الطفلة وأهلها والذئب في الميزان !!!
كثيرا ما نسمع بظاهرة خطف الأطفال من البنات أو اغتصابهن فتكون ردود الرأي العام بما يثلج الصدر ويفرح القلب أنه لا يزال في الأمة بقية خير والحمد لله .
فترى البعض يلعن الفاعل ويسبه بأقبح الشتائم ، والبعض الآخر تأخذه نوبة اكتئاب لهذا الأمر الخطير ، والبعض الآخر يلزم الصمت .

والحقيقة أن هذه المسألة خطيرة جداً جداً لعدة أمور :
أولا : الجناية على ما لا ذنب له ــ وهو الطفل ــ بهذه الفعلة التي قد يموت من إثرها لشدة ما لحقه من الفزع أولا ولشدة ما يلحقه من نتائجها ثانيا .

ثانيا : أثرها البالغ على المجتمع حيث لا يأمن المسلم على ولده ( ذكورا أو إناث ) فيظل قلقا حتى عودتهم أو أنه يتفرغ لهم في الذهاب والإياب .

ثالثا : تعدي حدود الشرع من بعض الأفراد قد يجر الويلات على سائر المجتمع . إلا إذا أنكرت المخالفات الشرعية بشدة وطبقت أحكام الشرع على المخالف .

ولا يزال فاعل هذه الجرائم حقير في نظر الناس منبوذ من المجتمع وهو في نظر الشرع مجرم يستحق العقاب ، فإن من غصب مالا أو متاعاً أو نحو ذلك من الأمور التي لا تقارن مع غصب الأعراض يعاقب في نظر الشرع ، فكيف من غصب أعراض الناس .

وبرغم من شناعة فعله وحقارة نفسه إلا أن كثيرا ممن اغتصبت أعراضهم قد يشاركونه في الجريمة على هذا الطفل البريء .

كيف ذلك ؟؟؟؟؟؟

من الآباء من لا يفطن لابنته وهي تكبر في نظر الناس ولكنها لا تزال في نظره صغيرة بريئة جاهلة ، وبالتالي فهي تخرج هكذا كالأطفال بلا شيء يستر بدنها ـ على الأقل ـ ويرد أعين المجرمين عنها .فإن كثيرا من البنات في سن السابعة إلى العاشرة مثلا أو حتى أجسامهن أكبر من أعمارهن وقد وهبهن الله جمالا يعين إبليس على تنفيذ مخططاته الإجرامية ، فإذا كان إبليس يزين القبيح فما بالك في الحسن ؟؟ .
وأضف إلى هذا ما تقوم به الأم أو (الشغالة) من عناية فائقة بالبنت ، وذلك من لباس وتسريحات مثيرة وربما عطرتها بروائح نفاذة تصل إلى الأنوف قبل أن يصل شخصها .
وأضف إلى ذلك التساهل الخطير من الآباء والأمهات الذي ربما كانت نتائجه إرسال هذه البنت إلى البقالة عند الحادية عشرة ليلا أو بعدها أو قبلها أو في أي وقت تكون قد كفت فيه أقدام الناس عن الحركة كوقت القيلولة مثلا فتخيلوا ــ حفظكم الله ــ عندما تدخل مثل هذه على من في البقالة أو المحل فكيف يكون الوضع ، خاصة إذا قلنا أن (بعض) العمال لا يخاف الله ولا يرعى حرمة أخيه المسلم ولو كان كفيله صاحب الفضل عليه فكيف بغيره ــ ولا حول ولا قوة إلا بالله ــ فكثير من الكوارث وقعت بسبب هذا التساهل . ولقد رأيت يوما بأم عيني ابنة أظنها في الحادية عشرة أو الثانية عشرة ليلا ولكنها تلبس (البالطو وغطاء الرأس ) ولكن وجهها بارز وهي تضاحك من في البقالة ويضاحكها فتريثت قليلا حتى خرجت . فمثل هذه ألا يغرر بها ثم يقال : ( اغتصبت ) .
ويحكي لي ابني الذي لا يتجاوز الرابعة عشرة أنه خلص طفلة ــ بفضل الله ــ من براثن مكيدة كادها أخوين من العمال يعملان في بقالة أبيهم وهما لا يتجاوزان السادسة عشرة عندما دخلت البنت إلى البقالة على أذان العشاء لتدرك حاجتها قبل أن يقفل المحل للصلاة ، فما كان من الصغير إلا أن خرج وأقفل الباب على أخيه الكبير وتلك الصغيرة التي عمرها حوالي السابعة أو التاسعة ، فزاغت بدخولها الأبصار وزين لهم الشيطان سوء عملهم فأنساهم الحلال والحرام وكادت أن تقع فريسة لهذين الأخوين والناس يصلون ، ولكن بفضل من الله عز وجل أن صادف ذلك الموقف مرور ابني وهو ذاهب يصلي فأسرع إلى الباب وفتحه وهرب الصغير فإذا هي تصرخ وكاد أن يغمى عليها من الفزع ، وكادت أن تكون معركة ولكن ــ بحمد الله سلم ابني وسلمت الفتاة . فمن المسؤوووول عن ذلك أليس الأهل ؟؟؟؟ .

هذه وغيرها كثير وما خفي كان أعظم .
فانتبهوا لأبنائكم فإنهم صغار في نظركم كبار في أنظار الناس ، لا تلحظون فيهم جمالا ولا وسامة ولكن غيركم يثيره أقل القليل من ذلك . ولا أقصد أن تهمل الأم ابنتها من نواحي اللبس والترتيب والتصفيف ، ولكن لا تفعل ذلك ثم تخرجها فإن الذئاب متربصة . ولا تجعلها تغيب عنها كثيرا فهناك ذئاب مهماتهم الطواف في الشوارع فلربما بين لحظة وأخرى فإذا هي بسيارة أحدهم بعيدا حتى عن مدينتهم .
وبحمد الله أن هذه لا تزال ظواهر ويعدها المجتمع شذوذا ولكني أحببت أن أتقدم يهذا الموضوع ليفهم الناس حقيقة الأمر وإن كان كثير منهم على دراية وبصيرة ولكن تأخذه الثقة الزائدة . الثقة في السائق الذي ليس أهلا للثقة فيمجده ويثني عليه حتى يغتر به الناس وقد يكون بعضهم ذئبا في لباس الحملان .
والثقة في البقال ، والثقة بفلان وفلان .
واعلم يا أخي أنه لا يطلب منك أن تسيء الظن بالناس ولكن الاحتراس الاحتراس قبل أن تقع الفأس في الراس .


~~~~~~~~~~~~~~~~~~~