لا تشـــــلّ تفكير ابنـــــــك ؟؟؟


في ظل الظروف الحياتية الراهنة وانتشار سبل الفساد ..
بات الاهل يخافون على ابنائهم من نسمة الهواء ..
وانعكس هذا الخوف سلبا على اساليبهم التربوية ..

فأصبح الآباء يمنعون ابنائهم من تكوين صداقات خارجية ..فحرموهم بذلك من فرصة اختيار الاصدقاء ... وبالتالي القدرة على تمييز معادن الناس ....
كما أصبحوا لا يفرقون بين الولد والبنت في التربية .... فالجميع مقيد في قفص ذهبي تتوفر فيه كل سبل الراحة والرفاهية ..
وقد يكون بهذا كالمستجير من الرمضاء بالنار ...
وذلك حين يوفرون لهم داخل منازلهم ما هو أعظم خطرا بكثير من مخالطة البشر ؟؟؟؟


~~~~~~~

ان شخصية الانسان يتم بناءها في مرحلتي الطفولة والمراهقة .. فاذا ما تجاوز هاتين المرحلتين دون احتكاك مباشر بالناس .. فانه لن يعرف كيف يتعامل مع الاخرين اويتعايش معهم ابدا ....

وسياسة الكبت ... والتحكم ... والمحاسبة الدقيقة على ما يستدعي وما لا يستدعي ..
هي المستخدمة حاليا وبكثرة ..مع الأسف الشديد ..
لماذا فعلت... ؟؟ ولماذا قلت ...؟؟
ولماذا تلبس هكذا.. ؟؟ ولماذا تصادق هذا ولا تصادق ذاك ....؟؟ ولماذا ؟؟ ولماذا ؟؟...

اجبار على قراءة كتب معينة ... وتناول أطعمة معينة ...ومصاحبة اشخاص معينين ..
بل ويصل الأمر أحيانا لاختيار تخصصاتهم الدراسية وان خالفت ميولهم ؟؟؟

~~~~~~~

وهذه السياسة .. خاطئة وعقيمة .. .. لأنها تشل تفكير الطفل أو المراهق .. فهو اذا تعرض لموقف ما نجده لا يجيد التصرف .. لأنه لا يتصرف بتلقائية وبما تمليه عليه شخصيته ..
بل إنه يفكر .. ما التصرف الذي سيرضي والديه في مثل هذا الموقف .وينجيه من اللوم والتوبيخ ؟؟
فيفوت الموقف وهو يقلبه على كافة الوجوه....دون ان يعرف كيف يتصرف ..

~~~~~~~~

انا لا أقول أن يترك الحبل على الغارب للأبناء ..
ولكن لابد من افساح بعض المجال لهم ليخوضوا بحر الحياة تحت أنظار الوالدين ...
. وحين يتعرضون لموقف ما .. او يتصرفون بسلبية ...فلتتم مناقشتهم لتعويدهم لغة الحوار ...
ولا مانع من تقبل وجهة نظرهم اذا كانت معقولة ....
فذلك مهم لزرع الثقة بالنفس عندهم ..
وهي بلا شك السلاح الأقوى لمواجهة الحياة ..

~~~~~~~~

الحقيقة أن آباء هذه الأيام يواجهون صعوبة شديدة في اختيار الأنسب من الأساليب التربوية لتنشئة الأبناء ؟؟
وكل طريقة لها سلبياتها وايجابياتها بالتأكيد ... ولكن دائما نختار الطريقة التي نراها الأقرب للصواب ... والأبعد عن مكامن الخطر ...

برأيكم ...
أي الأساليب التربوية هي الأنسب لتربية جيل اليوم ...

@ المحاولة - قدر الامكان - للتقليل من احتكاكهم المباشر بالحياة والناس والقيام عنهم بكل امورهم حتى يكبروا ويميزوا الصواب من الخطأ ؟؟؟
@ أم أن هذه الطريقة ستضعف شخصياتهم وتجعلهم غير قادرين على تصريف أمورهم بأنفسهم فيما بعد.. ومن الافضل اعطاؤهم قدر من الحرية ؟؟؟

بانتظار آراءكم ...

تقبلوا فائق احترامي .....








~~~~~~~~~~~~~~~~~~~