المنتديات الموقع العربي الموقع الانجليزي الهلال تيوب بلوتوث صوتيات الهلال اهداف الهلال صور الهلال
العودة   نادي الهلال السعودي - شبكة الزعيم - الموقع الرسمي > المنتديات العامة > منتدى المجلس العام > أرشيف منتدى المجلس العام
   

 
   
 
LinkBack أدوات الموضوع طريقة عرض الموضوع
المشاركة السابقة   المشاركة التالية
  #1  
قديم 29/08/2009, 05:14 PM
المجلس العام
تاريخ التسجيل: 28/04/2003
المكان: المجلس العام
مشاركات: 2,104
ico2 على مائدة الإفطار( 3 ) / في ضيافة أمير القريات خروف برأسه!





فكرة واعداد وتحرير : شـذى
كتابـة المقدمـة : القاضي
قطع الصوت : الهنوووف
تصميــم : عسيريه



المـقـدمـة

بقـلم : القاضي

كيف تكتبُ مقدمةً عنْ رجلٍ بحجمِ و هامةِ و مكانةِ الشيخِ الجليلِ عليٍّ ، أديبِ الفقهاءِ
و فقيهِ الأدباءِ. كان بين أظهرنا لكنّه سبق زمانه بعقود. كتبه و برامجه في الرادِّ و في
الرائي (بحسب ما كان يطلق عليهما الشيخ) تترجم له خير ترجمه. محدثكم يتجنب
الكتابة عن من يحبهم و يجلّهم و يعْظُمُ ذلك ، أي التجنب ، إنْ هم لحقوا بالرفيق الأعلى
و مرد ذلك لأنني لا أتمالك نفسي حين أذكرهم فيختلط حبري بدمعي و يعتصرني الألم
فأحار كم يحار الطفل الرضيع إذا بحث عن أمه فلم يجدها.

شهر رمضان له عبق و رائحة زكية عطرة و خلاله تصفوا النفوس و تسمو الأرواح
و ذلك لتشريف ربنا عز و جل له عن باقي شهور السنة، و كذا فعل شيخنا الجليل ،
نوّر الله ضريحه ، فكان أن خصّ هذا الشهر ببرنامج خاصٍ (على مائدة الإفطار) يعرض
في التلفاز يومياً عقب صلاة المغرب في مكة المكرمة. هذا البرنامج ذاع صيته و اشتهر
و ارتبط الناس به و بصاحبهِ أيما ارتباط . المثير للدهشة ، وهو ليس كذلك لمن عرف و تابع
الشيخ رحمه الله ، أن هذا البرنامج بأكمله كان يسجل خلال يومين فقط ، ثلاثون حلقة كاملة
تسجل واحدةً تلو الأخرى ، رحم الله شيخنا الجليل ما أشدّ عزمه على عظم تواضعه.

كنت أرى والديَّ رحمهما الله وهما يشاهدان الشيخ ، و أمثالهما كثر ، فلا تكاد تسمع شيئاً حولك
إلا صوت الشيخ و هو يعلق و ينصح و يشرح. شكّلَ الشيخُ و برنامجه ذاك بعداً آخر لرمضان ،
طعماً حسناً و رائحة زكية . يأتيك بعد بضع عشرة ساعة من الصيام ليخاطبك بكلام لا يمر بأذنك
إلا سريعاً ليستقر في قلبك و جنانك ، فالتصق وقت الإفطار بالشيخ و برنامجه و حين أعادت
قناة المجد بعض حلقاته قبل عامين أتت صور الذكريات تترى و امتلأت المآقي بالدموع.

إني لأنصح كل من يقرأ هذا الكلام أن يقتني كتب الشيخ ليقف بنفسه على هذه الثروة الأدبية
و المعرفية و التربوية ، و أحث بشكلٍ خاصٍّ بـ " حديث النفس" ثم بسلسلة ذكريات الشيخ
و تقع في ثمان مجلدات .

أختم بما قاله الدكتور أحمد السباعي عن الشيخ فقد كتب : ( أكاد لا أعرف قلماً معاصراً
ظلمته الأقلام ، و أديباً عقه الأدباء ، و محدثاً أغفله المحدثون ، و قمة تجاهلها المتسلقون ،
كمثل الطنطاوي ..)















* الرحلة الثالثة *

في ضيافة أمير القريات خروف برأسه!


إن من دأب العادة أنها تضعف الحس وتذهب بالانتباه فالغني الذي يلبس الحرير وينام
على السرير ويركب السيارات ويملك ( العقارات ) لا يجد لذلك كله من اللذة مايجد
الفقير المعدم والبائس المحروم إن نال مثله والشبعان لا يدرك اللذة التي يتوهمها الجائع
والصحيح لا يعرف لنعمة الصحة قدرها إلا إذا مرض فلا لذة في الدنيا إلا في التنقل
والتبدل وألا تجمد على حال مهما حسنت في ذاتها وهذا ما أراده الشاعر حين قال

ولذيذ الحياة ما كان فوضى *** ليس فيه مسيطر أو نظام



من أجل ذلك أحسسنا حين ذهبنا إلى غداء أمير القريات ورأينا عادات لم نألفها وطرائق
في الطعام لم نعرفها بلذة التبدل والاستمتاع بالجدة فما كاد يستقر بنا المجلس حتى أقبل
العبيد فمدوا سماطاً على الأرض ووضعوا عليه قصعة هائلة كان يحملها منهم اثنان وقد
ملئت رزاً وألقي فوقه خروف كامل بيديه ورجليه ورأسه إي والله ... كأنهم ( والله أعلم )
خافوا أن نشك فيه فنحسبـه دباً أو فيلاً أو قطـاً فأبقـوا على الرأس دليـلاً قاطعـاً على أنه
خروف أصيل من أمـة الضأن لا من شعب الثعالب وكان الخـروف مفتوح العينين ناعس
الطرف فأخذتني الشفقة عليه وتوهمت أنه ينظـر إلينا وأنه ..... ثم رأيـت أن لا مجال
للوهم ولا للخيال وأن الوقت لا يتسـع للأدب لأن القوم أحدقوا بالقصعـة وشمروا عن
سواعدهم ونظروا شزراً فِعل من يقدم على معركة فخشيت أن يذهبوا بالرز واللحم ويبقى
لي الخيال والوهم ومتى أفاد الخيال جائعاً أو أجدى الأدب على إنسان .



وكان أصحابنا يدورون بعيونهم يفتشون عن ملعقـة أو سكين أو شوكة فما وجدوا شيئاً من ذلك
وأبصروا القوم يأخذ أحدهم قبضة من الرز فيديرها في كفه ويعصرها حتى يقطر منها
السمن ويحركها كما يحرك اللاعب الكرة قبل قذفها حتى إذا اطمأن إلى أنها صارت
كالقنبلة قذف بها في حلقه فما استقرت باذن الله الا في معدته لا تقف في الفم ولا تمسها
الأسنان وطفق أصحابنا ينظرون اليهم ويعجبون ثم اقبلوا يأكلون كما يأكلون ولبثت منتظراً
أقول لنفسي وأنا أحاورها لأقنعها ؛ من أين تأكلين وإذا لم تجاري وتماشي ؛ وتستعدي
لقبول كل ماتأتي به الحال ؟ وإني لفي تفكيري ؛ إذ حانت مني التفاته ؛ فوجدت القصعة
قد تكشفت ؛والخروف المسكين قد تناثر لحمه ؛ وبدت عظامه فمددت يدي آكل كما يأكلون ؛
وقد علمت أن شر الطعام خير من الجوع .



والرز يتفلت من بين أصابعي والسمن يملأ كفي ؛ فاذا رفعتها الى فمي ؛ نقط من مرفقي؛
ولم يكف القوم ماكانوا قد وضعوا من السمن ؛ بل عمدوا الى كؤوس يحملونها ؛ فملؤوها وصببوا
ذلك أمامنا حتى مانستطيع من كثرة الدهن أن نأكل ؛ ولم يكن الرز ليستدير في يدي استدارته
في أيديهم ؛ بل كان يدخل بين أصابعي حتى أضطر الى إدخالها جميعاً في فمي وغسل
وجهي كله بالسمن ..وانقضى الطعام ؛ ولا تسألني ؛ أشبعت أم لم أشبع كيلا يطول
سؤالك كما طال في هذه الرحلة عطشي وجوعي !!

من كتاب - ( من نفحات الحرم )





من فوائد الشيخ

قال الشيخ : " وللطب حُماته ، والذائذون عنه ، فإن انتحل صفة الطبيب من ليس من أهله ، ففتح عيادةً ،
أو كتب وصفةً لاحقوه قضائياً فعاقبوه ، وكذلك من ادعى أنهُ مهندس وما هو بمهندسٍ ، فرسم خريطةً حاكموه وجازوه ،
فما لنا نرى بابينِ مفتوحين لا حارس عليهما ، ولا بواب ، يدخلهما من شاء ، وهما أخطر من الطب ومن الهندسة ،
هما : " الدين والسياسية " . فمن أراد تكلم في الدينِ ، ولو خالف الأئمة الأولين والآخرين ، أو أفتى ولو جاء بما
لم يقل به أحد من المفتين , فما للدينِ لا يجد من يحميه ؟ لقد كانوا يقولون قديما :

لقد هزلت حتى بدا من هُزالها * * * سلاها وحتى سامها كل مفلسِ

فماذا نقول وقد زاد بها الهزال حتى لم يبق منها إلا العظام ، وحتى أقدمت عليها السباع والضباع والهوام "









2- A.K.N 505
قلم مميز بالمجلس العام



طُلب مني أن أكتب عن الأديب الفقيه الشيخ علي الطنطاوي _ رحمه الله تعالى _
فحار بي الفِكر عن ماذا أكتب و في أي شيء و هو الذي لم يدع مجالاً رأى فيه
سبيل الخير إلا سلكه و حمل معه ذخيرته الواسعة من العلم و الأدب مقرونةً بموهبة
فذة فأصبح كالمشكاة التي تضيئ المكان و ما حوله بعد توفيق من الله ...

و ماذا أقول عنه و هو الذي عاش في الفقر و الغنى و في الرخاء و الشدّة و عايش
عصوراً و أزمنة متقلبة و اشتغل بوظائف كثيرة فكان بحق مجموعة إنسان في جسدٍ واحد ...

و طفقت أفكر , هل أتحدث عنه بصفته الكاتب الأديب الذي كان يكتب مقالاته بأسلوب
سلس ٍ
رقيق و يصب المعنى في قالبٍ سهل الفهم على الكبير و الصغير و كيف لا
و هو الذي طوّع الكلمة و ساقها حتّى ألبسها الحُلل الجميلة لتستقر في القلوبِ قبل
الأذهان و ما عرفته من خلال كتبه إلا و قد طرق كل باب من فنون الكتابة فكانت لا
تخلو كتاباته رحمه الله من الكلمة الحزينة أو النكتة الظريفة و الفوائد الجمّة المنثورة في مقالاته ...
كتب ليحامي عن الإسلام و يذبُ عنه و حمل لواء الدفاع عن العربية ضد من يسعى
لتهميشها ,وكتب عن الحُب حتّى قلت أنه لم يكتب أحدٌ فيه مثله , و كتب عن وطنه
و مسقط رأسه دمشق
حتى ظننت أنها جنة الله في أرضه و أحببتها لحُبّه لها و كتب
عن المرأة فأنصفها و أعطاها كامل حقوقها ما لم تتعارض مع الدين و كيف لا يكتب
عنها و هو أبو البنات كما يقول عن نفسه و قد كان يرى دنياه فيهن ...

و هل أتحدث عن الكاتب الصحفي و الناقد و المصلح الإجتماعي الذي لا تأخذه في الله لومة لائم ؟!
لم يكن مدّاحاً إلا لمن يستحق و لم يسكت عن منكرٍ و لم يره إلا أنكره و هو الذي
قال عن نفسه " عندي قلمٌ لو أردته كان غصناً من أغصان الجنة أو حطبةً من حطب
جهنم
" و كان رائداً في هذا المجال تتسابق الصحف لتنشر له ...

و هل أتكلم عن المعلم الذي درّس و تتلمذ على يديه التلاميذ الصغار في الإبتدائية
و الطلاب في الجامعة أم عن القاضي في المحكمة يحكم بين الناس بالحق أم عن
الخطيب المفوّه الذي يرتجل الكلام فيُشنف الأسماع بحُسن الإلقاء و قريحته
التي تنبثق من أدبٍ جم و علمٍ راسخ ...

( على مائدة الإفطار) ...

من منا لا يذكر ذلك الشيخ الجليل الذي كان يُطل علينا من شاشة التلفاز أو الرائي
كما كان يُسميه رحمه الله بعد الإفطار بحديث ماتع و بساطة في الطرح من غير
تكلّف فكسب قلوب الناس و محبتهم....
كان برنامجه التلفزيوني في رمضان أوّل عهدي به رغم صغر سني في ذلك الوقت
لكني لم أتعجب أبداً من متابعة الناس و تحلقهم لمشاهدته و سماع كلامه ...
لا أبالغ إن قلت أن للشيخ رحمه الله بالغ الأثر في نفسي و تكوين شخصيتي فكثيراً
ما كنت أجد نفسي في مقالاته و أشعر بها ..

مضى رحمه الله من الدُنيا كحال كل البشر و كثيراً ما كان يقول " أن كل ما حصّله
من شهرة و مجد أدبي لن تنفعه إلا بدعوة صالحة له في ظهر الغيب
" فاللهم ارحمه و
وسّع له في قبره وادخله الجنة مع الصديقين و الشهداء و حسُن أولئك رفيقاً ..

مضى عليُّ أديب الفقه شيّعه * * * حبٌ عظيم و آلام نداريها
و شيّعته نفوسٌ طالما شربت * * * من نبع حكمته ما كان يرويها
و شيّعته قلوبٌ نبضها أمل * * * في الله أن يُسكن الجنات باغيها
مضى الأديب العصامي الذي احتفلت * * به البلاغة و ازدانت روابيها
مضى كأن لم يصافح كفّه قلمٌ * * * عذبٌ يذب عن الفصحى و يحميها
يا مازج العلم بالآداب في زمن * * * آدابه انسلخت مما يزكيها
إليك منا زهوراً من محبتنا * * * و دعوةً في ظلام الليل نُزجيها

الأبيات من قصيدة "مضى عليُّ " للدكتور عبدالرحمن العشماوي





وفي الختام انتظرونا في رحلة أخرى مع الشيخ
لنستكمل الإبحار في روائعه .

مشرفوا واستشاريوا المجلس العام
يتمنون لكم صياماً مقبولاً وافطاراً شهياً





اخر تعديل كان بواسطة » المنتدى الاستشاري في يوم » 29/08/2009 عند الساعة » 08:00 PM
   

 


قوانين المشاركة
غير مصرّح لك بنشر موضوع جديد
غير مصرّح لك بنشر ردود
غير مصرّح لك برفع مرفقات
غير مصرّح لك بتعديل مشاركاتك

وسوم vB : مسموح
[IMG] كود الـ مسموح
كود الـ HTML مسموح
Trackbacks are مسموح
Pingbacks are مسموح
Refbacks are مسموح



الوقت المعتمد في المنتدى بتوقيت جرينتش +3.
الوقت الان » 05:38 AM.

جميع الآراء و المشاركات المنشورة تمثل وجهة نظر كاتبها فقط , و لا تمثل بأي حال من الأحوال وجهة نظر النادي و مسؤوليه ولا إدارة الموقع و مسؤوليه.


Powered by: vBulletin Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd

Google Plus   Facebook  twitter  youtube