06/08/2008, 02:57 PM
|
| زعيــم فعــال | | تاريخ التسجيل: 22/08/2005
مشاركات: 476
| |
*ملحوظة / سيكون هذا التعقيب حول ( مفهوم التغيير ) و أعتذر عن كون التعقيب جاء على جزئية ولم يأتي حول الموضوع ككل , أرجو أن يتسع صدرك لهذه ( الشطحة ) في مسار الموضوع  . # توطئة :-
تغير أحوال أجسادنا و انتقالها من طور إلى طور جعل هامش مناورتنا تجاه التغييرات ضيقاً . و التجاهل لهذا التغيير أحياناً يكون قاتلاً , و الحقيقة أن تغيرنا ( البيولوجي ) جعل من التغير و التكيف قانوناً للحياة .
# مدخل :-
التغيير و التحول سنه من سنن الله في الخلق وهو في الوقت ذاته نعمة كبرى , إذ إن ثبوتية أي شيء تفقده الكثير من ألقه و بهجته فيصبح أقرب إلى أن يكون مملاً .
# حتى يغيروا ما بأنفسهم ...
كثير من الناس يحبون التغيير , ويغيرون كثيراً مما حولهم , لكنهم يجدون أنفسهم دائماً مكبلين تجاه تغيير نزعاتهم الخاصة , مع أن الرؤية الإسلامية تجعل تغيير ما في الأنفس هو الأساس لكل تغيير , ولهذا فإن الفوائد التي يحصلون عليها دائماً متواضعة .
# متى يكون تغييرك إيجابياً ؟
المنهج الرباني هو المنظار الصحيح الذي ترى به الأشياء من خلاله ويمكنك المعرفة الجيدة بالثوابت و الأهداف الكبرى , ولذا فإنك ترى أن التغييرات التي تكتنف وجودك في كل مجال من مجالات الحياة لا تكون إيجابية إلا إذا ساعدت على تشكيل البيئة التي تجعلك أقرب إلى التدين الحق .
# تحسين وليس تغيير !
ينظر الناس إلى ما توصلوا إليه من رؤى و خطط و نظم و أساليب على أنه شيء عزيز لا تصح التضحية به إلا عند الضرورة القصوى , ولهذا فإنك إذا قلت للناس : إني سأغير الأمر الفلاني فإنك تستعديهم و تهيجهم عليك , وينبغي أن تقول لهم : ما رأيكم لو أدخلنا بعض التحسينات أو الإضافات على الأمر الفلاني . لأن الإنسان في معظم الأحيان يبدي نوعاً من الحرون و التمنع تجاه المتغيرات الجديدة , و ذلك لا يعود إلى الطبيعة البشرية و إنما إلى الطريقة التي ربينا بها و إلى معطيات التعليم الذي تلقيناه .
# ما كل ما يلمع ذهب !
كل تحسين تغيير , لكن ليس هناك ما يدعو إلى الاعتقاد بأن كل تغيير تحسين , و عشاق التغيير من أجل التغيير لا يرون هذا , و لذا فإنك تشهد لديهم الكثير من التغيير مع القليل من التقدم , وهذا شيء مؤسف ! فقد يكون تغييرهم ذلك التغيير الذي يؤدي إلى تنميط الحياة و تكرار النماذج و إفقار البدائل , فيدفع بهم نحو التقهقر , ويهبط بحياتهم نحو الأسوأ , و ذلك لأن التوسع في كل شيء يعد أحد منتجات التقدم الحضاري و إن التغيير الذي لا ينسجم مع ذلك التوسع يجعل تطور الناس يتم خارج الرؤية الراشدة و المنهج القويم .
# طريق الألف ميل يبدأ بخطوة
العقبة الأصعب في التغيير كثيراً ما تتمثل في الخوف من الخطوة الأولى , فإذا استطاع المرء أن يحشد قواه المعنوية لخطوها و استلام أول الطريق فإنه يكون قد قطع نصف الطريق نحو ما يريد .
# احذر الملل وتذكر العاقبة
يمل الناس من استمرار الأشياء , ويستهلكون معاني الجدة فيها , لكنهم كثيراً ما يجدون في أعماقهم نوعاً من القصور و العجز عن معايشة التغيرات الجديدة , لذا فإن التغيير شاق ولكن يمكن إدخال نوع من السهولة عليه من خلال تذكر العواقب السيئة التي تترتب على بعض العادات الذميمة , فلو أن الواحد منا ربط مثلاً بين المشي بالنميمة أوترك الصلاة و بين عذاب القبر لوجد أنه قد تولّد لديه حماسة قوية للكف عن النميمة و ترك الصلاة و هكذا .
# لا فشل فأنت الخاسر الربحان !
التراجع عن أي شيء جيد يعد سيئاً , لكن مع هذا فإن المرء حين يصل إلى سلوك جيد ثم يتراجع عنه فإنه يكون قد ربح ما يدفعه على إعادة التجربة مرة أخرى و يعرف هذا على نحو جيد أولئك الذين يصارعون زيادة الوزن لديهم , حيث أنه من المعروف أن معظم الذين يتبعون حمية غذائية لتخفيف الوزن يتراجعون بعد مدة , لكن معظم هؤلاء أيضاً يكررون المحاولة مرة بعد أخرى , و يحققون نجاحات مقدرة .
# بنفاذ البصيرة تتغلب على التعقيد
إن النسيج العام لحياتنا المعاصرة معقد غاية التعقيد , وإن كل خيط فيه جاء من ظرف معين , لذا فإن التغيير الجدي فيها يحتاج إلى أن نمتلك من نفاذ البصيرة بقدر ما نمتلك من الحركة و قوة الاحتمال .
# افهمها جيداً و ابحث عن مفتاحها المناسب !
كل تغيير نحدثه فيما حولنا يعد صغيراً بالنسبة إلى التغيير الذي يمكن أن نحدثه في نفوسنا , و مفتاح كل تغيير في النفوس يكمن في فهم أحدنا لحالته النفسية على نحو جيد .
# قبل النشر :-
قد يكون تأثيث مدينة كاملة أسهل من تغيير اتجاه شخص أو تحوير مركبه العقلي حيث تبدو كل أدواتنا و أساليبنا محتملة التأثير .
# خروج :-
التغييرات الجديدة كثيراً ما تشكل إضافة حقيقة لحياتنا لكنها دائماً تحتاج إلى بذل جهد إضافي كي نتأقلم معها , و ينبغي ألا نتكاسل عن بذل ذلك الجهد , فالنوايا الحسنة وقوة الإرادة غير كافيتين لإحداث التغيير المنشود إذا لم يكن هناك بذل جهد إضافي وخطط بعيدة المدى للتغير العام . أ . د عبد الكريم بكار |
الوضع العادي
