.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
-5-
إحدى الأسس التي ترتكز عليها دراستنا مادة الرياضيات .. لكن إن علمنا أن بعض طلاب إدارة الأعمال هم من طلاب الشرعي .. سنجد إجحافا في حقهم أن يدرسوا هذه المادة التي لاتدخل في تخصصهم مباشرة ..
فالرياضيات التي ندرسها معقدة بعض الشيء .. ولاتندرج ضمن تخصصهم ..
اشتكى الطلاب للمسؤولين .. لكن الرد على لسان العميد كان مخزيا ( ماكنّا ندري انكم شرعي
) !! ألهذه الدرجة وصل الاستخفاف .. أولا تعلم أن من طلابك من هو في الشرعي .. لنعلم أن الرد عذرٌ أقبح من ذنب لايغتفر .. واستمرت معاناة الطلاب المساكين ..
لم يتركوا شيئا لم يفعلوه .. انتهبوا وواظبوا على الحضور .. وكلٌ منهم جلب لنفسه مدرسا خاصا في المنزل .. لكن الأساس الذي اكتسبناه في الثانوي لم يكونوا يملكوه ..
فسقط الكثيرون في حفرةٍ خزي الجامعة .. وحملوا المادة بعدها وجدوا أنفسهم بين مادتي رياضيات .. والثانية أصعب من سابقتها .. بين جدول مزدحم لايجدون برهة يلتقطون فيها أنفاسهم ..
هؤلاء جزء بسيط من الطلاب فقط .. ورغم هذا حصل الكثير من الخلل في التنظيم الجدولي لهم ..
هيئة التدريس ..
استقطبت الجامعة مجموعة كاملة من المعلمين .. وكانوا للأسف بدرجة أقل من السوء ..
فليس لديهم مادة علمية .. ولا أسلوب جذب .. ولا لغة جيّدة .. ولاتنظيم جيد ..
كنّا نستمع إلى معلم ( يخطئ ) مرات والطلاب هم من يصوّبه ..
لدرجة أن الوضع بات طبيعيا .. وأعذاره الواهية تمر أمامنا ولانلقي لها بالا ..
من باب ( قم للمعلم ) !!
لم نكد ننتهي من المنهج المقرر .. إلا في الأسبوع الأخير .. والذي لم يحضره أحد وسخط المعلم كثيرا ..
مايثير القهر .. أنه كان يعطينا أمثلة قليلة جدا .. لكنه يحتاج لوقت طويل لتصل المعلومة للمتلقي .. دليل عدم قدرته على نقل المعلومة بسلاسة ..
المشكلة أن هؤلاء المعلمين .. أتوا لـ ( أفضل جيل ) كما أسماه العميد .. فنحن الجيل الأقوى من بين أجيال المملكة ..
شكرا على الهواء ،، يا ( سعادة ) العميد !!
في القاعات الأخرى .. كان بعض المعلمين من باكستان .. وياعيني ياعيني .. لايجيدون لاعربية ولا أعجمية .. يصفُ كلمات بلامعنى .. و ( الاختبار بكرة ) !!
وآخر يجلس على كرسيه .. ويوزع على كل طالب مثالا يحله .. وإن لم يفعله صحيحا ينقص درجة .. وهذا هو الحال !!
لا أدري هل كان هذا كل شيء .. لأني أعجز تذكر غيره .. لكن الصورة تبدو واضحة لي .. أن هذه المادة كانت مجحفة بحق الكثيرين ..
حتى من طلاب العلمي .. فطاقم التدريس كان سيئا بحق .. ولم نستفد منه أي شيء غير الحديث عن انجازات المعلم وشهاداته وبحوثه الكبيرة !!
- 6 -
أما مادة الحاسب الآلي .. فهي كما أسميها ( نكتة الهند ) !!
أعضاء هيئة التدريس جلبوا جميعا من الهند .. بلكنة انجليزية لامفهومة .. ونفسيات سيئة .. لاتبعث بإشارة تدل على أن من يقف أمامنا معلم !!
لدرجة أني طلبت منه كتابا ( باللغة الانجليزية ) لكنه لم يفهم سؤالي مرات عديدة حتى اريته كتابا ليفهم ما أريد !!
كانت كل محاضراتنا لتصفح الانترنت وتبادل الأحاديث .. فالمعلم يجلس في زاوية القاعة بجهازه ويغوص في عالمه ..
وفي كل بداية أسبوع واجب يرسل لبريد الإشراف .. وفقط !!
حسب ما أعلم .. أن الحاسب شكلة عقدة لكثير من الطلاب الذين لا يملكون خلفية أولية كبيرة عن الحاسب .. وأعتقد أنها المادة الأكثر التي اشتكى منها الطلاب رغم أنهم درسوها سالفا في المدارس !!
كانت الاختبارات مقسمة لقسمين .. نظري وعملي .. تحل على الجهاز وترسل للاشراف .. ويتولى مراقبة الطلاب معلمان ..
بدت الاختبارات بالنسبة للطلاب شيئا يرونه لأول مرة لأن معلميهم ( الأفاضل ) لم يشرحوا شيئا من المنهج واكتفوا بتصفح الانترنت السريع الذي أجزم أنهم لم يروا له مثيلا !!
إحدى السيئات كانت في الاختبار النصفي .. حين لم يسمحوا لنا ببدئه الا بعد نصف ساعة .. وما أن مضت ربع ساعة حتى بدؤوا ينادون .. لم يبق الا خمس عشرة دقيقة ( بلهجتهم الصحيحة طبعا
) !! حمدت ربي أني أملك معلومات جيدة في الحاسب استطعت تجاوز المادة التي لم أر منها غير الاختبارات ..
كانت الميزة الوحيدة في المادة أننا لانتعامل مع أوراق .. بل إن الأجهزة هي الشيء الوحيد الذي نتعامل معه
آسف .. نسيت أصناما تدعي ( معلمين ) !!
كدت أنسى .. أغرم كل طالب على شراء ( جهاز محمول ) بمواصفات معينة لأن اختبارات جميع المواد ستكون عليها ..
لكن الجامعة كذبت مرة أخرى .. ومر الفصل كاملا دون أن يطلب الجهاز .. وهو أمر تخبطت فيه الجامعة مجددا
( للمعلومية ساهمت الجامعة بدفع 1000 ريال من قيمة كل جهاز )
أيضا للمعلومية .. ظهرت الأغبرة وبيوت العناكب على جهازي الجامعي
.. سأتوقف تجنبا للإطالة .. بعد أن أطلت كفاية ..
للسنة التحضيرية حسنة كبيرة .. سأذكرها في العدد القادم ترقبوها !!
.