.
العن الظلام .. لن يجدي أن تشعل شمعة* !!
9
شارفنا على نهاية السنة الدراسية الأسوء على مر العصور .. بأجساد وعقول منهكة بعد عك وغث لم يفد غير التعب والأسى وضياع الوقت وتدمير المواهب وتبديد الطاقات دون فائدة !!
لم يبق طالبٌ إلا واشتكى .. فوق الشجب والاستنكار ( الذي يتقنه العرب
) .. قُدّمت المعاريض والطلبات .. لم تجد .. نوقش وضع المعلم مع مسؤول القسم بحضور المعلم نفسه وأُثبتت عليه كل المساوئ .. لم يجد .. اُختبرنا في غير منهجنا ثم اعترضنا .. فلم يجد .. وزعوا شعبتنا لنصفين مع شعب أخرى أقل منّا .. غاب المعلم الأمريكي لأيام كثيرة وترك المنهج دون تدريس .. والشكوى لم تجد .. انتهى العام وأتى معلم آخر ( أجنبي ) يعتذر .. والمسؤول لم يظهر .. توضع الأسئلة بواسطة معلم واحد ويثبت فشل الأسئلة باتفاق الجميع ولم يتغير كاتبها رغم أن العميد وعد بمساعدة الطلاب لعلمه بالأسئلة .. وأشك أن الوعد سيجدي .. يُرغمنا المعلم أن نعطيه التقييم العالي في الاستبيان ولايتيح لنا حرّية الرأي رغم أننا منحناه تقيما عاليا لكنه الجشع وحب اكتساب ماليس له !!
ومحاضرات اضاعة الوقت ( الصحة ) .. قاعة مليئة .. وأصوات صاخبة .. مقابل معلم في الأسفل يرضى بالواقع ويشرح لنفسه !!
والعذر دوما .. جلّ من لا يسهو ولا يخطئ .. وكأن الخطأ إن آتى دون دراسة علمية لجدوى المشروع يكون مقبولا .. لكن إن أخطأ الطالب مجتهدا فإنه يوضع موضع الإتهام والتخاذل .. وكأنهم بالأمس لم يكذبوا ( أنتم نخبة البلاد
) !! وسعادة العميد تفرّغ لإجراء الجولات الاستطلاعية مع أصدقائه من الكليات الأخرى مفاخراً .. ( وياما ورى السواهي دواهي ) .. إضافة لوجود الكاميرات أسبوعيا ( تطبيلا ) لسنَتهم الغرّاء .. ثم حفلٌ للآباء !!
عدد ساعاتنا تساوي سنتي دراسة في أي كلية أخرى ( أعني ساعاتنا في السنة التحضيرية العامة ) .. وللعلم .. يوجد تحضير لطلاب الهندسة من كلية الهندسة العام المقبل أي أن سنتنا لم تفد .. ويعلم الجميع حقيقة فشلها !!
اليوم وقد وصل الغياب لمرحلة قصوى .. فترى بعض القاعات لاتحوي غير طالبين من أصل عشرين .. وأحيانا لايحضر أي طالب .. فالكآبة وصلت حدها الأعلى .. ولم نعد نحتمل أكثر !!
عزائنا الوحيد .. أن السنة انتهت ولم يبق غير أسبوع قبل الاختبارات النهائية لنضع هذه الحقبة وراء ظهورنا ونطلب عون الله وحده في مستقبلنا فلاعونَ لنا هنا غيره .. حيث الجامعة ( معتقلٌ ) !!
فيا قارئي يارفيق الطريق .. أنا الشفتان وأنت الصدى*
شكرٌ وافر .. لكل من شرفني هنا .. إما قراءة أو كلمة أو تشجيع ..
هنا ساتوقف !!
{النمر15}