المنتديات الموقع العربي الموقع الانجليزي الهلال تيوب بلوتوث صوتيات الهلال اهداف الهلال صور الهلال
العودة   نادي الهلال السعودي - شبكة الزعيم - الموقع الرسمي > المنتديات العامة > منتدى المجلس العام > صيـد الإنترنــت
   

صيـد الإنترنــت منتدى للمواضيع والمقالات المميزة والمفيدة المنقولة من المواقع الأخرى .

إضافة رد
   
 
LinkBack أدوات الموضوع طريقة عرض الموضوع
  #1  
قديم 19/04/2010, 11:21 PM
الصورة الرمزية الخاصة بـ rashid-7
محرر أخبار رابطة ريال مدريد
تاريخ التسجيل: 21/01/2008
المكان: Real Madrid 2012-2013
مشاركات: 1,547
وييييينك ياخي؟؟

كمل كمل

الله يعاااااااااافيك
اضافة رد مع اقتباس
  #2  
قديم 20/04/2010, 06:25 PM
زعيــم مميــز
تاريخ التسجيل: 17/05/2005
المكان: قلب الزعيم
مشاركات: 2,235
اخوي نديم الهوي كررت كثير من الحلقات ياليت تكمل الحلقات القادمه



تخيل حاط اختصار للموضوع بسطح المكتب وكل شوي داخل اشيك
اضافة رد مع اقتباس
  #3  
قديم 20/04/2010, 08:35 PM
زعيــم جديــد
تاريخ التسجيل: 07/04/2006
مشاركات: 49
آسف يا جماعة،،، ما أدري وش المشكلة،،، أرفع الحلقة الصحيحة،،، ولما أرجع لها بعد مدة بسيطة ألقى خطاْ في الترتيب،،، الله يستر من حلقة اليوم:


الحلقة الحادية عشر

زرت معظم دول العالم وتزلجت فوق جبال الألب وركبت الأفيال ونمت في معابد الهندوس في الهند وسكنت في أجمل المنازل المترفة في بيفرلي هيلز وسانتا مونكا، عشت أياما عيشة الملوك وأيام أخرى أطول عيشة الصعاليك، تناولت ألذ أنواع الطعام في أرقى المطاعم، وأردئها من عربات مكشوفة في دليهي بجوار الجامع الكبير "مسجد جهان ناما"، لكن قلبي تعلق بام الدنيا منذ أول مرة زرتها فيها ففضلتها على دنيا رب العالمين. أحببت أزقتها القديمة وشعبها البسيط الطيب وبازراتها ومطاعمها الشعبية والحمام المحشي بالفريك والملوخية والفول والطعمية على ما تقدمه مطاعم لو تراين بلو الفرنسية ومطاعم النايتس برج ومطعم سينيور ساسي. وقد كنت محظوظا عندما تعرفت أثناء الدراسة في الجامعة الأمريكية في القاهرة على "تبثا سمنثا" البنت الأمريكية الكلاس والمتخصصة بالدراسات الشرقية والتي تتقن اللغة العربية كأنها من نسل"يعرب بن قحطان"، وتحب القاهرة كلها على بعضها بحلوها ومرها، وتحب كذلك المشي على الأقدام طوال الليل والنهار لا تتوقف كأنها تكسي الجيزة أو خط البلدة في الرياض. فكنا نمضي أكثر أوقاتنا مشياً وسط الأحياء الشعبية والأزقة الضيقة والمنازل المتلاصقة والحوانيت المتداخلة ببعضها والتي تتميز بكثافة سكانية عالية، وأشكال الناس فيها غريبة عجيبة جدا، فلباسهم عتيق ومتسخ وشعورهم مقروضة قرضا وليس لها ستايل معين، نظراتهم غائرة ونظاراتهم بائرة، إما يكون الشخص فيهم ضخم كأنها ماموث أو صعلوك لدرجة تحسبه أنه يد الشخص الضخم الذي بجانبه، فالدخول لهذه المنطقة كركوب ساعة الزمن التي تأخذك لمئات السنين الغابرة.

لكن كل تلك المثالب كانت هي سر سحر وجاذبية القاهرة لنا، فكنا نقوم باستمرار بالتجول فيها ابتداءً من الساعة الحادية عشر صباحاً من حي الحسين وذلك بعدأن نتانول وجبة الغداء في أحد المطاعم الشعبية والتي يشتهر كل مطعم فيها باجادة نوع معين من الطعام لا يمكن أن تجد مثيله في أي مطعم آخر. فمثلا مطعم الحاتي في الحسين "الكبابجي يسمى الحاتي في مصر" رهيب جدا في عمل الحمام المحشي بالفريك والكباب والكفته، ولن تجد كبابا مثل كباب الحاتي لو أفنيت عمرك كله تلف العالم من أقصها لأقصاه، مستحيل. أو نتناول الرز باللبن في مطعم المالكي، أما الطعمية والفول والمسقعة فألذها التي يعملها مطعم الجحش، خخخخخخ، هذا اسمه والله،وعندما يصل الأمر لطبق الكشري المصري الأصيل فألذه الذي يعده مطعم العمده، بينما يتميز مطعم الشبراوي بأنه أفضل مطعم شعبي يعمل السندوتشات الغنية بالمخللات والشطة الحراقة. كنا كل يوم نجرب أحد تلك المطاعم الشعبية، ثم نذهب فنتربع على مصطبات قهوة الفيشاوي العتيقة في حي الحسين والتي تجاوز عمرها المئة عام فنشرب الشاي الثقيل أو السحلب والعرق سوس أو الزنجبيل أو اليانسون، ونأرجل المعسل العجمي ذي العبق السلطاني والرائحة الزكية، وعندما يروق"دماغ تبثا" ويعتدل مزاجها من المعسل العجمي يحلو لها أن تستعرض ثقافتها عن المقهى فتحكي لي كيف كان يجلس في هذا المكان قبل أكثر من ستين سنة الفنان محمد عبد الوهاب وهو يغني بانشراح وتهادي للسهارى )أمانة عليك ياليل طول.. وهات العمر من الأول)، وتواصل بشوق كيف كان الناس يتحلقون حوله أو حول الكتاب والأدباء والقصاصين الذين تعج بهم القهوة وخاصة في ليالي رمضان المبارك ليستمعوا بشغف منقطع النظير لسيرة أبو زيد الهلالي أوالزير سالم أو عنتر بن شداد وعشيقته عبله أو لقصة تغريبة بني هلال. وبعد هذا الفاصل الزمني، نكمل رحلتنا إلى حي خان الخليلي الملاصق لحي الحسين فنتجول حول مبانية التاريخية والتي تعود لعصر المماليك، أي أنها بنيت قبل 600 سنة، ويتميز الحي بتزاحم بازاراته التي تبيع الحلي والنحاسيات والاكسسوارات والفرعونيات. ثم نعرج بعد ذلك على الأماكن التاريخية الأخرى مثل شارع ما بين القصرين وقهوة الحرافيش التي أستوحى منها الكاتب الكبير نجيب محفوظ معظم قصصه الواقعية ومسلسلاته وأفلامه، وبعدها نكمل السير في القاهرة القديمة فنتجول وسط حارة اليهود والقاهرة الإسلامية والقاهرة القبطية والقاهرة الفاطمية ومسجد عمر بن العاص وقلعة صلاح الدين وحي السيدة زينب، ثم ننهي عادة جوالتنا نحو النقطة التي بدأنا منها في حي الحسين فنقوم بتناول وجبة العشاء عند الساعة الواحدة ليلاً.

في أحد الليالي زرنا منطقة المقابر التي تقع في القاهرة القديمة أسفل قلعة صلاح الدين، وتجولنا وسط القبور والأظرحة ونحن نشعر برهبة شديدة تزيدها ظلمة الليل وعواء الكلاب والقطط من كل مكان، وكنا نستغرب من "أطفال المقابر" الذين يلهون وسطها ويلعبون "الاستغماية، هايد آند سيك" دون وجل أو شيء من الخوف، كما كان الكثير من النساء يقمن بكل أريحية بنشر الغسيل فوق حبل مربوطة بشدة بين الأظرحة.

تعرفنا خلال التجوال وسط المقابر على عائلة تتسامر أمام "بيتها" فدعونا لشرب الشاي لديهم ورؤية المقابر التي تقع داخل فناء منزلهم، فوجدنا من ينام منهم وهو يسند رأسه على طوبة القبر لينام هنيئا في "الطراوة"، بل أن ابنهم الكبير كشف لنا عن قبو داخل فناء المنزل كان يستخدم كقبر لأحد قواد المماليك وأخبرنا أن الجثة قد ازيلت منذ زمن بعيد وأنه ينام داخل القبر في بعض الأحيان وخاصة في الشتاء عندما تشتد برودة الجو.

وفي أحد الأيام الربيعية المعتدلة الجو قررنا ركوب الحنطور فأستأجرناه من قبالة فندق ماريوت وطلبنا من "العربجي" جولة لمدة ساعة حول أزقة القاهرة واتفقنا أن نعطيه 60 جنيها أجرة عن الرحلة، وفعلا بدأنا في التنزه بجوار نهر النيل لنتمتع بمناظره الخلابة والتي تمخر به البواخر السياحية وتصدح منها الموسيقى الراقصة والصاخبة، وآلاف البشر يمشون حول كورنيش النيل تراهم يهيمون في كل ركن وكل زاوية وفي البلكونات وفي الساحات، في كل مكان مئات البشر، كثافة سكانية لا حصر لها، وعادة لا تخلو يد المصري من طعام يأكله أو كوباية شاي تعدل مزاجه، فتراه يأكل سندوتش فلافل أو باذنجان بالطرشي أو حتى خبز حاف أو كوز ذره أو يقزقز لب أو يشرب كازوزه، وإذا غلبت الروم وجدته يشعل سيجارة، وشعب لا يتوقف عن أسباب الحياة أبدا، فقلدناهم واشترينا بليلة من أحد الأكشاك ثم واصلنا الطريق نحو كوبري 26 يوليه وكنا نسير عكس اتجاه السير. وددت في البداية تحذير "العربجي" (العربجي كلمة تركية يعني سائق عربة، عربة جي، وفي السعودية عربجي يعني متخلف) بعدم عكس خط السير ولكني تركته لشأنه ففي القاهرة كل شيء ماشي بالبركة، لكن فجأة ظهر لنا شاويش مختبئ خلف جدار وسط الظلام وقام بتوبيخ "العربجي" وقال له لازم تدفع 100 جنيه غرامة السياقة في الاتجاه المعاكس للسير، ولم أتدخل طوال الوقت بينهم، إلا أن الشاويش التفت إلي في النهاية وقال لي "يرضيك برضه كدا يا بركة " قلت والله ما يرضيني، خذ يا عم 50 جنيه وسامح الراقل الغلبان أصله ما يقصدش، وناولته الفلوس وكملنا المشوار ورحنا شربنا عصير منقة وفخفخينا عند فرغلي في شارع جامعة الدول العربية.

وفي اليوم التالي اتجهنا شرقا في رحلتنا على الأقدام لاكتشاف مدينة القاهرة، فسرنا باتجاه شارع الدول العربية وتناولنا طعام العشاء في مطعم أبو شقرا، وهو من أنظف والذ المطاعم في المشويات في مصر، ثم قفلنا عائدين نحو السكن وكنا نسير بمحاذات مسجد مصطفى محمود والذي يوجد بالقرب منه حراسة أمنية مشددة لوزير مصري سابق، فاستوقفنا جندي جاهل وأحمق يبدو أنه قد خرج بالأمس فقط من الترعة وقال "حضرة الصون عاوزكم"، رديت بكل ثقة مين حضرة الصون يا عمي، إذا الصون عاوزنا يجي هو عندنا، فما كان من الجاهل ابن الأحمق إلا أن رفع الرشاش في وجهي دون مقدمات وقال "الي يقوله حضرة الصون هو الي يمشي قدامي يا غجر"، فأدركت أنني مقدم على مصيبة لا محالة فسلمت أمري لله وتوجهنا للصون الأجهل من جهل الجاهلين، وبدأ لي منذ البداية من سحنة وجه حضرته اللاحم وبريهته العسكرية التي تغطي اذنيه وشنبه المنفوش كأنه برادة حديد جذبها مغناطيس، بأن عقله مقفول بالضبة والمفتاح. بادرني حضرة الصون بالسؤال مباشرة مين دي الي معاك وتعملوا ايه هنا، رديت يا محترم انت إنك عسكري حماية لشخصية مهمة زي ماهو واضح، لكن مش شغلتك تصيد الزباين من الشارع بسنارة وتحقق معاهم، بعدين هذي أمريكية ياعمي بلاش فضايح. أخونا بالله لما سمع انها أمريكية فكر انها ما تعرف عربي ودخل معاي بكلام ساقط عنها وقالي اسئلها كدا "بالامريكاني" وشوف جوابها ايه على الكلام إلي قلته لك!!!، رديت عليه وقلت عيب عليك يا حضرة الصون هذي برضه انسانة محترمة وعندها مباديء ودين وأخلاق إنت فاكر الدعوة سايبة وإلا أيه، رد وقال لي "دي عندها دين!!!! دينها ايه؟"، رديت قلت مسيحية، قام فحرك سبابته مثل مساحة سيارة، يمين شمال وهو يشير نافيا وقال بكل جدية "الأمريكان مش مسيحين، قلت أمال إيه يا حضرة الصون، قال الأمريكان دينهم كفار!!!" (يفكر كلمة كفار ديانة مستقلة خخخخخخ)"، عند هذه النقطة فهمت مدى المصيبة التي وقعنا فيها وأدركت إنه ما فيه غير طريقة واحدة للتفاهم مع هذا العبيط وهي النصب على إلي خلفوه، فقلت كلامك عين العقل يا حضرة الصون، بس لو تعرف جنابك إن "الآنسة فتاكات بنت وزير الداخلية حسن بيه الألفي"، ربنا يقازيها ألف خير كل يوم تديها دروس خصوصية عن الإسلام، أمال يا راجل، مهي صاحبتها الروح بالروح وتدعيلها كل يوم بعد كل فرض صلاة بالهداية، عندها هبط شنب الصون الجاهل وكأن المغناطيس أعطاه سالب هذه المرة وبلع ريقه وقال "يارب ينجح مقاصدها وتسلم على ايديها، أصلو باين ع البنت إنها أمريكانية طيبة قوي قوي قوي يا ولد أبوي، ما تشربوا الشاي معانا يا قماعة؟؟، الشاي ع النار!!!". رديت بسعادة يجعله عامر يا فندم، أنا لازم أروح دي الوقت تلاقي الحجة أم فتكات زمانها بدور علينا، وأنتهت المشكلة وتخلصنا من الصون الجاهل وشتمناه لما غادرنا المكان إلى أن طلع الصباح.

في يوم لاحق أشترينا وجبة كباب من الحاتي في الحسين وركبنا أحد الزوراق النيلية وكان الجو جميل منعش فطلبت من سائق الزورق أن نركب في أعلى الزورق فوق قمرة القيادة في مقدمة الزورق لنتناول وجبة الغداء حيث يمكننا أن نتمتع بمنظر جريان مياه النيل وأشجار البردى على جانبي النيل، فوافق بسعادة وجلسنا وفتحنا الكباب الحار والطرشي والسلطات والطحينية وعلب البيبسي وبدأنا في تناول الطعام بشهية عارمة. فجأة سمعنا بعض من جنود حرس المسطحات المائية يخاطبونا بالميكروفون من زورقهم وباسلوب شوارعجي "أنت يا الي هناك، إنزل يا وله (يا ولد) منك ليها ممنوع تقعد فوق، انزل يا وله، انزلي يا بت"، فقلت سننزل إلى وسط الزورق بدلا من نعيق هذا الجاهل الآخر، فرد علي صاحب الزورق "خليك مكانك، دا القندي داه لو هوب ناحيتك دنا حا أديله بالقزمة على قفاه، ما تعبروش، دنا المعلم حوشة يا راقل" إنت أصلك معذور ما تعرفش مين هو الريس حوشة سبع النيل!!!!، قلت أكيد تقدر تتفاهم معاه يا معلم حوشة، قال عيب عليك، أمال هو حد يقدر يتجرأ يقول ثلت التلاته كم للمعلم حوشة، بعدين ما تخدش بي بالك، دا عسكري غلبان، فأكملنا تناولنا الطعام ونحن فوق قمرة القيادة دون أي اعتبار للعسكري الغلبان، بيد أن العسكري لم يعجبه ذلك فلحق بنا فنبهت المعلم حوشة وقلت يا عم أهو العسكري جاي، جهز بقا جزمتك عشان أول ما يوصل تديله على قفاه. ولما اقترب الجندي المزعج من زورقنا وتحققت من رتبته التي تسطع على كتفيه وإذا هو برتبة عقيد بحري يا للهول"أو يا لهوتي"!!!، فأخبرت صاحب الزورق " العسكري طلع عقيد يا حبيبي، حتمل ايه معاه دا الوقت" اصفر وجه صاحب الزورق واحمر ولما وصل له العقيد وغسل شراعة وسأله لماذا لم لم يستجيب للنداءات المتكررة، رد عليه المعلم "حوشة سبع النيل" بانكسار وتذلل وقال "أبوس معــــــالـــــي جــزمتــك تسامحني يا بيه دنا غلبان" خخخخخخخخخ، معالي جزمتك حته واحدة يا معلم حوشة يا جبان، وين يا عمي سبع النيل الي بيديله بالجزمة على قفاه، والله حلوة منك يا ريس حوشة، وماشي يا بركة،،،،،ذكرتي والله بالعسكري بركة ، خلونا نرجع للبركة مرة ثانية.

اشتقنا لركوب الحنطور مرة أخرى فركبنا مع نفس الشخص من عند فندق ماريوت وذلك بعد مدة اسبوعين من المرة الأولى، ويبدو أن العربجي لم يتعرف علينا، فبعد أن سار بنا نحو برج القاهرة ومايسبيرو "برج التلفزيون" اتجه مرة أخرى نحو كوبري 26 يوليه وبالاتجاه المعاكس مرة أخرى، فنبهتني "تبثا" بأنه سوف يكرر نفس الخطأ ومن الأفضل تحذيره، لكني قلت لها لا، لا، لن نحذره خلينا نشوف آخرتها، وفعلا لم يخطيء حدسي فبعد مدة وأثناء السير عكس الاتجاه فوق كوبري 26 يوليه ظهر الشاويش النصاب المختبئ من نفس المكان وبدأ بمسرحية توبيخ العربجي وطلب منه غرامة 100 جنية، ثم استدار نحوي وقال بصوت يستدعي الشفقة "يرضيك برضه كدا يا بركة ؟". ضحكنا لما كشفنا سر عملية النصب التي اتفق عليها صاحب الحنطور والشاويش الغلبان، وقلنا لهم، لا المرة هذي سامحونا انتم، العرض المسرحي مجاني، حنا زباينكم خلاص، ما يصير تاخذون منا فلوس، فركش يا حبيبي منك له،،،خخخخخ .

وبعيدا عن تبثا سامنثا، سأختصر في النهاية كيف استطعت أن أصل إلى بريصة الأصفهاني بعد أن دوختكم باللفة الطويلة على القاهرة وأيامها الحلوة، فأصل الحكاية يعود لزميلنا العزيز سهيل من مدينة جدة والذي كان يدرس في المرحلة النهائية في الجامعة الأمريكية ويتقلد منصب رئيس نادي الطلبة السعوديين في مصر، ورغب في المشاركة في الحفل السنوي الذي يقيمه الطلاب في الجامعة الأمريكية للتعريف ببلدانهم تحت مسمى "اليوم العالمي". كان يتوفر لدى سهيل ميزانية 6 آلاف جنيه مصري فقط كميزانية للاشتراك في "اليوم العالمي"، وكان يحتاج أكثر من عشرة آلاف جنيه أخرى للحصول على مجسمات ونماذج تمثل البيئة السعودية يعملها عمال مصريون وعلى شراء ملابس سعودية صناعة صينية، وشماغ وطني سعودي صناعة انجليزية ودواليب عتيقة مزينة بمرايات ومعشقة بالدبابيس لحفظ وتطبيق الملابس وسجادات الصلاة صناعه هندية، وزير ماء ووجار للجمر ومهفات صناعة سورية وابريق الشاي القديم الملون بمثلثات متداخلة حمراء أو خضراء يستخدمها عادة أهل البادية وهي صناعة بلغارية. كما تقاول سهيل مع مطعم مصري لعمل "كبسة بخارية" لتوزيعها في اليوم السعودي على الزوار على أنها طبخة سعوديةّ!!!!. وكان عمنا سهيل يحاول أن يجمع المبلغ من أي كان فطرق باب السفارة ولم يجد أكثر من الستة آلاف، وتحدث مرة معي وذكر لي بأن الأمير تركي يقيم بصفة دائمة في "فندق مينا هاوس" ولو استطاع الوصول إليه فسوف يساعده لا محالة فهو مشهور عنه الكرم ويأتي بعد الأمير سلطان بن عبد العزيز في الكرم كما هو معروف. أخبرت سهيل أني من الممكن أن أساعده في هذه الحالة لعلاقتي السابقة بسمو الأمير، فركبنا سيارته السوفت الحمراء واتجهنا لطريق الأسكندرية الصحرواي الذي يوجد في بدايته فندق مينا هاوس. استقبلنا مدير الفندق المناوب وأخبرنا بكل أسف أنه لا يمكن أن يساعدنا في الوصول لسموه لأنه هو وأفراد الفندق لا يمكنهم التواصل مع الأمير الذي يسكن في قسم كامل ومفصول تماما عن الفندق إلا في الحالات الضرورية القصوى، لكني طلبت من المدير المناوب أن يبلغه باسمي ويذكره إذا نسى من أنا عن بعض الأحداث التي حصلت بيننا في لندن. وفعلا عاد المدير المناوب مع حارس شخصي للأمير أمريكي الجنسية طوله نحو متران ويبدو أنه لم يبتسم منذ حرب فيتنام، "أصول الشغلة ياعمي" وقام بكل وقاحة بتفتيشنا دون أن يتحدث بكلمة واحدة، ثم تبعناه وأدخلنا صالة كبيرة يبدو أنها قد أضيفت حديثا في الفندق وتخص الأمير وليس الفندق وانتظرنا فيها قدوم سمو الأمير.

حظر الأمير وابتسامته المعهودة تسبقه وقد بدا لي أنه قد تقدم به السن بعض الشيء وازداد وزنه فرحب بنا ترحيب أخجلنا ولمت نفسي لأني لم آتي فقط للسلام ولكن لطلب دعم النادي السعودي الكحيان. بيد أن سمو الأمير بنبله هو الذي بادر وقال "وش أقدر أسوي لكم، محتاجين مساعدة، ناقصكم فلوس، آمروا، لا يردكم إلا لسانكم". شكرته وأخبرته أولا أني أريد أن أعرف كيف أصل لبريصة وثانيا بأنا نحتاج دعما ماديا لنقيم يوم سعودي في الجامعة وينقصنا 10 آلاف جنيه مصري. أشار الأمير لأحد الحراس ودنا منه فكلمه وذهب في الحال وأحضر ظرفين ذكراني بالظروف التي استلمتها في لندن. وقال خذ هذه للنادي والأخرى لبريصة، وسوف تجد بريصة في مسجد العابد في مدينة الشيخ زايد، فشكرناه من قلبينا وودعناه بمثل ما استقبل به من حفاوة وتقدير،،، وكان في وداعة،،،لا بلاش نطول عليكم.
فتحنا الظروف في سيارة سهيل ووجدناها عشرة آلاف دولار للنادي، وخمسة أخرى لبريصة، فناولت سهيل العشرة آلاف فطار بها فرحا، وقال سوف أطلب تيوس مندية بدل من الدجاج البخاري الله يوفق الأمير بيخلينا نلعب بالورق لعب،خخخخخ.


ركبت في اليوم التالي القطار العتيق المتجه نحو مدينة الشيخ زايد وتعجبت من حالة القطار المزرية وقارنته بالقطار الذي كنت أركبه بين لندن ومانشستر، فالقطار البريطاني أنيق أحمر اللون يلمع كالبلور من الخارج وركابه يلبسون أجمل الملابس وقصات شعر النساء رائعة وجلهن يرتدين نظرات أنيقة وفخمة وعطوراتهن جذابة ويجلسون على كنبات وثيرة ويحمل أكثر الركاب الآي بود أواللاب توب أو يقرأون الكتب ويتحدثون بأصوات تتناغم مع تهادي القطار، أما المناظر الخارجية الخلابة نحو الشمال الأنجليزي ففيها متعة العشاق من أنهار وجداول وشلالات تجري طوال الطريق بين السهول والتلال والأشجار الباسقة الخضراء، والقرى المتناثرة بأكواخها الجميلة وفي كل قرية توجد بعض الحصون أو القلاع التي تذكرني بقصص سندريلا وعشيقها الأمير شارل. أما القطار الحجري الذي ركبته في طريقي لبريصة فكان لونه بلون الصدأ وقبل أن أركبه حسبت أنه مركون كمتحف لقطار من عهد الخديوي إسماعيل، وأقل جماعة من ركاب قطارنا التعيس كانوا عبارة عن أسرة تتكون من عشرة أشخاص، الحاج والحجة وأبنائهم وزوجاتهم وأحفادهم ويحملون في أيديهم وأرجلهم وفوق رؤوسهم وظهورهم الطعام والأقفاص، أما الصعيدي الذي يجلس أمامي ويلف فوق رأسه عمامة ضخمة لو فردتها لغطت سيارة سوبربان، ومن ضخامة شنباته كان من المفترض يقص لها تذكرة، ولو تذكرة أطفال على أقل حال، وكان يحمل بين يديه قفص مليئ بالحمام والوز والبيض ويسمى "الزيارة" أي الهدية التي تهدى عندما يزور أقربائه. أما القطار المتهالك فكان الأجدر تسميته قطار شحن وليس قطار أوادم، لأنا فعلا كنا مشحونين فيه كالبضائع، وزاد الطين بلة من يبيع المية والذره وسندوتشات الكبدة في القطار فأصبحنا في خرابة صاخبة، والذي هالني أكثر هي دورة المياه، كرمتم، يعني لا تزعلون مني لأني سميتها دورة مياه بس عشان تعرفون عن أيش اتكلم، فلقد فتحت الباب الذي سمي بهتانا بحمام الهنا فوجدت حمام عربي فيه فتحة مكشوفة ترى منها الأرض التي يمشي فوقها القطار، يعني عدم المؤاخذة يستطيع صعيدي واحد نقل البلهارسيا لجميع المحافظات في رحلة ذهاب واحدة ومجانا كذلك. طيب تخيلوا لو كان في السكة تحت القطار، مثلا يعني، تنكه حديد طايحة وإلا أسلاك شائكة واقتربت من الفتحة، أترك لكم لتتصورا حجم الكارثة.,,,,,خخخخخ ،،،،،،،،قصدي وووووووووووووووووعععععععععععع.

إن لم تخني الذاكرة فقد مررت بنفس هذه الرحلة، على مدينة "قها" والتي أثارت شجوني لأني عندما كنت صغيرا في مدينة الطايف كنت أحب كثيرا أن أشرب من "منجا قها"، هل تذكرونها؟؟؟، لقد كانت تباع بعلب صغيرة مغلفة بورقة بيضاء يتسوطها رجل يبتسم مرسوم على هيئة منجة وفوق رأسه طاقية طاهي وأمامه كوب من عصير المنقة المصرية اللذيذة. كانت "منجا قها" أفضل هدية تقدم في الطايف للمرضى عند زيارتهم في مستشفى الملك فيصل في الشرقية، أيام حلوة وحياة كانت بسيطة.

وصلت مدينة الشيخ زايد والتي بنيت بمنحة من صندوق أبو ظبي للتنمية، وسألت عن مسجد العابد فوصلته بسهولة، وبحثت عن بريصة، فقال لي أحد الأشخاص هل تقصد العارف بالله الشيخ الزاهد العابد العالم النحرير بريصة الأصفهاني، قلت في قلبي زين ما أضفت "رائد الفضاء العربي المسلم الثاني" كل هاالأسماء له، وفي رقبته خمسة آلاف باوند يلعن أبو النصب، ورديت على الرجال نعم هو بذاته قدس الله سره وسر جيرانه، فأوصلني إليه في أحد القهاوي فتفجأت لما رأيته للوهلة الأولى، فقد تقدم به السن كثيراً وشاب شعر رأسه وطال حتى وصل كتفيه ويلبس ثوبا أخضرا طويل فضفاض وعمامة على رأسه مربوطة باحكمام وتدلى سلاسل وتعاويذ لاحصر لها من رقبته كما يحمل مسبحة طولها نصف متر. لما رأني فز كأن ثعبان قرصه وصرخ بأعلى صوته، مدد، مدد يا سدنا أحمد الرفاعي مدد ، وأقبل نحوي مرحبا بك يا شيخنا نديم، هذه والله رؤياي التي رأيتها البارحة، أهلا بالكريم أهلا بمن أتى من مكة والمدينة وقبر النبي (ص)، وبادلته التحايا والترحيب وجلسنا سويا في القهوة ثم أخذني لبيته وذبح لي وزه وبطه وعمل كوشري بالسمن والتقلية وملوخية بالطشة وطاجن سمك وفطير مشلتت بالعسل الأسود وحلينا بالمهلبية البيضاء بالقشطة والكنافة وبسبوسة مصرية بقمر الدين والفستق، وسألني عن صحة أخي وعما أفعل في مصر فأعطيته الأخبار بالتفصيل وأخذت منه بدوري أخباره، فأطماننت عليه لما أحسست أنه يعيش في صفاء وايمان جميل بعد أن طلق الدنيا بالثلاث والنصب بالعشرة، واعترف لي بما كنت متأكد منه، بأنه قد لطش الخمسة آلاف جنيه الاسترليني التي طلبت منه أن يرجعها للأمير قبل عشرة سنوات، وطلب مني السماح فسامحته وقلت له لن أسامحك فقط بل لك عندي خمسة آلاف دولار أمانة من سمو الأمير تركي، فقز من مكانه وقال مدددددددددددددددد ، يامانت كريم يا رب، وسلمته الخمسة الآف ثم ودعني بمثل ما استقبلت به من حفاوة وترحيب، وقفلت عائداً نحو لقاهرة في قطار الغرام، لألحق باحتفال اليوم السعودي كي نعرض بضاعتنا أمام الطلاب من ايطاليا وفرنسا وأمريكا ونسألهم السؤال التقليدي ماركة "غصب وان + غصب تو" وش رايك فينا قبل عشر سنوات والآن، وماذا تقول عن أوجه التقدم التي رأيتها اليوم خلال تجوالكم في جنبات المعرض المصاحب لهذا الحدث العالمي الهام ، طبعا الإجابة ستكون قياسية كالتالي: " لقد دهشت مما رأيت اليوم من أوجه التقدم في هذا البلد "المعطاء,,,,بالإنجليزي طبعاً" وكانت فكرتي أن بلدكم عبارة عن صحاري وجمال سائبة وبعض المزايين هنا وهناك، ولكن هذا المعرض غير من رأي وسوف أنقل الفكرة إلى أصدقائي عندما أعود لجزر الواق الواق....." شكلي بروح السجن مع المذكرات هذي، يا عمي خلني أنهي الحلقة هذي، انتهت يا حبايبي.

لكن بقي لدي كلام كثير عن القاهرة، لكني سوف أعود بكم إلى لندن في الحلقة القادمة وأكتب عن محمد الفايد كل عام وأنت بخير يا بهوات
اضافة رد مع اقتباس
   


إضافة رد


قوانين المشاركة
غير مصرّح لك بنشر موضوع جديد
غير مصرّح لك بنشر ردود
غير مصرّح لك برفع مرفقات
غير مصرّح لك بتعديل مشاركاتك

وسوم vB : مسموح
[IMG] كود الـ مسموح
كود الـ HTML غير مسموح
Trackbacks are مسموح
Pingbacks are مسموح
Refbacks are مسموح



الوقت المعتمد في المنتدى بتوقيت جرينتش +3.
الوقت الان » 11:33 PM.

جميع الآراء و المشاركات المنشورة تمثل وجهة نظر كاتبها فقط , و لا تمثل بأي حال من الأحوال وجهة نظر النادي و مسؤوليه ولا إدارة الموقع و مسؤوليه.


Powered by: vBulletin Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd

Google Plus   Facebook  twitter  youtube