المنتديات الموقع العربي الموقع الانجليزي الهلال تيوب بلوتوث صوتيات الهلال اهداف الهلال صور الهلال
العودة   نادي الهلال السعودي - شبكة الزعيم - الموقع الرسمي > المنتديات العامة > منتدى الثقافة الإسلامية
   

منتدى الثقافة الإسلامية لتناول المواضيع والقضايا الإسلامية الهامة والجوانب الدينية

إضافة رد
   
 
LinkBack أدوات الموضوع طريقة عرض الموضوع
  #316  
قديم 11/04/2011, 04:21 PM
الصورة الرمزية الخاصة بـ Özil 10
عضو اللجنة الإعلاميه للرياضة العالمية
و نائب رئيس رابطة ريال مدريد
تاريخ التسجيل: 10/09/2008
المكان: اقرب مما تتوقع !
مشاركات: 5,475
خلق المسلم مع ..

خلق المسلم مع الرب تبارك وتعالى
1. إخلاص العبادة له وحده ، وعدم صرف أي عبادة لغيره ، قال تعالى( وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين ).
2. البعد عن الشرك ووسائله وكل مايقرب إليه.
3. موالاة أولياءه ومعاداة أعدائه.
4. مراقبته تعالى في كل حين ، والعلم بأنه معنا بعلمه ( وهو معكم أينما كنتم ).
5. البعد عن المحرّمات لأنها سبب لغضبه .
6. الإكثار من ذكره ( واذكر ربك كثيراً ) وكان صلى الله عليه وسلم يذكر الله على كل أحيانه .أخرجه مسلم.
7. الاستقامة على دينه والثبات عليه ، وعدم التراجع عن ذلك مهما كانت الفتن والمغريات ( فاستقم كما أمرت ).
8. التوكل على الله ( وعلى الله فتوكلوا إن كنتم مؤمنين ).
9. الصبر على قضاءه وقدره ، وعدم التسخط ( واصبر على ما أصابك).
10. التوبة إليه ودوام الاستغفار ( وتوبوا إلى الله جميعاً أيها المؤمنون لعلكم تفلحون ).
11. المحافظة على الفرائض والواجبات . وفي الحديث القدسي وما تقرب عبدي بشيء أحب إلي مما افترضته عليه). أخرجه البخاري.
12. المسارعة إلى الطاعات ( وسارعوا إلى مغفرة من ربكم ).
13. الندم على التقصير في طاعته وارتكاب معصيته ، والعزم على عدم العودة إلى الذنوب .
14. تقديم كلامه تعالى على كلام البشر ، وعدم رفضه لأجل عقلٍ أو رأي (يا أيها الذين آمنوا لا تقدموا بين يدي الله ورسوله ).
15. الاستعداد للقائه بالعمل الصالح ( واتقوا يوماً ترجعون فيه إلى الله ).
16. عدم التنازل عن شيء من الدين لأجل الناس .
17. تنقية القلب من محبة غيره ، أو تعظيم غيره .
18. تعظيم كتابه والعمل به .[ ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب]
19. تعظيم الأماكن التي عظمها الله مثل : مكة المكرمة ، المدينة المنورة ، المساجد .
20. تعظيم الرجال الذين عظمهم الله ، كالأنبياء ، العلماء ، الوالدين .وهذا التعظيم على ميزان الشريعة أي بلاغلو.
21. ترك التساهل في صغائر الذنوب لأنها مُقدمات للكبائر ، قال أنس للتابعين: إنكم لتعملون أعمالاً هي في أعينكم أدق من الشعر كنا نعدها على عهد الرسول صلى الله عليه وسلم من الموبقات. فإذا كان هذا الكلام والانتقاد موجه للتابعين الفضلاء فكيف لو رأى حالنا أنس رضي الله عنه؟؟
22. كراهية المنكرات والبدع ، لأن الله يكرهها .
23. عدم التفكير في ذات الله ، بل نفكر في مخلوقاته , وفي الحديث ( تفكروا في خلق الله ولاتفكروا في الله ) صحيح الجامع (2976).


خلق المسلم مع الرسول صلى الله عليه وسلم

1. تقديم محبته على كل شئ ، وذلك بطاعته (وأطيعوا الله وأطيعوا الرسول )
وفي الحديث: ( لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من ولده ووالده والناس أجمعين.).أخرجه البخاري.
2. الإكثار من الصلاة عليه في كل وقت وخاصة يوم الجمعة .
3. الصلاة عليه تتأكد عندما يذكر .وقد ورد في الحديث( البخيل من ذكرت عنده فلم يصل علي ) صحيح الجامع (2878).
4. تقديم كلامه وسننه على آراء الرجال .
5. التثبت من صحة الأحاديث التي تُنسب إليه .وفي الحديث من يقل علي مالم أقل فليتبؤ مقعده من النار) .أخرجه البخاري (106)
6. العمل بسنته على قدر الاستطاعة (فاتقوا الله ما استطعتم ) وذلك بتطبيق ما ورد عنه في أبواب العبادات ، والأخلاق , وغيرها.
7. نشر سنته بين الناس بالأسلوب الحسن , و في الحديث ( بلغوا عني ولو آية ) أخرجه البخاري .
8. الدفاع عن سنته عندما يقدح فيها أحد ، ومن الغريب أن بعض الناس لو طعن في نسبه أو قبيلته لغضب غضبا شديداً ولكن عندما يتكلم أحد في الرسول صلى الله عليه وسلم أو سنته التي هي وحي من الله تعالى لا يرد بشيء ، ولاشك أن هذا من علامات ضعف المحبة للرسول صلى الله عليه وسلم.
9. تصديقه في الأخبار التي جاء بها من الغيبيات وغيرها .
10. البعد عن ما نهى عنه وزجَر لأن ذلك طريقنا للجنة ، قال ( كلكم يدخل الجنة إلامن أبى ، قالوا : ومن يأبى يارسول الله ، قال : من أطاعني دخل الجنة ، ومن عصاني فقد أبى )رواه البخاري.
11. عدم الغلو فيه وإعطاءه صفات الألوهية من دعاء ، وحلف ، وغير ذلك من أنواع العبادة التي لا تصلح إلا لله، قال تعالى مبينا بشرية الرسول صلى الله عليه وسلم ( قل إنما أنا بشر مثلكم ) .
12. أن نعود إلى سنته عند الاختلاف ( فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول .. ) أي إلى الكتاب والسنة ولكنك عندما تتأمل حال بعض الناس في هذا الأصل الكبير فإنك ترى العجب العجاب ، فمنهم من يذهب عند النزاع إلى الأعراف والتقاليد ، وآخر يذهب إلى ما تمليه عليه نفسه الأمّاره بالسوء ، وآخر يذهب إلى آراء البشر وأذواقهم ، والواجب هو العودة إلى الكتاب والسنة.
13. الاستجابة الكاملة لأمره ونهيه وعدم التردد ( يا أيها الذين آمنوا استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم ) ولو تأملت حال الصحابة الكرام في مدى استجابتهم للرسول صلى الله عليه وسلم لرأيت حقيقة الإيمان وصدق الحب للرسول صلى الله عليه وسلم ،
14. الإيمان بأنه أفضل خلق الله ، وأنه خاتم الرسل فلا رسول بعده .
15. دراسة سيرته وأخذ العبر والمواعظ منها.
16. عدم رفع الصوت عند سماع قوله (لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي ) .
17. عدم شد الرحال لزيارة قبره لأنه نهى عن ذلك .
18. محبة أصحابه الكرام وموالاتهم .
19. تنقيح وتصفية سنته مما علق بها من الأحاديث الضعيفة والموضوعة .
20. محبة المتمسكين بسنته وموالاتهم .
21. بغض المبتدعة والمخالفين لهديه عليه الصلاة والسلام .
22. نرفض جميع الأقوال والآراء التي تخالف سنته مهما كان القائل بها .
23. عدم رفع الصوت عند قبره .
24. اعتقاد أنه ما مات صلى الله عليه وسلم حتى بلغ البلاغ المبين ( اليوم أكملتُ لكم دينكم ) .
25. محبة آل البيت وموالاتهم ولكن لا نرفعهم فوق منزلتهم ، لانغلوا في علي ولا فاطمة ولا غيرهم رضي الله عن الجميع.


خُلُق المسلم مع القرآن

1. محبته لأنه كلام الله تعالى .
2. اعتقاد فضله وعلو مكانته .
3. اعتقاد أنه أفضل الكتب المنزّلة .
4. العمل به ، والتخلق بآدابه ،والبعد عن ما نهى عنه وقد كان رسولنا عليه الصلاة والسلام يوصف بأن ( خلقه القرآن ) .
5. تلاوته في كل وقت ، حتى لو كنت على غير طهارة بدون مس .
6. أن لا يمس القرآن إلا طاهراً .
7. ترتيل القران (ورتّل القرآن ترتيلاً ) ولأن تحسين الصوت في التلاوة يزيد القرآن حسنا.
8. الخشوع عند سماعه[ ويخرّون للأذقان يبكون ويزيدهم خشوعاً ].
9. الخوف من وعيده ، والرجاء في وعده .
10. الإنصات عند سماعه [ وإذا قرئ القرآن فاستمعوا له وأنصتوا ].
11. محبة العاملين به .
12. معاداة من يقدح فيه أو يقلل من شأنه .
13. اعتقاد أنه أصدق الكلام [ ومن أصدق من الله قيلاً ].
14. الاستشفاء به ، والقراءة به على المريض ] قل هو للذين آمنوا هدى وشفاء [ وقد كان من هديه صلى الله عليه وسلم أن يرقي نفسه عند النوم بالمعوذات ، وأرشدنا إلى التداوي بالقرآن في نصوص كثيرة.
15. قراءته كل يوم ، وعدم هجره ، ولو تأملت حال بعض الناس تجد أنه يقرأ المجلة كل يوم ، وكذا الجريدة فإذا قلت له لماذا لا تقرأ القرآن ؟؟ قال لك :أنا مشغول ، بل أنت محروم، إي والله.
16. تدبر آياته ومحاولة فهم معاني الآيات ] أفلا يتدبرون القرآن [.
17. اعتقاد أنه محفوظ من الزيادة والنقصان ( إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون ).
18. عدم وضع المصحف على الأرض (مرفوعةٍ مُطهّرة ).
19. استخدام السواك قبل قراءة القرآن لما في الحديث ( طيبوا أفواهكم بالسواك فإنها طرق القرآن ) صحيح الجامع (3939 ).
20. الاستعاذة من الشيطان الرجيم قبل القراءة ( وإذا قرأت القرآن فاستعذ بالله من الشيطان الرجيم).
21. القراءة في كتب التفسير حتى تعرف معاني الآيات .
22. تعليم الناس القرآن( خيركم من تعلم القرآن وعلّمه) رواه البخاري.


خلق المسلم مع العلماء

1. محبتهم في الله لأنهم ورثة الأنبياء كما صح في الحديث.
2. اعتقاد فضلهم ورفعتهم عند الله تعالى .
3. الاحترام والتقدير للعالم في حضوره وغيابه .
4. تلقي العلم عنه والاستفادة منه .
5. عدم القدح فيهم لأجل خطأ أو أمر لابد للبشر منه .
6. تحريم غيبتهم والسخرية بهم .
7. اختيار الوقت المناسب لزيارتهم والاتصال بهم .
8. حسن السؤال .
9. الدعاء لهم بكل خير على ما قدموا .
10. نشر علمهم وفتاواهم للناس .
11. الإقتداء بهم في ما وافقوا فيه الكتاب والسنة .
12. عدم اعتقاد عصمتهم ، بل هم كباقي البشر ، يذنبون ويغضبون وينسون، وغير ذلك .
13. عدم الغلو فيهم ودعاءهم من دون الله ، أو التبرك بهم أو التمسح بهم سواءً في حياتهم أو بعد مماتهم .
14. الدفاع عنهم عندما ينالهم قدح من الناس .
15. التثبت مما ينقل عنهم من فتاوى وآراء .
16. ملازمتهم والاعتكاف عندهم للأخذ منهم .
17. مناصحتهم بأدب واحترام عندما يخطئون .
18. لا تخطأهم بغير دليل وبرهان واضح .
19. إحسان الظن بهم .
20. الحذر من تفسير المقاصد والنيات بلا دليل.
21. الصبر على ما يصيبك منهم من غضب أو عقاب أو ..
22. الثقة بهم وعدم الاستماع لكلام الأعداء في القدح فيهم .
23. التمييز بين العالم الصادق وبين من يتشبه بهم .
24. مناداتهم بالألقاب العالية والدعوات الجميلة كقولك : ( شيخنا الفاضل ، يا إمامنا ، رفع الله قدرك ، غفر الله لك ) .
25. زيارته إذا مرض والدعاء له بالعافية . ( وإذا مرض فَعُدْهُ ).
26. تشييع جنازته . ( إذا مات فاتبعه ).
27. لا ننسى فضله بسبب خطأ ، والعبرة بكثرة المحاسن .


خلق المسلم مع الوالدين

1. برّهما والإحسان لهما [ ووصّينا الإنسان بوالديه إحساناً ].
2. الكلام الحسن معهما [ وقل لهما قولاً كريماً ].
3. طاعتهما في غير المعصية ( لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق) صحيح الجامع ( 7520 ).
4. الإنفاق عليهما عند الحاجة ، وخاصة إذا كبرا .
5. الإهداء لهما في المناسبات وغيرها ( تهادوا تحابوا ).
6. عدم رفع الصوت عليهما ( ولا تقل لهما أُفٍّ ).
7. عدم مناداتهما بأسمائهما ، بل ( يا أبتِ ، يا أمي ) حتى لو كانا كافرين قال إبراهيم عليه الصلاة والسلام( يا أبتِ لمَ تعبدُ ما لا يسمع ولايبصر ).
8. الصبر على الأذى منهما . ( ففيهما فجاهد ) أخرجه البخاري .
9. الدعاء لهما بكل خير .
10. خدمتهما بكل ما تستطيع .[ وصاحبهما في الدنيا معروفاً ].
11. الإكثار من زيارتهما إذا كان الابن لا يسكن معهم .
12. إذا ماتا فالترحّم عليهما والدعاء لهما بالمغفرة والصدقة عنهما ، وتنفيذ وصاياهما ، وصلة أصدقائهما وأحبابهما .
13. الإنصات لهما وحسن الاستماع لحديثهما .
14. مشاورتهما وأخذ رأيهما في الأمور الهامة .
15. عدم الخروج إلا بإذنهما ، سواءً لسفر أو عمل أو غير ذلك .
16. عدم اليأس من صلاحهما ، بل كن حسن الظن بالله أن يهديهما .
17. دعوتهما للخير بالأسلوب الجميل ، والرفق معهما في ذلك .
18. تعليمهما ما ينفعهما ويقربهما إلى الله من أمور الدين من صلاة وصيام وغير ذلك .
19. الاتصال عليهم بالهاتف عندما تكون بعيداً عنهم .
20. لا تكن الزوجة سبباً للعقوق والتقصير في برهما .
21. لا تأكل قبلهما ، ولا تمشِ أمامهما ، ولا تجلس قبلهما .
22. لا تخرج من البيت إلا بعد أن تتأكد من أنهما لا يحتاجان لك .
23. احذر المخالفة والردود القاسية لأجل موضوع لا يستحق .
24. إذا رأيت منهما منكر ، فلا يحملك حبّ تغيير المنكر إلى ترك الحكمة والرفق واللين في النصيحة .{ ولو كنت فظّاً غليظ القلب لانفضّوا من حولك }.
25. المداعبة الحسنة ، وإدخال السرور عليهم ، من أعظم الطاعات.


خلق المسلم مع الصحابة

1. محبتهم في الله لأنهم صحبوا الرسول صلى الله عليه وسلم ونصروا الدين ودافعوا من أجله .
2. الترضي عنهم والدعاء لهم بخير .
3. اعتقاد فضلهم وأنهم خير الناس بعد الأنبياء .كما صح في الحديث( خير الناس قرني) أخرجه البخاري .
4. التثبت من ما يُنسب إليهم من أقوال وأعمال .
5. محبة من يحبهم .
6. معاداة من يعاديهم .
7. القراءة في أخبارهم لأخذ الفوائد والمواعظ ( لقد كان في قصصهم عبرة).
8. نشر سيرتهم في المجتمع وبيان فضلهم للناس .
9. عدم اعتقاد عصمتهم ، بل هم كالبشر يقعون في الخطأ (كل ابن آدم خطّاء ).
10. ومع خطأهم إلا أن حسناتهم أكثر وأكبر من سيئاتهم .
11. عدم الخوض في ماجرى بينهم من خصومات وفتن .
12. عدم الغلو فيهم ، بل هم بشر ، ولكن فضلهم كبير عند الله تعالى .
13. الرد على من يقدح فيهم ويتكلم في فضلهم .
14. عدم سبهم ، وفي الحديث ( لاتسبّوا أصحابي ) .أخرجه البخاري.
15. نشهد لمن شهد له الرسول منهم بالجنة ، كأبي بكر وعمر و ..
16. نعتقد أنهم كلهم عدول وثقات لرضا الله عنهم( لقد رضي الله عن المؤمنين إذ يُبايعونك تحت الشجرة ) وحديث ( خير الناس قرني ).


خلق المسلم مع الأرحام والأقارب

1. حسن الزيارة واختيار الوقت المناسب .
2. صلتهم تكون أيضاً بالهاتف والمراسلة .
3. دعوتهم للخير ونشر العلم بينهم بالطرق المشروعة ومنها :
* توزيع الأشرطة والرسائل الصغيرة .
* إلقاء الكلمات في الوقت المناسب في الزيارات .
* إحضار الدعاة لهم .
* اجتماع شهري وتبادل الحديث معهم .
4. نصيحتهم بالتي هي أحسن وهي من الإنذار)وأنذر عشيرتك الأقربين).
5. الصبر على الأذى منهم [ واصبر على ما أصابك ].
6. إجابة دعوتهم إلا إن وجد منكر ولم تقدر على تغييره .
7. تأليف قلوبهم بالكلام الحسن والخلق الجميل .
8. التلطف معهم وتحديثهم بالطرائف والمباحات ، واحذر من أن تكذب لكي تضحكهم، فتقع في الإثم.
9. الاهتمام بأطفالهم وإحضار الحلوى لهم وتوجيههم بعد ذلك للخير .
10. احترام الكبير والشيخ ، وتقديمه في الكلام والطعام ( ليس منا من لم يرحم صغيرنا ويوقر كبيرنا ..)صحيح الجامع ( 5445)
11. إنكار المنكر بأدب وحسن عبارة ، وبالحكمة .
12. التفاؤل الحسن بهدايتهم .
13. وترك اليأس من صلاحهم مهما كانوا .
14. القدوة الحسنة ، فكن للكبير ابناً ، وللأخ أخاً وللصغير أباً .
15. الصدق معهم { وكونوا مع الصادقين }
16. التواضع ولين الجانب واللطف والرفق { ولو كنت فظّا غليظ القلب لا انفضوا من حولك .. } .
17. وعظهم بين حين وآخر ،ولا تجعل الملل يصيبهم .
18. لا تخصص أحداً من أقرباءك بشيء بل كن معهم كلهم منبسط ، منشرح .


خلق المسلم مع نفسه

1. الحرص على سلامة دينك من الشرك والبدع والمعاصي .
2. تنقية القلب من الأمراض كالحسد والحقد والبغضاء .
3. البعد عن أماكن الفتن لكي تنجو من خطرها .
4. محاسبة النفس كل يوم لتكتشف عيوبك .
5. مجاهدة النفس على الأعمال الصالحة ( والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا وإن الله لمع المحسنين).
6. الصبر على الطاعة { والله يحب الصابرين }.
7. الصبر عن المعصية , لعلمك بالأجر والثواب من الله تعالى.
8. القراءة في سير الأنبياء والصالحين للإقتداء بهم .
9. المداومة على تلاوة القرآن ( اقرأوا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعاً لأصحابه ) أخرجه مسلم .
10. الدعاء بأن يصلح الله نفسك قال تعالى { ادعوني استجب لكم }.
11. اختيار الصديق الذي يخشى الله ، والمرء على دين خليله.
12. عتاب النفس عند الوقوع في الذنوب .
13. عدم العجب بعملك الصالح ، لأن الفضل كله لله تعالى وحده .قال تعالى ( ولولا فضل الله عليكم ورحمته لاتبعتم الشيطان إلا قليلا).
14. الإحساس دائماً بالتقصير في طاعة الله تعالى .
15. تذكر الموت وزيارة القبور لتتعظ النفس .
16. البعد بها عن الوساوس والخواطر السيئة .
17. اعتقاد أن صلاح النفس بتوفيق الله تعالى .
18. اعتقاد أن النفس فيها شرور ، وفي الحديث الصحيح ( ونعوذ بك من شرور أنفسنا ) فتجنب شرورها.
19. لا تيأس من صلاح نفسك وهدايتها .
20. النفس لا تصلح إلا بعبادة مولاها والالتزام بطاعته .
21. النفس تحتاج إلى تغذيتها بالقرآن والإيمان .
22. النفس تتألم من الذنوب والعصيان .
23. النفس تفرح بطاعة الرحمن.
24. النفس فيها هموم لا تزول إلا بدوام السجود للواحد المنان .
25. النفس فيها اضطراب لا ينقشع إلا بدعاء الله تعالى .
26. النفس تحتاج إلى الله في كل طرفة عين قال تعالى { أنتم الفقراء إلى الله } .
27. صلاح النفس يحتاج لوقت طويل . ( ومن يتصبر يصبره الله ) أخرجه البخاري .
28. العلم الشرعي يخبرك بكيفية إصلاح نفسك فعليك به .
29. تذكر دائماً قصر الدنيا وفناءها .
30. وتذكّر دائماً طول الآخرة وبقاءها .
31. النفس تحتاج لشيء من المباح لكي لا تمل من العبادة والجد .
32. تنويع العبادات يصلح النفس .
33. الفتور وارد على كل نفس ولكن انتبه لا يستمر معك .
34. بل عالج نفسك بالأوراد والأذكار والمحاسبة .
35. إذا أذنبت فبادر بالاستغفار والتوبة .
36. جالس من هم أفضل منك في الدين ليزداد نشاطك .
37. إذا أذنبت فاندم بشدة ( الندم توبة ) صحيح الجامع ( 6802 ).


خُلُق المسلم مع الجار

1. معرفة مكانته في الشرع , ففي الحديث ( مازال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننت أنه سيورثه )أخرجه البخاري.
2. اختيار الجار قبل الدار.
3. محبة الخير له كما تحبه لنفسك .
4. السلام عليه ، ورد السلام إذا سلم عليك .
5. عدم إيذائه لا بقول و لابعمل .
6. الانتباه للأطفال فلا يصدر منهم أذى أو إزعاج له .
7. دعوته للوليمة فإن لم يحضر فإرسال شيء منها له .
8. مناصحته ودعوته للخير ( الدين النصيحة ) ولتكن النصيحة بأحسن الأساليب.
9. (تهادوا تحابوا ) صحيح الجامع ( 3004).
10. إعطاءه بعض الرسائل العلمية المفيدة وكذلك الأشرطة النافعة.
11. رعاية أهله إذا سافر.
12. زيارته إذا مرض (وإذا مرض فُعده ).
13. مساعدته إذا احتاج . (لأن أمشي في حاجة أخي أحب لي من أن اعتكف في المسجد شهرا ) صحيح الجامع ( 176).
14. إيقاظه للصلاة - خاصة الفجر .
15. الدعاء له بالصلاح والتوفيق .
16. الابتسامة الصادقة ( لا تحقرن من المعروف شيئاً ولو أن تلقى أخاك بوجه طلق ) رواه مسلم.
17. إجابة دعوته ، إذا لم يكن هناك منكر ،فإن رأيت منكر فعليك بالدعوة بالتي هي أحسن، وإياك والغلظة ، بل كن رفيقا لينا سهلا.
18. عدم رفع أصوات التلفاز والراديو لئلا تزعجه.


خلق المسلم مع الأعداء

1. الدُعاء لهم بالهداية ولا يُدعى لهم بالرحمة .
2. معرفة مكائدهم ومخططاتهم للحذر منهم .
3. عدم السفر لبلادهم إلا لحاجة .
4. عدم السلام عليهم . لحديث : ( لا تبدؤوا اليهود والنصارى بالسلام..) أخرجه مسلم.
5. عدم الانبساط معهم والأنس بهم .
6. إظهار العداوة لهم . { إنا برءاء منكم ومما تعبدون من دون الله } .
7. ترك زيارتهم والبعد عنهم .
8. دعوتهم للإسلام بكل وسيلة ممكنة .
9. عدم الإساءة إليهم وظلمهم ، إلا إذا ظلموا .
10. إذا كان الوالدان كافرين فمصاحبتهم بالمعروف { وصاحبهما في الدنيا معروفاً } .
11. تأليف قلوبهم للإسلام .
12. لا نضخِّم جهودهم حتى يكونوا أكبر من الواقع الذي هم عليه في الحقيقة.
13. عدم توليتهم المناصب العالية في الوظائف.
14. عدم إدخالهم جزيرة العرب إلا لضرورة وذلك لأمر النبي صلى الله عليه وسلم . ( أخرجوا اليهود والنصارى من جزيرة العرب ) صحيح الجامع (232) ( أخرجوا المشركين من جزيرة العرب ) صحيح الجامع (231).
15. الرد عليهم في شبهاتهم التي يسيئون للإسلام بها .
16. عدم الحضور لحفلاتهم أو أعيادهم .
17. ترك التشبه بهم في أقوالهم وأعمالهم و ( من تشبه بقوم فهو منهم ) صحيح الجامع ( 6149).
18. تحذير المسلمين منهم وبيان ضررهم العقائدي والأخلاقي والعلمي .


خُلُق المسلم مع المسجد
1. محبة المساجد لأنها أحب البلاد إلى الله تعالى .
2. محبة أهل المساجد في الله تعالى .
3. أداء تحية المسجد قبل الجلوس (ركعتان ) .
4. عدم الخوض في أمور الدنيا وأنت في المسجد .
5. عدم ( البصاق ) في المسجد أو وضع الأذى فيه ،كمنديل ، أو غير ذلك.
6. التبكير للمسجد عند سماع النداء .
7. الحرص على دعاء الدخول مع تقديم الرجل اليمنى ( بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله اللهم افتح لي أبواب رحمتك ).
8. الحرص على دعاء الخروج مع تقديم الرجل اليسرى ( بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله اللهم إني أسألك من فضلك ) .
9. عدم زخرفة المساجد والتباهي لأن ذلك من عمل اليهود والنصارى بكنائسهم وذلك من علامات الساعة .
10. بناء المساجد أو المساعدة في ذلك .
11. إلقاء الدروس والعلم في المساجد ، فهي المنطلق الأول للإسلام .
12. الاعتكاف في المساجد مع مراعاة أحكام الاعتكاف .
13. لا بأس بالنوم في المسجد لحاجة .
14. لا بأس بالأكل في المسجد ، ولكن يُراعى تنظيف المكان من بقايا الطعام.
15. تصفية المسجد من تعليق الأسماء والآيات حتى لا تلهي المصلي .
16. لا تشد الرحال إلا لثلاثة مساجد : مكة ، المدينة ، الأقصى .
17. عدم رفع الصوت في المسجد .
18. إذا صلى النساء في المسجد فلا بد من ترك الطيب ونحوه .
19. عدم إحضار الأطفال الصغار الذين يؤذون المصلين بلعبهم وصوتهم وبكائهم.
20. مادمت في المسجد فاقرأ القرآن وداوم على الأذكار ، والاستغفار .
21. التجمل عند الذهاب للمسجد من ثياب وطيب وسواك . { يابني آدم خذوا زينتكم عند كل مسجد } .
22. ترك الثوم والبصل وما له رائحة كريهة حتى لا يتأذى المصلون والملائكة. ( ومن باب أولى ترك الدخان ).
23. الحرص على إطفاء أجهزة الاتصال : الجوال ، البيجر ( النداء الآلي ) .
24. تطييب المسجد بالبخور .
25. عدم رفع الصوت بقراءة القرآن حتى لا تؤذي المصلين .
26. عدم الذهاب للمسجد بسرعة ، بل تمشي وعليك السكينة والوقار .
27. التعاون مع جماعة المسجد على أعمال الخير .
28. تفقد المصلين إذا غاب أحدهم عن المسجد .
29. تعليق الفتاوى والمسائل النافعة عند أبواب المسجد .

اضافة رد مع اقتباس
  #317  
قديم 11/04/2011, 05:06 PM
الصورة الرمزية الخاصة بـ Özil 10
عضو اللجنة الإعلاميه للرياضة العالمية
و نائب رئيس رابطة ريال مدريد
تاريخ التسجيل: 10/09/2008
المكان: اقرب مما تتوقع !
مشاركات: 5,475
الزلزال ..عبرة وعظة
{ وَمَا نُرْسِلُ بِالآيَاتِ إِلاَّ تَخْوِيفاً }



نصيحة حول الزلازل
الزلزال ..عبرة وعظة
موقف المسلم من الكوارث
ضحايا الزلزال ..إنها قوة الله
وزلزل البحر ، فدمرت الأرض ، فهل من متعظ
الزلازل .. وغياب الحقيقة ؟!
نظرات إلى زلزال بام
إيضاح المقال في أسباب الزلزال والرد على الملاحدة الضلال
الزّلازل في مائة عام
الدكتور الفنيسان: كوارث شرق آسيا بسبب المعاصي
زلزال سي نو مئ أقاليم دالت ، وقرى زالت ، وأمم بادت .. شاهد عيان
اللهم لا تهلكنا بما فعل السفهاء منا !!!
وقفات مع زلزال أسيا
مساجد "آتشيه" تشهد على قدرة الله أمام مد تسونامي
سبع ثوانٍ فقط !
الجواب الكافي
نصيحة حول الزلازل
العلامة عبدالعزيز بن عبدالله بن باز
الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى آله وصحابته ومن اهتدى بهداه ، أما بعد :
فإن الله سبحانه وتعالى حكيم عليم فيما يقضيه ويقدره ، كما أنه حكيم عليم فيما شرعه وأمر به وهو سبحانه يخلق ما يشاء من الآيات ، ويقدرها تخويفا لعباده وتذكيرا لهم بما يجب عليهم من حقه وتحذيرا لهم من الشرك به ومخالفة أمره وارتكاب نهيه كما قال الله سبحانه : ( وَمَا نُرْسِلُ بِالْآيَاتِ إِلَّا تَخْوِيفًا ) وقال عز وجل : (سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ ) وقال تعالى : (قُلْ هُوَ الْقَادِرُ عَلَى أَنْ يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَابًا مِنْ فَوْقِكُمْ أَوْ مِنْ تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعًا وَيُذِيقَ بَعْضَكُمْ بَأْسَ بَعْضٍ )الآية .
وروى البخاري في صحيحه عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : لما نزل قول الله تعالى قُلْ هُوَ الْقَادِرُ عَلَى أَنْ يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَابًا مِنْ فَوْقِكُمْ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أعوذ بوجهك ، قال : أَوْ مِنْ تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ قال : أعوذ بوجهك وروى أبو الشيخ الأصبهاني عن مجاهد في تفسير هذه الآية : (قُلْ هُوَ الْقَادِرُ عَلَى أَنْ يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَابًا مِنْ فَوْقِكُمْ )قال : الصيحة والحجارة والريح . ( أَوْ مِنْ تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ )قال : الرجفة والخسف .
ولا شك أن ما حصل من الزلازل في هذه الأيام في جهات كثيرة هو من جملة الآيات التي يخوف الله بها سبحانه عباده . وكل ما يحدث في الوجود من الزلازل وغيرها مما يضر العباد ويسبب لهم أنواعا من الأذى ، كله بأسباب الشرك والمعاصي ، كما قال الله عز وجل : (وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ ) وقال تعالى : (مَا أَصَابَكَ مِنْ حَسَنَةٍ فَمِنَ اللَّهِ وَمَا أَصَابَكَ مِنْ سَيِّئَةٍ فَمِنْ نَفْسِكَ )وقال تعالى عن الأمم الماضية : (فَكُلًّا أَخَذْنَا بِذَنْبِهِ فَمِنْهُمْ مَنْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِ حَاصِبًا وَمِنْهُمْ مَنْ أَخَذَتْهُ الصَّيْحَةُ وَمِنْهُمْ مَنْ خَسَفْنَا بِهِ الْأَرْضَ وَمِنْهُمْ مَنْ أَغْرَقْنَا وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ )

فالواجب على جميع المكلفين من المسلمين وغيرهم ، التوبة إلى الله سبحانه ، والاستقامة على دينه ، والحذر من كل ما نهى عنه من الشرك والمعاصي ، حتى تحصل لهم العافية والنجاة في الدنيا والآخرة من جميع الشرور ، وحتى يدفع الله عنهم كل بلاء ، ويمنحهم كل خير كما قال سبحانه : (وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ )وقال تعالى في أهل الكتاب : (وَلَوْ أَنَّهُمْ أَقَامُوا التَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِمْ مِنْ رَبِّهِمْ لَأَكَلُوا مِنْ فَوْقِهِمْ وَمِنْ تَحْتِ أَرْجُلِهِمْ )وقال تعالى : ( أَفَأَمِنَ أَهْلُ الْقُرَى أَنْ يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنَا بَيَاتًا وَهُمْ نَائِمُونَ أَوَأَمِنَ أَهْلُ الْقُرَى أَنْ يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنَا ضُحًى وَهُمْ يَلْعَبُونَ أَفَأَمِنُوا مَكْرَ اللَّهِ فَلَا يَأْمَنُ مَكْرَ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ )وقال العلامة ابن القيم - رحمه الله - ما نصه : (وقد يأذن الله سبحانه للأرض في بعض الأحيان بالتنفس فتحدث فيها الزلازل العظام ، فيحدث من ذلك لعباده الخوف والخشية ، والإنابة والإقلاع عن المعاصي والتضرع إلى الله سبحانه ، والندم كما قال بعض السلف ، وقد زلزلت الأرض : (إن ربكم يستعتبكم) .
وقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه وقد زلزلت المدينة ، فخطبهم ووعظهم . ، وقال : (لئن عادت لا أساكنكم فيها) انتهى كلامه رحمه الله .
والآثار في هذا المقام عن السلف كثيرة .
فالواجب عند الزلازل وغيرها من الآيات والكسوف والرياح الشديدة والفياضانات البدار بالتوبة إلى الله سبحانه ، والضراعة إليه وسؤاله العافية ، والإكثار من ذكره واستغفاره كما قال صلى الله عليه وسلم عند الكسوف : (فإذا رأيتم ذلك فافزعوا إلى ذكر الله ودعائه واستغفاره )
ويستحب أيضا رحمة الفقراء والمساكين والصدقة عليهم لقول النبي صلى الله عليه وسلم : ( ارحموا ترحموا ) ( الراحمون يرحمهم الرحمن ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء )وقوله صلى الله عليه وسلم : (من لا يرحم لا يرحم )
وروي عن عمر بن عبد لعزيز رحمه الله أنه كان يكتب إلى أمرائه عند وجود الزلزلة أن يتصدعوا .

نشرت في الصحف المحلية في 13/7/1416هـ منها : الرياض - والجزيرة - والمدينة - وعكاظ .

الزلزال ..عبرة وعظة
فضيلة الشيخ محمد بن عبدالله الهبدان
لا تزال نذر الله تعالى على عباده تتابع ، تلك النذر والآيات التي تأتي بصور عديدة وأشكال متنوعة فتارة عبر رياح مدمرة ، وتارة عبر فيضانات مهلكة ، وتارة عبر حروب طاحنة ، وتارة عبر زلازل مروعة ..ولقد حدث في الأيام الماضية زلزال عظيم دمر الكثير من العمران ،فكم من عمارة شاهقة سقطت على من فيها ؟! وكم من منازل تهدمت على أصحابها ؟! هلك فيه ألوف من البشر وصل العدد بالأمس أكثر من أربعة ألف قتيل ، وشرد فيه خلق كثير ، وذلك كله في دقائق !! (( قُلْ هُوَ الْقَادِرُ عَلَى أَنْ يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَاباً مِنْ فَوْقِكُمْ أَوْ مِنْ تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعاً وَيُذِيقَ بَعْضَكُمْ بَأْسَ بَعْضٍ )) .
إن هذه الزلازل ما هي إلا عقوبة من الجبار جل جلاله على ما يرتكبه العباد من الإعراض عنه سبحانه وعن العمل بدينه وارتكاب محارمه والمجاهرة بها بدون حياء من الجبار ولا وجل من القاهر ..إنها آيات لأولي الألباب ودلالة على قدرة الله الباهرة ، حيث يأذن الله جل جلاله لهذه الأرض أن تتحرك بضع ثوان أو دقائق فينتج عن ذلك هذا الدمار العظيم ، وهذا الهلاك الفاجع ،الذي قد يروح ضحيته أكثر من ثمانمائة ألف قتيل كما حدث في شانكي بالصين في عام 1556م [1]…إن هذا كله وما يحدث من الرعب المجلجل للقلوب لعل الناس يعودون إلى ربهم ويتوبون إليه ويستغفرونه (( وَمَا نُرْسِلُ بِالْآياتِ إِلَّا تَخْوِيفاً)).
إن عقوبة الله إذا نزلت شملت الصالح والطالح ، الصغير والكبير ، الذكر والأنثى على حد سواء ثم يبعثون على نياتهم روى الإمام أحمد من حديث أم سلمة رضي الله عنها قالت : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ( إذا ظهرت المعاصي في أمتي عمهم الله بعذاب من عنده ، فقلت يا رسول الله ، أما فيهم يومئذ أناس صالحون ؟ قال : بلى ، قلت : كيف يصنع بأولئك ؟ قال : يصيبهم ما أصاب الناس ، ثم يصيرون إلى مغفرة من الله ورضوان ) [2]
من يتأمل وضع بعض البلاد يجد ما يندى له الجبين من البعد عن الدين وتعاليمه فأحكام الشرع مستبعدة عن تطبقيها على واقع الناس ، أضف إلى ذلك ما يحدث من الأمور الشركية المنتشرة في أنحاء العالم الإسلامي.
يقول الله جل جلاله مبينا أن هذه المصائب التي تحل بالعباد ما هي إلا بسبب ذنوبهم ومعاصيهم : (( وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ)) وقال جل شأنه : (( مَا أَصَابَكَ مِنْ حَسَنَةٍ فَمِنَ اللَّهِ وَمَا أَصَابَكَ مِنْ سَيِّئَةٍ فَمِنْ نَفْسِكَ )) وقال جل شأنه عن الأمم الماضية : (( فَكُلّاً أَخَذْنَا بِذَنْبِهِ فَمِنْهُمْ مَنْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِ حَاصِباً وَمِنْهُمْ مَنْ أَخَذَتْهُ الصَّيْحَةُ وَمِنْهُمْ مَنْ خَسَفْنَا بِهِ الْأَرْضَ وَمِنْهُمْ مَنْ أَغْرَقْنَا وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ)) .
قال العلامة ابن القيم ـ رحمه الله ـ : ( وقد يأذن الله سبحانه للأرض في بعض الأحيان فتحدث فيها الزلازل العظام فيحدث من ذلك الخوف والخشية والإنابة والإقلاع عن المعاصي والتضرع إلى الله سبحانه والندم ، كما قال بعض السلف وقد زلزلت الأرض ..: ( إن ربكم يستعتبكم ) وذكر الإمام أحمد عن صفية قالت : ( زلزلت المدينة على عهد عمر فقال : أيها الناس ، ما هذا ؟ ما أسرع ما أحدثتم . لئن عادت لا تجدوني فيها ) و ذكر ابن أبي الدنيا عن أنس بن مالك : ( أنه دخل على عائشة هو ورجل آخر ، فقال لها الرجل : يا أم المؤمنين حدثينا عن الزلزلة ؟ فقالت : إذا استباحوا الزنا ، وشربوا الخمور ، وضربوا بالمعازف ، غار الله عز وجل في سمائه ، فقال للأرض : تزلزلي بهم ، فإن تابوا ونزعوا ، وإلا أهدمها عليهم ، قال : يا أم المؤمنين ، أعذابا لهم ؟ قالت : بل موعظة ورحمة للمؤمنين ، ونكالاً وعذاباً وسخطاً على الكافرين ..) [3]
ولقد وضح صلى الله عليه وسلم أسباب هذه الزلازل فقال فيما رواه الترمذي عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إذا اتخذ الفيء دولا ، والأمانة مغنما ، والزكاة مغرما ، وتعلم لغير الدين ، وأطاع الرجل امرأته ، وعق أمه ، وأدنى صديقه ، وأقصى أباه ، وظهرت الأصوات في المساجد ، وساد القبيلة فاسقهم ، وكان زعيم القوم أرذلهم ، وأكرم الرجل مخافة شره ، وظهرت القينات والمعازف ، وشربت الخمور ، ولعن آخر هذه الأمة أولها فليرتقبوا عند ذلك ريحا حمراء وزلزلة وخسفا ومسخا وقذفا وآيات تتابع كنظام بال قطع سلكه فتتابع ) رواه الترمذي [4]
إذن هذه الزلازل من أشراط الساعة التي أخبر النبي صلى الله عليه وسلم عن كثرتها في آخر الزمان فقال فيما رواه البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( لا تقوم الساعة حتى يقبض العلم ويتقارب الزمان وتكثر الزلازل ، وتظهر الفتن ، ويكثر الهرج " قيل وما الهرج يا رسول الله ؟ قال : ( القتل القتل )) . وها أنتم ترون بأم أعيونكم كثرتها وتتابعها في هذا الزمن مصداقاً لقول نبينا صلى الله عليه وسلم

وتأبى نفوس أعرضت عن الله تعالى أن تتأخذ هذه الزلازل آية وعبرة ، وعظة ومذكر وتنسب هذه الزلازل إلى ظواهر طبيعية ولها أسباب معروفة ولا علاقة لها بأفعال الناس ومعاصيهم ويقولون كما قال من سار على دربهم ممن سبقهم : (( قَدْ مَسَّ آبَاءَنَا الضَّرَّاءُ وَالسَّرَّاءُ )) فيعتبرون ذلك حالة طبيعية وليست عقوبة إلهية ، مما يجعلهم يتمادون في غيهم وفجورهم ويستمرون في عصيانهم وفسقهم فلا يتوبون إلى الله ولا يستغفرونه .
ونقول لهؤلاء : إن الله جل جلاله بين أن هذه الزلازل كغيرها من آيات الله يخوف الله بها عباده ليقلعوا عن ذنوبهم ويرجعوا إلى ربهم ، وكونها تقع للأسباب معروفة لا يخرجها عن كونها مقدرة من الله تعالى على العباد لذنوبهم فهو مسبب الأسباب ، وخالف السبب والمسبّب ((اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ)) (الزمر:62) فإذا أراد الله شيئا أوجد سببه ورتب عليه نتيجته ، كما قال تعالى : (( وَإِذَا أَرَدْنَا أَنْ نُهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُوا فِيهَا فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيراً)) (الاسراء:16)) .
فاتقوا الله عباد الله واعتبروا بما يجري حولكم وتوبوا إلى ربكم وتذكروا قول الله جل جلاله : (( قُلْ هُوَ الْقَادِرُ عَلَى أَنْ يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَاباً مِنْ فَوْقِكُمْ أَوْ مِنْ تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعاً وَيُذِيقَ بَعْضَكُمْ بَأْسَ بَعْضٍ انْظُرْ كَيْفَ نُصَرِّفُ الْآياتِ لَعَلَّهُمْ يَفْقَهُونَ * وَكَذَّبَ بِهِ قَوْمُكَ وَهُوَ الْحَقُّ قُلْ لَسْتُ عَلَيْكُمْ بِوَكِيلٍ * لِكُلِّ نَبَأٍ مُسْتَقَرٌّ وَسَوْفَ تَعْلَمُونَ)) (الأنعام:67,65,64) .
كتب عمر بن عبد العزيز إلى الأمصار : ( أما بعد فإن هذا الرجف شيء يعاتب الله عز وجل به العباد ، وقد كتبت إلى سائر الأمصار أن يخرجوا في يوم كذا ، فمن كان عنده شيء فليتصدق به فإن الله عز وجل قال : (()قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى* وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى)) وقولوا كما قال آدم : (( قَالا رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ) وقولوا كما قال نوح : (( وإلا تغفر لي وترحمني أكن من الخاسرين )) وقولوا كما قال يونس : (( لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين )) [5]

أن ما وقع بالناس مما يكرهون فإنما هو من جراء ذنوبهم كما قال تعالى : (( ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ)) (الروم:41).
نعم إن ما يحدث في الأرض اليوم من الزلازل المدمرة ، والحروب الطاحنة والفيضانات المهلكة التي يذهب فيها الأعداد الضخمة من البشر ..كل ذلك يحدث بسبب الذنوب والمعاصي كما قال الله تعالى : (( وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ)) وقال سبحانه (( وَكَذَلِكَ نُوَلِّي بَعْضَ الظَّالِمِينَ بَعْضاً بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ) .

إن من يتأمل في مجريات حياتنا ، وفي واقعنا ومعاشنا فإنه سيصاب بالرعب الرهيب والفزع الشديد بسبب ما نراه من انتهاك حرمات الله وحدوده ، وتضيع وتفريط في أوامر الله تعالى وواجباته ..انظر إلى حال الناس في الصلاة ؟ كيف حالهم فيها ؟ وما مدى محافظتهم على الصلاة جماعة ؟ وكم الذين يواظبون على صلاة الفجر وصلاة العصر ؟
وانظر إلى حال الناس مع أكل الربا والمبادرة إليه وحرصهم على المشاركة فيه ؟ ألم تنتشر بنوك الربا ؟ ألم تعلن الحرب على الله جل جلاله ؟ ألم تدعو إلى المساهمة فيها وبادر الناس إليها معرضين عن تهديد الله لهم (( فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ )) .
ثم انظر إلى انتشار الرشوة بين الناس والتي لعن النبي صلى الله عليه وسلم الراشي والمرتشي ، فما تقضى لك حاجة ، ولا ينجز لك عمل حتى تقدم مبلغاً من المال وإلا أصبحت معاملتك حبيست الأدراج ووضع في وجهك العراقيل .
وأشد من ذلك ما آل إليه حال النساء من تبرج وسفور إلى درجة عجيبة وبسرعة غريبة .
ومن المصائب العظام هجر الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وعدم التواصي به والقيام بحقه ، والذي يعتبر بوابة أمان للمجتمع من عذاب الله تعالى ومكره .
ومن البلايا التي جمعت الشرور وفاقت غيرها ولم يفرح الشيطان بمثل ما فرح بها تلك الأطباق السوداء التي فعلت فعلها في الأمة من تضيع دينها ، وهتك أخلاقها ، حتى وصل الأمر ببعض مشاهدي تلك الأطباق أن يقع أحدهم على محارمه، ولا حول ولا قوة إلا بالله ..تعرض مشاهد في الأطباق لو رآها الحجر لتحرك فكيف بشاب بمراهق في ريعان شبابه وقوة شهوته ؟ !! فما أحلم الله ..ما أحلم الله .. ما أحلم الله..ولكن الله جل جلاله يمهل ولا يهمل ..إننا والله نخشى أن تنزل علينا عقوبة الله بسبب أمننا من مكر الله تعالى وعقوبته (( أَفَأَمِنَ الَّذِينَ مَكَرُوا السَّيِّئَاتِ أَنْ يَخْسِفَ اللَّهُ بِهِمُ الْأَرْضَ أَوْ يَأْتِيَهُمُ الْعَذَابُ مِنْ حَيْثُ لا يَشْعُرُونَ * أَوْ يَأْخُذَهُمْ فِي تَقَلُّبِهِمْ فَمَا هُمْ بِمُعْجِزِينَ)) (النحل:46,45) .

والله إنها لعظة وعبرة يأتيهم عذاب الله وهم نائمون ، آمنون ، وقبيل الفجر يأتيهم الزلزل (( أفأمن أهل القرى أن يأتيهم بأسنا بياتاً وهم نائمون )) تصور نفسك في تلك اللحظات ما أنت صانع ؟ وما الذي يدور في خلدك ؟ وما الخواطر التي تمر بفؤادك ؟ لعلك رأيت تلك الطفلة الملقاة على الأرض وقد لقيت حتفها أتحب أن تكون هي ابنتك ؟ أو تلك المرأة التي انهدم عليها البناء أتود أن تكون تلك المرأة هي أمك ؟ هي زوجتك ؟ هي أختك ؟ هي بنتك ؟
إذن لم لا نتعظ بما يحدث لغيرنا ؟ لماذا لا نغير من واقعنا ؟ لماذا هذا الإصرار على معاصي الله تعالى والمجاهرة بها ؟ نرى بأم أعيننا الحوادث الممروعة ، والعقوبات المهلكة ولا نزال نصر على معصية الجبار جل جلاله ؟ هل بيننا وبين الله حسب أو نسب حتى نأمن من مكره وعقوبته ؟ وعذابه ونكاله ؟! ما الذي فعله ربنا حتى نعصيه ولا نطيعه ؟ ألم يخلقنا ؟ ألم يرزقنا ؟ ألم يعافنا في أموالنا وأبداننا ؟ أغرنا حلم الحليم ؟ أغرنا كرم الكريم ؟ (( أَفَأَمِنُوا مَكْرَ اللَّهِ فَلا يَأْمَنُ مَكْرَ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ)) (لأعراف:99).
يا من تعصي الله !! عد إلى ربك واتق الله ..إن سلمت من عقوبته في الدنيا ، فإن أمامك أهوالا وصعابا ، إن أمامك نعيما أو عذابا ، إن أمامك مواقف موهولة ،و والله الذي لا إله غيره ولا رب سواه ، لن تنفعك الضحكات ، لن تنفعك الأغاني والمسلسلات ، والأمور التافهات ، لن تنفعك الصحف والمجلات ، لن ينفعك الأهل والأولاد ، لن ينفعك الإخوان والأصحاب ، لن تنفعك الأموال ، لن تنفعك إلا الحسنات والأعمال الصالحات .

فلا تغرنــكَ الـدنيا وزينَتُهــا *** وانظر إلى فعلها في الأهلِ والوطـنِ
وانظر إلى من حوى الدنيا بأجمَعِهَا *** هل راحَ منها بغيرِ الـزادِ والكـفنِ
يا نفسُ كفي عن العصيان واكتسبي *** فـعـلا جـميلا لعلَّ اللهَ يرحمني [6]
فبادر يا رعاك الله إلى إعتاق نفسك من النار ، وأعلنها توبة صادقة من الآن ، وتأكد أنك لن تندم على ذلك أبدا ، بل إنك سوف تسعد بإذن الله ، وإياك إياك من التردد أو التأخر في ذلك فإني ورب الكعبة لك ناصح وعليك مشفق ..

---------------------
[1] انظر جريدة الرياض 8/5/1420هـ فقد ذكرت أسوأ الزلازل عبر التاريخ .
[2] رواه أحمد (6/304) .
[3] الجواب الكافي ص 87-88 بتصرف .
[4] رواه الترمذي (2211) وقال :وفي الباب عن علي وهذا حديث غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه .
[5] الجواب الكافي ص88 .
[6] مورد الظمآن (3/496)

المصدر : شبكة نور الإسلام
موقع فضيلة الشيخ محمد بن عبدالله الهبدان

موقف المسلم من الكوارث
الأولى

أما بعد: يها المسلمون
ـــ إن هذه الأرض، التي نعيش عليها، من نعم الله الكبرى علينا، فإن الله سبحانه وتعالى قد مكننا من هذه الأرض، نعيش على ظهرها، وندفن موتانا في باطنها، قال تعالى: { أَلَمْ نَجْعَلِ الأَرْضَ كِفَاتاً *أَحْيَاء وَأَمْواتاً } [المرسلات:25، 26]، وقال تعالى: { مِنْهَا خَلَقْنَـاكُمْ وَفِيهَا نُعِيدُكُمْ وَمِنْهَا نُخْرِجُكُمْ تَارَةً أُخْرَى } [طه:55 ، وقال: { هُوَ الَّذِى جَعَلَ لَكُمُ الأَرْضَ ذَلُولاً فَامْشُواْ فِى مَنَاكِبِهَا وَكُلُواْ مِن رّزْقِهِ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ } [الملك:15]، والآيات في هذا كثيرة.

ـــ ومن رحمته عز و جل ّ أن أودع فى هذه الأرض كل ما يحتاجه الخلق الذين يعيشون على ظهرها، فبارك فيها وقدر فيها أقواتها. ثم سبحانه وتعالى جعلها ثابتة مستقرة لا تتحرك وأرساها بالجبال، حتى نتمكن من البناء عليها والعيش على ظهرها، وفي بعض الأحيان، يجعل الله عز وجل هذه الأرض، جنداً من جنوده، فتتحرك وتميد وتحصل الزلازل المدمرة، تخويفاً للعباد، وتأديباً للبعض الآخر، وما يعلم جنود ربك إلا هو، وما هي إلا ذكرى للبشر.

ـــ ولقد مرّ على العالم قبل أيام حدث عظيم يتعلق بهذا الكون الذي من حولنا وهو الزلزال العظيم الذي أصاب عدداً من البلاد, فخلّف عشرات الآلاف من القتلى ، وعشرات الآلاف من المفقودين, وملايين المشردين, ومليارات الخسائر المادية, ومازالت نتائجه مستمرة. والمسلم عندما تمر عليه مثل هذه الأحداث العظيمة وغيرها المتعلقة بالكون من حوله ينبغي أن تكون له وقفة تأمل واعتبار. ـ ـ وهذه الوقفة تنطلق من العقيدة التي رسخت في قلبه وانعكست على تصوراته للكون من حوله، وهذا هو المهم، أما أهل المناهج المادية الأرضية البحتة فإنهم ينطلقون من تصوراتهم المادية لمثل هذه الأحداث، والمسلم له منطلقاته التي يحكم بها حياته ، ونظرته إلى ما حوله من الأحداث ، فقلب المسلم معلق دائماً بالله، ما يرى من نعمة إلاّ ويعلم أنها من عند الله، وما يرى من مصيبة إلاّ ويعلم أنها بما كسبت يداه ويعفو عن كثير.

ــ ويعلم المسلم أن الكون ـ بإنسه وجنّه وسمائه وأرضه وكواكبه ونجومه ومخلوقاته ما علمنا منها وما لم نعلم ـ، إنما هي مسخرة بأمر الله يتصرف فيها كيف يشاء سبحانه، ولا معترض عليه.

ــ والمسلم بما يحمل من عقيدة التوحيد، يعلم أن الضر والنفع بيد الله، وأن ما يجري من زلازل وبراكين وأمطار وأعاصير ورياح وكسوف وخسوف إنما هي بقدر من الله لحكمة يريدها الله، علمها البشر أو غابت عنهم. ويعلم المسلم أيضاً أن ما أصابه لم يكن ليخطئه، وأن ما أخطأه لم يكن ليصيبه، وأن الواجب علينا عند حلول المصائب الصبر والاحتساب وسرعة الرجوع والتوبة إلى الله .

ــ فالمسلم دائماً يتأثر قلبه بالآيات الكونية التي يراها ماثلة أمام عينيه، وهذه الآيات تذكره بالله وتحيي قلبه وتجدد الإيمان فيه، وتجعله متصلاً بالله ذاكراً له، شاكراً لنعمه، مستجيراً بالله من نقمته وسخطه.

ــ والزلازل من أشد الأسباب الطبيعية التي يقدرها الله تعالى تخويفاً لعباده كما قال تعالى: { وما نرسل بالآيات إلا تخويفا}{الإسراء: 59}. وقال تعالى: { قل هو القادر على أن يبعث عليكم عذابا من فوقكم أو من تحت أرجلكم أو يلبسكم شيعا ويذيق بعضكم بأس بعض انظر كيف نصرف الآيات لعلهم يفقهون }{الأنعام: 65}.

ــ والعذاب الذي يكو ن من فوق هو الصيحة أو الحجارة والذي من تحت هو الرجفة أي (الزلازل) والخسف كما قال مجاهد . ــ فإذا علم أن الزلازل الهائلة إنما تحدث بأمر ربها، بل وقد تكون من عذابه كما أهلك الله بها ثمود-قوم صالح عليه السلام ـ قال تعالى: { فعقروا الناقة وعتوا عن أمر ربهم وقالوا يا صالح ائتنا بما تعدنا إن كنت من المرسلين * فأخذتهم الرجفة فأصبحوا في دارهم جاثمين }الأعراف: 77، 78 . ــ قال الشوكاني: "فأخذتهم الرجفة" أي الزلزلة .

ــ و من أشد الأسباب الطبيعية التي يقدرها الله تعالى تخويفاً لعباده الخسف وهو:أن يذهب جزء من القشرة الأرضية ويغيب في الأرض .

ــ كما قال تعالى: { أفأمن الذين مكروا السيئات أن يخسف الله بهم الأرض أو يأتيهم العذاب من حيث لا يشعرون }{النحل: 45} وقال تعالى: { وقارون وفرعون وهامان ولقد جاءهم موسى بالبينات فاستكبروا في الأرض وما كانوا سابقين * فكلا أخذنا بذنبه فمنهم من أرسلنا عليه حاصبا ومنهم من أخذته الصيحة ومنهم من خسفنا به الأرض ومنهم من أغرقنا وما كان الله ليظلمهم ولكن كانوا أنفسهم يظلمون }{العنكبوت: 39، 40}. وقال تعالى: { أأمنتم من في السماء أن يخسف بكم الأرض فإذا هي تمور }{الملك: 16}.

ــ عباد الله إن هذه الزلازل والكوارث من أوضح الدلالات على عظمة الجبار تعالى وضعف جبابرة الأرض مهما أوتوا من قوة.

ــ كيف لا تدل على عظمة الجبار وهي في بضع ثواني تهلك مئات الألوف من الناس. ولنا في زلازل حدثت العبرة والعظة .

ــ فقد وقع زلزال في العاصمة اليابانية راح ضحيته 142000 نسمة0 ــ ووقع زلزال في إحدى المدن الصينية راح ضحيته (500.000) نسمة0

ــ ووقع زلزال في إقليم جيلان بإيران راح ضحيته 40,000 نسمة0

ــ وقع زلزال في الهند راح ضحيته 30,000 . ــ ووقع زلزال في مدينة بام الإيرانية راح ضحيته 50,000 نسمة0

ــ أما الزلزال الأخير فقد راح ضحيته أكثر من 100،000 نسمه غير المفقودين .

ــ أيها الإخوة المؤمنون إذا كانت زلزلة ثوان عملت هذا كله فكيف بزلزلة يوم يجعل الولدان شيباً؟ ــ إنها زلزلة هائلة تخفض وترفع وترج الأرض رجاً وتبس الجبال بساً فتجعلها هباء منبثاً.

ــ إنها زلزلة ضخمة تتحول الجبال معها إلى عهن منفوش. وتصير الأرض قاعاً صفصفاً لا ترى فيها عوجاً ولا أمتاً.

ــ إنها زلزلة مرعبة تُحمل فيها الأرض والجبال فتُدكان دكة واحدة. ــ إنها زلزلة مذهلة تنفض الأرض بسببها كل ما فيها نفضاً وتخرج أثقالها.

ــ وإذا نجونا من زلازل الدنيا فليس أحد منا بناج من زلزلة يوم القيامة فما أعددنا لها؟

ــ أعوذ بالله من الشيطان الرجيم { يأَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَىْء عَظِيمٌ *يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَـارَى وَمَا هُم بِسُكَـارَى وَلَـكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ} [الحج:1-2].

نسأل الله أن يرزقنا الصبر عند المصائب و الاتعاظ بها ، إنه ولي ذلك والقادر عليه، أقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم وللمسلمين من كل ذنب فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.

=========
الثانية

أما بعد عباد الله

ـــ اتقوا الله تعالى وتفكروا في أحوالكم وما يجري من حولكم من العبر لعلكم تذكرون، إنكم في نعمة من الله تامة أمن في أوطانكم وصحة في أبدانكم ووفرة في أموالكم، وبصيرة في دينكم فماذا أديتم من شكر الله الواجب عليكم فإن الله وعد من شكره بالمزيد وتوعد من كفر بنعمته بالعذاب الشديد { وإذ تأذن ربكم لئن شكرتم لأزيدنكم ولئن كفرتم إن عذابي لشديد }، إن الله سبحانه يري عباده من آياته ليعتبروا ويتوبوا، فالسعيد من تنبه وتاب، والشقي من غفل واستمر على المعاصي ولم ينتفع بالآيات.

ــ إن كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم يدلان على أن هذه الزلازل كغيرها من الكوارث إنما تصيب العباد بسبب ذنوبهم وكونها تقع لأسباب معروفة لا يخرجها عن كونها مقدرة من الله سبحانه على العباد لذنوبهم قال الله تعالى: { وَإِذَا أَرَدْنَا أَن نُّهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُواْ فِيهَا فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيرًا } [الإسراء:16]. وعَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ((فِي هَذِهِ الْأُمَّةِ خَسْفٌ وَمَسْخٌ وَقَذْفٌ)) فَقَالَ رَجُلٌ مِنْ الْمُسْلِمِينَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ وَمَتَى ذَاكَ؟ قَال: ((إِذَا ظَهَرَتْ الْقَيْنَاتُ وَالْمَعَازِفُ وَشُرِبَتْ الْخُمُورُ)) رواه الترمذي. وعن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((يكون في آخر الزمان خسف ومسخ وقذف، قالت: قلت: يا رسول الله أنهلك وفينا الصالحون؟ قال: نعم إذا كثر الخبث)) رواه الترمذي .

ــ إن بلاداً من بلاد الله الواسعة، كانت قائمة شاخصة، فظلم سكانها أنفسهم، فحل بهم أمر الله وسنته { وَكَمْ أَهْلَكْنَا مِن قَرْيَةٍ بَطِرَتْ مَعِيشَتَهَا فَتِلْكَ مَسَـاكِنُهُمْ لَمْ تُسْكَن مّن بَعْدِهِمْ إِلاَّ قَلِيلاً وَكُنَّا نَحْنُ الْوارِثِينَ } [القصص:58]. لقد عمّ قوم نوح الغرق، وأهلكت عاداً الريح العقيم، وأخذت ثمود الصيحة، وقلبت على اللوطية ديارهم، فجعل الله عاليها سافلها، وأمطر عليها حجارة من سجيل، يقول الله تعالى { فَكُلاًّ أَخَذْنَا بِذَنبِهِ فَمِنْهُم مَّن أَرْسَلْنَا عَلَيْهِ حَاصِباً وَمِنْهُمْ مَّنْ أَخَذَتْهُ الصَّيْحَةُ وَمِنْهُمْ مَّنْ خَسَفْنَا بِهِ الأرْضَ وَمِنْهُمْ مَّنْ أَغْرَقْنَا وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَـكِن كَانُواْ أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ} [العنكبوت:40]، تلكم الذنوب، وتلكم عواقبها وما هي من الظالمين ببعيد. ما ظهرت المعاصي في ديار إلا أهلكتها، ولا فشت في أمة إلا أذلتها، ولا تخلخلت في دولة إلا أسقطتها. إنه ليس بين أحد وبين الله نسب، ولا يعني أن أقواماً أو مجتمعات لم يصبها شيء أنها على الاستقامة كلا، ولكن الله يمهل حتى يعتبر الناس ولا يهمل، والعقوبات الربانية تختلف فقد يكون زلزالاً وقد يكون حروباً وقد يكون تدهوراً في الإقتصاد وسوء للأوضاع المالية، وقد يكون غير ذلك.

ــ نسأل الله عز وجل، بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يثبتنا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة. و أن يحفظ هذه البلاد، وجميع بلاد المسلمين من الزلازل والمحن، وسوء الفتنة ما ظهر منها وما بطن. كما نسأله عز وجل، أن يجعل، ما نرى وما نسمع، عبره لنا ولغيرنا، وأن يكون سبباً في رجوع المسلمين لكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم إنه سميع مجيب.

هذا وصلوا ................

ضحايا الزلزال ..إنها قوة الله
فضيلة الدكتور محمد بن عبدالعزيز المسند
أكثر من مئة ألف قتيل هم ضحايا الزلزال المدمّر الذي ضرب جنوب شرق آسيا، والحصيلة مرشّحة للازدياد...
سبحانك ربنا ما أعظمك.. سبحانك ربنا ما أحلمك.. سبحانك ربنا ما أعدلك ..
لقد تحدّثت جميع وسائل الإعلام عن هذا الحدث العظيم، وحلّلوا وعلّلوا.. وذكروا أسباباً عدّة، لكنّهم لم يذكروا السبب الرئيس لهذه الكارثة..

إنّ الله لا يظلم الناس شيئاً، ولكنّ الناس أنفسهم يظلمون.. لقد كان جزء كبير من المناطق المنكوبة منتجعات سياحية يأوي إليها السياح من كلّ مكان، فيتعرّون ويرقصون ويغنّون ويسكرون ويعربدون..

وفي العام الماضي أو الذي قبله، حصل تفجير في أحد هذه المنتجعات قتل فيه العديد من السياح، فكان هذا بمثابة إنذار مبكّر لهؤلاء القوم لو كانوا يعقلون، ـ وبصرف النظر عن الفاعل وحكم فعله، فإنّ الله يسلّط بعض عباده على بعض ـ لكنّ ذلك لم يزدهم إلا طغياناً، فقد تسلّطوا على عباد الله الصالحين وأوليائه المؤمنين، فاتهموهم بما هم منه براء، وسجنوهم وآذوهم، ولا يزال بعضهم رهن الاعتقال رغم عدم ثبوت إدانته، وعادت تلك المنتجعات إلى ما كانت عليه من الفجور والعربدة، فلعلّ الله ـ عزّ وجلّ ـ غار في سمائه، فقال للأرض تزلزلي...

ذكر ابن أبي الدنيا عن أنس بن مالك ـ رضي الله عنه ـ أنّه دخل على عائشة هو ورجل، فقال لها الرجل: يا أمّ المؤمنين؛ حدّثينا عن الزلزلة، فقالت: ( إذا استباحوا الزنى، وشربوا الخمور، وضربوا بالمعازف؛ غار الله ـ عزّ وجلّ ـ في سمائه، فقال للأرض: تزلزلي بهم. فإن تابوا ونزعوا، وإلا هدمها عليهم . قال: يا أمّ المؤمنين؛ أعذاباً لهم؟ قالت: " بلى، موعظة ورحمة للمؤمنين، ونكالاً وعذاباً وسخطاً على الكافرين ). فقال أنس: ما سمعت حديثاً بعد رسول الله ـ صلّى الله عليه وسلّم ـ أنا أشدّ فرحاً منّي بهذا الحديث.

والآن هل عرفتم السبب؟

فإن قيل : فما ذنب النساء والأطفال ومن لم يشاركهم في فجورهم وعربدتهم؟! فالجواب قد نطق به رسول الله ـ صلّى الله عليه وسلّم ـ، ففي الصحيحين عن أمّ المؤمنين عائشة ـ رضي الله عنها ـ قالت: قال رسول الله ـ صلّى الله عليه وسلّم ـ : ( يغزو جيش الكعبة؛ فإذا كانوا ببيداء من الأرض يخسف بأوّلهم وآخرهم"، قالت: قلت يا رسول الله، كيف يخسف بأوّلهم وآخرهم وفيهم أسواقهم، ومن ليس منهم؟!، قال: " يخسف بأوّلهم وآخرهم، ثمّ يبعثون على نيّاتهم". وفي حديث آخر قالت إحدى أمّهات المؤمنين: أنهلك وفينا الصالحون؟! قال: " نعم، إذا كثر الخبث ). ولعلّ هذا هو السرّ في الأمر بالهجرة من ديار الكفر والفجور إلى دار الإسلام. والله المستعان.

وزلزل البحر ، فدمرت الأرض ، فهل من متعظ
مشاري العنزي
تعتبر الزلازل من أخطر الكوارث التي تهدد العالم لما تسببه من خسائر فادحة للأفراد والممتلكات، ومما يزيد من أخطارها حدوثها بشكل فجائي يحول دون اتخاذ الترتيبات الاحترازية الكافية من قبل الأفراد أو الجهات المعنية ذاتها.
وعلى الرغم من التقدم التكنولوجي بدول العالم إلا أن محاولات التنبؤ بحدوث الزلازل أو الإنذار المبكر عنها لا تزال محدودة النتائج.
والزلازل تعتبر علامة من علامات الساعة ، فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : (( لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يُقْبَضَ الْعِلْمُ ، وَتَكْثُرَ الزَّلَازِلُ ، وَيَتَقَارَبَ الزَّمَانُ ، وَتَظْهَرَ الْفِتَنُ وَيَكْثُرَ الْهَرْجُ ، وَهُوَ الْقَتْلُ الْقَتْلُ ، حَتَّى يَكْثُرَ فِيكُمْ الْمَالُ فَيَفِيضَ))
ففي كل حين نسمع في الأخبار أن زلزالاً وقع في بلد ، وزلزالاً وقع في بلد آخر ، وأن هذه الأخبار تتقارب ، وتتعاظم درجات هذه الزلازل ، وتودي بحياة بضع عشرات من الألوف ، وأن كثرتها وشدتها مصداق حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي لا ينطق عن الهوى ، إن هو إلا وحي يوحى ، إن هذه الزلازل من وظائفها أنها تعطينا معنى الزلزلة الكبرى ، التي أوعد الله بها ، قال تعالى : { يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ } .
ويقول بعض العلماء الزلازل : هناك زلازل حدث في الصين ، في عام ألف وخمسمائة وستة وخمسين ، أودى بحياة ثمانمائة وثلاثين ألفاً في ثوانٍ ، وفي عام ألف و سبعمائة وسبعة وثلاثين حدث زلزال في الهند ، أودى بحياة مائة وثمانين ألفاً ، وفي عام ألف وتسعمائة وثلاثة وعشرين حدث زلزال في اليابان ، أودى بحياة مائة ألف ، وفي عام ألف وتسعمائة وستة وسبعين ، حدث زلزال في الصين ، أودى بحياة مائة ألف ، وحدث زلزال بإيطاليا أودى بحياة خمسة وثلاثين ألفاً ، ثوانٍ معدودة ، {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ }.
سألوا عالماً كبيراً من علماء الزلازل : هل يمكن بما أوتينا من علم متقدم ، أن نتنبأ بالزلزال قبل وقوعه ولو بربع ساعة ؟ قال : لا ، إلا أن حيوانات كثيرة في مقدمتها من يضرب المثل بغبائه يشعر بالزلزال قبل وقوعه بربع ساعة ذلك لأن هذه الحيوانات ليست مكلفة كالإنسان وليست مقصودة بالزلزال 0
ربما الحقائق العلمية الحديثة لا تخفى على علماء الجليوجيا في أسباب حدوث الزلازل ، ولكن ما أريد الإشارة إليه ويغفل عنه الكثير من الناس ، وهو أن هذا الزلزال هو جند من جنود الله عز وجل ، وبأمر من الله عز وجل محي مدينة بأكملها ، وكأنها لم تكن ، قال تعالى (وَكَمْ أَهْلَكْنَا مِنْ قَرْيَةٍ بَطِرَتْ مَعِيشَتَهَا فَتِلْكَ مَسَاكِنُهُمْ لَمْ تُسْكَنْ مِنْ بَعْدِهِمْ إِلَّا قَلِيلًا وَكُنَّا نَحْنُ الْوَارِثِينَ )
لذلك تقف البشرية عاجزة أمام هذه الكوارث بالرغم ما توصلت إليه ، ليطلعهم الله عز وجل على مدى ضعفهم وقلة حيلتهم .
ولعل هذه الزلازل تذكرنا بمشاهد يوم القيامة التي وصفها الله عز وجل في سورة الزلزلة قال عزوجل : { إِذَا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ زِلْزَالَهَا } ، زلزلت أيْ تحرَّكتْ تحرُّكًا شديدا ، واضطربت ، زلزالها : العظيم ، والكبير ، والأخير ، الذي ليس بعده زلزال ، وذلك عند قيام الساعة ، وما هذه الزلازل في الأرض إلا نماذج مصغرة ومحدودة {وَأَخْرَجَتِ الْأَرْضُ أَثْقَالَهَا} ، وهو الإنسان : المخلوق الأول الذي خلق لجنة عرضها السماوات والأرض ، لأنه قبل حمل الأمانة فسخر الله له ما في السماوات وما في الأرض جميعا منه ، وجعله خليفته في الأرض ، فإنْ سما عقله على شهوته كان فوق الملائكة ، وإنْ سمتْ شهوتُه على عقله كان دون الحيوان ، {وَقَالَ الْإِنْسَانُ مَا لَهَا} ، تعجباً وخوفاً ، {يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ أَخْبَارَهَا} ، ما عمله الإنسانُ على وجه الأرض من خير أو شر ، {بِأَنَّ رَبَّكَ أَوْحَى لَهَا} ، أقْدَرَها على الكلام ، وأذِن لها فيه ، وأمرها به ، {يَوْمَئِذٍ يَصْدُرُ النَّاسُ أَشْتَاتًا} ، فرادى ، متفرقين ، فلا تجمعات ، ولا تكتلات ،ولا تناصر على باطل ، ولا هيمنة ، ولا غطرسة ، ولا تعالي ، قال عزوجل : {الْيَوْمَ نَخْتِمُ عَلَى أَفْوَاهِهِمْ وَتُكَلِّمُنَا أَيْدِيهِمْ وَتَشْهَدُ أَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ} .
قال تعالى : {لِيُرَوْا أَعْمَالَهُمْ ، فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ} ، أيْ مقدار ذَرَّةٍ ، وهي الجزء الذي لا يتجزأ ، { خَيْرًا يَرَهُ ، وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ} يجد جزاءه وعاقبته .
ولعل الإعجاز يتضح لنا جليا عندما يكون الزلزال بالبحر ، فمن عجائب البحر التي تدل على إدراكه وعبوديته لله جل وعلا أنه يعظم عليه أن يرى ابن آدم يعصي الله عز وجل مع حلم الله عليه فيتألم البحر لذلك ويتمنى هلاك عصاة بني آدم بل ويستأذن ربه في ذلك ، جاء في مسند الإمام أحمد فيما روي عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " ليس من ليلة إلا والبحر يشرق فيها ثلاث مرات يستأذن الله أن ينتضح عليهم ـ أي على العصاة ـ فيكفه الله بمنه وكرمه "، فلا إله إلا الله ، البحر يتمعر ، ويتمنى إغراق العصاة ، ويستطيع لكنه مأمور
وفي نفس الوقت ليعلم المسلمون بأن الله عز وجل قادر أن ينصرهم على أعدائهم بجند من جنوده ، وليس ذلك على الله بعزيز ، ولكن النصر عادة لا يأتي إلا بالمؤمنين ، فالملائكة نزلت ببدر على المؤمنين ، والريح أرسلها الله على المشركين يوم الخندق نصرة للمؤمنين ، فالنصر لا يأتي إلا إذا عاد المسلمين إلى دينهم ، نسأل الله أن يرد الله المسلمين إلى دينهم ردا جميلا ،

الزلازل .. وغياب الحقيقة ؟!
إبراهيم بن صالح الدحيم
ليلة الأحد الماضي كانت مناطق واسعة من سواحل وجزر ثمان دول جنوبي وجنوبي شرقي آسيا تعيش ليلة هادئة ساكنة, البحر فيها يلقي بمده المعتاد .. وانتهت تلك الليلة بما فيها , والله أعلم بما فيها . حتى إذا تنفس الصبح تنفست الأرض بأمر الجبار , فأحدثت هزة عنيفة في قعر البحار مآجت بها المياه واليابسة , وذهبت على إثر ذلك سواحل واسعة وجزر بمن فيها ..

لقد كنت أتابع الحدث أولاً بأول فكنت أقرأ في اليوم الثاني أن الضحايا تجاوزت العشرين ألفاً وأقرأ مع ذلك أن هذا الزلزال يعتبر أعنف زلزال منذ أربعين عاماً , فكنت أتعجب كيف يكون أعظم زلزال ونحن لا زلنا نذكر زلزال بام (جنوب شرق إيران) الذي تجاوز ضحاياه الخمسين ألف ..ثم تبين لي الأمر مع مرور الأيام مع تزايد عدد الضحايا بصورة مفزعة حتى كان من آخر الإحصائيات أن عدد الضحايا تجاوز (120) ألف ولازال العدد قابلاً للزيادة في الأيام القادمة حتى قال أحد المعايشين للحادث هناك أن الأمر قد يحتاج إلى ثلاثة أسابيع حتى يمكن الإحاطة بالخسائر البشرية , زد على ذلك ملايين المشردين الذين يعيشون حالة من الفقر والجوع والمرض

إن الحادث بحق حادث مفزع جلل حرك البحار فارتفعت أمواجها إلى قرابة العشرين متر وتجاوبت لحركة البحار هناك بحار يفصلها عنها عشرات الآلاف من الكيلومترات , واهتزت لذلك جزر ودمرت بيوت وقصور وفنادق ومتنزهات سياحية , والله يقضي بالحق .
إنه حدث ضخم كبير وزلزال مدمر يجب أن يوقف معه وقفات تأمل واعتبار . إن وسائل الإعلام لو نطقت بالحق وأخبرتنا خبر تلك الليلة لسمعت ورأيت ما يشيب له رأسك , مما يجري في مراقص العهر وحانات الخمور وفنادق القمار مع أنها لا تخلو من ساجد وقائم وقانت , ويوم القيامة يبعثون على نياتهم وأعمالهم .
- إن هذا الحدث فرصة لتوجيه الناس إلى ربهم , وتبصيرهم بقدرة القادر وقهره وشديد بأسه وأليم عقابه وغيرته على محارمه وحدوده ؟‍! فهل قام الإعلام بهذا ؟!!
لقد قام الإعلام في كثير من قنواته وإذاعاته وصحفه ومجلاته بدوره المعتاد في تعتيم القضايا وتمييعها والميل بها عن أسبابها الحقيقية ومقدماتها المنطقية. لقد وقع الزلزال في بام في إيران فعللوا ذلك بأنها منطقة زلازل وكذا قالوا حين وقع الزلزال في المنطقة الغربية من تركيا والذي ذهب ضحيته آلاف القتلى ودمرت بسببه آلاف المنازل ، وارتفعت معه أمواج بحر مرمرة فابتلعت نادي الضباط البحري هناك في مرفأ (غولجوك) ...؟! وكادت أمواج بحر مرمرة تبتلع حتى الخبر من شدة التعتيم .
.. ولا تزال وسائل الأعلام اليوم تكرر على المستمع الكريم هذا التعليل العليل بأن الزلازل كوارث طبيعة .. وأن هذه الأرض منطقة زالازل ..و يسدل الستار على كل حادث مشابه وينتهي التعليق ؟!! ويتوجه بالمستمع والمشاهد إلى الجوانب الإغاثية - وهي حق ندعو إليها- .

لكن الشيء الذي نستهجنه هو التفسير المادي للأحداث مع تنحية النظرة الشرعية والسنن الإلهية في الأفراد والمجتمعات .
أن أصاحب النظرة المادية قد أصيبوا بنوع هوسٍ من شدة إغراقهم في هذه النظرة , حتى إني أظن أن أحداً منهم لو عايش قارون وهو يخسف به وبداره الأرض لقال وبكل وقاحة وسذاجة : إن قارون قد ابتنى بيته على فوهة بركان ميت أو بحث عن تعليل عليل آخر ...!!
إن علماء الأرض كشفوا في دراساتهم عن أنماط غير منتظمة ومحيرة من الزلازل , لقد كشفت سلسلة الخنادق التي حفرت على امتداد خط تصدع ( سان أندرياس ) عن أنماط غير منتظمة ومحيرة من الزلازل , فقد كان هناك ثلاث زلازل خلال السنوات بين 671و797م ثم حدث انقطاع تام لمدة قرنين , وبعد ذلك حدثت ثلاث زلازل خلال السنوات 997 و1100م وبعدها لم يسجل شيء لمدت 246سنة تلا ذلك زلزالان في عامي 1346 و1480فجاء بعدهما ثلاث قرون من عدم النشاط إلى أن بدأت الانفجارات العنيفة مرة أخرى بين السنوات 1812 و1857م ...

إن شيئاً من التفسير المادي الذي يعتمد على الدراسة والبحث , قد يكون صائباً في بيان سبب الزلزال , لكن السؤال الذي يجب على وسائل الإعلام وعلى غيرها أن تطرحه هو : بأمر من يحدث الزلزال ؟ ومتى يحدث ؟ وكيف يحدث ...؟! { قل إن الأمر كله لله . }
- إن العلم الحديث قد يكشف شيئاً من أسباب الزلازل السابقة , لكنه يبقى عاجزاً عن معرفة بعض الأسباب لزلازل جديدة ويبقى العالم بكل ما أوتي من قوة عاجز عن تلافيها ودفع أضرارها { والله يحكم لا معقب لحكمه }.
إن الزلازل آية من آيات الله يخوف الله بها عباده , ينتظر من القلوب أن تحيا عند وقوعها لا أن تموت , ومن النفوس أن تستنير لا أن تطاول في العمى وتصر على الغي واتباع الهوى .

وتكون المصائب نعمة وتنقلب المحنة منحة حين يستفاد منها في توجيه الناس إلى الله واستدراك أيامهم بالتوبة قبل أن يقطع دونها
لك الحمد إن الرزايا عطايا *** وإن المصيباتِ بعضُ الكرم
لقد وقع الزلزال وفي بعض المناطق حفلات صاخبة وليالٍ حمراء طمرتها التقمها الطوفان , وابتلعتها الأرض ( وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون ) ومن رحمة الله أن هذا الزلزال لم يكن في الصيف ؟! وإلا لرأيت المصاب يمتد إلى دول إسلامية وعربية كثيرة قد امتلأت بهم مناطق السياحة هناك ...

- إن الأصل في المؤمن أن يكون مرهف الحس لمثل هذه الأحوال المخيفة والأمور المهيبة .وهذا هو هدي النبي صلى الله عليه وسلم فكان إذا هبت الريح الشديدة عرف ذلك في وجهه صلى الله عليه وسلم , وحين ينعقد الغمام في السماء ويكون السحاب ركاماً بعضه فوق بعض ترى النبي صلى الله عليه وسلم يُقبل ويدبر ويدخل البيت ويخرج والهم يعلو محياه , فتقول عائشة مالك: يا رسول الله . فيقول : ما يؤمنني أن يكون عذاباً إن قوماً رأو ذلك فقالوا: هذا عارضٌ ممطرنا . فقال الله : { بل هو ما استعجلتم به ريح فيها عذاب أليم }حتى إذا نزل المطر سُرِّي عنه صلى الله عليه وسلم .

بمثل هذه النفوس العارفة بالله يتعامل مع الأحداث تعاملاً يثمر حياة القلوب ورقتها , لقد تزلزلت الأرض على عهد عمر رضي الله عنه فكيف تعامل معه وماهي التصريحات التي خرج بها على الناس ؟!! روي الإمام أحمد عن صفيه أم المؤمنين رضي الله عنها قالت: ( زلزلت المدينة على عهد عمر فقال: يا أيها الناس ما هذا ؟! ما أسرع ما أحدثتم - يعني من العصيان والمخالفة - لئن عادت لا تجدونني فيها ).
لقد كان عمر رضي الله عنه يعرف أن وجود بعض المعاصي داخل مجتمع المدينة سبب لوقوع البلاء , حتى ولو كان مجتمع المدينة المثالي الذي وضع أساسه وأقام دعائمه محمد صلى الله عليه وسلم .المجتمع الذي يحتج بقول وفعل أهله لتمسكهم بالسنة .. فيا ترى ما هي الذنوب التي أغلقت المدينة النبوية أبوابها عليها في زمن عمر ؟! هل كانت حانات للخمور .. أو دور للبغاء .. أو فنادق للقمار .. أو معابد الوثنية وقبوراً تعبد من دون الله ... ؟!!!

أن رسالة رواد المنابر وأساتذة التعليم وأصحاب الأقلام في مثل هذه الأحداث هو رد الناس إلي الأسباب الحقيقية لهذه الكوارث ودعوتهم إلى التوبة والاستغفار , ثبت أن الخليفة الراشد أمير المؤمنين عمر بن عبد العزيز رحمه الله : لما وقع الزلزال في زمانه كتب إلى عماله في البلدان و أمرهم أن يأمرو المسلمين بالتوبة إلى الله والضراعة إليه والاستغفار من ذنوبهم .
إنه ما نزل بلاء إلا بذنب وما رفع إلا بتوبة , وصنائع المعروف تطفئ غضب الرب , ذكر الطبري في تاريخه (4/102) وذكر ذلك الواقدي أيضا، أنه في سنة تسع عشرة ظهرت نار من حرة ليلى بالمدينة فأراد عمر أن يخرج بالرجال إليها ، ثم أمر المسلمين بالصدقة فطفئت ولله الحمد .

الواجب على المؤمنين أن يكونوا على وجلٍ من ذنوبهم كما قال الحسن البصري رحمه الله : إن المؤمن لا يصبح إلا خائفاً ولا يصلحه إلا ذاك ...الخ , وعليهم أن يرجعوا إلى ربهم ويتوبوا إليه { ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس ليذيقهم بعض الذي عملوا لعلهم يرجعون}
أما أن تحور القضية على أنها حوادث طبيعية وكفى , ويبقى الناس على بعدهم وغفلتهم وقسوة قلوبهم وترتجف البحار ولا ترتجف القلوب .. فهذا وربي أشد من تزلزل الأرض لأن موت القلوب أشد من موت الأبدان , عجيب حال الناس الزلزال يضرب في غرب البلاد والناس في شرقها لا يزالون { في غمرة ساهون } .
لقد نعى الله على الكافرين والمنافقين– أصحاب القلوب المريضة أو الميتة - أنهم لا يعتبرون ولايذّكرون بل ربما زادتهم البلايا بعداً وصدوداً {ونخوفهم فما يزيدهم إلا طغياناً كبير} {أولا يرون أنهم يفتنون في كل عام مرة أو مرتين ثم لا يتوبون ولا هم يذّكرون} { ولقد أرسلنا إلى أمم من قبلك فأخذناهم بالبأساء والضراء لعلهم يتضرعون * فلولا إذا جاءهم بأسنا تضرعوا ولكن قست قلوبهم وزين لهم الشيطان ماكانوا يعملون }.
إن الذنوب والمعاصي هي السبب الكبير في المحن والزلازل والفيضانات والبراكين والأمراض التي لم تكن من قبل . {وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفوا عن كثير } { فكلاً أخذنا بذنبه}
روي الترمذي في جامعه عن عمران بن حصين رضي الله عنه أن رسول الله صلى لله عليه وسلم قال: ( في هذه الأمة خسف ومسخ وقذف . فقال رجل من المسلمين : يا رسول الله ومتى ذلك ؟ قال : إذا ظهرت القينات والمعازف وشربت الخمور). وفي رواية ( إذا كثر الخبث ...)

إن مجتمعات المسلمين اليوم تعج بذنوب كثيرة من شرك صراح وأكل للربا وشرب للخمور وزناً وفواحش توجب الوجل من حلول عقوباتها { أفأمن الذين مكروا السيئات أن يخسف الله بهم الأرض أو يأتيهم العذاب من حيث لا يشعرون أو يأخذهم في تقلبهم فماهم بمعجزين # أو يأخذهم على تخوف فإن ربكم لرءوف رحيم } { قل هو القادر على أن يبعث عليكم عذاباً من فوقكم أو من تحت أرجلكم أو يلبسكم شيعاً ويذيق بعضكم بأس بعض انظر كيف نصرف الآيات لعلهم يفقهون}
روى الإمام أحمد في مسنده عن عبيد الله بن جرير عن أبيه أن النبي صلى الله علي وسلم قال : ما من قوم يعمل فيهم بالمعاصي هم أعز وأكثر ممن يعمله لم يغيروه إلا عمّهم الله بعقاب ).
يا مخطئاً ما أجهلك عصيت ربـاً عدَّلك
وأقدرك وأمهلك .. عجل وبـادر أملك
واختم بخير عملك *** ونــاد رباً فضلك
لبيك إن الحمد لك *** والملك لا شريك لك

الزّلازل في مائة عام
الرياض - (الإسلام اليوم)
في 1906م: سلسلة من الهزات العنيفة مدّتها دقيقة واحدة ضربت سان فرانسيسكو في الولايات المتحدة، وقتلت نحو ثلاثة آلاف شخص بسبب انهيار المباني أو الحرائق.
في 1923م: زلزال (كانتو) ومركزه خارج العاصمة اليابانية مباشرة، يحصد أرواح مائة واثنين وأربعين ألف شخص في طوكيو.
في 1931م: زلزال قوّته خمس درجات ونصف الدرجة بمقياس ريختر مركزه ساحل بحر الشمال في بريطانيا. كانت الخسائر في الأرواح قليلة.
في 1948م: زلزال فوكوي في شرق بحر الصين، دمّر مناطق غرب اليابان، وقتل ثلاثة آلاف وسبعمائة وسبعين شخصاً.
في 1950م: زلزال عنيف ضرب ولاية أسام شمال شرقي الهند. أدّت الهزات إلى تسجيل مستويات مختلفة الشدة إلا أنها سُجّلت رسمياً بدرجة تسع بمقياس ريختر.
في 1954م : زلزال ضرب مدينة الأصنام (الشلف) الجزائرية التي كان اسمها آنذاك (أورليانزفيل)، وقتل ألفاً وستمائة وسبعة وخمسين شخصاً.
في 1960م: أقوى زلزال على النطاق العالمي سجل في تشيلي، وبلغت قوته 9.5 على مقياس ريختر، وقد أزال عن وجه الأرض قرى بكاملها، وقتل الآلاف من البشر.
في 1976م: تحولت مدينة تانغشان الصينية إلى أنقاض بفعل زلزال أتى على أرواح خمسمائة ألف شخص.
في 1980م: مقتل المئات في هزات أرضية في مناطق جنوب إيطاليا.
أكتوبر 1980م: زلزالان عنيفان متتاليان. الأول: بقوة سبع درجات وثلاثة أعشار الدرجة. والثاني: بقوة ست درجات وثلاثة أعشار الدرجة حسب مقياس ريختر، يضربان مدينة الأصنام (الشلف حالياً) في غرب الجزائر ويؤديان إلى مقتل نحو ثلاثة آلاف شخص، ويدمّران معظم أجزاء المدينة.
سبتمبر 1985م: زلزال عنيف يهز العاصمة المكسيكية يدمر المباني، ويقتل عشرة آلاف شخص.
أكتوبر 1989م: زلزال (لوما بريتا) يضرب كاليفورنيا، ويسبب مقتل ثمانية وستين شخصاً، ويلحق أضراراً بقيمة سبعة ملايين دولار.
في 1990م: مقتل أكثر من أربعين ألف شخص في منطقة غيلان شمال إيران
أكتوبر 1992م: زلزال بقوة خمس درجات وثمانية أعشار الدرجة يضرب مصر ويؤدي إلى مقتل نحو ثلاثمائة وسبعين، وإصابة أكثر من ثلاثة آلاف شخص. كان مركز الزلزال جنوب غربي القاهرة بالقرب من الفيوم والجيزة التي ضُربت بعنف
سبتمبر 1993م: زلزال يؤدي إلى مقتل نحو اثنين وعشرين ألف قروي في جنوب وغرب الهند.
يونيو 1994م: مقتل ألف شخص في زلزال وانزلاقات أرضية في كولومبيا.
يناير 1995م: زلزال يهز مدينة كوبي اليابانية ويؤدي إلى مقتل ستة آلاف وأربعمائة وثلاثين شخصاً.
نوفمبر 1995م: زلزال يضرب منطقة الشرق الأوسط مركزه في خليج العقبة ويشمل مناطق الساحل السياحية في مصر إضافة إلى الأردن وإسرائيل والمملكة العربية السعودية، ويشعر به سكان لبنان وسوريا وقبرص.
مايو 1995م: زلزال بقوة سبع درجات ونصف الدرجة يضرب جزيرة ساخالين الروسية النائية ويقتل ألفاً وتسعمائة وتسعة وثمانين شخصاً.
فبراير 1997م: زلزال بقوة خمس درجات ونصف الدرجة حسب مقياس ريختر يهز المناطق الريفية في شمال غربي إيران، ويقتل ألف شخص. وبعد ثلاثة أشهر تقع هزات عنيفة تؤدي إلى مقتل ألف وخمسمائة وستين شخصاً في شرق إيران
مايو 1998م: زلزال في أفغانستان يقتل أربعة آلاف شخص.
يونيو 1998م: هزّ زلزال منطقة أضنه في جنوب شرقي تركيا مما أدى إلى مقتل مئة وأربعة وأربعين شخصاً. وبعد أسبوع من ذلك شهدت المنطقة هزتين ارتداديتين سبّبتا جرح أكثر من ألف شخص.
يوليو 1998م: قُتل أكثر من ألف شخص في الساحل الشمالي الغربي في (بابوا) غينيا الجديدة بفعل الأمواج التي سببها زلزال وقع تحت سطح البحر.
يناير 1999م: هزة أرضية في مدينة أرمينية الكولومبية قتلت نحو ألف شخص
مارس 1999م: زلزالان هزّا (أتار براديش) في شمال الهند وأدّيا إلى مقتل أكثر من مئة شخص.
أغسطس 1999م: زلزال مروّع تتراوح قوّته بين ستة درجات وثمانية أعشار الدرجة، وسبع درجات على مقياس ريختر يهزّ شمال غربي تركيا مسبباً عشرات الآلاف من القتلى والجرحى.
سبتمبر 1999م: هزة أرضية قوية تقع في اليونان وتبلغ شدّتها خمس درجات وتسعة أعشار الدرجة على مقياس ريختر، ومركزها بالقرب من أثينا. أدّت الهزة إلى مقتل تسعة وأربعين شخصاً.
سبتمبر 1999م: أعنف زلزال يضرب تايوان تبلغ قوته سبع درجات وستة أعشار الدرجة على سلم ريختر، يؤدّي إلى مقتل ألف وخمسمائة شخص، وإصابة وتشريد ألوف آخرين.
نوفمبر 1999م: ومع أفول القرن أيضاً تتعرض تركيا لزلزال عنيف تزيد قوته على سبع درجات، ويودي بأرواح أكثر من أربعمائة وخمسين شخصاً.
ديسمبر 1999م: في الأيام الأخيرة من القرن العشرين ضرب زلزال شدته خمس درجات وثمانية أعشار الدرجة مناطق في غرب الجزائر، وقتل ثمانية وعشرين شخصاً، وأصاب مئة وخمسة وسبعين آخرين.

الدكتور الفنيسان: كوارث شرق آسيا بسبب المعاصي
الإسلام اليوم/ باسل النيرب
تحدث الدكتور سعود الفنيسان عميد كلية الشريعة في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية عن ظاهرة الأمواج الأخيرة التي ضربت الشواطئ في شرق آسيا إثر موجات زلزالية أدّت إلى مقتل حوالي (150) ألفاً من سكان تلك الجزر، عدا عن الخسائر المادية الأخرى، والتي ما زلت غير مقدرة حتى الآن، وأكّد في حديثة السريع لِـ(الإسلام اليوم) أن الله سبحانه وتعالى يختبر المسلم ويبتلى الكافر...
وإلى نص الحوار:

ما العبرة من الكوارث الطبيعية؟
هذا الحدث الكبير، والنازلة التي ألمت بالعالم أرسلها الله -سبحانه وتعالى- للعظة والعبرة للمسلم والكافر، فالمسلم يزداد رجوعاً إلى الله وتوبة، وللكافر ابتلاء له وامتحان ممن بقي منهم على كفره.
هذه الزلازل ذكرها الله سبحانه في كتابة الكريم في سورة الزلزلة (إذا زُلزِلت الأرض زلزالها وأخرجت الأرض أثقالها...) ، وهذه الزلزلة هي يوم القيامة، وهي أعظم وأشد من أي زلزلة تكون، مهما شاهدنا من قوة لها وتدمير، وما يحدث اليوم لا يساوي شيئاً أمام زلزلة يوم الآخرة؛ فهي الأقوى، وهي المذهلة حيث تذهل كل مرضعة عما أرضعت، وتخرج الأرض ما في جوفها وتلقيه على ظهرها، وتتحدث الأرض بأخبارها وهذا مؤكد في الحديث الصحيح.
في هذا اليوم العظيم أعظم ما يمكن أن يستعد له الإنسان هو البعد عن المعاصي خوفاً من عقاب الله، ومثل هذه الزلازل التي كثرت في الآونة الأخيرة هي عبرة ليوم البعث والنشور، يوم تشهد الألسنة والأرجل على أصحابها.
ومن المعلوم أن هذه الزلازل من حيث الأسباب لها أسبابها المعروفة، وممكن أن تُدرك وهي حكمة من الله - سبحانه وتعالى- وجعل لها مواطن خاصة في الجبال، وفي قيعان البحار عموماً، ومن حكمة الشرع أنه إذا نزلت نازلة بالأمة أن يفتتن المسلمون، وقد قال أحد السلف عندما زُلزِلت الأرض في مصر: إن ربكم يستعتبكم، وقد قال عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- عندما زُلزِلت المدينة المنورة: لئن عادت مرة أخرى لا أساكنكم فيها.
ومن رحمة الله -سبحانه وتعالى- بالجزيرة العربية أن الظواهر الطبيعية كالزلازل والبراكين بمنأى كبير عنها إلا على حدود الشواطئ في العقبة وخليج عمان وإيران، وهي ميزة للجزيرة العربية كما يقولون، ويقول العلماء: إن الزلزال عبارة عن رياح وأبخرة تحت الأرض، وتبحث عن مخرج لها فإن وجدته خرج على شكل بركان، وإن لم تجده تهتز الأرض، ويكون الزلزال، وهي مرتبطة بالمناطق البحرية، وفي آخر الزمان كما معلوم تكثر الزلازل والكوارث الطبيعية، وسيحدث خسوف في المشرق والمغرب وفي جزيرة العرب.

يفسر كثير من الناس هذه الظواهر بشكل علمي ومادي هل هناك تفسيرات أخرى شرعية؟
إن الكثير من الظواهر يفسرها الناس مادياً ومنها أسباب الجفاف والفيضانات والزلازل، ولكن هذه الزلازل والأمواج إنما هي بسبب الذنوب والمعاصي، وبعض الناس في هذا الوقت يتلذذ بالنوازل في الأمة ويقلب الحقائق، ويرتزق من ورائها؛فقد كان أحد الشعراء في العهد المملوكي في مصر بعد أن أصابها زلزال جاء إلى الحاكم، فقال يمدحه متملقاً ببيت من الشعر:
ما زُلْزِلت مصرُ من كيدٍ أُريد بها *** لكنها رقصت من عدلكم طرباً

في هذا غفلة وقسوة للقلب وانحراف سلوكي في المجتمع، فالشعراء وبعض وسائل الإعلام-إلا من رحم ربي- لهم القدرة على قلب الحقائق.
ولهذه الزلزلة فائدة، والعبرة فيها واجبة، وفيها فوائد مادية عند البعض فما نزلت بنا مصيبة إلا كان للبعض فيها من مصلحة فمثالاً البراكين عندما تثور فهي تقتل وتدمر الحرث والنسل ولكن تخرج ما في جوفها حمماً تفيد الأرض الزراعية.

زلزال سي نو مئ أقاليم دالت ، وقرى زالت ، وأمم بادت
رضا أحمد صمدي - تايلند
[email protected]
الحمد لله الباقي ... والصلاة والسلام الراقي إلى خير المراقي ... وبعد ..

ففي صبيحة يوم الأحد الموافق للسادس والعشرين من ديسمبر لعام 2004 تقلصت ( بأمر الله ) قشرة الأرض تحت المحيط الهادئ وحول البحار المحيطة بالجزر الأندنوسية وخاصة جزيرة سومطرة حتى أنتج هذا التقلص حركات زلزالية تتابعت في مداها إلى قريب من القارة الإفريقية ، ومن لطف الله ( نعم من لطفه ورحمته ) أن الزلزلة حدثت تحت مياه البحار والمحيطات ، ولو حدثت في اليابسة لكان هلاكا عاما ودمارا شاملا ... ونتج عن هذه الزلزة تحت مياه البحار والمحيطات موجات ضخمة عاتية قصفت الشواطيء والمدن الموجودة في محيط الزلزلة ...

ولعل الأخوة تابع الأخبار الواردة في نشرات الأخبار على محطات التلفزة أو شبكة الاتصالات العالمية ويهمني هنا أن أورد للأخوة بعض الصور عما حدث في تايلند ، وأذكر الأمور الأصيلة والعارضة ذات الصلة مما يهم المتابع للشأن الإسلامي ، مما يفيد في تمام العظة والعبرة ...

فأما المناطق التي تأثرت بالأمواج العاتية فهي خمس أو ست ولايات أهمها ولاية ( بانغا ) وولاية ( فوكيت ) وولاية ( رنوغ ) ... وكل هذه الولايات تقع على شاطيء البحر , كما أن غالب تلك الولاية المنكوبة تعتبر من أشهر الولايات التايلندية في السياحة ، وللأسف الشديد فإن غالب تلك المناطق يقطنها إغلبية مسلمة .

تلك المناطق التي اشتهرت في كل بقاع العالم بأنها بلاد السحر والجمال خاصة ولاية فوكيت ، فجمال الخلق ، من جبال وغابات وبحار وشواطيء جعلها من أكثر المناطق زيارة في العالم ... وأيضا جعلها من أكثر المناطق جمعا للعهر والفساد والفجور ...

المسلمون في تايلند تتفق كلمتهم ( برهم وفاجرهم ) على أن ما نزل هو عقوبة من الله تعالى ، وكل يعبر عنها بالكلمة العربية ( بلاء ) مع بعض الإمالة لعجمة في ألسنتهم ...

يقول الله تعالى : ( فجعلناها حصيدا كأن لم تغن بالأمس ) ، ليس من شيء يعبر عن الحالة التي وصلت إليها بعض المناطق أفصح وأبلغ من هذه الآية ...

أقاليم بأكملها دالت ، وقرى زالت ، وأمم بادت ...

نعم ... ولا مبالغة ...

بعض الجزر ( وتمثل مقاطعة مستقلة ) غطاها الموج العاتي ، وأفنى بنيانها الماء الدافق ، وأهلك حرثها ونسلها اصطكاك تلك المياه بالأشجار والأبنية ، فلا ترى إلا الجثث الهامدة ، وبقايا الأجساد المتعفنة ، منها ما هو طريح الرمال ، ومنها ما هو معلق بالأشجار ، ومنها ما هو مدفون تحت بقايا العمارات المتهدمة ..

فنادق سويت بالأرض ... نعم ولا مبالغة ...
سيارات وقوارب اصطدم بعضها ببعض بفعل الأمواج العاتية ... نعم ولا مبالغة.

آلاف الجثث .. وأنا أتحدث عن تايلند فقط ..
أما في اندنوسيا فعشرات ألآلاف من الجثث ...

غالبها للسياح الأوروبيين ...ممن جاءوا إلى تلك المناطق للاحتفال برأس السنة الميلادية .. فأتاهم العذاب من حيث لا يشعرون ..

أما إخواننا المسلمون ... فمنهم من كان في معمعة الفجور ، وفي مناطق الخنا والخمور ... ومنهم من كان بعيدا قصيا ولكن طالته يد العذاب التي لا تصيب الذين ظلموا خاصة ...

نعم .. كانت تلك الأمواج نعيما للؤمنين ، فماتوا شهداء كما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم ، وعذابا للكافرين والفاجرين ...

المسلمون ألآن في تلك المناطق يعانون ظروفا صعبة شاقة بعد أن هدمت منازلهم وذهب كل ما فيها مع الماء ، ومات أقاربهم وذووهم ، ومنهم أطفال فنيت أسرهم ... وتحت وطأة هذه الشدائد بدأت تزحف جحافل المنصرين والسياسيين والصائدين في الماء العكر الذي خلفه الطوفان ...

حتى الأكفان قليلة لا تكفي كمية الجثث المستخرجة يوميا ... أما الكيان الصهيوني فقد بادر بإرسال أكياس حافظة للرائحة ( 3000 كيس ) لأنه لا توجد ثلاجات تحفظ الجثث مما يستتبع حقنها بكميات كبيرة من الفورملين ثم وضعها في تلك الأكياس ..

حتى إيران الرافضية أرسلت خبراء للبحث تحت الأنقاض ...

والمسلمون ينادون : أين المسلمون ؟؟؟
اللهم لا تهلكنا بما فعل السفهاء منا !!!
حاتم حمزة
الحمد لله القوى العزيز
الحمد لله الجبار المنتقم
الذى يقول للشئ كن فيكون
مهلك الظالمين و معذب الكافرين
لا إله إلا أنت سبحانك إنا كنا من الظالمين

أكثر من مائة ألف قتيل هم ضحايا الزلزال المدمّر الذي ضرب جنوب شرق آسيا، والحصيلة مرشّحة للازدياد...

منازل دمرت أسر شردت أكثر من مائة ألف قتيل فى ثوانى معدودة
فلا إله إلا الله القائل : {قُلْ هُوَ الْقَادِرُ عَلَى أَن يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَابًا مِّن فَوْقِكُمْ أَوْ مِن تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعاً وَيُذِيقَ بَعْضَكُم بَأْسَ بَعْضٍ انظُرْ كَيْفَ نُصَرِّفُ الآيَاتِ لَعَلَّهُمْ يَفْقَهُونَ} (65) سورة الأنعام
لعلهم يفقهون
فهل تدبرنا فى هذا الزلزال
هل سألنا أنفسنا ما هو سبب هذا الزلزال ؟
لعلنا إستمعنا لتحليلات و نظريات ولكن إستمع لهذه الأسباب
قال الله تعالى : (( ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ)) (الروم:41).
فهل رجعنا إلى الله وتبنا إليه

قال الله تعالى : (( وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ))

فهذه الزلازل والمصائب بما كسبت أيدى الناس
أنظر إلى المعاصى فى كل مكان
كفر وإلحاد
قتل و تعطيل لحدود الله
خمر و زنا
تبرج وإختلاط
ربا و رشوة و سرقة و نصب وإحتيال
((قال كعب انما زلزلت الارض اذا عمل فيها بالمعاصي فترعدا فرقا من الرب عز وجل أن يطلع عليها)) الجواب الكافى

((وذكر ابن أبي الدنيا عن أنس بن مالك أنه دخل على عائشة هو رجل آخر فقال لها الرجل يا ام المؤمنين حدثينا عن الزلزلة فقالت إذا استباحوا الزنا وشربوا الخمر وضربوا المعازف غار الله عز وجل في سمائه فقال للارض تزلزلى بهم فان تابوا ونزعوا وإلا أهدمها عليهم قال يا أم المؤمنين أعذابا لهم قالت بل موعظة ورحمة للمؤمنين ونكالا وعذابا وسخطا على الكافرين فقال أنس ما سمعت حديثا بعد رسول صلى الله عليه وسلم أنا أشد فرحا مني بهذا الحديث )) الجواب الكافى

قال الله تعالى: { وَإِذَا أَرَدْنَا أَن نُّهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُواْ فِيهَا فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيرًا } [الإسراء:16].
ففسقوا فيها فالفسق سبب للدمار
فهل أتقينا الله و هل أقلع أهل الفسق وتابوا عن فسقهم
قبل أن يحل علينا العذاب

أم هل أمِنَ الناس من عذاب الله أن يأتيهم ؟
قال الله تعالى : {أَفَأَمِنَ أَهْلُ الْقُرَى أَن يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنَا بَيَاتاً وَهُمْ نَآئِمُونَ} (97) سورة الأعراف
قال الله تعالى : {أَوَ أَمِنَ أَهْلُ الْقُرَى أَن يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنَا ضُحًى وَهُمْ يَلْعَبُونَ} (98) سورة الأعراف
قال الله تعالى : {أَفَأَمِنُواْ أَن تَأْتِيَهُمْ غَاشِيَةٌ مِّنْ عَذَابِ اللّهِ أَوْ تَأْتِيَهُمُ السَّاعَةُ بَغْتَةً وَهُمْ لاَ يَشْعُرُونَ} (107) سورة يوسف
قال الله تعالى : {أَفَأَمِنَ الَّذِينَ مَكَرُواْ السَّيِّئَاتِ أَن يَخْسِفَ اللّهُ بِهِمُ الأَرْضَ أَوْ يَأْتِيَهُمُ الْعَذَابُ مِنْ حَيْثُ لاَ يَشْعُرُونَ*أَوْ يَأْخُذَهُمْ فِي تَقَلُّبِهِمْ فَمَا هُم بِمُعْجِزِينَ} (45- 46) سورة النحل
قال الله تعالى : {أَفَأَمِنُواْ مَكْرَ اللّهِ فَلاَ يَأْمَنُ مَكْرَ اللّهِ إِلاَّ الْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ} (99) سورة الأعراف

ثم إنها سنت الله فى القرى الظالمة

قال الله تعالى : {فَكَأَيِّن مِّن قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا وَهِيَ ظَالِمَةٌ فَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا وَبِئْرٍ مُّعَطَّلَةٍ وَقَصْرٍ مَّشِيدٍ} (45) سورة الحـج
قال الله تعالى : {وَكَأَيِّن مِّن قَرْيَةٍ أَمْلَيْتُ لَهَا وَهِيَ ظَالِمَةٌ ثُمَّ أَخَذْتُهَا وَإِلَيَّ الْمَصِيرُ } (48) سورة الحـج
قال الله تعالى : {وَكَمْ أَهْلَكْنَا مِن قَرْيَةٍ بَطِرَتْ مَعِيشَتَهَا فَتِلْكَ مَسَاكِنُهُمْ لَمْ تُسْكَن مِّن بَعْدِهِمْ إِلَّا قَلِيلًا وَكُنَّا نَحْنُ الْوَارِثِينَ} (58) سورة القصص
قال الله تعالى : {وَكَأَيِّن مِّن قَرْيَةٍ عَتَتْ عَنْ أَمْرِ رَبِّهَا وَرُسُلِهِ فَحَاسَبْنَاهَا حِسَابًا شَدِيدًا وَعَذَّبْنَاهَا عَذَابًا نُّكْرًا} (8) سورة الطلاق
ولكن
قال الله تعالى : {مَا آمَنَتْ قَبْلَهُم مِّن قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا أَفَهُمْ يُؤْمِنُونَ } (6) سورة الأنبياء
فإذا أهلكهم فلايرجعون
قال الله تعالى : {وَحَرَامٌ عَلَى قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا أَنَّهُمْ لَا يَرْجِعُونَ} (95) سورة الأنبياء

أما الكفار فإن الله توعدهم
قال الله تعالى : { وَلاَ يَزَالُ الَّذِينَ كَفَرُواْ تُصِيبُهُم بِمَا صَنَعُواْ قَارِعَةٌ أَوْ تَحُلُّ قَرِيبًا مِّن دَارِهِمْ حَتَّى يَأْتِيَ وَعْدُ اللّهِ إِنَّ اللّهَ لاَ يُخْلِفُ الْمِيعَادَ} (31) سورة الرعد
تأمل قوله ولايزال إلى متى حتى يأتى وعد الله

فيا الله القادر على أن يأخذ بكل أنواع العذاب
قال الله تعالى : { فَكُلاًّ أَخَذْنَا بِذَنبِهِ فَمِنْهُم مَّن أَرْسَلْنَا عَلَيْهِ حَاصِباً وَمِنْهُمْ مَّنْ أَخَذَتْهُ الصَّيْحَةُ وَمِنْهُمْ مَّنْ خَسَفْنَا بِهِ الأرْضَ وَمِنْهُمْ مَّنْ أَغْرَقْنَا }
فهل ظلمهم الله
لا والله

{وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَـكِن كَانُواْ أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ} [العنكبوت:40]

فهذه آيات يرسلها الله لنا
قال الله تعالى : { وَمَا نُرْسِلُ بِالآيَاتِ إِلاَّ تَخْوِيفًا} (59) سورة الإسراء
فهل خفنا منها وعدنا إلى الله

ولنتذكر قوله بعد أن ذكر الحجارة التى أرسلت على قوم لوط قال :
قال الله تعالى : { وَمَا هِيَ مِنَ الظَّالِمِينَ بِبَعِيدٍ} (83) سورة هود

وعَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ((فِي هَذِهِ الْأُمَّةِ خَسْفٌ وَمَسْخٌ وَقَذْفٌ)) فَقَالَ رَجُلٌ مِنْ الْمُسْلِمِينَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ وَمَتَى ذَاكَ؟ قَال: ((إِذَا ظَهَرَتْ الْقَيْنَاتُ وَالْمَعَازِفُ وَشُرِبَتْ الْخُمُورُ)) رواه الترمذي.
وعن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((يكون في آخر الزمان خسف ومسخ وقذف، قالت: قلت: يا رسول الله أنهلك وفينا الصالحون؟ قال: نعم إذا كثر الخبث)) رواه الترمذي .

ظهرت القينات و المعازف و شربت الخمور و كثر الخبث
فلاحولة ولاقوة إلا بالله
اللهم لا تهلكنا بما فعل السفهاء منا
اللهم أرحمنا فإنك بنا راحم ولا تعذبنا فإنك علينا قادر

وأخيراً إذا كان كل هذا الدمار والخوف والهلع لزلزلة ثوانى فكيف بزلزلة يوم القيامة
يوم يجعل الولدان شيباً؟ إنها زلزلة هائلة تخفض وترفع وترج الأرض رجاً وتبس الجبال بساً فتجعلها هباء منبثاً. إنها زلزلة ضخمة تتحول الجبال معها إلى عهن منفوش. وتصير الأرض قاعاً صفصفاً لا ترى فيها عوجاً ولا أمتاً.
و قال الله تعالى : { يأَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَىْء عَظِيمٌ *يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَـارَى وَمَا هُم بِسُكَـارَى وَلَـكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ} [الحج:1-2].

فيا أيها العاصى تب إلى الله وأرجع إليه قبل ذلك اليوم
قبل أن تكون من الخاسرين فتعض على يديك وتقول { يَا حَسْرَتَى علَى مَا فَرَّطتُ فِي جَنبِ اللَّهِ وَإِن كُنتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ} (56) سورة الزمر
{أَوْ تَقُولَ لَوْ أَنَّ اللَّهَ هَدَانِي لَكُنتُ مِنَ الْمُتَّقِينَ} (57) سورة الزمر
{أَوْ تَقُولَ حِينَ تَرَى الْعَذَابَ لَوْ أَنَّ لِي كَرَّةً فَأَكُونَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ} (58) سورة الزمر

فيأتيك الجواب
{بَلَى قَدْ جَاءتْكَ آيَاتِي فَكَذَّبْتَ بِهَا وَاسْتَكْبَرْتَ وَكُنتَ مِنَ الْكَافِرِينَ} (59) سورة الزمر

فما زال أمامك متسع تب إلى الله الآن
نعم
الآن
قل { لَّا إِلَهَ إِلَّا أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ} (87) سورة الأنبياء

حقق شروط التوبة ( ندم – إقلاع عن الذنب – عزم على عدم العودة – ورد المظالم إلى أهلها إن كانت عليك مظالم )
وأبشر بأن الله سيقبل توبتك
قال تعالى : {قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ } (53) سورة الزمر

اللهم أجرنا من عذابك يوم تبعث عبادك
اللهم أجرنا من عذاب النار

مساجد "آتشيه" تشهد على قدرة الله أمام مد تسونامي
الإسلام اليوم
في الوقت الذي محت أمواج " تسونامي" مدن بأكملها في جنوب شرقي آسيا، وقفت مساجد إقليم آتشيه، شاهدا على قدرة الله سبحانه وتعالى. ففي الصورة أعلاه التي التقطتها وكالة فرانس برس لإحدى مناطق إقليم بندا آتشيه والتي لا يمكن حاليا الوصول إليها برا، تشكل المساجد بقعا بيضاء وحيدة وسط لوحة من الطين والأنقاض.
هذا و أكد إندونيسيون نجوا من الأمواج التي ضربت إقليم آتشيه بفعل زلزال سومطرة، أن "يد الله الخفية" حمت المساجد في هذه المنطقة التي دمرت منذ أسبوع.
فيما بثت محطات التلفزيون الإندونيسية شهادات لناجين أكدوا أنهم نجوا لأنهم لجأوا إلى المسجد في مواجهة تقدم الأمواج.
وقال مخلص خائران (30 عاماً) الذي شاهد دمار قريته "بايت" في ضواحي بندا آتشيه كبرى مدن الإقليم الواقع شمال سومطرة، إنه "قصاص الله لنا بسبب جشعنا لكنه لن يدمر أبداً بيته".
وفي كل المنطقة حيث محيت مدن كاملة، تحدث شهود عيان عن بقاء المساجد الحديثة والقديمة، سالمة في إقليم آتشيه الذي اعتنق سكانه الإسلام منذ القرن الثالث عشر.
وفي قرية كاجو، جرفت الأمواج مئات المنازل لكن المسجد نجا بشكل يثير الدهشة ولم يصب سوى ببعض التشققات في جدرانه. وأحاطت المياه بكل جدرانه لكن أي قطرة لم تدخل إليه.
وأكد إسماعيل إسحق (42 عاماً) الذي كان مشغولاً في البحث في أنقاض منزله عن أفراد عائلته السبعة المفقودين أن "أهل آتشيه يقولون إن المسجد بيت الله ولا أحد سواه يستطيع تدميره".
وتحدث صحفيان من وكالة الأنباء الإندونيسية الرسمية "انتارا" أيضاً عن "معجزة" حدثت لمبنى ديني في منطقة مولابو (الساحل الغربي). ففي حي سواك ايندا بوتري الأكثر تضررا في المدينة، ما زال المسجد على حاله بينما دمرت كل المباني المحيطة به مثل رئاسة أركان الجيش ومهاجع رجال الشرطة.
وفي منطقة باسي لوك التي تبعد حوالى عشرين كيلومتراً شرق مدينة سيلي في منطقة بيدي، صمد مسجدان على شاطئ البحر بينما انهارت كل المنازل حولهما، مع أن المسجدين بنيا بطريقتين مختلفتين. فالأول مبني من الخشب وقديم والثاني من الأسمنت وجديد.
وقال زعيم ديني محلي يدعى توكو كاوي علي إن حوالي مئة من سكان القرى نجوا بلجوئهم إلى هذين المسجدين. وأكد أن المياه غمرت المنازل المحيطة بهما لكنها لم تتجاوز الدرجة الثانية من سلالم مداخل المسجد الأربعة.

الجواب الكافي
د.عبد العزيز بن فوزان بن صالح الفوزان*
كل من يتصدى للدعوة إلى الله، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ويسعى لإصلاح الناس، ويعارض أهواءهم المنحرفة، وإراداتهم الفاسدة، ويمنعهم من خرق سفينة المجتمع، وتهديم أمنه، وتعريضه لغضب الله ومقته، وأخذه وسطوته، فلابد أن يوطن نفسه على ما يصيبه من أذى هؤلاء الخلق وظلمهم، وطيشهم وجهلهم، فإن فيهم الجاهل الذي يظن الحق باطلاً، والباطل حقاً، ويفهم الكلام على غير وجهه، ويصدق عليه قول الشاعر:
وكم من عائب قولاً سليماً **** وآفته من الفهم السقيمِ
وفيهم الظالم الذي اتبع هواه، واستعبدته شهواته، وأخلد إلى الأرض، وآثر الدنيا على الآخرة، فحمله ذلك على بغض كل من يناصحه ويحذره من مغبة فعله السيئ، بل ويعتبره عدواً له، ومتدخلاً في خصوصياته، وهو في الحقيقة محب ناصح، ومشفق صادق.
ولهذا لما أمر الله تعالى بشعيرة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر أمر بالصبر على ما يصيب العبد بسببها من الظلم والأذى. فقال سبحانه: (والعصر إن الإنسان لفي خسر، إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر) فأقسم سبحانه بأن الناس كلهم في خسار وبوار إلا من اتصف بهذه الصفات الأربع، ومنها التواصي بالحق، والتواصي بالصبر على الأذى فيه. وفي وصية لقمان لابنه يقول سبحانه وتعالى: (يابني أقم الصلاة وأمر بالمعروف وانه عن المنكر واصبر على ما أصابك إن ذلك من عزم الأمور) أي: أن الصبر على ما يصيب الآمر بالمعروف والناهي عن المنكر من الأمور التي عزمها الله وأوجبها على عباده، والتي لا يقوى عليها ويوفق لها إلا أولوا العزائم القوية، والهمم العلية.
وإذا كان رب العزة سبحانه لم يسلم من أذى الخلق وجهلهم، فهو وإياهم في نبأ عظيم، يخلق ويعبد غيره، ويرزق ويشكر سواه، خيره إليهم نازل، وشرهم إليه صاعد، يتحبب إليهم بالنعم، ويتبغضون إليه بالمعاصي. بل قال عنه أقوام: "إن الله فقير ونحن أغنياء". وقالوا: "يد الله مغلولة". وزعموا أنهم أبناء الله وأحباؤه. وشبهه آخرون بخلقه، وكذبوا عليه فجعلوا له زوجة وولداً. وزعم بعضهم أن الملائكة بنات الله. وكذلك الحال مع أصفيائه وأوليائه، بل أفضل خلقه من رسله وأنبيائه، فقد أوذوا في الله ما لم يؤذ أحد، واتهموا بالجهل والكذب، والجنون والسفاهة، وتعاطي السحر والكهانة. كما قال تعالى: (كذلك ما أرسلنا من قبلك من رسول إلا قالوا ساحر أو مجنون. أتواصوا به بل هم قوم طاغون)...
فإذا كان هذا ما يحصل لرب العزة سبحانه، الذي له الخلق والأمر، وهو الحكيم الخبير، وهو بكل شيء عليم، وعلى كل شيء قدير، وهو كذلك ما حصل لرسله وأصفيائه، أكمل الناس خلقاً، وأصدقهم نصحاً، وأتقاهم لله تعالى سراً وجهراً، فكيف بمن سواهم من ورثتهم في حمل هذا الدين وتبليغه للعالمين؟! فلا جرم أن أن يجدوا الظلم والأذى من الإنسان الذي خُلق ظلوما جهولا، وكيف يُطلب الإنصاف ممن الأصل فيه الظلم والجهل؟ وكيف يُنصف الخلق من لم ينصف الخالق؟!! ولذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم: (الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم خير من الذي لا يخالطهم ولا يصبر على أذاهم) رواه الإمام أحمد والترمذي وابن ماجة.
وقد تقاعس أقوام كثيرون عن القيام بواجب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، الذي هو من أخص أوصاف المؤمنين، وسبب خيرية هذه الأمة، وسبيل فلاحها ونجاتها في الدنيا والآخرة، تركوا ذلك خوفاً من أذى الخلق، وإيثاراً للسلامة، ونسوا أن قعودهم عن القيام بهذه الشعيرة العظيمة هو عين الهلكة والندامة، وأن الساكت عن الحق شيطان أخرس، وأن العذاب إذا نزل عم الصالح والطالح، والكبير والصغير، كما قال ربنا سبحانه: (واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة واعلموا أن الله شديد العقاب)، ولما سألت زينب رضي الله عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أنهلك وفينا الصالحون؟ قال: نعم، إذا كثر الخبث" متفق عليه.
هذه حقيقة أحببت التذكير بها حين رأيت عجباً من بعض الصحفيين وكتاب المنتديات في الشبكة الدولية، الذين استنكروا ما ذكرته في برنامج "الجواب الكافي" في قناة "المجد الفضائية" من أن المصائب العامة، ومنها الزلازل والفيضانات المدمرة التي وقعت في شرق آسيا وجنوبها عقوبة إلهية، ونذارة ربانية لمن يبارزون الله بالمعاصي، ويحادونه بأنواع المنكرات والقبائح من الربا والزنا والشذوذ الجنسي، والانفلات الخلقي، وغيرها، وأن هذه الكبائر تكثر عادة في المنتجعات السياحية، التي يؤمها السواح من أنحاء العالم، في الإجازات العامة، كعيد الميلاد وعيد رأس السنة الميلادية وغيرها. بل ذكر بعض الباحثين أن "السياحة الجنسية" التي تكثر في تلك المناطق التي ضربها الزلزال تأتي في الترتيب الثالث عالمياً بعد تجارة السلاح والمخدرات.
وكان من آخر ما اطلعت عليه من هذه المقالات ما نشرته صحيفة "الرياض" في عددها (13349) بتاريخ: 29/11/1425هـ بقلم رئيس تحريرها، بعنوان "الجواب غير الكافي"!! وتساءل ما هو ذنب شعوب فقيرة للغاية في شرق آسيا لكي يحل بها هذا الدمار الشامل؟ ثم قال: إن الله أكثر رأفة ورحمة بعباده من أن يضعهم تحت هذه القسوة. ثم ذكر في نهاية مقاله أن هذا أمر لا يقبله العقل!! وتساءل بلغة تحريضية كنت أربأ به عنها: كيف هي أفكار هذا المتحدث مع تلامذته إذا كان هذا هو ما يقوله في هذه الواقعة؟ كما ذكر في ثنايا مقاله أن جريدة "الحياة" في عددها (15257) ذكرت أن شبكة "إن بي سي" الأمريكية أوردت هذه الفتوى، وبثت مشاهد من هذا اللقاء، الذي أثار –بزعمه-استياءً كبيراً في الأوساط الأمريكية.

والجواب عن هذه التساؤلات بغض النظر عن مقصد كاتبها ومن سار على منواله، سأختصره في النقاط الآتية:
أولاًً: لقد أعمت النظرة المادية كثيراً من أبناء هذا العصر، فلم يتفطنوا للربط بين الأسباب ومسبباتها، ولم يدركوا العلاقة بين الأعمال وآثارها، فتجدهم يكتبون ويصرحون بأن سبب هذا الزلزال ضعف في القشرة الأرضية، ووجود اختلالات وفجوات في داخلها، أو أن هذا شيء يحصل في الكرة الأرضية كل مائتي عام... ونحن لا ننكر وجود مثل هذه الأسباب، ولكننا يجب أن نعلم أن وراء هذه الأسباب المادية أسباباً شرعية هي التي سببت هذا الخلل في القشرة الأرضية أو غيره من الأسباب، ثم حصلت تلك الكوارث والمصائب، فهذه الأسباب المادية التي يذكرونها -إن صحت- لا تعدو أن تكون وسيلة لما تقتضيه الأسباب الشرعية من المصائب والعقوبات العامة. يقول الله تعالى بعد أن ذكر مصارع الأمم السالفة: (فكلاً أخذنا بذنبه فمنهم من أرسلنا عليه حاصباً ومنهم من أخذته الصيحة ومنهم من خسفنا به الأرض ومنهم من أغرقنا وما كان الله ليظلمهم ولكن كانوا أنفسهم يظلمون) إنها السنة التي لا تتبدل، ولا تتخلف عند وجود أسبابها: (فكلاً أخذنا بذنبه)(وما كان الله ليظلمهم ولكن كانوا أنفسهم يظلمون) والسعيد من وعظ بغيره، والشقي من وعظ بنفسه، وإن سنن الله في عباده لا تحابي أحداً، فمن فعل فعلهم فقد استحق العقوبة مثلهم، (وما ربك بظلام للعبيد) (سنة الله في الذين خلوا من قبل ولن تجد لسنة الله تبديلا) فمتى يفيق السادرون؟ ومتى يرعوي العصاة والمذنبون؟
وقد أكد الله هذه السنة الإلهية في آيات كثيرة من كتابه إعذاراً منه وإنذاراً، يقول سبحانه وتعالى: (وإذ تأذن ربكم لئن شكرتم لأزيدنكم ولئن كفرتم إن عذابي لشديد)، وقال: (ذلك بأن الله لم يك مغيراً نعمة أنعمها على قوم حتى يغيروا ما بأنفسهم) فإذا غير الناس ما بأنفسهم من الصلاح والاستقامة غير الله عليهم نعمته، وأبدلهم بالأمن خوفاً، وبالعز ذلاً، وبالغنى فقراً، وبالصحة بلاء وسقماً، كما قال سبحانه: (وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفوا عن كثير)، ويقول: (ولو أن أهل القرى آمنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والأرض ولكن كذبوا فأخذناهم بما كانوا يكسبون) فهو إذا أخذهم وعذبهم فهو بسبب ما اكتسبته أيديهم من أنواع الطغيان والعصيان. ثم قال سبحانه محذراً من زوال نعمته، وتحول عافيته، وفجاءة نقمته: (أفأمن أهل القرى أن يأتيهم بأسنا بياتاً وهم نائمون. أو أمن أهل القرى أن يأتيهم بأسنا ضحى وهم يلعبون. أفأمنوا مكر الله فلا يأمن مكر الله إلا القوم الخاسرون)؛ فأين أولئك الذين يتركون الصلوات، وينتهكون الحرمات، ويأكلون الربا، ويشربون الخمور، ويفعلون الفواحش والفجور، ويستهينون بظلم الخلق ويبخسونهم أشيائهم, ألا يخافون من مكر الله، ألا يتفكرون في هذا الوعيد الذي تنخلع له القلوب الحية، وتقشعر منه جلود المؤمنين خشية ورهبة!!
فالمصائب العامة التي تنزل بالعباد إنما هي حصائد ذنوبهم وما كسبته أيديهم، لعلهم يثوبون إلى رشدهم، ويعودون إلى ربهم، قال الله تعالى: (ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس ليذيقهم بعض الذي عملوا لعلهم يرجعون).
فلما كثرت المعاصي في هذا الزمن كثرت المصائب العامة من الأعاصير والعواصف المهلكة، والفيضانات المغرقة، والزلازل المدمرة، والبراكين المحرقة، والأمراض الفتاكة، والطواعين العامة، والحروب الطاحنة، والنقص والآفات الكثيرة في النفوس والزروع والثمار، وغير ذلك من المصائب والبلايا التي يخوف الله بها العباد، ويذكرهم بقوته وسطوته، ويعرفهم بعجزهم وضعفهم، وأنهم إن تركوا أمره لم يبال بهم بأي واد هلكوا، وما أهون الخلق على الله إذا أضاعوا أمره، ولجوا في طغيانهم وفساهم!!
إنها والله آيات وعبر، ومواعظ ونذر، وما يعقلها إلا العالمون، وما يعيها ويحذرها إلا العارفون المؤمنون. أما الذي ركنوا إلى الدنيا ونسوا الله والدار الآخرة، فإنهم لا ينتفعون بهذه الآيات والنذر، ولا تزجرهم عن غيرهم وفسادهم، بل قد لا تزيدهم إلا عتواً وفساداً، وتهالكاً على الدنيا وملذاتها، حتى يعبوا منها قبل أن يفارقوها، إنهم كما قال الله عنهم: ( وما تغني الآيات والنذر عن قوم لا يؤمنون) وقال تعالى: ( ونخوفهم فما يزيدهم إلا طغيانا ًكبيراً) وقال سبحانه وتعالى عن المنافقين: (أولا يرون أنهم يفتنون في كل عام مرة أو مرتين ثم لا يتوبون ولاهم يذكرون). ويقول النبي صلى الله عليه وسلم: "يا معشر المهاجرين، خمس إذا ابتليتم بهن، وأعوذ بالله أن تدركوهن: لم تظهر الفاحشة في قوم قط حتى يعلنوا بها إلا فشا فيهم الطاعون والأوجاع التي لم تكن مضت في أسلافهم، ولم ينقصوا المكيال والميزان إلا ابتلوا بالسنين وشدة المؤنة وجور السلطان، ولم يمنعوا زكاة أموالهم إلا منعوا القطر من السماء، ولولا البهائم لم يمطروا، ولم ينقضوا عهد الله وعهد رسوله إلا سلط الله عليهم عدواً من غيرهم فأخذوا بعض ما في أيديهم، وما لم تحكم أئمتهم بكتاب الله ويتخيروا مما أنزل الله إلا جعل الله بأسهم بينهم" حديث صحيح رواه ابن ماجه والحاكم والبزار والبيهقي والطبراني وغيرهم. وفي حديث زينب السابق تصريح بهذه السنة الإلهية التي تقتضي هلاك الأمم، وخراب الديار، إذا انتشرت المنكرات، وكثر الخبث، وقعد الصالحون عن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
ونحن إذ نتعاطف مع إخواننا المسلمين هناك، ونتألم أشد الألم لما حل بهم، ونسأل الله تعالى أن يرحم ضعفهم، ويجبر كسرهم، ويرفع الضر والبأساء عنهم، ونسعى لمواساتهم وإغاثتهم، ونحث إخواننا على ذلك، فإنه يجب علينا وعليهم أن نحاسب أنفسنا، ونصحح أوضاعنا، وأن نسعى جاهدين لإزالة المنكرات والفواحش التي هي سبب حصول البلايا والمحن. وقد روى الإمام أحمد عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أنه قال: "إذا ظهر الزنا والربا في قرية أذن الله عز وجل بهلاكها".
وذكر ابن أبي الدنيا حديثاً مرسلاً (أن الأرض تزلزلت على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فوضع يده عليها ثم قال: اسكني فإنه لم يأن لك بعد. ثم التفت إلى أصحابه فقال: إن ربكم ليستعتبكم فأعتبوه) يعني: فأرضوه.
وروى الإمام أحمد عن صفية أنها قالت: "زلزلت المدينة على عهد عمر بن الخطاب فقال: يا أيها الناس! ما هذا؟ ما أسرع ما أحدثتم! لئن عادت لا أساكنكم فيها أبداً"
فلماذا لم يعترض عمر رضي الله على ما فعله الله بأهل المدينة، وهم خير القرون، وأفضل هذه الأمة، بل شدد النكير عليهم، وبين أنها إنما زلزلت بسبب ما أحدثوه من التفريط والعصيان، وأقسم أنها إن عادت لا يساكنهم فيها أبداً؟!
ولما هزم المسلمون في معركة أحد، واستنكر بعض الصحابة ما حدث، أنزل الله تعالى قوله: (أولما أصابتكم مصيبة قد أصبتم مثليها قلتم أنى هذا قل هو من عند أنفسكم إن الله على كل شيء قدير) فبين أن ما أصابهم هو من عند أنفسهم. والنصوص في هذا الباب كثيرة جداً، والغرض هنا هو التنبيه. وبه يتبين أن ما عجز الكاتب عن فهمه، ولم يقبله عقله هو الذي دل عليه صريح الكتاب والسنة، وفهم سلف الأمة.
كما أن هذا هو ما يؤكده العقلاء من غير المسلمين من الأمريكيين وغيرهم. ومنهم على سبيل المثال بات روبرتسون، وجيري فولويل، وغيرهم. حيث يصرح هؤلاء في أكبر المحطات الأمريكية بأن الشذوذ الجنسي والزنا والإجهاض من الذنوب الكبيرة التي ستجلب الدمار لأمريكا، وهو سبب ما يحصل فيها من الأعاصير، والفيضانات، والحرائق، والأمراض الفتاكة وغيرها. بل إن القس جيري فولويل الذي وصف النبي صلى الله عليه وسلم "بالإرهابي" في أكبر محطة بث في أمريكاCBS, يرى أن السبب في هجمات الحادي عشر من سبتمر ليس ابن لادن وأتباعه، ولكن سببها هو الشذوذ الجنسي والإجهاض ودعاة تحرير المرأة.
ثانياً: أما تساؤله عن أفكاري مع تلامذتي، ففي ظني أن أفكاري مبثوثة عبر الدروس والمحاضرات العامة، ووسائل الإعلام المختلفة، من صحافة وإذاعة وتلفاز ومجلات وكتب وغيرها، ولو تبين لي خطئي في شيء منها لما ترددت في الرجوع عنه، ورحم الله امرءاً أهدى إلي عيوبي، ( إن أريد إلا الإصلاح ما استطعت وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت وإليه أنيب).
ثالثاً: أما ما نسبه إلى شبكة "إن بي سي" الأمريكية، نقلاً عن جريدة "الحياة"، فأنا أعجب لم ينقل هذا عن جريدة الحياة التي نقلته بدورها عن أحد المواقع في الشبكة الدولية؟ أما كان الأجدر برئيس التحرير، وبصحيفة "الحياة"، وصحيفة "الوطن" من قبله أن يتأكدوا من صحة هذا الخبر قبل نقله، ويرجعوا إليه في مصدره الأصلي في تلك المحطة الأمريكية. وألا يعتمدوا في خبر كهذا على شخص مجهول الهوية في موقع من مواقع الشبكة الدولية. وأخشى أن يكون هذا الخبر مختلقاً من أساسه، حيث رجعت أنا وبعض المختصين إلى موقع تلك المحطة، وسألناهم عن هذا الخبر، فلم نجد له أية أثر!! فأين هي مسؤولية الكلمة؟ وأين الأمانة الصحفية يا معشر الكتاب؟! ولو فرضنا صحة الخبر، فلا يستخفنكم الذين لا يوقنون، ودعوا السيد: بات روبرتسون، وجيري فولويل، وأمثالهما من المتدينين، الذين يشكلون قطاعاً عريضاً من الشعب الأمريكي يجيبونهم عنكم، ويبينون لهم هذه الحقيقة الغائبة! وتقبلوا خالص شكري وتقديري.
..............
*عضو هيئة التدريس في كلية الشريعة بالرياض


اضافة رد مع اقتباس
  #318  
قديم 11/04/2011, 05:10 PM
الصورة الرمزية الخاصة بـ Özil 10
عضو اللجنة الإعلاميه للرياضة العالمية
و نائب رئيس رابطة ريال مدريد
تاريخ التسجيل: 10/09/2008
المكان: اقرب مما تتوقع !
مشاركات: 5,475

بسم الله الرحمن الرحيم
نعم غلبتنا الشهوة!!
نعم وقعنا في المعاصي!!
نعم تراكم الران على قلوبنا حتى أضعف لدينا مراقبة الله في أعمالنا!!
نعم قست منا القلوب حتى ما عادت تؤثر فيها المواعظ!!
نعم ضعفنا أمام نوازغ الشيطان وشهوات النفس!!
نعم . . ولكن . . .
في أعماق النفس حسرة بسبب البعد عن الله!!!
في أعماق القلب حزن على الوقوع في معصية الله!!!
في أعماق الوجدان خوف من المصير المجهول للخاتمة . . والحساب بين يدي الله!!!
ولكن يا ترى . . من وراء ذلك؟! . . من السبب في ذلك؟!
النفس؟ . . الشيطان؟ . . الهوى؟
هم من دفعونا للاستهانة بالمعاصي حال الخلوة!!
هم من زينوا لنا مشاهدة الفجور والإباحيات!!
هم من هَّونوا علينا الصغائر حتى وقعنا في الكبائر!!
فأصبحنا نشعر في قرارة أنفسنا بالذلة والمهانة بسبب عجزنا عن نهي النفس عن الهوى والوقوع في المعاصي؛ حتى ولو حاولنا في الظاهر أن نبدوا أمام الناس على عكس ذلك!!
وأصبحنا نشعر بالقنوط في أنفسنا؛ لكثرة محاولتنا التوبة ثم النكوص على الأعقاب والعودة إليها مكرراً!!
وأصبحنا نشعر بعدم القدرة على النهوض من كبوتنا، فراراً من الاستسلام للشعور بأننا صرنا كفريسة سهلة لوساوس الشيطان!!
والآن . . .
وبعد هذه المعاينة الدقيقة لما آل إليه حالنا . .
تعالوا لنرى . . هل لنا من فرصة للنجاة؟
هل لنا من مستعتب بين يدي الله؟
هل لنا من فرصة للرجوع إلى الله؟
تعالوا لنقترب سوياً من هذا الباب الواسع لرحمة الله . .
تعالو لنرهف السمع ونرى ماذا يقول الله لعبده العاصي إذا تاب . .
عبدي . . أطعتنا فقربناك!!
وعصيتنا . . فأمهلناك!!
وإن عُدتَّ إلينا . . قبلناك!!
قل ياعبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا إنه هو الغفور الرحيم وأنيبوا إلى ربكم وأسلموا له من قبل أن يأتيكم العذاب ثم لا تنصرون . .
فاللهم لك الحمد حتى ترضى
ولك الحمد إذا رضيت
ولك الحمد بعد الرضى
ولك الحمد أبداً أبداً
لك الحمد على سعة رحمتك
لك الحمد على واسع كرمك
لك الحمد ربنا كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك
على ما وهبتنا من فرصٍ للتوبة
إذاً فالفرصة لا تزال سانحة . .
هذه الثواني التي لا زلنا نحياها . . فرصة
هذه الكلمات التي قرأناها الآن . . فرصة
سعة رحمـــة الله
أكبر وأعظم فرصة

فتعالوا لنقلب السحر على الساحر!!!
ونبدل سيئاتنا حسنات !!! فربمعصية أدخلت صاحبها الجنة!!
من شدة ما تولده لديه من الندم والإنكسار!!
وها هو بين أيدينا هذا الرصيد الكبير من المعاصي التي ارتبكناها على غفلة منا!!
هذا الرصيد . . الذي بذل الشيطان كل ما بوسعه لإيقاعنا فيه!!!
والذي خطط الشيطان طويلاً لارتكابنا إياه!!!
والذي سعد الشيطان كثيراً لاقترافنا إثمه!!!
تعالوا . . لنحرر أنفسنا من جميع القيود والأغلال
قيود وأغلال الشهوات .....
قيود وأغلال الغفلات .....
قيود وأغلال العجز والوهن .....
تعالوا . . ليحمل كل وحد منَّا أوزاره على ظهره في سجدة صدق واحدة..
يغمرها الندم . .
ويمطرها البكاء . .
ويخضعها التذلل . .
ويحدوها الأمل في رحمة الله . .
ليصرخ فيها من أعماق قلبه قائلاً :
يارب هذا رصيدي من الموبقات
اقسمت عليك بوجهك الكريم
بضعفي وقوتك
وعجزي وقدرتك
وجهلي وحلمك
أن تغفره لي كله
بل تبدله برحمتك حسنات
هذه السجدة الصادقة وحدها
هي طوق نجاتك
ما كانت من قلبٍ صادق
في جوف الثلث الأخير من الليل
حتى تستشعر في ظلماته
نسائم نور صدق التوبة
وهي تهفو على قلبك
فتذيق قلبك حلاوةً . .
لا يمكنك التفريط فيها ما حييت!!
إنها حلاوة الإيمان
التي بها تضع قدمك بحق
على أولى خطواتك إلى الجنة
لتستشعر نسائمها
وهل بوسع قلبٍ استشعر نسمات الجنة
أن يفرط فيها يوماً مهما كانت المغريات؟!
فهيا أخي لنسجد هذه السجدة
فاليوم موعدها
والثلث الأخير من هذه الليلة وقتها
فهيَّا لنري الله من أنفسنا خيراً
حين يتعالَ مِنَّا النحيب
اللهم إن أجسادنا على النار لا تقوى
فاللهم برحمتك
أدخل عظيم جرمنا في عظيم عفوك
اللهم عاملنا بما أنت أهله
ولا تعاملنا بما نحن أهله
ولا تنس الدعاء بظهر الغيب لإخوانك
ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان
ولا تجعل في قلوبنا غلاً للذين آمنوا
ربنا إنك رؤوف رحيم
..........................
فالليلة الموعد لمصرع شيطاننا
والليلة الموعد لندخل بإذن الله
بمعاصينا الجنة!!!!!
اضافة رد مع اقتباس
  #319  
قديم 11/04/2011, 05:13 PM
الصورة الرمزية الخاصة بـ Özil 10
عضو اللجنة الإعلاميه للرياضة العالمية
و نائب رئيس رابطة ريال مدريد
تاريخ التسجيل: 10/09/2008
المكان: اقرب مما تتوقع !
مشاركات: 5,475
الطريق الى حسن الخلق


ممَّا نُحْسَد عليه - نحن المسلمين - أنَّ لنا أصلاً نعود إليه متَّصلاً سندُه إلى السَّماء؛ لنهتدي به إلى طريقِنا، فتجِد دائمًا أنَّ المنهج الأخلاقي أو التَّربوي الَّذي قاده خيرُ مَن خطَّت قدماه على الأرض - هو المنهج الوحيد الَّذي يَقود البشريَّة إلى الفضائِل الحسَنة والمنهج القويم، بل والفوْز بجنَّة الرحمن.

فأنت - أيّها المسلم - المتَّبع لسنَّة نبيِّك - صلَّى الله عليْه وسلَّم - ما من لحظةٍ تَمرُّ بك أو موقف أو مناسبة، أو تصرُّف أو سلوك، إلاَّ ولك فيه سنَد ممتدٌّ إلى رِسالة السَّماء إلى أهْل الأرْض، الَّذي قد منَّ الله بهِ عليْنا، وهُو النَّبي محمَّد - صلَّى الله عليْه وسلَّم.

بهذه المُتابعة السَّماويَّة والمنهج الرَّبَّاني استطاع النَّبيُّ - صلَّى الله عليْه وسلَّم - أن يُحوِّل مَن حوْلَه إلى قادة عُظماء، ونجوم وكواكب نيِّرة، يهتدي بها الضَّالّ، ويستزيدُ منها المستنير؛ وذلك لأنَّهم تربَّوا على مائدة مَن قال: ((أدَّبني ربي فأحسن تأديبي))، أدَّبه ربُّه فأحسن تأديبَه، فكان القدْوةَ والمنهج والمبلِّغ لرسالة السَّماء.

ولأنَّ دينَنا العظيم ما أنزل من السَّماء عن طريق أفضل الملائِكة إلى سيِّد البشَر إلاَّ ليُنشئ خير أمَّة.

ولأنَّه - صلَّى الله عليه وسلَّم - قائد البشريَّة إلى كلّ خيرٍ في الدُّنيا والآخرة، وهو رسول المنهج السَّماوي الإلهي بعد أن بين أصْل رسالته بقوله: ((إنما بُعِثْتُ لأُتمِّمَ صالحَ الأخلاق))، فما كان ليقول ولا يفعل، حاشاه، ولا لِيقول ولا يبين، حاشاه، ولا ليقول ولا يشرح ويُتابع، حاشاه!

فكان من متابعته وتربيته لِمَن تربَّوا على مائدته - وهو صانع النجوم والأبطال - بعد أن بيَّن لهم الغاية من الرِّسالة، والهدف منها بالأسلوب القولي والعملي، حمل على عاتقه أيضًا - صلَّى الله عليْه وسلَّم - أن يبيِّن لهم الطُّرُق المؤدِّية إلى هذه الغاية.

فها هو - صلَّى الله عليْه وسلَّم - يدْعوهم إلى تلبية نِداء السَّماء لقوله تعالى: {وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ * الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ} [آل عمران: 133، 134]، ولم يأتِ نِداء بالمسارعة في كِتاب الله إلاَّ في هذه الآية الكريمة، فهي تقود النَّفس إلى الاختِبار الحقيقي، وهو أن يخرج عن المألوف في طباع النَّفس في أشدِّ أمرين: المال والنفس، ولها استِتْباعات لكلِّ الأحوال في السرَّاء أو الضَّرَّاء، وما أعلى النَّفقة في الضرَّاء! واسمع إلى حديث النَّبيّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - وهو يقول: ((سبقَ درْهم مائةَ ألف درهم))، فقال رجُل: وكيف ذاك يا رسولَ الله؟ قال: ((رجُل له مالٌ كثير أخذ من عرْضه مائةَ ألف درهم فتصدَّق بها، ورجُل ليس له إلاَّ درْهمان فأخذ أحدَهما فتصدَّق به، فهذا تصدَّق بنصف ماله))، فهذا مثال لنفقة الضَّرَّاء، وكظم الغيظ وأن يستتبعه بالعفْو، فكان جزاء هذا النَّجاح الإحسان وكأن َّك ترى الله وتعفو من أجل رِضاه - سبحانه وتعالى.

ولعلَّ ما نرمي إليْه من هذا الوحي الرَّبَّاني هو أعلى هذه الأطراف، وهو كظم الغيظ؛ لأنَّه هو السَّبيل والمدخل والطَّريق والمنهاج إلى كلّ الخير، فإنَّ اختِبارات النَّبيِّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - دائمًا تضَعُ الَّذين تربَّوا على مائدته في استِكْشاف لأنفُسهم واختبار لها؛ لأنَّه يبيِّن لهم أنَّ صفات المتَّقين عكس ما تهوى النَّفس ويرى الهوى، وكذلك القوَّة والشدَّة والفتوَّة عكس ما يرى البشَر، واسمع إلى التَّأكيد على أنَّ رؤية السَّماء غير رؤية البشَر لمصلحتِهم بكل المقايِيس.

في \"صحيح مسلم\" عن ابن مسعودٍ - رضي اللَّه عنْه - قال: قال رسولُ اللَّه - صلَّى اللَّه عليه وسلَّم -: ((ما تعدُّون الرَّقوب فيكم؟)) قال: قُلنا: الَّذي لا يولد له، قال: ((ليس ذاك بالرَّقوب، ولكنَّه الرَّجل الَّذي لم يقدِّم من ولدِه شيئًا))، قال: ((فما تعدُّون الصُّرعة فيكم؟)) قالوا: الَّذي لا يصرعه الرِّجال، قال: ((ليس بذلِك ولكنَّه الَّذي يَملك نفسَه عند الغضَب)).

الرقوب:
أصل الرقوب في كلام العرَب: الَّذي لا يعيشُ له ولد، ومعْنى الحديث: إنَّكم تعتقِدون أنَّ الرَّقوب المحزون هو المُصاب بموْت أولاده، وليس هو كذلك شرعًا، بل هو مَن لم يَمُت أحد من أولادِه في حياته فيحتسِبه، ويكتب له ثوابُ مصيبتِه به وثواب صبره عليه.

فكانت هذه الوقفة النبويَّة الربَّانية مع هذه الآية وهذا الحديث أكبر وأقْوى دليلٍ على أنَّ رِسالة السَّماء تَهدف إلى خيْر البشريَّة وحمايتها أكثر ممَّا ترى البشريَّة لنفسها؛ فالبشر قاصر عن أن يرى حقيقة الخيْر لنفسه.

ولأنَّ الغضب هو جماع الشَّرّ كلِّه، وكظْم الغيظ هو جماع الخير كله؛ كان هذا التَّأديب النبوي الَّذي يرقى إلى صفات المتَّقين.

فها هي الأساليب التَّربويَّة تتنوَّع مع من يتربَّون على مائِدة مَن قال: ((أدَّبني ربي فأحسن تأديبي)).

الأدب النَّبوي الكريم:
1- فإلى مَن جاءه يطلُب الخصوصية في الوصيَّة: عنْ أبي هُرَيرة - رضِي الله عنْه - أنَّ رَجُلاً قالَ للنَّبيِّ - صلَّى الله عليْه وسلَّم -: أوْصِني، قال: ((لا تَغْضَبْ))، فردَّد مِرارًا قال: ((لا تَغْضَبْ))، ومعلوم أنَّ الوصيَّة تكون بما قلَّ ودلَّ، وهذا من جوامع الكلِم.
2- وإلى مَن جاء يطلب أن يتعلَّم ما يفيده: جاء رجلٌ إلى النَّبيِّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - فقال: يا رسول الله، علِّمني شيئًا ولا تُكثر عليَّ لَعَلِّي أعيه، قال: ((لا تَغْضَب))، فردَّد ذلك مرارًا كلّ ذلك يقول: ((لا تغضب)).
3- وإلى مَن يُريد البعد عن غضب الله: عن عبداللهِ بن عمرو أنَّه سأل النَّبيَّ - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ماذا يُبَاعِدُني مِنْ غَضَبِ اللهِ - عزَّ وجلَّ؟ قال: ((لا تَغْضَب))، وقول الصَّحابي: \"ففكَّرتُ فيما قال النَّبيُّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - فإذا الغضبُ يَجمع الشرَّ كلَّه\" يشهد لما ذكرْناه أنَّ الغضبَ جماعُ الشرِّ.
4- وإلى مَن جاء يطلب الجنَّة: عن أبي الدَّرداء قلتُ: يا رسولَ الله، دلَّني على عمل يدخِلُني الجنَّة، قال: ((لا تَغْضَبْ ولكَ الجَنَّةُ)).
5- وإلى مَن يريد الحور العين: ((مَن كظم غيظًا وهو قادر على أن ينفذه، دعاه الله - عزَّ وجلَّ - على رؤوس الخلائِق يوم القيامة حتَّى يُخيِّره من الحور العين ما شاء)).

أليس بهذا يتَّضح أن كظْم الغيظ هو جماع كلِّ خير يوصِّل إلى رضا الله والجنَّة؟! إنَّها دليل حسن خلق؛ لذلك لمَّا قيل لعبدالله بن المبارك: اجْمَعْ لنا حسنَ الخلق في كلمة، قال: \"تركُ الغضبِ\".

وكذا فسَّر الإمام أحمد وإسحاقُ بنُ راهويه حسنَ الخلق بتركِ الغضب.

الغضب هو كما في حديث في سنده مقال: ((ألا وإنَّ الغضب جمرةٌ في قلْب ابن آدم، أما رأيتُم إلى حمرة عينيْه وانتِفاخ أوْداجه)).

وهذا من أحد العلاجات لمقاومة الغضَب، ((إذا غضب أحدُكم وهو قائم فليجلس، فإن ذهب عنْه الغضب وإلاَّ فليضطجع)).

قال العلاَّمة الخطَّابي - رحِمه الله - في شرْحه على أبي داود: \"القائم متهيئ للحركة والبطش، والقاعد دونه في هذا المعنى، والمضطجع ممنوعٌ منهما، فيشبه أن يكون النَّبيّ - صلَّى الله عليْه وسلَّم - إنَّما أمره بالقعود والاضطِجاع لئلاَّ يبدر منه في حال قيامِه وقعوده بادرة يندم عليها فيما بعد، والله أعلم\" سنن أبي داود ومعه معالم السنن (5 /141).

وعلاج آخر: قال رسولُ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((إذا غضب أحدُكم فليسكت)).

وعلاج آخر من وحي النبوَّة: في البخاري: استبَّ رجُلان عند النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - ونحن عنده جلوس وأحدُهُما يسبُّ صاحبَه مغضبًا قد احمرَّ وجهه، فقال النَّبي - صلَّى الله عليْه وسلَّم -: ((إنِّي لأعلم كلمةً لو قالها لذهب عنْه ما يجد، لو قال: أعوذ بالله من الشَّيطان الرَّجيم))، فقالوا للرَّجُل: ألا تسمع ما يقولُ النَّبيُّ - صلَّى الله عليْه وسلَّم؟ قال: إني لست بمجنون.

وقال النَّووي: قول هذا الرَّجُل كلامُ مَن لم يفقهْ في دين الله تعالى، ولَم يتهذَّب بأنوار الشَّريعة، وتوهَّم أنَّ الاستعاذة مختصَّة بالجنون، ولم يعلم أنَّ الغضب من نزغات الشَّيطان؛ ولهذا يخرج الإنسان عن اعتدال حالِه، وإنَّ هذا القائل كان من المنافقين، أو من جُفاة الأعراب، ولأن كظم الغيظ له مرارة وحرارة كان جزاؤه الجنَّة، أكَّد هذا النَّبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - بقوله: ((ما من جرعةٍ أعظم أجرًا عند اللَّه من جرعة غيظ كظمَها عبدٌ ابتِغاء وجه اللَّه))، سماها جُرعَة، نعم تجرَّع كما يتجرع البعير، فأنتُم ترون البعير يتجرَّعها أوَّلاً ثمَّ يعيدُها مرَّة أخرى؛ وذلك لمرارتها وصعوبتها على النفس.

ولكن هل معنى هذا أنَّ النَّبيَّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - كان لا يغضب؟ مع أنَّه - صلَّى الله عليْه وسلَّم - كان أشدَّ حياءً من العذراءِ في خِدْرها، فإذا رأى شيئًا يكرهه، عرفْناه في وجهه، فإنَّه كان لا ينتقِمُ لنفسه، ولكن إذا انتهكت حرماتُ الله لم يَقُمْ لِغضبِه شيء إذا رأى أو سَمِعَ ما يكرهه الله، غَضِبَ لذلك وقال فيه ولم يَسْكُتْ، وقد دخل بيتَ عائشةَ فرأى سترًا فيه تصاويرُ، فتَلَوَّنَ وجهُهُ وهتكَه، وقال: ((إنَّ مِنْ أَشدِّ النَّاسِ عذابًا يومَ القيامةِ الَّذينَ يُصوِّرُونَ هذه الصُّورَ)).

ولما شُكِيَ إليه الإمامُ الَّذي يُطيل بالنَّاس صلاته حتَّى يتأخرَ بعضُهم عن الصَّلاة معه، غَضِبَ واشتدَّ غضبُه وأمر بالتَّخفيف.

ولمَّا رأى النُّخامَةَ في قبلة المسجد، تَغَيَّظ وحكَّها، وقال: ((إنَّ أحدَكُمْ إذا كان في الصَّلاةِ، فإنَّ الله حِيالَ وَجْهِه، فلا يَتَنخَّمَنَّ حِيال وجهه في الصَّلاةِ)).

هذه بعض مواقف مِن غضبه - صلَّى الله عليه وسلَّم - ليتَّضح منها أنَّها ما كانت إلاَّ لله، أمَّا ما كانت لنفسه فقد بيَّنَّا منها الكثير، وكانتْ ممَّا لا يتخيَّل أحد أن يتحمَّلها بشر، وانظُر إلى هذا الموقف الذي حدثَ للنَّبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - زوجًا غير كلِّ الأزْواج الَّذين هو قدْوتهم، وما أعظمَه من قدوة!

عن أنس بن مالك - رضِي الله عنْه - قال: كان رسولُ الله - صلَّى الله عليْه وسلَّم - عند بعض نسائه، فأرسلَتْ إليه إحدى أُمَّهات المؤمنين بِصَحْفَة فيها طعام، فضَرَبتِ الَّتي هو في بيتها يَدَ الخادِمِ، فسَقَطَتِ الصَّحفَةُ، فانْفَلَقَتْ، فجَمَعَ رسولُ الله - صلَّى الله عليْه وسلَّم - فِلَق الصَّحفَةِ، ثمَّ جعل يجمع فيها الطَّعام الَّذي كان في الصحفة ويقول: ((غَارتْ أُمُّكم، غارتْ أُمُّكم))، ثمَّ حبس الخادم، حتى أُتيَ بِصَحفَة من عند الَّتي هو في بيتِها، فدفعها إلى التي كُسِرَتْ صَحْفَتُها، وأمسك المكسورة في بَيْتِ الَّتي كَسَرَتْها؛ أخرجه البخاري.

اضافة رد مع اقتباس
  #320  
قديم 11/04/2011, 05:14 PM
الصورة الرمزية الخاصة بـ Özil 10
عضو اللجنة الإعلاميه للرياضة العالمية
و نائب رئيس رابطة ريال مدريد
تاريخ التسجيل: 10/09/2008
المكان: اقرب مما تتوقع !
مشاركات: 5,475
نَّ حياة نبينا محمد - صلى الله عليه وسلم - مليئةٌ بما يثبت ويُدلل على أن هذا الدِّين ما أتى إلا ليُغَيِّر طباع البشَر إلى الأخلاق الحميدة الحسَنة، التي كانتْ في مرحلة بعثة النبي - صلى الله علية وسلم - قد وَصَلَتْ إلى أسوء ما تكون عليه البشريةُ مِن طباعٍ وعادات وتقاليد، اللهُمَّ إلا القليل، ولَكَمْ كان مِنَ الصَّعْب أن يَتَخَيَّل أحدٌ أن يكونَ العرَبُ الأجلاف الصعاب الأشداء بهذه الأخلاق التي سَمَوْا بها على الدنيا! وسادوا الدنيا بعد أن هذَّبَ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - أخلاقهم بوَحْيٍ من الله - عز وجل - حتى يكون سبب أو أحد أسباب تملُّكهم للدُّنيا هي أخْلاقهم.

وأكبرُ دليلٍ على ذلك أننا في عصْرنا الحاضر بعد أن تَخَلَّيْنا عن أخلاقنا ضاعتْ منَّا الدُّنيا، بعد أن كنَّا نملكها، وأصبح أرخص دمٍ يُراق على الأرض هو دمَ المسلم، هذا المسلمُ الذي قال فيه النبيُّ فيما يرويه عبدالله بن عمرو، قال: رأيتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يطوف بالكعبة، ويقول: ((ما أطيبك! وما أطيب ريحك! ما أعظمك! وما أعظم حرمتك! والذي نفس محمدٍ بيده، لحُرمة المؤمن عند الله أعظم مِن حرمتك؛ ماله ودمه))؛ اللفظ لابن ماجه.

فبنظرةٍ إلى مجتمع العرَب وقت رسالة النبي - صلى الله عليه وسلم - كان ضربًا منَ الخَيال أن يَتَخَيَّل أي أحدٍ أن تَتَغَيَّر طباعُ هؤلاء البشَر إلى ما صاروا عليه بعد إسلامِهم، وأن يُصْبِحُوا بهذه الأخلاق النادرة التي هي رسالة السماء إلى الأرض، من خلال النبي الذي كان معروفًا بين قومه - مِنْ قبلِ أن يُبْعَثَ - بالصادق الأمين - صلى الله عليه وسلم - فقد حوَّلَتْ رسالةُ السماء على يدِ خير الرُّسُل - صلى الله عليه وسلم - رعاةَ الغنم إلى سادةٍ وقادةٍ لجميع الدول والأمم، كان الرجلُ مِنَ الصحابة - مثلاً - يأتي من الجاهلية جاهلاً بكلِّ ما تحمله الكلمةُ مِن معنى، غير مؤمن بشيء مِن أُمُور الدِّين، ولا بأخلاق، ولا بخصائص جميلة، فيقف أمام الرَّسُول - صلى الله عليه وسلم - فيُخْبِره الرسولُ - عليه الصلاة والسلام - بأُمُور الإسلام والإيمان، وما يجب عليه، وخلال جلسات قليلة - أو ساعات قليلة - نجد هذا الإنسان قد انقلبَ خلقًا آخر، وتغيَّرَ تغيُّرًا جذريًّا، تغيَّرَ في سُلُوكه، وفي أخْلاقه، وفي شخْصيته، وفي نظراتِه، وفي تصرُّفاته، حتى كأنه ليس الشخص السابق، ولذلك صارَ يظهر منهم البطولات التي يقفُ الإ نسانُ أمامها مبْهُورًا، وهو يقرؤُها على صفحات الكُتُب، فيستغرب كيف وصَل بشرٌ منَ البَشَر إلى هذا الحدِّ، وأحيانًا خلال فترة قصيرة جدًّا.

وقد تَجَلَّى هذا الواقعُ المُشْرِق يوم أن آخى النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - ابتداءً بين الموحدين في مكة، وهذه هي المرحلة الأولى من مراحل الإخاء؛ فقد آخى النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - بين أهْل التوحيد في مكة، وبين الذين اختلفتْ ألوانُهم وأوطانُهم وألسنتُهم وأشكالهم، آخى بين حمزة القرشي وسلْمان الفارسي وبلال الحبشي وصُهَيْب الرومي وأبي ذر الغفاري، وكان هؤلاء على اختلاف ألوانِهم وأوطانهم - بعد أن آخى بينهم رسولُ الله - ذهَبُوا يُرَدِّدُون جميعًا قولَ الله سبحانه: {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ}، ثُمَّ آخى النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - بين أهل المدينة منَ الأَوْس والخزرج بعد حروب بينهم دامية طويلة، وبعد صراعٍ مرير دمَّر الأخضر واليابس.

ثم آخى رسولُ الله بين أهل مكة من المهاجرين، وبين أهل المدينة من الأنصار، في مهرجان حُبٍّ، لَم ولنْ تعرف البشريةُ له مثيلاً، تصافحتْ فيه القلوب، وامتزجتْ فيه الأرواح، وتأمَّل هذا المشْهد الرائع الذي رواه البخاري ومسلم، من حديث عبدالرحمن بن عوف - رضي الله عنه - قال: آخى رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - بيني وبين سعد بن الربيع، فقال لي سعد: يا عبدالرحمن، إنني أكثر الأنصار مالاً، وسأقسم مالي بيني وبينك شطرين، ولي زوجتان، فانظر أعجبهما إليك لأطلقها، فإذا انقضتْ عدتها تزوجتها، فقال عبدالرحمن بن عوف: بارك الله لك في أهلك ومالك، بل دلّني على السوق... إلى آخر القصَّة.

وانظر إلى ما مات عليه؛ عن محمد بن عبدالرحمن بن أبي صعصعة: أنَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: ((من رجل ينظر لي ما فعل سعد بن الربيع؟))، فقال رجل منَ الأنصار: أنا، فخرج يطوف في القتْلى، حتى وجد سعدًا جريحًا مثبتًا بآخر رمق، فقال: يا سعد، إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أمرني أن أنظر في الأحياء أنت أم في الأموات، قال: فإني في الأموات، فأبلغ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - السلام، وقل: إن سعدًا يقول: جزاك الله عنِّي خير ما جزى نبيًّا عن أمته، وأبلغ قومك منِّي السلام، وقل لهم: إن سعدًا يقول لكم: إنه لا عذر لكم عند الله إن خلص إلى نبيكم ومنكم عين تطرف، فلئن سألت: مَن الذي يُعْطي الآن عطاء سعد؟ فسأجيبك: وأين مَن يتعَفَّف الآن عفَّة عبدالرحمن بن عوف.

وإن كان الحديثُ يُعَدُّ أقوى دليل على الأخوة في الله، ولكن استنبط منه دلائل أخرى، ألا وهي:
1- التغيُّر الجذري الذي قادَهُ النَّبي - صلَّى الله علَيْه وسلَّم - في أن يصنعَ نُجُومًا تُحلِّق إلى أعلى السَّماء من تغيُّر الطباع الجبِليَّة جذريًّا؛ بحيث لا يتخيَّل أحدٌ مثل هذه الأمثلة منَ المواقف ورُدُود الأفعال.
2- فضْل الإيمان والأخوَّة في الوُصُول إلى سَلامة الصدْر التي تَصِل بين المؤمنين إلى هذه الدرجة من الخيال الاجتماعي.

بهذه الرُّوح قاد النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - العالَم؛ لأنه يعلم أنَّ من خلفه شيءٌ واحدٌ؛ لذلك أخبر النبيُّ - صلَّى الله عليْه وسلَّم - كما في الصحيحَيْن عنِ النُّعْمَان بن بشير - رضي الله عنه - عن النبيِّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - قال: ((مَثَل المؤمنين في توادِّهم وتراحُمهم وتعاطُفهم كمَثَل الجسَد الواحد، إذا اشتكى منه عضوٌ تداعى له سائر الجسَد بالحمَّى والسهر))، وقال أيضًا: ((إنما المؤمن كالجمل الأنف، حيثما قيد انقاد)).

موقف آخر يُبَيِّن أنَّ القَلْب أو الصدر حين يَمْتلئ إيمانًا وحُبًّا لله ورسوله - صلى الله عليه وسلم - يَتَحَوَّل إلى ما لا يتخيله بشَرٌ، وهذا مِنْ أكبر الأدلة على أنَّ رسالة الإسلام هي الأخلاق، وأن الأخلاق تقود إلى المجتمع الذي يريده لنا الله ورسوله.

فعن أبي هريرة قال: بعث النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - خيلاً قبل نجد، فجاءتْ برجل من بني حنيفة يقال له: ثمامة بن أثال، فربطوه بسارية من سواري المسجد، فخرج إليه النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: ((ما عندك يا ثمامة؟))، قال: عندي خير يا محمد، إن تقتلني تقتل ذا دم، وإن تنعم تنعم على شاكر، وإن كنت تريد المال فسَلْ منه ما شئت، فتركه حتى كان الغد، ثم قال له: ((ما عندك يا ثمامة؟))، فقال: عندي ما قلت لك، إن تنعم تنعم على شاكر، فتركه حتى بعد الغد، فقال: ((ما عندك يا ثمامة؟))، فقال: عندي ما قلت لك، فقال: ((أطلقوا ثمامة))، فانطلق إلى نخل قريب من المسجد فاغتسل ثم دخل المسجد، فقال: أشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمدًا رسول الله، يا محمد، والله ما كان على وجه الأرض وجه أبغض إليَّ من وجهك، فقد أصبح وجهك أحب الوجوه إليَّ، والله ما كان دين أبغض إليَّ من دينك، فأصبح دينك أحب الدين إليَّ، والله ما كان من بلد أبغض إليَّ من بلدك، فأصبح بلدك أحب البلاد إليَّ، وإن خيلك أخذتني وأنا أريد العمرة، فماذا ترى؟ فبشَّره رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأمره أن يعتمر، فلما قدم مكة قال له قائل: أصبوت؟ قال: لا ، ولكن أسلمت مع محمد - صلى الله عليه وسلم - ولا والله لا تأتيكم من اليمامة حبة حنطة حتى يأذن فيها النبي - صلى الله عليه وسلم.

فما الذي قاد قلب ثمامة إلى الإيمان هكذا؟ أليس حُسْن التصرُّف منَ النبي - صلى الله عليه وسلم - أن يريه كيف يحيا مَن تربَّوا على يديه؟ فكان هو القُدْوة لسادة الأخلاق الحسَنة، فلمَّا رأى هذه الحياة أعجبه هذا الدِّين، وعرَف أنَّ هذا الدِّين يَقُود إلى حُسْن الخُلُق، وتغيير الطباع الجبليَّة التي كان يعرفها فيهم جيدًا، فهو منهم ومثلهم، ولكن وجدهم أناسًا آخرين، ثم قادتْهُ هذه الصفات إلى نقاء صدره من أي شيء غير الإيمان والإسلام ومحبة النبي العدنان - صلى الله علية وسلم - فلم يعُدْ يُحب سوى النبي وأصحابه، أليس كذلك؟!

إنَّ نجاح النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - في أن يحول قلوب القساة إلى هذه القُلُوب التي تسَعُ العالم بأسره - لَهُوَ مِن أشدِّ الإعجاز في دِيننا الحنيف، فما الذي يَحُول بيننا وبين ما كانوا عَلَيْه، وعندنا كل هذه الأحداث وكأنها وليدة الساعة؟ أليس التطبيق؟! أليس التنْفيذ؟!

تعال معي إلى أحد مَن تربوا على مائدة الأدب النبوي الكريم:
1- خبيب بن عدي:
شهر صفر 4 هـ(بعث الرجيع):
قدم على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قوم من عَضَل وقَارَة، وذكروا أن فيهم إسلامًا، وسألوا أن يبعث معهم مَن يعلمهم الدين، ويقرئهم القرآن، فبعث معهم عشرة نفر، فغدروا بهم وقتلوهم، ما عدا الصحابي خبيب بن عدي - رضي الله عنه - فلمَّا كان محبوسًا مقيدًا، وعلم أنّ ساعة القتل قد دنتْ, وأنَّ لقاءه بربّه قد اقترب، طلب مِنْ جارية لبني الحارث بن عامر - (جارية: خادمة، أمة) - طلَب منها موسي - حديدة - ليحلقَ عانته؛ ليتهَيَّأ للقاء ربِّه, فجاءته بتلك الحديدة التي طلب, وبينما هو يحملها في يده إذا غلامٌ صغيرٌ من بني الحارث قد دبَّ, حتى دخل عليه, فأجلسه خُبيبٌ في حِجْره، يُداعبه ويلاعبه، يحنو عليه ويلاطفه؛ لأنَّه تَعَلَّمَ ذلك من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - تعلَّم توقير الكبير, والعطف على الصغير, وإنزال كلِّ إنسانٍ منزلته, فلَمَّا رأتْ تلك الجارية ذلك الغلام جالسًا في حِجْر خبيب, والحديدة في يده, فزعتْ وقالتْ في نفسها: \"قد أدرك الرجلُ ثأره, والله ليقتلنَّ الغلام\"، خبيب - رضي الله عنه - وليّ الله تفرَّس بما حدَّثتْ به المرأة نفسها, فقال لها: \"أخشيت أن أقتله؟ والله ما كنت لأفعل, ما تعل ّمنا مِنْ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن نقتلَ صغيرًا, ولا أن نعتديَ على طفلٍ, ما تعلَّمنا مِنْ شريعة الإسلام أن نؤاخذَ صغيرًا بجريرة كبير, \"ما كنتُ لأفعل\".

تقول هذه الجارية بعدما أسلمَتْ - رضي الله عنها - تقول: \"ما رأيت أسيرًا قطّ خيرًا من خبيب, والله لقد رأيتُ بين يديه قِطفًا من عنب، وما بمكة يومئذٍ عنبٌ قط، وإنَّه لَمُقَيّد اليدين, وإنّما هو رزقٌ ساقَهُ الله إليه\"، فلما أجمعوا على صلبه قال: دعوني حتى أركع ركعتَيْن، فتركوه فصلاهما، فلما سلَّم قال: والله لولا أن تقولوا: إن ما بي جزع لزدتُ، ثم قال: اللَّهُم أحْصِهِمْ عَدَدًا، واقتُلهم بَدَدًا، ولا تُبْقِ منهم أحدًا، ثم قال: فقال له أبو سفيان: أيسرك أنَّ محمدًا عندنا نضرب عنقه، وأنك في أهلك؟ فقال: لا والله، ما يسرني أنِّي في أهلي وأنَّ محمدًا في مكانه الذي هو فيه تُصيبه شوْكة تؤذيه!

2- حرام بن ملحان:
شهر صفر 4 هـ (بئر معونة):
عن أنس: أنَّ ناسًا جاؤُوا إلى النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - فقالوا: ابعثْ معنا رجالاً يُعَلِّموننا القرآن والسنة، فبعث إليهم سبعين رجلاً من الأنصار، يُقال لهم: القرَّاء، وفيهم خالي حرام، يقرؤون القرآن، ويتدارسون بالليل ويتعلمون، وكانوا بالنهار يَجِيئون بالماء فيضعونه بالمسجد، ويحتطبون فيبيعونه ويشترون به الطعام لأهل الصفة، فبَعَثَهُم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إليهم حتى نزلوا بئر معونة - وهي أرض بين بني عامر وحَرَّة بني سُلَيم - فنزلوا هناك، ثم بعثوا حرام بن مِلْحَان - أخا أم سليم - بكتاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى عدو الله عامر بن الطُّفَيل، فلم ينظر فيه، وأَمَرَ رجلاً فطعنه بالحربة من خلفه، فلما أنفذها فيه ورأى الدم، قال حرام: الله أكبر، فُزْتُ ورب الكعبة، ثم استصرخ عامر بن الطفيل على بقيَّة البعثة أصحابه من بني عامر، فلم يرضوا أن يخفروا جوار ملاعب الأسنة، فاستصرخ عليهم قبائل من بني سُليم، وهم: رِعْلٌ، وذَكوان، وعُصية، فأجابوا وذهبوا معه، حتى إذا التقوا بالقرَّاء أحاطوا بهم، وقاتلوهم حتى قتلوهم عنْ آخرهم، بعد دفاعٍ شديدٍ لَم يُجْدِهم نفعًا؛ لقلَّة عددهم، وك ثرة عدوّهم، ولم ينجُ إلا كعب بن زيد، وكان من عادة العرب - حتى في كُفرهم وجاهليتهم - أنهم لا يقتلون الرسُل، وهذا عُرْف سائدٌ عندهم، لكن لَمَّا صارت المعركة بين الإسلام والكفر، نسي العربُ كلَّ عاداتهم وتقاليدهم في سبيل حرب الإسلام، قالوا - أي: القراء -: اللهم بلغ عنَّا نبينا أنا قد لقيناك فرضينا عنك، ورضيت عنا، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لأصحابه: ((إنَّ إخوانكم قد قتلوا، وقالوا: اللهم بلِّغ عنا نبينا أنا قد لقيناك فرضينا عنك، ورضيت عنَّا))؛ رواه مسلم، وانظر إلى قول قاتل الصحابي حرام بن ملحان (جبار بن سلمى): فقلتُ في نفسي: ما فاز، ألست قتلت الرجل؟! فما زال يسأل حتى أُخبر أنه فاز بالشَّهادة، وبما لا عين رأتْ، ولا أُذُن سمعتْ، ولا خطر على قلب بشَر، فقال جبار: فاز لعَمر الله، أشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمدًا رسول الله، إن بعض النفوس، تظل في شك مِن مصداقية هذا الدِّين، حتى ترى قسمات الفرَح بادية على وُجُوه أفراده بشرًا وسرورًا، وسكينة واطمئنانًا، وهم يُواجهون الموت في سبيله.

3- عكرمة بن أبي جهل:
يوم اليرمُوك بالشام في رجب سنة خمس عشرة:
عكرمة بن أبي جهل، أبوه أبو جهل بن هشام، فرعون هذه الأمة، خرج منه عكرمة الذي لبس أكفانه يوم اليرموك، واستقبل القبلة، وقال: اللهم خذ من دمي هذا اليوم حتى ترضى، وقتل في المعركة، وأتي به إلى خالد بن الوليد قائد المعركة، فقال خالد: ماذا تريد؟ فأشار إلى الماء يريد أن يشربَ؛ لأنه لا يستطيع الكلام، فأتى خالد له بكوب ماء بارد وهو يحتضَر، فلما أعطاه الماء البارد ليشرب، نظَر إلى عمه الحارث بن هشام، فأشار: أعطه، فقدموا الماء للحارث، فرأى الحارثُ رجلاً آخر - سهيل بن عمرو - فأشار إليه، فأبى أن يشربَ قبل عكرمة، فردوا الماء لعكرمة فإذا هو قد مات، ثم إلى الحارث فإذا هو قد مات، ثم إلى الثالث فإذا هو قد مات، فرمى خالد بالكوب من يده، وقال: اللهم اسقهم من جنتك.

وفاة ابن سلول:
مرض عبدالله بن أبي في 9 ليال بقين من شوال، ومات في ذي القعدة، وكان مرضه عشرين ليلة، فكان رسولُ الله يعوده فيها، فلمَّا كان اليوم الذي مات فيه، دخَل عليه رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - وهو يجود بنفسه فقال: ((قد نهيتك عن حُبِّ يهود))، فقال: قد أبغضهم أسعد بن زرارة، فما نفعه؟ ثم قال: يا رسول الله، ليس هذا الحين عتاب، هو الموت، فأحضر غسلي، وأعطني قميصك الذي يلي جلدك فكفِّنِّي فيه، وصلِّ عليَّ واستغفر لي، ففعل ذلك به رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقام عمر بن الخطاب فأخذ بثوبه، فقال: يا رسول الله، تُصَلِّي عليه وقد نهاك الله عنه؟! فقال رسول الله: ((إنَّ ربِّي خيَّرَني، فقال: {اسْتَغْفِرْ لَهُمْ أَوْ لَا تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ إِنْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِينَ مَرَّةً فَلَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ} [التوبة : 80]، وسأزيد على السبعين))، فقال: إنه منافق، أتصلِّي عليه؟ فأنزل الله - عز وجل -: {وَلَا تُصَلِّ عَلَى أَحَدٍ مِنْهُمْ مَاتَ أَبَدًا وَلَا تَقُمْ عَلَى قَبْرِهِ إِنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ} [التوبة: 84].



اضافة رد مع اقتباس
  #321  
قديم 11/04/2011, 05:15 PM
الصورة الرمزية الخاصة بـ Özil 10
عضو اللجنة الإعلاميه للرياضة العالمية
و نائب رئيس رابطة ريال مدريد
تاريخ التسجيل: 10/09/2008
المكان: اقرب مما تتوقع !
مشاركات: 5,475

بسم الله الرحمن الرحيم
عن عائشة رضي الله عنها أن بعض أزواج النبي صلى الله عليه وسلم قلن للنبي عليه الصلاة والسلام أينا أسرع بك لُحوقاً قال : أطولكن يداً فأخذوا قصبةً يذرعونها فكانت سودة أطولهن يداً فَعَلِمْــنـَـا بعدُ أنما كانت طول يدها الصدقة وكانت أسرعنا لُحوقاً به وكانت تحب الصدقة) رواه البخاري.

البذل والإنفاق هو سبيل العوض في الدنيا والأجر في الآخرة فما من يوم يصبح العباد فيه إلا ملكان ينزلان فيقول أحدهما: اللهم أعط منفقاً خلفاً, ويقول الآخر اللهم أعط ممسكاً تلفاً) متفق عليه, وقوله صلى الله عليه وسلم ( ما نقصت صدقة من مال ..) رواه مسلم.

كان لي جار يقول صليت المغرب بأحد المساجد وبعد الصلاة قام رجل رث الثياب ضعيف الحال تتضح عليه المسكنة يطلب المساعدة فأخرجت ما في محفظتي فما وجدت غير 75 ريالاً فقط, فأعطيته إياها وطلبت دعائه وما إن خرجت من باب المسجد, وإذ بأحد الزملاء الذي لم يتصل بي منذ فترة طويلة يطلب مقابلتي لأجل مبلغ 600 ريال من مستحقات انتداب لي سابق لم استلمها, فتعجبت من هذا المال بعد هذه الصدقة مباشرة دون مقدمات وصدق ربي (وما أنفقتم من شيء فهو يُخلِفه).

البذل والإنفاق من الأعمال التي تبقى بعد وفاة الإنسان ( إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث وذكر منها: صدقة جارية ..) .

البذل والإنفاق من أعظم أسباب انشراح الصدر والسعادة, قال العلامة ابن عثيمين رحمه ربي ".. ولو طبق أولئك الذين يُعانون من الضائقات النفسية فبادروا إلى الصدقات لزال عنهم بإذن الله ما يشتكون" (الذين ينفقون أموالهم بالليل والنهار سراً وعلانية فلهم أجرهم عند ربهم ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون).

أُخي ..
*كل امرئ في ظل صدقته حتى يُقضى بين الناس*
فلو استطعت أن يكون لك في كل يوم صدقة فافعل..

اضافة رد مع اقتباس
   


إضافة رد


قوانين المشاركة
غير مصرّح لك بنشر موضوع جديد
غير مصرّح لك بنشر ردود
غير مصرّح لك برفع مرفقات
غير مصرّح لك بتعديل مشاركاتك

وسوم vB : مسموح
[IMG] كود الـ مسموح
كود الـ HTML غير مسموح
Trackbacks are مسموح
Pingbacks are مسموح
Refbacks are مسموح



الوقت المعتمد في المنتدى بتوقيت جرينتش +3.
الوقت الان » 11:03 PM.

جميع الآراء و المشاركات المنشورة تمثل وجهة نظر كاتبها فقط , و لا تمثل بأي حال من الأحوال وجهة نظر النادي و مسؤوليه ولا إدارة الموقع و مسؤوليه.


Powered by: vBulletin Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd

Google Plus   Facebook  twitter  youtube