مشاهدة مشاركة بصفحة مستقلة
  #1  
قديم 22/04/2009, 11:16 AM
alhawey alhawey غير متواجد حالياً
ناقد اجتماعي
تاريخ التسجيل: 05/12/2001
المكان: نيويورك - الولايات المتحدة الأمريكية
مشاركات: 2,053
عظمة النملة في دقة حجمها أيها الفيل


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،



صبحكم/مساكم الله بالخير



يقال ــ والعهدة على الراوي ــ أن الفيل يموت حين تتمكن النملة من الدخول إلى إحدى أذنيه!، وبغض النظر عن صحة هذه المعلومة من عدمها، فنحن حين نتأمل جسم الفيل وحجمه الكبير وننظر إلى شكل النملة وحجمها الصغير فإننا لا بد وأن نتوقف مرددين سبحان الله .. سبحان الخالق..

وعندما نرى النمل دقيق الحجم يسير بسرعة ونشاط وحيوية ويتحرك بيسر وسهولة ويتغلغل في الأعماق ويتجاوز العراقيل ويصعد إلى أبعد النقاط فيظهر ويختفي عن الأنظار كل ما دعت الحاجة، ويتعاون فيما بينه ببساطةٍ وتلقائيةٍ جعلت من مجتمع النمل مثالاً تبرز فيه روح الجماعة والجسد الواحد، فإننا نردد سبحان من ألهم النمل وأعطاه دقةً في حجمه تساعده على فعل ذلك .. سبحان الخالق..

وحين نرى الفيلة كبيرة الحجم شديدة القوة تتحرك ببطء وتجوب الأرض ظاهرةً مزهوةً بعظمتها يُفسَح لها الطريق وتحطم كل ما تتجاوزه في طريقها سواءً كان جذع شجرة متين أو زهرةً بيضاء رقيقة، ولا تبدو مكترثةً لما دمرته وطأة أقدامها فتسير بقلب جامد ودم بارد، فإننا نردد سبحان من أعطى الفيلة القوة والقدرة على فعل ذلك.. سبحان الخالق..

ورغم أن وطأة قدم واحدة من أقدام فيلٍ متغطرس كفيلةٌ بسحق مائة من النمل، إلا أن نملةً واحدةً استطاعت أن تصيبه في مقتل!!، لم يُعرف أثرها ولم يعلو صوتها إلا حين صرخت مناديةً شقيقاتها أن ابتعدوا عن هذه البقعة من الأرض فسيهوي الفيل ساقطاً عليها بعد لحظات..

أفسح النمل الطريق، لكن هذه المرة ليس لمرور الفيل، بل لأنه سيسقط جثة هامدةً على جنباته..

سقط الفيل، ليس لضعفٍ في بدنه، ولكن لأن نملةً صغيرةً آمنت بأن دقة حجمها لن تمنعها من مواجهته وقهر سطوته، فكرت ثم خططت فاختارت الوقت المناسب والمكان الملائم، ثم عملت واجتهدت وتجرأت، اعتمدت على نفسها ووثقت بقدراتها، غير معنية بمجتمع من النمل يحيط بها ويقبع في مكانه مردداً (هذا قدرنا، ولن نقدر على مواجهة فيل كبير قوي ولو كنا ألوفاً مؤلفة)، تلك النملة بعثت رسالةً لبقية النمل قائلةً:

كما أن الله عز وجل خلق الفيل بحجم كبير وأعطاه القدرة على فعل الكثير، فإنه وهبني دقة الحجم لأصبح قادرةً على فعل ما هو أكثر..


انتهت رسالة النملة المقتضبة، فماذا كانت ردة فعل بقية النمل ؟؟

قالوا هي تملك عظيم الحظ، وأنها متهورة، وقيل استعانت بأسد الغابة، وتردد بين البعض أن ما حدث هو مجرد مصادفة، فالفيل كان منهاراً، ورأى بعضهم أن هذه معجزةٌ كونية!..

أما صاحبة الشأن، فحدثت نفسها (يا للأسف!، لم أتلق التهنئة!! لم يقل أحدهم بأني قد اجتهدت وعملت فأصبت!!، لا ضير في ذلك، سأظل بالعمل أحقق النصر والنجاحات، وسأترك لهم الركون لأسخف التأويلات)..



هذا من جانب النمل، أما على الجانب الآخر، حيث تجتمع الفيلة فقد جاءهم الرسول منادياً:
أيها الفيلة لا تغرنكم قوةٌ في أبدانكم ولا ارتفاع هاماتكم عن الأرض، احذروا من قهر النمل وظلمهم، لا تقفوا عائقاً في طريقهم، فإن عظمة النملة في دقة حجمها..



عذراً أحبتي الكرام، فنحن نعيش في غابة، وفي الغابات قصص تحوي الكثير مما يجب أن نستوعبه قبل أن نتعلم منه.


في أمان الكريم،،
اضافة رد مع اقتباس