بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ {وَالْعَصْرِ (1) إِنَّ الإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ (2)} «سُورَةُ العَصغ،رِةِ» أقسم الله بالدهر على أن بني آدم لفي هلكة ونقصان. ولا يجوز للعبد أن يقسم إلا بالله, فإن القسم بغير الله شرك . |
{إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ } (3) «سُورَةُ العَصغ،رِ» إلا الذين آمنوا بالله وعملوا عملا صالحًا, وأوصى بعضهم بعضًا بالاستمساك بالحق, والعمل بطاعة الله, والصبر على ذلك. |
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ {وَيْلٌ لِكُلِّ هُمَزَةٍ لُمَزَةٍ } (1) «سُورَةُ الهُمَزَةِ» شر وهلاك لكل مغتاب للناس, طعان فيهم. |
{الَّذِي جَمَعَ مَالاً وَعَدَّدَهُ} (2) «سُورَةُ الهُمَزَةِ» الذي كان همُّه جمع المال وتعداده. |
{يَحْسَبُ أَنَّ مَالَهُ أَخْلَدَهُ} (2) «سُورَةُ الهُمَزَةِ» يظن أنه ضَمِنَ لنفسه بهذا المال الذي جمعه, الخلود في الدنيا والإفلات من الحساب. |
{كَلاَّ لَيُنْبَذَنَّ فِي الْحُطَمَةِ} (4) «سُورَةُ الهُمَزَةِ» ليس الأمر كما ظن, ليُطرحنَّ في النار التي تهشم كل ما يُلْقى فيها. |
{وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْحُطَمَةُ} (5) «سُورَةُ الهُمَزَةِ» وما أدراك -أيها الرسول- ما حقيقة النار؟ |
{نَارُ اللَّهِ الْمُوقَدَةُ (6) الَّتِي تَطَّلِعُ عَلَى الأَفْئِدَةِ (7)} «سُورَةُ الهُمَزَةِ» إنها نار الله الموقدة التي من شدتها تنفُذ من الأجسام إلى القلوب. |
{إِنَّهَا عَلَيْهِمْ مُوصَدَةٌ (8) فِي عَمَدٍ مُمَدَّدَةٍ (9)} «سُورَةُ الهُمَزَةِ» إنها عليهم مطبَقة في سلاسل وأغلال مطوَّلة؛ لئلا يخرجوا منها. |
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ {أَلَمْ تَرَى كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحَابِ الْفِيلِ} (1) «سُورَةُ الفِيلِ» ألم تعلم -أيها الرسول- كيف فعل ربك بأصحاب الفيل: أبرهة الحبشي وجيشه الذين أرادوا تدمير الكعبة المباركة؟ |
{أَلَمْ يَجْعَلْ كَيْدَهُمْ فِي تَضْلِيلٍ } (2) «سُورَةُ الفِيلِ» ألم يجعل ما دبَّروه من شر في إبطال وتضييع؟ |
{وَأَرْسَلَ عَلَيْهِمْ طَيْراً أَبَابِيلَ (3) تَرْمِيهِمْ بِحِجَارَةٍ مِنْ سِجِّيلٍ (4)} «سُورَةُ الفِيلِ» وبعث عليهم طيرًا في جماعات متتابعة, تقذفهم بحجارة من طين متحجِّر. |
{فَجَعَلَهُمْ كَعَصْفٍ مَأْكُولٍ} (5) «سُورَةُ الفِيلِ» فجعلهم به محطمين كأوراق الزرع اليابسة التي أكلتها البهائم ثم رمت بها. |
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ {لإِيلافِ قُرَيْشٍ (1) إِيلافِهِمْ رِحْلَةَ الشِّتَاءِ وَالصَّيْفِ (2)} «سُورَةُ قُرَيۡشٍ» اعْجَبوا لإلف قريش, وأمنهم, واستقامة مصالحهم, وانتظام رحلتيهم في الشتاء إلى "اليمن", وفي الصيف إلى "الشام"، وتيسير ذلك; لجلب ما يحتاجون إليه. |
{فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَذَا الْبَيْتِ} (3) «سُورَةُ قُرَيۡشٍ» فليشكروا, وليعبدوا رب هذا البيت -وهو الكعبة- الذي شرفوا به, وليوحدوه ويخلصوا له العبادة. |
{الَّذِي أَطْعَمَهُمْ مِنْ جُوعٍ وَآمَنَهُمْ مِنْ خَوْفٍ} (4) «سُورَةُ قُرَيۡشٍ» الذي أطعمهم من جوع شديد, وآمنهم من فزع وخوف عظيم. |
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ {أَرَأَيْتَ الَّذِي يُكَذِّبُ بِالدِّينِ} (1) «سُورَةُ المَاعُونِ» أرأيت حال ذلك الذي يكذِّب بالبعث والجزاء؟ |
{فَذَلِكَ الَّذِي يَدُعُّ الْيَتِيمَ} (2) «سُورَةُ المَاعُونِ» فذلك الذي يدفع اليتيم بعنف وشدة عن حقه؛ لقساوة قلبه. |
{وَلا يَحُضُّ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ} (3) «سُورَةُ المَاعُونِ» ولا يحضُّ غيره على إطعام المسكين, فكيف له أن يطعمه بنفسه؟ |
{فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ (4) الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلاتِهِمْ سَاهُونَ (5)} «سُورَةُ المَاعُونِ» فعذاب شديد للمصلين الذين هم عن صلاتهم لاهون, لا يقيمونها على وجهها, ولا يؤدونها في وقتها. |
{الَّذِينَ هُمْ يُرَاءُونَ} (6) «سُورَةُ المَاعُونِ» الذين هم يتظاهرون بأعمال الخير مراءاة للناس. |
{وَيَمْنَعُونَ الْمَاعُونَ} (7) «سُورَةُ المَاعُونِ» ويمنعون إعارة ما لا تضر إعارته من الآنية وغيرها, فلا هم أحسنوا عبادة ربهم, ولا هم أحسنوا إلى خلقه. |
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ {إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ} (1) «سُورَةُ الكَوثَرِ» إنا أعطيناك -أيها النبي- الخير الكثير في الدنيا والآخرة, ومن ذلك نهر الكوثر في الجنة الذي حافتاه خيام اللؤلؤ المجوَّف, وطينه المسك. |
{فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ} (2) «سُورَةُ الكَوثَرِ» فأخلص لربك صلاتك كلها, واذبح ذبيحتك له وعلى اسمه وحده. |
{إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الأَبْتَرُ } (3) «سُورَةُ الكَوثَرِ» إن مبغضك ومبغض ما جئت به من الهدى والنور, هو المنقطع أثره, المقطوع من كل خير. |
بسم الله الرحمن الرحيم قال تعالى :- ( قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ (1)) سورة الكافرون أي: قل للكافرين معلنا ومصرحًا . |
قال تعالى :- ( لَا أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ (2)) سورة الكافرون { لَا أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ } أي: تبرأ مما كانوا يعبدون من دون الله، ظاهرًا وباطنًا. . |
قال تعالى :- ( وَلَا أَنتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ (3)) سورة الكافرون { وَلَا أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ } لعدم إخلاصكم في عبادته ، فعبادتكم له المقترنة بالشرك لا تسمى عبادة، ثم كرر ذلك ليدل الأول على عدم وجود الفعل، والثاني على أن ذلك قد صار وصفًا لازمًا. . |
قال تعالى :- ( وَلَا أَنَا عَابِدٌ مَّا عَبَدتُّمْ (4)) سورة الكافرون فما ههنا بمعنى من قال "ولا أنا عابد ما عبدتم ولا أنتم عابدون ما أعبد" أي ولا أعبد عبادتكم أي لا أسلكها ولا أقتدي بها وإنما أعبد الله على الوجه الذي يحبه ويرضاه. . |
قال تعالى :- (وَلَا أَنتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ (5)) سورة الكافرون ولهذا قال : ( ولا أنتم عابدون ما أعبد ) أي : لا تقتدون بأوامر الله وشرعه في عبادته ، بل قد اخترعتم شيئا من تلقاء أنفسكم . |
قال تعالى :- ( لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ (6)) سورة الكافرون ولهذا ميز بين الفريقين، وفصل بين الطائفتين، فقال: { لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ } كما قال تعالى: { قُلْ كُلٌّ يَعْمَلُ عَلَى شَاكِلَتِهِ } { أَنْتُمْ بَرِيئُونَ مِمَّا أَعْمَلُ وَأَنَا بَرِيءٌ مِمَّا تَعْمَلُونَ } . . تم تفسير سورة " الكافرون " ولله الحمد والمنة . |
بسم الله الرحمن الرحيم قال تعالى :- ( إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ (1)) سورة النصر قد تقدم أنها تعدل ربع القرآن ، و " إذا زلزلت " تعدل ربع القرآن . في هذه السورة الكريمة، بشارة وأمر لرسوله عند حصولها، وإشارة وتنبيه على ما يترتب على ذلك. فالبشارة هي البشارة بنصر الله لرسوله، وفتحه مكة . |
قال تعالى :- ( وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجًا (2)) سورة النصر ودخول الناس في دين الله أفواجًا، بحيث يكون كثير منهم من أهله وأنصاره، بعد أن كانوا من أعدائه، وقد وقع هذا المبشر به، . |
قال تعالى :- (فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا (3)) سورة النصر وأما الأمر بعد حصول النصر والفتح، فأمر رسوله أن يشكر ربه على ذلك، ويسبح بحمده ويستغفره، وأما الإشارة، فإن في ذلك إشارتين: إشارة لأن يستمر النصر لهذا الدين ، ويزداد عند حصول التسبيح بحمد الله واستغفاره من رسوله، فإن هذا من الشكر، والله يقول: { لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ } وقد وجد ذلك في زمن الخلفاء الراشدين وبعدهم في هذه الأمة لم يزل نصر الله مستمرًا، حتى وصل الإسلام إلى ما لم يصل إليه دين من الأديان، ودخل فيه، ما لم يدخل في غيره، حتى حدث من الأمة من مخالفة أمر الله ما حدث، فابتلاهم الله بتفرق الكلمة، وتشتت الأمر، فحصل ما حصل. [ومع هذا] فلهذه الأمة، وهذا الدين، من رحمة الله ولطفه، ما لا يخطر بالبال، أو يدور في الخيال. وأما الإشارة الثانية، فهي الإشارة إلى أن أجل رسول الله صلى الله عليه وسلم قد قرب ودنا، ووجه ذلك أن عمره عمر فاضل أقسم الله به. وقد عهد أن الأمور الفاضلة تختم بالاستغفار، كالصلاة والحج، وغير ذلك. فأمر الله لرسوله بالحمد والاستغفار في هذه الحال، إشارة إلى أن أجله قد انتهى، فليستعد ويتهيأ للقاء ربه، ويختم عمره بأفضل ما يجده صلوات الله وسلامه عليه. فكان صلى الله عليه وسلم يتأول القرآن، ويقول ذلك في صلاته، يكثر أن يقول في ركوعه وسجوده: " سبحانك اللهم وبحمدك، اللهم اغفر لي ". . [ تم تفسير سورة " النصر " ولله الحمد والمنة ] . |
بسم الله الرحمن الرحيم قال تعالى :- (تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ (1)) سورة المسد أبو لهب هو عم النبي صلى الله عليه وسلم، وكان شديد العداوة [والأذية] للنبي صلى الله عليه وسلم، فلا فيه دين، ولا حمية للقرابة -قبحه الله- فذمه الله بهذا الذم العظيم، الذي هو خزي عليه إلى يوم القيامة فقال: { تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ } أي: خسرت يداه، وشقى { وَتَبَّ } فلم يربح، . |
قال تعالى :- ( مَا أَغْنَى عَنْهُ مَالُهُ وَمَا كَسَبَ (2)) سورة المسد { مَا أَغْنَى عَنْهُ مَالُهُ } الذي كان عنده وأطغاه، ولا ما كسبه فلم يرد عنه شيئًا من عذاب الله إذ نزل به، . |
قال تعالى :- (سَيَصْلَى نَارًا ذَاتَ لَهَبٍ (3)) سورة المسد { سَيَصْلَى نَارًا ذَاتَ لَهَبٍ } أي: ستحيط به النار من كل جانب، أي ذات شرر ولهب وإحراق شديد. . |
قال تعالى :- ( وَامْرَأَتُهُ حَمَّالَةَ الْحَطَبِ (4)) سورة المسد هو { وَامْرَأَتُهُ حَمَّالَةَ الْحَطَبِ } . وكانت أيضًا شديدة الأذية لرسول الله صلى الله عليه وسلم، تتعاون هي وزوجها على الإثم والعدوان، وتلقي الشر، وتسعى غاية ما تقدر عليه في أذية الرسول صلى الله عليه وسلم، . |
قال تعالى :- (فِي جِيدِهَا حَبْلٌ مِّن مَّسَدٍ (5)) سورة المسد وتجمع على ظهرها من الأوزار بمنزلة من يجمع حطبًا، قد أعد له في عنقه حبلًا { مِنْ مَسَدٍ } أي: من ليف. أو أنها تحمل في النار الحطب على زوجها، متقلدة في عنقها حبلًا من مسد، وعلى كل، ففي هذه السورة، آية باهرة من آيات الله، فإن الله أنزل هذه السورة، وأبو لهب وامرأته لم يهلكا، وأخبر أنهما سيعذبان في النار ولا بد، ومن لازم ذلك أنهما لا يسلمان، فوقع كما أخبر عالم الغيب والشهادة. . [ تم تفسير " المسد " ولله الحمد والمنة ] |
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} (1) «سُورَةُ الإِخۡلَاصِ» قل -أيها الرسول-: هو الله المتفرد بالألوهية والربوبية والأسماء والصفات، لا يشاركه أحد فيها. |
{اللَّهُ الصَّمَدُ} (2) «سُورَةُ الإِخۡلَاصِ» الله وحده المقصود في قضاء الحوائج والرغائب. |
{لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ} (3) «سُورَةُ الإِخۡلَاصِ» ليس له ولد ولا والد ولا صاحبة. |
{وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ} (4) «سُورَةُ الإِخۡلَاصِ» ولم يكن له مماثلا ولا مشابهًا أحد من خلقه, لا في أسمائه ولا في صفاته, ولا في أفعاله, تبارك وتعالى وتقدَّس. |
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ} (1) «سُورَةُ الفَلَقِ» قل -أيها الرسول-: أعوذ وأعتصم برب الفلق, وهو الصبح. |
{مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ} (2) «سُورَةُ الفَلَقِ» من شر جميع المخلوقات وأذاها. |
{وَمِنْ شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ} (3) «سُورَةُ الفَلَقِ» ومن شر ليل شديد الظلمة إذا دخل وتغلغل, وما فيه من الشرور والمؤذيات. |
{وَمِنْ شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ} (4) «سُورَةُ الفَلَقِ» ومن شر الساحرات اللاتي ينفخن فيما يعقدن من عُقَد بقصد السحر. |
{وَمِنْ شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ} (5) «سُورَةُ الفَلَقِ» ومن شر حاسد مبغض للناس إذا حسدهم على ما وهبهم الله من نعم, وأراد زوالها عنهم، وإيقاع الأذى بهم. [ تم تفسير «سُورَةُ الفَلَقِ» ولله الحمد والمنة ] |
بسم الله الرحمن الرحيم قال تعالى :- (قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ (1)) سورة الناس وهذه السورة مشتملة على الاستعاذة برب الناس ومالكهم وإلههم، من الشيطان الذي هو أصل الشرور كلها ومادتها، الذي من فتنته وشره، أنه يوسوس في صدور الناس، فيحسن [لهم] الشر، ويريهم إياه في صورة حسنة، وينشط إرادتهم لفعله، ويقبح لهم الخير ويثبطهم عنه، ويريهم إياه في صورة غير صورته، وهو دائمًا بهذه الحال يوسوس ويخنس أي: يتأخر إذا ذكر العبد ربه واستعان على دفعه. فينبغي له أن [يستعين و] يستعيذ ويعتصم بربوبية الله للناس كلهم. وأن الخلق كلهم، داخلون تحت الربوبية والملك، فكل دابة هو آخذ بناصيتها. وبألوهيته التي خلقهم لأجلها، فلا تتم لهم إلا بدفع شر عدوهم، الذي يريد أن يقتطعهم عنها ويحول بينهم وبينها، ويريد أن يجعلهم من حزبه ليكونوا من أصحاب السعير، والوسواس كما يكون من الجن يكون من الإنس، ولهذا قال: { مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ } . . |
قال تعالى :- (مَلِكِ النَّاسِ (2)) سورة الناس يقول تعالى ذكره لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم: قل يا محمد أستجير ( بِرَبِّ النَّاسِ * مَلِكِ النَّاسِ ) وهو ملك جميع الخلق: إنسهم وجنهم، وغير ذلك، إعلاما منه بذلك من كان يعظم الناس تعظيم المؤمنين ربهم أنه ملك من يعظمه، وأن ذلك في مُلكه وسلطانه، تجري عليه قُدرته، وأنه أولى بالتعظيم، وأحقّ بالتعبد له ممن يعظمه، ويُتعبد له، من غيره من الناس. . |
قال تعالى :- (إِلَهِ النَّاسِ (3)) سورة الناس وقوله: ( إِلَهِ النَّاسِ ) يقول: معبود الناس، الذي له العبادة دون كل شيء سواه. . |
قال تعالى :- (مِن شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ (4)) سورة الناس وقوله: ( مِنْ شَرِّ الْوَسْوَاسِ ) يعني: من شرّ الشيطان ( الْخَنَّاسِ ) الذي يخنِس مرّة ويوسوس أخرى، وإنما يخنِس فيما ذُكر عند ذكر العبد ربه . |
قال تعالى :- (الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ (5)) سورة الناس وقوله: ( الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ ) يعني بذلك: الشيطان الوسواس، الذي يوسوس في صدور الناس: جنهم وإنسهم. فإن قال قائل: فالجنّ ناس، فيقال: الذي يوسوس في صدور الناس من الجنة والناس. قيل: قد سماهم الله في هذا الموضع ناسا، كما سماهم في موضع آخر رجالا فقال: وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِنَ الإِنْسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِنَ الْجِنِّ فجعل الجنّ رجالا وكذلك جعل منهم ناسا. وقد ذُكر عن بعض العرب أنه قال وهو يحدّث، إذ جاء قوم من الجنّ فوقفوا، فقيل: من أنتم؟ فقالوا: ناس من الجنّ، فجعل منهم ناسا، فكذلك ما في التنـزيل من ذلك. . |
قال تعالى :- (مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ (6)) سورة الناس ( من الجنة والناس ) يعني يدخل في الجني كما يدخل في الإنسي ، ويوسوس للجني كما يوسوس للإنسي ، قاله الكلبي . . تم تفسير سورة الناس و لله الحمد و المنه |
تفسير الاية نحن نقص عليك -- ايها الرسول -- أحسن القصص لصدقها وسلامة الفاضها وبلاغتها بإنزال عليك هذا القران ، وانك كنت من قبل إنزاله من الغافلين عن هذا القصص ، لا علم لك به |
الوقت المعتمد في المنتدى بتوقيت جرينتش +3.
الوقت الان » 12:51 AM. |
Powered by: vBulletin Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd