مشاهدة مشاركة بصفحة مستقلة
  #25  
قديم 08/09/2011, 12:34 PM
الصورة الرمزية الخاصة بـ الزعيمه منو
الزعيمه منو الزعيمه منو غير متواجد حالياً
زعيــم متألــق
تاريخ التسجيل: 15/04/2011
المكان: الغربيه
مشاركات: 1,365
إرنستو جيفارا دِلاسيرنا
Ernesto Che Guevara



إرنستو جيفارا دِلاسيرنا
Ernesto Che Guevara

تاريخ الميلاد 14 يونيو 1928
مكان الميلاد روساريو، الأرجنتين
تاريخ الوفاة 9 أكتوبر 1967
مكان الوفاة لا هيغويرا، بوليفيا




ارنستو "تشي" جيفارا (14 يونيو 1928 - 9 أكتوبر 1967) المعروف باسم تشي جيفارا ( Che Guevara)، أو التشي (El Che)، أو ببساطة تشي (Che)،(بالإسبانية: Ernesto 'Che' Rafael Guevara de la Serna‏) استمع (؟\معلومات) (يُنطق غڤارا). كان ثوري كوبي ماركسي أرجينتيني المولد كما كان طبيب , كاتب و زعيم حرب العصابات، قائد عسكري، رئيس دولة عالمى وشخصية رئيسية في الثورة الكوبية. أصبحت صورته المنمقة منذ وفاته رمزا في كل مكان وشاره عالمية ضمن الثقافة الشعبية.

سافر جيفارا عندما كان طالب في كلية الطب في جامعة بوينس آيرس الذي تخرج منها عام 1953 لجميع أنحاء أمريكا اللاتينية مع صديقه ألبيرتو غرانادو على متن دراجة نارية وهو في السنة الأخيرة من الطب وكونت تلك الرحلة شخصيته وإحساسه بوحدة أميركا الجنوبية وبالظلم الكبير الواقع من الإمبرياليين على المزارع اللاتيني البسيط، و تغير داخليا بعد مشاهدة الفقر المتوطن هناك. أدت تجاربه و ملاحظاته خلال هذه الرحلات إلى استنتاج بأن المنطقة متأصلة بها التفاوتات الاقتصادية التي كانت نتيجة لا تتجزأ من الرأسمالية الاحتكارية ،الاستعمار الجديد، والإمبريالية، وكان يرى أن العلاج الوحيد هو الثورة العالمية. هذا الاعتقاد كان الدافع وراء تورطه في الإصلاحات الاجتماعية في غواتيمالا في ظل حكم الرئيس جاكوبو أربينز غوزمان، الذي قامت وكالة المخابرات المركزية الأمريكية في نهاية المطاف بالمساعدة على الإطاحة به مما ساعد على نشر ايدولوجيه جيفارا الراديكالية. بينما كان جيفارا يعيش في مدينة المكسيك التقى هناك براؤول المنفي مع أصدقائه الذين كانوا يجهزون للثورة وينتظرون خروج فيدل كاسترو من سجنه في كوبا, ما إن خرج فيديل كاسترو من سجنه حتى قرر جيفارا الانضمام للثورة الكوبية، وقد رأى فيدل كاسترو أنهم في أمس الحاجة إليه كطبيب, وانضم لهم في حركة 26 يوليو، التي غزت كوبا على متن غرانما بنية الاطاحة بالنظام الدكتاتورى المدعم بالولايات المتحدة التي تدعم الديكتاتور الكوبى فولغينسيو باتيستا. سرعان ما برز جيفارا بين المسلحين وتمت ترقيته إلى الرجل الثاني في القيادة، ولعب دورا محوريا في نجاح حملة على مدار عامين من حرب المسلحين التي اطاحت بنظام باتيستا.

في أعقاب الثورة الكوبية قام جيفارا بأداء عدد من الأدوار الرئيسية للحكومة الجديدة. وشمل هذا إعادة النظر في الطعون و فرق الإعدام على المدانين بجرائم الحرب خلال المحاكم الثورية ، وقام بتأسيس قوانين الإصلاح الزراعي عندما كان وزيرا للصناعة وعمل أيضا كرئيس ومدير للبنك الوطني ورئيس تنفيذى للقوات المسلحة الكوبية. كما جاب العالم كدبلوماسي باسم الاشتراكية الكوبية.مثل هذه المواقف سمحت له أن يلعب دورا رئيسيا في تدريب قوات الميليشيا الذين صدوا غزو خليج الخنازير وجلبت إلى كوبا صواريخ الباليستية المسلحة نوويا من الاتحاد السوفيتي عام 1962 التي أدت إلى بداية أزمة الصواريخ الكوبية. بالإضافة إلى ذلك فقد كان جيفارا كاتباً عاماً ويقوم بكتابة يومياته وقام بتكوين ما يشبه الكتيب لحياة حرب العصابات وكذلك ألف مذكراته الأكثر مبيعا في جميع أنحاء أمريكا الجنوبية رحلة شاب على دراجة نارية.غادر جيفارا كوبا في عام 1965 بسبب التحريض على الثورات الأولى الفاشلة في لكونغو كينشاسا وفي وقت لاحق في بوليفيا، حيث تم إلقاء القبض عليه من قبل وكالة الاستخبارات المركزية بمساعدة القوات البوليفية وتم أعدامه.

لا تزال شخصية جيفارا التاريخية تنال كل من التبجيل والإحترام، مستقطبا المخيلة الجماعية في هذا الخصوص العديد من السير الذاتية، والمذكرات، والمقالات، والأفلام الوثائقية، والأغاني والأفلام. ضمنته مجلة التايم من ضمن المائة شخص الأكثر تأثيرا في القرن العشرون، في حين أن الصورة المأخوذه من ألبرتو كوردا له بعنوان بطل حرب العصابات (كما هو موضح في قالب المقال)، قد سميت ب "الصورة الأكثر شهرة في العالم."




ارنستو في سن المراهقة (يسار) مع والديه وأشقائه، كاليفورنيا. 1944. يجلس بجانبه، من اليسار إلى اليمين : سيليا (الأم)، وسيليا (الشقيقة)، روبرتو، الأرجنتيني خوان مارتن، ارنستو (الأب)، وآنا ماريا.



جيفارا طفلاً في أول درس للمشي حيث يبلغ عاماً واحداً.ولد لسيليا دي لا سيرنا وإرنستو جيفارا لينش ارنستو تشي جيفارا يوم 14 يونيو 1928 في روساريو، بالأرجنتين، وهو الأكبر بين خمسة أطفال في عائلة من أصول إيرلندية أسبانية باسكية.[1] يظهر اسمه القانوني (ارنستو تشي جيفارا) إشارة إلى ألقاب والديه في بعض الأحيان مع إضافة دي لا سيرنا، أو لينش له.

في إشارة إلى طبيعة تشي "الغير مستقرة"، ذكر والده أن "أول شيء يمكن أن نلاحظه هو أن ابني يجرى في عروقة دماء المتمردين الايرلنديين." [2] نمى في وقت مبكر جدا من الحياة أرنستيتو (كما كان يسمى جيفارا حينذاك) شعور التعاطف مع "الفقراء".[3] بحكم نشأته في أسرة ذات الميول اليسارية كان جيفارا يتعامل مع طائفة واسعة من وجهات النظر السياسية، حتى في الوقت الذي كان صبيا. كان والده مؤيد قوي للجمهوريين من الحرب الأهلية الإسبانية، وغالبا ما استضاف العديد من اللقائات بين قدامى المحاربين في منزل جيفارا.[4]




جيفارا في عام 1951 في عمر 22 عاما

عندما كبر أصبح يهتم بالقراءة للكتاب من أمريكا اللاتينية مثل هوراسيو كيروغا، سيرو ألجيريا، خورخي إيكازا، روبن داريو، و ميغيل استورياس.[11] قام جيفارا بتدوين أفكار العديد من هؤلاء الكتاب في كتاباته الخاصة بخط يده مع مفاهيمه وتعاريفه، و فلسفات المثقفين البارزين من وجهه نظره. و قام أيضا بتأليف اسكتشات تحليلية لبوذا و أرسطو، جنبا إلى جنب مع دراسة برتراند راسل عن المحبة و الوطنية، و المجتمع من جاك لندن و فكرة نيتشه عن الموت. فتنت جيفارا أفكار سيغموند فرويد حيث كان يقتبس عنه في مجموعة متنوعة من المواضيع مثل الأحلام و الرغبة الجنسية النرجسية و عقدة أوديب.[12] مواضيعه المفضلة في المدرسة شملت الفلسفة، الرياضيات، الهندسة، العلوم السياسية، علم الاجتماع، التاريخ وعلم الآثار. [13][14]

في وقت لاحق في 13 فبراير شباط عام 1958 نشرت وكالة المخابرات المركزية 'السيرة الذاتية والتقرير الشخصي' السرية التي أشارت إلى أن جيفارا كان يتمتع بخلفية متنوعة من الاهتمامات الأكاديمية و الفكر، و وصفته بأنه "قارئ جيد" و علقت "ان تشي مثقف برغم من كونه من أصل لاتيني ".[15]



رحلة دراجة نارية
غيفارا يصلح دراجته النارية التي استخدمها في رحلته برفقة ألبيرتو غرانادو.دخل جيفارا جامعة بوينس آيرس لدراسة الطب في عام 1948. و لكن في عام 1951، أخذ إجازة لمدة سنة من الدراسات للشروع في رحلة يعبر فيها أمريكا الجنوبية على الدراجة النارية مع صديقه ألبيرتو غرانادو، كان الهدف النهائي يتمثل في قضاء بضعة أسابيع من العمل التطوعي في مستعمرة سان بابلو لمرضى الجذام في بيرو، على ضفاف نهر الأمازون. في الطريق إلى ماتشو بيتشو التي تقع عاليا في جبال الأنديز، شعر جيفارا بالذهول لشدة فقر المناطق الريفية النائية، حيث يعمل الفلاحين في قطع صغيرة من الأراضي المملوكة من قبل الملاك الأثرياء.[16] في وقت لاحق من رحلته، اعجب جيفارا بالصداقة الحميمة بين أولئك الذين يعيشون في مستعمرات الجذام، قائلا "إنه أعلى أشكال التضامن البشري والولاء الذي ينشأ بين الناس في ظل الوحدة واليأس من هذا القبيل استخدم جيفارا المذكرات التي اتخذها خلال هذه الرحلة لكتابة كتاب بعنوان يوميات الدراجة البخارية، و الذي أصبح لاحقا أفضل كتاب مبيعا كما و صفته نيويورك تايمز، الذي نال لاحقاً جائزة في 2004 عن فيلم مقتبس منه يحمل نفس الاسم.

بحلول نهاية الرحلة وصل جيفارا للاستنتاج بأن أمريكا اللاتينية ليست مجموعة من الدول المنفصلة، و لكن اعتبرها كياناً واحداً يتطلب استراتيجية تحرير على نطاق القارة. مفهومه عن الولايات المتحدة لقارة أمريكا من أصل أسبانى بلا حدود و التي تقاسم تراث لاتيني مشترك كان موضوعا بارزا تكرر خلال نشاطاته الثورية في وقت لاحق. لدى عودته إلى الأرجنتين أكمل دراسته و حصل على شهادة الطب في حزيران / يونيو 1953، مما جعله رسميا "الدكتور ارنستو تشي جيفارا".[18] لاحظ جيفارا في وقت لاحق أنه من خلال أسفاره إلى أمريكا اللاتينية، انه وصل إلى "اتصال وثيق مع الفقر، الجوعوالمرض" جنبا إلى جنب مع "عدم القدرة على علاج طفل بسبب عدم وجود المال" و "غيبوبة استفزاز الجوع المستمر و العقاب" التي تؤدي بالأب إلى "قبول فقدان الابن على انه حادث غير مهم".كانت هذه التجارب التي يستشهد بها جيفارا تقنعه بأنه من أجل "مساعدة هؤلاء الناس"، انه يحتاج إلى ترك مجال الطب، و النظر في الساحة السياسية للبحث عن الكفاح المسلح.[19]



الثورة الكوبية مقال تفصيلي :الثورة الكوبي الغزو والحروب وسانتا كلارا
يركب بغلة في مقاطعة لاس فيلياس، وكوبا، نوفمبر 1958الخطوة الأولى في خطة كاسترو الثورية كانت الهجوم على كوبا من المكسيك عبر غرانما ، و هو مركب قديم يرشح. قاموا بتحديد يوم 25 نوفمبر، 1956 للهجوم على كوبا. قام جيش باتيستا بالهجوم عليهم بعد الهبوط مباشرة، و قتل العديد من ال 82 مقاتل في الهجوم الذي وقع, لم ينج سوى 22 منهم.[38] كتب جيفارا أنه خلال هذه المواجهة الدامية القى باللوازم الطبية و التقط صندوق من الذخيرة من مخلفات أحد رفاقة الهاربيين وكانت هذه الخطوة الحاسمة حيث ترك نهائيا الطب و أصبح مقاتل.

ظلت مجموعة صغيرة من الثوار على قيد الحياة لإعادة القوة القتالية الرثة للمجموعة في عمق جبال سييرا مايسترا، حيث تلقت دعما من شبكة حرب العصابات في المدن ومن فرانك باييس، وكذلك حركة 26 يوليو و الفلاحين المحليين. مع انسحاب المجموعة إلى سيراليون، تساءل العالم عما إذا كان كاسترو حيا أو ميتا حتى أوائل عام 1957 عندما تمت المقابلة مع "هربرت ماثيوز" وظهرت في مقال بصحيفة نيويورك تايمز. المقالة المقدمة قامت بتصوير دائم، شبه الأسطوري لصورة كاسترو و رجال حرب العصابات. لم يكن جيفارا حاضرا للمقابلة، ولكنه في الأشهر المقبلة بدأ يدرك أهمية وسائل الاعلام في نضالهم. في هذا الوقت كانت اللوازم في انخفاض وكذلك الروح المعنوية، وعانى جيفارا من حساسية بسبب لدغات البعوض التي أسفرت عن خراجات مؤلمة بحجم الجوز على جسده، [39] أعتبر جيفارا هذه المرحلة "الأكثر إيلاما في الحرب." [40]

مع استمرار الحرب، أصبح جيفارا جزءا لا يتجزأ من الجيش والمتمردين "أقنع كاسترو بقدراته، ودبلوماسيته وصبره." [41] اقام جيفارا مصانع لتصنيع القنابل اليدوية، وقام ببناء أفران لصنع الخبز، ودرس المجندين الجدد التكتيكات، ونظم المدارس لتعليم الفلاحين الأميين القراءة والكتابة.[41] وعلاوة على ذلك، أنشاء جيفارا العيادات الصحية، وورش عمل لتعليم التكتيكات العسكرية، وصحيفة لنشر المعلومات.[42] الرجل الذي بعد ذلك بثلاث سنوات أطلقت عليه مجلة تايم لقب : "عقل الثورة"، في هذه المرحلة تمت ترقيته من قبل فيدل كاسترو إلى القائد الثاني في الجيش.[41]

باعتباره المحارب الوحيد في مرتبة قائد إلى جانب فيدل كاسترو، كان جيفارا قاسيا للغاية بشأن انضباط المنشقين الذين تم أطلاق النار عليهم بدون تردد. تمت معاقبة الهاربين على أنهم خونة، وجيفارا كان معروفا بارسال فرق إعدام لمطاردة أولئك الذين يسعون للهروب بدون اذن [43] نتيجة لذلك، أصبح جيفارا يخشى لوحشيته وقسوته.[44] خلال حملة حرب العصابات، كان جيفارا المسؤول كذلك عن تنفيذ أحكام الإعدام، في كثير من الأحيان على الفور، للرجال المتهمين بالتخابر أو الفارين أو الجواسيس [45]


العلامة المميزة له زيا عسكريا أخضر زيتونى، 2 يونيو 1959على الرغم من انه حافظ على النظام القاسى والشديد إلا أن جيفارا كان ينظر لدور القائد كالمعلم، وكان يقوم بالترفيه لرجاله أثناء فترات الراحة بين المناوشات وذلك بالقراءة لأمثال روبرت لويس ستيفنسون، سرفانتس، والشعر الغنائي الأسباني.[46] وصف الضابط القائد الكوبي فيدل كاسترو جيفارا بأنه ذكي وجرىء وزعيم مثالي الذي "كان له سلطة معنوية كبيرة على قواته." [47] لاحظ كاسترو كذلك أن جيفارا يقوم بالكثير من المخاطرات، حتى أن لديه ميل "نحو التهور".[48]



بعد معركة سانتا كلارا، 1 يناير 1959راديو ريبيلدي بث التقارير الأولى لنجاح قوات جيفارا في احتلال سانتا كلارا ليلة رأس السنة عام 1958. تناقض هذا مع التقارير التي تخضع للرقابة المشددة الصادرة من وسائل الإعلام بالأخبار الوطنية، الذين في مرحلة من المراحل أعلنوا عن وفاة جيفارا أثناء القتال. في الساعة 3 صباحا في 1 يناير عام 1959، تم التفاوض على سلام منفصل مع جيفارا، وصعد باتيستا على طائرة في هافانا، وهرب إلى الجمهورية الدومينيكية، مع "ثروته التي تقدر بأكثر من 300.000.000 عن طريق الكسب غير المشروع والرشاوى ".[56] في اليوم التالي 2 يناير، دخل جيفارا إلى هافانا للسيطرة النهائية على العاصمة.[57] استغرق فيدل كاسترو أكثر من 6 أيام حتى وصل، وذلك لتوقفه لحشد الدعم في عدة مدن كبيرة في طريقه إلى هافانا في 8 يناير، 1959.

في شباط / فبراير أعلنت الحكومة الثورية جيفارا "مواطن كوبي المولد" تقديرا لدوره في الانتصار.[58] عندما وصلت هيلدا جادي إلى كوبا في أواخر شهر يناير قال جيفارا لها أن له علاقة مع امرأة أخرى، واتفقا على الطلاق، [59] الذي تم يوم 22 مايو.[60] يوم 2 يونيو عام 1959 تزوج من أليدا مارش وهى عضو كوبي المولد من حركة 26 يوليو والتي كان يعيش معها منذ 1958.[61]



يوم 12 يونيو عام 1959 أرسل كاسترو جيفارا في جولة لمدة ثلاثة أشهر ل 14 بلدا معظمها من حلف باندونغ و دول بأفريقيا و آسيا. إرسال جيفارا بعيداً عن هافانا سمح لكاسترو بأن يبدو بعيداً عن تشي الذي كان متعاطف مع الماركسية، التي أزعجت كل من الولايات المتحدة و بعض أعضاء حركة كاسترو ل 26 يوليو.[77] قضى جيفارا 12 يوما في اليابان (من يوليو 15 إلى 27) و شارك في المفاوضات لتوسيع علاقات كوبا التجارية مع هذا البلد , خلال هذه الزيارة قام جيفارا سراً بزيارة مدينة هيروشيما، حيث كان الجيش الأميركي قد فجر قنبلة نووية قبل 14 عاما , "صدم" جيفارا مما شاهده خلال زيارته إلى المستشفى حيث كان بها الناجين من القنبلة تحت العلاج.



لدى عودته إلى كوبا في أيلول / سبتمبر 1959 كان من الواضح أن لكاسترو الآن سلطة سياسية أكبر. كانت الحكومة قد بدأت في الاستيلاء على الأراضي المدرجة في قانون الإصلاح الزراعي، ولكن كان عليها التحوط وتقديم تعويضات لملاك الأراضي وبدلا من ذلك قامت بتقديم "سندات" الفائدة المنخفضة مما وضع الولايات المتحدة في حالة تأهب. عند هذه النقطة مربي الماشية المتضررين من الأثرياء في "كاماغوي" قاموا بشن حملة ضد إعادة توزيع الأراضي مع المجندين حديثا الساخطين وزعيم المتمردين هوبر ماتوس، الذي جنبا إلى جنب مع الجزء المعارض للجناح الشيوعي وحركة 26 يوليو انضم اليهم في استنكار للتعدي الشيوعي [79] خلال هذا الوقت قدم دكتاتور الدومينيك "رافائيل تروخيلو" المساعدة إلى "فيلق مناهضة الشيوعية لمنطقة البحر الكاريبي" الذي كان يتدرب في جمهورية الدومينيكان. هذه القوة متعددة الجنسيات في معظمها كانت مؤلفة من الأسبان والكوبيين، ولكن أيضا من الكروات والألمان واليونانيين، والجناح الأيمن للمرتزقة، الذين كانوا يخططون للاطاحة بنظام كاسترو الجديد.[79]

تزايدت هذه التهديدات يوم 4 مارس 1960 عندما حدث انفجارين قاموا بهز سفينة الشحن الفرنسية " لا كوبر "، و التي كانت تحمل ذخائر بلجيكية من ميناء انتويرب، و رست في "مرفأ هافانا". الانفجارين أسفرا عن مقتل ما لا يقل عن 76 شخصا و إصابة عدة مئات مع تقديم جيفارا شخصيا الإسعافات الأولية لبعض الضحايا. الزعيم الكوبي فيدل كاسترو اتهم على الفور وكالة المخابرات المركزية بالقيام "بالعمل الارهابي" و عقدت جنازة رسمية في اليوم التالي لضحايا الانفجار.[80] حضر حفل التأبين ألبرتو كوردا و أخذت الصورة الشهيرة لتشي جيفارا التي تعرف الآن باسم "زعيم حرب العصابات". [81]

هذه التهديدات المتصورة دفعت كاسترو للقيام بالمزيد من "الثورة مضادة"، و الاستفادة من جيفارا بشكل جذري لزيادة سرعة إصلاح الأراضي. لتنفيذ هذه الخطة أنشئت وكالة حكومية جديدة هي "المعهد الوطني للإصلاح الزراعي" (اينرا) إدارة جديدة لتنفيذ قانون الإصلاح الزراعي و سرعان ما أصبحت هي أهم هيئة حكومية في البلاد برئاسة جيفارا بوصفه وزيرا للصناعة.[76] تحت قيادة جيفارا نشأت الميليشيا الخاصة لاينرا بقوامة 100.000 شخص و تستخدم أولا لمساعدة الحكومة على السيطرة على الأراضي المصادرة و الإشراف على التوزيع، و بعد ذلك لإنشاء المزارع التعاونية. شملت الأراضي المصادرة 480.000 فدان مملوكة لشركات أمريكية.[76] في وقت لاحق و على سبيل الانتقام قام الرئيس الاميركي دوايت ايزنهاور بتخفيض حاد في الواردات من السكر الكوبي (المحصول النقدي الرئيسي لكوبا) مما جعل جيفارا يوم 10 يوليو عام 1960 بالقاء خطاب أمام أكثر من 100.000 عامل امام القصر الرئاسي في مسيرة دعا فيها إلى شجب تصرف الولايات المتحدة و وصفه ب "العدوان الاقتصادي." [82]

[عدل] جيفارا وزيراًصدر قانون يعطي الجنسية والمواطنية الكاملة لكل من حارب مع الثوار برتبة عقيد، ولم توجد هذه المواصفات سوى في جيفارا الذي عيّن مديرا للمصرف المركزي وأشرف على محاكمات خصوم الثورة وبناء الدولة في فترة لم تعلن فيها الثورة عن وجهها الشيوعي، وما أن أمسكت الثورة بزمام الأمور - وبخاصة الجيش- حتى قامت الحكومة الشيوعية التي كان فيها جيفارا وزيراً للصناعة وممثلاً لكوبا في الخارج ومتحدثاً باسمها في الأمم المتحدة. كما قام بزيارة الاتحاد السوفيتي والصين، واختلف مع السوفييت على إثر سحب صورايخهم من كوبا بعد أن وقعت الولايات المتحدة معاهدة عدم اعتداء مع كوبا. تولى جيفارا بعد استقرار الحكومة الثورية الجديدة – وعلى رأسها فيدل كاسترو - على التوالي، وأحيانا في نفس الوقت المناصب التالية:

سفير منتدب إلى الهيئات الدولية الكبرى.
منظم الميليشيا.
رئيس البنك المركزي.
مسئول التخطيط.
وزير الصناعة.
ومن خلال هذه المناصب قام الـ"تشي" بالتصدي بكل قوة لتدخلات الولايات المتحدة؛ فقرر تأميم جميع مصالح الدولة بالاتفاق مع كاسترو؛ فشددت الولايات المتحدة الحصار على كوبا، وهو ما جعل الحكومة الكوبية تتجه تدريجيا نحو الاتحاد السوفيتي. كما أعلنت عن مساندتها لحركات التحرير في كل من: تشيلي، وفيتنام، والجزائر.




"الرجل الجديد" و خليج الخنازير و أزمة الصواريخ
اجتماع مع الفيلسوف الوجودي الفرنسي جان بول سارتر و سيمون دي بوفوار مارس 1960. بالإضافة إلى لغته الإسبانية كان جيفارا يجيد اللغة الفرنسية بطلاقة.حصل جيفارا بعدها على و ظيفة إضافية و هى منصب رئيس البنك الوطني و التي وضعت تشي في ذروة قوته جنبا إلى جنب مع كونه وزير الصناعة و جعلته القيصر "الافتراضي" للاقتصاد الكوبي.[82] كان أول أهدافة هو أن يرى تنويع في اقتصاد كوبا فضلا عن القضاء على الحوافز المادية لصالح الدوافع الأخلاقية. كان ينظر إلى الرأسمالية بوصفها مسابقة "بين الذئاب"، حيث "لا يسع المرء إلا بالفوز على حساب الآخرين " و بالتالي المطلوب أن نرى إنشاء "الرجل و المرأة الجدد".[83] شدد جيفارا باستمرار على أن الاقتصاد الاشتراكي في حد ذاته لا "يستحق كل هذا الجهد و التضحية و مخاطر الحرب والدمار" إذا انتهى بتشجيع "الجشع و الطموح الفردي على حساب الروح الجماعية.[84] و هكذا أصبح الهدف الرئيسي لجيفارا هو إصلاح "الوعي الفردي" و القيم على تقديم أفضل العمال و المواطنين.[84] في رأيه كان على "الرجل الجديد" لكوبا أن يكون قادر على التغلب على الأنانية " و "حب الذات " الذين كان يكرههم بشكل شديد لأنهم سمه من سمات الأفراد في المجتمعات الرأسمالية. [84] قال جيفارا ما يلي في وصف هذا الأسلوب الجديد من "التنمية" :

هناك فرق عظيم ما بين تنمية المشاريع الحرة وبين التنمية الثورية. في إحداهما، تتركز الثروة في أيدي محظوظين قليلين، أصدقاء الحكومة، وأفضل تجار السيارات والدراجات النارية. في الآخر، تتركز الثروة في تراث الشعب."[85]

من معتقدات جيفارا أن هناك جزء لا يتجزأ من مواصلة تعزيز الشعور "بالوحدة الوطنية بين الفرد و الجماعة" و هو العمل التطوعي. لعرض هذا قام جيفارا "بالقيادة و تقديم المثل"، و هذا عن طريق العمل "إلى ما لا نهاية في و ظيفته في الوزارة، في مجال البناء و حتى قطع قصب السكر" في أيام عطلته.[86] كان معروفا بالعمل 36 ساعة متواصله داعيا لاجتماعات بعد منتصف الليل، و تناول الطعام بشكل عارض.[84] و كان هذا السلوك يليق بجيفارا في طريقته الجديدة للتحفيز المعنوى حيث أن كل عامل كان المطلوب منه الآن تلبية حصة و إنتاج عدد معين من السلع و مع ذلك تم إلغاء الزيادات في الأجور و ذلك بتقديم بديل و هو نظام يسمع للعمال عند تجاوز حصتهم الحصول على شهادة ثناء في حين أن العمال الذين فشلوا في الوفاء بحصصهم يتم تخفيض أجورهم.[84] دافع جيفارا عن فلسفته الشخصية والدافع ورائها قائلا :

هذا لا يعني كم يستطيع أحدهم أن يأكل، ولا يعني كم مرة يذهب إلى الشاطئ في السنة، أو كم قطعة من الحلي يستطيع أحدهم أن يشتري من خارج البلاد بمصروفه الحالي. ما يهم فعلاً هو أن يشعر الفرد أكثر اكتمالا ، مع ثراء داخلي أكبر، ومسؤولية أكبر.

بغض النظر عن مزايا أو عيوب المبادئ الاقتصادية لجيفارا وبرامجه الذي انتهى قريبا بالفشل.[87] برنامج جيفارا لل"حوافز المعنوية" للعمال تسبب بانخفاض سريع في الإنتاجية وارتفاع سريع في التغيب عن العمل.[88]

في 17 نيسان، 1961 دربت الولايات المتحدة 1.400 من المنفيين الكوبيين لغزو الجزيرة في حادثة غزو خليج الخنازير. لم يلعب جيفارا بنفسه دوراً أساسيا في القتال لأن قبل يوم واحد من الغزو قامت سفينة حربية تقل قوات مشاة البحرية مزورة بالغزو قبالة الساحل الغربي لبينار دل ريو، و تم توجيه القوات بقيادة جيفارا إلى تلك المنطقة. و مع ذلك يعطي المؤرخون جيفارا الفضل حيث كان مديراً تنفيذياً للقوات المسلحة الكوبيه في ذلك الوقت و من حقة حصة من هذا النصر.[89] شرح الكاتب تاد شولك الفوز الكوبي الذي يسند بعض الفضل لجيفارا قائلا : "إن الثوريين فازوا لأن تشي جيفارا بصفته رئيسا للإدارة القوات المسلحة الثورية و المسؤول عن برنامج تدريب الميليشيات قاموا بإعداد جيد جداً ل200.000 من الرجال و النساء للحرب ". [132] كما أصيب جيفارا خلال هذا الانتشار من مرور رصاصة بخده من مسدسه عندما سقط من الحافظة و انطلقت الطلقة بطريق الخطأ.[90]
]

كان جيفارا مهندس عمليا للعلاقات الكوبية السوفيتية، [94] ثم لعب دورا رئيسيا في جلب الأسلحة النووية و الصواريخ الباليستية إلى كوبا من الاتحاد السوفيتي و التي أدت إلى أزمة الصواريخ الكوبية في أكتوبر 1962 و جلبت العالم على شفى الحرب النووية.[95] خلال مقابلة مع الصحيفة الشيوعية البريطانية العمال اليومية بعد أسابيع قليلة من الأزمة كان جيفارا لا يزال غاضب بسبب الخيانة المتصورة من السوفييت و ذكر انه إذا كانت الصواريخ تحت السيطرة الكوبية لكانوا قد أطلقوها على الفور.[96] سام راسل، المراسل البريطاني الذي تحدث إلى جيفارا في ذلك الوقت أشار إلى "مشاعر مختلطة" واصفاً اياه بأنه "شخصية دافئة" و "بوضوح رجل استخبارات كبير" لكن "الصواريخ تشبه المفرقعات بالنسبة له [96] أزمة الصواريخ اقنعت جيفارا بأن اثنين من القوى العظمى في العالم (الولايات المتحدة و الاتحاد السوفياتي) تستخدم كوبا بمثابة رهان في استراتيجياتها العالمية الخاصة بها. بعد ذلك أصبح يندد بالسوفيات تقريبا مع كل شجب للأمريكيين.[


سافر تشي جيفارا في كانون الأول 1964 لمدينة نيويورك على رأس الوفد الكوبي إلى القاء كلمة في الأمم المتحدة. خلال كلمته الحماسية انتقد عدم قدرة الأمم المتحدة لمواجهة السياسة "الوحشية و نظام الفصل العنصري" في جنوب أفريقيا و أعلن "ألا يمكن للأمم المتحدة أن تفعل شيئا لوقف هذا الأمر؟" [98] ثم شجب جيفارا سياسة الولايات المتحدة تجاه السكان السود قائلا :

أولئك الذين يقتلون أطفالهم ويميّزون بينهم كل يوم بسبب لون بشرتهم, الذين سمحوا لقتلة السود بالبقاء أحراراً, وقاموا بحمايتهم, وإضافةً إلى ذلك عاقبوا السود لأنهم طالبوا بحقوقهم المشروعة بالعيش كرجل حر. من هم أولئك الذين جعلوا من أنفسهم حراساً للحرية؟[98]

و اختتم جيفارا خطابه ساخطا من خلال قراءة الفقرة الثانية لإعلان هافانا معلنا أمريكا اللاتينية عائلة من 200 مليون أخ يعانون من نفس البؤس." [98] أعلن جيفارا أن هذه الملحمة من شأنها أن تكون مكتوبة من قبل "الجماهير الهنود الجياع والفلاحون من دون الأرضى والعمال المستغلون والجماهير التقدميين". الصراع لجيفارا كان صراعا على الكتلة والأفكار والتي سوف يحملها أولئك "الذين يتم معاملتهم بسوء واستهزاء من قبل الامبريالية" التي كانت تعتبرهم في السابق "قطيع من الضعفاء وخانعيين". مع هذا القطيع أكد جيفارا الآن أن "احتكار الرأسمالية اليانكية " مخيف وسيتسبب "بحفر قبورهم." [98] أضاف جيفارا أنه سيكون في خلال هذه الساعة من "الدفاع" أن تبدأ كتلة "المجهول" في كتابة تاريخها الخاص " بدمها" واستعادة هذه الحقوق "التي كان يُسخر منها لمدة 500 سنة. " أضاف جيفارا في ملاحظاته المنتهية إلى الأمم المتحدة إلى الجمعية العامة على افتراض أن هذه "الموجة من الغضب" سوف "تجتاح الأراضي في أمريكا اللاتينية" وجماهير العمال الذين "يدورون عجلة التاريخ" للمرة الأولى سيقومون "بالصحوة المفتقدة منذ فترة طويلة من وحش النوم الذي كانوا قد تعرضوا له.[98]

في وقت لاحق علم جيفارا أنه تعرض لمحاولتين إغتيال فاشلتين لاغتياله من قبل المنفيين الكوبيين أثناء توقفه في مجمع الأمم المتحدة.[99] الأولى من مولي غونزاليس الذي حاول اختراق الحواجز لدى وصوله ومعه سكين صيد طوله سبعة بوصة، وخلال خطابه في وقت لاحق من قبل غييرمو نوفو الذي كان يحمل جهاز توقيت حيث كانت هناك بازوكا سيتم إطلاقها من قارب في نهر الشرق على مقر الأمم المتحدة. [99][100] بعد ذلك علق جيفارا على كلا الحادثين على أنه "من الأفضل أن أقتل على يد امرأة بسكين من أن أقتل من رجل يحمل بندقية" في حين اضاف مع موجة من دخان السيجار ان الانفجار كان "سيجعل الأمر أكثر نكهة".[99]

خلال هذه الرحلة كتب رسالة إلى كارلوس كيخانو محرر في جريدة أسبوعية في أوروغواي، التي في وقت لاحق تم تسميتها بعنوان الاشتراكية والإنسان في كوبا. [106] ورد في مقال لجيفارا تلخيص لأفكاره عن خلق نوع جديد من الوعي وحالة جديدة للعمالة والعمل والأدوار الفردية. جيفارا أنهى مقاله معلنا أن "الثوري الحقيقي يسترشد بالشعور العظيم للحب" وطلب من جميع الثوريين "كافحوا كل يوم حتى يتحول هذا الحب تجاه البشر الذين يعيشون إلى أعمال يحتذى بها"، وبذلك نصبح "قوة محركة".[106]

ألقى جيفارا ما أصبح بعدها خطابة الأخير في الجزائر يوم 24 فبراير 1965 الذي كان آخر ظهور علني له على المسرح الدولي في ندوة اقتصادية عن التضامن الأفرو آسيوي.[107] قام جيفارا بالتركيز على الواجب الأخلاقي للبلدان الاشتراكية واتهمهم بالتواطؤ الضمني مع الدول الغربية المستغله. انتقل إلى الخطوط العريضة لعدد من التدابير التي قال فيها ان دول الكتلة الشيوعية يجب أن تنفذها من أجل هزيمة الامبريالية.[108] وقد انتقد الاتحاد السوفياتي (الداعم المالي الرئيسي لكوبا) بطريقة عامة، وعاد إلى كوبا في 14 مارس إلى حفل استقبال رسمي من قبل فيدل و راؤول كاسترو، أوزفالدو دورتيكوس وكارلوس رافائيل رودريغيز في مطار هافانا.

في عام 1965 بعد ذلك بأسبوعين قل ظهور جيفارا في الحياة العامة ومن ثم اختفى تماما. كان مكان وجوده لغزا كبيرا في كوبا حيث كان ينظر إليه عادة باعتباره الرجل الثاني في السلطة بعد كاسترو نفسه. اختفائه نسب بأشكال مختلفة إلى فشل خطة التصنيع حين كان وزير الصناعة، وإلى الضغوط التي كانت تمارس على كاسترو من قبل المسؤولين السوفياتيين الرافضين لسياسة جيفارا الموالية للصين الشيوعيية حول الانقسام بين الصين والاتحاد السوفيتي/. كانت هناك خلافات خطيرة بين جيفارا وكاسترو في كوبا فيما يتعلق بالتنمية الاقتصادية والخطةالأيديولوجية. بداء كاسترو يأخذ حذره من تزايد شعبية جيفارا واعتبره تهديدا محتملا.

وتزامنت وجهات نظر جيفارا مع تلك التي اوردتها القيادة الشيوعية الصينية والتي سببت مشكلة متنامية بالنسبة لكوبا بالنسبة لاقتصاد البلاد الذي أصبح أكثر وأكثر اعتمادا على الاتحاد السوفياتي. كان جيفارا منذ الأيام الأولى للثورة الكوبية في نظر الكثيرين من المدافعين عن استراتيجية الماوي في أمريكا اللاتينية والمنشئ لخطة التصنيع السريع لكوبا التي كان يتم كثيرا مقارنتها مع الصين بعبارة "القفزة الكبرى إلى الامام". كاسترو أصيب بالضجر من جيفارا، ويرجع ذلك إلى حقيقة ان جيفارا كان يعارض الشروط السوفياتية والتوصيات التي رأى كاسترو أنها ضرورية. في حين وصفها جيفارا بأنها فاسدة "شبة احتكارية".[109] وبالرغم من ذلك كان كل من كاسترو وتشي جيفارا يدعم علنا فكرة تشكيل جبهة موحدة.

في أعقاب أزمة الصواريخ الكوبية وما رأه جيفارا على أنه خيانة من قبل الجهه السوفياتية حين قام نيكيتا خروتشوف بسحب الصواريخ من الأراضي الكوبية، أصبح جيفارا أكثر تشككا في الاتحاد السوفياتي كما ظهر في خطابه الأخير في الجزائر انه جاء ليشاهد حال نصف الكرة الأرضية الشمالي، الذي تقوده الولايات المتحدة في الغرب والاتحاد السوفياتي في الشرق، والمستغل لنصف الكرة الأرضية الجنوبية. كان يؤيد بشدة فيتنام الشمالية الشيوعية في حرب فيتنام، وحث شعوب البلدان النامية الأخرى لحمل السلاح، وخلق "الكثير من الفيتناميين".[110]

بعد تعرض كاسترو لضغوط دولية بشأن مصير جيفارا صرح في 16 يونيو 1965 أن الشعب سيتم تعريفة عندما يعلن جيفارا بنفسه عن رغبته في السماح لهم بمعرفة أخبار عنه. ومع ذلك انتشرت الشائعات داخل وخارج كوبا. وفي 3 أكتوبر كشف كاسترو عن رسالة غير مؤرخة منسوبة إلي جيفارا مرسله من عده أشهر : أشار فيها جيفارا من جديد إلى تضامنه الدائم مع الثورة الكوبية ولكنه أعلن عن نيته لمغادرة كوبا من أجل القتال من أجل القضايا الثورية في الخارج. إضافة إلى ذلك استقال جيفارا من جميع مناصبه في الحكومة والحزب وتخلى عن الجنسية الكوبية الفخرية.[111] هذا و ظلت تحركات جيفارا محاطة بالسرية للسنتين المقبلتين.

[عدل] اختفاؤهنشرت وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية شائعات تدعي فيها اختفاء إرنستو تشي جيفارا في ظروف غامضة، ومقتله على يد زميله في النضال القائد الكوبي فيدل كاسترو، ممااضطر الزعيم الكوبي للكشف عن الغموض الذي اكتنف اختفائه من الجزيرة للشعب الكوبي فأدلى بخطابه الشهير الذي ورد في بعض أجزائه ما يلي:

لدي هنا رسالة كتبت بخط اليد، من الرفيق إرنستو جيفارا يقول فيها: أشعر أني أتممت ما لدي من واجبات تربطني بالثورة الكوبية على أرضها، لهذا أستودعك، وأستودع الرفاق، وأستودع شعبك الذي أصبح شعبي. أتقدم رسميا باستقالتي من قيادة الحزب، ومن منصبي كوزير، ومن رتبة القائد، ومن جنسيتي الكوبية، لم يعد يربطني شيء قانوني بكوبا.

في أكتوبر 1965 أرسل جيفارا رسالة إلى كاسترو تخلى فيها نهائيا عن مسؤولياته في قيادة الحزب، وعن منصبه كوزير، وعن رتبته كقائد، وعن وضعه ككوبي، إلا أنه أعلن عن أن هناك روابط طبيعة أخرى لا يمكن القضاء عليها بالأوراق الرسمية، كما عبر عن حبه العميق لكاسترو ولكوبا، وحنينه لأيام النضال المشترك.

أكدت هذه الرسالة إصراره على عدم العودة إلى كوبا بصفة رسمية، بل كثائر يبحث عن ملاذ آمن بين الحين والآخر. ثم أوقف مساعيه الثورية في الكونغو وأخذ الثائر فيه يبحث عن قضية عالمية أخرى.

و قد قال في ذلك:

إن الثورة تتجمد وإن الثوار ينتابهم الصقيع حين يجلسون فوق الكراسي، وأنا لا أستطيع أن أعيش ودماء الثورة مجمدة داخلي.

جيفارا كان يتوقع المساعدة والتعاون من المنشقين المحليين وهو ما لم يحدث، كما أنه لم يحصل على الدعم من الحزب الشيوعي في بوليفيا، تحت قيادة ماريو مونخي، والذي كان متوجها نحو موسكو بدلا من هافانا. كتب جيفارا في مذكراته الخاصة التي تم الحصول عليها بعد وفاته انه كان منزعج بسبب الشكاوى حول الحزب الشيوعي في بوليفيا، التي وصفها بأنها "انعدام في الثقة، وخائنه وغبيه." [128]
كان يتوقع أن يبقى على اتصال لاسلكي مع هافانا. ومع ذلك، فإن أجهزة الاتصال الاثنين من الموجات القصيرة التي وفرتها له كوبا كانت معيبة، وهكذا أصبح المقاتلين غير قادرين على التواصل مع كوب ولم يتم إسقاط أى امدادات لهم مما جعلهم معزولين ومحاصرين.
بالإضافة إلى ذلك، تفضيل جيفارا المعروف للمواجهة بدلا من التوصل لحل وسط كان قد سبق وأن ظهر على السطح خلال حملة حرب العصابات في كوبا، وساهم هذا في عدم قدرته على تطوير علاقات عمل ناجحة مع القادة المحليين في بوليفيا، تماما مثلما حدث في الكونغو هذا الأمر كان موجودا في كوبا، ولكن تدخل فيدل كاسترو ساعد في توجيهه في الوقت المناسب

النتيجة النهائية هي ان جيفارا كان غير قادر على اجتذاب أي من سكان المنطقة المحليين للانضمام إلى الميليشيا التابعة له خلال 11 شهرا التي حاول خلالها تجنيد المجندين. قرب نهاية المشروع اشتكى جيفارا في مذكراته أن "الفلاحين لا يقدمون لنا أي مساعدة ويتحولون إلى مخبرين."




اعتقال وإعدام
بعد اعدامه في 10 تشرين الأول 1967، تم عرض جثة جيفارا إلى الصحافة العالمية في منزل الغسيل في مستشفى فالقراندي (Vallegrande).تحول فيليكس رودريغيز، وهو منفي كوبي إلى مخبر لصالح وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية قسم النشاطات الخاصة وساعد القوات البوليفية أثناء مطاردة جيفارا في بوليفيا.[132] يوم 7 أكتوبر، أبلغ مخبرا القوات البوليفية الخاص بموقع جيفارا وفرقته في معسكر بواد جورو. قامت القوات بمحاصرة المنطقة، وجرح جيفارا واسر حين كان يحاول قيادة الفرقة مع سيمون كوبا سارابيا. جون لي اندرسون كاتب سيرة تشي ذكر في تقاريره عن روايه الرقيب البوليفي برناردينو اوانكا : أن جيفارا أصيب مرتين وعندما أصبحت بندقيته عديمة الفائدة هتف "لا تطلقوا النار! أنا تشي جيفارا، وأساوى حيا أكثر من ميتا.[133]

تم تقييد جيفارا واقتيد إلى مبنى مدرسة متهالكة من الطين في قرية قريبة من قرية لاهيجيرا مساء يوم 7 أكتوبر. بعد يوم ونصف رفض جيفارا أن يتم استجوابه من قبل ضباط بوليفيا، وتكلم بهدوء إلى الجنود البوليفيين فقط. واحد من هؤلاء الجنود البوليفيين كان قائد طائرة هليكوبتر يسمى نينو خايمي دي جوزمان، ووصف حالة تشي أنها "مروعة". وفقا لدي جوزمان، أطلق الرصاص على جيفارا في ربلة الساق اليمنى، شعره كان متعقد بالتراب، وكانت ملابسه ممزقة، وقدميه كانت مغطاة بأغماد الجلود الخشنه. على الرغم من مظهره المنهك، يروي أن "تشي رفع رأسه عاليا، ونظر للجميع مباشرة ولم يسأل عن شيء إلا الدخان". دي جوزمان يقول إنه "أشفق" عليه واعطاه حقيبة صغيرة من التبغ ثم ابتسم جيفارا وشكره.[134] في وقت لاحق ليلة 8 أكتوبر، قام جيفارا على الرغم من كونه مقييد من يديه بركل الضابط البوليفي اسبينوزا على الحائط، بعد أن حاول الضابط انتزاع غليون جيفارا من فمه كتذكار.[135] في مثال آخر للتحدي، بصق جيفارا في وجه الاميرال البوليفي اوجاتاشى قبل إعدامه بوقت قصير.[135]





في صباح اليوم التالي في 9 تشرين الأول، طلب جيفارا مقابلة (مدرسة) من القرية، جوليا كورتيز 22 عاما. كورتيز ذكرت في وقت لاحق أنها وجدت جيفارا "رجل مظهره مقبول ولديه نظرة بسيطة ولمحة من السخرية" وخلال المحادثة وجدت نفسها "غير قادر على

النظر في عينيه مباشرة"، لان "النظرة كانت لا تطاق، خارقة، وهادئة. خلال المحادثة القصيرة، شكا جيفارا لكورتيز عن الحالة السيئة للمدرسة، مشيرا إلى انها "مضادة لتربية" وهو من غير المتوقع أن طلاب الكامبيسينو يتعلمون هنا، في حين ان "المسؤولين الحكوميين يحصلون على سيارات مرسيدس "... معلنا "ان هذا هو ما نحاربه." [135]

في وقت لاحق من صباح ذلك اليوم يوم 9 أكتوبر، أمر الرئيس البوليفي رينيه باريينتوس بقتل جيفارا. الجلاد كان ماريو تيران رقيب نصف مخمور في الجيش البوليفي الذي كان قد طلب إطلاق النار على تشي استنادا إلى حقيقة أن ثلاثة من أصدقائه يدعون "ماريو" من الفرقة (ب)، قد قتلوا في وقت سابق من قبل عصابة جيفارا المسلحة خلال الاشتباكات.[66] لجعل الأعيرة النارية متسقة مع القصة التي كانت الحكومة تخطط بنشرها للجمهور امر فيليكس رودريغيز بإطلاق النار بعشوائية حتى يبدو أن جيفارا قد قتل في خلال اشتباك مع الجيش البوليفي.[136]

قبل لحظات من أعدم جيفارا سئل عما إذا كان يفكر في حياته والخلود. اجاب : "لا أنا أفكر في خلود الثورة." [137]، ثم قال تشي جيفارا للجلاد "، أنا أعلم أنك جئت لقتلي اطلق النار يا جبان انك لن تقتل سوى رجل.[138] تردد تيران، ثم أطلق النار من بندقيته النصف آلية، لتصيب جيفارا في الذراعين والساقين. سقط جيفارا على الأرض وعلى ما يبدو قضم رباط معصميه ليتجنب الصراخ. ثم أطلقت عدة أعيرة أخرى، مما أدى إلى إصابه قاتلة في الصدر الساعة 1:10، وفقا لرودريغيز.[139] اصيب جيفارا بتسعة أعيرة نارية في مجموعهم. هذا شمل خمس مرات في الساقين، مرة واحدة في كتفه الأيمن والذراع الأيمن، مرة واحدة في صدره، وأخيرا واحدة في الحلق.[135]



صوره ليجيفار بعد الاعدام

مرحلة ما بعد تنفيذ الاعدام،



الرفات والنصب التذكاريتم بعد ذلك تم إرسال جثة جيفارا في طائرة مروحية ونقلت جوا إلى قرب من فالقراندي حيث التقطت صور فوتوغرافية لها والتي وصفها الموديفار لصحيفة سان فرانسيسكو كرونيكل بأنها تشبه "المسيح " على البلاط الخرساني في غرفة الغسيل في مستشفى نوسترا سينورا دي مالطا

ذكرت مذكرة سرية مؤرخة في 11 أكتوبر 1967 من رئيس الولايات المتحدة ليندون جونسون ومستشار الأمن القومي، والت ويتمان روستو، ان قرار قتل جيفارا "غبي" ولكن "مفهوم من وجهة النظر البوليفية." بعد تنفيذ الاعدام، حصل رودريغيز على متعلقات جيفارا الشخصية، بما في ذلك ساعة اليد روليكس تغ ماجستير في التي استمر في ارتداءها لسنوات عديدة وكثيرا ما كان يظهرها للصحفيين خلال السنوات التي تلت ذلك الاغتيال




ساحة الثورة في هافانا، كوبا.


اعترف فيدل كاسترو يوم 15 أكتوبر ان جيفارا قد مات، وأعلن الحداد العام ثلاثة أيام في جميع أنحاء الجزيرة.[145] في 18 أكتوبر / ألقي كاسترو خطابا أمام حشد من مليون شخص من المعزين في هافانا في ساحة الثورة، وتحدث عن جيفارا باعتباره شخصية ثورية.[






النصب التذكاري لضريح تشي جيفارا في مدينة سانتا كلارا كوبا.


عندما تم القبض على جيفارا كان معه مذكرات مكتوبة بخط اليد من 30.000 كلمة ومجموعة من قصائده الشخصية وقصة قصيرة من تأليفه حول شاب شيوعي في حرب العصابات الذي يتعلم التغلب على مخاوفه.[150] يومياته وثقت الأحداث التي جرت في حملة حرب العصابات في بوليفيا [151] منذ دخوله أول يوم في 7 نوفمبر 1966 بعد وقت قصير من وصوله إلى مزرعة فينانكاهوازو، وآخرها بتاريخ 7 أكتوبر 1967 قبل يوم من القاء القبض عليه. اليوميات تروي كيف اجبروا على بدء العمليات قبل الأوان نتيجة لاكتشافهم من قبل الجيش البوليفي، ويوضح جيفارا قرار تقسيم الفريق إلى وحدتين في وقت لاحق غير أنه أصبح غير قادر على إعادة الاتصال بهم، ويصف المشروع الفاشل عموما. كما يسجل الصدع بين جيفارا والحزب الشيوعي في بوليفيا الذي أسفر عن حصول جيفارا على عدد أقل بكثير من الجنود مما كان متوقعا أصلا، ويبين جيفارا انه كان يعانى من قدر كبير من الصعوبة في تجنيد السكان المحليين، ويرجع ذلك جزئيا إلى حقيقة أن المجموعة تعلمت لغة كيشوا، غير مدركة أن اللغة المحلية كانت توبي غواراني. [152] مع اقتراب نهاية الحملة الغير متوقعة، وأصبحت حالة جيفارا الصحية تزداد سوء. كان يعاني من نوبات الربو المتفاقمة ومعظم الهجمات الأخيرة نفذت في محاولة للحصول على الدواء.[153]


التراث
والأسلوب البياني لوجه جيفارا على العلم أعلاه عبارة "تشي فيف" (ويحيى تشي).أكثر من خمسين عاما بعد إعدامه وتراث تشي وحياته لا تزال مسألة قيد الخلاف. نقاط متناقضة مختلفة من حياته خلقت الطابع المعقد الازدواجي الذي لا ينتهي.

نتيجة لاستشهادة وأولائك المتذرعين بالشعرية للصراع الطبقي والرغبة في خلق وعي جديد لرجل يقودها من الجانب الأخلاقي بدلا من أجل الحوافز المادية، [157] تحول جيفارا إلى الرمز المثالي للحركات اليسارية. قد ينظر مجموعة من الأفراد لتشي جيفارا باعتباره بطلا ؛ [158] على سبيل المثال أشار نيلسون مانديلا له بأنه "مصدر إلهام لكل إنسان يحب الحرية" [159] في حين وصفه جان بول سارتر بأنه "ليست فقط مثقف ولكنه أيضا أكمل إنسان في عصرنا.[أصبح وجهه الرفيع المرسوم الصورة بلون واحد واحدا من أكثر الصور انتشارا وعالمية في العالم التي يتم تسويقها



أعماله كمعظم الشباب اليساريين في فترات الدراسة في النصف الأول من القرن الماضي، مارس جيفارا الكتابة شعرا ونثرا.


رثاء جيفاراوهناك الكثير من الشعراء الشيوعيين وغير الشيوعيين رثوا تشي غيفارا ومن أشهرهم الشاعر أحمد فؤاد نجم في قصيدة جيفارا مات والشاعر عبد الرحمن يوسف في قصيدة على بعد خلد ونصف ،وقصيدة الشاعر الأمير طارق آل ناصر الدين، وقد رثاه الشاعر عمر حكمت الخولي في عدة قصائد، باسمه الصريح كما في قصيدة ذكريات مَن لا يدري، وبالكناية عنه كما في العديد من نصوص ديواني عندما زرت القدر وأسفار الشرق الجديد. جزء من قصيدة جيفارا مات للشاعر أحمد فؤاد نجم :

جيفارا مات

عيني عليه ساعة القضا

من غير رفاقه تودّعه

يطلع أنينه للفضا

يزعق ولا مين يسمعه

يمكن صرخ من الألم

من لسعة النار فِ الحشا

يمكن ضحك..أو ابتسم.. أو ارتعش..أو انتشى

يمكن لفظ آخر نفس

كلمة وداع لجل الجياع

يمكن وصية للي حاضنين القضية

بالصراع

صور كتير ملو الخيال

و ألف مليون احتمال

لكن أكيد ولا جدال

جيفارا مات موتة رجال


من أقوال تشي جيفارا:

"لا يستطيع المرء أن يكون متأكدا من أن هنالك شيئا يعيش من أجله إلا إذا كان مستعدا للموت في سبيله"



"إن الطريق مظلم و حالك فاذالم تحترق أنت وأنا فمن سينير الطريق؟؟!!



"أنا لست محررا..المحررين لا وجود لهم, فالشعوب وحدها هي من يحرر نفسه"


"إنني أحس على وجهي بألم كل صفعة تُوجّه إلى مظلوم في هذه الدنيا، فأينما وجد الظلم فذاك هو وطني."







الشــــــــــــخصيه الــــــــــــتاليه المجــــــاهد المــــــــسلم الشيــــــــخ/ عمــــــــــر المخـــــــتار
اضافة رد مع اقتباس