اذا ما اتيح لأحدكم زيارة احدى العواصم العربيه فهنالك في زوايا منها ما يسمى ( المناطق العشوائية ) وهي مفردة إجتماعية لطيفة لا تعبر حقيقة عن معنى المأساة وحجم المعاناة التي تحتويها تلك المناطق وهي طبعا ليست على شاكلة المعاناه التي يشدو بها فنان العرب ونحن مستلقيين على أسرتنا نرتشف كأس من العصير البارد ونعد أنفسنا لقضاء أمسية مع الاصدقاء في مكان فاخر !!
الأطفال .. ابرز ضحايا تلك المناطق العشوائية والسبب انهم لا يعرفون ماذا تعني الطفولة ! ولا يعلم من يحيط بهم انهم أطفال ! من أجل ذلك يمارس بحقهم أبشع صور العدوان من قبل عصابات منظمة تتيح لهم فرصة مشاهدة الجحيم مجسدا أمام أعينهم الصغيرة التي افتقدت براءتها ووداعتها ليحل مكانها نظرة ليس لها مفردة في لسان العرب !!
في تلك المناطق يستخدم الأطفال من الجنسين في تجارة الجنس ! لك ان تتخيل طفلة في عمر السابعة تلقى بيد أحدهم لممارسة الرذيلة بكافة صورها وتبلغ درجة الأحتراف في عمر الثامنة ! ولك ان تتخيل ايضا طفل في السادسة من عمره يدفع الى من يرغبون بالتمتع به دون قيد او شرط !
في تلك المناطق يتاجر باجساد الأطفال .. هنالك اعضاء بشرية جاهزة للبيع لمن يبحث عنها وتكون موافقه للمواصفات الطبية ! هنالك أجساد طازجة للراغبين في اجراء تجارب طبية او ممارسة بعض طرائق العمليات الجراحية أو أتقان فن التشريح ! الناجيين من هذه التجارب وقد رسمت الأعاقة بصمتها عليهم يتم المتاجرة بعاهاتهم ! والذين لم يتمكنوا من تجاوز هذه التجربه فالكلاب الضالة كفيله بهم في مزبلة ما حيث يلقى بهم !!
سؤال يشغل تفكيري : من ينقذ هؤلاء الأطفال ؟
:: :: ::
طفل يتبعه آخر هكذا ديدن شريحة واسعه ممن نطلق عليهم فقراء وبمصطلح أكثر تهذيبا ( ذوي الدخل المحدود ) ! حالهم ليس كحال من سبقوهم بالفقرة اعلاه فهؤلاء يظفرون بوجود الوالدين او أحدهما على الأقل وهنالك مكان يمكن ان يحتويهم اذا ما حان لهم ان يناموا ولكن عطفا على ضعف ذات اليد ومحدودية الدخل فهؤلاء يسمعون ان هنالك مرحلة عمرية اسمها ( الطفوله ) ولا يعرفونها سوى عند مشاهدة احد اقرانهم في مكان ما او في احسن الحالات مع قصص المسلسلات التي يعرضها التلفاز ! هؤلاء يجدون انفسهم في محيط يبحث عن قوت يكفي الجميع اذا ما توفر قوت ذلك اليوم أصلا ! الأطفال هنا لا يعرفون ما يطلق عليه الرعاية الصحية فالمرض يعني ان يتخذ الطفل زاوية من المنزل ليمارس مفهوم الصراع من أجل البقاء ! والتعليم بالنسبة لهم نوع من الرفاهية بخطوط حمراء يمنع الأقتراب منها او مجرد التصوير ! من أجل ذلك تضطر عائلات هؤلاء الأطفال ان يدفعوا بهم الى الشارع بحثا عن لقمة العيش .. فالرغيف ايها السادة الكرام لا يكفي الجميع والطفولة هنا ليست سوى أضغاث أحلام !!
سؤال يشغل تفكيري : من يساعد هؤلاء الأطفال ؟
:: :: ::
هنالك في مكان ما اطفال يلعبون .. البعض منهم يتقاذفون الكرة بين اقدامهم الصغيرة وهم يتضاحكون وهنالك فتيات صغيرات بين ايديهن مجموعة من الدمى يعملن على تبديل فساتينهن وتسريح شعورهن والأبتسامة تعلو وجوههن المضيئة .. أطفال يتسمون بالبراءة والمرح والحلوى التي يحلمون بها ! في صبيحة يوم ما كان هنالك أزيز طائرات يصم الآذان جاعلا الأرواح تفر مؤقتا من أجسادها ! هنالك ما يشبه الأنيين الحاد يمر سراعا ليرتطم في شئ ما محدثا صوتا مريعا ودويا يزلزل اركان المكان ! هنالك احلام تدور في الأذهان لا تحمل الحلوى والكرة والدمية .. هنالك دخان اسود وحرائق نهمة وأصوات نواح تمزق عنان السماء ! هنالك دماء ورعب يكسو الوجه .. طفل يتسائل لماذا ابي لم يعد يبتسم وعيناه جاحضتان يسيل من مكان في صدره الدماء .. تلك الطفلة تركض في الشارع باكية وهي تمسك في يد أمها غير عالمة انها لا تحمل سوى اليد فقط ! هنالك اطفال دفنوا تحت الأنقاض .. هنالك الموت يسير وهو يلوح بيديه امام أعين الأطفال .. هنالك ما يشغل عقولهم الصغيرة : اين رفاقي اين كرتي اين دميتي ؟!!
سؤال يشغل تفكيري : ما ذنب هؤلاء الأطفال ؟
:: :: ::
لك قاعدة استثناء ! واذا ما كانت القاعدة تقول : ان اليتيم من فقد والديه .. فانا اقول ليس بالضرورة ان يكون اليتيم كذلك ! هنالك ايتام مرفهين ومنعمين .. صحتهم تولى عناية جيدة ولديهم ما يفيض من أطايب الطعام .. يلبسون جيدا ويتعلمون في مدارس جيدة .. لديهم الخادمة ولديهم السائق ويعيشون في سقف واحد مع كلا الأب والأم !! اذن كيف يكونون ايتاما ؟!!
هل سمعتم بايتام العصر الحديث ؟ اعتقد انكم لم تسمعوه لأنه اتى وليد كتابة هذه السطور ! وهؤلاء الأيتام يمثلون الأطفال الذين يملكون كافة ادوات الحياة الكريمة بتواجد الوالدين دون ان يكون للوالدين إي حضور في حياتهم ! الأب مشغول في ساعات عمل طويلة تمتد من الصباح حتى منتصف الليل وما لديه من الوقت بالكاد يكفيه ان يضع رأسه مغشيا عليه ! الأم .. امرأة عصرية بالكاد لا تنتهي من التزام حتى تصنع لنفسها التزامات أخرى فهي صباحا في الوظيفة وبعد الظهر في رفقة صديقاتها في أحدى المطاعم وفي المساء في جولة للتسوق وفي الليل هنالك نادي رياضي او مؤسسة اجتماعية او دعوة لأحدى المناسبات !
سؤال يشغل تفكيري : من يعنيه هؤلاء الأطفال ؟
:: :: ::
هنالك أطفال يمثلون تخمة المجتمع وفي رواية تليق بمكانتهم هم ارستقراطيي الزمن القادم ! ليس هنالك ما يشعرون بحاجته فكل ما يحتاجونه سيكون حتما بين ايديهم ! ليس هنالك احلام فالأحلام بالنسبة اليهم أوامر يجب ان تطاع ! لا يبكون عادة لأن من يبكيهم مصيره العقاب ! ليس هنالك احباط .. ليس هنالك ألم .. ليس هنالك ما يصعب نيله او يعجزون عن تحقيقه ! ولكن هنالك مشكلة صغيرة تؤرق قلوبهم الرقيقة انهم لا يستطيعون ان يكونوا مثل الآخرين !! وعندما لا تشعر انك كالآخرين فحقا هنالك مشكلة ،،،
تحيه طيبه لـ الأرض الخضراء .. اللي أنجبتكـ .. ومن ثم .. تحيه لمن أنجبته اليمن ..
مسـاء الخـير والإحساس بحياة من كتبت عنهم ..
كل يوم تكبر بعيني .. لن أمدح مواضيعك لأنك أنت وهي أغنياء عن ذلك ..
//
أعتقد أن مشكلة هؤلاء الأطفال بل جميع سكان الأحياء العشوائيه يأتي من حكومة البلد ..
وحكومة البلد هي الوحيده القادرة على إصلاح الأحياء العشوائيه .. عسكرياً وأمنياً وثقافياً ..
الطفل ماله أحد غير اللي خلقه .. ثم الحكومه ..
تخيل معي .. يـولد الطفـل في بيئة غير نظيفه .. يجد الناس من حـوله لا يمتلكون ثقافة .. والأقوى فيهم هو المتسيد ..
يعاني هو وعائلته من الفقر ..
والشخص لا كان فقير .. وعديم ثقافة ومبادئ .. معناهـ راحت عليه ..
يعنـي ماعنـده ثقافه وتوعية عن البلاوي اللي رح يدخل فيها عندما يريد أن يصارع الفقر ..
ونادراً ماتلقى ناس في الأحياء العشوائيه .. فقراء وعندهم مبادئ .. ماعندهم ثقافه ولا توعية ولا دراسه ولا ( نيلة ) ..
من وين تجي المبادئ ؟
والفقر ما يرحم ..
فأرى أن حل هالأحياء وهالأعداد الكبيره من ساكنيها .. هو تدخل الحكومه في البلد المعرف ..
///
أما الأطفال ضحايا الحروب ..
فهم من دخلـوا في لعبه حقيره ليس لهم ذنب فيها ..
ورغم صغرهم .. إلا أنهم أصبحوا جزء من هذه اللعبه .. ويجب أن يلعبوها ..
تذكرت خاطره لـ أطفال فلسطين ..
تعبر حقاً عن مأساة الطفل هناكـ ..
أماهُ
يا أماه
انظري إلى التلفازِ يا أماه
ها هي أولادٌ تضحكْ
تمرحْ
تجري هنا و هناك و تلعبْ
فلم حُرِمتُ الضحكَ و الملعبْ؟
أو لستُ كالأطفالِ طفلاً؟!!
أم أنَّ قتلةَ أبي لا تفهمْ
لا تعقلُ أنني بُرعمْ
ما زلتُ أخضرَ اللونِ
أمي..
إنني متعبْ
كلما غفتْ عيني
أرى بنادقَ بطعمِ الموتِ
تلكزُني
أممنوعٌ في الأعرافِ يا أماه أن أحلم؟!!
ليتني ولدتُ كبيراً مثلكْ
فربما لن أتحسرْ
على طفولتي المسروقة
و براءتي المشنوقة
و حُلُماً كنت سأحلُمُهُ
أماه..
خبِّريهم أنَّني غَضٌّ
لست ذا خطرٍ يهدِّدُهم
فليرحلوا عني
فقد سئمتُ رُؤياهم
في صحني
و في كأسي
و تحت سريري
و بين سطور كراسي
هم..
هم أطفأوا نورَ الشمسِ
في عيني
و سدُّوا بابَ الغدِ
في وجهي
و تركوني و إياكِ
بلا أبٍ يُدَفِّينا
إذا ما البرد داهمنا
بلا وطنٍ نعمِّرُهُ
و لا أملٍ يُسَلِّينا
لم الأعرابُ لا تسرعُ لنجدتنا؟
هل النفطُ أسكرَهم؟
أمي!!
لم تبكين؟
لم تبكين يا أمي؟
لا تبكي رحماكِ
فدمعك يلهبُ أوجاعي
و يُضنيني
صبرا
صبرا ريثما أكبُرْ
سأحميكِ
و أصنعُ من دمي درعاً
ليحميكِ
فلا تبكي يا أمي
رحماكِ
لكن العجيب والمذهل وما يستحق الإعجاب حقاً .. هي قوة هؤلاء الأطفال ..
مشهد يستحق الإعجاب ( بعد نهاية حرب غزه بأسبوع .. استعد الطلبه للأختبارات النهائيه .. وبعض المدارس أصبح الطلاب ينظفون ويزيحون الأنقاض .. وينصبون الخيام .. حب التعلم تجده هناك )
والكثير هنا وأنا منهم .. يتذمر وهو بالأمن والأمان .. من اقتراب الإختبارات ..
//
أيتام العصر الحديث .. هم في حلقة مفقودهـ .. فتنشغل الأم باعمالها وكذلك الأب .. وحبه حبه .. إلى ماترد ( الفتاة ) على شاب يزعجها بإتصالاته .. و يصبح الشاب المراهق بلا رقابه ..
//
أخيراً .. صدق من قال .. ( يامدور الهين ترا الكايد أحلى )
لا طعم للحياة .. إن لم تجتهد وتشعر في داخلك أنك ( على قيد الحياة )
...
طـارق .. صراحة ما أدري كيف أشكرك ..
بسم الله ماشاء الله عليك .. ياحظها اللي بتاخذكـ ..
.
.
.
اللي خلقهم ما هو بناسيهم موضوع مُحزن للغاية لكن ما بيدينا شيء ! غير .. الدعاء لهم في ظهر الغيب ومن كان لديه أطفال سواء أولاد أم أخوة عليه الإنتباه لهم جيداً نحن في زمن كثُرة فيه الفتٍن وأيضاً التربية والتعليم سَيُسأل عنها كل ولي أمر فلنراقب الله في كل عمل حتى يعم الخير البشرية جمعاء
ان كانت فترة الطفوله هي الأجمل بالنسبة لنا , فهي ليست كذلك بالطبع عند من ذكرت
لاأعلم اين الطفوله في مايعيشونه وماهو آت ..!
لاعجب ففي الصين يبيع الرجل ابنته الصغيرة لا ليحصل على المال من ورائها
بل ليضمن لها حياة افضل في قصر أحد الملوك اللذين سيشترونها .. بالطبع ستكون خادمه بين أيديهم
ولكن في نظر والدها انها ستتمكن من الأكل والشرب ( على الأقل ) ..!
تصويرك للأحداث جعلنا نعايشها فعلاً ,
شكراً لك ياطارق
موضوع إنساني جميل جداً في فكرته و في طرحه , هذا الموضوع من أجمل ما قرأت لك أخي طارق , اتمنى إعادة طرح هذا الموضوع في منتديات أخرى ذات الطابع الإجتماعي تلك من يكون روادها من جميع الشرائح و من مختلف الجنسيات , لعل النقاش يكون فيها أكبر و انفع و الرسالة تصل بشكل أكبر .
أخي طارق لا تبخل علينا بمواضيع كهذه ذات الـ 24 قيراط , كما اتمنى من الاشراف أن يزينوا بمسمار التثبيت هذا الموضوع (أطول) مدة ممكنه .
عندما سئلت وزيرة الدفاع البريطانيه السابقه ايام الحصار الغاشم على العراق وموت كثيرا من الاطفال بسبب الجوع ونقص الدواء ماذنب الاطفال الذين لم يتجاوزوا سن الطفوله في ما يفعله من جرم صدام حسين (رحمه الله) ؟؟
قالت بختصار هي الحرب...
هذه هي قوانين البشر وقوانين الديموقراطيه الحاليه
اما ديننا الحنيف فكان له قوانينه الخاصه بالحرب.. ان لا تقتل طفلا ولا كهلا ولا تقطع شجره...
فكل الاسئله التي شغلت بالك من موت الطفل الى تشريدهم الى اهمالهم الى تضيعيهم لها جواب واحد
ان نطبق الشريعه الاسلاميه على اكمل وجه وعلى ما اراد خالقنا من قوانين وبعدها سوف ينصلح حال الاطفال وسوف ترى الضحكه تعلو محياهم
ام غير ذالك من القوانين فسوف تكثر اسئلتك وينشغل بالك بالاطفال ومصيرهم
مَنْ الذي جعل هؤلاء الأطفال يعيشون حياةً رخيصة, مَنْ الَّذي صيِّرهم حتى تكون هيئتهم رَثَّة ؟ أليس نحن وغيرنا- هنا دورهم أكبر- قادرون على رسم الابتسامة, و ردُّ الكرامة, و إستعادة حقوقهم كغيرهم ؟ -أبحثُ عن إجابة عميقة-
تحية ..وإجلآل ..ولقلمك الرائع جداً مبدع في سردك للموضوع ..فلك الشكر يـا غالي .. وإلى الأمام في درب الإبداع
المشكلة الكبيرة أن الدول العربية ..وأخص بها ..لآ تهتم بالتنمية المستدامة لجميع هذه الشعوب لكي تنهض بقوة في ركب التطور .. المشكلة التي نعانيها .. أننا إلى الآن لآتفهم الحكومات كيف تنهض من هذا التخلف الرهيب !!
الأطفال الذين في المناطق العشوائية يعيشون مأساة حقيقية .. لآبد من تكاتف المحبين لنجدتهم من البؤر الخطيرة من تجار المخدرات .. وتجار الجنس ..
أطفالنا في فلسطين وفي العالم كذلك الذين يعانون نفس مأساة فلسطين .. لآبد من مجتمع دولي عادل لإنصافهم .. وإنصاف شعوبهم بعد ..لكي ترجع طفولة وبراءة هذا الطفل ..