مشاهدة مشاركة بصفحة مستقلة
  #36  
قديم 09/09/2011, 11:03 AM
الصورة الرمزية الخاصة بـ أميـــر الليل
أميـــر الليل أميـــر الليل غير متواجد حالياً
زعيــم مميــز
تاريخ التسجيل: 28/06/2010
المكان: سَبت العلايةة ♥
مشاركات: 19,382
كونفوشيوس هو أول فيلسوف صيني يفلح في إقامة مذهب يتضمن كل التقاليد الصينية عن السلوك الإجتماعي و الأخلاقى. ففلسفته قائمة على القيم الأخلاقية الشخصية و على أن تكون هناك حكومة تخدم الشعب تطبيقاً لمثل أخلاقي أعلى . و قد ظلت هذه الأفكار تتحكم في سلوك الناس أكثر من ألف عام . و يلقب بنبي الصين.

وصفه :


يصف (ول ديورانت) صورة كونفوشيوس كما
رسمت فى عصره بأن رأسه أصلع ووجهه يكشف عن الجد والرهبة ، وقد قيل إن له
ظهر تنين ، وشفتى ثور وفماً فى سعة البحر ، أو أن ظهره يشبه السلحفاة ، أو
الكلب الضال ، ولهذا قل عدد التلاميذ حوله فى البداية ثم التف الناس حوله
لحكمته وعلمه


حياته
ولد كونفوشيوس سنة 551 ق.م. في دولة
لو في التي هي الان ولاية تابعة لشانتانج في شمال شرقي الصين . شمال الصين
في اسرة فقيرة رغم ما امتازت بة من عراقة . مات أبوه وعمرة 3سنوات . ولم
يترك لهم ثروة ينفقون منها مما اضطر بامة للعمل للانفاق علية واشتهر في
صغرة بارتداء الازياء الغريبة والقيام بالطقوس الشعاءرية على سبيل اللعب
وتتزوج وهو في ال19من عمرةوانجب من زوجتة ولد واختلفت المصادر حول السن
الذى هجر فية بيتة وتجول فية في جميع انحاء الصين ، بيد انهم لم يختلفوا
حول حقيقة هجرة لابنه وزوجتة . وقام بتعلم الموسيقى والتى كانت حديثت
العهد فىذلك الوقت وتعلم الشعاءرالدينية وقام من خلال تجاربة بوضع منهج
اخلاقى بحت يعتمد على الموسقى والمبادىء الاخلاقية المثلى .


لم يتول
كونفوشيوس أي منصب مسؤول كبير طول حياته، ولكنه كان مثقفا عظيما جدا. وكان
تلقي التعليم يعتبر حقا خاصا للنبلاء فقط في الزمن القديم في الصين. ولكن
كونفشيوس كسر هذه القاعدة الخاصة بطريقته الخاصة أيضا، حيث قبل الطلاب
ودرس لهم، وكان يمكن لأي شخص مهما كانت طبقته أن يدرس في درسته ما دام
يدفع حتى ولو القليل كنفقات الدراسة. وعلم كونفوشيوس تلاميذه دعواته
السياسية ومبادئه الأخلاقية. ويحكى أن تلاميذه وقتها بلغوا ثلاثة آلاف
شخصبمن فيهم العديد أصبحوا فيما بعد كبار علماء مثله.


فلسفته
يعتبر بعض العلماء الأجانب أفكار
الكونفوشية أفكارا دينية في الصين. ولكن في الحقيقة إن الكونفوشية هي مجرد
جانب من المذاهب القديمة العديدة في الصين وليست ديانة، بل تعتبر أفكارا
شرعية في المجتمع الإقطاعي الذي استمر أكثر من ألفي سنة واحتلت مكانة
فريدة لمدة طويلة


كثيراً ما وصف كونفوشيوس بأنه أحد مؤسسي الديانات
، و هذا تعبير غير دقيق إن لم يكن خاطئاً فمذهبه ليس ديناً . فهو لا يتحدث
عن إله أو السماوات . و إنما مذهبه هو طريقة في الحياة الخاصة و السلوك
الإجتماعي و السلوك السياسي . و مذهبه يقوم على الحب - حب الناس و
حسن معاملتهم و الرقة في الحديث و الأدب في الخطاب . و نظافة اليد و
اللسان . و أيضاً يقوم مذهبه على احترام الأكبر سناً و الأكبر مقاماً ، و
على تقديس الأسرة و على طاعة الصغير للكبير و طاعة المرأة لزوجها . و لكنه
في نفس الوقت يكره الطغيان و الإستبداد . و هو يؤمن بأن الحكومة إنما أنشئت لخدمة الشعب و ليس العكس . و أن الحاكم يجب أن يكون عتد قيم أخلاقية و مثل عليا . و من الحكم التي اتخذها كونفوشيوس قاعدة لسلوكه تلك الحكمة القديمة التي تقول : " أحب لغيرك ما تحبه لنفسك " .


وسجل "كتاب الحوار" أفكار
كونفوشيوس وكلامه وسلوكه. ومضامينه الرئيسية هي أحاديث كونفوشيوس وحواراته
مع تلاميذه. وأعتبر هذا الكتاب كتابا مقدسا في الصين في العصور القديمة
ومن الممكن لأي شخص أو مواطن ان يستخدم أفكار هذا الكتاب لوضع معايير
لحياته. واذا أراد شخص تولي منصب حكومي، ينبغي عليه دراسة هذا الكتاب بكل
دقة.


وذكر مقال في هذا الكتاب أن تسي
قونغ أحد تلاميذ كونفوشيوس سأل معلمه: اذا لا بد أن تنبذ أحد من بين الجيش
والحبوب والشعب، ما خيارك؟ وأجاب كونفشيوس عليه بلا تردد قائلا: الجيش
طبعا.


يعتبر كنفوشيوس الفضيلتين الهامتين
هما ( جن ) و ( لي ) و الرجل المثالي يسير حياته طبقا لهما . و قد ترجمت
(جن ) بالحب أو الاهتمام الحميم باخواننا البشر ، أما ( لي ) فهي تصف
مجموعة من الأخلاق و الطقوس و التقاليد و الاتكيت و اللياقة و الحشمة .


وكان كونفوشيوس محافظاً في نظرته إلى الحياة فهو يرى بأن العصر الذهبي للإنسانية
كان وراءها - أي كان في الماضي . و هو لذلك كان يحن إلى الماضي و يدعو
الناس إلى الحياة فيه .. و لكن الحكام على زمانه لم يكونوا من رأيه و لذلك
لقي بعض المعارضة . و قد اشتدت هذه المعارضة بعد وفاته ببضع مئات من
السنين ، عندما ولي الصين ملوك أحرقوا كتبه و حرموا تعاليمه .. و رأوا
فيها نكسة مستمرة . لأن الشعوب يجب أن تنظر أمامها . بينما هو يدعو الناس
إلى النظر إلى الوراء .. و لكن ما لبثت تعاليم كونفوشيوس أن عادت أقوى مما كانت و انتشر تلاميذه و كهنته في كل مكان .. و استمرت فلسفة كونفوشيوس تتحكم في الحياة الصينية قرابة عشرين قرناً - أي من القرن الأول قبل الميلاد حتى نهاية القرن التاسع عشر بعد الميلاد . أما إيمان أهل الصين بفلسفة كونفوشيوس فيعود إلى سببين :
أولا أنه كان صادقاً مخلصاً . لا شك في ذلك . ثانياً أنه شخص معقول و معتدل و عملي . و
هذا يتفق تماماً مع المزاج الصيني . بل هذا هو السبب الأكبر في انتشار
فلسفته في الصين . و هو بذلك كان قريباً منهم . فلم يطلب إليهم أن يغيروا
حياتهم أو يثوروا عليها . و إنما هو أكد لهم كل ما يؤمنون به فوجدوا
أنفسهم في تعاليمه . و لذلك ظلت فلسفة كونفوشيوس صينية . و لم تتجاوزها
إلا إلى اليابان و كوريا.


و لكن هذه الفلسفة قد انحسرت تماماً عن الصين . بعد أن تحولت إلى الشيوعية و اتجهت الصين إلى المستقبل و انتزعت نفسها من هذه الديانة
و ذلك بالبعد عن الماضي و مسالمة الناس في الداخل و الخارج . و لكن تظل
فلسفة كونفوشيوس هي التي حققت سلاماً و أمناً داخلياً أكثر من عشرين قرناً
للصين . و قد فشلت الكونفوشية أن تترك أثراً يذكر خارج الصين. و
في زمن أسرة هان المالكة درج الأباطرة الصينيون على اختيار موظفي الدولة
بطرح امتحان يعتمد إلى حد كبير على معرفة تعاليم و آداب كنفوشيوس . و لكن
انحدرت قيمة كنفوشيوس في الوقت الحاضر و ذلك لأن الصين الشيوعية هاجمت
كنفوشيوس و تعاليمه.


مصادر الفكر الكونفوشي
أما عن الفكر الكنفوشي فقد
جاء ممثلاً في مجموعتين أساسيتين من الكتب بما التعليقات والشروح
والتلخيصات، المجموعة الأولى تسمى الكتب الخمسة، والثانية تسمى الكتب
الأربعة.

الكتب الخمسة: وهي الكتب التي قام كونفوشيوس ذاته بنقلها عن كتب الأقدمين وهي:
1-كتاب الأغاني أو الشعر: فيه 350 أغنية إلى جانب ستة تواشيح دينية تغني بمصاحبة الموسيقى.
2-كتاب التاريخ: فيه وثائق تاريخية تعود إلى التاريخ الصيني السحيق.
3-كتاب التغييرات: فيه فلسفة تطور الحوادث الإِنسانية، وقد حوّله كونفوشيوس إلى كتاب علمي لدراسة السلوك الإِنساني.
4-كتاب الربيع والخريف: كتاب تاريخ يؤرخ للفترة الواقعة بين 722 - 481 ق.م.
5-كتاب الطقوس:
فيه وصف للطقوس الدينية الصينية القديمة مع معالجة النظام الأساسي لأسرة
"تشو" تلك الأسرة التي لعبت دوراً هاماً في التاريخ الصيني البعيد.
- الكتب الأربعة:
وهي الكتب التي ألّفها كونفوشيوس وأتباعه مدوِّنين فيها أقوال أستاذهم مع
بعض التفسيرات أو التعليقات وهي تمثل فلسفة كونفوشيوس نفسه وهي
:
1-كتاب الأخلاق والسياسة.
2-كتاب الانسجام المركزي.
3-كتاب المنتخبات ويطلق عليه اسم إنجيل كونفوشيوس.
4-كتاب منسيوس: وهو يتألف من سبعة كتب، ومن المحتمل أن يكون مؤلفها منسيوس نفسه.
اضافة رد مع اقتباس