يقال ــ والعهدة على الراوي ــ أن الفيل يموت حين تتمكن النملة من الدخول إلى إحدى أذنيه!، وبغض النظر عن صحة هذه المعلومة من عدمها، فنحن حين نتأمل جسم الفيل وحجمه الكبير وننظر إلى شكل النملة وحجمها الصغير فإننا لا بد وأن نتوقف مرددين سبحان الله .. سبحان الخالق..
وعندما نرى النمل دقيق الحجم يسير بسرعة ونشاط وحيوية ويتحرك بيسر وسهولة ويتغلغل في الأعماق ويتجاوز العراقيل ويصعد إلى أبعد النقاط فيظهر ويختفي عن الأنظار كل ما دعت الحاجة، ويتعاون فيما بينه ببساطةٍ وتلقائيةٍ جعلت من مجتمع النمل مثالاً تبرز فيه روح الجماعة والجسد الواحد، فإننا نردد سبحان من ألهم النمل وأعطاه دقةً في حجمه تساعده على فعل ذلك .. سبحان الخالق..
وحين نرى الفيلة كبيرة الحجم شديدة القوة تتحرك ببطء وتجوب الأرض ظاهرةً مزهوةً بعظمتها يُفسَح لها الطريق وتحطم كل ما تتجاوزه في طريقها سواءً كان جذع شجرة متين أو زهرةً بيضاء رقيقة، ولا تبدو مكترثةً لما دمرته وطأة أقدامها فتسير بقلب جامد ودم بارد، فإننا نردد سبحان من أعطى الفيلة القوة والقدرة على فعل ذلك.. سبحان الخالق..
ورغم أن وطأة قدم واحدة من أقدام فيلٍ متغطرس كفيلةٌ بسحق مائة من النمل، إلا أن نملةً واحدةً استطاعت أن تصيبه في مقتل!!، لم يُعرف أثرها ولم يعلو صوتها إلا حين صرخت مناديةً شقيقاتها أن ابتعدوا عن هذه البقعة من الأرض فسيهوي الفيل ساقطاً عليها بعد لحظات..
أفسح النمل الطريق، لكن هذه المرة ليس لمرور الفيل، بل لأنه سيسقط جثة هامدةً على جنباته..
سقط الفيل، ليس لضعفٍ في بدنه، ولكن لأن نملةً صغيرةً آمنت بأن دقة حجمها لن تمنعها من مواجهته وقهر سطوته، فكرت ثم خططت فاختارت الوقت المناسب والمكان الملائم، ثم عملت واجتهدت وتجرأت، اعتمدت على نفسها ووثقت بقدراتها، غير معنية بمجتمع من النمل يحيط بها ويقبع في مكانه مردداً (هذا قدرنا، ولن نقدر على مواجهة فيل كبير قوي ولو كنا ألوفاً مؤلفة)، تلك النملة بعثت رسالةً لبقية النمل قائلةً:
كما أن الله عز وجل خلق الفيل بحجم كبير وأعطاه القدرة على فعل الكثير، فإنه وهبني دقة الحجم لأصبح قادرةً على فعل ما هو أكثر..
انتهت رسالة النملة المقتضبة، فماذا كانت ردة فعل بقية النمل ؟؟
قالوا هي تملك عظيم الحظ، وأنها متهورة، وقيل استعانت بأسد الغابة، وتردد بين البعض أن ما حدث هو مجرد مصادفة، فالفيل كان منهاراً، ورأى بعضهم أن هذه معجزةٌ كونية!..
أما صاحبة الشأن، فحدثت نفسها (يا للأسف!، لم أتلق التهنئة!! لم يقل أحدهم بأني قد اجتهدت وعملت فأصبت!!، لا ضير في ذلك، سأظل بالعمل أحقق النصر والنجاحات، وسأترك لهم الركون لأسخف التأويلات)..
هذا من جانب النمل، أما على الجانب الآخر، حيث تجتمع الفيلة فقد جاءهم الرسول منادياً:
أيها الفيلة لا تغرنكم قوةٌ في أبدانكم ولا ارتفاع هاماتكم عن الأرض، احذروا من قهر النمل وظلمهم، لا تقفوا عائقاً في طريقهم، فإن عظمة النملة في دقة حجمها..
عذراً أحبتي الكرام، فنحن نعيش في غابة، وفي الغابات قصص تحوي الكثير مما يجب أن نستوعبه قبل أن نتعلم منه.
الفكرة نبيلة .. وفي الختام لا كبير سوى الله وما دونه فهم خلقه .. تتفاوت مناصبنا وتتفاوت مراكزنا وتتفاوت قدراتنا ولكن في الختام جميعنا مخلوقين ليس لنا سوى بذل الجهد للعمل الصالح والدعاء بحسن الخاتمة ،،،
المتأمل لحياة غير البشر كائنًا من كان , من حيوان أو بعوض أو غيرها , يلحض ويستنتج الترابط الوثيق والتشابه إلى حدٍ كبير مع حياة البشر ,,
ولهذا شبه الله تعالى الإنسان في صفات محددة بالحيوان وفي مواطن كثيرة من القرآن الكريم منها :
* قال تعالى : (ولقد ذرأنا لجهنم كثيراً من الجن والإنس لهم قلوب لا يفقهون بها ولهم أعين لا يبصرون بها ولهم آذان لا يسمعون بها أولئك كالأنعام بل هم أضل أولئك هم الغافلون) [الأعراف:179] , في هذه الآية شبه الله تعالى الكافرين بالأنعام حيث أنهم لا يهتدون إلى ثواب، فهمتهم مثل الأنعام في الأكل والشرب والشهوة وهم أضل منها لأنها تبصر منافعها ومضارها وتتبع مالكها وتعرف ربها والكافرون بخلاف ذلك ولذا قال تعالى: (بل هم أضل) والله تعالى أعلم .
* قال الله عز وجل في حق اليهود :﴿ مَثَلُ الَّذِينَ حُمِّلُوا التَّوْرَاةَ ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوهَا كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَارًا بِئْسَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآَيَاتِ اللَّهِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ ﴾( الجمعة : 5 )
في الآية السابقة شبه الله تعالى اليهود , بهذا الحيوان , ووجه الشبه أن اليهود يحملون التوراة ويحفظونها عن ظهر غيب دون أن ينتفعوا بها , كما أن الحمار ( أعزكم الله ) يحمل الأسفار والكتب ولا يعلم مافيها ولا يستفيد منها ,,
وجاء تفسير هذه الآية في صفوة البيان لمعاني القرآن( رحمه الله كاتبها برحمته الواسعة) مانصه إن تحمل عليه يلهث..) أي إن شددت عليه وأجهدته لهث, وإن تركته علي حاله لهث, فهو دائم اللهث في الحالين, لأن اللهث طبيعة فيه, فكذلك حال الحريص علي الدنيا, إن وعظته فهو لحرصه لايقبل الوعظ, وإن تركت وعظه فهو حريص لأن الحرص طبيعة فيه, كما أن اللهث طبيعة في الكلب. واللهث: إدلاع اللسان بالنفس الشديد..
,,, كما أن الراءي والمطلع بالعين البصيرة يمكن أن يستقي من حياة أناس يعيش ويعايشهم , من حياة الغابة ومن يعيش فيها , فمثلًا : * اللبوة ( أنثى الأسد ) هي من تصطاد للأسد وتجلب له رزقه وهو نائمٌ بحضيرته وبظله , فكم لبوةٍ بيننا تعمل وتسترزق وتكدّ على بيتها والأسد نائم ؟! ,,
إلى ماإلى ذلك من الأمثلة والشواهد التي يستطيع الإنسان قياسها على مجتمعه وبيئته ,,
انا قلت بيكتب موضوع عن الفتوش ما دريت انه نمل وفيله
في كل الأزمان نجد أن الصغير هو من يوقع بالكبير بغض النظر من كان ، سواء كان حيوان، حشرة، نبات، إنسان
فعلى قولتك كم من فيل اسقطته نمله وكم من أسد اسقطته بعوضه
وكم من ملك سقط حكمه جراء احد افراد شعبه او انقلاب ابنه أو أخيه عليه
لكل كبير في هذه الحياة الدنيا نجد من هو أكبر منه وفي النهاية مرجعه لله سبحانه وتعالى
هذا درس من دروس الحياة يجب أن نتعلم منه جيداً فمهما بلغ ضعفك ودنو قدرتك فإن بالعمل الدئوب والتركيز والثقه بقدراتك ستحقق ماهو أشبه بالمستحيل كما فعل عظماء التاريخ من قبلنا أمثال الجندي الضعيف (هتلر) الذي كان نكره كغيره من الجنود ولكن فجأه كاد أن يحكم العالم بأسره
حياك الله وبياك اخوي الهاوي
ومقال جميل وموضوع رائع ..
والمتأمل في هذه المخلوقات الصغيرة يرى العجب العجاب فتبارك الله احسن الخالقين ,,,
عالم الحيوانات او اي مخلوق لا يختلف كثيرا عن عالمنا البشري .. هنا الكثير من القواعد التي تنطبق علينا وعليهم
حقيقة من صفات النمل الصبر والمثابرة وانه مجتمع نظيف لو قرانا عنه لتعلمنا منه الكثير فسبحان من اعطى كل شيئ خلقه ثم هدى .
وسأذكر قصة عجيبة عن روية عن النمل :
دخل تيمورلنك القائد المعروف معركة من وهزموا، وعندما هزموا تفرقوا، فما كان من تيمورلنك هذا القائد إلا أن هام على وجهه حزينا كثيرا كئيبا لهذه الهزيمة النكراء،فبينما هو مستغرق في تفكيره إذا نملة تريد أن تصعد على صفاة في الجبل ( حجر أملس) فسقطت، فحاولت المرة الثانية وسقطت، والثالثة وسقطت، فشدته، وانقطع تفكيره، وبدأ يرقب هذا المخلوق الصغير، تابعها تيمورلنك و في المحاولة السابعة عشرة صعدت، فقال: والله عجيب، نملة تكرر المحاولة وأنا لأول مرة أنهزم وجيشي،وقد صمم على أن يجمع فلول جيشه، وأن يدخل المعركة، وأن لا ينهزم ما دام فيهم حي، فدخلوا المعركة بهذه النية، وبهذا التصميم فانتصروا.
اقرأ التاريخ وخذ منه العبر *** ظل قومُ ليس يدرون الخبر
شكرا اخو قلبي
أهلاً بالغالي سبحان الله , من موضوعك استنتجت ان الكبير لن يدوم على تكبره وقوته كل شئ بقدرة الله ! مثل ماذكر اخوي هتلر كيف تغير 360 درجة , وكان في السابق نكرة , والآن الناس يتحدثون عنه ويذكرون انجازاته
الحياة مدرسة وكل كل يوم نتعلم درس جديد فيها .. اكثر ما شدني بالموضوع هو ردة فعل بقية النمل .. رضوا بالذل اللي هم عايشن فيه .. ورفضوا يقتنعون ان بامكانهم مواجهة الواقع والتغلب عليه .. حتى بعد ما تغلبوا على عدوهم اختلقوا لهم اعذار وهمية حتى يقللوا شأن انفسهم .. قال تعالى : ((ان الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بانفسهم )) ..
المتألق دائما / الهاوي سعيد جداً بعودتك بعد انقطاع أراه طويلا على أحبابك و متابعيك وهم كُثر , تسجيل حضور ولي عودة إن وجدت ما أضيفه , ولو أني مؤمن تماما أن السكوت في حضرت الإبداع و الجمال نوع من أنواع الحكمه ؛ لأن في مجارة ذلك الحضور الألق مشقة وعنت .
لاشك أن الله لم يخلق أي الكائنات عبثاً وإن لم يوجدها لفعل معجزه , فـ قصة هذه النمله خير مثال ..!
أحتقر الفيل كثيراً إن علمت نقطة ضعفه لمَ لايسعفه حجمه في القضاء على من هو أحقر منه ..!
فعلاً فلاشيء صغير وإن وجد , فالكل كما انه يملك نقاط قوة فله نقاط ضعف .,
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ,,, صباح النور مرحباً اخي الهاوي يضع سره في اضعف خلقه احياناً ينجز الاطفال مايعجز عنه الكبار فليس العبرة بالكبر او الصغر او الكثرة او القلة إنما بالتفكير والتدبير واللبيب من يتعض بغيره واللي يحقق الانجاز ماينتظر التهنئة فالنجاح اكبر تهنئة على جهده يعطيكـ العافية اخي الهاوي ودمنا ودمت في رضا الرحمن
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
اخي عبدالرحمن لاشك لكل خلق حكمه فحكمت البشر وهي عبادته جل وعلا
وكم من المخلوقات التي لانعلم بوجودها اصلا عزيزي الهاوي لاتبخل علينا بوجودك في المجلس لك()
استمتعت كثيرا بالمقاله وباسلوبها الرائع ليس لدي سوى شكرك على المقاله..وعلى الدروس المجانيه التي احصل عليها من مقالاتك وان شاءالله ياتي اليوم الذي اصل فيه لـ نصف ما وصله الهاوي في الثقافه والكتابه
وكذلك الشكر لاخونا هلالي الشماسيه ع الاضافه الرائعه