الاميره /نوره بنت عبدالرحمن ال سعود
.
فمن هي نورة بنت عبدالرحمن ؟
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــ
الاميره نورة هي كبرى شقيقات الملك عبدالعزيز رحمه الله وتكبره بسنة واحدة، ولدت في
الرياض عام 1292 هـ الموافق عام 1875م
وارتبطت بأخيها عبد العزيز برباط وثيق منذ طفولتها المبكرة، إذ كانت تشاركه
اللعب كما كانت رفيقته عند خروج الإمام عبد الرحمن الفيصل
بأسرته من الرياض في أعقاب
موقعة المليداء عام 1891م، كما كانت نورة وبعد سنوات من
استقرار الأسرة في الكويت
عاملاً مهماً في شحذ همة أخيها عبد العزيز في السعي نحو استعادة ملك آبائه،
وكانت رفيقة دربه حينما خرج الإمام إلى مشارف الجزيرة ..
فوفقاً للمعلومات المتاحة كانت هي التي حثته على تكرار المحاولة لاستعادة الرياض بعد ان
اخفق في المرة الأولى، فأخذت تقوي من عزيمته وإرادته، وعندما عزم على الخروج من
الكويت بصحبه لاستعادة الرياض، بكت والدته بكاء حاراً،
وحاولت أن تثنيه غير أن نورة شجعته، وحثته على استعاده الرياض .. وهوموقف يدل
على دور نوره في تثبيت الملك وموقفها هذا هو الذي انتهى انتهى الى نجاح عبد العزيز
ذلك النجاح المعروف تاريخياً.
وطرحت الدكتورة الحربي نماذج من دور نورة المؤثر في كثير من جوانب الحياة الاجتماعية
والسياسية بعد ان استرد الملك عبد العزيز الرياض واستقر فيها وعادت أسرته اليها ومن ذلك:
1- أنها كانت عامل ترابط بين"آل سعود "عندما
وافقت على الزواج عام 1905 مـ من "سعود بن عبد العزيز بن فيصل بن
تركي "والملقب "بسعود الكبير،" المولود في الرياض عام
1882م والمتوفي في عام 1989م،
فوفقاً للمعلومات التاريخية فإن الأخير كان على خلاف مع أخيها الملك عبد العزيز، وفي هذا
الصدد كان زواجها هذا أسمى رمز للمصالحة بين عبد العزيز
وأبناء عمومته، إذ كان يكن لها الحب .. وكانت بحكمتها وتعقلها عاملا مؤثرا في رأب الصدع بين
زوجها وبين الملك ..
ومعه أصبح سعود الكبير من اشد المقربين والمخلصين للملك، كما أجمعت على ذلك المصادر
والمعلومات التاريخية، وأنجبت منه الأمير" محمد بن سعود الكبير"
الملقب بـ«شقران»
كما أنجبت الأميرة حصة والأميرة الجوهرة التي تزوج بها الملك فيصل.
2- كما جنبت الأميرة نورة أخاها مشاكل وشؤون القصر الداخلية طوال وجودها، كما أنها كانت
تشرف على تسيير
امور نساء العائلة
3- إضافة الى أنها كانت تشفع عند الملك عبد العزيز لكثير من المحتاجين ومن لهم مشاكل
تحتاج الى حل.
4- ومن نماذج بروز دورها المؤثر أن الملك عبد العزيز كان يستشيرها في كثير من الأمور وكان
يلجأ اليها ليتحدث معها كثيرا ويبحث أمورا كثيرة من شؤونه ويبوح بأسراره لها ويأتمنها على
تلك الأسرار،
5- كما اعتمد عليها في بعض الجوانب التي
تخص شؤون القبائل، خاصة ما يتعلق بالنساء اللاتي لهن صلات بأفراد من شيوخ القبائل
وذوي السلطة في المجتمع.
واشتهرت يرحمها الله بالحكمة وبرز دورها بعد ان استقر الحكم للملك عبدالعزيز ,
. فكانت تتدبر الحلول التي تنهي ما قد يحدث من مشاكل ..
. ومن ذلك رسالة الملك إليها بخصوص والدة "ضيدان بن حثلين
"من العجمان ..
قالت له :
تذكر أدام الله وجودك .. من طرف أم ضيدان .. والذي جنابكم بوصي عليها .. إن شاء الله ما
أمرتم على الرأس .. وهي الآن عندنا ..
كما أنها كانت تقوم بالشفاعة عند الملك للمحتاجين .. ومن لهم مشاكل تحتاج إلى حل ..
وكان الملك عبدالعزيز يستشيرها في كثير من الامور لما كانت تحمله من آراء وأفكارا
سياسية ذات شأن، وهو ما دفعه الى أن يردد دائما في مواقف بالغة الصعوبة تحتاج الى
جسارة وحكمة وسرعة اتخاذ القرار
وكعادة الرجل النجدي «أنا أخو نورة»وفي حالة غضبه يكنى بها حيث يقول: «أنا أخو
الأنور المعزي».
،
،مارست بشخصيتها المميزه واجبات السيدة الاولى فكانت تستقبل زائرات الرياض
من الاجنبيات وترتب لهن زيارة معالم معينة فيها..
وكان الملك يبحث معها بعض الأمور .. ويستشيرها ويبوح لها بأسراره ..
وكانت هناك علاقة وثيقة بينها والملك .. امتزجت فيها الأخوة والصداقة .. ودليل ذلك أن
الملك كان يزورها يوميا .. ولما وصل الهاتف إلى الرياض أمر بمد أول خط هاتفي بين قصره
وقصرها ..
ولذلك فلا عجب أن تحظى نوره بمكانه خاصة عند الملك .. لم تحظ بها أي امرأة في عصرها ..
وكان يتعزي بها في حروبه .. كان يقول ( أنا أخو نوره ) ..
وعُدت الأميرة نورة بنت عبد الرحمن التي تشترك مع شقيقها الملك المؤسس عبد العزيز في
صفات عديدة امرأة ذات شخصية قوية، كما تميزت بالكرم والجاذبية، وقيل عنها: انها تتمتع
بحملها عقول أربعين رجلا نظرا لكفاءتها ورجاحة
عقلها، كما تتمتع بحس سياسي الأمر الذي جعل الملك المؤسس يولي اهتماما كبيرا
لأفكارها وآرائها السياسية، بل كان الملك يجلس معها ساعات طويلة ليستمد منها الرأي
والمشورة.
وكانت تشبه الملك في شخصيتها وأخلاقها وكرمها .. تتمتع بروح تتم عن معرفه جيدة
بسلوكيات التعامل مع الآخرين ..
متفتحة الذهن تتماشى في سلوكها مع تطورات العصر .. وعلى سبيل المثال ( الهاتف ) فإنها
تقول عنه : إنه رائع .. لست أدري إذا كنا نستطيع البقاء بدونه ..
آراء المؤرخين في الاميره نوره بنت عبدالرحمن:
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــ
واعتبر المؤرخون أن الأميرة مارست بشخصيتها المميزة واجبات السيدة الأولى، وكانت
تستقبل زائرات الرياض من الأجنبيات وتأذن لهن بزيارة ورؤية معالم معينة فيها، كما أنها كانت
تهتم بتنمية قدرات الأطفال وتوسيع مداركهم العلمية
وتحفيزهم على التعلم، ويبدو ذلك من اهتمامها بالأطفال الذين يختمون القرآن، إذ كانت
تكافئهم على أعمالهم.
ولفتت شخصيتها وعلاقتها المتميزة مع أخيها والتي أتاحت لها أن تقوم بدور مؤثر في كثير من
جوانب الحياة أنظار كثير من المؤرخين والباحثين، خاصة أولئك الذين أتيح لهم مقابلتها أو
السماع عنها عن قرب، ففيوليت ديكسون التي قابلتها
عام 1937 مع بعض نساء الملك عبد العزيز أعجبت بها بصورة خاصة ووصفتها بأنها: «من أكثر
النساء اللاتي قابلتهن جاذبية ومرحاً»، وأنها «من أهم الشخصيات في الجزيرة العربية»، أما
"جون فيلبي" فقال عنها: «كانت السيدة الأولى في بلدها».
في حين سجل ديفيد هاوارث انطباعه عنها بالقول:«أبدى ابن سعود اهتماماً ورعاية لأخته
نورة طوال حياته».
ومن الصفات التي تميزت بها شخصيتها أنها كانت تتمتع بالحصافة والحكمة ورجاحة العقل
والدين والورع والفضل، وهي تشبه بشخصيتها وأخلاقها وكرمها شقيقها الملك عبد العزيز،
كما أنها كانت متفتحة الذهن تتماشى في سلوكها مع تطورات
العصر، فعلى سبيل المثال كانت تعد الهاتف أداة ضرورية ومفيدة، ففي نص ترويه
"فيوليت
ديكسون تذكر أنها خلال زيارتها لها رن جرس الهاتف فقامت إحدى الخادمات بالرد
على المتحدث، وبعد انتهاء المحادثة الهاتفية قالت فيوليت معلقة إنها
تنزعج من الهاتف، فردت نورة:«لا إنها آلة رائعة، لست ادري إذا كنا نستطيع البقاء بدونها».
إضافة لذلك كانت تتمتع بروح تنم عن معرفة جيدة بسلوكيات التعامل مع الآخرين حيث أبدت
في حوارها مع فيوليت إعجابها بالحلق الذي ترتديه وكذلك ثوبها، وهو سلوك ينم عن تواضعها
ومحاولتها أن تشعرها بالقرب منها.
وأورد الباحث "راشد بن عساكر" قصتين تنمان عن إنسانية الأميرة،
الأولى على لسان والده محمد بن عساكر، حيث قال:
حدثت لنا حادثة تدل على رأفة الأميرة،
ففي آخر يوم من شعبان من عام 1356 هـ قدمنا مع والدي ونحن صغارً برفقة
والدتنا الجوهرة بنت صالح بن مرشد، قادمين من حائل بصفة والدي مدير مالية بيت حائل في
عهد الملك عبد العزيز، فتعطلت بنا السيارة ونحن على مشارف الرياض، وبقربنا قصر
الشمسية الذي كانت تسكنه الأميرة نورة،
فتوجه والدي اليها ونزلنا من السيارة وسلم عليها وأخبرها بتعطل السيارة بسبب نفاد
الوقود، فأرسلت الأميرة غالونين من البنزين وأتبعتهما بباديتين (وعاءين من الطعام) وذلك في
يوم شديد البرودة، وهو موقف لن ننساه،
أما الموقف الثاني فهو موقف إنساني لم يستجب له الملك عبد العزيز، حيث دخلت على
الأميرة والدة الشيخ "عبد الرحمن بن صالح المرشد،" وهي لطيفة
بنت عتيق، تطلب منها الشفاعة لدى الملك عبد العزيز بعدم إرسال ابنها الوحيد
عبد الرحمن الى حرب اليمن، ونقلت الأميرة تلك الرغبة الى الملك فقال لها: «إذا شفعتِ في
ابن مرشد من أرسل؟» لمعرفة الملك بأهمية الرجل، وقدرته على القيام بالمهمة الموكلة
اليه.
ويشير المحقق "راشد بن جعيثن" الى أن الأميرة نورة تتمتع بحس شعري، حيث كتبت قصائد
شعبية كان أجملها تلك التي قالتها في غربة زوجها الأمير سعود الكبير.
وفاتها :
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــ
توفيت الأميرة نورة بنت عبد الرحمن في عام 1950م عن عمر يناهز السابعة والسبعين ..
حافلة بالحضور اللافت على مختلف الأصعدة والمجالات وفي ظل ظروف بالغة الصعوبة وفي
فترات ذات شأن، سياسياً واجتماعياً واقتصادياً.
وكانت وفاتها لبضعة أيام سابقة من تاريخ اليوبيل الخاص بمرور نصف قرن على فتح الرياض.
ولما توفيت بكاها الملك بكاء شديدا .. وبعد أن دفنت أقبل على بيت ابنتها الجوهرة وعيناه
محمرتان من البكاء .. وأخذ يضمها بقوه وحزن شديد .. فالتقت دموعها بدموعه وتنهداتها
بتنهداته .. وكأنه يستنشق فيها روائح أمها الحبيبة ..
وأخبرها أن كل ما تملك والدتها أصبح منذ تلك اللحظة ملك لها .. وأنها تستطيع أن تعيش في
قصر والدتها .. وأن تحتل مكانتها الاجتماعية عند سيدات الجزيرة العربية ..
كان يبكي أختا ورفيقة درب وشقيقة روح ..
تلقى الناس النبأ بحزن شديد وأسى .. وقد دفع الحزن الملك إلى نشدان سعادة الآخرين ..
واستدرار عطفهم ودعائهم للأميرة الراحلة ..
فأمر بإطلاق السجناء وأن يحج كل فقير في العام القادم على نفقته .. كما أمر بنحر عدد من
الأنعام وعرضها في مخيمات لإطعام الجائعين ..
المراجع : ( نساء شهيرات من نجد ) د. دلال الحربي
الاميرة نورة بنت عبدالرحمن -د. نوره الشملان