فكرة وإعداد : ماجد مقبل تنسيق : الهنوووف تصميم : al(20)qnas كتابة / A.K.N 505
(( حيّ على مكارم الأخلاق ))
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ....
يسعدني و يشرفني أن أسهم بهذه المشاركة المتواضعة ,
و الشكر لكل مشرفي و استشاريي المجلس العام .
عندما أردت أن أكتب هذا المقال احترت كثيراً في الموضوع الذي سأتكلم عنه ثم استقر الأمر إلى أن يكون عن أهمية حُسن الخلق في حياتنا
و أرجو من الله أن يوفقني في عرض الفكرة و إيصالها لكم .
بداية ً ما معنى كلمة الأخلاق ؟
الأخلاق في اللغة جمع خُلُق، والخُلُق اسم لسجية الإنسان
وطبيعته التي خَُلِق عليها
وهو مأخوذ من مادة ( خلق )
التي تدل على تقدير الشئ، يقول ابن فارس: ومن هذا المعنى ( أي تقدير الشئ ) الخُلُق، و هو السجية لأن صاحبه قد قُدِّر عليه .
و من معنى الأخلاق المذكور أعلاه أستطيع أن أضيف و أقول أنها السلوك الذي يتصف به الشخص و يتعامل به مع الناس .
و لا يخفى على الجميع أن الأمر بالتحلّي بالأخلاق الحسنة و البُعد عن السيّئ منها كان من أكبر أسباب بعثة الرسول صلى الله عليه و سلم
و الذي قال { إنما بُعثت لأتمم مكارم الأخلاق } ,
وهي وصيته لإبن عباس رضي الله عنه عندما قال له : { اتق الله حيثما كنت و أتبع السيئة الحسنة تمحها و خالق الناس بخلق حسن }.
و لو بحثتم في السنة المطهرة لوجدتم الكثير من الأحاديث التي تحث على هذا المعنى .
قد يستغرب البعض أن الأخلاق و المعاملة الحسنة من أشد الأمور التي يتأثر بها الناس و ينجذبون إليها طوعاً من أنفسهم بل قد يتنازلون عمّا يعتقدون به بسببها ,
وهذه هي طبيعة النفس البشرية.
ولا أدلّ على ذلك من دخول دول بأكملها للإسلام – كأندونيسيا مثلاً – متأثرة بأخلاق التجار المسلمين الذين كانوا يتاجرون في تلك الديار .
و لهذا كان ثواب و جزاء من حَسُنَ خلقه كبيراً عند الله سبحانه يبلغ درجة الصائم القائم و أصبح من أكمل المؤمنين إيماناً .
و حُسن الخلق - يا أحبة - زيادة ً على ما فيه من الأجر الكبير يُُمكّن صاحبه من الوصول إلى مقصده و الحصول على مبتغاه في أيسر الطرق
و أسهلها فهو السحر الذي تُعقد به عقول الناس تجاه صاحبه ,
و هو المفتاح الذي يفتح الأقفال التي أُغلقت على أفئدة الناس
.فإذا رأوا الوجه الطليق و الإبتسامة الدائمة و المنطق الحلو و الكلام العذب و بذل المعروف بلا منّة و احتمال الأذى و الصبر عليه
كان ذلك أحرى في القبول عند الناس و كسب محبتهم بشيء يسير .
و صدق الشاعر حين قال:
بني إن البر شيء هين *** وجه طليق ولسان لين
الكثير منا يا إخواني قد يتعرض لمواقف تخرجه عن طوره أو تكون فوق احتماله و لكن لنحرص على عدم تشويه أنفسنا و صورنا بالسب و الشتم
و الكلام الفارغ الذي لا طائل منه سوى زيادة الفجوة بين النفوس .
سّب رجل ابن عباس رضي الله عنه فلما فرغ قال ابن عباس لخادمه : هل للرجل حاجة فنقضيها له ,فنكس الرجل رأسه واستحى منه .
لندرّب أنفسنا على ذلك و نجعله منهجاً في تعاملنا مع الآخرين ,
فالصبر بالتصّبر و الحلم بالتحلّم كما قال عليه الصلاة والسلام و لنهذّب أخلاقنا و نصقلها حتى تُصبح كالمرآة لا خدش فيها ,
و لنقابل الإساءة بالإحسان والسيئة بالحسنة
و لنكن كالعود الذي كلما زاد توقّداً و احتراقاً ضوّع بالطيب و الرائحة الحسنة.
في الختام , أكرر شكري لإتاحة الفرصة لمصافحتكم بهذه الكلمات الموجزة
و أسأل المولى عز وجل أن يرزقنا أحس الأخلاق و يصرف عنا سيئها .
.. و السلام خير ختام .
بقلم \A.K.N 505
كل الشكر والتقديرلكاتبنا المبدع والمتألق: *A.K.N 505 乂 乂 * على مشاركتة المتميزة وحروفه الجميلة , سائلين المولى ان يرزقنا جميعاً حسن الخلق في الختام
تقبلوا أرق التحايا وأطيبها
من
مشرفي و استشاريي
منتدى
المجلس العام