المنتديات الموقع العربي الموقع الانجليزي الهلال تيوب بلوتوث صوتيات الهلال اهداف الهلال صور الهلال
العودة   نادي الهلال السعودي - شبكة الزعيم - الموقع الرسمي > المنتديات العامة > منتدى الثقافة الإسلامية
   

منتدى الثقافة الإسلامية لتناول المواضيع والقضايا الإسلامية الهامة والجوانب الدينية

إضافة رد
   
 
LinkBack أدوات الموضوع طريقة عرض الموضوع
  #286  
قديم 11/04/2011, 01:13 PM
الصورة الرمزية الخاصة بـ Özil 10
عضو اللجنة الإعلاميه للرياضة العالمية
و نائب رئيس رابطة ريال مدريد
تاريخ التسجيل: 10/09/2008
المكان: اقرب مما تتوقع !
مشاركات: 5,475
أهل الجنة



سأل موسى عليه السلام ربه : ما أدنى أهل الجنة ؟
قال سبحانه عز شأنه : هو رجل يجيء ( يخرج من النار حبواً ) بعدما أُدخل أهل الجنةِ الجنة َ، فيُقال له : اُدخلِ الجنة .
فيذهب الرجل يأتيها ، فيخيّل إليه أنها ملأى ، فيرجع فيقول :
يا ربّ وجدتها ملأى ، فقد نزل الناس منازلهم ، وأخذوا أخَذاتِهم .
قال العزيز الكريم : أترضى أن يكون لك مثلُ مُلـْكِ مَلـِكٍ من ملوك الدنيا ؟
فيقول : رضيت ؛ يا رب ، ولكنْ أتسخر بي ، أوَ تضحك بي وأنت الملِكُ ؟
يقول الله تعالى : لك ذلك ،ومِثْلهُ ، ومثلُهُ ومثلهُ ومثلُه ُ.
يقول العبد : رضيتُ ؛ يا ربّ ، رضيتُ، ما أكرمك- ربِّ – وما أوسع فضلَك !
يقول تعالى : هذا لك ، وعشرة أمثاله ، ولك ما اشتهت نفسُك ، ولذ ّتْ عينُك .
يقول العبد : رضيت ربّ ، فلك الحمد ، ولك الشكرُ ، لستُ أهلاً لذلك ، لكنّك أنت الكريم المتفضّل .
قال موسى عليه الصلاة والسلام : هذا أدنى أهل الجنة! ، فمن أعلاهم منزلةً ؛ يا ربّ ؟
يقول تعالى : أولئك الذين أردْتُ إكرامَهم ، غرستُ كرامتهم بيدي ، فأنْميتُها . وختمْتُ عليها ، فلا يراها أحد غيرُهم ، فلم ترَ عينٌ ، ولم تسمعْ أذنٌ ، ولم يخطُرْ على قلب بشر .
كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يسمعون ما يقصه عليهم سيدهم وحبيبهم المصطفى مندهشين راغبين أن يتقبل الله أعمالهم ، وأن يرفعهم في علـّيـّين .
قال أحدُهم : يا رسول الله ، اذكر لنا واحدة مما أعده الله تعالى للمؤمنين ؟ .
قال عليه الصلاة والسلام : إن للمؤمن في الجنة لَخيمة ًمن لؤلؤة واحدة مجوّفة ، طولها في
السماء ستون ميلاً ، للمؤمن فيها أهلون ، يطوف عليهم المؤمن فلا
يرى بعضُهم بعضاً .
وتورّدتْ وجوه الصحابة الكرام ، كلهم متشوّق إلى هذه الخيمة الرائعة . ، وسألوا الله تعالى أن يرزقهم برحمته ومنّه وكرمه ما أعدّه لعباده الصالحين .
لمـّا رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم منهم ذلك الشوق أراد ترغيبَهم ، فقال :
إن في الجنة لَشجرةً يسير الراكبُ الجوادَ المضمّرَ السريعَ مئةَ سنةً ما يقطعها .
- دوّى التسبيح والتهليل والتكبير .....
قالوا : يا رسول الله ؛ كيف تكون منازل المقرّبين ؟
قال : إن أهل الجنّة ليتراءَوْن أهل الغرف من فوقهم كما يتراءَون الكوكبَ الدرّيّ الذاهب في أعلى السماء من المشرق أو المغرب لتفاضل ما بينهم .
قالوا : يا رسول الله ؛ تلك منازل الأنبياء ، لا يبلغها غيرُهم ؟
قال : بلى - والذي نفسي بيده – رجال آمنوا بالله ، وصدّقوا المرسلين .
قالوا : وهل يجتمع أهل الجنة في أماكن محددة وأزمن معلومة يتزاورون فيها ؟
قال : نعم ، إن في الجنة سوقاً يأتونها كل جمعة ، فتهب ريح الشمال ، فتحثو في وجوههم وثيابهم ، فيزدادون حُسناً وجمالاً ، فيرجعون إلى أهليهم ، فيقولون لهم : لقد ازددتُم حسناً وجمالاً . فيقولون : أنتم والله لقد ازددتم بَعدَنا حسناً وجمالاً .
قالوا : يا رسول الله صلى الله عليك وسلم ، زدنا من حديث الجنة ؟.
قال : أتدرون ما يقول الله تعالى لأهل الجنة ؟
قالوا : الله ورسوله أعلم .
قال : إن الله عز وجلّ يقول لأهل الجنة : يا أهل الجنة .
فيقولون : لبيك - يا ربنا - وسعديك ، والخير كله في يديك .
فيقول : هل رضيتم ؟
فيقولون : وما لنا لا نرضى – يا رب - ، وقد أعطيتنا مالم تُعط أحداً من خلقك ؟
فيقول : ألا تريدون أفضل من ذلك ؟.
فيقولون : وأيّ شيء أفضل من ذلك ؟.
فيقول : أُحِلّ عليكم رضواني ، فلا أسخط عليكم بعده أبداً .
فتنطلق ألسنتهم تلهج بالثناء عليه سبحان ، عزّ شأنه .
فيقول : أتريدون شيئاً أزيدكم؟.
فيقولون : يا عظيم الشأن ، يا واهب العطايا ، ويا صاحب الكرم ، ألم تـُبيّض وجوهنا ؟!
أم تدخلنا الجنة ، وتنجّنا من النار ؟! .
فيعطيهم الله عز وجلّ أعظم عطاء يُعطيهم إياه ... إنه سبحانه يكشف الحجاب ، فيرونه
عِياناً ، لا يُضامون في رؤيته .
يقول النبي صلى الله عليه وسلم : فما أُعطُوا شيئاً أحبّّ إليهم من النظر إلى ربهم .

رياض الصالحين
باب المنثورات والمُلح
اضافة رد مع اقتباس
  #287  
قديم 11/04/2011, 01:14 PM
الصورة الرمزية الخاصة بـ Özil 10
عضو اللجنة الإعلاميه للرياضة العالمية
و نائب رئيس رابطة ريال مدريد
تاريخ التسجيل: 10/09/2008
المكان: اقرب مما تتوقع !
مشاركات: 5,475
موسى والرجل الصالح


حدّث أبيّ بن كعب عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
قام موسى النبي صلى الله عليه وسلم في بني إسرائيل يعلمهم ويرشدهم – وهذا دأب الدعاة في كل زمان ومكان ، فمهمتهم الأخذ بيد الناس إلى طريق الهدى ومنهج النور –
فسُئل : أيّ الناس أعلم يا نبي الله ؟.
وكان عليه السلام يظن أنه أعلم الناس في عصره لأنه كليم الله ورسوله إلى بني إسرائيل
فقال : أنا أعلم الناس .
فعتب الله تعالى عليه إذ لم يردّ العلم إليه سبحانه وكان عليه أن يقول : الله أعلم ، فيكل العلم والمعرفة إلى الله عزّ وجلّ .
فأوحى إليه سبحانه : أن عبداً من عبادي بمجمع البحرين هو أعلم منك ....
قال موسى : ربّ ؛ وكيف لي به ؟ وما السبيل إلى لقائه ؟ فقد أحب أن يلتقيه ويتعلم منه .
قيل له : احمل سمكة في سلة ، ثم انطلق بحثاً عن هذا الرجل ، واتجهْ إلى المكان المحدد – بين البحرين – ( عند مصب النهر في البحر ) هناك ستقابله .
فانطلق موسى عليه السلام ومعه فتاه يوشع بن نون – الذي ورثه في النبوّة والدعوة في بني إسرائيل – ويوشع الذي فتح القدس – حتى إذا وصلا المكان وفيه صخرة كبيرة مستوية أحسّا بالتعب ، فوضعا رأسيهما ، وغرقا في نوم عميق . وانسلّ الحوت من المكتل( السلة ) ، واتخذ سبيله في البحر سرباً ( مسلكاً ومنفذاً ) .. حدث هذا الأمر المعجزة وهما نائمان ، فكان أمراً عجباً إذ كانت السمكة مشوية .
انطلقا بعد ذلك سائريْن بقية ليلتهما ويومهما .
فلما أصبح الصباح ، وأسفر وجه النهار قال موسى عليه السلام لفتاه : " آتنا غداءَنا ، لقد لقينا من سفرنا هذا نصَباً " ( تعباً ) . ولم يجد موسى عليه السلام مسّاً من النّصَب حتى جاوزا المكان الذي أمر به وأراد الله تعالى أن يلتقي فيه موسى بالرجل الصالح العالم .
لما طلب موسى عليه السلام الغداء من فتاه – وكان فتاه قد نظر في السلة فلم يجد الحوت – فقال له : " أرأيت إذ أوينا إلى الصخرة ! فإني نسيتُ الحوت " .
قال له موسى عليه السلام : فذلك ما كنا نبغيه إذ إننا سنلتقي الرجل الذي وُعدنا به في المكان الذي نفقد فيه الحوت . هذا الرجل أعلم مني ، وكنت أود أن أتعلم منه ما يفيدني في الدعوة إلى الله تعالى . هلمّ - يا ولدي - إلى الصخرة فثمّ نراه ....
" فارتدّا على آثارهما قصصاً " وعادا أدراجهما إلى ذلك المكان . فلما وصلا إليها رأيا رجلاً مسجّى ( مغطّى ) بثوبه ، فسلم موسى عليه ، فقال الرجل – واسمه الخَضِرُ - : وأنّى بأرضك السلام؟!
قال له : أنا موسى بن عمران .
قال الخضر : موسى بني إسرائيل؟
قال موسى : نعم . وقص عليه سبب شد الرحال إليه ، وطلب إليه أن يسمح له أن يكون تلميذاً يتعلم منه مما علمه الله تعالى . " هل أتبعك على أن تعلمَن ِ مما عُلـّمْتَ رُشدا ؟ " .
قال الخَضِر : إنك لن تستطيع معي صبراً – يا موسى – إني على علم من علم الله علـّمنيه لا تعلمه أنت ، وأنت على علم علـّمك الله إياه لا أعلمه ، فكل منا على علم اختصه الله به ، لا يعلمه الثاني .إن عِلْمَ الخضر ( لدنّيّ ) وعلم موسى ( شرعي ) . والفرق بينهما بيّن .
قال موسى : " ستجدني إن شاء الله صابراً ، ولا أعصي لك أمراً " وصبْر التلميذ على معلمه مطلب مهم ، ينبغي أن يتحلّى به المريد كي يستفيد من علم معلمه .
عاد يوشع الفتى إلى قومه ، وانطلق النبيان يمشيان على سـِيف البحر ، ليس لهما سفينة ... فمرّت بهما سفينة ، فكلّماهم أن يحملوهما ، فعرف أهل السفينة الخضر ، فحملوهما بغير نَوْلٍ ( أجرة ) ، فجاء عصفور فوقع على حرف السفينة ، فنقر من الماء نقرة أو نقرتين وهكذا يشرب العصفور في البحر – ولعل السفينة كانت في بحيرة طبريا يصب فيها نهر الأردن – وقد تكون بحيرة حلوة غيرها جفـّت على مرّ الأيام ، والله أعلم . ولا ننسَ أن البحر يطلق على النهر والبحيرة كذلك ، دليله قوله تعالى في سورة الفرقان الآية الثالثة والخمسين :" وهو الذي مرج البحرين ، هذا عذب فرات ، وهذا ملح أجاج ..." . فقال الخضر منبهاً موسى عليهما السلام إلى سعة علم الله تعالى : يا موسى ؛ ما علمي وعلمك وعلم المخلوقات إلى علم الله إلا كما شربه العصفور من ماء البحر !!
ثم عمد الخضر في غفلة من أصحاب السفينة إلى لوح من ألواحها ، فنزعه ، ثم نزلا من السفينة قبل أن يشعر أصحابها بما فعل الخضر بها .
قال موسى عليه السلام مستنكراً فعلته : قومٌ حملونا بغير نَول عمدتَ إلى سفينتهم ، فخرقتها لتغرق أهلها ؟! لقد فعلت مفسدة عجيبة لا يستحقونها منك !
قال الخضر عليه السلام : " ألم أقل إنك لن تستطيع معي صبراً ! " فأنا أقوم بأعمال ظاهرها مفسدة وحقيقتها عونٌ ، وأنت على جهل بها ، لا تعرف حقيقتها .
قال موسى عليه السلام : قد نسيت فلا تؤاخذني يا أخي الحبيب ،
فقبل الخضر عليه السلام عذره ، وانطلقا في طريقهما ، فإذا غلام يلعب مع الغلمان ، فأخذ الخضر برأسه من أعلاه ، فاقتلع رأسه بيده .
قال موسى عليه السلام محتجاً مرة ثانية : أتقتل الفتى دون جريرة ارتكبها؟! وتزهق نفساً زكية دون سبب ؟ ما هذا المنكر الغريب الذي أتيتَه ؟!
قال الخضر عليه السلام مرة ثانية بأسلوب أشد عتباً من الأولى إذ زاد في قوله ( لك ) " ألم أقل لك إنك لن تستطيع معي صبراً؟! "
فشعر موسى عليه السلام أنه – للمرة الثانية – لم يلتزم بوعد قطعه على نفسه أن يسكت – فقال معتذراً " إن سألتك عن شيء بعدها فلا تصاحبني ، قد بلغتَ من لدنّي عذراً " .
قبل الخضر عليه السلام عذره كرة أخرى، فانطلقا حتى وصلا قرية كبيرة ، سألا أهلها طعاماً ، فكانوا بخلاء ، لم يستجيبوا لهما ، ولم يستضيفوهما . فوجدا جدارً مائلاً يكاد أن ينهدم ، فأومأ الخضر عليه السلام بيده إليه ، فعاد بإذن الله معتدلاً مستوياً !
قال موسى بعدما رأى بخل أهل القرية وإقامة الجدار وأنهما يستحقان أجرة لذلك العمل الإيجابي : " لو شئتَ لاتخذْتَ عليه أجراً " .وكانت هذه هي المرة الثالثة التي يتدخّل فيها موسى عليه السلام بما لا يَعنيه ، وقد كان وعد أن يسكت منتظراً الخضر عليه السلام أن يشرح له ، ويوضح ما التبس على موسى مما يرى حين يجد الوقت ملائماً .

هنا آن للخضر أن يفارقه ، فقد صبر عليه ثلاث مرات ، ولا حرج أن يعتذر إليه وينصرف عنه ، فصرّح له قائلاً " هذا فراق بيني وبينك " ولكنه قبل أن يفارق موسى قص عليه ما استغلق عن الفهم . وهذا ما نجده في سورة الكهف :
أما السفينة فقد خرقها الخضر لأن ملكاً ظالماًً على الطرف الآخر من البحر كان يغتصب السفن الصالحة ، فيضمها إليه ، وكان أصحاب السفينة فقراء ليس لهم عمل سوى هذه السفينة ، يصطادون بها ، وينقلون بها البضائع والركاب ، فلما رأى الملك العيب الذي أحدثه الخضر في السفينة زهد فيها ، وتركها لأصحابها .
وأما الفتى فسوف يكون – في علم الله حين يصير شابّاً – فاسقاً يُتعب والديه المؤمنَين ويرهقهما ، فأراد الله سبحانه أن يعوّضهما خيراً منه زكاة ، وأقرب رحماً ، فرزقهما فتاة صالحة كانت بعدُ زوجة لنبي من أنبياء الله سبحانه .
وأما الجدار الذي أقامه الخضر فقد كان لغلامين يتيمين في المدينة ، وكان تحته كنز لهما خبّأه والدهما الصالح لهما حتى يكبرا ، فأراد سبحانه الرؤوف بعباده أن يبلغا أشدّهما فيستخرجا هذا الكنز – لا يستولي عليه غاصب وهما صغيران – وهذا من فضل الله تعالى ورحمته بهما إكراماً لوالدهما ، فالله يحفظ الأبناء بصلاح الآباء .
وقد أخبرنا الخضر عليه السلام أنه إنما عمل ما عمل بإذن الله ، فهو مأمور .
قال النبي صلى الله عليه وسلم للمسلمين المتحلقين حوله يستمعون القصة معتبرين بمواعظها الجليلة : " يرحم الله موسى ؛ لَودِدْنا لو صبر حتى يقص علينا من أمرهما ما استغلق " .
اضافة رد مع اقتباس
  #288  
قديم 11/04/2011, 01:15 PM
الصورة الرمزية الخاصة بـ Özil 10
عضو اللجنة الإعلاميه للرياضة العالمية
و نائب رئيس رابطة ريال مدريد
تاريخ التسجيل: 10/09/2008
المكان: اقرب مما تتوقع !
مشاركات: 5,475
لا تُؤذوا رسُل الله



جاء رجل من أهل البادية حديث عهد بالمدينة إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، وهو يَقسم ذهباً وفضة .
قال : يا محمد ؛ والله لئن كان الله أمرك أن تعدل ماعَدَلْتَ !!!
قال نبي صلى الله عليه وسلم متألماً من افتراء الرجل ووقاحته وغلظته :
ويلك ؛! فمن ذا الذي يعدل عليك بعدي ؟!!!
وفي رواية البخاري والنسائي عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال :
بينما النبي صلى الله عليه وسلم يقسم قِسـَماً إذ جاءه ذو الحويصة التميمي ، فقال :
اعدل يا رسول الله ..
فقال الرسول صلى الله عليه وسلم : ويلك ؛ ومن ذا يعدل إذا لم أعدل ؟!!
فقال عمر رضي الله عنه : إئذنْ لي فأضربَ عنقه .
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
دعه، فإن له أصحاباً يحقر أحدكم صلاته مع صلاتهم ، وصيامه مع صيامهم ، يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرميّة .
( هؤلاء المتنطعون في كل زمان ومكان ذوو القلوب الفارغة والعقول الضعيفة الذي يظنون أنهم على حق ، وليسوا على شيء ) ..
قال أبو سعيد : فنزلت فيهم " 1- ومنهم مَن يلمزك في الصدقات ،
2- فإن أعطوا منها رضُوا ،
3- وإن لم يعطوا منها إذا هم يسخطون "
أما ابن مسعود رضي الله عنه فقال :
لما قسم النبي صلى الله عليه وسلم غنائم حُنين سمعت رجلاً يقول :
هذه قسمة ما أريد بها وجهُ الله ....!
فأتيت النبي صلى الله عليه وسلم ، فذكرت له ذلك ، فقال :
رحم الله موسى ، لقد أوذي بأكثر من هذا فصبر "
قال الصحابة : يا رسول الله ؛ فكيف آذى اليهودُ نبيهم موسى عليه الصلاة والسلام ؟
قال صلى الله عليه وسلم :
إن موسى كان رجلاً حَيِيّاً سـتـّيراً ، لا يُرى من جـِلده شيء استحياءً منه . فآذاه مَن آذاه من بني إسرائيل ، فقالوا : ما يستتر هذا التستـّرَ إلا من عيب بجلده ، إما بَرَص وإما أُدْرةٌ 0( انتفاخ في الخصية لتسرب سائل فيها ) ، وإما آفة ...
وإن الله أراد أن يبرّئه مما قالوا فيه ، فخلا يوماً وحده ، فوضع ثيابه على الحجر ، ثم اغتسل ، فلما فرغ أقبل إلى ثيابه ليأخذها ، وإن الحجر عدا بثوبه ، فأخذ موسى عصاه ، وطلب الحجر ، فجعل يقول : ثوبي حجرُ ( يا حجرُ ) ثوبي حجرُ ...
حتى انتهى إلى ملأ من بني إسرائيل ، فرأوه عُرياناً أحسنَ ما خلق اللهُ .، وأبرأه مما يقولون . وقام الحجر ( توقف) ، فأخذ ثوبه ولبسه .
وطفق بالحجر ضرباً بعصاه ، فوالله إن بالحجر لَنـَدْباً ( أثراً ) من أثر ضربه ، ثلاثاً أو أربعاً او خمساً ، فذلك قوله سبحانه وتعالى :
" يا أيها الذين آمنوا لا تكونوا كالذين آذَوا موسى ، فبرّأه الله مما قالوا ، وكان عند الله وجيهاً ."

صحيح البخاري / ج4
كتاب بدء الخلق : باب حدثني إسحاق
اضافة رد مع اقتباس
  #289  
قديم 11/04/2011, 01:16 PM
الصورة الرمزية الخاصة بـ Özil 10
عضو اللجنة الإعلاميه للرياضة العالمية
و نائب رئيس رابطة ريال مدريد
تاريخ التسجيل: 10/09/2008
المكان: اقرب مما تتوقع !
مشاركات: 5,475
الكذبات الثلاث

هاهم أولاء الصحابة الكرام في مجلسهم المعهود بعد الصلاة أمام معلمهم وهاديهم وسيدهم محمد عليه الصلاة والسلام يسمعون منه ، ويعون بقلوب عامرة بالإيمان ، مفعمة بالتقدير والحب ، يسألونه :
يا رسول؛ الله حدثتَنا أن إبراهيم عليه السلام حين يأتيه المؤمنون يوم الحشر يستشفعونه إلى الله تعالى ليدخلهم الجنة يذكر كذباته ويقول :
نفسي ، نفسي ، اذهبوا إلى موسى . فماهي هذه الكِذبات ؟ وهل يكذب نبي؟! إننا نقف محتارين حين يخطر ببالنا أن نبياً يكذب !!.
نظر إليهم النبي صلى الله عليه وسلم نظرة المعلم الحاني ، وابتسم ، فأشرقت نفوسهم بابتسامته ، ولمعت عيناه ببريق شع ضوءُه فدخل أفئدتهم ، فأنارها ، وأقبل عليهم ، فأقبلوا عليه .
فقال : كذب إبراهيم ثلاث كَذبات ( في عرف الأنبياء ) إذ كل حركة وسكنة محسوبة عليهم ، وعين الخلق – محبّهم ومبغضهم – تتابعهم ، يحصون ما يفعلون وما يقولون . فالمؤمنون يفعلون ذلك أسوة واتّباعاً ، والشانئون يفعلونها إرصاداً وإحصاء .
أما الكذبة الأولى فقد كان قومه أهل تنجيم ، فرأى نجماً قد طلع ، فنظر إليه متأملاً عظمة الخالق وجماله فيه ، وجاءه قومه يسألونه أن يخرج معهم للاحتفال بولادة هذا النجم - وهذا من طقوسهم – فبيّت إبراهيم في نفسه أمراً لا يستطيع عمله إلا إذا خلا الجو ، وفرغ المكان من الناس ، فعصب رأسه ، وقال : إني مطعون ( مصاب بالطاعون) فتولوا عنه مدبرين خوفاً أن يعديهم .
قال الصحابة الكرام : وما الأمر الذي عزم إبراهيم عليه السلام أن يفعله حين يخلو بنفسه ؟.
قال النبي الكريم صلى الله عليه وسلم :
إنه عزم أن يكسر الأصنام التي يعبدونها لينتبهوا من غفلتهم ، ويعلموا أن هذه الآلهة المزعومة – لو كانت آلهة بحق – دافعت عن نفسها .
قالوا : وهل فعل ما قرره ؟!
قال صلى الله عليه وسلم : لما خرج الكهنة ومعهم دهماء الناس مال إبراهيم إلى الأصنام دون أن يشعر الناس به ، فدخل المعبد ، فوجد أمام الأصنام طعاماً ،
فقال لها هازئاً بها : هذا الطعام أمامك ، فيه ما لذ وطاب ، كليه !! مدي أيديك إليه !! .
ولكنْ لاحياة لمن تنادي ....
قال لها مرة أخرى : تذوقيه وتلذذي به ؛ لِمَ لا تفعلين ؟! ..إن كهنتك الأفاقين يُلبّسون على الجهلة ذوي العقول الفارغة ، فيوحون إليهم أنك تأكلين وتكلمينهم ، وتوحين إليهم ، فهم الواسطة بينك وبين الغوغاء !! لماذا لا تنطقين ؟ لأحطمنّك إرْباً إرْباً ، فدافعي عن نفسك ، حافظي على ألوهيتك ! .. ولكنْ أنّى للحجر والخشب أن يتكلما أو يدفعا عن نفسيهما السوء؟! إنها آلهة مزعومة ، لا تملك لنفسها ضراً ولا نفعاً ...
كانت نفسه في أوج كرهه إياها ، فطفق يضربها بقوة ، يكسرها ، يفتتها ، يبعثرها .. حتى جعلها حطاماً ... وترك كبيرها وسط الدمار علامة الضعف والذل والهوان ، وعلّق عليه الفأس احتقاراً ، عل عبّاده يفكرون ، ويعلمون أنهم في ضلالهم يعمهون ... إن التفكير السليم يوصل إلى القرار السليم .
وجاءه قومه فدخلوا معبدهم ، ويا لَهولِ ما رأوا ! ... هذه الآلهة صارت شَذَر مذَر ... من يجرؤ على هذه الفعلة الشنيعة ؟!!
قال بعضهم : هناك فتى يذكر آلهتنا بسوء اسمه إبراهيم ، فلعله الفاعل ! .
وجيء بإبراهيم ، فأوقفوه موقف المتهم ، وسألوه : أأنت فعلت هذا بآلهتنا ؛ يا إبراهيم ؟!
وكان الناس مجتمعين يسمعون وشهدون .
وهنا تفوّه بالكذبة الثانية : وهي في الحقيقة وخزة لضمائر الناس وهزة لعقولهم ، قال :
بل فعله كبيرهم هذا ، فاسألوهم إن كانوا ينطقون !!
لقد غضب هذا الإله الكبير أن تُعبد الآلهة الصغيرة معه ، فانتهز فرصة غيابكم ، فتخلص منها ... اسألوه ، إنه أمامكم ....
إن الفطرة حين تنفضّ عنها ركام الجاهلية ولو برهة يسيرة تنطق صواباً ... لقد كان دفاعه رائعاً حقاً ، منطقياً ، رجّهم رجّاً ، وهزّهم هزّاً .
قالوا : لقد ظلمتم إبراهيم حين اتهمتموه ، هذه آلهتكم أمامكم فاسألوها ، اوَ لستم تعبدونها وتقدّسونها ؟! ففيها حياة إذن !! وضج المكان بالتساؤلات الجادّة والتكهّنات الساخرة .
كان من البدهي – لذوي الأحلام وأصحاب العقول – أن يثوبوا إلى صوابهم ، ويعرفوا أن هذه الأصنام التي صنعوها بأيديهم هم سادتها ، وليست هي سيدتَهم ...
ولكنْ أنّى للعقول العفنة التي ران عليها الكفر ، وطمسها الضلال أن ترى نور الحق وضياء الوحدانيّة ؟! أنّى لمن عاش في حمْأة الغي أن يتلمّس الهداية والإيمان ؟!
لقد كادت كلمات إبراهيم تزلزل الأرض تحت أقدام الكهنة المتعفنين ، وتسلبهم سلطتَهم وزعامتهم إلى الأبد ... لا لا .. لا ينبغي لصاحب الكلمة الحق أن يصدع بها ، إنما يجب كمّ فمه ، فلا يتكلم ، ويجب إرهاب الحاضرين كي يجبُنوا فلا يتبعوه ...
قالوا وقد أعمى الضلال قلوبه ، ونكسهم ، فغاصوا في أوحال الشرك والكفر :
"لقد علمتَ ما هؤلاء ينطقون" ، فقلتَ قولتَك تحرّك بها عوام الناس وتؤلبهم علينا ، وتسحب البساط من تحت أرجلنا !!..
استمر صوت إبراهيم مدوّياً ، يتحدّى أن يشلّ الداعية أو أن يخيفه :" أفتعبدون من دون الله ما لا ينفعكم شيئاً ولا يضرّكم ؟!.. "
ثم أعلن أن العبادة الحقة لله وحده ، فقال : " أفّ لكم ولما تعبدون من دون الله .. أفلا تعقلون ؟!."
أما الكذبة الثالثة فقد كان إبراهيم عليه السلام – بعد أن نجّاه الله من النار التي أرادوا أن يحرقوه بها ، فانقلبت عليه برداً وسلاماً- ذات يوم وزوجه سارة قد ابتعدا عن أرض الكفر والفساد ، ودخلا أرضاً يحكمها جبار من الجبابرة ، فأرسل إليه مخبروه أنّ ههنا رجلاً معه امرأة من أحسن النساء جمالاً وسمتاً ، فأرسل إليه ، فسأله عنها والشرر يتطاير من عينيه ، يريدها لنفسه . فإن قال إبراهيم : إنها زوجتـُه قتله وأخذها .فقال : إنها أخته ... فقال الجبار : أريدها إذاً .
فانطلق إبراهيم إلى سارة ، فقال لها : ليس على وجه هذه الأرض مؤمن غيري وغيرك ، وإن هذا سألني عنك ، فأخبرتُه أنك أختي ، وأضمرتُ الأُخُوّة في الله ، فلا تُكذّبيني .
فأرسل الجبار إليها ، فلما مثلت بين يديه مدّ يده إليها ... فتوقفت يده كأنها قطعة خشب ، لا يستطيع لها حراكاً ... قال لها : ادعي الله لي ، ولا أضرك ، فدعت الله تعالى ، فأُطلقت يدُه بإذن الله تعالى ... لكنّ شيطانه وسوس له أن يحاول كرّة أخرى ، ففعل ، فأصابه أشدُّ ما أصابه في المرّة الأولى ، فناشدها الله أن تدعو له ، ولن يعود إليها . فدَعَتْ ، فأُطلقتْ يدُه ..
فدعا الجبار بعض خدمه ، فقال : إنكم لم تأتوني بإنسان ، إنما أتيتموني بشيطان – وتناسى أنه هو الشيطان – أعيدوها ، وهبوا لها هاجر خادمة لها .
فجاءت سارة إلى إبراهيم وهو يصلي ، فأومأ بيده إليها يسألها عن حالها – لم يستطع الانتظار ، فالأمر جد خطير – فقالت مقالة المؤمن الواثق بربه : ردّ الله كيد الكافر .

صحيح البخاري ج 3
كتاب بدء الخلق : باب قول الله تعالى :
واتخذ الله إبراهيم خليلاً
اضافة رد مع اقتباس
  #290  
قديم 11/04/2011, 01:18 PM
الصورة الرمزية الخاصة بـ Özil 10
عضو اللجنة الإعلاميه للرياضة العالمية
و نائب رئيس رابطة ريال مدريد
تاريخ التسجيل: 10/09/2008
المكان: اقرب مما تتوقع !
مشاركات: 5,475
أهل الفردوس الأعلى


صلى رسول الله – صلى الله عليه وسلم – العصر بأصحابه ، ثم سبّحوا ، وحمدوا الله تعالى ، وكبّروا ، ثم سألوا الله تعالى العافية في الدنيا ، وسألوه الجنة في الآخرة ، ولم يقم أحد منهم ، فقد رأوا في وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم ابتسامة تُشيع في نفوسهم الاطمئنان ، وكأنه سمع منهم دعاءً سره ، فأراد أن يحدثهم ليسرّهم كذلك ، فابتسموا له صلى الله عليه وسلم ، ورنت إليه عيونهم وقلوبهم ينتظرون ما يقول .
قال : أراكم تسألون الله تعالى الجنة ، أفتعلمون ما فيها ؟
قالوا : الله ورسوله أعلم .
قال : قال الله تعالى : أعددت لعبادي ما لا عين رأت ، ولا أذن سمعت ، ولا خطر على قلب بشر
. اقرؤوا إن شئتم " فلا تعلم نفس ما أُخفيَ لهم من قرّة أعين جزاء بما كانوا يعملون " .
قالوا : فمن أول الداخلين إليها ؟.
قال : أول زمرة تلج الجنة صورتهم على صورة القمر ليلة البدر .
قالوا : ثمّ مَنْ ؛ يا رسول الله ؟ .
قال : والذين على إثرهم كأشد كوكبٍ إضاءةً .
قالوا : فما صفات هؤلاء وهؤلاء ؟.
قال : قلوبهم تملؤها المحبة ، وكأنهم على قلب رجل واحد ، لا اختلاف بينهم ولا تباغض ، لا يبصقون فيه ، ولا يتمخّطون ، ولا يتغوّطون ، آنيتُهم فيها الذهب ، أمشاطُهم من الذهب والفضّة ، يتبخرون بعود الصندل ، وعرَقـُهم المسك الزكيّ الرائحة ، ولكل منهم زوجتان يُرى مُخّ سوقهما من وراء اللحم من الحُسن ، يسبحون الله بُكرة وعشيّاً .
قالوا : أهم كـُثـُرٌ ؛ يا رسول الله ؟.
قال : سبع مئة ألف . لا يدخل أولهم حتى يدخل آخرهم. فأبواب الجنة عريضة تضمّهم جميعاً ،
يدخلون بغير حساب .
قال عُكّاشة بن مِحصن : ادع اللهَ ؛ يا رسول الله أن أكون منهم .
قال : أنت منهم . ... فانتعشت أوصال عُكّاشة ، وحمد الله وكبّر ، فليس من بشرى أفضل من هذه
البشرى .
قالوا : فزدنا توضيحاً يا رسول الله .
قال : إن في الجنة لشجرة يسير الراكب في ظلالها مئة عام لا يقطعها ! ، واقرأوا إن شئتم "
وظلٍّ ممدود " ولَقابُ قوسِ أحدكم في الجنة خير مما طلعت عليه الشمس أو غربتْ ، وإن
موضع سوط أحدكم في الجنة خير من الدنيا وما فيها .
قالوا : أمنازل المؤمنين فيها متساوية ؟.
قال : لا ، إن أهل الجنة ينظرون إلى أهل الغرف من فوقهم كما ينظر أحدكم إلى الكوكب الدريّ
العالي في كبد السماء شرقاً وغرباً ، إن مقام أهل الفردوس الأعلى عظيم عظيم .
قالوا : لعل تلك المنازل تخص الأنبياء فقط ؟.
قال : لا ، والذي نفسي بيده ! إنها منازل رجال آمنوا بالله ، وصدّقوا المرسلين .
رفع المسلمون أيديَهم إلى السماء ، وقالت قلوبهم قبل ألسنتهم :
اللهم ؛ يا ربنا : أمنا بك إيماناً يزداد بك يقيناً ، وصدّقنا رسولك الكريم ، فاكتبنا في أهل
الفردوس الأعلى ، وارزقنا الغـُرف في علـّيـّيـن .
آمين ، يا رب العالمين .

صحيح البخاري ج/ 4
كتاب بدء الخلق ، / باب ما جاء في صفة الجنة
اضافة رد مع اقتباس
  #291  
قديم 11/04/2011, 01:22 PM
الصورة الرمزية الخاصة بـ Özil 10
عضو اللجنة الإعلاميه للرياضة العالمية
و نائب رئيس رابطة ريال مدريد
تاريخ التسجيل: 10/09/2008
المكان: اقرب مما تتوقع !
مشاركات: 5,475
موسى عليه السلام


1) اُرسل ملك الموت إلى موسى عليه السلام ( ليقبض روحه) ، فلمـّا جاءه صكّه موسى
( دفعه بقوة ولطمه) .
لم يقبض ملك الموت روح موسى عليه السلام لمكانته ، فالأنبياء يُخيّرون في موتهم . رجع ملك الموت إلى ربه سبحانه يقول له – والله أعلم بما جرى - : أرسلتني إلى عبد لا يريد الموت .
قال تعالى : ارجع إليه فقل له : يضع يده على متن ثور ، فله بما غطّت يدُه بكل شعرة سنة ( تزيد في عمره )
قال موسى حين سمع ملك الموت يخبره بما قاله الله تعالى : أيْ ياربّ ؛ ثم ماذا؟
قال تعالى : ثم الموت . ..
كل نفس ذائقة الموت ، ولا بد مما ليس منه بد ، ولا يبقى إلا وجه الله الكريم سبحانه .
قال موسى : فالآن أريد الموت ، فما فائدة تأخيره إن كان حتماً لا زماً ؟ ولكنْ يارب أسألك أن تُدنيني من الأرض المقدسة رمية حجر .
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لو كنت ثـَمّ ( هناك في الأرض المقدسة ) لأريتـُكم قبره إلى جانب الطريق ، تحت الكثيب الأحمر ".
2) تخاصم رجل من المسلمين ورجل من اليهود فاستبّا ( سب كل منهما صاحبه ).
فأقسم المسلم قائلاً : والذي اصطفى محمداً على العالمين .
وأقسم اليهودي قائلاً : والذي اصطفى موسى على العالمين .
فرفع المسلم عند ذلك يده فلطم اليهوديّ ، فذهب اليهودي إلى النبي صلى الله عليه وسلم يشكو المسلم إذ اعتدى عليه ، وأخبره بما كان منه ومن المسلم .
فقال النبي صلى الله عليه وسلم : " لا تُخيّروني على موسى أو قال : لا تفضّلوا بين
أنبياء الله ، فإنه يُنفخ في الصور ، فيُصعق من في
السموات والأرض إلا من شاء الله ، ثم يُنفخ فيه
أُخرى ، فأكون أول من بعث ، فإذا موسى آخذ
بالعرش ، فلا أدري أحوسب بصعقته يوم الطور
، أم بُعث قبلي "
3) وروى أبو هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :
احتجّ آدم وموسى ،
فقال له موسى : أنت آدم الذي أخرجتك خطيئتك من الجنّة .
قال له آدم : أنت الذي اصطفاك الله برسالته وبكلامه ، ثم تلومني على أمر قد قُـُدّر عليّ قبل أن أُخلق؟!
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد أن سرد ما قاله النبييان الكريمان :
فحجّ آدم موسى مرتين . ( كان جوابه مفحماً )
تشوق الصحابة الكرام لمعرفة هذين الأمرين ، فاشرأبّت أعناقهم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يستشرفون الجواب الشافي
قال النبي صلى الله عليه وسلم :
المرة الأولى : أن آدم وصف موسى وصفاً رائعاً ( اصطفاه الله برسالته وكلمه ) فما ينبغي له إلا كلام الأنبياء .
المرة الثانية : نبهه إلى أن الإنسان يُلام على شيء فعله بملء إرادته ، أما خطيئة آدم فقد قدّرها الله عليه قبل أن يُخلق ، فلا ذنب له في ذلك .
مشيناها خُطاً كُتبتْ علينا ومن كُتبت عليه خطاً مشاها

صحيح البخاري ج 4
كتاب بدء الخلق –باب وفاة موسى
وباب قوله تعالى : " وإن يونس لمن المرسلين "
اضافة رد مع اقتباس
  #292  
قديم 11/04/2011, 01:23 PM
الصورة الرمزية الخاصة بـ Özil 10
عضو اللجنة الإعلاميه للرياضة العالمية
و نائب رئيس رابطة ريال مدريد
تاريخ التسجيل: 10/09/2008
المكان: اقرب مما تتوقع !
مشاركات: 5,475
أبونا آدم عليه السلام
دكتور عثمان قدري مكانسي


هذا رسول الله صلى الله عليه وسلم وحوله أصحابه يسألونه عن الأنبياء الكرام وصفاتهم الخُلُقية والخَلْقية ، وعن أقوامهم ، ومن صدّقهم ، ومن كذ ّبهم ... ورسول الله صلى الله عليه وسلم يجيبهم ، ويزيدهم ما ينفعهم ، ويشحذ قرائحهم ، ويقوّي الإيمان في نفوسهم ، ويُطَيـّبها .
قال عليه الصلاة والسلام :
خُلِق آدم وطوله ستون ذراعاً .. إنها قامة فارعة ، تسامق الأشجار العالية طولاً ، وتسمو على الحصون والقلاع ارتفاعاً .
قالوا : يا رسول الله ؛ فما بالنا أقصر منه بكثير ؟.
قال عليه الصلاة والسلام : لم يزل الخلق ينقصون جيلاً بعد جيل حتى وصلنا إلى ما نحن عليه .
قالوا : فكيف يكون المؤمنون في الجنة إزاءه عليه السلام والأجيال السابقة ؟.
قال عليه الصلاة والسلام : كل من يدخل الجنة يدخلها على صورة أبيه آدم .
ثم أردف قائلاً :
لما خلق الله تعالى آدم نفخ فيه الروح فعطس ، فألهمه الله تعالى حمده ، فقال : الحمد لله .
فقال له ربه : يرحمك الله .
فذهب الحمد والرحمة أدباً عالياً يعيشه المسلمون في مجتمعاتهم ، فيكون حمد الله ورحمته شعارهم ومآلهم ، فإذا عطس أحدكم ، فحمد الله فشمّتوه ، واطلبوا له الرحمة والهداية ، فهذا من سنّتي .
قال عليه الصلاة والسلام : ثم قال الله تعالى لآدم :
اذهب فسلم على أولئك الجلوس من الملائكة ، وقل لهم : السلام عليكم .
فذهب فسلم عليهم ( السلام عليكم ) ، فقالوا له : وعليك السلام ورحمة الله .
قال تعالى : يا آدم ؛ أوَعَيْت ردّهم ؟
قال آدم : نعم ؛ يا رب .
قال تعالى : فإنها تحيتك وتحية ذرّيتك .... إنك سلمتَ عليهم ، فردّوا عليك السلام ، وزادوك إكراماً ، فسألوني أن أرحمك ، فلك ذلك .
وقرأ الرسول صلى الله عليه وسلم : " وإذا حُيّيتُم بتحية فحيوا بأحسن منها أو رُدّوها "
قال عليه الصلاة والسلام بعد أن رأى أصحابه منتبهين ، يتلقَّون كل كلمة بأُذُن واعية وقلب محبّ : ثم إن الله تعالى مسح على ظهر آدم ، فسقط من ظهره كلُّ نَسَمة هو خالقها من ذريّة آدم إلى يوم القيامة ، وجعل بين عينَيْ كل إنسان منهم بصيصاً من نور ، ثم قبضها بيده سبحانه .
قالوا : وكيف يقبض سبحانه الأمورَ بيده ؟.
قال عليه الصلاة والسلام : إن الله تعالى يقبض الأشياء كيف شاء ، متى شاء ، من غير تكييف ولا تمثيل – سبحانه – ليس كمثله شيئ ، وهو السميع البصير .
قالوا : آمنّا بالله سبحانه ، وتعالى ربنا عن الشبيه والمثيل، ليس كمثله شيء وهو السميع البصير .
قال عليه الصلاة والسلام : فقال الله ويداه مبسوطتان : اختر أيهما شئت .
قال آدم بأدب جم علمه إياه ربه : اخترتُ يمين ربي ، وكلتا يدي ربي
يمين مباركة .
فيبسط الله تعالى يده ، فإذا فيها آدم وذريته ....
قال آدم : أيْ ربّ ؛ ما هؤلاء ؟
قال تعالى : هؤلاء ذريتك .
وينظر آدم عليه السلام إلى ذريته ، فإذا كل إنسان مكتوب عمُره بين عينيه .
ويلوح له فيهم رجل من أضوئهم ، فيخفق له قلب آدم حباً ،
فيقول : يا ربّ ؛ من هذا ؟
فيقول الله عز وجلّ : هذا ابنك داود ، قد كتبت له عمُر ستين سنة .
فيقول آدم : ربّ ؛ زد في عمُره ؟.
فيقول الله تعالى : هذا ما كتبت له ، وقدّرت.
فيقول آدم : كم كتبت لي من العمر ؛ يا رب ؟
فيقول الله تعالى : ألف سنة .
فيقول آدم : أيْ ربِّ ، فإني قد جعلت له من عمري أربعين سنة .
فيقول الله تعالى : قد أجزت لك ذلك .
فيًقدّر لداود مئة عام .
كل شيء مقدّر ومكتوب ... صُنع الله الذي خلق كل شيء ، فأحسن خلْقه ، وأبدعه وقدّره ، وهو يفعل ما يشاء ... يمحو الله ما يشاء ويُثبت ، وعنده أمّ الكتاب .
قال عليه الصلاة والسلام : ويسكن آدم وزوجه الجنة ماشاء الله ....
ويشاء الله أن يبتليه بعد ذلك ، فيأكل وحواء من الشجرة المحرّمة ، ثم يهبطان منها .
فكان آدم عليه السلام يَعُدّ لنفسه عمرها ......
فلما أتاه ملك الموت يريد استيفاء روحه قال له آدم :
قد عجلتَ ؛ قد كُتب لي ألف سنة ، فها انت تأتي قبل أربعين سنة .
يقول له ملك الموت : بلى ، ولكنك جعلت لابنك داود أربعين سنة ، فصارتْ إليه .
فجحد آدم ما جعله لداود ، وكان جحوده نسياناً ، وورث أبناؤه صفات أبيهم ، فجحدوا كما جحد ، ونسوا كما نسي ، فأمر الله تعالى بالكتابة والشهود ليواجه بها جحود الجاحدين ونسيان الناسين .

1- البخاري المجلد الثاني الجزء /4/
كتاب : بدء الخلق
باب قوله تعالى
" وإذ قال ربك للملائكة ....."
2- سنن الترمذي ج3ص 52
اضافة رد مع اقتباس
  #293  
قديم 11/04/2011, 01:24 PM
الصورة الرمزية الخاصة بـ Özil 10
عضو اللجنة الإعلاميه للرياضة العالمية
و نائب رئيس رابطة ريال مدريد
تاريخ التسجيل: 10/09/2008
المكان: اقرب مما تتوقع !
مشاركات: 5,475
صور من التربية

أراد الشيخ أن يختبر تلميذه بعد أن قضى فترة بصحبته يعلمه ويرشده ، ويعرض عليه طرق التربية وفنون التعامل مع الناس ، فقال :
يابني ؛ ما تقول في إنسان أخطأ حين أساء إلى غيره ، أيُعاقب وحده أم يُجمَل معه في العقوبة غيرُه لقرابته منه ، أو لانتسابه إلى أهله وعشيرته ، أو لجنسه ووطنه ؟ .
قال التلميذ : بل يُعاقب المسيء وحده ، ومن الظلم معاقبة غيره بسببه ، فالله تعالى يقول :
" ولا تزر وازرة وزر أخرى " .
قال الشيخ :
أحسنت ، فما تقول لرجل أراد أن يشكرك لجميلٍ صنعتـَه له ، فأخطأ دون أن يشعر ، أتعود لمعاقبته أم تنبهه؟ .
قال التلميذ :
قد أنبهه إن لزم الأمر ، وأتركه متجاوزاً عنه ، إذ ْ جانبه الصواب حين أراد شكري ، وقد يكون خطؤه قولاً ، وقد يكون عملاً ، فعليّ تصحيح عمله ، والتجاوز عن قوله .
قال الشيخ :
أحسنت أيضاً – يا ولدي – فما تقول في إنسان أخطأ عن عمد في الإساءة إليك ؟
قال التلميذ :
أعاقبه إن قدِرت ، وأكيل له الصاع صاعين ، ولا أبالي ، فهو يستحق ذلك .
قال الشيخ :
أيدك الله ، يا بني ، فما تقول أخيراً في رجل كان ظاهره غيرَ باطنه . نفع الناس بقوله ، وضرّ نفسَه ، إذ ْ كان فعلُه غيرَ قوله .
قال التلميذ :
على نفسها جنت براقش ، فهو كنافح المسك على غيره ونافخ الكير على نفسه .
قال الشيخ :
حفظك الله - يا بني – وزادك علماً وحُسْنَ عمل ، إني بك لفخور ، ولك داعٍ ، وبك مؤملٌ الخير الكثير .
قال التلميذ :
أفلا تذكر لي – يا سيدي – أمثلة على ما امتحنْتني فيه ؟. كي أستفيد أمثلة تضيء لي دربي ؟
قال الشيخ :
بلى .. فلكل سؤال حادثة رواها النبي صلى الله عليه وسلم لأصحابه ، فكانت الضياءَ الذي سلكوا على هداه طريقهم . والمنهج الذي اتخذوه ، فأوصلهم إلى الهدف الصحيح .
أما مثال السؤال الأول :
فقد قص علينا الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم أن نبياً من الأنبياء صلوات الله عليهم جميعاً نزل تحت شجرة ، فما استقر جالساً حتى قرصته نملة ، فاستشاط غضباً ، وقام من فوره ، فأمر أتباعه أن يرفعوا مجلسه ، ففعلوا ، فنظر إلى أسفل الشجرة ، فرأى النمل يسير بانتظام ، يحمل قوته إلى بيته أسفل الشجرة ، ويعمل بدأَب ونشاط ، صاعداً نازلاً ، مغرّباً ومشرّقاً ، ولعل نملة تأذ ّت حين جلس فوقها النبي ، فقرصته خوف أن يطحنها ، فلم يتمالك نفسه أن أمر أتباعه أن يُضرموا النار في بيت النمل ، ففعلوا ، فأحرق النمل ، وقضى على آلاف منه .
فأوحى الله تعالى إليه معاتباً ومعلماً : " فهلاّ نملةً واحدة " رأيتَها تحتك ، فقتلتَها قصاصاً ؟! ما ذنب ما قتلته حرقاً ، إنه ظلم بيّن ، وتصرّف لا ينبغي أن يكون .

صحيح البخاري ، كتاب بدء الخلق
باب إذا وقع الذباب في إناء أحدكم

قال التلميذ :
هلاّ أوضحت أكثر يا سيدي وبيّنتَ من العبَر والعظات ما يفيد ؟.
قال الشيخ :
هذا واجب العلماء نحو تلاميذهم وعامّة المسلمين يا ولدي .
فقد علمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في هذه القصة :
1- أن العقوبة لمن اعتدى وأثم ، أما البريء فلا يُؤخذ بجريرة غيره .
2- وأن النمل – كغيره من المخلوقات – أمم أمثالُنا ، تسبّح الله وتحمده . فيجب الحفاظ – ما أمكن – عليه .
3- أنه لا يعذِّب بالنار إلا رب النار ، هذا في شريعتنا – معشر المسلمين – ويعاقَب المسيء فقط .
قال التلميذ :
جزاك الله – يا شيخي – خيراً ونفعنا بعلمك ,....
قال الشيخ : إن مدحتَني بما ليس فيّ قصمت ظهري ... ثم قال الشيخ :
أما مثال السؤال الثاني :
فقد روى النبي صلى الله عليه وسلم أن الله تعالى يفرح بعودة المسيء إلى رحاب عفوه ، وتوبته عن المعاصي كثيراً ، ومثـّل له بفرح الرجل الذي أضاع راحلته في الصحراء ،وعليها ماؤه وزاده ، فلما أيس من الحياة أعاد الله إليه راحلته ، فأخطأ الرجل حين أراد شكرالله تعالى .
قال التلميذ :
وكيف ذاك يا سيدي ؟
قال الشيخ :
سافر رجل وحده في صحراء مترامية الأطراف – والسفر الفذ ّ( الفرد) ليس حميداً ، وقد وصف الرسول صلى الله عليه وسلم المسافر وحده ، فقال : هو شيطان – سافر حاملاً على بعيره ما يحتاجه من ماء وزاد ، اخترقها يريد الوصول إلى مبتغاه في الطرف الآخر منها ، جدّ السير فيها ، حتى إذا أدركتـْه القالة ( القيلولة ) ربط راحلته إلى ظل شجرة ونام ، وكان نومه طويلاً عميقاً ، لم يصحُ منه إلا وقد انفلتت الراحلة ، وغابت عنه ، فقام مشدوها فزعاً ، يبحث عنها هنا وهناك ، فلم يجدها .. انطلق إلى أعلى كثيب شرقاً ونظر إلى البعيد ، فلم يجدها ، وانطلق إلى كثيب في الغرب يرجو أن يعثر عليها ، فخاب ظنه . هرول في كل الاتجاهات عله يعثر عليها أو على أثرها ، فعاد بخفي حنين .
عاد إلى الشجرة كليلاً مرهقاً ، خسر راحلته ، وخسر معها زاده وماءه ، ، وأيقن بالهلاك ، فارتمى مكدوداً حزيناً ينتظر الموت ، ويندب حظه ... وأخذه النوم مرة أخرى .
لما أفاق ، وجد راحلته ، فوق رأسه ، فلم يصدّق حتى أخذ بلجامها ، وتحسسه مرات ومرات ، فلما تيقن أنه نجا من الموت عطشاً وجوعاً وعادتْ إليه روحه ، وأخذه الفرح كل مأخذ قال من شدة فرحه يشكر ربه سبحانه : " اللهم أنت عبدي ، وأنا ربك ؛ أخطأ من شدة الفرح " .
إن الله تعالى أشد سروراً ، وأكثر فرحاً بتوبة عبده وعودته إليه - إلى التقوى والرشاد - من هذا الرجل بعودة راحلته إليه ...
رياض الصالحين ، باب التوبة
قال التلميذ :
سبحان الله ، لا إله إلا الله ؛ ما أكرم خالقنا ، وما أعظم عفوه ...
تبت إليك يارب ، فاقبلني في عبادك الصالحين
ثم التفت إلى شيخه ، فرأى عينيه تدمعان وشفتيه تلهجان بذكر الله رب العالمين ... فانتظر قليلاً حتى هدأ الشيخ ... ثم نظر الشيخ إليه ، فقال :
أما السؤال الثالث :
فمثاله ما رواه النبي صلى الله عليه وسلم ، فقال :
إن امرأة تحجّر قلبُها ، فكأنه قـُدّ من صخر ، وغادرتـْه الرحمة ، فأمسى كهفاً مظلماً ، لا يعرف للخير سبيلاً ولا للمعاني النبيلة طعماً ، طرقتْ بابَه الشفقةُ ، فصُدّتْ عنه ، ، وعشعشت فيه الكراهية ونمَتْ .. لعل هرة أكثرَتْ الدخول عليها ، فطردَتـْها ! ثم طردَتها ، والحيوان أعجم لا تدفعه سوى غريزته ، تستقطبه الرحمة فيُقدِم ، ويمنعه الأذى فيهرب . والهرة أَلوفٌ – من الطوّافات – تدخل البيوت دون استئذان ، فإن رأتْ ترحيباً من أهل الدار أقامت ، وإن رأت إعراضاً ولّتْ . أمّا أنْ تمسكها هذه المرأة القاسية ، فتربطها وتمنع عنها الماء والطعام ، وتسمع مواءها ، فلا تكترث ، وأنينها فلا تهتم ، حتى تذبل وتذوي ، فتموت صبراً ، فهذه غاية القسوة ، ونهاية في الظلم .
كان أولى بها أنْ تتركها في أرض الله تأكل من هوامها وحشراتها ، تتصيّدها هنا وهناك ، ، ولن تعدم في أرض الله الواسعة ما يقيم أَوَدَها ، ويكفيها مؤونتها .
إن الإسلام العظيم نبّه - فضلاً عن حقوق الإنسان في العيش الكريم والحرية – إلى الرفق بالحيوان ، فلا يحمـّله ما لايُطيق ، ولا يشتدّ عليه بالضرب ، ومن لم يكن كذلك فليس له من الإنسانية نصيب .
وقد رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم امرأة في النار تخدشها هرة ، فقال : ما شأن هذه ؟
قالوا : حبسَتها حتى ماتت جوعاً ، لا أطعمتـْها ، ولا أرسلَتـْها تأكل من خَشاش الأرض حتى ماتت ..والبون واسع بين مَن نزل في البئر ، فسقى الكلبَ ، فغفر الله تعالى له ، وبين هذه المرأة ، نعوذ بالله من مصير كمصيرها .
1- صحيح البخاري
كتاب بدء الخلق ،
باب إذا وقع الذباب في إناء أحدكم
2- صحيح مسلم
كتاب الكسوف
باب ما عرض على الرسول في صلاة الكسوف
وقال الشيخ :
أما السؤال الرابع :
فمثاله ما رواه النبي صلى الله عليه وسلم مصوراً الذي يأكل الدنيا بعلمه ، ولا يعرف لله وقاراً ، ولا للآخرة سبيلاً .
قال التلميذ :
فما عاقبة هذا العالم – يا سيدي - ؟
قال الشيخ :
قال النبي صلى الله عليه وسلم :
يُجاء بالرجل يوم القيامة ، فيُلقى في نار جهنم ، ويَلقى من العذاب ما يَلقى ، فتندلق أمعاء بطنه في النار ، ويحترق أديمُه وأحشاؤه ، إنه ملأها في الدنيا ما لذّ وطاب من الحرام ، حين أظهر للناس التقوى ، فغشّهم ، وأبطن الهوى ، وتمادى في الضلالة ، ففضحه الله على هذه الصورة ، يراه الناس يدور بأقتابه ( أمعائه) في النار ، كما يدور الحمار برحاه ، فيدنون منه ، ويتعجبون .
من يراه على هذه الصورة – وكانوا يعرفون فيه الصلاح والتقوى في الدنيا ، فقد كان سَمْتُه سمتَ العلماء ، ومظهره مظهر الأتقياء ، وكان منظره في الدنيا يدل على الاتزان والوقار ، فما باله الآن هكذا؟!! - يجتمعون عليه ويسألونه متعجبين : لئن صرنا في النار الآن لقد كنا في الدنيا نعمل بعمل أهلها فاسقين فاسدين ، فما بالك اليوم بيننا في النار ؟! كنت تأمرنا بالمعروف ، وتنهانا عن المنكر ! تحضنا على الصدق والأمانة ، ونبذ الفساد والخيانة ، وكنت تأمرنا بصون اللسان ، وغض البصر ، وحفظ الفرج ، وحُسن الطويّة !! كنت تنهانا عن الغيبة والنميمة والفواحش ، وتنهانا عن أكل حقوق الناس وتنفـّرنا من ذلك !! فما شأنك ؟ وما الذي قذفك بيننا؟!
وهناك – والعياذ بالله من هذا المصير الأسود والفضيحة الكبيرة – حيث لا يستطيع الإنسان أن يُخفي حقيقته ، أو يُدلّس على الناس ، هناك في النار حيث المستور مكشوف ، والباطن معروف ، ولا مجال للإنكار ، والتزيي بزي الأبرار ، يقول واصفاً حقيقة حاله في الدنيا بكلمات مختصرة اللفظ ، واضحة المعنى " كنت آمركم بالمعروف ولا آتيه ، وأنهاكم عن المنكر ، وآتيه " ...
إن النار مصير مَن يُدعى إلى مكارم الأخلاق ، فيرفضها ، ويغرق في المفاسد .. وهي – النار - أَولى بمن يدّعي الصلاح ظاهراً ، ويأكل الدنيا بالدين باطناً .. لقد أساء إلى نفسه ، وخسر ذاته .
وإن حسرته على ما فرّط أشد من حسرة أولئك ، ولا سيّما حين يعلم أنّ مَنْ أخذ بنصيحته نجا ، وفاز بالجنة ونعيمها ، وفاز برضا الله ورحمته ... وهو .. هو في نارٍ تلظّى ، لا يصلاها إلا الأشقى ..
ويرفع الشيخ وتلميذه أيديَهما ، يدعُوانِ:
اللهم اجعل سرّنا كعلانيتنا ، وارزقنا التقوى ، والصدق في القول والعمل ، ونجّنا برحمتك من النار ... يا عزيز ياغفار .

صحيح البخاري
باب بدء الخلق ،
باب صفة النار وأنها مخلوقة

اضافة رد مع اقتباس
  #294  
قديم 11/04/2011, 01:25 PM
الصورة الرمزية الخاصة بـ Özil 10
عضو اللجنة الإعلاميه للرياضة العالمية
و نائب رئيس رابطة ريال مدريد
تاريخ التسجيل: 10/09/2008
المكان: اقرب مما تتوقع !
مشاركات: 5,475

الخمر أم الخبائث


كان العرب يشربون الخمر ويتغنون بها ، ويفخرون بشربها ، إلى أن جاء الإسلام فحرّمها تدريجياً إذ ْكانت نفوسهم عالقة بها ، راغبة فيها .
وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يُحذر منها – فآثارها في المجتمع مدمرة – وضرب على ذلك مثلاً من الأمم السابقة ، وسماها " أم الخبائث ، فأعلن :
أن الصالحين الأتقياء يحبون أن يكون الناس كلهم كذلك ، لِما يرون من جمال التقوى وآثاره الوضيئة على أصحابها ومن شايعهم ، وأن الفاسدين ليودّون أن يكون الناس كلهم فسفة كذلك ، لأنهم لا يستطيعون الفكاك من الموبقات ، فيغوصون في مستنقعاتها الآسنة ، ويتلطخون بها ، ولا يريدون أن يكونوا نشازاً في مجتمع نظيف ، يُشار فيه إليهم بأصابع الاتهام والتقزز والاستنكار ، فيجتهدون في نشر الرذائل في المجتمعات كي لا يشعروا بالدونيّة أمام أفراده .
وهذا ما كان في بني إسرائيل .. حيث عمّ الفساد في الطبقة الحاكمة التي يسمونها – هذه الأيام – " الطبقة الراقية " ، وعزّ عليهم أن يروا بينهم رجلاً متعبداً طاهراً يلسعهم بنظراته الناقدة ، " ويؤذي " فجورهم بعفافه ، وفسادهم بصلاحه !! فعملوا على أن يزلّ ، فيكونوا سواءً، ولكنْ كيف؟ كيف السبيل إلى الإيقاع به وجرّه إلى فتنة تقـْلب عاليه سافله ؟؟ واهتدَوا إلى النساء ، فإن فتنة بني إسرائيل كانت في النساء ، وهنّ كثير ، والغواية فنّ هنّ رباته ! ، فأعطِ القوسَ باريها ! .. وهكذا كان .
علقته امرأة تتقن فنّ الغواية ، فتقرّبت إليه مدّعية التقوى والهدى ، مظهرة العفة والطهر ، فلما صدّها أرسلت جاريتها تدعوه للشهادة ، فانطلق إليها غافلاً عمّا يُحاك ويُرسم ... فطفقت الجارية كلما أدخلتْه باباً أغلقـَتـْه دونهما .. لقد كان قصر المرأة فخماً على ما يبدو ، كبيراً حتى كثرت فيه الأبواب ! .. ودخل الصيد القفص وهو لا يدري أنه سعى إلى الفخ بقدميه ، ولو كان واعياً ما سعى إليها وحده .. وأي شهادة تكون وراء المغاليق ؟!! إن الشهادة تكون في أوضح الأماكن وأكثرها حركةً .. حتى وصل إلى تلك المرأة ، فوجدها في أجمل زينة وأبهى منظر .. فعلامَ كل هذا ، أهي عالقة به مستهامة؟
قد يكون إناء الخمر من مستلزمات الفجور ، فلِمَ يجد عندها غلاماً صغيراً ؟!.. إنها الدسيسة إذن؛ والاستدراج القسري .. وصدق حدسه .. ولكنْ بعد فوات الأوان .
قالت له بتحد واضح – فقد وقع بين يديها - : بين يديك ثلاث خيارات ، أيها التقيّ الورع!! لا بد من ذلك ، وإلا طار رأسك ، أو فضحناك بين الناس وكشفنا المستور .
نظر إليها يستفهم خياراتها دون أن ينبس ببنت شفة . .. قالت : إما أن تقع عليّ ( فيزني بها )، أو تشرب من هذه الخمرة كأساً ، أو تقتل هذا الغلام .. إنها خطة جهنمية ، لا مفر منها . .. خيّرته بين أمور ثلاثة ، أحلاها مرّ ، فماذا يفعل ؟.
أيزني المؤمن ؟ ! كلاّ ، كلاّ . أوَ يشرب الخمر ؟! لا، لا يشربها ، أيقتل النفس التي حرّمها الله ؟ ألف لا .. أيأبى أن يجيبها إلى ما خيّرَته ؟ إنّ قفل الأبواب ، الواحد تلْوَ الآخر ليدل على أن وراء هذه المرأة مَنْ خطّط ودبّر ، ولم تكن هذه المومس الفاجرة سوى أداة التنفيذ ... ماذا يفعل ؟.
وهو إذ لم يكن عاقلاً حين صدّق الجارية ، فدخل بسذاجة إلى القصر خانه عقله كذلك إذ ْ رضي الخيار بين هذه الأمور الثلاثة ، وكان عليه أن يرفض ذلك بقوة ، فخسارة الدنيا أهون من خسارة الآخرة . ولو اتقى الله حق تقاه لأنجاه الله تعالى كما أنجى الرجل الصالح جُرَيجاً في محنته ... لكن شيطانه زيّن له شرب الخمر ، فهو – على ظنّه – فساد لا يتعدّاه ، أما الزنا فجريمة مشتركة ، يربأ بنفسه عنها !! وقتل الغلام منكر ، لا يفكر فيه فضلاً عن اقترافه .. فليشربْ كأساً من الخمر ... إنها طلبت إليه أن يشرب كأساً واحدة .. فقط .. فليشربها ، ولْيستغفر الله بعد ذلك .. على هذا عزم ، وهذا ما قرره .
قال : فاسقيني من هذه الخمر كأساً .. فسقتـْه واحدة .. إن مسيرة ألف الميل تبدأ بخطوة واحدة ، لعبت الخمرة برأسه ، فقال : زيدوني فزادوه – حين لعبت الخمرة برأسه ما عاد يراها وحدها ، فخاطبها بصيغة الجمع – وما زال يطلب ، وما زالت تسقيه حتى ذهب عقله ، فزنى بها ، .. حين يضيع العقل تنتشي الشهوة ، وحين يضعف التفكير تتحرك النزوات .. والتفت ، فرأى الغلام ينظر إليه يرقبه ، وقد رآه يزني ، فمال عليه ، فقتله .
شرِبَ الخمرَ ، وزنى ، وقتل النفسَ البريئة ، فهل بقي له من الطهارة شيء ؟!! هل بقي له من الإيمان شيء؟!!
إن رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمرنا أن نتجنّب الخمر ، فإنها أم الكبائر ، ويقسم بالله : أن الإيمان لا يجتمع وإدمانَ الخمر في قلب إنسان ، فإذا كان الإيمانُ فلا خمر ... وإذا كان الخمرُ فلا إيمان ... إنها مفاصلة بين الحق والباطل .
ويؤكد صلى الله عليه وسلم ذلك ، فيُعلن :أنه ما من أحد يشربها ، فتقبل له صلاة أربعين ليلة ، ولا يموت وفي مثانته منها شيء إلا حُرّمتْ عليه الجنة ، وإن مات في الأربعين مات ميتة جاهلية . أرأيتم أسوأ من الخمر إذاً ؟!
ومع وضوح ضررها فإن الفاسدين يزيّنون للجاهلين شرب الخمر ، ويسمونها بغير اسمها ، فهي عندهم " الرّاح " وهي عندهم " المشروبات الروحية " .. يسمون الأشياء بغير اسمها .. وهذا دأب الفاسقين الفاسدين ....

صحيح النسائي ج3 ص46
من حديث عثمان رضي الله عنه

اضافة رد مع اقتباس
  #295  
قديم 11/04/2011, 01:26 PM
الصورة الرمزية الخاصة بـ Özil 10
عضو اللجنة الإعلاميه للرياضة العالمية
و نائب رئيس رابطة ريال مدريد
تاريخ التسجيل: 10/09/2008
المكان: اقرب مما تتوقع !
مشاركات: 5,475
اغتنمام الفرص


قال الولد لابيه : يا أبتِ ح سمعت صديقي حسان يقول :
أبي تاجر ناجح ، يغتنم الفرص ، ولا يضيّعها ، فماذ يقصد بقوله هذا؟
قال الوالد :
يمتاز المسلم الذكي – يا بني – بصفتين متلازمتين ،
الأولى : العمل الدؤوب ، والسعي الحثيث في عمله ، فيفكر ، ويخطط ويرتب أموره .
الثانية : مع صفته الأولى فإنه لا يقصر في المغامرة المحمودة ..
فهناك مفاجآت تعرض له دون ترتيب مسبق وتخطيط متعمّد فقد لا تتكرر تلك المفاجآت ،، فيُقدم ، ويستعين بالله عليها ،
فيحقق ربحاً وافراً يرفعه في عالم التجارة خطوات بإذن الله .
قال الولد :
هذا ليس في عالم التجارة فقط ، بل في ميادين الحياة كافة .
قال الوالد :
صدقت يا بني ، إن حياة المسلمين النابهين حافلة بكثير من هذه الأمور ، يقتنصها المسلم ، فلا يدعها تذهب دون ان يُفيد منها .
قال الولد : أفلا ذكرتَ لي مثالاً على ذلك يا أبتِ.
قال الوالد :
لقد ذكرت لك - يا بني - سابقاً قصة الصحابي البطل عُكـّاشة بن مِحصَن حين كان مع إخوانه المسلمين يستمعون إلى حديث النبي صلى الله عليه وسلم في دخول سبعين ألفاً من المسلمين الجنة بغير حساب ولا عقاب ، على مقدمتهم الصدّيق أبو بكر رضي الله عنه ، فقال عكاشة قبل غيره : يا رسول الله ادع الله أن أكون واحداً منهم . فقال عليه الصلاة والسلام : أنت واحد منهم . فقام رجل آخر يقول : يا رسول الله ادع الله أن يجعلني منهم . قال صلى الله عليه وسلم : سبقك بها عكاشة .
كافأه رسول الله صلى الله عليه وسلم على نباهته وسرعة مبادهته ، وبشره أنه واحد منهم ، ونبه الثاني أنه ضيع الفرصة حين قصر عن أخيه عكاشة ، وكان عليه ان يسبقه ، فالنجاح حليف المتنبّهين اليقظين ، الذين يغتنمون الفرص ، فلا يضيّعونها .
قال الولد :
جزاك الله خيراً – يا والدي – على هذا التوضيح ، وأجزل لك المثوبة ، إلا أنني أردت أن تقص عليّ حديثاً رواه النبي صلى الله عليه وسلم يوضح الفكرة ويدعمها ، فأتخذها نبراساً في حياتي .
قال الوالد :
حباً وكرامة – يا حَبّة عيني – أسأل الله تعالى أن يجعلك من النابهين العاملين .
ففي إحدى أسفار رسول الله صلى الله عليه وسلم أو غزواته مرّ بأعرابي ، فأكرمه . فأراد الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام أن يكرم الأعرابي المضياف ، فقال له :
يا أعرابي ؛ سل حاجتك ؟
أتدري – يا ولدي – ما الذي طلبه الأعرابي من رسول الله صلى الله عليه وسلم؟!
قال الولد :
لعله طلب أن يشفع له يوم القيامة ، ويسقيه من حوضه بيده الشريفة أو أن يدعو له – على الأقل – بالحياة الرغيدة في الدنيا وسعة الرزق ، وكثرة البنين .. أليس كذلك يا أبتِ؟.
قال الوالد :
ليته فعل ، وطلب شيئاً من هذا .. إنه سأله أتفه ما يسأله رجلٌ بسيط من رجل مثله ، لا من نبي كريم .. لم يغتنم فرصة كهذه يسمو بها في الدنيا والآخرة ، إنما قال : هبني – يا رسول الله – ناقة برحلها يركبها ، وقليلاً من العنز يحلبه لأهله . قالها مرتين ! .
قال الولد :
سبحان الله ما أضعف همته ، وأقلّ حيلته .. أفلا طلب مثل ربيعة بن كعب الأسلمي خادم رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي كان يبيت على باب رسول الله يخدمه ، فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم مرة ، فرآه نائماً أمام اباب البيت ، فأخذته الشفقة به ، وأكبر فيه حبه إياه ، حين رآه يسرع فيأتيه بوَضوئه وثيابه ، فقال : ياربيعة ؛ سلني . .. وكان سؤال النبي صلى الله عليه وسلم حاضراً في ذهن ربيعة وقلبه ، فقال : أسألك مرافقتك في الجنة .. وهل أسمى مطلباً وأعلى همة ، وأرفعُ مرتبة أن نكون أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم في الجنة ، في الفردوس الأعلى ؟! .. فأجاب النبي الكريم صلى الله عليه وسلم الذي يحب مصاحبة من يحبه ، ويقدّر للناس مشاعرهم ، ويبادلهم تقديراً بتقدير ، وتكريماً بتكريم : أوَ غير ذلك يا ربيعة ؟ قال هو ذاك ، يا رسول الله . فيقول النبي صلى الله عليه وسلم : لك ما سألت يا ربيعة .. وأمره أن يكثر من الصلاة التي ترفع صاحبها في عليين ، فالصلاة قرة عين رسول الله صلى الله عليه وسلم .
قال الوالد :
هذا عين ما ذكره الرسول صلى الله عليه وسلم مستهجناً هذه الدونية في الهمة ، والأرضية في الرغبة ،قائلاً " أعَجَزْتَ أن تكون كعجوز بني إسرائيل "؟!.
قال الولد :
وما عجوز بني إسرائيل ؛ يا أبتِ؟.
قال الوالد :
كان الصحابة رضوان الله تعالى عنهم يسمعون ما قاله النبي الكريم صلى الله عليه وسلم ، فابتدروه يسألونه ما سألـْتَ – يا بني - ، فقال :
إن موسى عليه السلام أراد أن يسير ببني إسرائيل – حين أذن الله له أن يخرج من مصر بقومه – فضلّ الطريق ... إن الطريق يعرفه ، وهاديه فيه جبريل الذي أمره بالمسير ، ومعه علماء بني إسرائيل وعامّتهم . فمن العجيب أن يخطئ الجميع الطريق . لا بد أن في الأمر سراً ... سأل عنه العلماء ، فقالوا له : أما وقد سألْتنا ، فإن السر في ذلك – والله أعلم – أن نبي الله يوسف عليه السلام – حين لقي ربه – أخذ على آبائنا مواثيق الله أن لا نخرج من مصر حتى ننقل عظامه معنا .
قال موسى عليه السلام : وأيكم يدري قبر يوسف ؟
قالوا : ما يدري أين قبر يوسف إلا عجوزُ بني إسرائيل .
فأرسل إليها النبي موسى أن تأتيه ، فحملوها إليه ،
فقال لها : أتدرين أين قبر النبي يوسف ؟ دليني عليه ..
أدركت العجوز حاجته إليها ، فقالت : لا والله لا أفعل حتى أكون معك في الجنة !
عرفـَتْ متى تطلب حاجتها .. وإنه لطلب جليل ، جنة عرضها السماوات والأرض ، وتصحب نبياً ذا عزم .. تصحب كليم الله الذي أجرى الله تعالى على يديه الشريفتين عجائب عظيمة ، وجعله في قمة الأنبياء مع الأربعة الآخرين أولى العزم من إخوانه، على رأسهم سيد البشر محمد عليه الصلاة والسلام .
وكره النبي موسى أن يجيبها ، ولا ندري لماذا .. إلا أن الله تعالى أوحى إليه : أنْ أعطها ما سألتْ . ففعل ، ووعدها بذلك ، فالله سبحانه رضي لها تلك المكانة . إنها طلبَتْ ، فوهبها الجليل سبحانه ما طلبتْ ، إنها ذات همة عالية ، فلـْتتبَوّأها ، إنها تستحقها .
ودلّتـْهم على بركة ماء ، وأمرتهم أن ينضحوا ماءها ، ففعلوا ، وعيّنتْ مكاناً ، فحفروا فيه . فإذا هو قبر يوسف عليه السلام ... جسده الشريف على هيئته يوم دُفن ، فالأرض لا تأكل أجساد الأنبياء والشهداء .. ولكن يا ويحهم لمَ أهملوا قبر نبيهم هكذا ؟ إن فعلهم لعجيب ، فقد عُرف عنهم أنهم اتخذوا قبور انبيائهم مساجد ، ونعى عليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فعلهم هذا .
وحمل بنو إسرائيل جثمان نبيهم يوسف عليه السلام ، وانطلقوا به إلى بلاد الشام ، إلى الأرض التي بارك الله فيها ... كان الطريق واضحاً ، وجسد يوسف الصديق عليه السلام من خلال كفنه ينير لهم الدرب وسط الظلام في ذلك الليل البهيم .. كأنه ضوء النهار .

أخرجه الحاكم في مستدركه
ج2 ص624

اضافة رد مع اقتباس
  #296  
قديم 11/04/2011, 01:28 PM
الصورة الرمزية الخاصة بـ Özil 10
عضو اللجنة الإعلاميه للرياضة العالمية
و نائب رئيس رابطة ريال مدريد
تاريخ التسجيل: 10/09/2008
المكان: اقرب مما تتوقع !
مشاركات: 5,475
كن مع الله ترَ الله معك


عبد الرحمن بن سمرة رضي الله عنه أحد أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يروي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم المواقف التالية .
ولكن نتعرف - قبل الدخول في القصة – هذا الصحابي الذي أسلم يوم فتح مكة وكان اسمه " عبد الكعبة " فسماه رسول الله صلى الله عليه وسلم " عبد الرحمن " ، سكن البصرة وفتح سجستان مرتين ، مرة على عهد عثمان ، والثانية على عهد معاوية ، وصحبه في الفتح الثاني الحسن البصري والمهلب بن أبي صفرة وقطريّ بن الفجاءة ، ومات في البصرة سنة إحدى وخمسين للهجرة .
يقول الصحابي عبد الرحمن بن سمرة : إن النبي صلى الله عليه وسلم خرج على أصحابه بعد صلاة فجر أحد الأيام من بيته ، فوقف على الصفة – بمسجد المدينة – يقول لهم :
" إني رأيت البارحة عجباً " وهذا أسلوب رائع من أساليب التربية ، حيث يطلق المعلم جملة تستقطب الانتباه ، وتجلب الاهتمام قبل الشروع في الحديث كي لا يضيع منه شيء ، ولتكون حواس الجميع متوثبة لتلقي الحرف الأول تلقياً واعياً ..
فتوجهت الأنظار إلى الرسول صلى الله عليه وسلم ينتظرون حديثه الشائق ، وتوجيهاته السامقة ، فقال :

1- " رأيت رجلا من أمتي أتاه ملك الموت ليقبض روحه ، فجاءه بره بوالديه فرد ملك الموت عنه " ويقول العلماء :هذا لا يعني أن الأجل انتهى ، ولم يستطع ملك الموت أن يقبض روح الإنسان لأن بر الوالدين منعه من ذلك ، فالأجل محتوم ، ولا يظل الإنسان حياً إلى ما شاء أن يحيا ، فالله تعالى يقول : " فإذا جاء أجلهم لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون " إن المقصود من ذلك أن البر بالوالدين يجعل حياة الإنسان سعيدة رغيدة ، فيها خير وبركة مصداقاً لقول الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم " من أحب أن يُبسط له له في رزقه ، ويُنسأ له في أثَره فليَصِلْ رَحِمه " ، ويقول بعضهم الآخر : قد يطول العمر بسبب بر الوالدين ، فالله تعالى هو المتحكم بكل شيء ، ألم يقل سبحانه وتعالى " يمحو الله ما يشاء ويُثبت ، وعنده أم الكتاب " ويبقى الأجل المكتوب بأمر الله تعالى ، لا يقدره إلا هو سبحانه يفعل ما يشاء ويقدر .

2- " ورأيت رجلا من أمتي قد احتوشته ( أحاطت به )الشياطين،فجاء ذكر الله فطيّر الشياطين عنه " ،وذكر الله تعالى يطرد الشياطين عن الإنسان كما يطرد الدواءُ الناجعُ الداءَ ، فيبرأ صاحبه ، وراحة القلوب بذكر الله تعالى " ألا بذكر الله تطمئن القلوب " وقد علمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم قراءة المعوذتين ، وآية الكرسي لطرد الوسواس الخناس ، كما أن قراءة الزهراوين تبعد الشياطين على الدار ثلاثة أيام كما ورد في الأثر .

3- " ورأيت رجلا من أمتي قد احتوشته ملائكة العذاب ،) تريد أخذه إلى النار بسبب كثرة ذنوبه وسوء عمله) فجاءته صلاته فاستنقذته من أيديهم " ،فمن وقف متذللاً بين يدي الله خاشعاً ، يرجو رحمته ، ويخاف عذابه آمنه الله تعالى ، وأمر ملائكة الرحمة أن تحمله إلى الجنة ، وقصة الرجل التائب الذي قتل مئة، ثم تاب توبة نصوحاً خير دليل على ذلك . فلا ييأسنّ المسلم من رحمة الله تعالى . إن صلاة المسلم الخالصة لوجه الله – مهما قلـّتْ- ثقيلة في ميزان الله تعالى والله تعالى لا يضيّع مثقال ذرة " إن الله لا يظلم مثقال ذرة ، وإن تكُ حسنة يضاعفها ، ويؤتِ من لدنه أجراً عظيماً ".

4- " ورأيت رجلا من أمتي يلهث عطشا ، كلما دنا من حوض منع وطرد ، فجاءه صيام شهر رمضان فأسقاه وأرواه "، وهذا دليل على شدة الموقف يوم القيامة ، وقد تكون أعمال ذلك الرجل ضعيفة ، يضيّع كثيراً من الحقوق ، فلم يؤهله رصيده الأخروي للدنوّ من الحياض إلا بشفاعة أو إذن ، فلما وصله الدعم الإلهي والرحمة الربّانيّة - وقلْ : وصلته بطاقة السماح ، وهي الصيام ،كما قال تعالى : في الحديث القدسي : " كل عمل ابن آدم له إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به " لما للصيام من ثواب كبير وأجر عظيم – جاءه الفرج فروى ظمأه ، نسأل الله تعالى أن يروينا بيد الحبيب المصطفى شربة لا نظمأ بعدها أبداً.

5- " ورأيت رجلا من أمتي ورأيت النبيين جلوسا حلقا حلقا ، كلما دنا إلى حلقة طرد ومنع ، فجاءه غسله من الجنابة فأخذ بيده فأقعده إلى جنبي " وهذا موقف يدل على مكانة الطهارة المادية والمعنوية في الإسلام ، والنبيون الكرام رمز تلك الطهارة ، فهم أنبياء الله تعالى والمخلـَصون من خلقه لا يجلس معهم ولا يدنو منهم – في ذلك الموقف - إلا الطهور قلباً وبدناً ، وهذه لفتة كريمة إلى الطهارة ألا ترى معي كيف علمنا النبي صلى الله عليه وسلم أن ندعو للميت " اللهم اغسله بالماء والثلج والبرَد ، ونقـّه من الخطايا كما يُنّقـّى الثوب الأبيض من الدنس "؟ فإذا بالطاهر من أمة النبي صلى الله عليه وسلم يكرمه الله تعالى أن ينال حظوة ما بعدها حظوة وهي الجلوس قرب الحبيب صلى الله عليه وسلم ونيل شرف التقرب إليه . اللهم ارزقنا تلك الحظوة واحشرنا في زمرته صلى الله عليه وسلم .

6- " ورأيت رجلا من أمتي من بين يديه ظلمة ، ومن خلفه ظلمة ، وعن يمينه ظلمة ، وعن يساره ظلمة ، ومن فوقه ظلمة ، وهو متحير فيه ، فجاءه حجه وعمرته فاستخرجاه من الظلمة وأدخلاه في النور ، " تصوير مخيف ، مخيف لرجل يحيط به من كل مكان ظلام دامس ، لا يستطيع عنه فكاكاً ، ولا منه خلاصاً ، إنه موقف رهيب ، فقد يتحرك خطوة تودي به في حفرة من حفر النار – والعياذ بالله - ، فما المخرج ، وإلى أين الملجأ ؟ يدعو الله تعالى أن يبصّره ليمضي إلى حيث الأمان والنجاة .. وإذا بالحج والعمرة ينقذانه مما هو فيه . إنه تحمّل مشاق الحج وصعوبة العمرة من بذل للمال ، وتحمل لمشاق السفر ، يرجو بذلك رضوان الله تعالى والنجاة من النار والفوز بالجنة ، والله تعالى "لا يظلم مثقال ذرة ، وإن تكُ حسنة يضاعفها ، ويؤت من لدنه أجراً عظيماً " فإذا بركن الإسلام الخامس ينقل العبد إلى حيث النور ، ومن كان في النور فقد وصل بر الأمان ولندعُ كما كان الحبيب صلى الله عليه وسلم يدعو ( اللهم اجعل في قلبي نورا ، وفي بصري نورا ، وفي سمعي نورا ، وعن يميني نورا ، وعن يساري نورا ، وفوقي نورا ، وتحتي نورا ، وأمامي نورا ، وخلفي نورا ، واجعل لي نورا( .

7- " ورأيت رجلا من أمتي يتقي وهج النار وشررها ، فجاءته صدقته فصارت سترا بينه وبين النار وظلا على رأسه " ، في ذلك اليوم يشتد غضب الله تعالى على الكافرين والفاسقين الظالمين ، وتدنو الشمس من الخلائق جداً . وتظهر النار بمنظرها المخيف الرهيب ترمي شواظها على المجرمين ، أما من تقرب إلى الله عز وجل يرجو رحمته ويخشى عذابه ، فإن الله تعالى يبعده عن الشرر ، ويقيه المخاطر بفضله وكرمه ، فقد كان المسلم محسناً متصدّقاً ، والله تعالى لا يضيع أجر من أحسن عملاً . ألم يقل النبي صلى الله عليه وسلم " صدقة السر تطفئ غضب الرب " ألم يدلنا على المكان الذي يسترنا عن شدة الحر والظمأ يوم القيامة ؟ ألم يقل في حديث السبعة " سبعة يظلهم الله تحت ظله يوم لا ظل إلا ظله ؟ " ومن هؤلاء السبعة قوله صلى الله عليه وسلم " ورجل تصدق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه " ؟ ألم يقل الحبيب المصطفى منبهاً ومعلماً " فاتقوا النار، ولو بشق تمرة " ؟ فمن كثرت صدقاته فقد عمل لآخرته، واتخذ عن النار ستاراً .

8- " ورأيت رجلا من أمتي يكلم المؤمنين ولا يكلمونه ، فجاءته صلته لرحمه فقالت : يا معشر المؤمنين إنه كان وصولا لرحمه فكلموه ، فكلمه المؤمنون وصافحوه وصافحهم ،"
يا سبحان الله .. الجزاء ذلك اليوم من جنس العمل فمن وصل رحمه في الدنيا وأحسن إليهم وجد جزاءه يوم القيامة احتفاء وتكريماً ، ومن قطع في الدنيا رحمه ، وجد في هذا اليوم ما لا يسر ، " فمن يعمل مثقال ذرة خيراً يره ، ومن يعمل مثقال ذرة شراً يره " وصلة الرحم تتمسك بساق العرش تستعيذ من قاطع الرحم ، فتجد الله سبحانه ينتصف لها حين يقول : " ألا ترضين أن أصل من وصلك وأقطع من قطعك ؟ " فتقول راضية : بلى . ولْنتصور الرجل ينتقل من قوم إلى قوم يكلمهم ، فيعرضون عنه ، ويرى نفسه وحيداً قد قاطعه الناس ، فتنقذه صلة الرحم حين تبرئ ساحته من القطيعة والعقوق ، وتشهد له أنه كان وصولاً لرحمه ، ويستحق هنا الصلة والتكريم . فيلتفتون إليه ، يبتسمون له ، ثم يصافحونه ، ويكلمونه ، فهو يستحق الصلة إذاً .

9- " ورأيت رجلا من أمتي قد احتوشته الزبانية ، فجاءه أمره بالمعروف ونهيه عن المنكر فاستنقذه من أيديهم وأدخله في ملائكة الرحمة ، " .
إنه منظر مخيف يقطع نياط القلوب ، وموقف رهيب حاسم .. فمن أحاطت به زبانية العذاب انتهى أمره ، وكان إلى النار مصيره ، وتصور هؤلاء الزبانية ذوي المناظر المرعبة والنظرات القاسية المتوعدة تدنو منك أو مني أو من أحدنا تحيط به إحاطة السوار بالمعصم وتضيّق الخناق عليه ، تهم به إلى حيث العذاب والهوان ، ولعلهم كانوا مأمورين أن يدفعوه إلى مصيره بعد أن طاشت حسناته وثقلت سيئاته ، نسأل الله العافية وحسن الختام ، فينادي يا رب إني كنت من الذين يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ويصدح بالأية الكريمة من سورة التوبة- 71- " والمؤمنون والمؤمنات ، بعضهم أولياء بعض يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ، ويقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة ، أولئك سيرحمهم الله إن الله عزيز حكيم ." فجاءه أمره بالمعروف ونهيه عن المنكريحوش عنه زبانية العذاب ، ويسلمه إلى ملائكة الرحمة ، فيا سعادته إذ خلص من ذلك الموقف الذي يقصم الظهور ويذيب الأفئدة . ولا شك أن من يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر يبدأ بنفسه أولاً فيطهرها ويكون وأسوة للآخرين ، فيقتدون به .

10- " ورأيت رجلا من أمتي جاثيا على ركبتيه وبينه وبين الله حجاب ، فجاءه حسن خلقه فأخذ بيده فأدخله على الله عز وجل ،" كل المخلوقات تجثو بحضرة الله سبحانه وتعالى في ذلك الموقف الرهيب ، والدليل على ذلك قوله تعالى في سورة الجاثية الآية – 28- " وترى كل أمة جاثية ، كل أمة تُدعى إلى كتابها ، اليوم تُجزَون ما كنتم تعملون " هذا حين تُحشر الخلائق أمام الله تعالى ، أما أصحاب النار - فيُحشرون - والعياذ بالله حول جهنم " جاثين " قبل أن يُلقـَوا فيها ،وتصور الهلع والخوف اللذين لا يمكن وصفهما في أفئدة من يعلمون أنهم سيلقون في أية لحظة في أتون النار – اللهم الطف بنا – كما أن الجثوّ من صفة أصحاب النار وهم فيها يتعذبون " ثم ننجي الذين اتقَوا ، ونذر الظالمين فيها جثيّا " . وهذا الرجل المسلم يقف أمام ربه سبحانه بينه وبينه حجاب ، لماذا ؟ ما سبب الحجاب ؟ لعل أخطاءه الكثيرة منعته أن يرى ربه ، ورؤية الله تعالى علامة الخير والنهاية السعيدة بإذن الله ، لعله في الدنيا لم يكن ذلك الرجل الصالح المصلي القائم !! لكنه كان ذا خلق حسن ، يبتسم بوجه الناس ، ولا يؤذيهم ، ويتحمل إساءاتهم ، ولا بياديهم بمثلها !! ولم يكن ينم ، ولا يغتاب ، ولا يلمز ، ولعله كان يصلح بين الناس . خلقه الصالح هذا يأتيه بهيئة رجل جميل ، يأخذ بيده ويدخله حضرة ربه سبحانه ، يروي أبو ذر رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لمعاذ رضي الله عنه :" اتق الله حيث كنت ، وأتبع السيئة الحسنة تمحها ، وخالق الناس بخلق حسن " وروت أم الدرداء عن زوجها عن النبي صلى الله عليه وسلم " أثقل ما يوضع في الميزان الخلق الحسن " وأعظم بهذا الوزن الثقيل الذي يُدخل صاحبه الجنة . ، وفي الحديث الحسن الذي رواه الصحابي أسامة بن شريك بشارة لصاحب الخلق الحسن " قالوا : يا رسول الله ما خير ما أعطي الإنسان ، أو المسلم ؟ قال : الخلق الحسن " اللهم جمّلنا بحسن الخلق .

11- " ورأيت رجلا من أمتي قد ذهبت صحيفته من قبل شماله ، فجاءه خوفه من الله عز وجل فأخذ صحيفته فوضعها في يمينه ،" وهذا تنبيه إلى أننا نعيش في رعاية الله سبحانه في كل لحظات حياتنا الدنيوية والبرزخية واليوم الآخر وما بعده إلى أبد الآبدين . وما نقرؤه في سورة الواقعة من تصوير لأخذ الكتاب باليمين – اللهم آتنا كتبنا بأيماننا – أو بالشمال – والعياذ بالله من هذا المصير البائس – دليل واضح على ذلك ، وخاصة حين نقرأ الفعل " آتى " بصيغة المبني للمجهول " فمن آوتي كتابه .. " إنه الدليل على أننا نعيش برحمة الله سبحانه ، لا ندري حتى اللحظة الأخيرة عندما تنتشر الكتب ، وتـُلقى إلى أصحابها أنحن من السعداء أم من الأشقياء ، لكن أملنا بالله الرحيم كبير، والمسلم يعيش دائماً بين رجاء وخوف ، ولن يجمع الله تعالى على عبده المسلم أمنين ولا خوفين ، والدليل على ذلك ما رواه شداد بن أوس وصححه الألباني " قال الله عز وجل ، و عزتي لا أجمع لعبدي أمنين و لا خوفين ، إن هو أمنني في الدنيا أخفته يوم أجمع فيه عبادي ، و إن هو خافني في الدنيا أمّنـْتـُه يوم أجمع فيه عبادي " فيا رب ؛ أعطني كتابي بيميني ، وحاسبني حساباً يسيراً ، ولا تعطني كتابي بشمالي ولا من وراء ظهري ، ولا تحاسبني حساباً عسيراً .

12- " ورأيت رجلا من أمتي خف ميزانه ، فجاءه رجاؤه من الله عز وجل فاستنقذه من ذلك ومضى ،" إن المسلم دائم الرجاء بالله وفضله ، وقد روى أبو هريرة رضي الله عنه بإسناد صحيح " إن حسن الظن من حسن العبادة " وكلنا ذلك الرجل - إن شاء الله – وقد علمنا أنه ما أحد يدخل الجنة بعمله إلا أن رحمة الله أوسع ، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم في هذا المعنى " لن يدخل الجنة أحد إلا برحمة الله ، قالوا : ولا أنت يا رسول الله ؟ قال : ولا أنا إلا أن يتغمدني الله برحمته ، وقال بيده فوق رأسه " .. اللهم ارحمنا برحمتك ، ونجنا من النار وأدخلنا الجنة .

13 - " ورأيت رجلا من أمتي قد هوى في النار ، فجاءته دمعته التي قد بكى من خشية الله عز وجل فاستنقذته من ذلك ،" .. مسلم مذنب يهوي في النار .. منظر رهيب ، رهيب ، إنه يسرع إلى الهاوية وإلى نار تلظى ، ذنوبه كثيرة ، وأعماله دفعته إلى ذلك ، لكنه خلا بنفسه يوماً حين كان في الدنيا وحدثته نفسه بشفافية أنه مقصر بحق الله تعالى ، فبكى من خشية الله ، هذه الدمعة كانت سبب إنقاذه مما هو فيه ، وها هي ملائكة الرحمة تتلقفه قبل أن يسقط في الجحيم ، تتلقفه بفضل الله تعالى لينال سعادة الآخرة " وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم : " عينان لا تمسهما النار ، عين بكت من خشية الله ، وعين باتت تحرس في سبيل الله . "

14- " ورأيت رجلا من أمتي قائما على الصراط يرعد كما ترعد السعفة في ريح عاصف ، فجاءه حسن ظنه بالله عز وجل فسكن روعه ومضى ، " أهو على الصراط يحبو أم تراه لم يجرؤ على السير فوقه ؟! تحته النار بلهيبها المدوّي وحرارتها الملتهبة كالبحور الهائجة ذات الأمواج الدفـّاقة . والناس يمرون على الصراط بعضهم بلمح البرق ، وآخرون كالريح المرسلة ، وبعضهم بسرعة الجياد المضمرة .. وهو يرعد خائفاً ويرتجف مرعوباً كما ترتجف سعفة النخيل في يوم شديد الرياح ... ولا بد من اجتياز الصراط ، والرجل خائف ، خائف ، وهنا يهبه المولى تعالى الأمن والأمان ، فقد كان في الدنيا يعمل ما وسعه العمل الخيّر وحسن ظنه بالله كبير .. ما إن يأتيه حسن ظنه بالله حتى يبدأ سيره ، وتتسع خطاه ، ويمر على الصراط ساكن النفس هادئ البال ، فحسن ظنه بالله رائده
لا تعـاملـني بنـقصي *** يا إلهي ... بـَل بمـَنِّ
حسن ظنّي فيك ربي *** لا تخيّبْ حسنَ ظنّي

15- " ورأيت رجلا من أمتي يزحف على الصراط ، يحبو أحيانا ويتعلق أحيانا ، فجاءته صلاته عليّ فأقامته على قدميه وأنقذته ،" وهذا مسلم آخر مقصر يحبو على الصراط ، فذنوبه أثقلتـْه ، يزحف قليلاً ، ويكاد يسقط في نار جهنم ، فيتعلق بالصراط ، لا يستطيع السير ، والناس يمرون ، ساكتين وجلين ، والأنبياء صلوات الله عليهم يدعون بصوت خفيض " اللهم سلّمْ ، اللهم سلّمْ " والحبيب المصطفى يدعو الله تعالى أن يرحم أمته ، وينجيهم . مواقف لا يسعها إلا الدعاء ، والخوف والرجاء ، وهنا تأتي المرءَ صلاتُه على سيد المخلوقات وشفيعنا محمد عليه الصلاة والسلام ، فتحمله برفق وتوقفه على الصراط بثبات ، وتنقذه من السقوط في الهاوية ، ألم يقل الله تعالى – وقوله الحق – " إن الله وملائكته يصلون على النبي ؛ يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما " أليس الحبيب محمد شفيعنا ، وهادينا إلى النور ، وإلى طريق مستقيم ؟ ألم يتحمل صلى الله عليه وسلم ما تحمّل ليوصل إلينا ضياء الإيمان ، وكان حريصاً علينا يريد لنا الهداية ، وكان بنا أرحم من آبائنا ؟ " لقد جاءكم رسول من أنفسكم ، عزيز عليه ما عنتّم ، حريص عليكم بالمؤمنين رؤوف رحيم " أن من يصلي على رسول الله يفلح في الدنيا والآخرة ، فقد روى أبو طلحة رضي الله عنه قال " جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم ، والسرور يُرى في وجهه ، فقالوا : يا رسول الله ؛ إنا لنرى السرور في وجهك . فقال : إنه أتاني الملك فقال : يا محمد ؛ أما يُرضيك أن ربك عز وجل يقول : : إنه لا يصلي عليك أحد من أمتك إلا صليت عليه عشراً ، ولا يسلم عليك أحد من أمتك إلا سلمت عليه عشراً؟ قال : بلى . وقال صلى الله عليه وسلم من حديث أنس الذي أخرجه الديلمي مرفوعاً " ومن أكثر الصلاة عليّ كان في ظل العرش " اللهم إنا نحب نبيك العظيم فشفعه فينا يا رب .. اللهم صل على محمد كما صليت على إبراهيم .

16- " ورأيت رجلا من أمتي انتهى إلى أبواب الجنة فغلقت الأبواب دونه ، فجاءته شهادة أن لا
إله إلا الله ففتحت له الأبواب وأدخلته الجنة " لا إله إلا الله أحيا بها عمري ...
لا إله إلا الله يحلو بها دهري
لا إله إلا الله نور حوى قبري
لا إله إلا الله أجلو بها همّي
لاإله إلا الله أمضي بها دربي
لا إله إلا الله ألقى بها ربي ...
لا إله إلا الله : هويّة المسلم ، وشفاء قلبه ، ونور بصره .
لا إله إلا الله ، محمد رسول الله .


الراوي: عبدالرحمن بن سمرة - خلاصة الدرجة: أصول السنة تشهد له وهو من أحسن الأحاديث - المحدث: ابن تيمية - المصدر: المستدرك على المجموع - الصفحة أو الرقم: 1/9


اضافة رد مع اقتباس
  #297  
قديم 11/04/2011, 03:36 PM
الصورة الرمزية الخاصة بـ Özil 10
عضو اللجنة الإعلاميه للرياضة العالمية
و نائب رئيس رابطة ريال مدريد
تاريخ التسجيل: 10/09/2008
المكان: اقرب مما تتوقع !
مشاركات: 5,475

بسم الله الرحمن الرحيم
تأملت في كيفية وقوع العبد في المعصية، فوجدت أن هناك أسباب تسبقها، وقوة تجذب إليها، وعاقبة تأصل معاني الإذلال في نفس مقترفها!!

فركزت فكري في أعماق تلك القوى الخفية الواقفة وراء ذلك الوهم المسمى بالـ
(اللذة الكامنة في طيات المعصية) والتي تخور أمام سلطانها قوى الكثير من العباد، فيقعون في اقترافها دون مبالاة بالعواقب (ولو لفترة زمنية محدودة!!)فوجدت من الأسرار عجباً!!

وجدت أن هناك مراحل ثلاث، يمر بها العبد العاصي، وهي
:

المرحلة الأولى
:
تتمثل في
أنسجة خفية، لا يمكن للشيطان بدونها السيطرة على قلب ومشاعر العبد والوصول به إلى تلك الحالة من ذروة السكرة بلذة المعصية، وإسقاطه تحت تأثيرها، في حالة استسلام أشبه ما تكون بحالة السُكر الذهني!!

المرحلة الثانية
:
تتمثل في ذلك
الحادي الذي يتعمد أن يكون يرفع صوته فوق كل الأصوات التي تجول في نفس العبد؛ كيما يسهل عليه قيادته منفرداً حيث شاء، ليصل به إلى عالم من الأوهام، يمنحه فيه الطاقة الذهنية والنفسية على أمل بلوغ قمة عالية من اللذة(الوهمية) حتى يتأكد من ولوجه الفعلي في مستنقع المعصية!!

المرحلة الثالثة
:
وهي المرحلة التي
تعقب اقتراف المعصية، حيث يعمد فيه الشيطان لإحداث فجوة عميقة في قلب العبد؛ من خلال قوة سحب طاردة لكل أسباب التوازن والسيطرة على المشاعر والتفاعلات، بل حتى الاستذكار أو الاسترجاع؛ بقصد إحداث شرخ واضح، وخلل كبير في توازن النفس، وإشعارها بهوة سقوط كبيرة؛ للسيطرة عليها بمشاعر الإذلال بسبب الوقوع في ذلك الخسران!!

ولمزيد من الإيضاح، فإن
المرحلة الأولى تتمثل في استرسال الذهن، وتسليم زمامه كاملاً للشيطان على حين غفلة من العبد، فيسرح به يمنة ويسرى حيثما شاء!!ثم تزداد قوة ذلك الاسترسال تأثيراً على نفس العبد، كلما أطلق لها العنان في الاستقواء بالمزيد من مثيرات نوازغ الشر في نفسه البشرية؛ كإطلاق النظر أو السمع أو كثرة المخالطة، مما يهيئ لها فرز المزيد من تلك الأنسجة الخفية، التي تقيده بسياج من التخدير والسرحان في أجواء المعصية دونما شعور، كيما تحدث لديه التهيئة الحافزة لكي يخطو أولى خطواته نحو المعصية وهو لا يدري!!

أما ذلك الحادي المتمثل في
المرحلة الثانية، فهو ذاك الذي يشغل مساحة التفكير كاملة، بحيث لا يعطي الفرصة لسماع غيره من الأصوات، التي قد توقظ في قلب العبد حقائق الإيمان؛ فتصرفه عن الوقوع في تلك المعصية، إذ يعمد لملئ الدنيا بضجيج لذة هذه المعصية، حتى لا يكاد يرى العبد على مساحة آفاق فكره وسمعه وبصره غير ما يأمل من لذتها؛ فيقع فيها؛ محققاً للشيطان مأربه!!

فإذا حدث ذلك انقشعت عن النفس جميع ما نُسج حولها من شباك الخداع
!!وما عاشت فيه من الأوهام!!واستيقظت على تلك الحقيقة المفجعة لملامستها قاع المستنقع!!فيضرب الشيطان طبول النصر فوق أطلال ساحة ذلك الصراع الذي انتهت فيه الجولة بهزيمتها؛ كنوع من تأصيل ذلها بالمعصية، وتأكيداً على خسارتها لتلك الجولة!!

لذا فقد قال قائل السلف الصالح
:
(ألا رب شهوة ساعة أورثت ذلاً طويلاً!!)
وقال آخر :
رأيت الذنوب تميت القلوب . . . وقد يورث الذل إدمانها
إن لذة المعصية لا تعدو كونها وهمٌ نسج الشيطان حوله هالةً من الأوهام، فتلاشيا معاً بمجرد اقتراف العبد لها، ليذيقاه تجرع الآلام!! فلا وهم سعادتها له بقي، ولا السلامة له من شرها دامت!!

ففكر ثم
فكر ألف ألف مرة قبل ولوج مستنقعها، وإذا أردت في أن تصيب شيطانك في مقتل، وتلحق به خسارة فادحة، تجعله يتردد ألف مرة على إثرها؛ كلما هم بإيقاعك في المعصية، فاعمد إلى القيام بطاعة تتلمس حلاوتها تقرباً إلى الله؛ كلما دعتك نفسك لاقتراف المعصية أملاً في لذتها!!

فإنك بذلك سوف تجعل شيطانك يخشى من مجرد الوسوسة مكرراً بتلك المعصية؛ خوفاً من أن تقلبها عليه طاعة
!!فتكون المثوبة هي البديل للإثم، والتلذذ بحلاوة الإيمان بديلاً عن لذة تلك المعصية!!
اضافة رد مع اقتباس
  #298  
قديم 11/04/2011, 03:36 PM
الصورة الرمزية الخاصة بـ Özil 10
عضو اللجنة الإعلاميه للرياضة العالمية
و نائب رئيس رابطة ريال مدريد
تاريخ التسجيل: 10/09/2008
المكان: اقرب مما تتوقع !
مشاركات: 5,475
بسم الله الرحمن الرحيم
موقعها حيث لا يراك أحد إلا الله . .
ليس فيها صدى أصواَت!!
ولا يطاق ولا يتصور أن يطلع عليك أحد من الخلق!!
كل جدرانها صفاء!!
حتى أرضها صفاء!!
أي شائبة من ذكر الخلق أو احتمالية ثنائهم تعكر صفو هذا الصفاء!!
أنت فيها وحدك . . نعم . . مع الله وحدك!!
ترجوه . . تتذلل إليه أن يتقبل عملك خالصاً لوجهه الكريم!!
يبكي قلبُك خوفاً ووجلاً أن يرد الله عليك عملك!!
إنها فرصتك الوحيدة بأن تنتقل بهذا الصفاء إلى متانة الصراط تحت قدميك يوم القيامة!!
تتمنى ألا يخالط قلبك ذكر الخلق أو ثنائهم؛ حتى لا يضيعوا عليك هذه الفرصة!!
فأنت في لؤلؤة من صفاء!!
تتنزل عليك سكينة الخلوة بخالقك!!
فتكشف عن عورات نفسك دون خوف!!
تطرحها أرضاً بين يدي الله!!
يارب هذه مهلكاتي أشكوها إليك!!
فليس لي منها خلاص إلا بحولك وقوتك وحدك لا شريك لك!!
يارب . . ضعيفٌ . . فقوي في رضاك ضعفي!!
مسكينٌ . . ردتني جميع الأبواب . . ولم يبق لي إلا بابك!!
تموج بي فتن الدنيا، وليس لسفينة حياتي أمانٌ إلى بشاطئ عفوك ورضوانك!!
ليس لي من خير إلا ما وفقتني إليه برحمتك!!
وشرور نفسي تغالبني صباح مساء . . وليس لي منها منجى إلا بقوتك!!
يارب . . نظرت خلفي فلم أجد إلا تقصيري يغالبني عن المضي قدماً في طلب عفوك ورحمتك!!
ونظرت أمامي فلم أجد إلا جهلاً بمستقبل أيامي!!
ونظرت عن يميني فلم أجد إلا حقوق الأهل والخلق تشدني إلى الأرض بمشاغلها!!
ونظرت عن شمالي فلم أجد إلا فتن الدنيا وشهواتها!!
ونظرت تحت قدماي فأيقنت أنني لا زلت أحيا على ظهر أرض لا تُأمن على حيٍ فيها الفتنة!!
فنظرت إلى السماء، فرفعت يدي بالدعاء إليك في عليائك!!

يارب . . أنقذ عبداً ضعيفاً حقيراً غلبته فتن الدنيا؛ فلم يجد ما يُقدم به عليك من العمل الصالح إلا محض الرجاء في رحمتك!!
يارب . . لم يصدقني صدق توبتي إليك . . فعاودت الوقوع في معصيتك . . وهذا مثار رعبي وخوفي!!
يارب . . ما وفقتني إليه من عمل صالح، خالطت قلبي فيه شوائب العجب وحب الثناء، فلا أدري هل بقي لي أم صار وزراً علي؟!
فرحماك بعبد خارت كل قواه في الحفاظ على إخلاصه لك في عمله!!

يارب . . تصورت أهوال الآخرة، فاستحال عقلي تصور نفسي بين أهوالها وفظائعها وأنا على هذه الحال من التقصير والتفريط في حقك!! فماذا أنت فاعل بي غداً وليس لي إلا رحمتك؟!
يارب . . فات قطار الدنيا السريع مني بين أمنيات وتمنيات بصلاح العمل، ولم يبق في صحيفتي إلا الغفلة وضياع العمر في اللهو والعبث!!

فلا طلب الموت يسعفني خوفاً على مصيري من فرط تقصيري!! ولا الرغبة في البقاء على هذه الحال من فرط الزلل تستهويني!! وليس لي إلا خالص الرجاء في واسع رحمتك أن تنتشلني بعفو كرمك من فرط عملي وتقصيري!!

وأن ترزقني طهارة القلب من فتن الشهوات والغفلات . . ومن سرقة سكينة أمنياتي وأحلامي، توقظني وتهديني . .

يارب . . هذه كل نفسي . . بل هذا فرط شري . . وهذا عجزي وضعفي بين يديك . . فهل لمثلي أن يطمع في واسع مغفرتك وعفوك . . ويتجرأ على طلب محو ذنوبي . . وللصراط المستقيم ترزقني وتهديني؟!

هذه ساحتك يارب . . ألقيت فيها بين يديك كل آمالي . . على ما كان من شرور نفسي وتفريطي وتقصيري . .

فامنن عليَّ بعفو منك يا أملي . . فإنني في دروب دنياك ضائعٌ . . إلم تأخذ بيدي وتهديني!!


اضافة رد مع اقتباس
  #299  
قديم 11/04/2011, 03:38 PM
الصورة الرمزية الخاصة بـ Özil 10
عضو اللجنة الإعلاميه للرياضة العالمية
و نائب رئيس رابطة ريال مدريد
تاريخ التسجيل: 10/09/2008
المكان: اقرب مما تتوقع !
مشاركات: 5,475

الدعاء .. صلة بالله وعبادة 1-9
مختارات من الأدعية - 1 -


مقدمة


الحمد لله الذى أكرمنا وأسعدنا بالدعاء والتضرع اليه .

فالدعاء نفحة مباركة من نفحات الله يشع بها ربنا على عبادة في كل وقت وحين وكل زمان ومكان ليكون لنا منارة فتح وبداية هداية ومفتاح كل خير .

والدعاء من الأعمال الصالحة فى كل وقت .. فيكفى أن الله قد أمر به أمرا حيث قال :
( وقال ربكم ادعوني استجب لكم ) غافر 60

وتفضّل علينا بالاجابة ووعدنا اياها حيث قال :
( وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون ) البقرة 186،


عَنْ أَبِي عُثْمَانَ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : \" إِنَّ أَعْجَزَ النَّاسِ مَنْ عَجَزَ بِالدُّعَاءِ ، وَإِنَّ أَبْخَلَ النَّاسِ مَنْ بَخِلَ بِالسَّلامِ .

والحمد لله الذى هدانا الى تجميع عدد مبارك من الأدعية حيث وجدت أن فيها الخير الكثير لمن يحافظ عليها ويهتم بها ويواظب عليها ففيها راحة للنفس وتفريج للهم وزوال للكرب وسعادة للبال وتنشيط للفكر والعقل والجسد وتحصين وحصن

وقرب من الله وعونا على الطاعة وتيسيرا للأحوال وفتحا للمغاليق من الأمور

والله من وراء القصد وهادينا الى سواء السبيل

( يامنتهى أمل الآملين )


إلهي .. كسري لا يجبره إلا لطفك وحنانك ، وفقري لا يغنيه إلا عطفك وإحسانك ، وروعتي لا يُسَكِّنها إلا أمانك ، وذلتي لا يعزها إلا سلطانك ، وأمنيتي لا يبلغنيها إلا فضلك ، وحاجتي لا يقضيها غيرك ، وكربي لا يُفرّجه إلا رحمتك ، وضُرّي لا يكشفه إلا رأفتك ، ولوعتي لا يُطفئها إلا لقاؤك ، وشوقي إليك لا يطفئه إلا النظر إلى وجهك ، وقراري لا يَقَرُّ دون دُنوي منك ، ولهفتي لا يردها إلا رَوْحك ، وسقمي لا يبَرّئه إلا صفحك ، ورَيْن قلبي لا يجلوه إلا عفوك ، ووسواسَ صدري لا يزيحه إلا أمرك ..

فيا منتهى أمل الآملين و يا غاية سؤل السائلين ويا أقصى طلبة الطالبين ويا أعلى رغبة الراغبين ويا وليّ الصالحين ويا أمان الخائفين ويا مجيب دعوة المضطرين ويا ذخر المعدمين ويا كنز البائسين ويا غياث المستغيثين ويا قاضي حوائج الفقراء والمساكين ويا أكرم الأكرمين ويا أرحم الراحمين .. لك تَخضُّعي وسؤالي وإليك تضرعي وابتهالي .

أسألك أن تنيلني من روح رضوانك وتديم عليّ نعم امتنانك ، وها أنا بباب كرمك واقف ولنفحات برّك متعرّض ، وبحبلك الشديد معتصم ، وبعروتك الوثقى مُتمسك .. إلهي ارحم عبدك الذليل ذا اللسان الكليل والعمل القليل وامنن عليه بطَولك الجزيل واكنفه تحت ظلك الظليل ، يا كريم يا جميل يا أرحم الراحمين .

( يالله يارب يا قدير يا قوي يا متين )


أسألك بقدرتك وبقوتك ان تمدني في جميع قواي وجوارحي الظاهرة والباطنة بقوة من قوتك وبقدرة من قدرتك اقدر بها وأقوى على القيام بما كلفتني به من حقوق ربوبيتك وندبتني اليه منها فيما بيني وبينك وفيما بيني وبين خلقك وعلى التمتع بكل ما خولتني من نعمك التي ابحتها لي في دينك ويكون كل ذلك على أصلح الوجوه وأعدلها وأحسنها وأفضلها مصحوبا بالعافية والقبول والرضاء عندك يا أرحم الراحمين.

( لااله الا الله ونحن له صابرون )


لا اله إلا الله الجليل الجبار لا اله إلا الله الواحد القهار, لا اله إلا الله الكريم الستار لا اله إلا الله الكبير المتعال, لا اله إلا الله وحده لا شريك له إلها واحدا ربا وشاهدا أحدا وصمدا ونحن له مسلمون, لا اله إلا الله وحده لا شريك له إلها واحدا ربا وشاهدا أحدا وصمدا ونحن له عابدون لا اله إلا الله وحده لا شريك له إلها واحدا ربا وشاهدا أحدا وصمدا ونحن له قانتون, لا اله إلا وحده لا شريك له إلها واحدا ربا وشاهدا أحدا وصمدا ونحن له صابرون, لا اله إلا الله محمد رسول الله , اللهم إليك فوضت أمري وعليك توكلت يا أرحم الراحمين

( يا فالق الحب والنوى )


اللهم رب السموات السبع ورب العرش العظيم منزل التوراة والانجيل والفرقان فالق الحب والنوى اعوذ بك من شر كل شىء انت اخذ بناصيته .انت الاول فليس قبلك شىء وانت الاخر فليس بعدك شىء وانت الظاهر فليس فوقك شىء وانت الباطن فليس دونك شىء اقضى عنى الدين واغننى من الفقر

( يامطلعا على السرائر والضمائر )


ياكريم اللهم ياذا الرحمة الواسعة يا مطلعا على السرائر و الضمائر و الهواجس و الخواطر , لا يعزب عنك شيء , أسألك فيضة من فيضان فضلك , و قبضة من نور سلطانك , و أنسا ً و فرجاً من بحر كرمك , أنت بيدك الأمر كله و مقاليد كل شيء فهب لنا ما تقر به أعيننا و تغنينا عن سؤال غيرك , فإنك واسع الكرم , كثير الجود , حسن الشيم , فببابك واقفون و لجودك الواسع المعروف منتظرون يا كريم يا رحيم .

( اللهم صُن وجهى )


اللهم صن وجهي باليسار و لا تبذل جاهي بالإقتار فأسترزق رزقك من غيرك , و أستعطف شرار خلقك , و أبتلى بحمد من أعطاني , و أفتن بذم من منعني , و أنت من وراء ذلك كله ولىُّ الإجابة و المنع .

يا فارج الهم )


اللهم فارج الهم , و كاشف الغم , و مجيب دعوة المضطرين , رحمان الدنيا و الآخرة و رحيمهما أنت ترحمنا فارحمني برحمة تغنيني بها عن رحمة من سواك .

( يارازق السائلين )


اللهم أرزقني رزقا واسعا حلالا طيبا من غير كد.. واستجب دعائي من غير رد.. وأعوذ بك من الفضيحتين: الفقر والدّين.. اللهم يا رازق السائلين.. يا راحم المساكين.. ويا ذا القوة المتين.. ويا خير الناصرين.. يا ولي المؤمنين.. يا غياث المستغيثين.. إياك نعبد وإياك نستعين.. اللهم إن كان رزقي في السماء فأنزله.. و إن كان رزقي في الأرض فأخرجه.. و إن كان بعيدا فقربه.. و إن كان قريبا فيسره.. و إن كان كثيرا فبارك فيه يا أرحم الراحمين.. اللهم صلي على محمد وآله وصحبه.. واكفني بحلالك عن حرامك.. وبطاعتك عن معصيتك.. وبفضلك عمن سواك يا اله العالمين.. وصلى الله على محمد وآله وصحبه أجمعين

( يامُنقذ الغرقى )


ياعماد من لا عماد له .. وياذخر من لا ذخر له .. وياغياث من لا غياث له .. ياكريم العفو، يامحسن التجاوز ،ياكاشف البلاء ياعظيم الرجاء ياعون الضعفاء يامنقذ الغرقي يامنجي الهلكي يامحسن يامُجمل يامٌنعم يامُفضل .. انت الذي سبّحك سواد الليل ونور النهار وضوء القمر وشعاع الشمس وذوي الماء وحفيف الشجر يالله .

( ياميسّر كل عسير )

يا ميسر كل عسير يا من كل عسير عليه يسير يسّر لي كل عسير فإن تيسير كل عسير عليك يسير \"

( ياعالما بحالى )

اللهم يا عليّ يا متعال و يا عالما بحالي و أحوالي أرسل مفاتيحك و حل أقفالي و ارزقني برزق واسع و أنا في مكاني يا من لا يغيب عني و لا ينساني اللهم أنت لها و لكل حاجة فاقضها بفضل بسم الله الرحمن الرحيم ما يفتح الله للناس من رحمته فلا ممسك لها .

( بك اعتصمت )

أعددت لكل هول لا إله إلا الله ولكل هم وغم ما شاء الله ولكل نعمة الحمد لله ولكل رخاء الشكر لله ولكل أعجوبة سبحان الله ولكل ذنب أستغفر الله ولكل معصية إنا لله وإنا إليه راجعون ولكل ضيق حسبي الله ولكل قضاء وقدر توكلت على الله ولكل عدواعتصمت بالله ولكل طاعة ومعصية لاحول ولاقوة الا بالله العلى العظيم .

( ياصاحب الملك والملكوت )

سُبْحانَ الله وَالحَمْدُ للهِ وَلا إِلهَ إِلاّ الله وَالله أَكْبَرُ، وَلاحَوْلَ وَلاقُوَّةَ إِلاّ بِالله العَلِيِّ العَظِيمِ، سُبْحانَ الله آناءَ اللَّيْلِ وَأَطْرافِ النَّهارِ، سُبْحانَ الله بِالغُدُوِّ وَالاصالِ، سُبْحانَ الله بِالعَشِيِّ وَالاَبْكارِ، سُبْحانَ الله حِينَ تُمْسُونَ وَحِينَ تُصْبِحُونَ، وَلَهُ الحَمْدُ فِي السَّماواتِ وَالاَرْضِ وَعَشِيّا وَحِينَ تُظْهِرُونَ، يُخْرِجُ الحَيَّ مِنَ المَيِّتِ ، وَيُخْرِجُ المَيِّتَ مِنَ الحَيِّ، وَيُحْيِي الاَرْضَ بَعْدَ مَوْتِها، وَكَذلِكَ تُخْرَجُونَ، سُبْحانَ رَبِّكَ رَبِّ العِزَّةِ عَمّا يَصِفُونَ، وَسَلامٌ عَلى المُرْسَلِينَ، وَالحَمْدُ للهِ رَبِّ العالَمِينَ، سُبْحانَ ذِي المُلْكِ وَالمَلَكُوتِ، سُبْحانَ ذِي العِزَّةِ وَالجَبَرُوتِ، سُبْحانَ ذِي الكِبْرِياءِ وَالعَظَمَةِ المَلِكِ الحَقِّ المُهَيْمِنِ القُدُّوسِ، سُبْحانَ الله المَلِكِ الحَيِّ الَّذِي لايَمُوتُ، سُبْحانَ الله المَلِكِ الحَيِّ القُدُّوسِ، سُبْحانَ القائِمِ الدَّائِمِ، سُبْحانَ الدَّائِمِ القائِمِ، سُبْحانَ رَبِّي العَظِيمِ، سُبْحانَ رَبِّيَ الاَعْلى، سُبْحانَ الحَيِّ القَيُّومِ، سُبْحانَ العَلِيِّ الاَعْلى، سُبْحانَهُ وَتَعالى، سُبُّوحٌ قُدُّوسٌ رَبُّنا وَرَبُّ المَلائِكَةِ وَالرُّوحِ، سُبْحانَ الدائِمِ غَيْرِ الغافِلِ، سُبْحانَ العالِمِ بِغَيْرِ تَعْلِيمٍ، سُبْحانَ خالِقِ مايُرى وَمالايُرى، سُبْحانَ الَّذِي يُدْرِكُ الاَبْصارَ وَلا تُدْرِكُهُ الاَبْصارُ، وَهُوَ اللَّطيفُ الخَبِيرُ.

( اللهم أتمَّ علينا نعمتك )


اللَّهُمَّ إِنِّي اَصْبَحْتُ مِنْكَ فِي نِعْمَةٍ وَخَيْرٍ وَبَرَكَةٍ وَعافِيَةٍ فَصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ، وَأَتْمِمْ عَلَيَّ نِعْمَتَكَ وَخَيْرَكَ وَبَرَكاتِكَ وَعافِيَتِكَ بِنَجاةٍ مِنَ النَّارِ، وَأَرْزِقْنِي شُكْرَكَ وَعافِيَتِكَ وَفَضْلَكَ وَكَرامَتَكَ أَبَداً ما أَبْقَيْتَنِي.
اللَّهُمَّ بِنُورِكَ اهْتَدَيْتُ، وَبِفَضْلِكَ اسْتَغْنَيْتُ، وَبِنِعْمَتِكَ أَصْبَحْتُ وَأَمْسَيْتُ. اللَّهُمَّ إِنِّي اُشْهِدُكَ وَكَفى بِكَ شِهِيداً، وَاُشْهِدُ مَلائِكَتِكَ وَأَنْبِيائَكَ وَرُسُلَكَ، وَحَمَلَةَ عَرْشِكَ، وَسُكّانَ سَماواتِكَ وَأَرْضِكَ وَجَمِيعَ خَلْقِكَ، بِأَنَّكَ أَنْتَ الله لا إِلهَ إِلاّ أَنْتَ، وَحْدَكَ لاشَرِيكَ لَكَ، وَأَنَّ مُحَمَّداً صَلّى الله عَلَيْهِ وَآلِهِ وصحبه عَبْدُكَ وَرَسُولُكَ، وَأَنَّكَ عَلى كُلِّ شَىٍٍّْ قَدِيرٌ، تُحْيِي وَتُمِيتُ، وَتُمِيتُ وَتُحْيي، وَأَشْهَدُ أَنَّ الجَنَّةَ حَقٌ، وَأَنَّ النّارَ حَقٌ وَالنُشُورَ حَقُّ، وَالسّاعَةَ آتِيَةٌ لارَيْبَ فِيها وَأَنَّ الله يَبْعَثُ مَنْ فِي القُبُورِ .

( أحمدك حمدا خالدا )


اللَّهُمَّ لَكَ الحَمْدُ حَمْداً يَصْعَدُ أَوَّلُهُ وَلا يَنْفَدُ آخِرُهُ. اللَّهُمَّ لَكَ الحَمْدُ حَمْداً تَضَعُ لَكَ السَّماء كَنَفَيْها ، وَتُسَبِّحُ لَكَ الاَرْضُ وَمَنْ عَلَيْها. اللَّهُمَّ لَكَ الحَمْدُ حَمْداً سَرْمَداً أَبَداً لا إِنْقِطاعَ لَهُ وَلانَفادَ وَلَكَ يَنْبَغِي وإِلَيْكَ يَنْتَهِي، في وَعَلَيَّ وَلَدَيَّ وَمَعِي وَقَبْلِي وَبَعْدِي وَأَمامِي وَفَوْقِي وَتَحْتِي، وَإِذا مِتُّ وَبَقِيْتُ فَرْداً وَحِيداً ثُمَّ فَنِيتُ، وَلَكَ الحَمْدُ إذا نُشِرْتُ وَبُعِثْتُ، يامَوْلايَ. اللَّهُمَّ وَلَكَ الحَمْدُ وَلَكَ الشُّكْرُ بِجَمِيعِ مَحامِدِكَ كُلِّها عَلى جَمِيعِ نَعْمائِكَ كُلِّها حَتَّى يَنْتَهِي الحَمْدُ إِلى ماتُحِبُّ رَبَّنا وَتَرْضى.

اللَّهُمَّ لَكَ الحَمْدُ عَلى كُلِّ أَكْلَةٍ وَشَرْبَةٍ وَبَطْشَةٍ وَقَبْضَةٍ وبَسْطَةٍ، وَفِي كُلِّ مَوْضِعِ شَعْرَةٍ. اللَّهُمَّ لَكَ الحَمْدُ حَمْداً خالِداً مَعَ خُلُودِكَ وَلَكَ الحَمْدُ حَمْداً لامُنْتَهى لَهُ دُونَ عِلْمِكَ وَلَكَ الحَمْدُ حَمْداً لا أَمَدَ لَهُ دُونَ مَشِئَتِكَ وَلَكَ الحَمْدُ حَمْداً لا أَجْرَ لِقائِلِهِ إِلاّ رِضاكَ، وَلَكَ الحَمْدُ عَلى حِلْمِكَ بَعْدَ عِلْمِكَ، وَلَكَ الحَمْدُ عَلى عَفْوِكَ بَعْدَ قُدْرَتِكَ، وَلَكَ الحَمْدُ باعِثُ الحَمْدِ، وَلَكَ الحَمْدُ وَارِثَ الحَمْدِ، وَلَكَ الحَمْدُ بَدِيعَ الحَمْدِ، وَلَكَ الحَمْدُ مُنْتَهى الحَمْدِ، وَلَكَ الحَمْدُ مُبْتَدِعَ الحَمْدِ، وَلَكَ الحَمْدُ مُشْتَرِي الحَمْدِ، وَلَكَ الحَمْدُ وَلِيَّ الحَمْدِ، وَلَكَ الحَمْدُ قِدِيمَ الحَمْدِ، وَلَكَ الحَمْدُ صادِقَ الوَعْدِ، وَفِيَّ العَهْدِ، عَزِيزَ الجُنْدِ، قائِمَ المَجْدِ، وَلَكَ الحَمْدُ رَفِيعَ الدَّرَجاتِ مُجِيبَ الدَّعَواتِ، مُنْزِلَ الآياتِ مِنْ فَوْقِ سَبْعِ سَماواتٍ عَظِيمَ البَرَكاتِ، مُخْرِجَ النُّورِ مِنَ الظُّلُماتِ، وَمُخْرِجَ مَنْ فِي الظُّلُماتِ إِلى النُّورِ، مُبَدِّلَ السَّيِّئاتِ حَسَناتٍ وَجاعِلَ الحَسَناتِ دَرَجاتٍ.

اللَّهُمَّ لَكَ الحَمْدُ غافِرَ الذَّنْبِ وَقابِلَ التَّوْبِ، شَدِيدَ العِقابِ ذا الطَّوْلِ لا إِلهَ إِلاّ أَنْتَ إِلَيْكَ المَصِيرُ. اللَّهُمَّ لَكَ الحَمْدُ فِي اللَّيْلِ إِذا يَغْشى، وَلَكَ الحَمْدُ فِي الآخرةِ وَالأَوَّلى، وَلَكَ الحَمْدُ عَدَدَ كُلِّ نَجْمٍ وَمَلَكٍ فِي السَّماء، وَلَكَ الحَمْدُ عَدَدَ الثَّرى وَالحَصى وَالنَّوى، وَلَكَ الحَمْدُ عَدَدَ ما فِي جَوِّ السَّماء، وَلَكَ الحَمْدُ عَدَدَ ما فِي جَوْفِ الأَرْضِ، وَلَكَ الحَمْدُ عَدَدَ أَوْزانِ مِياهِ البِحارِ، وَلَكَ الحَمْدُ عَدَدَ أَوْراقِ الاَشْجارِ، وَلَكَ الحَمْدُ عَدَدَ ماعَلى وَجْهِ الأَرْضِ، وَلَكَ الحَمْدُ عَدَدَ ما أَحْصى كِتابُكَ، وَلَكَ الحَمْدُ عَدَدَ ما أَحاطَ بِهِ عِلْمُكَ، وَلَكَ الحَمْدُ عَدَدَ الاِنْسِ وَالجِنِّ، وَالهَوامِّ وَالطَّيْرِ وَالبَهائِمِ والسِّباعِ حَمْداً كَثِيراً طَيِّبا مُبارِكاً فِيهِ كَما تُحِبُّ رَبَّنا وَتَرْضى، وَكَما يَنْبَغِي لِكَرَمِ وَجْهِكَ وَعِزِّ جَلالِكَ .

( يارب بسطت اليك أكف الضراعة )


اللهم يا قادراً على كل شيء .. اغفر لنا كل شيء وارحمنا برحمتك الواسعة التي رحمت بها كل شيء وإذا وقفنا بين يديك لا تسألنا عن أي شيء فإنك أهل التقوى وأهل المغفرة .
اللهم يا أرحم الراحمين ارحمنا وإلى غيرك لا تكلنا وعن بابك لا تطردنا ومن نعمائك لا تحرمنا ومن شرور أنفسنا ومن شرور خلقك سلِّمْنا.
اللهم يامن لا يرد سائله ولا يـُخيِّب للعبد رجاءه إنا قد بسطنا إليك أكف الضراعة متوسلين إليك بأسمائك الحسنى ما علمنا منها وما لم نعلم.
اللهم ردنا إليك رداً جميلاً . اللهم ردنا إليك وأنت راضٍ عنا .
اللهم أعنا على الموت وكربته ، والقبر وغمته والصراط وزلته ويوم القيامة وروعته .
اللهم إني أسألك الراحة عند الموت والعفو عند الحساب .
اللهم لا تثقل بنا أرضا ولا تكرِّه بنا عبداً . اللهم لا تعذبني عند الموت .
اللهم ارزقني الشهادة في سبيلك والموت في بلد نبيك محمد صلى الله عليه وسلم .
اللهم اجعلنا من الذين يحبونَ لقاءكَ وتحبُّ لقاءهم .

( اللهم صلى على محمدا )

اللهم لك الحمدُ بما أنت أهله.
فصل على محمد بما أنت أهله.
وافعل بنا ما أنت أهله.
فإنك أنت أهل التقوى وأهل المغفرة.
اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم . صلاة تنحل بها العقد وتنفرج بها الكرب وتُقضى بها الحوائج .
اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم .

صلاة تليق بمكانته عندك .
اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم عدد ما ذكره الذاكرون وغفل عن ذكره الغافلون.
اللهم صل على سيدنا محمد في الأولين وصل على سيدنا محمد في الآخرين وصل على سيدنا محمد في الملأ الأعلى إلى يوم الدين.
اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم بأفضل ما تحب وأكمل ما تريد .
اللهم لك الحمد كما تحب أن تحمد .
فصلّ على سيدنا محمد كما تحب أن يصلى عليه.
اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم صلاة ترضيك وترضيه وترضى بها عنا يارب العالمين .
اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم عدد خلقك ورضاء نفسك وزنة عرشك ومداد كلماتك
اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم بعدد ما ذكره الذاكرون وغفلَ عن ذكره الغافلون .
اللهم صل على سيدنا محمد النبي الأمي الحبيب العالي القدر ، العظيم الجاه وعلى آله وصحبه وسلم.
اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم صلاه تصله وتوصلنا به.
اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم صلاه تفتحُ بيننا وبينه فتحاً مبيناً.
اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم بعدد حسنات سيدنا محمد .
اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم صلاة تصرف بها عنا السوء وسوء الفحشاء والمنكر .
اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم صلاة تجمعنا معه في كل وقت وحين.
اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم صلاة ترزقنا بها شفاعته وزيارته واتباعَ سنته آمين.
اللهم صل على سيدنا محمد صلاة تكون لكَ رضاءً ولحقِّه أداء .
اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم ، من الأزلِ إلى الأبدِ على ما تعلقَ بهِ علمُ اللهِ عز وجل .

( أستغفر الله رجوعا الى الله )

استغفر الله العظيم الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه.
من الذنوب التي تحل النقم
ومن الذنوب التي تغيـِّر النعم
ومن الذنوب التي تورث الندم
ومن الذنوب التي تحبس القسم
ومن الذنوب التي تعجِّلُ الفناء
ومن الذنوب التي تقطعُ الرجاء
ومن الذنوب التي تمسك غيث السماء
ومن الذنوب التي تكشف الغطاء
استغفر الله العظيم حياءً من الله.
استغفر الله العظيم رجوعاً إلى الله
استغفر الله العظيم تندماً واسترجاعاً
استغفر الله العظيم فراراً من غضبِ الله إلى رضاء الله
استغفر الله العظيم فراراً من سخطِ الله إلى عفوِ الله
استغفر الله العظيم الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه
من الإفراط والتفريط
ومن التخبيط والتخليط
ومن مقارفة الذنوب
ومن التدنس بالعيوب
ومن عدم الحضور في الصلاة ومن جميع التقصير فيها وفي الزكاة
ومن القنوط من رحمة الله
ومن عدم القيام بحق الله وخلق الله
ومن عدم التشميرِ لطاعةِ الله
ومن عقوقِ الآباءِ والأمهاتِ
ومن الظلمات والتبعات
ومن الخطى إلى الخطيئات
ومن قطيعةِ الأرحام
ومن اكتسابِ الآثام
ومن حبِ الجاهِ والمال
ومن شهوةِ القيلِ والقال
ومن رؤية النفس بعين التعظيم
ومن نهر السائل وقهر اليتيم
ومن الكذب والحسد
ومن الغيبة والنميمة
ومن سائر الأخلاق المذمومة
ومن سائر الذنوب القلبية و القالبية
ومن اتباع الهوى وهجر التقوى والميل إلى زخارف الدنيا
ومن جميع ما يكره الله ظاهراً وباطناً
استغفر الله العظيم الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه
من كل ذنب يصرف عني رحمتك أو يحل بي نقمتك أو يحرمني كرامتك أو يزيل عني نعمتك
ومن كل ذنب يورث الأسقام والضنا ويوجب النقم والبلاء ويكون يوم القيامة حسرةً وندامة .
ومن كل ذنب تبت إليك منه ونقضت فيه العهد فيما بيني وبينك جراءة مني عليك لمعرفتي بعفوك .
ومن كل ذنب يزيل النعم ويحل النقم ويهتك الحرام ويورث الندم ويطيل السقم ويعجل الألم
ومن كل ذنب يمحق الحسنات ويضاعف السيئات
ويحل النقمات ويغضبك يارب السموات
ومن كل ذنب يميت القلب ويجلب الكرب
ويشغل الفكر ويرضي الشيطانَ وَيسخِطُ الرحمن
ومن كل ذنب يعقبُ اليأسَ من رحمتك والقنوط من مغفرتك والحرمان من سعة ما عندك
ومن كل ذنب يوجب سواد الوجه يوم تبيض الوجوه وتسود الوجوه
ومن كل ذنب يدعو إلى الكفر ويطيل الفكر ويورث الفقر ويجلب العسر ويصد عن الخير ويهتك الستر ويمنع اليسر
ومن كل ذنب يُدنـي الآجال ويقطع الآمال ويشين الأعمال
ومن كل ذنب يدنِّس مني ما طهرته ويكشف عني ما سترته أو يقبِّح مني ما زيَّنته
ومن كل ذنب لاينال به عهدك ولا يُؤمن معه من غضبك ولا تنزل معه رحمتك ولا تدوم معه نعمتك.
ومن كل ذنب يورث النسيان لذكرك أو يعقب الغفلة عن تحذيرك أو يتمادى به الأمن من مكرك أو ينسِّيني من خير ما عندك .
ومن كل ذنب جرى به قلمكَ وأحاط به علمكَ فيّ وعليّ إلى آخر عمري ولجميع ذنوبي كلها أولها وآخرهَا عَمْدُها وخطؤها قليلها وكثيرها صغيرها وكبيرها قديمها وحديثها خفيُّها وعلانيتها.
استغفر الله العظيم الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه استغفاراً يزيد في كل طرفة عين وتحريك نفس مائة ألف ضعف يدوم مع دوام الله ويبقى مع بقاء الله الذي لا فناء ولازوال ولا انتقال لملكه أبد الآبدين ودهر الداهرين سرمداً من سرمدك استجب يا الله يا أرحم الراحمين.


اضافة رد مع اقتباس
  #300  
قديم 11/04/2011, 03:38 PM
الصورة الرمزية الخاصة بـ Özil 10
عضو اللجنة الإعلاميه للرياضة العالمية
و نائب رئيس رابطة ريال مدريد
تاريخ التسجيل: 10/09/2008
المكان: اقرب مما تتوقع !
مشاركات: 5,475
الدعاء .. صلة بالله وعبادة 2-9

مختارات من الأدعية -2-



( بسم الله خير الأسماء )

بِسْمِ اللهِ خيْرِ الأسْماءِ ، بِسْمِ اللهِ رَبِّ الأرْضِ وَ السَّماءِ ، بِسْمِ اللهِ الَّذِي لا يَضُرُّ مَعَ اسْمِهِ سَمٌّ وَ لا داءٌ ، بِسْمِ اللهِ أَصبَحْتُ وَ أَمسِيتُ وَ عَلَى اللهِ تَوَكَّلْتُ ، بِسْمِ اللهِ عَلَى قَلْبِي وَ نَفْسِي ، بِسْمِ اللهِ عَلَى دِيني وَ عَقْلِي ، بِسْمِ اللهِ عَلَى أَهْلِي وَ مالِي ، بِسْمِ اللهِ عَلَى ما أَعْطانِي رَبِّي ، بِسْمِ اللهِ الَّذِي لا يَضُرُّ مَعَ اسْمِهِ شَيْءٌ فِي الأرْضِ وَ لا فِي السَّماءِ ، وَ هُوَ السَّمِيعُ العَلِيمُ ، اللهُ اللهُ رَبِّي ، لا أُشْرِكُ بِهِ شَيْئاً ، اللهُ أَكْبَرُ اللهُ أَكْبَرُ ، وَ أَعَزُّ وَ أَجَلُّ مِمَّا أَخَافُ وَ أَحْذَرُ ، عَزَّ جارُكَ وَ جَلَّ ثَناؤُكَ ، وَ لا إِلهَ غَيْرُكَ ، اللّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ نَفْسِي ، وَ مِنْ شَرِّ كُلِّ سُلْطانٍٍ شَدِيدٍ ، وَ مِنْ شَرِّ كُلِّ شَيْطانٍ مَرِيدٍ ، وَ مِنْ شَرِّ كُلِّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ ، وَ مِنْ شَرِّ قَضاءِ السُّوءِ ، وَ مِنْ كُلِّ دابَّةٍ أَنْتَ آخِذٌ بِناصِيَتِها ، إِنَّكَ عَلَى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ ، وَ أَنْتَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ حَفِيظٌ ، إِنَّ وَلِيِّيَ الله الَّذِي نَزَّلَ الكِتابَ ، وَ هُوَ يَتَولَّى الصَّالِحِينَ ، فَإنْ تَوَلَّوْا فَقُلْ حَسْبِيَ اللهُ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ ، وَ هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ

( ربّ أعوذ بك )

اللهم إني أعوذ بك من جهد البلاء، ودرك الشقاء، وسوء القضاء، وشماتة الأعداء\"

( رب أعنى ولاتُعن على )

رب أعني ولا تُعن عليَّ، وانصرني ولا تنصر عليَّ، وامكُر لي ولا تمكُر عليَّ، واهدني ويسِّر الهدى إِليَّ، وانصرني على من بغى عليَّ، ربِّ اجعلني لك شكَّاراً، لك ذكَّاراً، لك رهَّاباً، لك مِطواعاً، إِليك مخبتاً أوَّاها منيباً، ربِّ تقبل توبتي، واغسل حوبتي، وأجب دعوتي، وثبِّت حجتي، واهد قلبي، وسدِّد لساني، واسلل سخيمة قلبي

( اللهم إغسل قلبى )

اللهم إني أعوذ بك من فتنة النار وعذاب النار، وفتنة القبر، وعذاب القبر، وشر فتنة الغنى، وشر فتنة الفقر، اللهم إني أعوذ بك من شر فتنة المسيح الدجال، اللهم اغسل قلبي بماء الثلج والبرد، ونقِّ قلبي من الخطايا كما نقَّيت الثوب الأبيض من الدنس، وباعد بيني وبين خطاياي كما باعدت بين المشرق والمغرب. اللهم إِني أعوذ بك من الكسل والمأثم والمغرم\".

( يارب أسألك حُبَّك )

اللهم إِني أسألك فعل الخيرات، وترك المنكرات، وحبَّ المساكين، وأن تغفر لي، وترحمني، وإِذا أردت فتنة قومٍ فتوفَّني غير مفتونٍ، وأسألك حبَّك، وحبَّ من يُحبك، وحبَّ عملٍ يُقربني إلى حبك

( اللهم ارزقنى عيشا قارًَّا )

اللهم إنا نسألك عملا بارا، ورزقا دارا، وعيشا قارا اللهم اقذف فى قلبى رجاءك واقطع رجائى عن من سواك حتى لا أرجـوا أحـداً غـيرك ، اللهم وما ضعفـت عنـه قوتـى وقصر عنه عملى ولم تنته إليه رغبتى ولم تبلغه مسألتى ولم يجر على لسانى مما أعطيت أحداً من الأولين والآخرين من اليقين فخصنى به يا رب العالمين .

( اللهم رَضّنى بقضائك )

اللهم رّضنى بما قضيت لى وعافنى فيما أبقيت حتى لا أحب تعجيل ما أخرت ولا تأخير ما عجلت .

( ياحليما لايعجل )

اللهم يا من لطفه بخلقه شامل وخيره لعبده واصل لا تخرجنا عن دائرة الألطاف وأمِّنا من كل ما نخاف وكن لنا بلطفك الخفى الظاهر يا باطن يا ظاهر يا لطيف نسألك وقاية اللطف فى القضاء والتسليم مع السلامة عند نزوله والرضا اللهم يا عظيم السلطان ، يا قديم الإحسان يا دائم النعماء ، يا باسط الرزق ، يا كثير الخيرات يا واسع العطاء ، يا دافع البلاء ، يا سامع الدعاء يا حاضراً ليس بغائب ، يا موجوداً عند الشدائد يا خفي اللطف ، يا حليماً لا يعجل اللهم الطف بنا في تيسير كل أمر عسير فإن تيسير العسير عليك يسير فنسألك التيسير والمعافاة في الدنيا والآخرة.

( يامن خضعت لك الجبال )

اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِإِسْمِكَ العَظِيمِ الأَعْظَمِ الاَعَزِّ الاَجَلِّ الاَكْرَمِ الَّذِي إِذا دُعِيتَ بِهِ عَلى مَغالِقِ أَبْوابِ السَّماء لِلْفَتْحِ بِالرَّحْمَةِ انْفَتَحَتْ، وَإِذا دُعِيتَ بِهِ عَلى مَضائِقِ أَبْوابِ الأَرْضِ لِلْفَرَجِ انْفَرَجَتْ وَإِذا دُعِيتَ بِهِ عَلى العُسْرِ لِلْيُسْرِ تيَسَّرَتْ وَإِذا دُعِيْتَ بِهِ عَلى الاَمْواتِ لِلْنُّشُورِ انْتَشَرَتْ وَإِذا دُعِيْتَ بِهِ عَلى كَشْفِ البَأْساءِ وَالضَّرَّاءِ انْكَشَفَتْ وَبِجَلالِ وَجْهِكَ الكَرِيمِ أَكْرَمِ الوُجُوهِ وَأَعَزِّ الوُجُوهِ الَّذِي عَنَتْ لَهُ الوُجُوهِ وَخَضَعَتْ لَهُ الرِّقابُ، وَخَشَعَتْ لَهُ الاَصْواتِ وَوَجِلَتْ لَهُ القُلُوبِ مِنْ مَخافَتِكَ. وَبِقُوَّتِكَ الَّتِي تُمْسِكُ السَّماء أَنْ تَقَعَ عَلى الأَرْضِ إِلاّ بِإِذْنِكَ، وَتُمْسِكُ السَّماواتِ وَالأَرْضِ أَنْ تَزُولا، وَبِمَشِيَّتِكَ الَّتِي دانَ لَها العالَمُونَ، وَبِكَلِمَتِكَ الَّتِي خَلَقْتَ بِها السَّماواتِ وَالأَرْضِ وَبِحِكْمَتِكَ الَّتِي صَنَعْتَ بِها العَجائِبَ، وَخَلَقْتَ بِها الظُّلْمَةَ وَجَعَلْتَها لَيْلاً وَجَعَلْتَ اللَّيْلَ سَكَناً، وَخَلَقْتَ بِها النُّورَ وَجَعَلْتَهُ نَهاراً، وَجَعَلْتَ النَّهارَ نُشُوراً مُبْصِراً، وَخَلَقْتَ بِها الشَّمْسَ وَجَعَلْتَ الشَّمْسَ ضِياءً، وَخَلَقْتَ بِها القَمَرَ وَجَعَلْتَ القَمَرَ نُوراً، وَخَلَقْتَ بِها الكَواكِبَ وَجَعَلْتَها نُجُوماً وَبُرُوجاً وَمَصابِيحَ وَزِينَةً وَرُجُوماً، وَجَعَلْتَ لَها مَشارِقَ وَمَغارِبَ، وَجَعَلْتَ لَها مَطالِعَ وَمَجارِي، وَجَعَلْتَ لَها فُلْكاً وَمَسابِحَ، وَقَدَّرْتَها فِي السَّماء مَنازِلَ فَأَحْسَنْتَ تَقْدِيرَها، وَصَوَّرْتَها فَأَحْسَنْتَ تَصْوِيرَها وَأَحْصَيْتَها بِأَسْمائِكَ إِحْصاءً وَدَبَّرْتَها بِحِكْمَتِكَ تَدْبِيراً وَأَحْسَنْتَ تَدْبِيرَها، وَسَخَرْتَها بِسُلْطانِ اللَّيْلِ وَسُلْطانِ النَّهارِ وَالسَّاعاتِ وَعَدَدِ السِّنِينَ وَالحِسابِ وَجَعَلْتَ رُؤْيَتَها لِجَمِيعِ النّاسِ مَرْأىً وَاحِداً، وَأَسْأَلُكَ اللَّهُمَّ بِمَجْدِكَ الَّذِي كَلَّمْتَ بِهِ عَبْدِكَ وَرَسُولِكَ مُوسى بْنَ عُمْرانَ عَلَيْهِ السَّلامُ فِي المُقَدَّسِينَ فَوْقَ إحساسِ الكَرُوبِين فَوْقَ غَمائِمِ النُّورِ فَوْقَ تابُوتِ الشَّهادَةِ فِي عَمُودِ النَّارِ وَفِي طُورِ سَيْناء، وَفِي جَبَلِ حُورِيثَ فِي الوادِي المُقَدَّسِ فِي البُقْعَةِ المُبارَكَةِ مِنْ جانِبِ الطُّورِ الاَيْمَنِ مِنَ الشَّجَرَةِ، وَفِي أَرْضِ مِصْرَ بِتِسْعِ آياتٍ بَيِّناتٍ، وَيَوْمَ فَرَّقْتَ لِبَنِي إِسْرائِيلَ البَحْرَ وَفِي المُنْبِجِساتِ الَّتِي صَنَعْتَ بِها العَجائِبَ فِي بَحْرِ سُوفٍ، وَعَقَدْتَ ماءَ البَحْرِ فِي قَلْبِ الغَمْرِ كَالحِجارَةِ، وَجاوَزْتَ بِبَنِي إِسْرائِيلَ البَحْرَ، وَتَمَّتْ كَلِمَتُكَ الحُسْنى عَلَيْهِمْ بِما صَبَرُوا وَأَوْرَثْتَهُمْ مَشارِقَ الأَرْضِ وَمَغارِبِها الَّتِي بارَكْتَ فِيها لِلْعالَمِينَ وَأَغْرَقْتَ فِرْعَوْنَ وَجُنُودَهُ وَمَراكِبَهُ فِي اليَمِّ وَبِاسْمِكَ العَظِيمِ الأَعْظَمِ الاَعَزِّ الاَجَلِّ الاَكْرَمِ، وَبِمَجْدِكَ الَّذِي تَجَلَّيْتَ بِهِ لِمُوسى كَلِيمِكَ عَلَيْهِ السَّلامُ فِي طُورِ سَيْناءَ، وَلاِبْراهِيمَ عَلَيْهِ السَّلامُ خَلِيلِكَ مِنْ قَبْلُ فِي مَسْجِدِ الخِيْفِ، وَلاِسْحاقَ صَفِيَّكَ عَلَيْهِ السَّلامُ فِي بِئْرِ شِيعٍ، وَلِيَعْقُوبَ نَبِيِّكَ عَلَيْهِ السَّلامُ فِي بَيْتِ إِيْلٍ وَأَوْفَيْتَ لاِبْراهِيمَ عَلَيْهِ السَّلامُ بِمِيثاقِكَ، وَلاِسْحاقَ بِحِلْفِكَ، وَلِيَعْقُوبَ بِشَهادَتِكَ، وَلِلْمُؤْمِنِينَ بِوَعْدِكَ وَلِلْدَّاعِينَ بِأَسْمائِكَ فَأَجَبْتَ، وَبِمَجْدِكَ الَّذِي ظَهَرَ لِمُوسى بْنِ عُمْرانَ عَلَيْهِ السَّلامُ عَلى قُبَّةِ الرُّمّانِ وَبِآياتِكَ الَّتِي وَقَعَتْ عَلى أَرْضِ مِصْرَ بِمَجْدِ العِزَّةِ وَالغَلَبَةِ بِآياتٍ عَزِيزَةٍ وَبِسُلْطانِ القُوَّةِ، وَبِعِزَّةِ القُدْرَةِ، وَبِشَأْنِ الكَلِمَةِ التَّامَّةِ، وَبِكَلِماتِكَ الَّتِي تَفَضَّلْتَ بِها عَلى أَهْلِ السَّماواتِ وَالأَرْضِ، وَأَهْلِ الدُّنْيا وَأَهْلِ الآخرةِ، وَبِرَحْمَتِكَ الَّتِي مَنَنْتَ بِها عَلى جَمِيعِ خَلْقِكَ، وَباسْتِطاعَتِكَ الَّتِي أَقَمْتَ بِها عَلى العالَمِينَ وَبِنُورِكَ الَّذِي قَدْ خَرَّ مِنْ فَزَعِهِ طُورُ سَيْناءَ وَبِعِلْمِكَ وَجَلالِكَ، وَكِبْرِيائِكَ وَعِزَّتِكَ وَجَبَرُوتِكَ الَّتِي لَمْ تَسْتَقِلَّها الأَرْضَ، وَانْخَفَضَتْ لَها السَّماواتِ وَأَنْزَجَرَ لَها العُمْقُ الاَكْبَرُ وَرَكَدَتْ لَها البِحارُ وَالاَنْهارُ، وَخَضَعَتْ لَها الجِبالُ وَسَكَنَتْ لَها الأَرْضُ بِمَناكِبِها وَاسْتَسْلَمَتْ لَها الخَلائِقُ كُلِّها وَخَفَقَتْ لَها الرِّياحُ فِي جَرَيانِها وَخَمَدَتْ لَها النِّيرانُ فِي أَوْطانِها وَبِسُلْطانِكَ الَّذِي عُرِفَتْ لَكَ بِهِ الغَلَبَةُ دَهْرَ الدُّهُورِ، وَحُمِدْتَ بِهِ فِي السَّماواتِ وَالأَرْضِ وَبِكَلِمَتِكَ كَلِمَةِ الصِّدْقِ الَّتِي سَبَقَتْ لاَبِينا آدَمَ عَلَيْهِ السَّلامُ وَذُرِّيَّتِهِ بِالرَّحْمَةِ، وَأَسْأَلُكَ بِكَلِمَتِكَ الَّتِي غَلَبَتْ كُلَّ شَيٍْ، وَبِنُورِ وَجْهِكَ الَّذِي تَجَلَّيْتَ بِهِ لِلْجَبَلِ فَجَعَلْتَهُ دَكّا وَخَرَّ مُوسى صَعِقا، وَبِمَجْدِكَ الَّذِي ظَهَرَ عَلى طُورِ سَيْناءَ فَكَلَّمْتَ بِهِ عَبْدِكَ وَرَسُولِكَ مُوسى بْنِ عُمْرانَ، ، وَبِبَرَكاتِكَ الَّتِي بارَكْتَ فِيها عَلى إِبْراهِيمَ خَلِيلِكَ عَلَيْهِ السَّلامُ فِي اُمَّةِ مُحَمَّدٍ صَلّى الله عَلَيْهِ وَآلِهِ، وَبارَكْتَ لاِسْحاقَ صَفِيِّكَ فِي اُمَّةِ عِيْسى عَلَيْهِما السَّلامُ، وَبارَكْتَ لِيَعْقُوبَ إِسْرائِيلِكَ فِي اُمَّةِ مُوسى عَلَيْهِما السَّلامُ وَبارَكْتَ لِحَبِيبِكَ مُحَمَّدٍ صَلّى الله عَلَيْهِ وَآلِهِ فِي عِتْرَتِهِ وَذُرِّيَّتِهِ وَاُمَّتِهِ. اللَّهُمَّ وَكَما غِبْنا عَنْ ذلِكَ وَلَمْ نَشْهَدْهُ وَآمَنّا بِهِ وَلَمْ نَرَهُ صِدْقا وَعَدْلاً أَنْ تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَأَنْ تُبارِكَ عَلى مُحَمَّدٍ وَآله وصحبه ٍ وَتَرَحَّم عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ كَأَفْضَلِ ماصَلَّيْتَ وَبارَكْتَ وَتَرَحَّمْتَ عَلى إِبْراهِيمَ وَآلِ إِبْراهِيمَ إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ فَعّالٌ لِما تُرِيدُ وَأَنْتَ عَلى كُلِّ شَيٍْ قَدِير .

( ياولىّ المؤمنين )

اللهم وفر حظي من خيرٍ تُنـزِّله أو إحسانٍ تتفضل به أو بِرٍّ تُنشِرُهُ أو رزق تبسطه أو ذنب تغفره أو خطأ تستره . يا إلهي يا من بيده ناصيتي يا عليماً بضري ومسكنتي يا خبيراً بفقري وفاقتي أسألك بحقك وقدسك وأعظم أسمائك وصفاتك أن تجعل أوقاتي في الليل والنهار بذكرك معمورة وبخدمتك موصولة وأعمالي عندك مقبولة . يامن إليه شكوت أحوالي قوِّ على خدمتك جوارحي واشدد بالعزيمة جوارحي وهب لي الجد في خشيتك والدوام على الاتصال في خدمتك حتى أخافك مخافة الموقنين واجمعني في جوارك مع المؤمنين .

اللهم اقذف رجاءك في قلبي واقطع رجائي عمن سواك حتى لا أرجو أحداً غيرك فأنت مولاي وَ وَلِيِّي في الدنيا والآخرة يا ذا الجلال والإكرام.

اللهم يا عظيم أسألك باسمك العظيم أن تَكْفِنَا كل أمر عظيم.

( اللهم احرسنى بعينك )

اللهم احرسني بعينك التي لا تنام واكنفني بكنفنك الذي لا يرام لا أَهْلَكُ وأنت رجائي كم من نعمة أنعمت بها عليَّ قلَّ عندها شكري فَلَمْ تحرُمْني وكم من بلية ابتليتني بها قل عندها صبري فلم تخذلني اللهم ثبت رجاءك في قلبي واقطعني عمن سواك حتى لا أرجو أحداً غيرك يا أرحم الراحمين.

(اللهم ارفعنا ولا تضعنا )

اللهم يا غفار الذنوب ، يا ستار العيوب ، يا قابل التوب ، يا واسع المغفرة ، يا من كتب على نفسه الرحمة ، يا رفيع الدرجات ، يا سامع الأصوات يا مجيب الدعوات ، يامن لا على أمره أمر يا فعال لما يريد ، يا هادي الذين آمنوا إلى صراط مستقيم ، يا ذا الرحمة الواسعة ، يا ذا الفضل والنعم ، يا ذا القوة المتين يا ذا الفضل على المؤمنين ،يا ذا العفو والمغفرة ، يامن لا يضيع أجر المحسنين ، يامن عنده مفاتيح الغيب يامن لايعزب عنه مثقال ذرة في الأرض ولا في السماء ، يامن يعلم السر وأخفى ويعلم ماتكتمون يامن له مقاليد السموات والأرض وهو السميع العليم ، يامن له الأسماء الحسنى ، يامن له الحمد في الأولى والآخرة وإليه ترجعون ، يا شاهداً غير غائب يا قريب غير بعيد أسألك أن تصلي على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم .

اللهم بسر هذه الدعوات المستجابات أن تقضي لنا جميع الحاجات وأن تطهرنا من جميع السيئات وأن تنجينا من جميع الأهوال والآفات ، وأن ترفعنا عندك أعلى الدرجات ، وأن تبلغنا أقصى الغايات من جميع الخيرات في الحياة وبعد الممات ونسألك أن تُفَرِّجَ عنا ما نحن فيه وأن تُقَدِّرَ لنا الخير فيما نريده ونوينا عليه وأن تعصمنا من الفتن والمعاصي والفحشاء وأن تحفظنا وأهلنا وذريتنا وأحبابنا فيك ولمن وصانا ووصيناه بالدعاء من كل سوء وشر وبلاء وأن تنصرنا على جميع الحساد والأعداء . وأن تجعلنا من الذين لا خوف عليهم ولاهم يحزنون.

اضافة رد مع اقتباس
   


إضافة رد


قوانين المشاركة
غير مصرّح لك بنشر موضوع جديد
غير مصرّح لك بنشر ردود
غير مصرّح لك برفع مرفقات
غير مصرّح لك بتعديل مشاركاتك

وسوم vB : مسموح
[IMG] كود الـ مسموح
كود الـ HTML غير مسموح
Trackbacks are مسموح
Pingbacks are مسموح
Refbacks are مسموح



الوقت المعتمد في المنتدى بتوقيت جرينتش +3.
الوقت الان » 04:35 PM.

جميع الآراء و المشاركات المنشورة تمثل وجهة نظر كاتبها فقط , و لا تمثل بأي حال من الأحوال وجهة نظر النادي و مسؤوليه ولا إدارة الموقع و مسؤوليه.


Powered by: vBulletin Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd

Google Plus   Facebook  twitter  youtube