أخبرتُكِ أننا سنتقاطع قريباً و ها هوَ القدر يصدق .. سعدتُ بذلك .
قرأتها بكاملِ الاهتمام لأنني أعلم أن الكتابة الصادقة بحاجة دائماً إلى رؤية جدّية من القارئ .
أُثني على سلاسة التواتر في سردك , هذه تعد خطوة إيجابية و مهمة جداً في كتابة القصة .
في البداية بشأن القصة القصيرة هي بالعموم أصعب بكثير من كتابة رواية , لأن الكاتب محكوم فيها بمساحة تقديريّة صغيرة و أيضاً بالتغاضي عن التفاصيل الزمنية الدقيقة
هذا يتطلب منه تركيز أكبر و أدق سواءً في عرض تبعيات الحدث المفصليّ أو من الناحية الفنيّة
لذلك تمنّيت بصدق لو عرضتِها بشكل كامل حتى يكون بإمكانك مُلاحظة مواطن الضعف و القوة في الأسلوب الكتابي و الحبكة أفضل من طريقة الاقتطاع .
الفكرة بحد ذاتها شيّقة و غنيّة بالمداخل التي قد تفتح لكِ آفاقاً كثيرة لتوظيفها بما يخدم الغرض .
تناولكِ لها كانَ جميلاً و لم أشعر أبداً أن الفكرة قد تاهت منكِ , فقط الذي لم أرهُ منطقياً هو
المنحى النفسي في عدم تقبّل البطلة للشخص ثم إذعانها القلبيّ له بمجرد نشاط الذاكرة , حسب ما أرى أن الأمور و الأسباب القلبية غير محكومة بالذاكرة و مدى استجابتها
لذلك لم يكن منطقيّاً تعليق الأمور النفسيّة على مشجبِ الذاكرة .
أسلوبكِ جميل يا ياسمينة و أعني جداً ما أقول ! أحد الأجزاء قرأتهُ بإعجابٍ تام لذا أمثالكِ لا نقبل منهم إلا ما يُشبع ذائقتنا .
خطوة واثقة في الكتابة و أقول لكِ بملءِ يقيني جرّبيها مرةً أخرى و امتعينا .
دمتِ بخير .