. !!! قناعتي في الحياة و تجربتي المتواضعه علمتني بأن أيَ شيءٍ من المُمكن أن يكون للمرء وطن, غرفته الصغيره, بيته, مكان عمله, المكان الذي يدرسُ فيه, الحي الذي يقطنه, قريتُهُ أو مدينته أو لرُبما دولته التي ينطوي تحت لوائها, رُبما إمرأه أو رجل طاعن في السن أو حتى صديق . . . كُل هذه الأمور من المُمكن أن تكون لنا وطن, متى ما أحببناها لذاتها و بما فيها من صفحاتٍ سوداء حالكه و قليلاً من بياض, كيفما نشاء و كيفما هي كانت, فالوطن في رأيي هي المساحه (أياً كانت) التي يجد فيها المرء نفسه, يضحك دونما سابق إنذار, يذرف الدموع لـ فراقها دونما سابق إنذار و يذرف دموعاً أخرى لحظة لقاءها, ذِكراها أو حتى مُجرد مرور طيفها سريعاً دونما إنذارٍ مُسبق .. !!! \\ بين وطني الشخصي الذي أحنُّ لهُ كُلَ يوم و كُلَ حين و بين ما فيه و من فيه من أشياء, أفكار و شخوص قد فارقتُهم و إبتعدتُ عن المُحيط الذي كان يجمعُنا و بين رحلتي القادمه التي لا عِلمَ لي بِموعد إقلاعها بعيداً عن سطح هذا الكوكب و من فيه, لا أزال بحمدٍ من الله مؤمناً به و أسألُه جلّ في عُلاه الثبات و العفو و العافيه . . . \\ اللهم إقبض روحي ماكان الموت خيراً لي و أحسن اللهم خاتمتي و خاتمة جميع المُسلمين أجمعين . . . \\ لو أفقت في الغد و أنت في قبرك تُسأل مِن ملكين, هل ستكون حسناتُك أكثر من سيئاتك وقتها و هل سيكون إيمانُكَ قوياً كي تُجيب ؟!! (أطال الله في أعماركم) هل نحنُ مُستعدين إلى هادم اللذات ؟؟!! |