اهلاً مستر عاشق ،

أعذرني على نقل الرسالة من الخاص الى الموضوع .. لأني لست كما تظن !
ولا أعرف كيف تأكدت من حبي للمجاملة

حقيقةً تعجبني الصراحة و الوضوح ، لا تُضايقني طالما أنها لا تخرج عن الأدب والذوق..

ولكن حقيقةً وعودةً الى ردك السابق في الموضوع فـلا أرى فيه أي داع ..

كل تعليقك على أسم "ليلى " و "صدى ضحكاتهم" .. إضافةً للأسلوب الفظ الذي
أتبعته

اذا لم تكن من هواة قراءة القصص الفصحى بطريقة كُتابها فـلست مُجبراً على قراءتها



* أعتذر للجميع ..لم أود أن يحدث هذا في موضوعي ولكن هكذا دائماً يجب أن يحدث!

قـصه جـميله ورووعـه
واللي شـدني اكثر انك كل يوم تكتبين جزء منها
تـحمست مـع الـقصه متها تكملينها
يـعطيك الـعافيه < يـعطيها عـلى جـوهـا

* هبوط إضطراري ما كان عندي نية أحط التكملة للنهاية اليوم ؛؛ بس وجودي صجتني وأرغمتني أني أكمل القصة ..
وفوق هذا تقول خلي الأجزاء طويلة و مدري ايش

♥
.
.
.
♥
.
.

في ذلك الوقت ؛ لم تكن الأمور على ما يُرام .. لا تزال في ضيقها وألمها .. لم يكن يدري ما يصنع ..
وهي تصنعُ حواجز الصمت التي تخترقُ أُذنها !..
طارا الى جزر المالديف حيث يقضي العروسان شهر العسل ..
لا تزال على صمتها الحزين
و نظراتها التائهة في عينيه .. كانت تهربُ منه .. تبحث عن أي شيء غيره ..! لم تجد إلاه جوارها !
كان مُضطرباً .. إذ لم ينفع معها الحنان ولا الحب والأحضان .. كانت تُغادره وهو في خضم عشقه ؛
تشعرُ بالبغض والضيق .. تبتعد وتبكي وحيدة .. ويبكي وحيداً !
مرت أيام رحلتهما في كئابةٍ شديدة .. تخرجُ وحدها الى البحر ..
تُغطي همومها برداءٍ من الرمل ترميه حول جسدها .. تختبئ في غياهب الليل عن عينيه ..
تُريد الإنفراد بنفسها والبقاء في معية الله ..!
تركها تُدبر نفسها .. ظل وحيداً كأي شاب لم يتزوج .. تغيرت حياتهُ للأسوء في وقت ظن فيه أن زواجه من ليلى سيُنقذ قلبه ..
ربما هو فقط من يعرف السر .. الذي يجعلها بهذا الحزن و ربما العناد .. رائعة هي بكل حالاتها المزاجية ..!
كان يُلاحقها بعينيه ، يحرسها من بعيد .. يتأملها بُحب ويشعر بالأمل في عروقه .. يُمني نفسه قائلاً ( ستعود اليّ وتُحبني )
يُحاول إنقاذ حياتهما من الفشل بأيامها الأولى .. يرمي بطوق النجاة ولكنها لا تُعيره الإهتمام ..
ولا تدري أن قلبهُ يخفق حُباً .. و يتعثر في طريق وصاله !

عادا الى لديار بعد رحلةٍ مُترعة بالألم .. كانت تستجير بالله .. تُريد العودة لغرفتها والمخدة !
أصرت على ذلك وهي لا تأبه بموافقته ! .. كان طيباً كفاية لأن يسمح لها بذلك شرط أن تقضي هناك ليلتين فقط .
وفي بيت أهلها .. أسرعت الى غرفتها لتختلي بنفسها وسط الضجيج الذي يحوم حولها .. لم يتركها أحد
دون أن يُلقي عليها كلماتٍ من التوبيخ و الإزدراء .. لم يشعر بها أحد وهي تتعارك مع نفسها ..
تؤنب روحها من هذا الشغب .. و تواسيه في الوقت نفسه ..
كانت مُثخنة بجراح أكرمها بها الجميع .. غسلت وجهها بالدموع .. ترنحت بالآهـ حتى نامت ..
لكنها لم تتحمل هذا العذاب الذي يغزوها .. وأهلها يُصيبونها بمقتلٍ ؛ لم يتركوا لها مجالاً لتفتح قلبها أو تصرخ أو تبكي ..
أكتفت بالنحيب الصامت في جوفها ..
الجميع لا يفهم مشاعرها المُضطربة و ذلك الضيق الذي يعتريها ..
رفعت سماعة الهاتف ، قالت بهدوء أقرب للرجاء .. ( خذني مساء اليوم ) ..،
في الجهة الأخرى كان فهد عاجزاً عن الفهم .. فهي لم تنم سوى ليلة واحدة وإتصلت عليه في الصباح
تطلبُ حضوره لأخذها .. رغم شيء من الفرحة
التي لمعت في عينيه الا أنه أستدرك نفسه قائلاً ( وهل ستعود مُحملة بمشاعرها الغريبة وتصرفاتها تلك ؟ )

مرّ عليها مساءً .. لم تتأخر في النزول ، كانت مُقبلة بشجاعتها المعهودة .. إستقبلها بحب وهو يفتح لها باب السيارة ..
ركبت و لحقها مُسرعاً من الباب الآخر حيث باب السائق ..
نظر اليها وقد إرتسمت على وجهها علامات الذهول..
نظراتها شاخصة في تعجبٍ يزداد .. ( يا الله ! ) هكذا صرخت دون شعور .. تبسم فرحاً وهو يشد على يدها ..
تلفتت حولها والدموع تنهمر من عينيها .. تزدادُ تعجباً ..!
عانقتهُ وهي في بكاءٍ مرير .. وهطلت دموع الفرحة .. كان يعلم أنها الآن فقط أستعادت تلك الذاكرة التي فقدتها ..
الآن فقط علِمت من يكون فهد ؟
الآن فقط عادت دقات قلبها العنيفة كما كانت في سابق العهد ..
ومضى الإثنان الى منزلهما في ليلةٍ رائعة .. أخذا يعيشان من جديد الحُب الذي غمرهما .. الأمل الذي بنيا عليه أحلامهما ..
ستُغدق عليه الحب و الحنان ..

عندما رَكبت ليلى السيارة .. تطلعت حولها فتفاجأت بأن السيارة ممتلئة بالورود الحمراء ..
ولم يكن هناك شبر يخلوا من الورد الا مقعديهما ! فهو شاب يُحاول إثبات حُبه بكل ما أوتي ..
هذا المشهد الذي وقعت عيناها عليه .. هو نفسه المشهد الذي شاهدته بعد خطوبتها منه
عندما دعاها ذات ليلةٍ للعشاء.. فقد كانا مُغرمين ببعضيهما .. ثم صارَ ذلك الحادث الذي
تعبت من أجله و فقدت فيه أجزاءً من الذاكرة ..
ولم تعد تذكر الا أفراد أُسرتها وأسمها ولم يحدث هذا الا بعد فترةٍ طويلة ..
لقد نسيته كما نسيت الآخرين .. لم تعد تُحبه كما أحبته من قبل .. لقد نسي قلبها صدى
دقاتهُ العنيفة و تلك الأحاسيس العذبة التي تُخفيها بين أضلعها .. لكنهُ ورغم كل شيء أصر
على إتمام الزواج وإن نسيته !
وبعد أن أنهكته بضجرها و صدودها .. حاول إيجاد حل .. لقد فكر دون تعب .. وعملَ دون يأس ..
ليسرق قلبها من جديد ويُذكرها بكل شيء مضى من الحنين والشوق والحب ..
خطط لأن يفعل لها كما فعل سابقاً لعلها إذ رأت ذلك المشهد أن تتذكره ولو قليلاً ..
لقد نجح .. نجح أن تستعيد إسمه و رسمه و أن تستعيد كل شعورها الذي كان نائماً طيلة ذلك الوقت ..
عادت بُحبها وشغفها .. عادت بأملٍ عظيم أن تجعلهُ سعيداً .. أن ترعاه كعصفورها المدلل ..
لتُنهي تلك الليالي الكئيبة التي قضياها .. وتُمحى من ذاكرة حياتهم للأبد ..
ويبدأ صباح يوم آخـر أجمل ..

_ تمت _

قرأتها بكاملِ الاهتمام لأنني أعلم أن الكتابة الصادقة بحاجة دائماً إلى رؤية جدّية من القارئ .
أُثني على سلاسة التواتر في سردك , هذه تعد خطوة إيجابية و مهمة جداً في كتابة القصة .
في البداية بشأن القصة القصيرة هي بالعموم أصعب بكثير من كتابة رواية , لأن الكاتب محكوم فيها بمساحة تقديريّة صغيرة و أيضاً بالتغاضي عن التفاصيل الزمنية الدقيقة
هذا يتطلب منه تركيز أكبر و أدق سواءً في عرض تبعيات الحدث المفصليّ أو من الناحية الفنيّة
لذلك تمنّيت بصدق لو عرضتِها بشكل كامل حتى يكون بإمكانك مُلاحظة مواطن الضعف و القوة في الأسلوب الكتابي و الحبكة أفضل من طريقة الاقتطاع .

الفكرة بحد ذاتها شيّقة و غنيّة بالمداخل التي قد تفتح لكِ آفاقاً كثيرة لتوظيفها بما يخدم الغرض .
تناولكِ لها كانَ جميلاً و لم أشعر أبداً أن الفكرة قد تاهت منكِ , فقط الذي لم أرهُ منطقياً هو
المنحى النفسي في عدم تقبّل البطلة للشخص ثم إذعانها القلبيّ له بمجرد نشاط الذاكرة , حسب ما أرى أن الأمور و الأسباب القلبية غير محكومة بالذاكرة و مدى استجابتها
لذلك لم يكن منطقيّاً تعليق الأمور النفسيّة على مشجبِ الذاكرة .
أسلوبكِ جميل يا ياسمينة و أعني جداً ما أقول ! أحد الأجزاء قرأتهُ بإعجابٍ تام لذا أمثالكِ لا نقبل منهم إلا ما يُشبع ذائقتنا .
خطوة واثقة في الكتابة و أقول لكِ بملءِ يقيني جرّبيها مرةً أخرى و امتعينا .