بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وحده ، و الصلاة و السلام على من لا نبي بعده ، أما بعد :
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ، و أسعد الله أوقاتكم بكل خير .
لتسمح لي سيدي الكريم بأن أختلق هذه القصة و أضعك فيها .
في قرية نائية في الربع الخالي من هذه البلاد ( أنت ) تعيش ، و في يوم ما هبت عواصف عليها قطعت سبل المواصلات منها و إليها ، و دامت هذه العاصفة لفترة ليست بالقصيرة جعلت أهالي تلك القرية محبوسين فيها ، فقط عزلتكم عزلاً تاماً ، و في يومٍ ما تلقيت إتصال هاتفي من رقم مجهول ، فترد و يبدأ بنبرة حادة و يقول : [ السلام عليكم ، الأخ ( .. .. .. ) ، ثواني خلك معي طويل العمر راح يكلمك ] ..
و بعد دقيقة تجد ذلك الصوت الضخم المألوف يتكلم قائلاً [ السلام عليكم ، معاك عبد الله بن عبد العزيز ] ، و بإرتباك تقول : [ ســم طال عمرك ] ، فيرد عليك الملك : [ هناك شخص يدعى ( .. .. .. ) يحتاج إلى ألف ريال عاجلاً ، و بحكم إنقطاع المواصلات لم نستطع إيصالها إليه منذ فترة ، و قد علمنا أنك تملك هذا المبلغ .. .. طلبي هو أن تعطيه هذا المبلغ ، و أبـشـر بالـعـوض الذي سوف يسرك ] ، لتذهب إلى الصرافة و تجد أنك لا تملك إلا ( 1300 ) ريال .. .. .. .. نهاية القصة .
السؤال هنا ، هل ستعطي هذا الشخص المبلغ ؟
حسناً ، كثير منكم سيقول نعم ، و عندما تسأله لماذا تقول تلبية لرغبة الملك و لأنه وعدني أنه سيعوضني خيراً ، و بالتأكيد سوف يعطيني أضعاف أضعاف هذا المبلغ ، فهو الملك ، و هذا عنده يسير .
إذا سيدي الكريم ما قولك في وعد من ملك الملوك ، فاطر السموات و الأرض ، رب العزة و الجلال ، حيٌ قيوم ، ليس كمثله شيء و هو السميع العليم ؟
قال تعالى : { مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا فَيُضَاعِفَهُ لَهُ أَضْعَافًا كَثِيرَةً وَاللَّهُ يَقْبِضُ وَيَبْسُطُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ }
و قال عز وجل : { مَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنْبُلَةٍ مِائَةُ حَبَّةٍ وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ }
سيدي الكريم ، متى ما تبنى سيادتكم أن جُل ما ينفق من أموال في سبيل الله صدقات كانت أم زكوات أنها لا تضيع عند الكريم الحليم ، و أن ما يبذل من مساعدات أو جهد يكتب عن يمينه مشهوداً في يوم لا ريب فيه ، و أن الصدقة تطفيء الخطيئة كما تطفيء النار الحطب ، و أن الصدقة شافية بإذن الله تعالى كما قال المصطفى صلى الله عليه و سلم : ( داووا مرضاكم بالصدقة ) ، ستكون قناعاتك أسمى و أجل من دنياً لا تساوي عند الله سبحانه جناح بعوضه .
هذه دعوة متواضعة لنبدأ من اليوم ببذل المزيد محاولين مساعدة المحتاجين ، و نصرة المظلومين ، فأعيدوا قراءة المثل السابق ، عل النفس الأمارة بالسوء تعيه .
[-] مــرور الــكــرام [-]
.