بسم الله الرحمن الرحيم
ffice
ffice" /> يكفي أن اقول بالبند العريض - الشحاذه او الطراره أو التسوّل .. لتفسير عنوان المقال في الأعلى ، وأعتقد بأنكم فهمتم قصدي قبل ان ابدأ.
في كل بلد في الكرة الأرضية هناك مايُسمّى - الزي التقليدي اي اللباس الشخصي الخاص بأهل البلد.
حيث هناك مثلاً الزي التقليدي المغربي الجميل .. وفي عمان هناك الملابس المميزه والبسيطه والتراثيه .. وهناك في اقصى الشرق الزي الهندي المزركش ، والصيني الذي جاوز آلاف السنين وبقي على حاله .. وهناك البريطاني الكلاسيكي .. والمكسيكي المبعثر والقائمه تطول .
حتى في السعوديه على اتساعها وكبر مساحتها هناك ازياء تقليديه خاصه بكل منطقه ، ففي جده ومكه والمدينه هناك الزي الحجازي الرائع والبعيد عن التكلّف .. وفي نجد والشمال وباقي المناطق يجمعنا إرتداء الثياب والأشمغه والغتر البيضاء .. كذلك الحال في الشرقيه ، وفي الجنوب هناك من الازياء الشعبيه التي لاتزال متوارثه حتى يومنا الحاضر.
حتى في عصر المودرن والموضات الجديده لازال الزي السعودي التقليدي يتمثّل فيما ذكرت أعلاه ويُشاهد على الدوام.
وليس في ذلك عيب .. بل كل الفخر عندما يرتدي شيخاً حجازياً اللباس التقليدي تجده رافعاً رأسه بكل ثقه أينما حل وارتحل ، ولا يخجل من احتفاظه واعتزازه بموروث الآباء والاجداد .. كذلك الحال بالنسبه لأهل الشمال الذي يرتدي شماغه وعقاله في كل زمان ومكان .. ويجد فيه كل العزة والشموخ حتى في أكثر الأماكن - عصرية وتحضراً.
اقول هذا الكلام وانا مؤمن به تماماً ونحن نعيش في قلب موضه الجينز .!
كل ماذكرت أعلاه كي أصل لهذه النقطه /
الغريب ، كل الغرابه .. ان يتقمّص شخص ما من { غير أهل البلد } دور المواطن في إرتداء الملابس التقليديه بشكل يوحي لك كشخص عادي بأنه سعودي مثلك تماماً ..!
وعندما تكتشف بعد ذلك بأنه مجرّد مقيم بدون إقامه حتى ، تتسائل مطولاً بينك وبين نفسك : مالذي يدفعه لهجر – ازياء بلده الأصلي ويتلوّن بغيرها و يجعلك تشعر بأنه لا يتشرف بالإنتماء لبلده الاساس.
هذا مايحدث يومياً في مسجد حارتنا .. !!
اعتدنا بشكل شبه يومي وخصوصاً بعد الصلوات وبالذات – صلاة المغرب ، على رؤيه احدهم يقف بعد إنتهاء الإمام من السلام مباشرة ليقف أمام المصلين ويطلب عطف المصلين بخطبه بتراء تملؤها عبارات التذلل والخضوع .. وتنتهي بصكوك واوراق يخرجها من جيبه لا تعلم مصدرها وهل هي حقيقه ام مزوّره.
ولنفترض جدلاً أنها فعلاً حقيقيه .. فلماذا لا يبادر مثل هؤلاء المنكوبين على مراجعه الجمعيات الخيريه او بعض المسؤولين ولن يقصروا ابداً في امور الخير – كما اعتقد.
بعضهم لا نختلف على انهم بالفعل محتاجين .. لكن مع الاسف بعض – المحتالين جعلونا لانفرّق بينهم وبين المحتاج الحقيقي.
مع العلم اني لم اسهب في موضوع الاقامه غير النظاميه .. والتستر على المخالفين .. الخ
ولا احد يجي يقولي أهم شي نيّـة الصدقه او المساعده .. فهناك أسر وعوائل عفيفه يمنعها الحياء من مد اليد تجاه الغير – هي أولى وأحق مليون مره من يتذلل ويتمسكن في مساجدنا بشكل يومي والاقربون اولى بالمعروف.
أذكر في احد الايام كنت مرتدياً زياً رياضياً ( ولهذه مناسبه بعد حين ) يحمل الشعار الفرنسي لتشجيع الديوك كما عادتي ، خرجت مسرعاً صوب سيارتي للحاق على بدايه المباراه .. واستوقفني قبل الركوب شيخاً يسير بمعاونه العصا التي يتكئ عليها وبرفقته شاباً متأنقاً .. بعد السلام اخرج الرجل الطاعن في السن اوراقاً مبعثره وصكوك لا تقرأ بالعين المجرده ، وأخذ يشرح لي قصه احد اقاربه المحكوم عليهم بالقصاص ويطلب مساعدتي ..!
ولست احتقر نفسي .. لكن هيئتي وانا ارتدي الملابس الرياضيه ، ثم الموقف في الشارع العام .. لا يوحيان ابداً أني اجلس فوق أرصدة بنك سويسرا الوطني .!!
وكم سيتوقع مني أن اعطيه اذا ما افترضنا ان مبلغ الدية يتجاوز الملايين من الريالات .. هل ستكفيه خمسون ريالاً او مئه ؟ او خمسمئه حتى ؟
عاد نرجع لسالفه – المقيمين اللذين عاثوا وعاشوا في ارضنا فساداً حتى الزائر العادي او حتى المقيم الامريكي او الاوروبي يأخذ عنا نظره سلبية تماماً .. فهو يعتقد كما نحن نعتقد بأنهم – سعوديون الأصل والمنشأ ، لكن الواقع يقول عكس ذلك تماماً.
هم من بلاد عُرف عنها انها أكبر المصدّرين للعماله في المملكه ( وتعرفونهم جيداً واخشى عند ذكرهم من مضايقه البعض ) يلبسون كما نلبس ثياباً سعوديه وأشمغه سعوديه .. بل ويتكلمون بمثل لهجتنا العاميه ايضاً ..!
قبل أمس وبعد صلاة المغرب كما العاده .. خرج علينا أحد هؤلاء بتقليعه جديده ، ما إن انتهى الإمام من الصلاة والتسليم حتى وقف يشرح حالته الصحيه وما أصابه بلهجه يستطيع من يدقق في بعض مفرداتها ان يكتشف موطنها الاصلي ، والجديد بأنه قام بخلع أزرار ثوبه لكي نرى آثار العمليه في بطنه .. وربما تبدوا هذه الموضه الجديده.
أخشى ما اخشاه غداً .. ان يتطور هذا الموضوع ليصل لخلع الملابس كاملة – ربي كما خلقتني .. حتى تكتمل الحبكه الدراميه .. ونشفق عليهم وتدمع عيوننا .. ويا حسرةً على جيوبنا.
يكشف عن جسده عارياً في مسجد حارتنا ..! 
! 
الوضع المتطور
