المنتديات الموقع العربي الموقع الانجليزي الهلال تيوب بلوتوث صوتيات الهلال اهداف الهلال صور الهلال
العودة   نادي الهلال السعودي - شبكة الزعيم - الموقع الرسمي > المنتديات العامة > منتدى المجلس العام > صيـد الإنترنــت
   

صيـد الإنترنــت منتدى للمواضيع والمقالات المميزة والمفيدة المنقولة من المواقع الأخرى .

Like Tree1Likes

إضافة رد
   
 
LinkBack أدوات الموضوع طريقة عرض الموضوع
  #16  
قديم 07/09/2011, 08:51 PM
الصورة الرمزية الخاصة بـ أميـــر الليل
زعيــم مميــز
تاريخ التسجيل: 28/06/2010
المكان: سَبت العلايةة ♥
مشاركات: 19,382
أنطوان لافوازييه

أنطوان-لوران دُ لافوازييه (Antoine-Laurent de Lavoisier)، عاش ما بين 26
أغسطس 1743 - 8 مايو 1794م، أحد النبلاء الفرنسيين ذو صيت في تاريخ
الكيمياء والتمويل والأحياء والإقتصاد. أول من صاغ قانون حفظ المادة،
وتعرّف على الأوكسجين وقام بتسميته (في عام 1778م)، وفنّد نظرية اللاهوب،
وساعد في تشكيل نظام التسمية الكيميائي. وعادةً يشار إلى لافوسيه بأنه أحد
آباء الكيمياء الحديثة.

بدأ محاميا ثم نال جائزة لابتكاره نظاما جديدا لانارة الشوارع في باريس,
وكان يقضي وقت الفراغ في الأبحاث الكيميائية ، حيث يعرف بأبو الكيمياء
الحديثة, تم اعدامه بعد قيام الثورة الفرنسية. بتهمة ترطيب تبغ الجيش خلال
عمله في لجنة المعايير المترية. ورغم انه لم يثبت عليه شيء فقد أُعدم.
ومازالت العبارة التـي قيلت له في قاعة المحكمة: "الجمهورية ليست بحاجة
إلى علماء بل بحاجة إلى عدالة" وصمة في تاريخ القضاء الفرنسي واستخفافاً
مشيناً للعبقرية مثيلها نادر في التاريخ. كانت تجارب لافوازييه من النوع
الكمي بالدرجة الاولى. قام بتعيين تركيب حامضي "النيرتك والكبريتيك" وكان
أول من انتج "الغاز المائي" Water - Gas واخترع "المغياز" Gasometer (وهو
جهاز لقياس كميات الغازات يستعمل عادة في المختبرات).

أدخل لافوازييه مصطلحات واسماء كيميائية جديدة قبلها غيره من الكيميائيين وحلت محل النظام القديم.


قانون لافوازييه

قانون بقاء الكتلة وينص على أن أوزان مادتين كيميائيتين منفصلتين توازي وزن المادة الجديدة الناتجة من اتحادهما.
اضافة رد مع اقتباس
  #17  
قديم 07/09/2011, 08:53 PM
الصورة الرمزية الخاصة بـ أميـــر الليل
زعيــم مميــز
تاريخ التسجيل: 28/06/2010
المكان: سَبت العلايةة ♥
مشاركات: 19,382



وليام شكسبير

شكسبير أديب وكاتب مسرحي
وشاعر إنجليزي ،ولد (تم تعميده) في 26 أبريل 1564م- 23 أبريل 1616 بكنيسة
سترت فورد ،آفون ، بانجلترا و يعتبر أعظم أديب في تاريخ إنجلترا وتعتبر
مسرحيات وقصائده كلاسيكيات في أقسام الأدب الإنجليزي في جامعات العالم.
كما أن أعماله كانت مسرحاً ومادة للدراسات العليا والنقدية وهناك من قرأ
أعمال شاكسبير قراءات ماركسية أو حتى رومانسية ، بالأضافة إلى أن أعماله
التي تم أقتباسها في الكثير من الأفلام والمسرحيات حول العالم.


توفي في 23 أبريل 1616





أهم أعماله



هاملت 1600-1601 م.


تراجيديا هاملت Hamlet واحدة من أهم مسرحيات شكسبير . كتبت في عام 1600 أو
1602 وهي من أكثر المسرحيات تمثيلاً وانتاجاً وطباعة فهي من كلاسيكيات
الأدب العالمي ، وربما ترجع شهرتها إلى العبارة الشهيرة والسؤال الذي
يناجي فيه هاملت نفسه قائلاً : أكون أو لا أكون .


ترجمت المسرحية إلى جميع لغات العالم وهناك ترجمات عديدة باللغة العربية.


عطيل 1604-1605 م.


عطيل مسرحية تراجيدية لـ وليم شكسبير . تتكون من 5 فصول . تدور أحداثها في البندقية و قبرص .


نقلها إلى العربية عن اللغة الفرنسية خليل مطران (1869 ـ 1949) وبعد ذلك
ترجمها جبرا إبراهيم جبرا عن اللغة الإنكليزية، ويرى جبرا إبراهيم جبرا
أنّ اسم عطيل موجود باللغة الإيطالية وتعني الحذر، وليس هو تحريفاً لاسم
عربي كما ظن خليل مطران. ولكن هل كان عطيل حذراً بالفعل؟ أم وقع في حفرة
حفرت لـه.‏تجري معظم أحداث المأساة في مدينة البندقية، مثلها مثل كوميديا
"تاجر البندقية" (1600)، ولكن قسماً آخر من أحداثها، يجري في قبرص،
موضوعها الأساس هو الغيرة القاتلة، غيرة زوج مخدوع على زوجته البريئة
الشريفة، وغيرة صديق من صديقه.‏


الملك لير 1605-1606 م.


الملك لير واحدة من اهم مسرحيات شكسبير وتحكى عن ملك عاش شبابه فارس من
أقوى الفرسان وعندما تقدم به السن قرر تقسيم ملكه بين بناته الثلاث
(جنريل)و(ريجان)و(كردليا)ثم طلب من بناته الثلاث ان يعبرن عن حبهن له.لم
تتملق ابته الثالثة في مدحه كما فعلت الاخوات الكبريات فلذلك غضب عليها
لير ظنا منه انها لا تحبه لذلك طردها من مملكته بلا شي و لكن تزوجها ملك
فرنسا بقوله انها لا تطمع بشي من المال لذلك هي من سوف يتزوجها.





ماكبث 1605-1606 م.


ماكبث أو مكبث (الانكليزية Macbeth) أحد أشهر روايات الكاتب الانكليزي
وليم شكسبير الرواية قائمة على دراما لمأساة مكبث مغتصب عرش اسكتلندا
(1040-1075) بعد اغتياله دونكان الأول قتله مالكوم الثالث ابن دونكان .


تاجر البندقية 1596-1597 م.


تاجر البندقية (انكليزي: The Merchant of Venice) هي إحدى المسرحيات
الأشهر للكاتب الإنجليزي ويليام شكسبير، و قد حظيت بدراسة مستمرة من
النقاد العالميين، و معاداة من قبل التوجه الرسمي لليهود بسبب شخصية
شايلوك اليهودي التاجر المرابي فيها.


تقوم عقدة هذه المسرحية حول تاجر شاب من إيطاليا يدعى أنطونيو، ينتظر
مراكبه لتأتي إليه بمال، لكنه يحتاج للمال من أجل صديقه بسانيو الذي يحبه
كثيراً لأن بسانيو يريد أن يتزوج من بورشيا بنت دوق (بالمونت)الذكيه،
فيضطر للإقتراض من التاجر المرابي شايلوك الذي يشترط عليه أخذ رطل من لحمه
إذا تأخر عن سداد الدين.


بورشيا كانت قد رأت بسانيو الذي زار أباها عندما كان حيا ويتأخر أنطونيو
فيطالب شايلوك برطل من اللحم، و يجره إلى المحكمة، و يكاد ينجح في قطع رطل
من لحمه لولا مرافعة بورشيا التي تنكرت في شكل محامٍ..


روميو وجولييت 1594-1595م.


روميو وجوليت Romeo and Juliet ، من أعظم وأشهر أعمال الكاتب الانجليزي
وليام شكسبير وتعتبر من الكلاسيكيات العالمية التي مثلت كثيراً في مسرحيات
وأفلام قديماً وحديثاً وظهرت مترجمة في الكثير من لغات العالم ، حتى اصبحت
أي شخص عاطفي كثير العلاقات العاطفية يشار إليه بأسم روميو وكذلك الحال
بالنسبة لجولييت. كما أن مشاهد روميو وجولييت ألهمت الكثير من الرسامين
لرسم مشاهد المسرحية ، ونتج عن ذلك تراث من اللوحات العالمية الشهيرة.تدور
أحداث القصة في مدينة فيرونا الإيطالية ، حيث الثأر القديم بين عائلتي
الكابيوليت ومونتاجيو ، ويبدأ المشهد الأول بمعركة في الشارع بين
العائلتين بدأها الخدم وانتهت بتدخل أمير فيرونا إسكالوس عندما أعلن أن
مسؤولية استتباب الأمن بين العائلتين مسؤولية كبار العائلتين.





أقــــواله



- أيها النوم أنك تقتل يقظتنا..


- هناك ثمة وقت في حياة الإنسان إذا انتفع به نال فوزاً ومجداً، وإذا لم ينتهز الفرصة أصبحت حياته عديمة الفائدة وبائسة..


- إن الآثام التي يأتي بها الإنسان في حياته، غالباً ما تذكر بعد وفاته، ولكن أعماله الحميدة تدفن كما يدفن جسده وتنسى..


- إن المرء الذي يموت قبل عشرين عاماً من اجله، إنما يختصر مدة خوفه من الموت بنفس العدد من السنين..


- إن أي مركز مرموق كمقام ملك ليس إثماً بحد ذاته، إنما يغدو إثماً حين
يقوم الشخص الذي يناط به ويحتله بسوء استعمال السلطة من غير مبالاة بحقوق
وشعور الآخرين..


- الرجال الأخيار يجب ألا يصاحبوا ألا أمثالهم..


- هناك ثمة أوقات هامة في حياة سائر الرجال حيث يقرر أولئك مستقبلهم أما
بالنجاح أو بالفشل.. وليس من حقنا أن نلوم نجومنا أو مقامنا الحقير، بل
يجب أن نلوم أنفسنا بالذات ..


- نكران الجميل أشد وقعاً من سيف القادر..


- الدنيا مسرح كبير، وان كل الرجال والنساء ما هم إلا لاعبون على هذا المسرح..


- لا تطلب الفتاة من الدنيا إلا زوجاً.. فإذا جاء طلبت منهُ كل شيء..


- إن المرأة العظيمة تُلهم الرجل العظيم.. أما المرأة الذكية فتثير
اهتمامه بينما نجد إن المرأة الجميلة لا تحرك في الرجل أكثر من مجرد
الشعور بالإعجاب.. ولكن المرأة العطوف.. المرأة الحنون.. وحدها التي تفوز
بالرجل العظيم في النهاية..


- إذا أحببتها فلن تستطيع أن تراها.. لماذا؟ لأن الحب أعمى..


- يمكننا عمل الكثير بالحق لكن بالحب أكثر..


- لكن الحب أعمى والمحبون لا يستطيعون أن يروا الحماقات الصارخة التي يرتكبونها هم أنفسهم..


- إن المرأة العظيمة تُلهمُ الرجل العظيم، أما المرأة الذكية فتثير
اهتمامهُ.. بينما نجد إن المرأة الجميلة لا تحرك في الرجل أكثر من مجرد
الشعور بالإعجاب، ولكن المرأة العطوف.. المرأة الحنون.. وحدها التي تفوز
بالرجل العظيم في النهاية..


- الرحمة جوهر القانون، ولا يستخدم القانون بقسوة إلا للطغاة..


- يموت الجبناء مرات عديدة قبل أن يأتي أجلهم، أما الشجعان فيذوقون الموت مرة واحدة..


- أن الحزن الصامت يهمس في القلب حتى يحطمه..


- أننا نعلّم الآخرين دروساً في سفك الدماء.. فإذا ما حفظوا الدرس قاموا بالتجربة علينا..


- على المرء أن ينتظر حلول المساء ليعرف كم كان نهاره عظيماً..


- إن الغيرة وحش ذو عيون خضراء..


- الذئب ما كان ليكون ذئباً لو لم تكن الخرافُ خرافا..
اضافة رد مع اقتباس
  #18  
قديم 07/09/2011, 08:54 PM
الصورة الرمزية الخاصة بـ أميـــر الليل
زعيــم مميــز
تاريخ التسجيل: 28/06/2010
المكان: سَبت العلايةة ♥
مشاركات: 19,382






فيلسوف
اغريقي يعتبر اعظم الفلاسفة الاقدمين دون منازع ، وكانت اعماله هي الشرارة
الأولى التي اشعلت جميع المسائل والأفكار الفلسفية في العالم الغربي حتى
اليوم ، وكانت أيضا الحافز الأول لظهور علم النفس والمنطق والسياسة ، و قد
خلفت تلك الأعمال تأثيرات عميقة على الحياة العلمية في مختلف عصور التاريخ.َ



ولد
افلاطون في اثينا عام 428 قبل الميلاد ، وكانت عائلته من صفوة أهالي أثينا
في ذلك الوقت ، كما كان زوج أمه، بعد وفاة أبيه ، من مساعدي حاكم أثينا (
بركليس ) المشاركين في السياسة والزراعة . ولكن افلاطون بدا منذ صغره
مبتعدا عن الحياة السياسية ، ومنعدم الطموح في الحصول على المراكز
الادارية المرموقة . وقد كان لأعدام استاذه سقراط
من قبل السلطة أثر كبير في نفسه ، خصوصا وأن سقراط كان من اصدقاء عائلته ،
وقد انعكس ذلك الأثر بشكل واضح في كتاباته . بعد موت سقراط اعتزل افلاطون
الحياة العامة في أثينا ، وخرج منها مرتحلا لعدة سنوات ، وفي عام 388 قبل
الميلاد سافر الى ايطاليا وصقلية
وتصادق مع حاكمها ، ثم عاد بعد عام الى أثينا وأسس فيها مدرسته التي
أسماها ( الأكاديمية ) ، وهي معهد كرس لأعمال البحث العلمي ، وتدريس
الفلسفة والعلوم . وقد قضى افلاطون معظم حياته في هذا المعهد مدرسا ،
ومشرفا على نشاطاته حتى توفي عام 348 قبل الميلاد وهو في الثمانين من عمره
. َ



وجميع
أعمال افلاطون المكتوبة ، لحسن الحظ ، حفظت ووصلت الينا ، وهي تتألف من 26
عملا على شكل حوارات درامية حول الفلسفة وما يتعلق بها من أفكار . وقد
سميت بالحوارات لأنها تأتي على شكل حوار أو مناقشة بين شخصين كما هو
الحوار المتبع في القصص والمسرحيات كما في المثال التالي من كتابه (
السفسطائي ) : َ



(( ثيودورس : هانحن هنا الآن يا سقراط كما اتفقنا بالأمس ، ومعنا هذا الغريب من ايليا وهو فيلسوف حقيقي من تلامذة بارميندس و زينو . َ



سقراط
: أرجو ألا يكون إله يا ثيودورس أتى إلينا متنكرا في هيئة غريب ، وكما قال
هوميروس فإن جميع الآلهة ، وخصوصا آلهة الغرباء هم رفاق في الحلم والعدل ،
ويزورون الأخيار والأشرار من البشر ، وعسى ألا يكون رفيقك هذا أحد أولئك
المتسلطين الذي أتى لاختبارنا وتقييم مدى ضعفنا في الجدال . َ



ثيودورس
: أبدا يا سقراط ، إنه ليس من ذاك النوع ، بل هو أنبل من أن يكون منهم ،
وهو ليس إله على الاطلاق ، ولكنه إنسان مقدس ، وهذه هي الصفة التي سوف
أطلقها على جميع الفلاسفة )) . َ



و شخصية سقراط
هي الشخصية الرئيسية في جميع تلك الحوارات ما عدا القليل منها . ويجمع
النقاد على أن حوارات افلاطون هي من الروائع الأدبية التي تضع افلاطون في
مرتبة سيد الأدباء الاغريق . َ



ومن الصعب
وضع ترتيب زمني لحوارات افلاطون ، ولكن اختلاف الأسلوب والافكار فيها جعل
من الممكن تقسيمها الى ثلاثة أقسام هي : الحوارات المتقدمة ، والحوارات
الوسطى ، والحوارات المتأخرة .َ



1 - الحوارات المتقدمة :
وهي باكورة انتاجه وقد وضعها بعد عام 399 قبل الميلاد ، وهي عبارة عن
ملاحظاته التي سجلها عن حياة وتعاليم أستاذه سقراط . ففي الحوارات الثلاثة
الأولى يصف افلاطون محنة سقراط مباشرة قبل وأثناء وبعد المحاكمة . وفي
حوارات أخرى قصيرة من هذه الفترة
هناك سلسلة من المسائل لا تنتهي بحلول قاطعة . وتتميز تلك الحوارات بأسئلة
يطرحها سقراط مثل : (( ما هو المجهول ( س) )) ، ويصر على الا يكون الجواب
مثالا وأنما تحديد ماهية المجهول (س) وشكله وجوهره . فلو كان السؤال مثلا
(( ما هي الحمرة ؟ )) فإن كان الجواب بأنها
لون من الألوان ، لن يكون مقبولا ، لأن ( الزرقة ) أيضا لون من الألوان ،
فهل الحمرة تساوي الزرقة ؟. ولو كان الجواب بأن الحمرة هي لون الدم ، فهذا
أيضا ليس جوابا مقبولا لأن الحمرة أيضا هي لون الوردة ، فهل الدم والوردة
شيء واحد ؟ . كما طرح أيضا أسئلة أخرى مثل : (( ما هي الشجاعة ؟ )) ، ((
ما هي الحرارة ؟ )) ، (( ما هي القداسة ؟ )) . أما السؤال الأهم الذي طرحه
والذي أسس عليه عمله الشهير ( الجمهورية ) فكان (( ما هي العدالة ؟ )) .
وعلى الرغم من أن الحوارات تنتهي دون التوصل الى إجابة قاطعة على تلك
الأسئلة ، إلا أن الأسلوب الجدلي الذي اعتمد في الاجابات يبين الفكرة
المقصودة بشكل شديد الوضوح . َ



2 -الحوارات المتوسطة
: وهي التي بدأت مع تأسيس أفلاطون لأكاديميته ، وفيها نرى ظهور افكار
ايجابية في الأحاديث الواردة على لسان سقراط . وتتضمن حوارات هذه الفترة
ما يمكن اعتباره اعظم اعمال افلاطون وهي ( الجمهورية ) . وتبدأ (
الجمهورية ) بمناقشة عامة حول طبيعة العدالة
، وبوضع صيغة للمجتمع السياسي المثالي ، والتعليم المناسب لحكام هذا
المجتمع . والعدالة عند افلاطون هي مبدأ لكل شيء يؤدي العمل المناسب
لطبيعته ، وهي مبدأ الحكم الأنسب لكل التصرفات . وبالمعنى السياسي ، فإن
هذا المبدأ يجب ان يحتضن من قبل المجتمع الذي يؤدي فيه المواطنون الأعمال
المهيئين لأدائها ، ففي نفس كل فرد من هذا المجتمع يكمن هذا المبدأ ولا
يمكن اكتشافه إلا إذا أدى كل فرد الوظيفة التي تتناسب مع طبيعته . وفي
المجتمع ، وعند كل فرد يجب أن يكون الحكم للعقل بشرط أن يكون مقرونا
بالعدالة التي ستحقق الانسجام بين الافعال و الأحكام . وإن حكم العقل ليس
طغيانا ولكنه انسجام بين افراد المجتمع السعداء والمجتمع نفسه . َ



وفي حوارات
هذه الفترة طور افلاطون نظرية ( الشكل ) أو ( الهيئة ) المتعلقة بالأمور
الطبيعية . ويفسر افلاطون الشكل بأنه المبدأ الذي يشرح كون الشيء شيئا ،
وكيف يكون الشيء شيئا ، وما هي المتطلبات التي يجب أن تتوفر لكي تتضح
معالم الأشياء . و الشكل الخير أو الصحيح يتمتع بميزة فريدة تجعل منه
مسؤولا عن الوجود وعن فهم العالم بشكل واضح . كما تتناول أعمال هذه الفترة
تفسير ( الفهم ) نفسه بأنه الحكم على وجود الشيء بشكل حقيقي وواقعي وليس
بأخذ فكرة عابرة عنه . وتتناول هذه الأعمال أيضا الحب والموت ، فالحب هو
انجذاب خلاق نحو الجمال والخير ، والموت هو انفصال الروح عن الجسد . َ



3 - الحوارات المتأخرة :
وهي التي كتبها بعد عودته من سراقوزا ( صقلية ) ، ونرى فيها شخصية سقراط
تتراجع الى الخلف ، لتظهر شخصيات أخرى جديدة كما في كتاب ( السوفسطائي
والسياسي ) حيث تظهر شخصية زائر مجهول الاسم من مدينة ( إيليا ) . ويبين
السوفسطائي ، أي المنظر ،
كيف أن الفهم المناسب لمظهر الشيء يعتمد على كون الشيء موجودا أو غير
موجود ، وعلى العلاقة بين الجزئيات والأشكال الكاملة . وتتضمن حوارات هذه
الفترة أيضا كتابا عن أصل وطبيعة الكون ، وكتابا عن موقع المتعة في الحياة
السعيدة ، كما تتضمن أيضا كتاب ( الشرائع ) الذي يعتبر أطول وآخر اعمال
افلاطون ، وفيه يضع أسس إنشاء المدينة الفاضلة . َ



وتتركز
عقيدة افلاطون بشكل عام حول فكرة ( العقل ) بأنه القوة القادرة على كشف
المفهوم والنظام اللذان يحكمان العالم المتغير المظاهر ، وعلى خلق الحياة
المنسجمة السعيدة بين الحكومة والشعب . وبينما كانت نظرة سقراط بأن
الفضيلة هي شكل من أشكال الفهم ، وأن المعرفة هي السبيل
الى الحياة السعيدة ، فإن نظرة افلاطون هي أن التعليم الفلسفي يجب أن يهدف
الى خلق الانسجام بين العقل والعاطفة ، وان الحياة السعيدة هي التي يكون
فيها الانسان سيد نفسه والتي يحكم العقل فيها ارادته لا كشيء دخيل عليها
وإنما كدليل ومصدر طبيعي يهدي ويغذي تلك الارداة .َ


وبعد وفاة
افلاطون استمرت تعاليمه سائدة لعدة قرون . وبعد اغلاق الاكاديمية ظهرت
الافلاطونية المحدثة التي لاقت رواجا في العهد البيزنطي والاسلامي كما
انها كانت العامل الفكري المسيطر في الفلسفة اللاتينية خلال العصور الوسطى
، ولا شك كان لها أثر كبير على الفلسفة الحديثة . كما شهد القرنين 19 و20 ظهور نزعات اوربية - امريكية قوية نحو الفلسفة الافلاطونية. َ
اضافة رد مع اقتباس
  #19  
قديم 07/09/2011, 08:55 PM
الصورة الرمزية الخاصة بـ أميـــر الليل
زعيــم مميــز
تاريخ التسجيل: 28/06/2010
المكان: سَبت العلايةة ♥
مشاركات: 19,382
العملاق بتهوفن





ولد
"لودفيج فان بتهوفن" بمدينة بون بألمانيا في 16 ديسمبر عام 1770، وكان
أبوه "يوهان فان بتهوفن" قد تزوج من أمه "ماريا ماجدلينا لايم" عام 1767.
ترجع العائلة إلى أصل فلمنكي قبل أن يقيم جده لأبيه بمدينة بون ويؤسس هذا
الفرع من العائلة.. وكان أبوه يعمل مغنيا بكنيسة البلدة وكانت شخصيته
باهتة لا يفكر في غده أو في مسؤولياته تجاه العائلة.. ومع ذلك فإن الفضل
يرجع إليه في اكتشاف موهبة لودفيج غير العادية في سن مبكرة.



كانت صورة "موتسارت" الطفل المعجزة عالقة بذهن والده.. ففكر على الفور في
أن يخلق من لودفيج معجزة مماثلة، ولم يستطع التحقق من أن هناك زهوراً
أصيلة لا تتفتح مبكرة، وأن موهبة ابنه كانت من النوع العميق المستوعب
البطيء التفتح. كانت صورة طفولته الأولى تتبلور في وقفته على كرسي صغير
أمام مفاتيح البيانو والدموع تنهمر من عينيه، فقد كان والده يجبره بقسوة
على المِران المتواصل دون مراعاة لطفولته واحتمال صحته. كان الوالد يعود
متأخراً مترنحاً من الشراب، وبرفقته صديقه "توبياس" الذي كان يدرس البيانو
للصغير لودفيج.. فيوقظانه من فراشه ويجبرانه على التمرين حتى الصباح، وبعد
نوم قليل يذهب للمدرسة الابتدائية وهو في حالة نعاس وذهول وصمت. كانت
ملابسه غير مرتبة وشعره غير مهذب. تعلم الكتابة بخط جيد جميل وإن بدا في
أيامه الأخيرة غير واضح، وتمكن من دراسة اللغتين الفرنسية واللاتينية بشكل
مرض، رغم أن هجاءه للغته الأصلية (الألمانية) لم يكن صحيحاً. أما
الرياضيات فكانت بالنسبة له مشكلة كبرى.. وظل كذلك طوال حياته حتى وهو على
فراش الموت كان ابن أخيه كارل يساعده في عمليات الجمع البسيطة..



عندما بلغ الحادية عشرة من عمره كان لا يتعلم شيئا غير الموسيقى، وهذا
يدلنا على أنه لم يتمكن من التأقلم مع الحياة المحيطة به رغم حدة ذكائه
وقوة استيعابه لأمور عديدة أخرى.. لم يتفوق في كل ما يجيده البشر من علوم
ودراسات وعلاقات اجتماعية، فقد كانت له حياة أخرى لا يجاريه إنسان فيها..
حياة تغمرها الروحانيات والثراء الفني العميق.. قال عنه "ريس" Ries الذي
كان يعرفه جيداً في هذه المرحلة من عمره: "كان يبدو قميئاً.. مغلوبا على
أمره.. تخلو حركاته من الرشاقة والمظهر الحسن.. كان نادرا ما يمسك بشيء
دون أن يسقط من يده وينكسر، لم تنج منه أي قطعة من أثاث المنزل. فقد كانت
زجاجات الحبر تنقلب يوميا لتغرق كل شيء، حتى أصابع البيانو، لم يكن يجيد
الرقص أو الظهور بالمظهر اللائق..".



عندما بلغ الرابعة عشرة من عمره، حصل على وظيفة عازف الأرغن المساعد
بكنيسة الدوق "فرانز مكسيميليان" الذي كان الابن الأصغر للإمبراطورة ماريا
تيريزه، وهذا يدل على المستوى الفني الكبير الذي كان قد وصل اليه في ذلك
الوقت.. وكان قبل ذلك ينوب عن عازف الأورغن عند غيابه. وبالإضافة إلى عزف
الأورغن، فإن وظيفته تضمنت العمل كعازف للهاربسيورد بمسرح القصر لتدريب
المغنين على خشبة المسرح، وكان في ذلك الوقت يدرس التأليف بعمق مع أستاذه
"نيف" Nefe الذي أذاع في كل البقاع خبر الموهبة المعجزة لتلميذه العبقري..



عندما ذهب بتهوفن إلى فينا للمرة الأولى - وكان في السادسة عشرة - كان قد
وصل إلى مستوى نادر في عزف البيانو، وكتب عدداً من الأعمال الجيدة. وكان
ذلك في عام 1787 وقد انتقى فينا بالذات لأنها كانت كعبة الموسيقى ومقر
موتسارت العظيم الذي كان في أوج مجده.. وعندما عزف لموتسارت، لم يتأثر
الأخير الذي كان قد استعرض أكبر مواهب العالم في عزف البيانو.. ولكنه ذهل
عندما بدأ بتهوفن في الارتجال.. ولا يعرف أحد يقينا ما إذا كان قد درس
بالفعل على يد موتسارت أم لا، لأنه بعد شهرين فقط من وصوله إلى فينا،
جاءته أنباء اشتداد المرض على أمه فعاد إلى بون ليجدها على فراش الموت..



كانت أمه رمزاً للحب والوفاء.. وكان بتهوفن يتحدث عنها بكل تبجيل وتكريم،
فهي التي منحته الرعاية والحب الذي افتقده في والده .. كانت رقيقة وديعة،
تصارع الحياة ببطولة وارادة وعنف لتحفظ للأسرة بقاءها وقوتها الضروري..
عاد بتهوفن ليجد حالة والده تسوء في السكر والعربدة حتى أنه أنقذه في إحدى
المرات من اعتقال البوليس.. وعندما بلغ لودفيج التاسعة عشرة ، كان أبوه قد
فصل من عمله وتحمل الصغير المسؤولية الكاملة للعائلة..



كان لبتهوفن أصدقاء عديدون سماهم "ملائكة الرعاية"، وكان أهمهم عائلة
"برويننج" Breuning التي كانت تتمتع بمركز اجتماعي مرموق إلى جاب الخصوبة
الثقافية مما كان له أشد الأثر على تكوين فكر بتهوفن وثقافته في هذه
المرحلة من حياته.. وصديق آخر حميم كان الكونت فالدشتين waldstein الذي
كان يقدم له المساعدات المالية دون أن يجرح كبرياءه..



في عام 1792 سافر بتهوفن إلى فينا للمرة الثانية ليعيش في وسط التجربة
الموسيقية الكبرى، وليواصل دراسته مع هايدن العظيم بعد أن كان موتسارت قد
رحل عن العالم وهو في عمر الزهور. وكان هايدن قد سمع عن عبقرية بتهوفن
عندما مر ببون 1790، فبدأ في تدريسه على الفور واستمر يباشره لمدة عام
كامل لم يشعر فيه بتهوفن بالسعاددة لأنه لم يحقق ما رجاه من علم موسيقي
على يد زعيم الكلاسيكيين " بابا هايدن " .. أما من وجهة نظر هايدن .. فإنه
لم يكن يعلم ماذا يفعل مع الشاب الريفي المتمرد .. فلم يتبع بتهوفن أي
قاعدة عن ثقة . وكان دائماً يسأل: "لماذا ؟" و "كيف ؟".. الاّ أن هايدن قد
عامله بأبوة ورعاية بعد أن تأكد من تقدمه العاصف في مجالات التأليف والعزف
الخارق للعادة على البيانو..



لقي نجاح بتهوفن كل تقدير أدبي ومادي من الطبقة الأرستقراطية بفينا، وهي
الطبقة الذواقة للموسيقى التي احتضنت العبقري الشاب وأغرقته بالتكريم
وبعروض العزف والتدريس، حتى أصبح وقته لا يتسع لقبول عروض جديدة.. ومما هو
جدير بالذكر أن صديقه الكونت فالدشتاين كان قد قدمه إلى النبلاء بخطابات
مهدت لقدومه إلى فينا كما أن حاكم بون الذي كان عماً لإمبراطور النمسا
وموسيقياً مجيداً كان قد طلب له الرعاية والتقدير..



كان الأرستقراطيون يتوقعون المديح والشكر والتبجيل والانحناءات من
الفنانين الذين يتلقون منهم المساعدات.. ولكن بتهوفن كان على النقيض من
ذلك فلم يقبل أن يلتقي بأحد منهم إلاَّ كندٍّ مساو على أقل تقدير.. وكانت
حياته الأولى قد خلقت منه شخصية قوية الارادة، عاطفية، مندفعة ثائرة. وقد
غمره أهل فينا، لذوقهم الموسيقي الراقي، بكل وسائل التكريم والرعاية. وعاش
أجمل وأسعد أيام حياته. فكانت موسيقاه تحقق له دخلاً كبيرا مكنه من تشغيل
خادم خاص وشراء حصان وملابس أنيقة. كما حاول أن يتعلم الرقص الذي كان من
ضرورات مجتمع القصور الذي كان قد أصبح بتهوفن أهم مرتاديه، بعد أن تأكدت
شهرته كأعظم موسيقي في المدينة، بعد هايدن..



كان يحب إنجلترا، وفكر كثيراً في السفر للإقامة الدائمة بباريس .. ولكن
جاذبية فينا كانت أقوى، لما لاقاه فيها من استقرار وسعادة ونجاح.. كانوا
يلقبونه بـ "عملاق عازفي البيانو".. وقام بجولات ناجحة وساحقة ببراج
وبرلين ودرسدن ونورنبرج، ولكنه عاد إلى فينا حيث مركز الإشعاع الفني، وقمة
الحضارة الموسيقية، وكان أصدقاؤه المقربون في تلك الفترة هم عائلتا الكونت
"لشنوفسكي" و "البرونزفيك".



لازمته عادة المشي طوال حياته فكانت رياضته البدنية والعقلية على السواء.
وفي جيب معطفه، كان يحتفظ بورق الموسيقى الذي كان يدون عليه أفكاره أثناء
المشي، وكثيراً ما كان يتوغل في غابات فينا ويجلس إلى جوار جذع شجرة
لتدوين أفكاره. وقد أصبحت تسويداته هذه المرجع الرئيسي لأعظم أعماله، كما
أن دراسة ما دون بها، أثبت أنها تضمنت أضعاف ما خلفه من تراث موسيقي
نادر..



قادته عاطفته وحساسيته المفرطة إلى الوقوع الدائم في الحب، وكان يحن إلى
الزواج والاستقرار ليتخلص من حياة التشرد. ولم تتحقق له تلك الأمنية ربما
لأن أغلب السيدات اللائي تقدم اليهن كن من طبقة اجتماعية أعلى من طبقته،
ولكن هيمل Hummel عازف البيانو الشهير قال في ذلك: "إنه يوجد أكثر من مئة
سيدة تتمكن من عزف البيانو أحسن مني، وكل هذا العدد من الفنانات يَتُقْن
إلى الاستمتاع بعزف بتهوفن والتصفيق له بجنون وإعجاب.. ولكن أي واحدة منهن
لا يمكن أن تقبل أن تطارحه الغرام.. لأنه لا توجد من تستطيع أن تطارح
الغرام لإله خاصة إذا كان هذا الإله أصم..".



في عام 1798 بدأ بتهوفن يشعر بالصمم - وهو التاريخ الذي حدده بنفسه لبداية
الكارثة - ولم يأخذ هذه الأعراض مأخذ الجد في بادىء الأمر لأنه ربط بين
هذا المرض وما كان يعاني منه من ضعف المعدة والدوزنتاريا. وبعد ذلك بعامين
بدأت الحقيقة تتأكد له.. فأخفى المرض عن جميع الناس، لأنه شعر بالمهانة
والعذاب مع ما كان يشوِّه وجهه من مرض لازمه منذ طفولته.. وهو آثار لمرض
الجدري .. كتب لصديقه الدكتور فيجلريبون : "إن أذني تصفر وتؤلمني بشكل
دائم ليل نهار، وإن الله وحده ليعلم ماذا سيصير إليه أمري".



بدأ ينسحب من المجتمعات حتى لا يفتضح أمره . لم يكن قادراً على الإفصاح
للناس "إنني أصم". وأضاف: "بالنسبة لي، لا يوجد ترفيه ولا تسلية في
المجتمعات الإنسانية، ولا أستطيع أن أستمتع بحوار شيق أو أن أ***دل أفكاري
وأحاسيسي مع الآخرين.. لا مفر من أن أعيش في منفى.. وبعد قليل، يتعين علي
أن أضع نهاية لحياتي".. إنه في هذه المرحلة من حياته كتب وصيته الشهيرة
التي تفصح عن أقصى درجات المرارة التي أحس بها والعذاب النفسي الذي عاناه.



إن صراع بتهوفن مع القدر قد بدأ لحظات اليأس هذه .. وبدلاً من الانتحار..
صارع القدر وأبدع أعظم إنتاجه.. وكان كلما اشتد عليه الصمم.. زاد إمكانية
على سماع الأصوات الإلهية التي دونها في موسيقاه. ولذلك عندما وصل صممه
إلى منتهاه.. أبدع أعظم أعمال البشرية على الإطلاق.. إن صراعه مع القدر
هذا مر بمراحل متعددة.. حتى وصل إلى مرحلة السكينة والهدوء.. لا إذعانا
واستسلاما، ولكن انتصارا على قوى الضعف البشري والمرض والمهانة.. لقد وصل
في انتصاره على القدر إلى حد كتابة نشيد السلام.. الذي دعا فيه إلى قمة
الوحدة والحب والإخاء بين البشر.


تتمة


في سيمفونيته الأولى، كان كلاسيكيا رشيقا ولم يسمح لآلام أذنيه ولا أوجاعه
العاطفية أن تتدخل في تشكيل وجدان اللحن أو مضمونه. ولكن سمفونية
"البطولة" الثالثة أصبحت مجالاً رومنتيكيا خصبا للتعبير الشخصي.. ولتدخل
أحاسيسه بغير موضوعية مجردة- لقد وجد فيها متنفساً للإفصاح عن إعجابه ببطل
كان يراه يعمل لخلاص البشرية ومعاداة الملكية المستبدة.. فأهداها
لنابليون، وعندما كان يهم بإرسالها إليه بباريس، جاءته الأنباء التي أعلنت
خيانة نابليون لمبادئه وتنصيب نفسه إمبراطورا.. ثار بتهوفن ومزق صفحة
الإهداء وكتب بدلا منها "سيمفونية البطولة.. في ذكرى رجل عظيم".. وأفصح أن
هذا الرجل لا يزال يحيا بجسده، أما روحه فقد ماتت.. إن مبادئه هذه تبلورت
في كثير من المواقف منها خطابه إلى صديقه الأمير "ليشنوفسكي": "أيها
الأمير.. إن مكانتك وإمكانياتك، ترجع إلى الحظ .. وإلى الوراثة، ولكن أنا
أختلف، لأن مجدي ينبع من نفسي، ولا يوجد سوى بتهوفن واحد".



إن سيمفونيته الخامسة هي أول إفصاح عن عبقريته الناضجة. إنها الرجل الجديد
أمام قدره منتصراً بقوة الخير وقوة الإله. إنها ملحمة تصور رحلة الإنسان
من العذاب والمعاناة إلى الحكمة والمعرفة، ومن الحكمة إلى الشجاعة إلى
الأمل.. ثم إلى الحياة الأبدية الخالدة.



كان عام 1808 هو الحد الفاصل الذي أنهى فيه مهنته كعازف تاريخي نادر
للبيانو.. فقد حال صممه، الذي كان قد وصل إلى مرحلة متأخرة، دون استمراره
في العزف، رغم أنه سراً، كان قد طلب إضافة وتر لأوتار البيانو ذات الطبقة
الموسيقية الواحدة حتى تزداد القوة، فيساعده ذلك على سماع نفسه وهو يعزف..
ولكنه واصل عمله كقائد للأوركسترا لتقديم العروض الأولى لأعماله العظيمة..
التي توجها بالسيمفونية التاسعة (الكورالية).. وقد قال عنها فاجنر:



"إننا ننظر إلى هذا العمل كعلامة تاريخية تحدد عهداً جديداً في هذا الفن
العالمي.. فمن خلاله عاش العالم ظاهرة نادرة قلما يجود التاريخ بمثلها..
في أي زمان أو مكان"..



وقال ناقد آخر هو "سنتيانا":



"إن الله قد خلق العالم حتى يكتب بتهوفن سمفونيته التاسعة"..



إنها وصية الحب والسلام.. (ليحتويكم الحب يا ملايين البشر .. ها هي قبلة لكل العالم)..



يقسم الكثير من النقاد حياة بتهوفن إلى ثلاث مراحل .. رغم أن ذلك لا يقره
آخرون.. فإن المرحلة الأولى هي التي تتسم فيها أعماله بالطابع الكلاسيكي
لهايدن وموتسرت وهي تبدأ بعام 1795 وتنتهي عام 1803.. وتشهد هذه الفترة ما
يقرب من خمسين عملاً موسيقيا تتضمن العديد من سوناتات البيانو وأهمها "ضوء
القمر" و "المؤثرة" والسيمفونيتان الأولى والثانية.. أما المرحلة الثانية
فتبدأ بعام 1804 حتى 1816 .. وتتسم بالشاعرية والثورية وبشخصيته
الرومنتيكية.. وخلالها كتب سيمفونيته الخامسة وأوبرا "فيديليو" وافتتاحيات
"كوريولان" و"اجمونت".. أما المرحلة الأخيرة والتي شملت السنوات العشر
الأخيرة من حياته، فقد تضمنت سيمفونيته التاسعة "والقداس الكبير"
وسوناتاته ورباعياته الوترية الأخيرة. وهو في هذه المرحلة يرتفع على صراعه
الشخصي مع القدر.. وتعبيره عن فرديته وشاعريته وفلسفته. إنه يتخطى نفسه
ويجتازها إلى شعور أعم وأعمق.. إلى وحدة مع الإنسانية .. وصفاء وسلام
وتعانق بين كل البشر..



وعندما رقد بتهوفن على فراش الموت .. التف حوله "شندلر" و "برويننج" و
أخوه "يوهان".. وكان يقرأ لـ "سكوت" و "أوفيد".. كما كان في منتهى السعادة
من مجلد وصله من أحد أصدقائه الإنجليز عن مؤلفات لهيندل .. وفي الثالث
والعشرين من مارس عام 1827.. أصبح واضحاً أن النهاية قريبة لا محالة، فوقع
وصيته، ووافق أصدقاؤه على أن يصلي له قسيس الصلاة الأخيرة.. كان قد مرض
بالصفراء في عام 1821 ولكن المرض عندما عاوده هذه المرة.. كان قاتلا.. وفي
يوم 24 مارس / آذار وصلته هدية من نبيذ الراين، علق عليهـــا بقوله:
"واأسفاه، لقد وصلت متأخرة ".. ثم قال :"هللوا أيها الأصدقاء، فقد انتهت
المهزلة".. وفقد الوعي حتى يوم 26 مارس / آذار عندما دوى الرعد ولمع البرق
في عاصفة عارمة. فرفع رأسه وفتح عينيه.. ثم أغمضهما إلى الأبد..
اضافة رد مع اقتباس
  #20  
قديم 07/09/2011, 08:56 PM
الصورة الرمزية الخاصة بـ أميـــر الليل
زعيــم مميــز
تاريخ التسجيل: 28/06/2010
المكان: سَبت العلايةة ♥
مشاركات: 19,382
الكسندر گراهام بل

صورة تم تلوينها حديثا لألكسندر گراهام بل مخترع التليفون





ألكسندر گراهام بل (Alexander Graham Bell) (و. 1847 - 2 اغسطس 1922) هو مخترع اسكتلندي.

ولد في أدنبره باسكتلندا واخترع گراهام بل الهاتف
صدفة عندما حاول أن يصنع جهازا يساعد به ضعاف السمع ان يسمعوا، وكان
غراهام بل مهتم بتسجيل الصوت من والده المتخصص في دراسة الصوتيات وتصحيح
النطق وتعليم الصم والبكم، وسافر غراهام بل إلى بوسطون في ولاية ماساشوستس بأمريكا وهناك اخترع الهاتف عام 1876 وحصل على براءة الاختراع وعرض الاختراع في معرض دولي بفيلادلفيا،
وقد أثار هذا الاختراع اهتماما هائلا، واستحق لذلك جائزة كبرى، وكوّن
جراهام بل ومساعدوه شركة لإنتاج الهاتف، بعد أن اصبح الاختراع ناجح، وحصل
گراهام بل على الجنسية الأمريكية، وأنجبت له زوجته ولدين لكن ماتا
الطفلين، وأنجبت له ابنتين.
اضافة رد مع اقتباس
  #21  
قديم 07/09/2011, 08:58 PM
الصورة الرمزية الخاصة بـ أميـــر الليل
زعيــم مميــز
تاريخ التسجيل: 28/06/2010
المكان: سَبت العلايةة ♥
مشاركات: 19,382
الفاروق عمر بن الخطاب
من هو:
الفاروق أبو حفص ، عمر بن الخطاب بن نُفيل بن عبد العزَّى القرشي العدوي ، ولد بعد عام الفيل بثلاث عشرة سنة ( 40 عام قبل الهجرة ) ، عرف في شبابه بالشـدة والقـوة ، وكانت له مكانة رفيعـة في قومه اذ كانت له السفارة في الجاهلية فتبعثـه قريش رسولا اذا ما وقعت الحرب بينهم أو بينهم و بين غيرهم وأصبح الصحابي العظيم الشجاع الحازم الحكيم العادل صاحب الفتوحات وأول من لقب بأمير المؤمنين0
اسلامه
أسلم في السنة السادسة من البعثة النبوية المشرفة ، فقد كان الخباب بن الأرت يعلم القرآن لفاطمة بنت الخطاب وزوجها سعيد بن زيد عندما فاجأهم عمر بن الخطـاب متقلـدا سيفه الذي خـرج به ليصفـي حسابه مع الإسـلام ورسوله ، لكنه لم يكد يتلو القرآن المسطور في الصحيفة حتى قال دلوني على محمد )
وسمع خباب كلمات عمر ، فخرج من مخبئه وصاح : يا عمـر والله إني لأرجو أن يكون الله قد خصـك بدعـوة نبيه -صلى الله عليه وسلم- ، فإني سمعته بالأمس يقول اللهم أيد الإسلام بأحب الرجلين إليك ، أبي الحكم بن هشام ، وعمر بن الخطاب ) فسأله عمر من فوره وأين أجد الرسول الآن يا خباب ؟) وأجاب خباب عند الصفـا في دار الأرقـم بن أبي الأرقـم )
ومضى عمر الى دار الأرقم فخرج إليه الرسول -صلى الله عليه وسلم- فأخذ بمجامع ثوبه وحمائل السيف فقال أما أنت منتهيا يا عمر حتى يُنزل الله بك من الخزي والنكال ما أنزل بالوليد بن المغيرة ؟ اللهم هذا عمر بن الخطاب ، اللهم أعزّ الدين بعمر بن الخطاب )
فقال عمر أشهد أنّك رسول الله )
وباسلامه ظهر الاسلام في مكة اذ قال للرسول - صلى الله عليه وسلم - والمسلمون في دار الأرقم والذي بعثك بالحق لتخرجن ولنخرجن معك )
وخرج المسلمون ومعهم عمر ودخلوا المسجد الحرام وصلوا حول الكعبة دون أن تجـرؤ قريش على اعتراضهم أو منعهم ، لذلك سماه الرسول -صلى الله عليه وسلم- ( الفاروق ) لأن الله فرق بين الحق والباطل
لسان الحق
هو أحد العشرة المبشرين بالجنة ، ومن علماء الصحابة وزهادهم ، وضع الله الحق على لسانه اذ كان القرآن ينزل موافقا لرأيه ، يقول علي بن أبي طالب :( إنّا كنا لنرى إن في القرآن كلاما من كلامه ورأياً من رأيه ) كما قال عبد الله بن عمر مانزل بالناس أمر فقالوا فيه وقال عمر ، إلا نزل القرآن بوفاق قول عمر )
‏عن ‏أبي هريرة ‏-‏رضي الله عنه- ‏‏قال :‏ ‏قال رسـول اللـه ‏-‏صلى اللـه عليه وسلم-‏ لقد كان فيما قبلكم من الأمم ‏‏محدثون ،‏ ‏فإن يك في أمتي أحد فإنه ‏‏عمر ‏) ‏
‏عن ‏أبي هريرة ‏‏قال ‏: ‏قال النبي ‏ ‏-صلى الله عليه وسلم لقد كان فيمن كان قبلكم من ‏بني إسرائيل‏ ‏رجال يكلمون من غير أن يكونوا أنبياء ، فإن يكن من أمتي منهم أحد ‏‏فعمر ) ‏‏قال ‏‏ابن عباس ‏-‏رضي الله عنهما- ‏‏من نبي ولا محدث ‏)
قوة الحق
كان قويا في الحق لا يخشى فيه لومة لائم ، فقد ‏استأذن ‏‏عمر بن الخطاب ‏‏على رسول الله ‏-‏صلى الله عليه وسلم- ‏‏وعنده ‏‏نسوة ‏من ‏قريش ،‏ ‏يكلمنه ويستكثرنه ، عالية أصواتهن على صوته ، فلما استأذن ‏‏عمر بن الخطاب ‏قمن فبادرن الحجاب ، فأذن له رسول الله -‏صلى الله عليه وسلم-،‏ ‏فدخل ‏‏عمر ‏‏ورسول الله ‏-‏صلى الله عليه وسلم- ‏‏يضحك ، فقال ‏‏عمر ‏ ‏أضحك الله سنك يا رسول الله )
فقال النبي ‏-صلى الله عليه وسلم-‏ عجبت من هؤلاء اللاتي كن عندي ، فلما سمعن صوتك ابتدرن الحجاب )
فقال ‏‏عمر ‏ ‏فأنت أحق أن يهبن يا رسول الله ) ثم قال عمر ‏يا عدوات أنفسهن أتهبنني ولا تهبن رسول الله ‏-‏صلى الله عليه وسلم-) ‏
فقلن نعم ، أنت أفظ وأغلظ من رسول الله -‏صلى الله عليه وسلم-) ‏
فقال رسول الله ‏-‏صلى الله عليه وسلم- إيه يا ‏ابن الخطاب ‏، ‏والذي نفسي بيده ما لقيك الشيطان سالكا ‏فجا ‏قط إلا سلك ‏‏فجا ‏غير‏فجك )
ومن شجاعته وهيبته أنه أعلن على مسامع قريش أنه مهاجر بينما كان المسلمون يخرجون سرا ، وقال متحديا لهم من أراد أن تثكله أمه وييتم ولده وترمل زوجته فليلقني وراء هذا الوادي ) فلم يجرؤ أحد على الوقوف في وجهه

عمر في الأحاديث النبوية
رُويَ عن الرسـول -صلى الله عليه وسلم- العديد من الأحاديث التي تبين فضل عمـر بن الخطاب نذكر منها ( إن الله سبحانـه جعل الحق على لسان عمر وقلبه )
( الحق بعدي مع عمـر حيث كان )
( إن الشيطان لم يلق عمـر منذ أسلم إلا خرَّ لوجهه )
( ما في السماء ملك إلا وهو يوقّر عمر ، ولا في الأرض شيطان إلا وهو يفرق من عمر )
قال الرسول -صلى الله عليه وسلم- رأيتني دخلت الجنة فإذا أنا بالرميصاء امرأةِ أبي طلحة وسمعت خشفاً أمامي ، فقلت : ما هذا يا جبريل ؟ قال : هذا بلال
ورأيت قصرا أبيض بفنائه جارية ، فقلت : لمن هذا القصر ؟
قالوا : لعمر بن الخطاب ، فأردت أن أدخله فأنظر إليه ، فذكرت غيْرتك ) فقال عمر بأبي وأمي يا رسول الله أعليك أغار !)
وقال الرسول -صلى الله عليه وسلم- بيْنا أنا نائم إذ أتيت بقدح لبنٍ ، فشربت منه حتى إنّي لأرى الريّ يجري في أظفاري ، ثم أعطيت فضْلي عمر بن الخطاب )
قالوا فما أوّلته يا رسول الله ؟) قال :( العلم )
قال الرسول -صلى الله عليه وسلم- بينا أنا نائم رأيت الناس يعرضون عليّ وعليهم قمصٌ ، منها ما يبلغ الثدي ومنها ما يبلغ أسفل من ذلك ، وعُرِضَ عليّ عمر بن الخطاب وعليه قميص يجرّه )
قالوا فما أوَّلته يا رسول الله ؟) قال الدين )

خلافة عمر
رغب أبو بكر -رضي الله عنه- في شخصية قوية قادرة على تحمل المسئولية من بعده ، واتجه رأيه نحو عمر بن الخطاب فاستشار في ذلك عدد من الصحابة مهاجرين وأنصارا فأثنوا عليه خيرا ومما قاله عثمان بن عفان اللهم علمي به أن سريرته أفضل من علانيته ، وأنه ليس فينا مثله ) وبناء على تلك المشورة وحرصا على وحدة المسلمين ورعاية مصلحتهم
أوصى أبو بكر الصديق بخلافة عمر من بعده ، وأوضح سبب اختياره قائلا اللهم اني لم أرد بذلك الا صلاحهم ، وخفت عليهم الفتنة فعملت فيهم بما أنت أعلم ، واجتهدت لهم رأيا فوليت عليهم خيرهم وأقواهم عليهم ) ثم أخذ البيعة العامة له بالمسجد اذ خاطب المسلمين قائلا أترضون بمن أستخلف عليكم ؟ فوالله ما آليـت من جهـد الرأي ، ولا وليت ذا قربى ، واني قد استخلفـت عمر بن الخطاب فاسمعوا له وأطيعوا ) فرد المسلمون سمعنا وأطعنا) وبايعوه سنة ( 13 هـ )

انجازاته
استمرت خلافته عشر سنين تم فيها كثير من الانجازات المهمة لهذا وصفه ابن مسعود -رضي الله عنه- فقال كان اسلام عمر فتحا ، وكانت هجرته نصرا ، وكانت إمامته رحمه ، ولقد رأيتنا وما نستطيع أن نصلي الى البيت حتى أسلم عمر ، فلما أسلم عمر قاتلهم حتى تركونا فصلينا) فهو أول من جمع الناس لقيام رمضان في شهر رمضان سنة ( 14 هـ ) ، وأول من كتب التاريخ من الهجرة في شهر ربيع الأول سنة ( 16 هـ ) ، وأول من عسّ في عمله ، يتفقد رعيته في الليل وهو واضع الخراج ، كما أنه مصّـر الأمصار ، واستقضـى القضـاة ، ودون الدواويـن ، وفرض الأعطيـة ، وحج بالناس عشر حِجَـجٍ متواليـة ، وحج بأمهات المؤمنين في آخر حجة حجها
وهدم مسجد الرسول -صلى الله عليه وسلم- وزاد فيه ، وأدخل دار العباس بن عبد المطلب فيما زاد ، ووسّعه وبناه لمّا كثر الناس بالمدينة ، وهو أول من ألقى الحصى في المسجد النبوي ، فقد كان الناس إذا رفعوا رؤوسهم من السجود نفضوا أيديهم ، فأمر عمر بالحصى فجيء به من العقيق ، فبُسِط في مسجد الرسول -صلى الله علي وسلم-
وعمر -رضي الله عنه- هو أول من أخرج اليهود وأجلاهم من جزيرة العرب الى الشام ، وأخرج أهل نجران وأنزلهم ناحية الكوفة
الفتوحات الإسلامية
لقد فتح الله عليه في خلافته دمشق ثم القادسية حتى انتهى الفتح الى حمص ، وجلولاء والرقة والرّهاء وحرّان ورأس العين والخابور ونصيبين وعسقلان وطرابلس وما يليها من الساحل وبيت المقدس وبَيْسان واليرموك والجابية والأهواز والبربر والبُرلُسّ وقد ذلّ لوطأته ملوك الفرس والروم وعُتاة العرب حتى قال بعضهم كانت درَّة عمر أهيب من سيف الحجاج )
هَيْـبَتِـه و تواضعه
وبلغ -رضي الله عنه- من هيبته أن الناس تركوا الجلوس في الأفنية ، وكان الصبيان إذا رأوه وهم يلعبون فرّوا ، مع أنه لم يكن جبّارا ولا متكبّرا ، بل كان حاله بعد الولاية كما كان قبلها بل زاد تواضعه ، وكان يسير منفردا من غير حرس ولا حُجّاب ، ولم يغرّه الأمر ولم تبطره النعمة

استشهاده
كان عمر -رضي الله عنه- يتمنى الشهادة في سبيل الله ويدعو ربه لينال شرفها اللهم أرزقني شهادة في سبيلك واجعل موتي في بلد رسولك) وفي ذات يوم وبينما كان يؤدي صلاة الفجر بالمسجد طعنه أبو لؤلؤة المجوسي ( غلاما للمغيرة بن شعبة ) عدة طعنات في ظهره أدت الى استشهاده ليلة الأربعاء لثلاث ليال بقين من ذي الحجة سنة ثلاث وعشرين من الهجرة ولما علم قبل وفاته أن الذي طعنه ذلك المجوسي حمد الله تعالى أن لم يقتله رجل سجد لله تعالى سجدة ودفن الى جوار الرسول -صلى الله عليه وسلم- وأبي بكر الصديق -رضي الله عنه- في الحجرة النبوية الشريفة الموجودة الآن في المسجد النبوي في المدينة المنورة
اضافة رد مع اقتباس
  #22  
قديم 07/09/2011, 08:59 PM
الصورة الرمزية الخاصة بـ أميـــر الليل
زعيــم مميــز
تاريخ التسجيل: 28/06/2010
المكان: سَبت العلايةة ♥
مشاركات: 19,382
العالم مندل
جريجور يوهان مندل (Gregore Johann Mendel) (ولد 20 يوليو 1822 - 6 يناير 1884 م) هو أبو علم الوراثة ، وعالم

نبات وراهب نمساوي اكتشف الكثير من التجارب القوانين الأساسية للوراثة وأدت تجاربه في تكاثر نبات البازلاء إلى

تطور علم الوراثة وكانت تجاربه هي الأساس لعلم الوراثة الذي يشهد تقدماً في عالم اليوم.




حياته :

ولد جريجور جوهان مندل ، في بلدة هينزندورف بالنمسا. كان والداه مزارعين فقيرين، وكان مندل طالباً نجيباً ممتازاً،

وقرر أن يصبح مدرساً. ولما كان كثير من المدرسين آنذاك كهنة، دخل مندل عام 1843م دير القديس توماس في برون

بالنمسا -(برنو الآن في تشيكيا)- وعمره في ذلك الوقت كان 21 عاماً، وأصبح قسيساً في سلك الدير عام 1847م.

كان الدير في ذلك الوقت ، مركزاً علمياً بالإضافة إلى كونه مركزاً دينياً؛ فالتقى مندل بالعديد من العلماء البارزين

هناك. وفي عام 1851م، ابتعثه الدير لدراسة العلوم والرياضيات في جامعة فيينا الشهيرة.

في عام 1853م وعاد إلى الدير، ودرّس علم الأحياء والفيزياء في مدرسة عليا محلية لمدة 14 سنة. وجاءت شهرة

مندل العالمية من بحوثه الصغيرة في حديقة الدير على نباتات البازلاء وزهورها وبذورها.

انتخب مندل عام 1868م رئيساً للدير. ومنذ ذلك الحين قيدت مسؤولياته الإدارية من فرصة في الاستمرار في المزيد

من البحوث قدماً.



ملخص عن أبحاثه :

درس مندل في تجاربه في علم الوراثة، سبعة أزواج من السمات المميزة في نباتات البازلاء وبذورها. وشملت تلك السمات:

1ـ البذور المستديرة أو المتجعدة.

2ـ النباتات الطويلة أو القصيرة.

حيث قام مندل بتهجين آلاف النباتات وملاحظة خاصيات كل جيل لاحق من النباتات. وكان مندل يعلم أن نباتات البازلاء،

مثل جميع الكائنات الحية تنتج نسلها عن طريق اتحاد خلايا جنسية خاصة تدعى الأمشاج. وفي نباتات البازلاء، يتحد

مشيج ذكري، أو خلية ذكرية، مع مشيج أُنثوي، أو خلية بيضة لتُكوّن البذرة.

استنتج مندل أن السمات المميزة تنتقل خلال عناصر وراثية في الأمشاج. وتسمى هذه العناصر اليوم الجينات .

واكتشف أن كل نبتة تتلقى زوجاً من الجينات لكل سمة، بمعدل جين واحد من كل من الأبوين. واستنتج استنادًا

على تجاربه، أنه إذا ورثت نبتة جينين مختلفين لسمة ما، فسيكون أحد الجينين سائدًا، بينما يكون الثاني متنحِّياً.

وتظهر سمة الجين السائد في النبتة. فمثلا إذا كان جين البذور المستديرة سائدًا وجين البذور المتجعدة متنحِّياً، فإن

النبتة التي ترث كلا الجينين ستكون لها بذور مستديرة.

واستنتج مندل أن أزواج الجينات تنفصل بأسلوب عشوائي عند تكوّن أمشاج النبتة. وعليه فإن النبتة الأم تعطي جيناً

واحداً من كل زوج إلى نسلها. كما اعتقد أن النبتة ترث كلاّ من سماتها مستقلة عن السمات الأخرى. ويُعرف هذان

الاستنتاجان بقانون الفصل وقانون الاتساق المستقل. ومنذ عهد مندل، اكتشف العلماء بعض الاستثناءات لهذين

الاستنتاجين، إلا أن نظرياته بصورة عامة، أثبتت صحتها وقد وضع مندل قانونبن للوراثه هما 1-قانون انعزال الصفات :-

ان العوامل الوراثيه المزدوجه تنعزل عند تكوين الأمشاج وتعود لتزدوج عند الأخصاب وتكوين الفرد الجديد. 2-قانون

التوزيع الحر:-أذا اختلف فردين في زوجين من الصفات النقيه السائده فينعزل عاملا هذين الفردين أنعزال تام عند

تكوين الأمشاج ويضهر في الجيل الثاني بنسبه 3 سائد 1 متنحي من الصفات .



شهرة أعماله :

نشرت نتائج بحوث مندل وخلاصة تجاربه في علوم الوراثة عام 1866م إلا أن أحدا لم يتنبه بسبب أهتمام العلماء

بنضرية دارون في حينها إلى أن عثر علماء على التقرير عام 1900م وهنا عرف فضل أبحاثه على علم الوراثة.
اضافة رد مع اقتباس
  #23  
قديم 07/09/2011, 09:02 PM
الصورة الرمزية الخاصة بـ أميـــر الليل
زعيــم مميــز
تاريخ التسجيل: 28/06/2010
المكان: سَبت العلايةة ♥
مشاركات: 19,382


يوهان باخ .. العازف والمؤلف


















مؤلف موسيقي، وعازف أورغن ألماني، وأحد أكبر عباقرة الموسيقى
الكلاسيكية في التاريخ الغربي، ألّف الكثير من القطع الموسيقية من نوع
الفانتزي والبريلود والفوغة والسوناتا، واهتم كثيرا بالآلات من ذوات
الملامس ولاسيما الكلافان منها، وكتب لها الكثير من القطع الموسيقية.

ولد يوهان باخ في عام ١٦٨٥م في "إيزناخ" التي نال تعليمه فيها وفي الوقت
ذاته تلقى دروس في الموسيقى من والده يوهان أمبروزيس وهو عازف كمان، وبعد
وفاة الوالد درس يوهان العزف على الكلافان والأورغن مع أخيه الأكبر يوهان
كريستوف.


وفي عام ١٧٠٣م عمل لمدة قصيرة كعازف كمان في أوركسترا دوق فايمار، وبعد
أشهر قليلة أصبح عازف أورغن في كنيسة ارنتات، حيث بدأ كتابة أول مؤلفاته
الموسيقية الدينية، وفي عام ١٧٠٧م انتقل إلى مدينة مولهاوزن كعازف أورغن في
كنيستها، وبعد عودته إلى فايمار كتب أول أعماله الشهيرة للأورغن مثل
"المغناة" (التوكاتا) "الفوغة" (الشلل).


وفي عام 1716م ترك فايمار ليصبح قائد فرقة موسيقى الحجرة عند الأمير
ليوبولد في مدينة أفهالت-كوتن، حيث كان الأمير نفسه يعزف على فيولا الساق
في الفرقة الموسيقية بقيادة يوهان سباستيان نفسه، وفي هذه المدينة استطاع
أن يتحرر من الخدمة الكنسية متابعًا التأليف الموسيقي للآلات، فكتب معظم
الأعمال المهمة له ومنها ست حوريات براندنبورغيه عام 1721م، وسميت كذلك
لأنها كانت مكرسة لأمير براندنبورغ.


وفي عام 1723م استقر في مدينة لايبزيغ لمدة ربع قرن وقام بعدة رحلات فنية
قصيرة إلى بعض المدن الألمانية تعرّف في أثنائها على أشهر الموسيقيين فيها
آنذاك، كما التقي الملك فريدريك الكبير عام 1747م وقدّم له قطعة موسيقية
هدية وهي ذات موضوع من تأليف الملك ذاته.


وألّف يوهان سباستيان في جميع أنواع الصيغ الموسيقية المعروفة في زمنه، عدا
الأوبرا، وكان مذهبه الديني البروتستانتي الألماني أساسا لمعظم أعماله
الموسيقية، ونتاجه الفني زاخر بعشرات المئات من القطع الموسيقية المختلفة
الصيغة، كما كتب نحو خمسين مغناة نيوية.


وبالإضافة، فقد ألّف عددًا لا بأس به من الكونشرتو،وهم سبعه وأشهرهم
كونشرتو رقم واحد وكونشرتو رقم 7 كما ألف الرتيته وهى شكل موسيقى مكون من
عده أجزاء وتكون عادة مكونه من عدة أجزاء في منظومة واحده مثل برتيته رقم 6
وأجزائها السبعة وبارتيتا رقم2 والمعروفة بالفرنسية.

ومن أشهر أعماله على الأرغن التوكاتا والفوجا، ومن أهم الأعمال التي كتبها
لهذه الآلة هما الجزءان بعنوان "الكلافان" و"العدل جيدا" وألفهما على
التوالي عام 1722م و 1744م ونشرا في عام 1799م، ويحتوي كل جزء منها على 24
بريلود وفوغة في السلالم الأربع و العشرين-الكبرى والصغرى- في السلم المعدل
الذي أصبح أساسا لجميع أنواع الموسيقى العالمية.

ومن أعمال يوهان المهمة للآلات أيضا كتاب فن الفوغة الذي ألفه في أواخر
حياته ولم ينجزه، وهو يتألف من قطع موسيقية من نوع الأتباع والفوغة، لم تكن
مخصصة لآلة موسيقية أو لمجموعة آلية ما.


وعُدت موسيقى يوهان سباستيان باخ في القرن الثامن عشر معقدة وقديمة الأسلوب
مقارنة مع الأشكال الموسيقية الجديدة المقدمة من قبل الموسيقيين الآخرين،
ويعود الفضل إلى مندلسون الذي اكتشف عام 1829م عبقرية سباستيان في مؤلفاته
الآلام كما هي عند القديس ماثيو التي أُلّفت قبل قرن من ذلك.


وأدى هذا العمل وكثير من المؤلفات الأخرى له إلى تأسيس جمعيات موسيقية
كثيرة تحمل اسمه منها جمعية باخ في لندن عام 1870م، وتأسست كذلك في لايتزنغ
عام 1805م جمعية باخ التي باشرت بنشر جميع أعماله الموسيقية في النصف
الثاني من القرن التاسع عشر، ويمكن القول، أن طبيعة القديم والجديد في
موسيقى يوهان سباستيان بارزة المعالم وتؤسس تميزا تاريخيا بقي متبعا حتى
القرن العشرين.


وقبل نهاية حياة باخ بوقت قصير، بدأ بصره يضعف تدريجيا حتى أنه فقد البصر
تقريبا حتى وفاته، ودفن في كنيسة القديس يوحنا ثم نقل ما تبقى من رفاته عام
1894م إلى كنيسة سان توماس ولاءً وتقديرًا لمكانته الكبيرة
.
اضافة رد مع اقتباس
  #24  
قديم 08/09/2011, 11:33 AM
الصورة الرمزية الخاصة بـ الزعيمه منو
زعيــم متألــق
تاريخ التسجيل: 15/04/2011
المكان: الغربيه
مشاركات: 1,365
فصوووول مــــــــــــــشكــــــــــــــور ع المـــــــــــعلومات والشخـــــــــصيات اللي قــــــــــدمتها

اضـــــــــــفت للمـــــــــــوضوع كــــــــثير

ماني عرفه ازيي اشـــــــكرك احـــــــــــرجتني

وان شاء الله يســـــــــــتفيدو الا عضاء والــــــــزوار

لك
اضافة رد مع اقتباس
  #25  
قديم 08/09/2011, 12:34 PM
الصورة الرمزية الخاصة بـ الزعيمه منو
زعيــم متألــق
تاريخ التسجيل: 15/04/2011
المكان: الغربيه
مشاركات: 1,365
إرنستو جيفارا دِلاسيرنا
Ernesto Che Guevara



إرنستو جيفارا دِلاسيرنا
Ernesto Che Guevara

تاريخ الميلاد 14 يونيو 1928
مكان الميلاد روساريو، الأرجنتين
تاريخ الوفاة 9 أكتوبر 1967
مكان الوفاة لا هيغويرا، بوليفيا




ارنستو "تشي" جيفارا (14 يونيو 1928 - 9 أكتوبر 1967) المعروف باسم تشي جيفارا ( Che Guevara)، أو التشي (El Che)، أو ببساطة تشي (Che)،(بالإسبانية: Ernesto 'Che' Rafael Guevara de la Serna‏) استمع (؟\معلومات) (يُنطق غڤارا). كان ثوري كوبي ماركسي أرجينتيني المولد كما كان طبيب , كاتب و زعيم حرب العصابات، قائد عسكري، رئيس دولة عالمى وشخصية رئيسية في الثورة الكوبية. أصبحت صورته المنمقة منذ وفاته رمزا في كل مكان وشاره عالمية ضمن الثقافة الشعبية.

سافر جيفارا عندما كان طالب في كلية الطب في جامعة بوينس آيرس الذي تخرج منها عام 1953 لجميع أنحاء أمريكا اللاتينية مع صديقه ألبيرتو غرانادو على متن دراجة نارية وهو في السنة الأخيرة من الطب وكونت تلك الرحلة شخصيته وإحساسه بوحدة أميركا الجنوبية وبالظلم الكبير الواقع من الإمبرياليين على المزارع اللاتيني البسيط، و تغير داخليا بعد مشاهدة الفقر المتوطن هناك. أدت تجاربه و ملاحظاته خلال هذه الرحلات إلى استنتاج بأن المنطقة متأصلة بها التفاوتات الاقتصادية التي كانت نتيجة لا تتجزأ من الرأسمالية الاحتكارية ،الاستعمار الجديد، والإمبريالية، وكان يرى أن العلاج الوحيد هو الثورة العالمية. هذا الاعتقاد كان الدافع وراء تورطه في الإصلاحات الاجتماعية في غواتيمالا في ظل حكم الرئيس جاكوبو أربينز غوزمان، الذي قامت وكالة المخابرات المركزية الأمريكية في نهاية المطاف بالمساعدة على الإطاحة به مما ساعد على نشر ايدولوجيه جيفارا الراديكالية. بينما كان جيفارا يعيش في مدينة المكسيك التقى هناك براؤول المنفي مع أصدقائه الذين كانوا يجهزون للثورة وينتظرون خروج فيدل كاسترو من سجنه في كوبا, ما إن خرج فيديل كاسترو من سجنه حتى قرر جيفارا الانضمام للثورة الكوبية، وقد رأى فيدل كاسترو أنهم في أمس الحاجة إليه كطبيب, وانضم لهم في حركة 26 يوليو، التي غزت كوبا على متن غرانما بنية الاطاحة بالنظام الدكتاتورى المدعم بالولايات المتحدة التي تدعم الديكتاتور الكوبى فولغينسيو باتيستا. سرعان ما برز جيفارا بين المسلحين وتمت ترقيته إلى الرجل الثاني في القيادة، ولعب دورا محوريا في نجاح حملة على مدار عامين من حرب المسلحين التي اطاحت بنظام باتيستا.

في أعقاب الثورة الكوبية قام جيفارا بأداء عدد من الأدوار الرئيسية للحكومة الجديدة. وشمل هذا إعادة النظر في الطعون و فرق الإعدام على المدانين بجرائم الحرب خلال المحاكم الثورية ، وقام بتأسيس قوانين الإصلاح الزراعي عندما كان وزيرا للصناعة وعمل أيضا كرئيس ومدير للبنك الوطني ورئيس تنفيذى للقوات المسلحة الكوبية. كما جاب العالم كدبلوماسي باسم الاشتراكية الكوبية.مثل هذه المواقف سمحت له أن يلعب دورا رئيسيا في تدريب قوات الميليشيا الذين صدوا غزو خليج الخنازير وجلبت إلى كوبا صواريخ الباليستية المسلحة نوويا من الاتحاد السوفيتي عام 1962 التي أدت إلى بداية أزمة الصواريخ الكوبية. بالإضافة إلى ذلك فقد كان جيفارا كاتباً عاماً ويقوم بكتابة يومياته وقام بتكوين ما يشبه الكتيب لحياة حرب العصابات وكذلك ألف مذكراته الأكثر مبيعا في جميع أنحاء أمريكا الجنوبية رحلة شاب على دراجة نارية.غادر جيفارا كوبا في عام 1965 بسبب التحريض على الثورات الأولى الفاشلة في لكونغو كينشاسا وفي وقت لاحق في بوليفيا، حيث تم إلقاء القبض عليه من قبل وكالة الاستخبارات المركزية بمساعدة القوات البوليفية وتم أعدامه.

لا تزال شخصية جيفارا التاريخية تنال كل من التبجيل والإحترام، مستقطبا المخيلة الجماعية في هذا الخصوص العديد من السير الذاتية، والمذكرات، والمقالات، والأفلام الوثائقية، والأغاني والأفلام. ضمنته مجلة التايم من ضمن المائة شخص الأكثر تأثيرا في القرن العشرون، في حين أن الصورة المأخوذه من ألبرتو كوردا له بعنوان بطل حرب العصابات (كما هو موضح في قالب المقال)، قد سميت ب "الصورة الأكثر شهرة في العالم."




ارنستو في سن المراهقة (يسار) مع والديه وأشقائه، كاليفورنيا. 1944. يجلس بجانبه، من اليسار إلى اليمين : سيليا (الأم)، وسيليا (الشقيقة)، روبرتو، الأرجنتيني خوان مارتن، ارنستو (الأب)، وآنا ماريا.



جيفارا طفلاً في أول درس للمشي حيث يبلغ عاماً واحداً.ولد لسيليا دي لا سيرنا وإرنستو جيفارا لينش ارنستو تشي جيفارا يوم 14 يونيو 1928 في روساريو، بالأرجنتين، وهو الأكبر بين خمسة أطفال في عائلة من أصول إيرلندية أسبانية باسكية.[1] يظهر اسمه القانوني (ارنستو تشي جيفارا) إشارة إلى ألقاب والديه في بعض الأحيان مع إضافة دي لا سيرنا، أو لينش له.

في إشارة إلى طبيعة تشي "الغير مستقرة"، ذكر والده أن "أول شيء يمكن أن نلاحظه هو أن ابني يجرى في عروقة دماء المتمردين الايرلنديين." [2] نمى في وقت مبكر جدا من الحياة أرنستيتو (كما كان يسمى جيفارا حينذاك) شعور التعاطف مع "الفقراء".[3] بحكم نشأته في أسرة ذات الميول اليسارية كان جيفارا يتعامل مع طائفة واسعة من وجهات النظر السياسية، حتى في الوقت الذي كان صبيا. كان والده مؤيد قوي للجمهوريين من الحرب الأهلية الإسبانية، وغالبا ما استضاف العديد من اللقائات بين قدامى المحاربين في منزل جيفارا.[4]




جيفارا في عام 1951 في عمر 22 عاما

عندما كبر أصبح يهتم بالقراءة للكتاب من أمريكا اللاتينية مثل هوراسيو كيروغا، سيرو ألجيريا، خورخي إيكازا، روبن داريو، و ميغيل استورياس.[11] قام جيفارا بتدوين أفكار العديد من هؤلاء الكتاب في كتاباته الخاصة بخط يده مع مفاهيمه وتعاريفه، و فلسفات المثقفين البارزين من وجهه نظره. و قام أيضا بتأليف اسكتشات تحليلية لبوذا و أرسطو، جنبا إلى جنب مع دراسة برتراند راسل عن المحبة و الوطنية، و المجتمع من جاك لندن و فكرة نيتشه عن الموت. فتنت جيفارا أفكار سيغموند فرويد حيث كان يقتبس عنه في مجموعة متنوعة من المواضيع مثل الأحلام و الرغبة الجنسية النرجسية و عقدة أوديب.[12] مواضيعه المفضلة في المدرسة شملت الفلسفة، الرياضيات، الهندسة، العلوم السياسية، علم الاجتماع، التاريخ وعلم الآثار. [13][14]

في وقت لاحق في 13 فبراير شباط عام 1958 نشرت وكالة المخابرات المركزية 'السيرة الذاتية والتقرير الشخصي' السرية التي أشارت إلى أن جيفارا كان يتمتع بخلفية متنوعة من الاهتمامات الأكاديمية و الفكر، و وصفته بأنه "قارئ جيد" و علقت "ان تشي مثقف برغم من كونه من أصل لاتيني ".[15]



رحلة دراجة نارية
غيفارا يصلح دراجته النارية التي استخدمها في رحلته برفقة ألبيرتو غرانادو.دخل جيفارا جامعة بوينس آيرس لدراسة الطب في عام 1948. و لكن في عام 1951، أخذ إجازة لمدة سنة من الدراسات للشروع في رحلة يعبر فيها أمريكا الجنوبية على الدراجة النارية مع صديقه ألبيرتو غرانادو، كان الهدف النهائي يتمثل في قضاء بضعة أسابيع من العمل التطوعي في مستعمرة سان بابلو لمرضى الجذام في بيرو، على ضفاف نهر الأمازون. في الطريق إلى ماتشو بيتشو التي تقع عاليا في جبال الأنديز، شعر جيفارا بالذهول لشدة فقر المناطق الريفية النائية، حيث يعمل الفلاحين في قطع صغيرة من الأراضي المملوكة من قبل الملاك الأثرياء.[16] في وقت لاحق من رحلته، اعجب جيفارا بالصداقة الحميمة بين أولئك الذين يعيشون في مستعمرات الجذام، قائلا "إنه أعلى أشكال التضامن البشري والولاء الذي ينشأ بين الناس في ظل الوحدة واليأس من هذا القبيل استخدم جيفارا المذكرات التي اتخذها خلال هذه الرحلة لكتابة كتاب بعنوان يوميات الدراجة البخارية، و الذي أصبح لاحقا أفضل كتاب مبيعا كما و صفته نيويورك تايمز، الذي نال لاحقاً جائزة في 2004 عن فيلم مقتبس منه يحمل نفس الاسم.

بحلول نهاية الرحلة وصل جيفارا للاستنتاج بأن أمريكا اللاتينية ليست مجموعة من الدول المنفصلة، و لكن اعتبرها كياناً واحداً يتطلب استراتيجية تحرير على نطاق القارة. مفهومه عن الولايات المتحدة لقارة أمريكا من أصل أسبانى بلا حدود و التي تقاسم تراث لاتيني مشترك كان موضوعا بارزا تكرر خلال نشاطاته الثورية في وقت لاحق. لدى عودته إلى الأرجنتين أكمل دراسته و حصل على شهادة الطب في حزيران / يونيو 1953، مما جعله رسميا "الدكتور ارنستو تشي جيفارا".[18] لاحظ جيفارا في وقت لاحق أنه من خلال أسفاره إلى أمريكا اللاتينية، انه وصل إلى "اتصال وثيق مع الفقر، الجوعوالمرض" جنبا إلى جنب مع "عدم القدرة على علاج طفل بسبب عدم وجود المال" و "غيبوبة استفزاز الجوع المستمر و العقاب" التي تؤدي بالأب إلى "قبول فقدان الابن على انه حادث غير مهم".كانت هذه التجارب التي يستشهد بها جيفارا تقنعه بأنه من أجل "مساعدة هؤلاء الناس"، انه يحتاج إلى ترك مجال الطب، و النظر في الساحة السياسية للبحث عن الكفاح المسلح.[19]



الثورة الكوبية مقال تفصيلي :الثورة الكوبي الغزو والحروب وسانتا كلارا
يركب بغلة في مقاطعة لاس فيلياس، وكوبا، نوفمبر 1958الخطوة الأولى في خطة كاسترو الثورية كانت الهجوم على كوبا من المكسيك عبر غرانما ، و هو مركب قديم يرشح. قاموا بتحديد يوم 25 نوفمبر، 1956 للهجوم على كوبا. قام جيش باتيستا بالهجوم عليهم بعد الهبوط مباشرة، و قتل العديد من ال 82 مقاتل في الهجوم الذي وقع, لم ينج سوى 22 منهم.[38] كتب جيفارا أنه خلال هذه المواجهة الدامية القى باللوازم الطبية و التقط صندوق من الذخيرة من مخلفات أحد رفاقة الهاربيين وكانت هذه الخطوة الحاسمة حيث ترك نهائيا الطب و أصبح مقاتل.

ظلت مجموعة صغيرة من الثوار على قيد الحياة لإعادة القوة القتالية الرثة للمجموعة في عمق جبال سييرا مايسترا، حيث تلقت دعما من شبكة حرب العصابات في المدن ومن فرانك باييس، وكذلك حركة 26 يوليو و الفلاحين المحليين. مع انسحاب المجموعة إلى سيراليون، تساءل العالم عما إذا كان كاسترو حيا أو ميتا حتى أوائل عام 1957 عندما تمت المقابلة مع "هربرت ماثيوز" وظهرت في مقال بصحيفة نيويورك تايمز. المقالة المقدمة قامت بتصوير دائم، شبه الأسطوري لصورة كاسترو و رجال حرب العصابات. لم يكن جيفارا حاضرا للمقابلة، ولكنه في الأشهر المقبلة بدأ يدرك أهمية وسائل الاعلام في نضالهم. في هذا الوقت كانت اللوازم في انخفاض وكذلك الروح المعنوية، وعانى جيفارا من حساسية بسبب لدغات البعوض التي أسفرت عن خراجات مؤلمة بحجم الجوز على جسده، [39] أعتبر جيفارا هذه المرحلة "الأكثر إيلاما في الحرب." [40]

مع استمرار الحرب، أصبح جيفارا جزءا لا يتجزأ من الجيش والمتمردين "أقنع كاسترو بقدراته، ودبلوماسيته وصبره." [41] اقام جيفارا مصانع لتصنيع القنابل اليدوية، وقام ببناء أفران لصنع الخبز، ودرس المجندين الجدد التكتيكات، ونظم المدارس لتعليم الفلاحين الأميين القراءة والكتابة.[41] وعلاوة على ذلك، أنشاء جيفارا العيادات الصحية، وورش عمل لتعليم التكتيكات العسكرية، وصحيفة لنشر المعلومات.[42] الرجل الذي بعد ذلك بثلاث سنوات أطلقت عليه مجلة تايم لقب : "عقل الثورة"، في هذه المرحلة تمت ترقيته من قبل فيدل كاسترو إلى القائد الثاني في الجيش.[41]

باعتباره المحارب الوحيد في مرتبة قائد إلى جانب فيدل كاسترو، كان جيفارا قاسيا للغاية بشأن انضباط المنشقين الذين تم أطلاق النار عليهم بدون تردد. تمت معاقبة الهاربين على أنهم خونة، وجيفارا كان معروفا بارسال فرق إعدام لمطاردة أولئك الذين يسعون للهروب بدون اذن [43] نتيجة لذلك، أصبح جيفارا يخشى لوحشيته وقسوته.[44] خلال حملة حرب العصابات، كان جيفارا المسؤول كذلك عن تنفيذ أحكام الإعدام، في كثير من الأحيان على الفور، للرجال المتهمين بالتخابر أو الفارين أو الجواسيس [45]


العلامة المميزة له زيا عسكريا أخضر زيتونى، 2 يونيو 1959على الرغم من انه حافظ على النظام القاسى والشديد إلا أن جيفارا كان ينظر لدور القائد كالمعلم، وكان يقوم بالترفيه لرجاله أثناء فترات الراحة بين المناوشات وذلك بالقراءة لأمثال روبرت لويس ستيفنسون، سرفانتس، والشعر الغنائي الأسباني.[46] وصف الضابط القائد الكوبي فيدل كاسترو جيفارا بأنه ذكي وجرىء وزعيم مثالي الذي "كان له سلطة معنوية كبيرة على قواته." [47] لاحظ كاسترو كذلك أن جيفارا يقوم بالكثير من المخاطرات، حتى أن لديه ميل "نحو التهور".[48]



بعد معركة سانتا كلارا، 1 يناير 1959راديو ريبيلدي بث التقارير الأولى لنجاح قوات جيفارا في احتلال سانتا كلارا ليلة رأس السنة عام 1958. تناقض هذا مع التقارير التي تخضع للرقابة المشددة الصادرة من وسائل الإعلام بالأخبار الوطنية، الذين في مرحلة من المراحل أعلنوا عن وفاة جيفارا أثناء القتال. في الساعة 3 صباحا في 1 يناير عام 1959، تم التفاوض على سلام منفصل مع جيفارا، وصعد باتيستا على طائرة في هافانا، وهرب إلى الجمهورية الدومينيكية، مع "ثروته التي تقدر بأكثر من 300.000.000 عن طريق الكسب غير المشروع والرشاوى ".[56] في اليوم التالي 2 يناير، دخل جيفارا إلى هافانا للسيطرة النهائية على العاصمة.[57] استغرق فيدل كاسترو أكثر من 6 أيام حتى وصل، وذلك لتوقفه لحشد الدعم في عدة مدن كبيرة في طريقه إلى هافانا في 8 يناير، 1959.

في شباط / فبراير أعلنت الحكومة الثورية جيفارا "مواطن كوبي المولد" تقديرا لدوره في الانتصار.[58] عندما وصلت هيلدا جادي إلى كوبا في أواخر شهر يناير قال جيفارا لها أن له علاقة مع امرأة أخرى، واتفقا على الطلاق، [59] الذي تم يوم 22 مايو.[60] يوم 2 يونيو عام 1959 تزوج من أليدا مارش وهى عضو كوبي المولد من حركة 26 يوليو والتي كان يعيش معها منذ 1958.[61]



يوم 12 يونيو عام 1959 أرسل كاسترو جيفارا في جولة لمدة ثلاثة أشهر ل 14 بلدا معظمها من حلف باندونغ و دول بأفريقيا و آسيا. إرسال جيفارا بعيداً عن هافانا سمح لكاسترو بأن يبدو بعيداً عن تشي الذي كان متعاطف مع الماركسية، التي أزعجت كل من الولايات المتحدة و بعض أعضاء حركة كاسترو ل 26 يوليو.[77] قضى جيفارا 12 يوما في اليابان (من يوليو 15 إلى 27) و شارك في المفاوضات لتوسيع علاقات كوبا التجارية مع هذا البلد , خلال هذه الزيارة قام جيفارا سراً بزيارة مدينة هيروشيما، حيث كان الجيش الأميركي قد فجر قنبلة نووية قبل 14 عاما , "صدم" جيفارا مما شاهده خلال زيارته إلى المستشفى حيث كان بها الناجين من القنبلة تحت العلاج.



لدى عودته إلى كوبا في أيلول / سبتمبر 1959 كان من الواضح أن لكاسترو الآن سلطة سياسية أكبر. كانت الحكومة قد بدأت في الاستيلاء على الأراضي المدرجة في قانون الإصلاح الزراعي، ولكن كان عليها التحوط وتقديم تعويضات لملاك الأراضي وبدلا من ذلك قامت بتقديم "سندات" الفائدة المنخفضة مما وضع الولايات المتحدة في حالة تأهب. عند هذه النقطة مربي الماشية المتضررين من الأثرياء في "كاماغوي" قاموا بشن حملة ضد إعادة توزيع الأراضي مع المجندين حديثا الساخطين وزعيم المتمردين هوبر ماتوس، الذي جنبا إلى جنب مع الجزء المعارض للجناح الشيوعي وحركة 26 يوليو انضم اليهم في استنكار للتعدي الشيوعي [79] خلال هذا الوقت قدم دكتاتور الدومينيك "رافائيل تروخيلو" المساعدة إلى "فيلق مناهضة الشيوعية لمنطقة البحر الكاريبي" الذي كان يتدرب في جمهورية الدومينيكان. هذه القوة متعددة الجنسيات في معظمها كانت مؤلفة من الأسبان والكوبيين، ولكن أيضا من الكروات والألمان واليونانيين، والجناح الأيمن للمرتزقة، الذين كانوا يخططون للاطاحة بنظام كاسترو الجديد.[79]

تزايدت هذه التهديدات يوم 4 مارس 1960 عندما حدث انفجارين قاموا بهز سفينة الشحن الفرنسية " لا كوبر "، و التي كانت تحمل ذخائر بلجيكية من ميناء انتويرب، و رست في "مرفأ هافانا". الانفجارين أسفرا عن مقتل ما لا يقل عن 76 شخصا و إصابة عدة مئات مع تقديم جيفارا شخصيا الإسعافات الأولية لبعض الضحايا. الزعيم الكوبي فيدل كاسترو اتهم على الفور وكالة المخابرات المركزية بالقيام "بالعمل الارهابي" و عقدت جنازة رسمية في اليوم التالي لضحايا الانفجار.[80] حضر حفل التأبين ألبرتو كوردا و أخذت الصورة الشهيرة لتشي جيفارا التي تعرف الآن باسم "زعيم حرب العصابات". [81]

هذه التهديدات المتصورة دفعت كاسترو للقيام بالمزيد من "الثورة مضادة"، و الاستفادة من جيفارا بشكل جذري لزيادة سرعة إصلاح الأراضي. لتنفيذ هذه الخطة أنشئت وكالة حكومية جديدة هي "المعهد الوطني للإصلاح الزراعي" (اينرا) إدارة جديدة لتنفيذ قانون الإصلاح الزراعي و سرعان ما أصبحت هي أهم هيئة حكومية في البلاد برئاسة جيفارا بوصفه وزيرا للصناعة.[76] تحت قيادة جيفارا نشأت الميليشيا الخاصة لاينرا بقوامة 100.000 شخص و تستخدم أولا لمساعدة الحكومة على السيطرة على الأراضي المصادرة و الإشراف على التوزيع، و بعد ذلك لإنشاء المزارع التعاونية. شملت الأراضي المصادرة 480.000 فدان مملوكة لشركات أمريكية.[76] في وقت لاحق و على سبيل الانتقام قام الرئيس الاميركي دوايت ايزنهاور بتخفيض حاد في الواردات من السكر الكوبي (المحصول النقدي الرئيسي لكوبا) مما جعل جيفارا يوم 10 يوليو عام 1960 بالقاء خطاب أمام أكثر من 100.000 عامل امام القصر الرئاسي في مسيرة دعا فيها إلى شجب تصرف الولايات المتحدة و وصفه ب "العدوان الاقتصادي." [82]

[عدل] جيفارا وزيراًصدر قانون يعطي الجنسية والمواطنية الكاملة لكل من حارب مع الثوار برتبة عقيد، ولم توجد هذه المواصفات سوى في جيفارا الذي عيّن مديرا للمصرف المركزي وأشرف على محاكمات خصوم الثورة وبناء الدولة في فترة لم تعلن فيها الثورة عن وجهها الشيوعي، وما أن أمسكت الثورة بزمام الأمور - وبخاصة الجيش- حتى قامت الحكومة الشيوعية التي كان فيها جيفارا وزيراً للصناعة وممثلاً لكوبا في الخارج ومتحدثاً باسمها في الأمم المتحدة. كما قام بزيارة الاتحاد السوفيتي والصين، واختلف مع السوفييت على إثر سحب صورايخهم من كوبا بعد أن وقعت الولايات المتحدة معاهدة عدم اعتداء مع كوبا. تولى جيفارا بعد استقرار الحكومة الثورية الجديدة – وعلى رأسها فيدل كاسترو - على التوالي، وأحيانا في نفس الوقت المناصب التالية:

سفير منتدب إلى الهيئات الدولية الكبرى.
منظم الميليشيا.
رئيس البنك المركزي.
مسئول التخطيط.
وزير الصناعة.
ومن خلال هذه المناصب قام الـ"تشي" بالتصدي بكل قوة لتدخلات الولايات المتحدة؛ فقرر تأميم جميع مصالح الدولة بالاتفاق مع كاسترو؛ فشددت الولايات المتحدة الحصار على كوبا، وهو ما جعل الحكومة الكوبية تتجه تدريجيا نحو الاتحاد السوفيتي. كما أعلنت عن مساندتها لحركات التحرير في كل من: تشيلي، وفيتنام، والجزائر.




"الرجل الجديد" و خليج الخنازير و أزمة الصواريخ
اجتماع مع الفيلسوف الوجودي الفرنسي جان بول سارتر و سيمون دي بوفوار مارس 1960. بالإضافة إلى لغته الإسبانية كان جيفارا يجيد اللغة الفرنسية بطلاقة.حصل جيفارا بعدها على و ظيفة إضافية و هى منصب رئيس البنك الوطني و التي وضعت تشي في ذروة قوته جنبا إلى جنب مع كونه وزير الصناعة و جعلته القيصر "الافتراضي" للاقتصاد الكوبي.[82] كان أول أهدافة هو أن يرى تنويع في اقتصاد كوبا فضلا عن القضاء على الحوافز المادية لصالح الدوافع الأخلاقية. كان ينظر إلى الرأسمالية بوصفها مسابقة "بين الذئاب"، حيث "لا يسع المرء إلا بالفوز على حساب الآخرين " و بالتالي المطلوب أن نرى إنشاء "الرجل و المرأة الجدد".[83] شدد جيفارا باستمرار على أن الاقتصاد الاشتراكي في حد ذاته لا "يستحق كل هذا الجهد و التضحية و مخاطر الحرب والدمار" إذا انتهى بتشجيع "الجشع و الطموح الفردي على حساب الروح الجماعية.[84] و هكذا أصبح الهدف الرئيسي لجيفارا هو إصلاح "الوعي الفردي" و القيم على تقديم أفضل العمال و المواطنين.[84] في رأيه كان على "الرجل الجديد" لكوبا أن يكون قادر على التغلب على الأنانية " و "حب الذات " الذين كان يكرههم بشكل شديد لأنهم سمه من سمات الأفراد في المجتمعات الرأسمالية. [84] قال جيفارا ما يلي في وصف هذا الأسلوب الجديد من "التنمية" :

هناك فرق عظيم ما بين تنمية المشاريع الحرة وبين التنمية الثورية. في إحداهما، تتركز الثروة في أيدي محظوظين قليلين، أصدقاء الحكومة، وأفضل تجار السيارات والدراجات النارية. في الآخر، تتركز الثروة في تراث الشعب."[85]

من معتقدات جيفارا أن هناك جزء لا يتجزأ من مواصلة تعزيز الشعور "بالوحدة الوطنية بين الفرد و الجماعة" و هو العمل التطوعي. لعرض هذا قام جيفارا "بالقيادة و تقديم المثل"، و هذا عن طريق العمل "إلى ما لا نهاية في و ظيفته في الوزارة، في مجال البناء و حتى قطع قصب السكر" في أيام عطلته.[86] كان معروفا بالعمل 36 ساعة متواصله داعيا لاجتماعات بعد منتصف الليل، و تناول الطعام بشكل عارض.[84] و كان هذا السلوك يليق بجيفارا في طريقته الجديدة للتحفيز المعنوى حيث أن كل عامل كان المطلوب منه الآن تلبية حصة و إنتاج عدد معين من السلع و مع ذلك تم إلغاء الزيادات في الأجور و ذلك بتقديم بديل و هو نظام يسمع للعمال عند تجاوز حصتهم الحصول على شهادة ثناء في حين أن العمال الذين فشلوا في الوفاء بحصصهم يتم تخفيض أجورهم.[84] دافع جيفارا عن فلسفته الشخصية والدافع ورائها قائلا :

هذا لا يعني كم يستطيع أحدهم أن يأكل، ولا يعني كم مرة يذهب إلى الشاطئ في السنة، أو كم قطعة من الحلي يستطيع أحدهم أن يشتري من خارج البلاد بمصروفه الحالي. ما يهم فعلاً هو أن يشعر الفرد أكثر اكتمالا ، مع ثراء داخلي أكبر، ومسؤولية أكبر.

بغض النظر عن مزايا أو عيوب المبادئ الاقتصادية لجيفارا وبرامجه الذي انتهى قريبا بالفشل.[87] برنامج جيفارا لل"حوافز المعنوية" للعمال تسبب بانخفاض سريع في الإنتاجية وارتفاع سريع في التغيب عن العمل.[88]

في 17 نيسان، 1961 دربت الولايات المتحدة 1.400 من المنفيين الكوبيين لغزو الجزيرة في حادثة غزو خليج الخنازير. لم يلعب جيفارا بنفسه دوراً أساسيا في القتال لأن قبل يوم واحد من الغزو قامت سفينة حربية تقل قوات مشاة البحرية مزورة بالغزو قبالة الساحل الغربي لبينار دل ريو، و تم توجيه القوات بقيادة جيفارا إلى تلك المنطقة. و مع ذلك يعطي المؤرخون جيفارا الفضل حيث كان مديراً تنفيذياً للقوات المسلحة الكوبيه في ذلك الوقت و من حقة حصة من هذا النصر.[89] شرح الكاتب تاد شولك الفوز الكوبي الذي يسند بعض الفضل لجيفارا قائلا : "إن الثوريين فازوا لأن تشي جيفارا بصفته رئيسا للإدارة القوات المسلحة الثورية و المسؤول عن برنامج تدريب الميليشيات قاموا بإعداد جيد جداً ل200.000 من الرجال و النساء للحرب ". [132] كما أصيب جيفارا خلال هذا الانتشار من مرور رصاصة بخده من مسدسه عندما سقط من الحافظة و انطلقت الطلقة بطريق الخطأ.[90]
]

كان جيفارا مهندس عمليا للعلاقات الكوبية السوفيتية، [94] ثم لعب دورا رئيسيا في جلب الأسلحة النووية و الصواريخ الباليستية إلى كوبا من الاتحاد السوفيتي و التي أدت إلى أزمة الصواريخ الكوبية في أكتوبر 1962 و جلبت العالم على شفى الحرب النووية.[95] خلال مقابلة مع الصحيفة الشيوعية البريطانية العمال اليومية بعد أسابيع قليلة من الأزمة كان جيفارا لا يزال غاضب بسبب الخيانة المتصورة من السوفييت و ذكر انه إذا كانت الصواريخ تحت السيطرة الكوبية لكانوا قد أطلقوها على الفور.[96] سام راسل، المراسل البريطاني الذي تحدث إلى جيفارا في ذلك الوقت أشار إلى "مشاعر مختلطة" واصفاً اياه بأنه "شخصية دافئة" و "بوضوح رجل استخبارات كبير" لكن "الصواريخ تشبه المفرقعات بالنسبة له [96] أزمة الصواريخ اقنعت جيفارا بأن اثنين من القوى العظمى في العالم (الولايات المتحدة و الاتحاد السوفياتي) تستخدم كوبا بمثابة رهان في استراتيجياتها العالمية الخاصة بها. بعد ذلك أصبح يندد بالسوفيات تقريبا مع كل شجب للأمريكيين.[


سافر تشي جيفارا في كانون الأول 1964 لمدينة نيويورك على رأس الوفد الكوبي إلى القاء كلمة في الأمم المتحدة. خلال كلمته الحماسية انتقد عدم قدرة الأمم المتحدة لمواجهة السياسة "الوحشية و نظام الفصل العنصري" في جنوب أفريقيا و أعلن "ألا يمكن للأمم المتحدة أن تفعل شيئا لوقف هذا الأمر؟" [98] ثم شجب جيفارا سياسة الولايات المتحدة تجاه السكان السود قائلا :

أولئك الذين يقتلون أطفالهم ويميّزون بينهم كل يوم بسبب لون بشرتهم, الذين سمحوا لقتلة السود بالبقاء أحراراً, وقاموا بحمايتهم, وإضافةً إلى ذلك عاقبوا السود لأنهم طالبوا بحقوقهم المشروعة بالعيش كرجل حر. من هم أولئك الذين جعلوا من أنفسهم حراساً للحرية؟[98]

و اختتم جيفارا خطابه ساخطا من خلال قراءة الفقرة الثانية لإعلان هافانا معلنا أمريكا اللاتينية عائلة من 200 مليون أخ يعانون من نفس البؤس." [98] أعلن جيفارا أن هذه الملحمة من شأنها أن تكون مكتوبة من قبل "الجماهير الهنود الجياع والفلاحون من دون الأرضى والعمال المستغلون والجماهير التقدميين". الصراع لجيفارا كان صراعا على الكتلة والأفكار والتي سوف يحملها أولئك "الذين يتم معاملتهم بسوء واستهزاء من قبل الامبريالية" التي كانت تعتبرهم في السابق "قطيع من الضعفاء وخانعيين". مع هذا القطيع أكد جيفارا الآن أن "احتكار الرأسمالية اليانكية " مخيف وسيتسبب "بحفر قبورهم." [98] أضاف جيفارا أنه سيكون في خلال هذه الساعة من "الدفاع" أن تبدأ كتلة "المجهول" في كتابة تاريخها الخاص " بدمها" واستعادة هذه الحقوق "التي كان يُسخر منها لمدة 500 سنة. " أضاف جيفارا في ملاحظاته المنتهية إلى الأمم المتحدة إلى الجمعية العامة على افتراض أن هذه "الموجة من الغضب" سوف "تجتاح الأراضي في أمريكا اللاتينية" وجماهير العمال الذين "يدورون عجلة التاريخ" للمرة الأولى سيقومون "بالصحوة المفتقدة منذ فترة طويلة من وحش النوم الذي كانوا قد تعرضوا له.[98]

في وقت لاحق علم جيفارا أنه تعرض لمحاولتين إغتيال فاشلتين لاغتياله من قبل المنفيين الكوبيين أثناء توقفه في مجمع الأمم المتحدة.[99] الأولى من مولي غونزاليس الذي حاول اختراق الحواجز لدى وصوله ومعه سكين صيد طوله سبعة بوصة، وخلال خطابه في وقت لاحق من قبل غييرمو نوفو الذي كان يحمل جهاز توقيت حيث كانت هناك بازوكا سيتم إطلاقها من قارب في نهر الشرق على مقر الأمم المتحدة. [99][100] بعد ذلك علق جيفارا على كلا الحادثين على أنه "من الأفضل أن أقتل على يد امرأة بسكين من أن أقتل من رجل يحمل بندقية" في حين اضاف مع موجة من دخان السيجار ان الانفجار كان "سيجعل الأمر أكثر نكهة".[99]

خلال هذه الرحلة كتب رسالة إلى كارلوس كيخانو محرر في جريدة أسبوعية في أوروغواي، التي في وقت لاحق تم تسميتها بعنوان الاشتراكية والإنسان في كوبا. [106] ورد في مقال لجيفارا تلخيص لأفكاره عن خلق نوع جديد من الوعي وحالة جديدة للعمالة والعمل والأدوار الفردية. جيفارا أنهى مقاله معلنا أن "الثوري الحقيقي يسترشد بالشعور العظيم للحب" وطلب من جميع الثوريين "كافحوا كل يوم حتى يتحول هذا الحب تجاه البشر الذين يعيشون إلى أعمال يحتذى بها"، وبذلك نصبح "قوة محركة".[106]

ألقى جيفارا ما أصبح بعدها خطابة الأخير في الجزائر يوم 24 فبراير 1965 الذي كان آخر ظهور علني له على المسرح الدولي في ندوة اقتصادية عن التضامن الأفرو آسيوي.[107] قام جيفارا بالتركيز على الواجب الأخلاقي للبلدان الاشتراكية واتهمهم بالتواطؤ الضمني مع الدول الغربية المستغله. انتقل إلى الخطوط العريضة لعدد من التدابير التي قال فيها ان دول الكتلة الشيوعية يجب أن تنفذها من أجل هزيمة الامبريالية.[108] وقد انتقد الاتحاد السوفياتي (الداعم المالي الرئيسي لكوبا) بطريقة عامة، وعاد إلى كوبا في 14 مارس إلى حفل استقبال رسمي من قبل فيدل و راؤول كاسترو، أوزفالدو دورتيكوس وكارلوس رافائيل رودريغيز في مطار هافانا.

في عام 1965 بعد ذلك بأسبوعين قل ظهور جيفارا في الحياة العامة ومن ثم اختفى تماما. كان مكان وجوده لغزا كبيرا في كوبا حيث كان ينظر إليه عادة باعتباره الرجل الثاني في السلطة بعد كاسترو نفسه. اختفائه نسب بأشكال مختلفة إلى فشل خطة التصنيع حين كان وزير الصناعة، وإلى الضغوط التي كانت تمارس على كاسترو من قبل المسؤولين السوفياتيين الرافضين لسياسة جيفارا الموالية للصين الشيوعيية حول الانقسام بين الصين والاتحاد السوفيتي/. كانت هناك خلافات خطيرة بين جيفارا وكاسترو في كوبا فيما يتعلق بالتنمية الاقتصادية والخطةالأيديولوجية. بداء كاسترو يأخذ حذره من تزايد شعبية جيفارا واعتبره تهديدا محتملا.

وتزامنت وجهات نظر جيفارا مع تلك التي اوردتها القيادة الشيوعية الصينية والتي سببت مشكلة متنامية بالنسبة لكوبا بالنسبة لاقتصاد البلاد الذي أصبح أكثر وأكثر اعتمادا على الاتحاد السوفياتي. كان جيفارا منذ الأيام الأولى للثورة الكوبية في نظر الكثيرين من المدافعين عن استراتيجية الماوي في أمريكا اللاتينية والمنشئ لخطة التصنيع السريع لكوبا التي كان يتم كثيرا مقارنتها مع الصين بعبارة "القفزة الكبرى إلى الامام". كاسترو أصيب بالضجر من جيفارا، ويرجع ذلك إلى حقيقة ان جيفارا كان يعارض الشروط السوفياتية والتوصيات التي رأى كاسترو أنها ضرورية. في حين وصفها جيفارا بأنها فاسدة "شبة احتكارية".[109] وبالرغم من ذلك كان كل من كاسترو وتشي جيفارا يدعم علنا فكرة تشكيل جبهة موحدة.

في أعقاب أزمة الصواريخ الكوبية وما رأه جيفارا على أنه خيانة من قبل الجهه السوفياتية حين قام نيكيتا خروتشوف بسحب الصواريخ من الأراضي الكوبية، أصبح جيفارا أكثر تشككا في الاتحاد السوفياتي كما ظهر في خطابه الأخير في الجزائر انه جاء ليشاهد حال نصف الكرة الأرضية الشمالي، الذي تقوده الولايات المتحدة في الغرب والاتحاد السوفياتي في الشرق، والمستغل لنصف الكرة الأرضية الجنوبية. كان يؤيد بشدة فيتنام الشمالية الشيوعية في حرب فيتنام، وحث شعوب البلدان النامية الأخرى لحمل السلاح، وخلق "الكثير من الفيتناميين".[110]

بعد تعرض كاسترو لضغوط دولية بشأن مصير جيفارا صرح في 16 يونيو 1965 أن الشعب سيتم تعريفة عندما يعلن جيفارا بنفسه عن رغبته في السماح لهم بمعرفة أخبار عنه. ومع ذلك انتشرت الشائعات داخل وخارج كوبا. وفي 3 أكتوبر كشف كاسترو عن رسالة غير مؤرخة منسوبة إلي جيفارا مرسله من عده أشهر : أشار فيها جيفارا من جديد إلى تضامنه الدائم مع الثورة الكوبية ولكنه أعلن عن نيته لمغادرة كوبا من أجل القتال من أجل القضايا الثورية في الخارج. إضافة إلى ذلك استقال جيفارا من جميع مناصبه في الحكومة والحزب وتخلى عن الجنسية الكوبية الفخرية.[111] هذا و ظلت تحركات جيفارا محاطة بالسرية للسنتين المقبلتين.

[عدل] اختفاؤهنشرت وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية شائعات تدعي فيها اختفاء إرنستو تشي جيفارا في ظروف غامضة، ومقتله على يد زميله في النضال القائد الكوبي فيدل كاسترو، ممااضطر الزعيم الكوبي للكشف عن الغموض الذي اكتنف اختفائه من الجزيرة للشعب الكوبي فأدلى بخطابه الشهير الذي ورد في بعض أجزائه ما يلي:

لدي هنا رسالة كتبت بخط اليد، من الرفيق إرنستو جيفارا يقول فيها: أشعر أني أتممت ما لدي من واجبات تربطني بالثورة الكوبية على أرضها، لهذا أستودعك، وأستودع الرفاق، وأستودع شعبك الذي أصبح شعبي. أتقدم رسميا باستقالتي من قيادة الحزب، ومن منصبي كوزير، ومن رتبة القائد، ومن جنسيتي الكوبية، لم يعد يربطني شيء قانوني بكوبا.

في أكتوبر 1965 أرسل جيفارا رسالة إلى كاسترو تخلى فيها نهائيا عن مسؤولياته في قيادة الحزب، وعن منصبه كوزير، وعن رتبته كقائد، وعن وضعه ككوبي، إلا أنه أعلن عن أن هناك روابط طبيعة أخرى لا يمكن القضاء عليها بالأوراق الرسمية، كما عبر عن حبه العميق لكاسترو ولكوبا، وحنينه لأيام النضال المشترك.

أكدت هذه الرسالة إصراره على عدم العودة إلى كوبا بصفة رسمية، بل كثائر يبحث عن ملاذ آمن بين الحين والآخر. ثم أوقف مساعيه الثورية في الكونغو وأخذ الثائر فيه يبحث عن قضية عالمية أخرى.

و قد قال في ذلك:

إن الثورة تتجمد وإن الثوار ينتابهم الصقيع حين يجلسون فوق الكراسي، وأنا لا أستطيع أن أعيش ودماء الثورة مجمدة داخلي.

جيفارا كان يتوقع المساعدة والتعاون من المنشقين المحليين وهو ما لم يحدث، كما أنه لم يحصل على الدعم من الحزب الشيوعي في بوليفيا، تحت قيادة ماريو مونخي، والذي كان متوجها نحو موسكو بدلا من هافانا. كتب جيفارا في مذكراته الخاصة التي تم الحصول عليها بعد وفاته انه كان منزعج بسبب الشكاوى حول الحزب الشيوعي في بوليفيا، التي وصفها بأنها "انعدام في الثقة، وخائنه وغبيه." [128]
كان يتوقع أن يبقى على اتصال لاسلكي مع هافانا. ومع ذلك، فإن أجهزة الاتصال الاثنين من الموجات القصيرة التي وفرتها له كوبا كانت معيبة، وهكذا أصبح المقاتلين غير قادرين على التواصل مع كوب ولم يتم إسقاط أى امدادات لهم مما جعلهم معزولين ومحاصرين.
بالإضافة إلى ذلك، تفضيل جيفارا المعروف للمواجهة بدلا من التوصل لحل وسط كان قد سبق وأن ظهر على السطح خلال حملة حرب العصابات في كوبا، وساهم هذا في عدم قدرته على تطوير علاقات عمل ناجحة مع القادة المحليين في بوليفيا، تماما مثلما حدث في الكونغو هذا الأمر كان موجودا في كوبا، ولكن تدخل فيدل كاسترو ساعد في توجيهه في الوقت المناسب

النتيجة النهائية هي ان جيفارا كان غير قادر على اجتذاب أي من سكان المنطقة المحليين للانضمام إلى الميليشيا التابعة له خلال 11 شهرا التي حاول خلالها تجنيد المجندين. قرب نهاية المشروع اشتكى جيفارا في مذكراته أن "الفلاحين لا يقدمون لنا أي مساعدة ويتحولون إلى مخبرين."




اعتقال وإعدام
بعد اعدامه في 10 تشرين الأول 1967، تم عرض جثة جيفارا إلى الصحافة العالمية في منزل الغسيل في مستشفى فالقراندي (Vallegrande).تحول فيليكس رودريغيز، وهو منفي كوبي إلى مخبر لصالح وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية قسم النشاطات الخاصة وساعد القوات البوليفية أثناء مطاردة جيفارا في بوليفيا.[132] يوم 7 أكتوبر، أبلغ مخبرا القوات البوليفية الخاص بموقع جيفارا وفرقته في معسكر بواد جورو. قامت القوات بمحاصرة المنطقة، وجرح جيفارا واسر حين كان يحاول قيادة الفرقة مع سيمون كوبا سارابيا. جون لي اندرسون كاتب سيرة تشي ذكر في تقاريره عن روايه الرقيب البوليفي برناردينو اوانكا : أن جيفارا أصيب مرتين وعندما أصبحت بندقيته عديمة الفائدة هتف "لا تطلقوا النار! أنا تشي جيفارا، وأساوى حيا أكثر من ميتا.[133]

تم تقييد جيفارا واقتيد إلى مبنى مدرسة متهالكة من الطين في قرية قريبة من قرية لاهيجيرا مساء يوم 7 أكتوبر. بعد يوم ونصف رفض جيفارا أن يتم استجوابه من قبل ضباط بوليفيا، وتكلم بهدوء إلى الجنود البوليفيين فقط. واحد من هؤلاء الجنود البوليفيين كان قائد طائرة هليكوبتر يسمى نينو خايمي دي جوزمان، ووصف حالة تشي أنها "مروعة". وفقا لدي جوزمان، أطلق الرصاص على جيفارا في ربلة الساق اليمنى، شعره كان متعقد بالتراب، وكانت ملابسه ممزقة، وقدميه كانت مغطاة بأغماد الجلود الخشنه. على الرغم من مظهره المنهك، يروي أن "تشي رفع رأسه عاليا، ونظر للجميع مباشرة ولم يسأل عن شيء إلا الدخان". دي جوزمان يقول إنه "أشفق" عليه واعطاه حقيبة صغيرة من التبغ ثم ابتسم جيفارا وشكره.[134] في وقت لاحق ليلة 8 أكتوبر، قام جيفارا على الرغم من كونه مقييد من يديه بركل الضابط البوليفي اسبينوزا على الحائط، بعد أن حاول الضابط انتزاع غليون جيفارا من فمه كتذكار.[135] في مثال آخر للتحدي، بصق جيفارا في وجه الاميرال البوليفي اوجاتاشى قبل إعدامه بوقت قصير.[135]





في صباح اليوم التالي في 9 تشرين الأول، طلب جيفارا مقابلة (مدرسة) من القرية، جوليا كورتيز 22 عاما. كورتيز ذكرت في وقت لاحق أنها وجدت جيفارا "رجل مظهره مقبول ولديه نظرة بسيطة ولمحة من السخرية" وخلال المحادثة وجدت نفسها "غير قادر على

النظر في عينيه مباشرة"، لان "النظرة كانت لا تطاق، خارقة، وهادئة. خلال المحادثة القصيرة، شكا جيفارا لكورتيز عن الحالة السيئة للمدرسة، مشيرا إلى انها "مضادة لتربية" وهو من غير المتوقع أن طلاب الكامبيسينو يتعلمون هنا، في حين ان "المسؤولين الحكوميين يحصلون على سيارات مرسيدس "... معلنا "ان هذا هو ما نحاربه." [135]

في وقت لاحق من صباح ذلك اليوم يوم 9 أكتوبر، أمر الرئيس البوليفي رينيه باريينتوس بقتل جيفارا. الجلاد كان ماريو تيران رقيب نصف مخمور في الجيش البوليفي الذي كان قد طلب إطلاق النار على تشي استنادا إلى حقيقة أن ثلاثة من أصدقائه يدعون "ماريو" من الفرقة (ب)، قد قتلوا في وقت سابق من قبل عصابة جيفارا المسلحة خلال الاشتباكات.[66] لجعل الأعيرة النارية متسقة مع القصة التي كانت الحكومة تخطط بنشرها للجمهور امر فيليكس رودريغيز بإطلاق النار بعشوائية حتى يبدو أن جيفارا قد قتل في خلال اشتباك مع الجيش البوليفي.[136]

قبل لحظات من أعدم جيفارا سئل عما إذا كان يفكر في حياته والخلود. اجاب : "لا أنا أفكر في خلود الثورة." [137]، ثم قال تشي جيفارا للجلاد "، أنا أعلم أنك جئت لقتلي اطلق النار يا جبان انك لن تقتل سوى رجل.[138] تردد تيران، ثم أطلق النار من بندقيته النصف آلية، لتصيب جيفارا في الذراعين والساقين. سقط جيفارا على الأرض وعلى ما يبدو قضم رباط معصميه ليتجنب الصراخ. ثم أطلقت عدة أعيرة أخرى، مما أدى إلى إصابه قاتلة في الصدر الساعة 1:10، وفقا لرودريغيز.[139] اصيب جيفارا بتسعة أعيرة نارية في مجموعهم. هذا شمل خمس مرات في الساقين، مرة واحدة في كتفه الأيمن والذراع الأيمن، مرة واحدة في صدره، وأخيرا واحدة في الحلق.[135]



صوره ليجيفار بعد الاعدام

مرحلة ما بعد تنفيذ الاعدام،



الرفات والنصب التذكاريتم بعد ذلك تم إرسال جثة جيفارا في طائرة مروحية ونقلت جوا إلى قرب من فالقراندي حيث التقطت صور فوتوغرافية لها والتي وصفها الموديفار لصحيفة سان فرانسيسكو كرونيكل بأنها تشبه "المسيح " على البلاط الخرساني في غرفة الغسيل في مستشفى نوسترا سينورا دي مالطا

ذكرت مذكرة سرية مؤرخة في 11 أكتوبر 1967 من رئيس الولايات المتحدة ليندون جونسون ومستشار الأمن القومي، والت ويتمان روستو، ان قرار قتل جيفارا "غبي" ولكن "مفهوم من وجهة النظر البوليفية." بعد تنفيذ الاعدام، حصل رودريغيز على متعلقات جيفارا الشخصية، بما في ذلك ساعة اليد روليكس تغ ماجستير في التي استمر في ارتداءها لسنوات عديدة وكثيرا ما كان يظهرها للصحفيين خلال السنوات التي تلت ذلك الاغتيال




ساحة الثورة في هافانا، كوبا.


اعترف فيدل كاسترو يوم 15 أكتوبر ان جيفارا قد مات، وأعلن الحداد العام ثلاثة أيام في جميع أنحاء الجزيرة.[145] في 18 أكتوبر / ألقي كاسترو خطابا أمام حشد من مليون شخص من المعزين في هافانا في ساحة الثورة، وتحدث عن جيفارا باعتباره شخصية ثورية.[






النصب التذكاري لضريح تشي جيفارا في مدينة سانتا كلارا كوبا.


عندما تم القبض على جيفارا كان معه مذكرات مكتوبة بخط اليد من 30.000 كلمة ومجموعة من قصائده الشخصية وقصة قصيرة من تأليفه حول شاب شيوعي في حرب العصابات الذي يتعلم التغلب على مخاوفه.[150] يومياته وثقت الأحداث التي جرت في حملة حرب العصابات في بوليفيا [151] منذ دخوله أول يوم في 7 نوفمبر 1966 بعد وقت قصير من وصوله إلى مزرعة فينانكاهوازو، وآخرها بتاريخ 7 أكتوبر 1967 قبل يوم من القاء القبض عليه. اليوميات تروي كيف اجبروا على بدء العمليات قبل الأوان نتيجة لاكتشافهم من قبل الجيش البوليفي، ويوضح جيفارا قرار تقسيم الفريق إلى وحدتين في وقت لاحق غير أنه أصبح غير قادر على إعادة الاتصال بهم، ويصف المشروع الفاشل عموما. كما يسجل الصدع بين جيفارا والحزب الشيوعي في بوليفيا الذي أسفر عن حصول جيفارا على عدد أقل بكثير من الجنود مما كان متوقعا أصلا، ويبين جيفارا انه كان يعانى من قدر كبير من الصعوبة في تجنيد السكان المحليين، ويرجع ذلك جزئيا إلى حقيقة أن المجموعة تعلمت لغة كيشوا، غير مدركة أن اللغة المحلية كانت توبي غواراني. [152] مع اقتراب نهاية الحملة الغير متوقعة، وأصبحت حالة جيفارا الصحية تزداد سوء. كان يعاني من نوبات الربو المتفاقمة ومعظم الهجمات الأخيرة نفذت في محاولة للحصول على الدواء.[153]


التراث
والأسلوب البياني لوجه جيفارا على العلم أعلاه عبارة "تشي فيف" (ويحيى تشي).أكثر من خمسين عاما بعد إعدامه وتراث تشي وحياته لا تزال مسألة قيد الخلاف. نقاط متناقضة مختلفة من حياته خلقت الطابع المعقد الازدواجي الذي لا ينتهي.

نتيجة لاستشهادة وأولائك المتذرعين بالشعرية للصراع الطبقي والرغبة في خلق وعي جديد لرجل يقودها من الجانب الأخلاقي بدلا من أجل الحوافز المادية، [157] تحول جيفارا إلى الرمز المثالي للحركات اليسارية. قد ينظر مجموعة من الأفراد لتشي جيفارا باعتباره بطلا ؛ [158] على سبيل المثال أشار نيلسون مانديلا له بأنه "مصدر إلهام لكل إنسان يحب الحرية" [159] في حين وصفه جان بول سارتر بأنه "ليست فقط مثقف ولكنه أيضا أكمل إنسان في عصرنا.[أصبح وجهه الرفيع المرسوم الصورة بلون واحد واحدا من أكثر الصور انتشارا وعالمية في العالم التي يتم تسويقها



أعماله كمعظم الشباب اليساريين في فترات الدراسة في النصف الأول من القرن الماضي، مارس جيفارا الكتابة شعرا ونثرا.


رثاء جيفاراوهناك الكثير من الشعراء الشيوعيين وغير الشيوعيين رثوا تشي غيفارا ومن أشهرهم الشاعر أحمد فؤاد نجم في قصيدة جيفارا مات والشاعر عبد الرحمن يوسف في قصيدة على بعد خلد ونصف ،وقصيدة الشاعر الأمير طارق آل ناصر الدين، وقد رثاه الشاعر عمر حكمت الخولي في عدة قصائد، باسمه الصريح كما في قصيدة ذكريات مَن لا يدري، وبالكناية عنه كما في العديد من نصوص ديواني عندما زرت القدر وأسفار الشرق الجديد. جزء من قصيدة جيفارا مات للشاعر أحمد فؤاد نجم :

جيفارا مات

عيني عليه ساعة القضا

من غير رفاقه تودّعه

يطلع أنينه للفضا

يزعق ولا مين يسمعه

يمكن صرخ من الألم

من لسعة النار فِ الحشا

يمكن ضحك..أو ابتسم.. أو ارتعش..أو انتشى

يمكن لفظ آخر نفس

كلمة وداع لجل الجياع

يمكن وصية للي حاضنين القضية

بالصراع

صور كتير ملو الخيال

و ألف مليون احتمال

لكن أكيد ولا جدال

جيفارا مات موتة رجال


من أقوال تشي جيفارا:

"لا يستطيع المرء أن يكون متأكدا من أن هنالك شيئا يعيش من أجله إلا إذا كان مستعدا للموت في سبيله"



"إن الطريق مظلم و حالك فاذالم تحترق أنت وأنا فمن سينير الطريق؟؟!!



"أنا لست محررا..المحررين لا وجود لهم, فالشعوب وحدها هي من يحرر نفسه"


"إنني أحس على وجهي بألم كل صفعة تُوجّه إلى مظلوم في هذه الدنيا، فأينما وجد الظلم فذاك هو وطني."







الشــــــــــــخصيه الــــــــــــتاليه المجــــــاهد المــــــــسلم الشيــــــــخ/ عمــــــــــر المخـــــــتار
اضافة رد مع اقتباس
  #26  
قديم 08/09/2011, 01:48 PM
الصورة الرمزية الخاصة بـ الزعيمه منو
زعيــم متألــق
تاريخ التسجيل: 15/04/2011
المكان: الغربيه
مشاركات: 1,365
الشيخ المجاهد عمر المختار





الاسم عمر المختار
المهنة زعيم وطني ليبي، ومناضل ومجاهد ضد الغزو الإيطالي لليبيا
مكان وتاريخ الميلاد قرية جنزور الشرقية منطقة بئر الأشهب شرق طبرق، ليبيا. 20 أغسطس 1861
تاريخ الوفاة 16 سبتمبر 1931.
ألقاب أسد الصحراء، شيخ الشهداء.

عمر المختار (20 أغسطس 1861 - 16 سبتمبر 1931) الملقب بشيخ الشهداء أو أسد الصحراء قائد أدوار السنوسية في برقة في ليبيا.[1]

مقاوم ليبي حارب قوات الغزو الايطالية منذ دخولها أرض ليبيا إلى عام 1931. حارب الإيطاليين وهو يبلغ من العمر 53 عاماً لأكثر من عشرين عاما في أكثر من ألف معركة، واستشهد باعدامه شنقاً وتوفي عن عمر يناهز 73 عاما. وقد صرح القائد الإيطالي "أن المعارك التي حصلت بين جيوشه وبين السيد عمر المختار 263 معركة، في مدة لا تتجاوز 20 شهرا فقط".

\
نسبه هو عمر المختار محمد فرحات ابريدان امحمد مومن بوهديمه عبد الله – علم مناف بن محسن بن حسن بن عكرمه بن الوتاج بن سفيان بن خالد بن الجوشافي بن طاهر بن الأرقع بن سعيد بن عويده بن الجارح بن خافي (الموصوف بالعروه) بن هشام بن مناف الكبير، من كبار قبائل قريش.[2]

من بيت فرحات من قبيلة بريدان وهي بطن من قبيلة المنفة أو المنيف والتي ترجع إلى قبائل بني مناف بن هلال بن عامر أولى القبائل الهلالية التي دخلت برقة. أمه عائشة بنت محارب.

[عدل] مولده ونشأته ولد عمر المختار يوم 20 أغسطس عام 1861 م في قرية جنزور الشرقية منطقة بنر الأشهب شرق طبرق في بادية البطنان في الجهات الشرقية من برقة التي تقع شرقي ليبيا.

تربى يتيما، لذلك كان كفله حسين الغرياني، عم الشارف الغرياني حيث وافت المنية والده المختار بن عمر وهو في طريقه إلى مكة المكرمة وكانت بصحبته زوجته عائشة.

تلقى تعليمه الأول في زاوية جنزور على يد امام الزاوية الشيخ العلامه عبد القادر بوديه العكرمي أحد مشايخ الحركه السنوسية، ثم سافر إلى الجغبوب ليمكث فيها ثمانية أعوام للدراسة والتحصيل على كبار علماء ومشايخ السنوسية في مقدمتهم الإمام محمد المهدي السنوسي قطب الحركة السنوسية، فدرس علوم اللغة العربية والعلوم الشرعية وحفظ القرآن الكريم عن ظهر قلب، ولكنه لم يكمل تعليمه كما تمنى.

ظهرت عليه علامات النجابة ورزانة العقل، فاستحوذ على اهتمام ورعاية أستاذه السيد المهدي السنوسى مما زاده رفعة وسمو، فتناولته الألسن بالثناء بين العلماء ومشايخ القبائل وأعيان المدن حتى قال فيه السيد المهدي واصفاً إياه " لو كان عندنا عشرة مثل عمر المختار لاكتفينا بهم". لثقة السنوسيين به ولوه شيخا على زاوية القصور بالجبل الاخضر.

اختاره السيد المهدي السنوسي رفيقا له إلى السودان الأوسط (تشاد) عند انتقال قيادة الزاوية السنوسية إليها فسافر سنة 1317 هـ. وقد شارك عمر المختار فترة بقائه بتشاد في الجهاد بين صفوف المجاهدين في الحرب الليبية الفرنسية في المناطق الجنوبية (السودان الغربي،تشاد) وحول واداي. وقد استقر المختار فترة من الزمن في قرو مناضلاً ومقاتلاً، ثم عين شيخاً لزاوية (عين كلكه) ليقضي فترة من حياته معلماً ومبشراً بالإسلام في تلك الأصقاع النائية. بقي هناك إلى ان عاد إلى برقة سنة 1321 هـ واسندت اليه مشيخة زاوية القصور للمرة الثانية.

[عدل] معلم يتحول إلى مجاهدعاش عمر المختار حرب التحرير والجهاد منذ بدايتها يوماً بيوم، فعندما أعلنت إيطاليا الحرب على الدولة العثمانية في 29 سبتمبر 1911م، وبدأت البارجات الحربية بصب قذائفها على مدن الساحل الليبي، درنة وطرابلس ثم طبرق وبنغازي والخمس، كان عمر المختار في تلك الأثناء مقيما في جالو بعد عودته من الكفرة حيث قابل أحمد الشريف السنوسي، وعندما علم بالغزو الإيطالي فيما عرف بالحرب العثمانية الإيطالية سارع إلى مراكز تجمع المجاهدين حيث ساهم في تأسيس دور بنينه وتنظيم حركة الجهاد والمقاومة إلى أن وصل السيد أحمد الشريف قادماً من الكفرة. وقد شهدت الفترة التي أعقبت انسحاب العثمانيين من ليبيا سنة 1912م وتوقيعهم "معاهدة لوزان" التي بموجبها حصلت إيطاليا ليبيا، أعظم المعارك في تاريخ الجهاد الليبي، منها على سبيل المثال معركة يوم الجمعة عند درنة في 16 مايو 1913م حيث قتل فيها للأيطاليين عشرة ضباط وستين جنديا وأربعمائة فرد بين جريح ومفقود إلى جانب انسحاب الإيطاليين بلا نظام تاركين أسلحتهم ومؤنهم وذخائرهم، ومعركة بو شمال عن عين ماره في 6 أكتوبر 1913، وعشرات المعارك الأخرى.

وحينما عين أميليو حاكماً عسكريا لبرقة، رأى أن يعمل على ثلاث محاور:

الأول: قطع الإمدادات القادمة من مصر والتصدي للمجاهدين في منطقة مرمريكا.
الثاني: قتال المجاهدين في العرقوب وسلنطه والمخيلي
الثالث: قتال المجاهدين في مسوس واجدابيا.
لكن القائد الإيطالي وجد نار المجاهدين في انتظاره في معارك أم شخنب وشليظيمة والزويتينة في فبراير 1914م، ولتتواصل حركة الجهاد بعد ذلك حتى وصلت إلى مرحلة جديدة بقدوم الحرب العالمية الأولى.

[عدل] الفاشية والمجاهدونبعد الانقلاب الفاشي في إيطالي في أكتوبر 1922، وبعد الانتصار الذي تحقق في تلك الحرب إلى الجانب الذي انضمت إليه إيطاليا. تغيرت الأوضاع داخل ليبيا واشتدت الضغوط على السيد محمد إدريس السنوسي، واضطر إلى ترك البلاد عاهداً بالأعمال العسكرية والسياسية إلى عمر المختار في الوقت الذي قام أخاه الرضا مقامه في الإشراف على الشئون الدينية.

بعد أن تأكد للمختار النوايا الإيطالية في العدوان قصد مصر عام 1923م للتشاور مع السيد إدريس فيما يتعلق بأمر البلاد، وبعد عودته نظم أدوار المجاهدين، فجعل حسين الجويفي على دور البراعصة ويوسف بورحيل المسماري على دور العبيدات والفضيل بوعمر على دور الحاسة، وتولى هو القيادة العامة.

بعد الغزو الإيطالي على مدينة اجدابيا مقر القيادة الليبية، أصبحت كل المواثيق والمعاهدات لاغية، وانسحب المجاهدون من المدينة وأخذت إيطاليا تزحف بجيوشها من مناطق عدة نحو الجبل الأخضر مثل وفي تلك الأثناء تسابقت جموع المجاهدين إلى تشكيل الأدوار والانضواء تحت قيادة عمر المختار، كما بادر الأهالي إلى إمداد المجاهدين بالمؤن والعتاد والسلاح، وعندما ضاق الإيطاليون ذرعا من الهزيمة على يد المجاهدين، أرادوا أن يمنعوا عنهم طريق الإمداد فسعوا إلى احتلال الجغبوب ووجهت إليها حملة كبيرة في 8 فبراير 1926م، وقد شكل سقوطها أعباء ومتاعب جديدة للمجاهدين وعلى رأسهم عمر المختار، ولكن الرجل حمل العبء كاملاً بعزم العظماء وتصميم الأبطال.

لاحظ الإيطاليون أن الموقف يملي عليهم الاستيلاء على منطقة فزان لقطع الإمدادات على المجاهدين، فخرجت حملة في يناير 1928م، ولم تحقق غرضها في احتلال فزان بعد أن دفعت الثمن غاليا. ورغم حصار المجاهدين وانقطاعهم عن مراكز تموينهم، إلا أن الأحداث لم تنل منهم وتثبط من عزمهم، والدليل على ذلك معركة يوم 22 أبريل التي استمرت يومين كاملين، انتصر فيها المجاهدون وغنموا عتادا كثيرا.

[عدل] مفاوضات السلام في سيدي ارحومةتوالت الانتصارات، الأمر الذي دفع إيطاليا إلى إعادة النظر في خططها وإجراء تغييرات واسعة، فأمر موسوليني بتغيير القيادة العسكرية، حيث عين بادوليو حاكماً عسكريا على ليبيا في يناير 1929م، ويعد هذا التغيير بداية المرحلة الحاسمة بين الإيطالين والمجاهدين.

تظاهر الحاكم الجديد لليبيا في رغبته للسلام لإيجاد الوقت اللازم لتنفيذ خططه وتغيير أسلوب القتال لدى جنوده، وطلب مفاوضة عمر المختار، تلك المفاوضات التي بدأت في 20 أبريل 1929م،

استجاب الشيخ لنداء السلام وحاول التفاهم معهم على صيغة ليخرجوا من دوامة الدمار. فذهب كبيرهم للقاء عمر المختار ورفاقه القادة في 19 يونيو 1929م في سيدي ارحومه. ورأس الوفد الإيطالي بادوليو نفسه، الرجل الثاني بعد بنيتو موسليني، ونائبه سيشليانو، ولكن لم يكن الغرض هو التفاوض، ولكن المماطلة وشراء الوقت لتلتقط قواتهم أنفاسها، وقصد الغزاة الغدر به والدس عليه وتأليب أنصاره والأهالي وفتنة الملتفين حوله.

عندما وجد المختار أن تلك المفاوضات تطلب منه اما مغادرة البلاد إلى الحجاز أو مصر أو البقاء في برقة وانهاء الجهاد والاستسلام مقابل الأموال والإغراءات، رفض كل تلك العروض، وكبطل شريف ومجاهد عظيم عمد إلى الاختيار الثالث وهو مواصلة الجهاد حتى النصر أو الشهادة.

تبين للمختار غدر الإيطاليين وخداعهم، ففي 20 أكتوبر 1929م وجه نداء إلى أبناء وطنه طالبهم فيه بالحرص واليقظة أمام ألاعيب الغزاة. صحت توقعات عمر المختار، ففي 16 يناير 1930م ألقت الطائرات بقذائفها على المجاهدين.

[عدل] غرتسيانيدفعت مواقف المختار ومنجزاته إيطاليا إلى دراسة الموقف من جديد وتوصلت إلى تعيين غرتسياني وهو أكثر جنرالات الجيش وحشية ودموية. ليقوم بتنفيذ خطة إفناء وإبادة لم يسبق لها مثيل في التاريخ في وحشيتها وفظاعتها وعنفها وقد تمثلت في عدة إجراءات ذكرها غرسياني في كتابه "برقة المهدأة":

1.- قفل الحدود الليبية المصرية بالأسلاك الشائكة لمنع وصول المؤن والذخائر.
2.- إنشاء المحكمة الطارئة في أبريل 1930م.
3.- فتح أبواب السجون في كل مدينة وقرية ونصب المشانق في كل جهة.
4.- تخصيص مواقع العقيلة والبريقة من صحراء غرب برقة والمقرون وسلوق من أواسط برقة الحمراء لتكون مواقع الاعتقال والنفي والتشريد.
5.- العمل على حصار المجاهدين في الجبل الأخضر واحتلال الكفرة.
إنتهت عمليات الإيطاليين في فزان باحتلال مرزق وغات في شهري يناير وفبراير 1930م ثم عمدوا إلى الإشباك مع المجاهدين في معارك فاصلة، وفي 26 أغسطس 1930م ألقت الطائرات الإيطالية حوالي نصف طن من القنابل على الجوف والتاج، وفي نوفمبر اتفق بادوليو وغرسياني على خط الحملة من اجدابيا إلى جالو إلى بئر زيغن إلى الجوف، وفي 28 يناير 1931م سقطت الكفرة في أيدي الغزاة، وكان لسقوط الكفرة آثار كبيرة على حركة الجهاد والمقاومة.

[عدل] المختار في الأسرفي معركة السانية في شهر أكتوبر عام 1930م سقطت من الشيخ عمر المختار نظارته، وعندما وجدها أحد جنود الطليان وأوصلها لقيادته، فرائها غراتسياني فقال: "الآن أصبحت لدينا النظارة، وسيتبعها الرأس يوماً ما".

وفي 11 سبتمبر من عام 1931م توجه عمر المختار بصحبة عدد صغير من رفاقه، لزيارة ضريح الصحابى الجليل رويفع بن ثابت بمدينة البيضاء. وكان أن شاهدتهم وحدة استطلاع إيطالية، وأبلغت حامية قرية اسلنطة التى أبرقت إلى قيادة الجبل باللاسلكى، فحرّكت فصائل من الليبيين والإرتريين لمطاردتهم . وإثر اشتباك في أحد الوديان قرب عين اللفو، جرح حصان عمر المختار فسقط إلى الأرض. وتعرّف عليه في الحال أحد الجنود المرتزقة الليبيين الذى صاح: "سيدى عمر .. سيدى عمر"! فغمغم الفارس: "إجْعنك من شرّ لشرّ"! نقلت برقية من موريتي، النبأ إلى كل من وزير المستعمرات دي بونو ووالي ليبيا بادوليو والجنرال غراتسياني، جاء فيها: "تم القبض على عمر المختار .. في عملية تطويق بوادي بوطاقة جنوب البيضاء. وقد وصل مساء الأمس إلى سوسة الكومنداتور دودياتشي الذي تعرف عليه ووجده هادئ البال ومطمئنا لمصيره، الخسائر التي تكبدها المتمردون هي 14 قتيلا".[3]

وتم استدعاء أحد القادة الطليان، متصرف الجبل الأخضر دودياتشى الذي سبق أن فاوض عمر المختار للتثبت من هوية الأسير. وبعد أن التقطت الصور مع البطل الأسير، نقل عمر المختار إلى مبنى بلدية سوسة، ومن هناك على ظهر طراد بحري إلى سجن بنغازى.

وفي 11 سبتمبر من عام 1931م، وبينما كان الشيخ عمر المختار يستطلع منطقة سلنطة في الجبل الاخضر في كوكبة من فرسانه، عرفت الحاميات الإيطالية بمكانه فأرسلت قوات لحصاره ولحقها تعزيزات، واشتبك الفريقين في وادي بوطاقة ورجحت الكفة للعدوفأمر عمر المختار بفك الطوق والتفرق، ولكن قُتلت فرسه تحته و سرعان ماحاصره العدو من كل الجهات وتعرفوا على شخصيته، فنقل على الفور إلي مرسى سوسه في الجبل الاخضر ومن ثم وضع على طراد الذي نقله رأسا إلي بنغازي حيث أودع السجن الكبير بمنطقة سيدي اخريبيش. ولم يستطع الطليان نقل الشيخ براً لخوفهم من تعرض المجاهدين لهم في محاولة لتخليص قائدهم.

كان لاعتقاله في صفوف العدو، صدىً كبيراً، حتى أن غراسياني لم يصدّق ذلك في بادئ الأمر، وكان غراتسياني في روما حينها كئيباً حزيناً منهار الأعصاب في طريقه إلي باريس للاستجمام والراحة تهرباً من الساحة بعد فشله في القضاء على المجاهدين في الجبل الأخضر، حيث بدأت الأقلام اللاذعة في إيطاليا تنال منه والانتقادات المرة تأتيه من رفاقه مشككة في مقدرته على إدارة الصراع. وفي حينها تلقى برقية مستعجلة من بنغازي مفادها إن عدوه اللدود عمر المختار وراء القضبان. فأصيب غراتسياني بحالة هستيرية كاد لا يصدق الخبر. فتارة يجلس على مقعده وتارة يقوم، وأخرى يخرج متمشياً على قدميه محدثاً نفسه بصوت عال، ويشير بيديه ويقول: "صحيح قبضوا على عمر المختار ؟ ويرد على نفسه لا، لا اعتقد." ولم يسترح باله فقرر إلغاء أجازته واستقل طائرة خاصة وهبط ببنغازي في نفس اليوم وطلب إحضار عمر المختار إلي مكتبه لكي يراه بأم عينيه.


الأسد أسيرا[عدل] المحكمةلم يصدق وزير المستعمرات الخبر في البداية. وغراتسيانى الذى كان متوجها إلى باريس نزل من قطاره ليعود مسرعًا إلى بنغازى. ثم انقلبت دهشتهم إلى فرح هستيرى، والإصرار على "محاكمة فورية والإعدام بصورة صاخبة ومثيرة" كما جاء في برقية دى بونو وزير المستعمرات إلى بادوليو حاكم ليبيا. لكن ما فاجأ الطليان حقا، هو هدوء الأسير وصراحته المذهلة في الرد على أسئلة المحققين، بثبات تام ودون مراوغة: "نعم قاتلت ضد الحكومة الايطالية، لم أستسلم قط. لم تخطر ببالى قط فكرة الهرب عبر الحدود. منذ عشر سنوات تقريبا وأنا رئيس المحافظية. اشتركت في معارك كثيرة لا أستطيع تحديدها. لا فائدة من سؤالى عن وقائع منفردة. وما وقَع ضد إيطاليا والطليان، منذ عشر سنوات وحتى الآن كان بإرادتي وإذني. كانت الغارات تنفذ بأمري، وبعضها قمت به أنا بنفسي. الحرب هى الحرب. أعترف بأنه قبض علىّ والسلاح بيدى، أمام الزاوية البيضاء(مدينة البيضاء) ، في غوط اللفو، هل تتصورون أن أبقى واقفا دون إطلاق النار أثناء القتال؟ ولا أشعر بالندم عما قمت به."[4] كما يذكر غرسياني في كتابه، وصل غرسياني إلى بنغازي يوم 14 سبتمبر، وأعلن عن انعقاد "المحكمة الخاصة" يوم 15 سبتمبر 1931م، وفي صبيحة ذلك اليوم وقبل المحاكمة رغب غرسياني في الحديث مع عمر المختار، يذكر غرسياني في كتابه (برقة المهدأة):

"وعندما حضر أمام مكتبي تهيأ لي أن أرى فيه شخصية آلاف المرابطين الذين التقيت بهم أثناء قيامي بالحروب الصحراوية. يداه مكبلتان بالسلاسل، رغم الكسور والجروح التي أصيب بها أثناء المعركة، وكان وجهه مضغوطا لأنه كان مغطيا رأسه (بالَجَرِدْ) ويجر نفسه بصعوبة نظراً لتعبه أثناء السفر بالبحر، وبالإجمال يخيل لي أن الذي يقف أمامي رجل ليس كالرجال له منظره وهيبته رغم أنه يشعر بمرارة الأسر، ها هو واقف أمام مكتبي نسأله ويجيب بصوت هادئ وواضح."

غراتسياني: لماذا حاربت بشدة متواصلة الحكومة لفاشستية ؟
أجاب الشيخ: من أجل ديني ووطني.
غراتسياني:ما الذي كان في اعتقادك الوصول إليه ؟
فأجاب الشيخ: لا شيء إلا طردكم … لأنكم مغتصبون، أما الحرب فهي فرض علينا وما النصر إلا من عند الله.
غراتسياني: لما لك من نفوذ وجاه، في كم يوم يمكنك إن تأمر الثوار بأن يخضعوا لحكمنا ويسلموا أسلحتهم ؟.
فأجاب الشيخ: لا يمكنني أن أعمل أي شيء … وبدون جدوى نحن الثوار سبق أن أقسمنا أن نموت كلنا الواحد بعد الأخر، ولا نسلم أو نلقي السلاح…
ويستطرد غرسياني حديثه "وعندما وقف ليتهيأ للانصراف كان جبينه وضاء كأن هالة من نور تحيط به فارتعش قلبي من جلالة الموقف أنا الذي خاض معارك الحروب العالمية والصحراوية ولقبت بأسد الصحراء. ورغم هذا فقد كانت شفتاي ترتعشان ولم أستطع أن أنطق بحرف واحد، فانهيت المقابلة وأمرت بإرجاعه إلى السجن لتقديمه إلى المحاكمة في المساء، وعند وقوفه حاول أن يمد يده لمصافحتي ولكنه لم يتمكن لأن يديه كانت مكبلة بالحديد."

[عدل] المحاكمةعقدت للشيخ الشهيد محكمة صورية في مركز إدارة الحزب الفاشستي ببنغازي مساء يوم الثلاثاء عند الساعة الخامسة والربع في 15 سبتمبر 1931م، وبعد ساعة تحديداً صدر منطوق الحكم بالإعدام شنقاً حتى الموت،

عندما ترجم له الحكم، قال الشيخ "إن الحكم إلا لله … لا حكمكم المزيف... إنا لله وإناإليه راجعون".

وهنا نقلا حرفيا لمحضر المحاكمة كما ورد في الوثائق الإيطالية:

إنه في سنة ألف وتسعمائة وواحدة وثلاثين ؛ السنة التاسعة، وفي اليوم الخامس عشر من شهر سبتمبر، ببنغازي، وفي تمام الساعة 17 بقصر "الليتوريو" بعد إعداده كقاعة لجلسات المحكمة الخاصة بالدفاع عن أمن الدولة، والمؤلفة من السادة :

- المقدم الكواليير اوبيرتو فانتيري مارينوني، رئيسا بالوكالة، نيابة عن الرئيس الأصيل الغائب لعذر مشروع.

- المحامي د. فرانشيسكو رومانو (قاضي مقرر).

- الرائد الكاواليير قوناريو ديليتلو (مستشار، أصيل).

- رائد "الميليشيا التطوعية للأمن الوطني (الكواليير جوفاني منزوني، مستشار أصيل).

- رائد "الميليشيا التطوعية للأمن الوطني (الكواليير ميكيلي مندوليا، مستشار أصيل)، والرئيس بالنيابة عن الرئيس الأصيل، الغائب بعذر مشروع.

- بمساعدة الملازم بسلاح المشاة، ايدواردو ديه كريستوفانو (كاتب الجلسة العسكري بالنيابة).

للنظر في القضية المرفوعة ضد: عمر المختار، بن عائشة بنت محارب، البالغ من العمر 73 سنة، والمولود بدفنة، قبيلة منفة، عائلة بريدان، بيت فرحات ؛ حالته الاجتماعية : متزوج وله أولاد، يعرف القراءة والكتابة، وليست له سوابق جنائية، في حالة اعتقال منذ 12 سبتمبر 1931.

المتهم بالجرائم المنصوص عليها وعلى عقوباتها في المواد 284-285-286-575-576 (3)، والمادة 26، البنود: 2 - 4 - 6 - 10، وذلك أنه قام، منذ عام 1911م وحتى القبض عليه في جنوب سلنطة جنوب الجبل الاخضر في 11سبتمبر 1931، بإثارة العصيان وقيادته ضد سلطات الدولة الإيطالية، داخل أراضي المستعمرة، وباشتراكه في نصب الكمائن للوحدات المعزولة من قواتنا المسلحة وفي معارك عديدة وأعمال الإغارة للسلب والنهب واللصوصية مع ارتكاب جرائم قتل بدافع نزعته إلى القسوة والتوحش، وأعمال البطش والتنكيل، بقصد إحداث الدمار وسفك الدماء لفصل المستعمرة عن الوطن الأم.

بعد ذلك سمح للجمهور بدخول قاعة الجلسات، بينما جلس المتهم في المكان المخصص للمتهمين، تحت حراسة عسكرية، وهو طليق اليدين وغير مكبل بأغلال من أي نوع.

كما حضر وكيل النيابة العامة السينور "كواليير" أوفيتشالي جوسيبي بيديندو، كمدعي عسكري، والمكلف بالدفاع عن المتهم، المحامي، النقيب في سلاح المدفعية، روبيرتو لونتانو.

يعلن الرئيس افتتاح الجلسة. فيحضر أيضا المترجم السيد نصري هرمس الذي يطلب إليه الرئيس الادلاء ببيانات هويته فيجيب:

- نصري هرمس، ابن المتوفى ميشيل، وعمري 53 سنة، ولدت في ديار بكر ببلاد ما بين النهرين (العراق) رئيس مكتب الترجمة لدى حكومة برقة.

يكلفه الرئيس بأداء اليمين المقررة، بعد تحذيره حسبما هو مقرر، فيؤديها بصوت عال وبالصيغة التالية: (أقسم بأنني سأنقل الأسئلة إلى الشخص المقرر استجوابه بواسطتي بأمانة وصدق، وبأن أنقل الردود بأمانة).

فيوجه الرئيس، عن طريق الترجمان، أسئلة للمتهم حول هويته، فيدلي بها بما يتفق مع ما تقدم، ومن ثم ينبه عليه بالانصات إلى ما سيسمع. وعند هذه النقطة، يثبت في المحضر طلب وكيل النيابة بإعفاء المترجم نصري من المهمة بسبب وعكة ألمت به والاستعاضة عنه بالكواليير لومبروزو ابن آرونه وماريا قاندوس، المولود بتونس في 27 - 2 - 1891م، ومهنته صناعي.

فيكلفه الرئيس بأداء اليمين المقررة، بعد تحذيره نظاميا؛ يتلو كاتب الجلسة صحيفة الاتهام، فيتولى الترجمان ترجمتها للمتهم، ويسرد بعدها قائمة المستندات والوثائق المتصلة بالدعوى، وبعد سردها يكلف الرئيس الترجمان بترجمتها، حيث إن المتهم غير ملم باللغة الإيطالية، ومن ثم يبدأ استجوابه حول الأفعال المنسوبة إليه؛ فيرد عليها، ويتولى الترجمان ترجمة ردود المتهم عليها.

يثبت بالمحضر أن المتهم يرد بانتظام عن كل اتهام حسب ما جاء في محضر استجوابه المكتوب، معترفا بأنه زعيم المقاومة في برقة وبهذه الصفة فهو الفاعل والمحرض لجميع الجرائم التي اقترفت في أراضي المستعمرة خلال العقد الأخير من الزمن، أي الفترة التي ظل خلالها الرئيس الفعلي للمقاومة.

وردا عن سؤال، يجيب: منذ عشر سنوات، تقريبا، وأنا رئيس المحافظية. ويثبت هنا أن المتهم ظل يرد عن كل سؤال محدد حول تهمة بعينها، بقوله: (لا فائدة من سؤالي عن وقائع منفردة، وما أرتكب ضد إيطاليا والإيطاليين، منذ عشر سنوات وحتى الآن، كان بإرادتي وإذني، عندما لم أشترك أنا نفسي في تلك الأفعال ذاتها).

وردا عن سؤال، يجيب: (كانت الغارات تنفذ أيضا بأمري وبعضها قمت بها أنا نفسي). يعطي الرئيس الكلمة لوكيل النيابة: بعد أن تناول الكلمة، أوجز مطلبه في أن تتكرم المحكمة، بعد تأكيد إدانة المتهم بالجرائم المنسوبة إليه، بإصدار حكم الإعدام عليه وما يترتب عليه من عواقب.

ينهي الدفاع بدوره مرافعته بطلب الرأفة بالمتهم. وبعدما أعطى المتهم الكلمة كآخر المتحدثين، يعلن الرئيس قفل باب المناقشة، وتنسحب هيئة المحكمة إلى حجرة المداولة لتحديد الحكم. عادت المحكمة بعد قليل إلى قاعة الجلسات؛ لينطق الرئيس بصوت عال بالحكم بالإدانة، بحضور جميع الأطراف المعنية. فيقوم الترجمان بترجمة منطوق الحكم. أثبت تحريريا كل ما تقدم بهذا المحضر الذي وقع عليه: كاتب المحكمة العسكري.

الإمضاء: ادواردو ديه كريستوفانو، الرئيس (المقدم الكاواليير أوميركو مانزولي). كاتب المحكمة العسكرية، الإمضاء: ادواردوديه كريستوفاني (Edoardo De Cristofano). الرئيس: (المقدم الكاواليير أوميركو مانزوني) الإمضاء: أومبيرتو مانزوني (Umberto Marinoni). كاتب المحكمة العسكرية بالنيابة

اعدام الشيخ




في صباح اليوم التالي للمحاكمة الأربعاء، 16 سبتمبر 1931 الأول من شهر جمادى الأول من عام 1350 هـ، اتخذت جميع التدابيراللازمة بمركز سلوق لتنفيذ الحكم بإحضار جميع أقسام الجيش والميليشيا والطيران، واحضر 20 ألف من الأهالي وجميع المعتقلين السياسيين خصيصاً من أماكن مختلفة لمشاهدة تنفيذ الحكم في قائدهم. واحضر الشيخ عمر المختار مكبل الأيدي، وعلى وجهه ابتسامة الرضا بالقضاء والقدر، وبدأت الطائرات تحلق في الفضاء فوق المعتقلين بأزيز مجلجل حتى لا يتمكن عمر المختار من مخاطبتهم،

في تمام الساعة التاسعة صباحاً سلم الشيخ إلي الجلاد، وكان وجهه يتهلل استبشاراً بالشهادة وكله ثبات وهدوء، فوضع حبل المشنقة في عنقه، وقيل عن بعض الناس الذين كان على مقربة منه انه كان يأذن في صوت خافت آذان الصلاة، والبعض قال انه تتمتم بالآية الكريمة "يا أيتها النفس المطمئنة إرجعي إلى ربك راضية مرضية" ليجعلها مسك ختام حياته البطولية.

سبق إعدام الشيخ أوامر شديدة الحزم بتعذيب وضرب كل من يبدي الحزن أويظهر البكاء عند إعدام عمر المختار، فقد ضرب جربوع عبد الجليل ضرباً مبرحاً بسبب بكائه عند إعدام عمر المختار. ولكن علت أصوات الاحتجاج ولم تكبحها سياط الطليان، فصرخت فاطمة داروها العبارية وندبت فجيعة الوطن عندما علا الشيخ شامخاً مشنوقاً، ووصفها الطليان "بالمرأة التي كسرت جدار الصمت".

أما المفارقة التاريخية التي أذهلت المراقبين فقد حدثت في سبتمبر 2008 عندما انحنى رئيس الوزارء الإيطالي برلسكوني، ]]، أمام ابن عمر المختار معتذراً عن المرحلة الاستعمارية وما سببته إيطاليا من مآسٍ للشعب الليبي، وهي الصورة التي قورنت بصورة تاريخية أخرى يظهر فيها عمر المختار مكبلاً بالأغلال قبيل إعدامه.



اخر كلمات الشهيد كانت اخر كلمات عمر المختار قبل اعدامه:

"نحن لا نستسلم... ننتصر أو نموت.... وهذه ليست النهاية... بل سيكون عليكم أن تحاربوا الجيل القادم والاجيال التي تليه... اما أنا... فإن عمري سيكون أطول من عمر شانقي."

المختار في الشعر والادب عمـــر المختـــــار

أحمد شوقي ينعى عمر المختار:

ركزوا رفاتك في الرمال لواء يستنهض الوادي صـباح مساء

يا ويحهم نصبوا منارا من دم يوحي إلى جيـل الغد البغضاء

ما ضر لو جعلوا العلاقة في غد بين الشعوب مودة وإخاء

جرح يصيح على المدى وضحية تتلمس الحـرية الحمراء

يأيها السيف المجرَّد بالفلا يكسو السيوف على الزمان مضاء

تلك الصحارى غمد كل مهند أبلى فأحسن في العدو بلاء

وقبور موتى من شـباب أمية وكهولهم لم يبرحوا أحياء

لو لاذ بالجـوزاء منهم معقل دخلوا على أبـراجها الجوزاء

فتحوا الشمال سهـوله وجباله وتوغلوا فاستعمروا الخضراء

وبنوا حضارتهم فطاول ركنها دار السلام وجلّق الشماء

خُيّرت فاخترت المبيت على الطوى لم تبن جاها أو تلم ثراء

إن البطولة أن تموت مـن الظما ليس البطولة أن تعـب الماء

أفريقيا مهد الأسود ولحدها ضجت عليك أراجلا ونساء

والمسلمون على اختلاف ديارهم لا يملكون مع المصاب عزاء

والجاهلية مـن وراء قبورهم يبكون زيد الخيل والفلحاء

فــي ذِمَّــة اللهِ الكريمِ وحفظِـه جَسَــدٌ ببرْقة وُسِّــدَ الصحراءَ

لـم تُبْـقِ منـه رَحَى الوقائِع أَعظُمًا تَبْلَى، ولم تُبْـقِ الرِّماحُ دِمـاءَ

كَرُفاتِ نَسْرٍ أَو بَقِيَّةِ ضَيْغَـمٍ باتا وراءَ السَّـافياتِ هَباءَ

بطـلُ البَداوةِ لم يكن يَغْـزو على "تَنْكٍ"، ولم يَـكُ يركبُ الأَجواءَ

لكـنْ أَخو خَـيْلٍ حَـمَى صَهَواتِها وأَدَارَ من أَعرافها الهيجاءَ

لَبَّـى قضاءَ الأَرضِ أَمِس بمُهْجَـةٍ لم تخْـشَ إِلاَّ للسماءِ قَضاءَ

وافاهُ مَرْفوعَ الجبينِ كأَنه سُـقْراطُ جَـرَّ إِلى القُضاةِ رِداءَ

شَــيْخٌ تَمالَكَ سِـنَّهُ لم ينفجرْ كالطفل مـن خوفِ العِقابِ بُكاءَ

وأَخـو أُمورٍ عاشَ فـي سَـرَّائها فتغيَّرَتْ، فتـوقَّع الضَّراءَ

الأُسْـدُ تزأَرُ في الحديدِ ولن ترى في السِّجنِ ضِرْغامًا بكى اسْتِـخْذاءَ

وأَتى الأَسـيرُ يَجُـرُّ ثِقْلَ حَـديدِهِ أَسَدٌ يُجَــرِّرُ حَيَّـةً رَقْطاءَ

عَضَّـتْ بسـاقَيْهِ القُيـودُ فلم يَنُؤْ ومَشَـتْ بهَيْكله السّنون فناءَ

تِسْعُونَ لو رَكِـبَتْ مَنـاكِبَ شاهقٍ لترجَّلَتْ هَضَباتُه إِعياءَ

خَـفِيَتْ عـن القاضي، وفات نَصِيبُها مـن رِفْق جُـنْدٍ قادةً نُبَلاءَ

والسِّـنُّ تَعْصِـفُ كُـلَّ قَلْـبِ مُهَـذَّبٍ عَـرَفَ الجُدودَ، وأَدرَكَ الآباءَ

دفعوا إِلى الجـلاَّدِ أَغلَبَ ماجدًا يأْسُو الجِراحَ، ويُطلِق الأُسَراءَ

ويُشاطرُ الأَقرانَ ذُخْرَ سِـلاحِهِ ويَصُـفُّ حَوْلَ خِوانِه الأَعداءَ

وتخيَّروا الحبلَ المَهينَ مَنيّـةً للَّيْـثِ يلفِظ حَوْلَهُ الحَوْباءَ

حَرموا المماتَ عـلى الصَّوارِم والقَنا مَـنْ كـان يُعْطِـي الطَّعْنَـةَ النَّجْلاءَ

إِنـي رأَيتُ يَدَ الحضارةِ أُولِعَـتْ بالحقِّ هَدْما تارةً وبِناءَ

شرَعَتْ حُـقوقَ الناسِ فـي أَوطانِهم إِلاَّ أُباةَ الضَّيْمِ والضُّعَفاءَ

يا أَيُّهَا الشـعبُ القريبُ، أَسـامعٌ فأَصوغَ في عُمَرَ الشَّهِيدِ رِثاءَ

أَم أَلْجَـمَتْ فاكَ الخُطوبُ وحَـرَّمت أُذنَيْـكَ حينَ تُخاطِبُ الإِصْغاءَ?

ذهـب الزعيمُ وأَنـتَ باقٍ خـالدٌ فانقُد رِجالَك، واخْـتَرِ الزُّعَماءَ

وأَرِحْ شـيوخَكَ مـن تكاليفِ الوَغَى واحْـمِلْ عـلى فِتْيانِكَ الأَعْباءَ



من اروع الــــــــــقصائد اللتي قــــــــرائتها في حيــــــــاتي حفظتها لمن كـــــــونت في ثالث ثانــــــوي

والحـــــــمدالله الي الان حــــــــافظاها

اضافة رد مع اقتباس
  #27  
قديم 08/09/2011, 02:08 PM
الصورة الرمزية الخاصة بـ هلالـ9ـي
BlackBerry User
تاريخ التسجيل: 14/07/2005
المكان: الهلال فوزه جدل ، ( خسارته حدث ) ، تفاصيله محور اهتمام ..
مشاركات: 8,176

أبو بكر


عبد الله بن أبي قحافة عثمان بن كعب التيمي القرشي، أول الخلفاء الراشدين ويكنى بأبي بكر الصديقوهو أحد أوائل الصحابة الذين أسلموا من أهل قريش ورافقوا النبي محمد بن عبد الله منذ بدء الإسلام ومن أقربهم له وهو صديقه ورفيقه في الهجرة إلى المدينة المنورة التي كانت تسمى يثرب، وأحد العشرة المبشرين بالجنة عند أهل السنة والجماعة. أمه سلمى بنت صخر بن عامر التيمي. ولد سنة 51 ق.هـ (573 م) بعد عام الفيل بحوالي ثلاث سنوات . كان سيداً من سادة قريش وغنياً من كبار أغنيائهم, وكان ممن رفضوا عبادة الأصنام في الجاهلية، بل كان حنيفاً على ملّة النبي إبراهيم. وهو والد عائشة زوجة الرسول وسانده بكل ما يملك في دعوته، وأسلم على يده الكثير من الصحابة.

يعرف في التراث السني بأبي بكر الصّدّيق لأنه صدّق محمداً في قصّة الإسراء والمعراج، وقيل لأنه كان يصدّق النبي في كل خبر يأتيه ؛ وقد وردت التسمية في آيات قرآنية وأحاديث نبوية عند أهل السنة والجماعة. وكان يدعى بـ "العتيق" و"الأوّاه".. وعن تسميته بأبي بكر قيل لحبه للجمال، وقيل لتبكيره في كل شيء.

بويع بالخلافة يوم الثلاثاء 2 ربيع الأول سنة 11هـ، واستمرت خلافته قرابة سنتين وأربعة أشهر. توفي في يوم الإثنين 22 جمادى الأولى سنة 13 هـ


نسبه ومولده :


  • أبوه أبو قحافة عثمان بن عامر بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان. ويلتقي في نسبه مع النبي محمد بن عبد الله عند مرة بن كعب، وينسب إلى "تيم قريش"، فيقال: "التيمي".[7]
  • أمه أم الخير سلمى بنت صخر بن عامر بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان. وتُكنَّى أم الخير. ولدته بعد عام الفيل بسنتين وستة أشهر[8]؛ وقيل إنها كان لا يعيش لها ولد، فلما ولدته استقبلت به الكعبة، فقالت : «اللهم إن هذا عتيقك من الموت، فهبه لي»؛ ويقال إن هذا سبب تسميته بالعتيق.[9] يروى أن اسمه كان قبل الإسلام عبد الكعبة؛ وحين أسلم سماه النبي عبد الله.[7]. كانت أم الخير من أوائل النساء إسلاماً.


صفاته :

كان أبو بكر أبيض البشرة نحيف الجسم خفيف العارضين (صفحتا الوجه) في ظهره انحناء لا يستمسك إزاره يسترخي عن حقويه، معروق الوجه (لحم وجهه قليل)، غائر العينين نأتئ الجبهه، عاري الأشاجع (أصول الأصابع التي تتصل بعصب ظاهر الكف)


حياته قبل الإسلام :

نشأ أبو بكر في مكة، ولما جاوز عمر الصبا عمل بائعاً للثياب ونجح في تجارته وحقق من الربح الكثير. وكانت تجارته تزداد اتساعاً فكان من أثرياء قريش؛ ومن ساداتها ورؤسائها. تزوج في بداية شبابه قتيلة بنت عبد العزى، ثم تزوج من أم رومان بنت عامر بن عويمر.

كان يعرف برجاحة العقل ورزانة التفكير، وأعرف قريش بالأنساب. وكانت له الديات في قبل الإسلام. وكان ممن حرّموا الخمر على أنفسهم في الجاهلية، وكان حنيفياً على ملّة النبي إبراهيم. كان أبو بكر يعيش في حي حيث يسكن التجّار؛ وكان يعيش فيه النبي، ومن هنا بدأت صداقتهما حيث كانا متقاربين في السنّ والأفكار والكثير من الصّفات والطّباع.


إسلامه :

تختلف الروایات في سبقته بالإسلام وجاء الطبري في تاریخه بأقوال مختلفه بین أنه أوّل من أسلم من الذکور وبین أنه أسلم قبله أکثر من خمسین [12].ولكن يؤمن المسلمون السنة بروايات تقول أنه أول من أسلم من الذكور البالغين [13][14][15]، روی عن ابن اسحاق انه الوحيد الذي أسلم دون تردد وصدق دعوة محمد على الفور .


حياته بعد الإسلام :

بعد أن أسلم أبو بكر، ساند النبي محمد بن عبد الله في دعوته للإسلام مستفيداً من مكانته بين أهل قريش وحبّهم له، فأسلم على يديه الكثير، منهم خمسة من العشرة المبشرين بالجنة وهم: عثمان بن عفان، والزُّبَير بن العوَّام، وعبد الرحمن بن عوف، وسعد بن أبي وقاص، وطلحة بن عبيدالله. كذلك جاهد بماله في سبيل الدعوة للإسلام حيث قام بشراء وعتق الكثير ممن أسلم من العبيد المستضعفين منهم: بلال بن رباح، وعامر بن فهيرة، وزِنِّيرة، والنَّهديَّة، وابنتها، وجارية بني مؤمّل، وأم عُبيس. وقد قاسى أبو بكر من تعذيب واضطهاد قريش للمسلمين، فتعرض للضرب والتعذيب حين خطب في القريشيين، وحين دافع عن محمد لما اعتدى عليه الوثنيون، وقاسى العديد من مظاهر الاضطهاد [2][7] . من مواقفه الهامة كذلك أنه صدَّق النبي في حادثة الإسراء والمعراج على الرغم من تكذيب قريش له، وأعلن حينها دعمه الكامل للنبي وأنه سيصدقه في كل ما يقول، لهذا لُقب بالصِّديق [19]. بقي أبو بكر في مكة ولم يهاجر إلى الحبشة حين سمح النبي لبعض أصحابه بهذا، وحين عزم النبي على الهجرة إلى يثرب؛ صحبه أبو بكر في الهجرة النبوية


هجرته :

هاجر الكثير من المسلمين إلى يثرب، وبقي النبي في مكة وبعض المسلمين منهم أبو بكر الذي ظل منتظراً قراره بالهجرة حتى يهاجر معه، وكان قد أعد العدة للهجرة، فجهز راحلتين لهذا الغرض واستأجر عبد الله بن أريقط من بني الديل بن بكر وكان مشركًا ليدلهما على الطريق، ولم يعلم بخروجهما غير علي وآل أبي بكر [21]. وفي ليلة الهجرة خرج الرسول عليه الصلاة والسلام في الثلث الأخير من الليل وكان أبو بكر في انتظاره ورافقه في هجرته وبات معه في غار ثور ثلاثة أيام حتى هدأت قريش في البحث عنهما فتابعا المسير إلى يثرب، ويروى أن خلال الأيام الثلاثة جاء كفار قريش يبحثون عنهم في غار ثور إلا أن الله أمر عنكبوتا بنسج خيوطه على الغار وأمر حمامة بوضع بيضها أمامه مما جعلهم يشككون في وجودهما داخل الغار [7]، ووفقاً للروايات قال أبو بكر للنبي :«لو أن أحدهم نظر إلى قدميه لأبصرنا» فطمأنه قائلاً : «يا أبا بكر ما ظنك باثنين الله ثالثهما؟ لا تحزن إن الله معنا». وقد ذُكر هذا في القرآن [22]. وحسب رواية ابن إسحاق فإن أبا بكر أمر ابنه عبد الله بن أبي بكر أن يتسمع لهما ما يقول الناس فيهما بالنهار ويأتي ويخبرهما في الليل، وأمر عامر بن فهيرة مولاه أن يرعى غنمه ويأتي بها إلى الغار في المساء فيشربا من حليبها فإذا غادر عبد الله بن أبي بكر الغار في الصباح تبعه بالغنم ليزيل أثاره عن الطريق، وكانت أسماء بنت أبي بكر تأتيهما بالطعام إذا أمست بما يصلحهما [23]. ويعد أهل السنة هجرة أبو بكر مع النبي محمد إحدى مناقبه العظيمة.


حياته في المدينة :

بعدما وصل الرسول وأبي بكر للمدينة، قام النبي بالمؤاخاة بين المهاجرين والأنصار، آخى بين أبي بكر وعمر بن الخطاب [11]. عاش أبو بكر في المدينة طوال فترة حياة النبي وشهد معه الكثير من المشاهد، تقول الروايات أنه ممن حاولوا اقتحام حصن اليهود في غزوة خيبر، وأنه ممن ثبتوا مع النبي في معركة حنين حين انفض عنه المسلمين خوفاً وتفرقوا، كذلك يقال أنه حامل الراية السوداء في غزوة تبوك حيث كان هناك رايتان إحداهما بيضاء وكانت مع الأنصار والأخرى سوداء وقد اختلفت الروايات على حاملها فقيل علي بن أبي طالب وقيل أبو بكر. تزوج من حبيبة بنت زيد بن خارجة فولدت له أم كلثوم، ثم تزوج من أسماء بنت عميس فولدت له محمدًا


خلافته :

روي عن ابنته عائشه بأن النبی في أثناء مرضه أمره أن يصلي بالمسلمين مما يعتبره السنة إشارة لتولية أبي بكر للخلافة [24]. وبعد وفاة النبي بويع أبو بكر بالخلافة في سقيفة بني ساعدة.

وجهز في فترة حكمه حروب الردة؛ ضد أولئك الذين رفضوا دفع الزكاة، وأرسل جيشاً بقيادة أسامة بن زيد كان قد جهزه النبي محمدصلى الله عليه وسلم قبل وفاته لقتال الروم.


عهده بالخلافة إلى عمر بن الخطاب :

قبيل وفاة أبو بكر، شاور طائفة من ذوي النظر والمشورة من الصحابة، فاتفقت كلمتهم على أن يعهد بالخلافة من بعده إلى عمر بن الخطاب [25]، وقد ذكر ذلك الطبري وابن الجوزي وابن كثير: «أن أبا بكر خشي على المسلمين أن يختلفوا من بعده ثم لا يجتمعوا على رأي، فدعاهم لما أثقل عليه المرض إلى أن يبحثوا لأنفسهم عن خليفة من بعده. إلا أن المسلمين لم يتفقوا فيما بينهم على من يخلف أبا بكر، فوضعوا الأمر بين يدي أبي بكر، وعندئذ أخذ يستشير أعيان الصحابة، كلاً منهم على انفراد، ولما رأى اتفاقهم على جدارة عمر وفضله، طلع على الناس وأخبرهم أنه قد استخلف عمر عليهم، فقالوا جميعاً: سمعنا وأطعنا.» [26][27]، وبعد أن رأى أبو بكر موافقة الناس جميعاً على استخلافة عمر عليهم، دعا عثمان بن عفان وأملى عليه الكتاب التالي: «بسم الله الرحمن الرحيم، هذا ما عهد به أبو بكر خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم عند آخر عهده بالدنيا وأول عهده بالآخرة، في الحال التي يؤمن فيها الكافر ويوقن فيها الفاجر؛ إني استعملت عليكم عمر بن الخطاب، فإن صبر وعدل فذلك علمي به ورأيي فيه، وإن جار وبدّل فلا علم لي بالغيب، والخيرَ أردتُ، ولكل امرئ ما اكتسب، وسيعلم الذين ظلموا أيّ منقلب ينقلبون»


وفاته :

توفي أبو بكر ليلة الثلاثاء 7 جمادى الآخرة في سنة 13 هـ الموافق 634 م في المدينة المنورة عن عمر يناهز 63 سنة، وكانت مدة خلافته سنتين وثلاثة أشهر وثلاثة أيام [25]، ودفن في بيت عائشة إلى جوار الرسول محمد بن عبد الله. وترك من الأولاد: عبد الله، عبد الرحمن، محمد، عائشة أسماء وأم كلثوم.


شهادة علي بن أبي طالب في أبي بكر :

قد ذكر ابن الجوزي بسنده في كتابه "التبصرة": «لما قبض أبو بكر الصديق وسجى عليه ارتجت المدينة بالبكاء كيوم قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: فجاء علي بن أبي طالب مستعجلاً مسرعاً مسترجعاً فقال: "رحمك الله يا أبا بكر كنت إلف رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنيسه ومستراحه وثقته وموضع سره ومشاورته وكنت أول القوم إسلاماً وأخلصهم إيماناً وأشدهم لله يقيناً وأخوفهم لله وأعظمهم غناء في دين الله عز وجل وأحوطهم على رسول الله صلى الله عليه وسلم وأحد بهم على الإسلام وأحسنهم صحبة وأكثرهم مناقب وأفضلهم سوابق وأرفعهم درجة وأقربهم وسيلة وأشبههم برسول الله صلى الله عليه وسلم هدياً وسمتاً وأشرفهم منزلة وأرفعهم عنده وأكرمهم عليه فجزاك الله عن رسوله وعن الإسلام أفضل الجزاء... فإنا لله وإنا إليه راجعون رضينا عن الله عز وجل قضاءه وسلمنا له أمره والله لن يصاب المسلمون بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم بمثلك أبداً كنت للدين عزا وحرزا وكهفا فألحقك الله عز وجل بنبيك محمد صلى الله عليه وسلم ولا حرمنا أجرك ولا أضلنا بعدك" فسكت الناس حتى قضى كلامه ثم بكوا حتى علت أصواتهم وقالوا: صدقت يا ختن رسول الله صلى الله عليه وسلم.»
اضافة رد مع اقتباس
  #28  
قديم 08/09/2011, 02:13 PM
الصورة الرمزية الخاصة بـ الزعيمه منو
زعيــم متألــق
تاريخ التسجيل: 15/04/2011
المكان: الغربيه
مشاركات: 1,365
هــــــــــــلالـــــ9ــــي

يســــــــلمو ومــــــشــــكــــــوووور

ع اضافة شخــــــــصية الصحابي الجليل سيدنا ابو بكر الصديق رضي الله عنه
اضافة رد مع اقتباس
  #29  
قديم 09/09/2011, 09:25 AM
الصورة الرمزية الخاصة بـ الزعيمه منو
زعيــم متألــق
تاريخ التسجيل: 15/04/2011
المكان: الغربيه
مشاركات: 1,365
طبعا التاريخ الاســــــــــلامي والعــــــــــالمي مايخــــــــــلوا من نســـــــــاء سطــــــــــرا اسمائهن في تـــــــاريخ البشـــــــــريه

وح ــــــــــــــنتكلم عن اول شخــــــــــصيه نســــــــــائيه

وهيا الســـــــــيده /خديجه بنت خويلد رضي الله عنها



خـــــــديجه بنت خويلـــــــــــد




خديجة بنت خويلد بن أسد القرشية (68 ق.هـ-3 ق.هـ) زوج محمد بن عبد الله.صلي الله عليه وسلم


نسبها ونشأتها أبوها

: خويلد بن أسد بن عبد العزى بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان. وخويلد هذا جد الزبير بن العوام.
أمها: فاطمة بنت زائدة بن الأصم بن هدم بن رواحة بن حجر بن عبد بن معيص بن عامر بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة عامر بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان. وفاطمة هذه هي عمةابن أم مكتوم.
ولدت سنة 68 قبل الهجرة 556 م في مكة، لكن هذا يتعارض مع سنها حين وفاتها وهذا ما أثبته البيهقي أن خديجة عنها توفيت وعمرها خمسين سنة، وهو أصح [1]. وقال الحاكم: "أنها لم تبلغ الستين سنة" [2]. وقد مات والدها يوم حرب الفِجَار.

يروى انها تزوجت مرتين قبل زواجها بمحمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم من سيدين من سادات قريش هما: عتيق بن عائذ المخزومى وقد انجبت منه ابنة(هند)، وأبو هالة بن زرارة التميمى وانجبت منه جاريه وغلاما (هاله-هند). لكن هذه الرواية تعارضها عدة أقوال لجملة من المؤرخين نذكر منها:

ذكر البلاذري [3]: "وكانت مسماة لورقة بن نوفل". وكأن البلاذري يريد أن يقول تلميحًا لا تصريحًا أن خديجة كانت بكرا عند زواجها من محمد.

وقال العصامي: وكانت قد ذكرت وهي بكر لورقة بن نوفل فلم يقض بينهما نكاح [4].

وذكر أبو نعيم الأصبهاني [5]: أن خديجة كانت "امرأة باكرة" عندما خرج النبي صلى الله عليه وسلم بتجارتها إلى الشام، وهذه إشارة إلى أنها لم تتزوج من أحدٍ قبله.

وقد كانت خديجة تاجرة ذات مال، وكانت تستأجر الرجال وتدفع المال مضاربة، فبلغها أن محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم يدعى بالصادق الامين وانه كريم الاخلاق، فبعثت إليه وطلبت منه ان يخرج في تجارة لها إلى الشام مع غلام يدعى "ميسرة"، وقد وافق.

زواجها من محمد بن عبد الله صلي الله عليه وسلم

رجعت قافلة التجارة من الشام وقد ربحت أضعاف ما كانت تربح من قبل، واخبر الغلام " ميسرة " خديجة عن اخلاق محمد صلى الله عليه وسلم وصدقة وامانته، فأعجبها وحكت لصديقتها " نفيسة بن مُنية "، فطمئنتها "نفيسة" واعتزمت ان تخبر محمد صلى الله عليه وسلم برغبة خديجة من الزواج منه(لم تقلها مباشرة ولكن فهم ذلك من حديثها الطيب عن خديجة).

لم تمض إلا فترة قصيرة حتى سارع لطلب الزواج من خديجة وفي صحبته عماه " أبو طالب وحمزة، ابنا عبد المطلب ". وقد اثنى علية عمها " عمرو بن أسد بن عبد العزى بن قصىّ " وتزوج محمد صلى الله عليه وسلم من خديجة. كان عمر محمد صلى الله عليه وسلم عندها 25 عاماً، خديجة 40 عاماً.

روى الخوارزمي والحاكم أن خديجة كان عمرها يوم تزوّج بها محمد صلى الله عليه وسلم ثمان وعشرين سنة [6]. وعن ابن عباس أنه تزوجها وهى ابنة ثمان وعشرين سنة [7].

ونقل ابن كثير: "وهكذا نقل البيهقي عن الحاكم أنه كان عمر محمد صلى الله عليه وسلم حين تزوج خديجة خمسا وعشرين سنة وكان عمرها إذ ذاك خمسا وثلاثين - وقيل خمسا وعشرين سنة".[8]

وبهذا يكون ما صححه البيهقي أنها توفيت وعمرها خمسون سنة يرجح الروايات القائلة أنها تزوجت من محمد صلى الله عليه وسلم وعمرها خمس وعشرون سنة، أي خمسة عشر سنة قبل البعثة وعشر سنوات بعد البعثة، وبهذا يكون عمرها مكافئا لعمر محمد صلى الله عليه وسلم عند التزويج.

أولادها حسب السيرأم محمد بنت عتيق بن عائذ المخزومية القرشية.
هند بن أبي هالة بن زرارة بن النبـّاش التميمي
القاسم بن محمد.
عبد الله.
زينب.
رقية.
أم كلثوم.
فاطمة.

إسلامها

شجرة نسب خديجة والتقاءه بنسب محمد بن عبد الله وبأنساب باقي زوجاتهكان قد مضى على زواجها من محمد 15 عاماً، وقد بلغ محمد الأربعين من العمر، وكان قد اعتاد على الخلوة في غار "حراء" ليتأمل ويتدبر في الكون.

وفي ليلة القدر، عندما نزل الوحى على محمد وانطلق إلى منزله خائفاً يرتجف، حتى بلغ حجرة زوجتة خديجة فقال: " زملوني "، فزملوه حتى ذهب عنه الروع، فقال: " مالي يا خديجة؟، وحدثها بصوت مرتجف، وحكى لها ما حدث...وقال " لقد خشيت على نفسي ".

فطمئنته قائلة: "" والله لا يخزيك الله ابدا... إنك لتصل الرحم، وتصدق الحديث، وتحمل الكَلّ، وتقرى الضيف، وتعين على نوائب الحق ""

فكانت أول من آمن برسالته وصدّقه....فكانت بهذا أول من اسلم من المسلمين جميعا وأول من اسلم من النساء وأيضا.

منزلة خديجة عند محمدكانت لخديجة منزلة خاصة في قلب فهي عاقلة، جليلة، دينة، مصونة، كريمة. وحتى بعد وفاتها وزواج محمد من غيرها من النساء لم تستطع أي واحدة منهن أن تزحزح " خديجة " عن مكانتها في قلب محمد.

فبعد أعوام من وفاتها وبعد انتصار المسلمين في معركة "بدر" وأثناء تلقي فدية الأسرى من قريش، لمح محمد قلادة لخديجة بعثت بها ابنتها " زينب " في فداء لزوجها الأسير " أبي العاص بن الربيع " حتى رق قلبه من شجو وشجن وذكرى لزوجتة الأولى " خديجة "فطلب محمد من اتباعه أن يردوا على زينب قلادتها ويفكوا أسيرها ان شائوا.

وقالت عائشة: كان محمد لا يكاد يخرج من البيت حتى يذكر خديجة فيحسن الثناء عليها، فذكر خديجة يوما من الأيام فأدركتني الغيرة، فقلت هل كانت إلا عجوزاً فأبدلك الله خيراً منها، فغضب ثم قال:" لا والله ما أبدلني الله خيراً منها، آمنت بي حين كفر الناس، وصدقتني إذ كذبني الناس، وواستني بمالها إذ حرمني الناس، ورزقني منها الله الولد دون غيرها من النساء فقالت عائشة " اعف عني، ولا تسمعنى أذكر "خديجة" بعد هذا اليوم بشيء تكرهه "

قالت عائشة " ما غرت على أحد من نساء محمد ما غرت على خديجة. وما رأيتها، ولكن كان يكثر ذكرها وربما ذبح الشاة ثم قطعها أعضاء ثم يبعثها في صدائق خديجة، فربما قلت له: كأن لم يكن في الدنيا امرأة إلا خديجة. فيقول: إنها كانت وكانت، وكان لي منها ولد..."

فضائلها خير نساء الجنة

لا شك أن امرأة بمثل هذه الأوصاف لا بد أن يكون لها منزلة رفيعة، فها هو الرسول يعلن في أكثر من مناسبة بأنها خير نساء الجنة؛ فقد روي عن أنس بن مالك t أن النبي قال: "حسبك من نساء العالمين: مريم بنت عمران، وخديجة بنت خويلد، وفاطمة بنت محمد، وآسية امرأة فرعون".

يقرئها ربها السلام

ليس هذا فحسب، بل يُقرِئُها المولى السلام من فوق سبع سموات، ويبشرها ببيت من قصب في الجنة؛ فعن أبي هريرة t أنه قال: أتى جبريلٌ النبيَّ فقال: "يَا رَسُولَ اللَّهِ، هَذِهِ خَدِيجَةُ قَدْ أَتَتْ مَعَهَا إِنَاءٌ فِيهِ إِدَامٌ أَوْ طَعَامٌ أَوْ شَرَابٌ، فَإِذَا هِيَ أَتَتْكَ فَاقْرَأْ عَلَيْهَا السَّلاَمَ مِنْ رَبِّهَا وَمِنِّي، وَبَشِّرْهَا بِبَيْتٍ فِي الْجَنَّةِ مِنْ قَصَبٍ، لاَ صَخَبَ فِيهِ وَلاَ نَصَبَ".

وفاتها

توفيت " خديجة " قبل هجرة محمد إلى يثرب بثلاث أعوام، وكان عمرها 65 عاماً. وذكر البيهقي أن خديجة توفيت وعمرها خمسين سنة، وهو أصح [9]. وقال الحاكم: "أنها لم تبلغ الستين سنة" أنزلها محمد بنفسه في حفرتها وأدخلها القبر بيده، ودفنها بالحجون (مقابر المعلاة بمكة المكرمة).

قال عنها المؤرخوني قول بودلي: (إن ثقتها في الرجل الذي تزوجته..لأنها احبته..كانت تضفى جوا من الثقة على المراحل الأولى للعقيدة التي يدين بها اليوم واحد في كل سبعة من سكان العالم)
ويؤرخ مرجليوث حياة محمد باليوم الذي لقى فية خديجة و"مدت يدها إليه تقديرا"، كما يؤرخ حادث هجرته إلى "يثرب" باليوم الذي خلت فية "مكة" من "خديجة".
ويطيل " درمنجم " الحديث عن موقف " خديجة " حين جاءها زوجها من غار حراء " خائفا مقرورا أشعث الشعر واللحية، غريب النظرات...، فإذا بها ترد إلية السكينة والأمن، وتسبغ عليه ود الحبيبة وإخلاص الزوجة وحنان الأمهات، وتضمه إلى صدرها فيجد فيه حضن الأم الذى يحتمى به من كل عدوان في الدنيا "، وكتب عن وفاتها: "... فقد محمد بوفاة خديجة تلك التي كانت أول من علم أمره فصدقته، تلك التي لم تكف عن إلقاء السكينة في قلبه...والتي ظلت ما عاشت تشمله بحب الزوجات وحنان الامهات "


اضافة رد مع اقتباس
  #30  
قديم 09/09/2011, 09:36 AM
الصورة الرمزية الخاصة بـ الزعيمه منو
زعيــم متألــق
تاريخ التسجيل: 15/04/2011
المكان: الغربيه
مشاركات: 1,365
فاطمه بنت الفهري مؤسسه جامعة القروين




فاطــــــــمه بنت الفــــــــهري







نشائتها :

التاريخ تكنى بأم البنين، وعرفت بالفهرية، نزحت وهي فتاة صغيرة مع العرب النازحين من مدينة القيروان إلى أقصى المغرب ونزلت مع أهل بيتها في عدوة القرويين زمن حكم إدريس الثاني، حتى تزوجت وطاب لها المقام هناك. أصاب أهلها وزوجها الثراء بعد كد وتعب واجتهاد وعمل، ولم يمض زمن طويل حتى توفي والدها وزوجها ثم مات أخ له فورثت عنهما مالا كثيرا شاركتها فيه أخت لها هي مريم بنت محمد الفهري التي كانت تكنى بأم القاسم.

بناء المسجد"".

...ولم تزل أم البنين تفكر في أمر إنفاق المال الوفير حتى انتهت إلى العزم على بناء مسجد يكون ذكرا لها بعد موتها وصلة ببنيها مع أهل الدنيا وليظل عملها بعد موتها مستمرا، عمدت فاطمة إلى مسجد القرويين فأعادت بناءه في عهد دولة الأدارسة، وضاعفت مساحته بشراء الحقل المحيط به ضمت أرضه إلى المسجد، وبذلت مالا جسيما برغبة صادقة حتى اكتمل بناؤه في صورة بهية وحلية رصينة. وتذكر المراجع التاريخية ان أم البنين فاطمة الفهرية هي التي تطوعت ببنائه وظلت صائمة ونذرت ألا تفطر يوما حتى ينتهي العمل فيه. ومن بين ما ترويه كتب التاريخ عن ام البنين انها عقدت العزم على ألا تأخذ ترابا أو مواد بناء من غير الأرض التي اشترتها بحر مالها، وطلبت من عمال البناء أن يحفروا حتى أعماق الأرض يستخرجون من أعماقها الرمل الأصفر الجديد والأحجار والجص ليستخدموه في البناء. بدأ الحفر في صحنه لإنشاء بئر من أجل شرب البنائين ولاستخدامه في أعمال البناء ثم عمدت بعد ذلك في حفر بناء أساس وجدران المسجد وقامت بنفسها بالاشراف عليه فجاء المسجد فسيح الأرجاء محكم البناء وكأن فاطمة عالمة بأمور البناء وأصول التشييد لما اتصفت به من مهارة وحذق فبدا المسجد في أتم رونق وازهى صورة وأجمل حال وزخرف، وكان ذلك أول رمضان سنة 245 من الهجرة. عند اتمام البناء صلت فاطمة صلاة شكر لربها على فضله وامتنانها لكريم رزقه وفيض عطائه الذي وفقها لبناء هذا الصرح الذي عرف بمسجد القرويين. وقال عنها عبد الرحمان بن خلدون «فكأنما نبهت عزائم الملوك بعدها» ولا زال جامع القرويين إلى جوار جامع الأندلس الذي بنته شقيقتها مريم يؤديان دورا رائدا في نشر الإسلام والعلوم في المغرب ثم نحو أوروبا. وأصبح جامع القرويين الشهير أول معهد ديني وأكبر كلية عربية في بلاد المغرب الأقصى...."" وبذلك تصبح فاطمة بنت محمد الفهري القيرواني المعروفة بأم البنين الفهرية هي مؤسسة أول جامعة في العالم في هذه البلاد، وماتت السيدة فاطمة(رحمة الله عليها) نحو 266 - 860م



الجامعة التي أسستها فاطمة الفهرية فاطمة الفهرية،التونسية, تُلقب أيضا بأم البنين، هي شخصية تاريخية خالدة في ذكريات مدينة فاس والتاريخ المغربي ككل.توفيت حوالي 265هـ /878 م.


اضافة رد مع اقتباس
   


إضافة رد


قوانين المشاركة
غير مصرّح لك بنشر موضوع جديد
غير مصرّح لك بنشر ردود
غير مصرّح لك برفع مرفقات
غير مصرّح لك بتعديل مشاركاتك

وسوم vB : مسموح
[IMG] كود الـ مسموح
كود الـ HTML غير مسموح
Trackbacks are مسموح
Pingbacks are مسموح
Refbacks are مسموح



الوقت المعتمد في المنتدى بتوقيت جرينتش +3.
الوقت الان » 03:28 PM.

جميع الآراء و المشاركات المنشورة تمثل وجهة نظر كاتبها فقط , و لا تمثل بأي حال من الأحوال وجهة نظر النادي و مسؤوليه ولا إدارة الموقع و مسؤوليه.


Powered by: vBulletin Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd

Google Plus   Facebook  twitter  youtube